السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد معاشر الكرام حجاج بيت الله الحرام اهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الذي نسأل الله عز وجل ان يجعله علينا اجمعين مباركا وباب خير ونفع وفائدة. وان يصلح لنا اجمعين شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يكتب لنا في حجنا حسن التقرب اليه وحسن العمل المدني منه. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وجزى الله خير الجزاء وزارة الشؤون الاسلامية على جهودها المباركة واعمالها الحثيثة في نفع حجاج بيت الله وافادتهم في دينهم. ونسأل الله عز وجل ان يبارك في هذه الجهود وان يجعلها لوجهه خالصة ولعباده نافعة بمنه وكرمه. معاشر الكرام الحديث في هذا اللقاء عن موضوع جدير بالعناية والاهتمام من كل مسلم الا وهو محبة اولياء الله وقد صح في الحديث عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال اوثق عرى الايمان الحب في الله. والبغض في الله وصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال من احب لله وابغض لله واعطى لله لله فقد استكمل الايمان وعليه فان محبة اولياء الله جل في علاه هي اوثق عرى الايمان وهي مما يستكمل به الايمان. وهي من عظيم القرب التي يتقرب بها المسلم الى الله عز وجل ومن الدعاء المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك. فان قوله وحب من يحبك هذا هو محبة اولياء الله ولهذا ينبغي علينا معاشر الكرام ان نتخذ محبة اولياء الله سبحانه وتعالى دينا وقربة. نتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. لما لهم من عظيم المكانة ورفيع المنزلة ولما حباهم الله سبحانه وتعالى به من حسن التقرب اليه جل على واذا كان محبة واذا كانت محبة اولياء الله جل وعلا دينا وقربة فان معاداتهم اثما وباب شر على المرء في دنياه واخراه ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وهو في صحيح البخاري. من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. وهذا يدل على عظم خطورة معاداة اولياء الله وتعالى ولهذا ينبغي على المسلم ان يعرف لهذا الموضوع قيمته ومكانته ومنزلته العلية وان يعد في جملة قربه الى الله سبحانه وتعالى ان يتقرب الى الله جل في علاه بمحبة اوليائه. ومحبة اصفيائه سبحانه وتعالى وان يحذر اشد الحذر من ان يكون في جملة عمله او اعماله معاداة لاولياء الله. فان الامر عظيم الخطأ. من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ومن اذنه الله بالحرب هلك في دنياه واخراه محبة اولياء الله سبحانه وتعالى قربة نتقرب بها الى الله عز وجل نسأل الله جل في علاه ان يعمر قلوبنا بمحبة اوليائه. وان لا يجعل في قلوبنا غلا للذي امنوا وانظر في هذا الباب العظيم قول الله سبحانه وتعالى لما لما ذكر في سورة الحشر الصحبة الكرام واثنى الثناء العظيم. قال جل وعلا والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا الا انك رؤوف رحيم وهذا يستفاد منه ان المطلوب تجاه اولياء الله سبحانه وتعالى علامة القلب وسلامة اللسان بان لا يكون في القلب تجاههم غل او حقد او حسد او ضغينة والا يكون في اللسان تجاههم سب او شتم او لعن او وقيعة بل الالسنة مصونة والقلوب نقية لا غل فيها ولا حقد ولا حسد. هذا هو الواجب على عبد الله المؤمن تجاه اولياء الله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي ان يعلم معاشر الكرام ان اهل السنة والجماعة اهل الحق اهل صراط الله المستقيم. يعرفون لاولياء الله قدرهم ويرعون لهم مكانتهم ويحفظون لهم الحق الواجب تجاههم ويدركون اهمية هذا الامر. وعظم شأنه. بلا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط وهذه ميزة اهل السنة وخاصيتهم فان منهجهم في امور الدين كلها منهج وسط. وطريقهم قوام لا غلو ولا جفاء قد قال الله سبحانه وتعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها ولهذا اهل السنة فيما يتعلق باولياء الله عز وجل وسط عدل لا يغلون فيهم ولا يرفعونهم فوق مكانتهم ولا يعطونهم من الخصائص والصفات ما ليس لهم وفي الوقت نفسه لا يجفون في حقهم ولا ينتقصون من مكانتهم. بل هم وسط في اولياء الله عز وجل كما انهم وسط في امور الدين كلها ايها الكرام هذا الباب الشريف محبة اولياء الله جل في علاه يتطلب من المسلم ان يكون على معرفة بصفات اولياء الله في ضوء كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لان لا يلتبس عليه الطريق ولان تختلط عليه الامور ولان يعد في اولياء الله من ليس منهم او يجعل منهم من اولياء الله ليسوا من اوليائه وهذا يقع من المرء اذا قلت بصيرته بكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولهذا من المطالب المهمة في هذا الباب العظيم ان يعرف المسلم من هم اولياء الله. وان تكون هذه المعرفة في ضوء الكتاب والسنة وقد قال الله جل في علاه الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون كأنه قيل من هم يا الله من هم اولياؤك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال جل وعلا الذين امنوا وكانوا يتقون. هؤلاء اولياء الله. اهل الايمان والتقوى فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا فاولياء الله هم اهل الايمان بالله. وبكل ما امر عباده سبحانه وتعالى بالايمان به وهذا يعني صحة المعتقد وقوامه وسلامته وكانوا يتقون اي يتقون الله ويتقون ما نهاهم الله عنه. ويتقون ما سخط الله عليهم من ترك للمأمور او فعل للمحظور ولهذا فان تقوى الله عز وجل عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله فالولاية ايمان وتقوى. ايمان بالله وبكل ما امر جل وعلا عباده بالايمان به وعمل بطاعة الله عز وجل وبعد عما نهى عنه سبحانه وتعالى وفي الحديث القدسي المشاري الى اوله قريبا المخرج في صحيح الامام البخاري عن النبي صلى الله عليه عليه وسلم انه قال قال الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب كأنه قيل من هم اولياؤك يا الله؟ الذين من عاداهم اذنته بالحرب الجواب في الحديث نفسه مبينا من هم اولياؤه سبحانه وتعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل. حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي اي ان الله سبحانه وتعالى يؤيده ويحفظه في سمعه وبصره ويده وحواسه بقربه الى الله سبحانه وتعالى وحسن تقربه الى الله عز وجل وهذا الحديث فيه بيان بين لاولياء الله من هم وما صفتهم قال ما تقرب عبدي الي بشيء احب الي مما افترضته عليه الولاية قرب الى الله وتقرب اليه. هذه حقيقته وهي سميت ولاية من المحبة والقرب ولهذا قال بعض اهل العلم في تسمية بهذا الاسم قال من الموالاة. موالاة الطاعة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى. لان لا يزال في طاعة الله والتقرب الى الله والمحافظة على واجبات الدين وفرائض الاسلام فيصبح لذلك من اولياء الله سبحانه وتعالى ولهذا قال العلماء اخذا من هذا الحديث وغيره ان من حافظ على فرائض الاسلام وواجبات الدين. وتجنب المنهيات المحرمات. عظائم الذنوب تجنبها وابتعد عنها فهو من اولياء الله قد جاء في صحيح مسلم ان النعمان ابن قوقل رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله ارأيت اذا صليت المكتوبة واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا. اادخل الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال رضي الله عنه والله لا ازيد على ذلك شيئا فالذي يحافظ على الواجبات واجبات الدين فرائض الاسلام ويتجنب الامور التي حرمها الله. ونهى عباده جل وعلا عنها. فهو من اولياء الله سبحانه وتعالى وهذه رتبة في الولاية. يسميها اهل العلم رتبة المقتصدين كما قال الله سبحانه وتعالى فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات والمقتصد هو الذي فعل الواجب وترك المحرم فالذي فعل ما اوجب الله عليه وترك ما حرم الله سبحانه وتعالى عليه هذا من اولياء الله من اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لانه اتقى الله. امن بالله واتقى الله وفعل الواجب وترك المحرم. فهو من اولياء الله وتعالى لكن هناك في الولاية رتبة اعلى من هذه الرتبة. وارفع والله يقول ولكل درجات مما عملوا. هناك رتبة في الولاية ارفع من ذلك وجاء تبيانها في الحديث نفسه. قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. هذه رتبة اعلى. اذا فعل العبد الواجب وترك المحرم فهو من اولياء الله لكن هناك رتبة في الولاية اعلى من هذه وهي ان يحافظ او ان يعتني بعد عنايته بالفرائض وبعده عن المحرمات بالرغائب والنوافل والمستحبات. لتعلوا درجات عند الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف يعني اهل المنازل عالية الرفيعة في الجنة كما ترأون الكوكب الدري. الغابر في السماء. قال لتفاضل ما بينهم الجنة درجات ورتب ومنازل ولكل درجات مما عملوا. كلما ازداد العبد تقربا الى الله عز وجل بالنوافل والرغائب والمستحبات علت منزلته عند الله. واذا حافظ على الواجبات واجبات الدين فرائض الاسلام تجنب ايضا الحرام كان بذلك من اولياء الله سبحانه وتعالى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اذا اولياء الله جل وعلا على رتبتين. مقتصدون وسابقون بالخيرات والمقتصدون من فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات والسابقون بالخيرات من زادوا على ذلك فعل الرغائب والاجتهاد في النوافل والمستحبات فهذا حديث عظيم. في التعريف باولياء الله سبحانه وتعالى. واهل العلم يسمون هذا الحديث حديث الاولياء يسمون هذا الحديث حديث الاولياء. وبعض العلماء من افرده بالشرح والبسط والبيان لانه حديث عظيم في هذا الباب. باب معرفة اولياء الله سبحانه وتعالى من هم وبهذا تعلم ايها المسلم الموفق ان الولاية والولي والاولياء ليست رسوما مفتعلة او طقوسا مدعاة او زين ولباسا معينا او نحو ذلك من المسالك والمسارات. التي تفعل زعما ممن يفعله ان هذا طريق الولاية وبابها بل ان من الناس من من اتخذ هذا الباب باب الولاية طريقا للتعالي على الناس واكل اموالهم بالباطل وكم وكم حصلت من الانحرافات والعدول عن صراط الله المستقيم بسبب دعوى الولاية الزائفة والتعظيم للنفس وطلب المكانة وعلو المنزلة على الناس والتعظيم للنفس بينهم باسم الولاية. ولهذا ينبغي ان يعلم ان الولاية ليست شيئا يدعيه المرء لنفسه الولاية بين العبد وبين ربه. الولاية جهاد بينك وبين الله. تقربا الى الله طلبا لما عند الله سبحانه وتعالى ولهذا اولياء الله الصادقون لا يقول القائل منهم عند الناس انا ولي وانا من اولياء الله. ما يقول ذلك ولا يدعي ذلك لنفسه. عبد الله ابن ابي مليكة من علماء التابعين. يقول ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه ما يدعون الولاية. مع علو مكانتهم ورفيع منزلتهم رتبة عبدالله بن عمر رضي الله عنها الصحابي الجليل يقول لو اعلم انه تقبلت مني سجدة واحدة خير لي من الدنيا وما فيها ما يدعون لانفسهم الدعاوى العريضة. وانا كذا وانا ما يدعي لنفسه. ولهذا يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول ان المؤمن جمع لنفسه بين الاحسان والمخافة والمنافق جمع لنفسه بين الاساءة والامن. المؤمن يحسن ويخاف. انظر الى صفة المؤمنين الكمل في سورة قال الله جل وعلا والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون جاء في مسند الامام احمد ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها قالت سألت النبي عليه الصلاة والسلام عن هذه الاية. قلت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويخاف ان يعذب؟ هل هذا هو معنى الاية؟ قال لا يا ابنة الصديق وانما هو الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل ويخاف الا يقبل يؤتون ما اتوا اي يقدمون ما يقدمون من طاعات وقربات وهم يرجون الله سبحانه وتعالى ان يتقبلها منهم. لا يدعون انها متقبلة. ولهذا مضت سنة المسلمين من زمن الصحابة الى يومنا هذا عقب الصيام عقب فريضة الصيام وعقب فريضة الحج في عيد الفطر وعيد الاضحى اذا لقي بعظهم بعظا ماذا يقولون تقبل الله منا ومنكم. كل واحد منهم يدعو للاخر بالقبول. هذه سنة ماضية من زمن الصحابة. الصحابة كانوا اذا لقي بعضهم بعضا يوم قال الواحد منهم لاخيه تقبل الله منا ومنك. يسألون الله القبول. ما منهم من يدعي ان اعمالهم متقبلة. لا الانسان نفسه مهما اجتهد في العمل ومهما اجتهد في التقرب الى الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال الله جل في علاه لا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. ولهذا الولي الصادق ما يدعي الولاية ما يدعي الولاية لنفسه ما يعظم نفسه لا يقول عن نفسه انا كذا وانا كذا. بل لا يزال مجاهدا نفسه على الاعمال الصالحة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى وهو لا يزال يرى نفسه مقصرا لا يزال يرى نفسه مفرطا. لا يزال يبكي على تقصيره وتفريطه. مع احسانه في العمل. واحسانه التقرب الى الله سبحانه وتعالى. بخلاف من يدعي الولاية مجرد دعوة تجد انه جمع لنفسه بين امرين اساءة في العمل وتفريط وتقصير فيه وفي الوقت نفسه ادعاء لنفسي بالكمال والتمام والرفعة الولي الصادق اذا قيل له انت من اولياء الله يغضب. يقول من انا يغضب يقول من انا؟ والولي الذي يدعي ذلك ادعاء اذا قيل ان من اولياء الله يقول لا انا اكبر من هذا واعظم والاولياء مراتب وانا رتبتي كذا ولهذا عندهم في الولاية مسميات كلها مفتعلة لا اصل لها في دين الله. الغوث والقطب وكذا اشياء كثيرة مفتعلة كلها لا اصل لها في دين الله. درجات مزعومة ودعاوى فجة لا اصل لها في دين الله سبحانه وتعالى. رتب مدعاة ومنازل مدعاة واشياء مفتعلة ولهذا ينبغي للمسلم ان يميز في هذا الباب وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه كتب كتابا احسن فيه واجاد اسماه الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان لان المسلم ينبغي ان يميز وان يكون عنده فرقان حتى لا يختلط عليه الامر. حتى لا يشتبه عليه بعض الناس تشتبه عليه الامور ويظن الولاية ليس في من هو ليس من اولياء الامور. بعضهم تجده مضيع للصلاة اصلا ولا ولا يحافظ عليها ولا يرى في المساجد. ولا يعتني بواجبات الدين. وهو عند من هو معظم عندهم من الاولياء وربما قالوا ان هذا قد سقطت عنه التكاليف. وصل الى رتبة سقطت عنه التكاليف. وسقطت عنه الواجب فلا يشهد صلاة ولا يتورى عن محرم ولا يزالون اتباعه يعتقدون فيه انه من اولياء الله ولهذا المسلم فعلا ان يميز في هذا الباب وان لا ينخدع. الولاية ليست تعرف بالخوارق. خوارق العادات. حتى وان رأيت شخصا يطير في الهواء او او يمشي في الماء او يفعل ما شاء. هذه ليست العلامة من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا. علامة الولاية والمحافظة على طاعة الله. ومجاهدة النفس على التقرب الى الله والبعد عن تزكية النفس وتفخيمها وتعظيمها والتعالي على الناس بالدعاوى الفجة العريظة التي لا ختام لها ولا زمام يقول الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كلمة مفيدة في هذا الباب لننتبه لها. يقول اذا اشتبه عليك امر ولي فاعرفه في ثلاثة امور اذا اشتبه عليك امر الولي. هل هو من الية او من المدعين لها؟ فاعرفه في ثلاثة امور في صلاته هذا الامر الاول هل هو من اهل المسجد؟ هل من من المحافظين على الصلاة؟ من معظمين المعتنين بها المواظبين عليها المؤدين لها جماعة في بيوت اذن الله ان رفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقامة الصلاة فهذا مقياس وهو محك ميزان يومي فاذا كان الشخص محافظا على هذه الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة يؤديها في بيوت الله لها فهذا من امارات الخير. وعلاماته ودلائله وشواهده وبراهينه. اما اذا كان مفرطا متهاونا مضيعا ينام عنها يكسل تشغله الشواغل وتصرفه الصوارف عن هذا ليس من علامات الخير. ولا من اليه قال تعرفه اولا في صلاته الامر الثاني قال رحمه الله في محبته للسنة واهلها او نفرته منهم. في محبته للسنة واهلها او نفرته منهم اذا كان نافرا من السنة ونافرا من من اهلها مبغضا لهم كارها معاديا هذا ليس من علامات الولاية واذا كان يحب السنة ويعظم السنة ويحب اهل السنة المحافظين على السنة فهذا من علامات الخير ودلائلها والسنة ليست مجرد دعوة السنة ليست مجرد دعوة او مؤتمر يعقد من هم اهل السنة ويقرر السنة حقيقتها وحقيقة صاحبها من من يعمل بالسنة. ويواظب عليها. ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله اهل السنة سموا اهل سنة لانهم مظاهر ظهرت عليهم السنة. من ظهرت عليه السنة فهو من اهلها. عقيدة وعبادة وسلوكا ومن لم تظهر عليه السنة لا في عقيدته. ان ان نظرت عقيدته فعقيدة اهل الكلام وان نظرت الى طريقته فطرق الخرافة والضلال وان نظرت الى اعماله واذا بها فيها ما فيها وان ادعى انه من اهل السنة لا لا يكون من اهلها بمجرد دعواها وكم من انسان يدعي ودعواه ليست في محلها والدعاوى ما لم يقم عليها بينات فاهلها ادعية فاهل السنة من يعظمون السنة ويقيمون السنة ويحكمون السنة ويعملون بها عقيدة وعبادة وسلوكا. اما الذي ان سئل عن عقيدته فاذا به عقيدة اهل الكلام وان سئل عن مسلك واذا به مسالك منحرفة ليست على صراط الله المستقيم من الطرق الضالة المنحرفة فاين واين له ان يكون مع ذلك من اهل السنة وهو لم تظهر عليه السنة. لم تظهر عليه السنة فالسنة ليست مجرد دعوة السنة ليست مجرد دعوة السنة مجاهدة للنفس على على التعظيم للسنة والعمل بها ولهذا يعرف الشخص كما يقول ابن القيم رحمه الله بمحبته للسنة ومحبته لاهلها. اما اذا كان نافرا من السنة ونافرا من اهلها هذا ليس من علامات الخير ولا من دلائل الخير. وان ادعى لنفسه ما ادعى الامر الثالث فيما ذكر رحمه الله تعالى قال في دعوته الى الله ورسوله تجريدا للتوحيد ولله عز وجل والمتابعة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا اولياء الله حقا لا يدعوا الواحد منهم لنفسه. ولا يطلب شيئا لنفسه ليعظم او يفخم او غير ذلك. وانما يدعو لدين الله يقول الشافعي رحمه الله وددت لو ان الناس دخلوا في دين الله افواجا ولو قرظ جسمي بالمقاريض ما شيء لنفسه ولا يريد شيئا لنفسه. وانما يريد علوا لدين الله هداية الناس الى دين الله وتعريفهم بدين الله ولهذا قال الله سبحانه وتعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله. ولهذا اولياء الله دعاة الى الله لا الى انفسهم. اذا كان الشخص يعقد تنظيما يطلب اصواتا لنفسه. ويطلب مؤيدين ويطلب مصوتين ويطلب اتباعا له ويطلب اشياء من هذا القبيل هذا يدعو لنفسه اما اولياء الله دعاة الى الله ودعاة الى دين الله لا لا يدعون الى انفسهم. ولا ولا يطلبون شيئا لانفسهم وانما هم دعاة الى الله ودعاة الى دينه جل في علاه. كما قال الله سبحانه وتعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. انا ومن اتبعني. من لا يتنبه لهذا الطريق يدخل في متاهات يدخل في متاهات ويدخل في طرق تبعده عن الولاية بعدا شديدا حدثني احد الاشخاص ممن هداه الله سبحانه وتعالى. كان في اول امره على طريقة ما مرتبطا بشيخ ما يملي عليه املاءات في اعماله واوهمه ذلك الشيخ المعظم عنده ان وصوله الى الله انما يكون من طريق هذا الشيخ حتى انه يقول قال لي اذا اردت ان تذكر الله فاستحظر شخصي بنفسك استحضر شخصي لان لي مكانة عند الله ولا يصل ذكرك الى الله الا الا من طريق. يقول احتجت الى ان ان اسافر هو يحددني بنفسه. قال احتجت ان اسافر الى منطقة بعيدة عن المكان الذي فيه الشيخ فحملت هما كيف يكون الذكر وكيف يكون العبادة فاتيت الشيخ قلت انا الان ساسافر قال لا عليك يقول واعطاني صورة له قال هذي تاخذها معك في اي مكان وتكون معك وتستحضر شخصي وانت تذكر الله وتتقرب الى الله لا تنال الولاية الا بذلك. كم يضحكون على الناس؟ وكم يورطون العوام؟ وكم يدخلونهم في متاهات؟ بل والله ادخل بعض العوام في الشرك بالله والتعلق بغير الله سبحانه وتعالى حتى اصبح في الولاية اتخاذا للانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى بان يعظم المزعوم تعظيما لا يليق الا بالله. سبحانه وتعالى ولهذا عبد بعضهم من دون الله باسم الولاية واصبحت تصرف له من الخصائص والحقوق ما ليس الا لله سبحانه وتعالى. وهذا امر يعرفه كثير من الناس في كثير من المناطق دخلت على الناس دواخل ومصائب وعظائم باسم الولاية باسم الولاية باسم التقرب الى الى الله سبحانه وتعالى. فاصبح بعض الناس لا هم له الا من خلال الولاية. ان يكون معظما في النفوس له مكانة يأكل من خلال الولاية اموال الناس بالباطل ويطلب من خلال الولاية التعظيم في النفوس الى غير ذلك من المهان ولهذا هؤلاء الادعية للولاية هم من ابعد ما يكون عن هذه المعاني التي جاءت في نصوص الكتاب والسنة في بيان حقيقة الله ومن هم اولياء الله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي على المسلم ان يكون محبا لاولياء الله عارفا بقدر اولياء الله سبحانه وتعالى. وان يكون في الوقت نفسه مفرقا بين الاوليا والادعية. حتى لا يقع في المتاهات ولا يقع في المنزلقات التي وقع فيها اقوام واقوام باسم الولاية وهذا باب خطير جدا. حتى ان اهل تلك المسالك يدعون في حق من لا يسلك مسلكهم في التعامل مع اولياء الله انه لا يحب الاولياء لانها اصبحت المحبة للاولياء مسلكا للتضوا لانفسهم مخالفا لدين الله سبحانه وتعالى. بعيدا كل البعد عن دين الله سبحانه وتعالى ولهذا يعتبر هذا الباب باب خطير لابد ان ينتبه له المسلم وان يكون مظبوطا بضابط الكتاب والسنة حتى لا يقع الانحراف ولاجل ذا كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الكتاب الذي اشرت اليه الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. وذكر العلامات لهؤلاء والعلامات لهؤلاء بما يعرف اوصاف هؤلاء وبما يعرف اوصاف هؤلاء. حتى يكون المسلم على بصيرة وايضا حتى لا ينزلق بهذا الباب المنزلق الذي لا يحمد عاقبته لا في دنياهم ولا في اخراهم ايها المسلم الكريم وقد سمعت قول الله جل في علاه في هذا الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي من مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه اوصيك وصية ونصيحة محب مشفق في هذه الايام المباركة اتخذها فرصة لنفسك ومناسبة كريمة لشخصك. وقد اكرمك الله سبحانه وتعالى بالمجيد لحج بيته الحرام. اتخذها فرصة جاهد نفسك على التوبة الى الله وحسن الانابة الى الله لتخرج من الحج وانت من اولياء الله. فرصة لك والله انها لفرصة ثمينة واذكر في هذا المقام قول نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي في صحيح مسلم حديث عائشة رضي الله عنها قال عليه الصلاة والسلام ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو سبحانه وتعالى. ثم يباهي ملائكته يباهي بهم ملائكته. يقول ما اراد هؤلاء انظر هذه الفضائل الاربعة العظيمة التي جمع هذا الحديث وتأمل من خلالها كيف ان يوم عرفة يعد بابا عظيما ان وفقك الله لتصبح من اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ممن عتقت رقابهم من النار ممن اجيبت دعوتهم اقيلت عثرتهم غفرت زلتهم تقبل الله سبحانه وتعالى توبتهم وجعله في عداد عباده واوليائه سبحانه وتعالى. فهي فرصة عظيمة لك ان تنتهز فرصة حجك ووقوفك بين يدي الله سبحانه وتعالى في ارض عرفات لترتقي الى هذا المرتقى المبارك والى هذه المنزلة العظيمة تسأل ربك سبحانه وتعالى من فضله العظيم لله عز وجل عتقاء يوم عرفة من النار في عدد لا يحصيه الا الله. اجتهد ان تكون من هؤلاء اجتهد ان تكون ممن تعتق رقابهم غدا من النار واحسن ظنك بربك وسنه جل وعلا صادقا من قلبك. والح عليه في الدعاء وانت على ذكر انه جل في علاه لا يخيب من دعاه ولا يرد من ناداه. اصدق معه في الدعاء والح علي في السؤال وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام يقول الله ما اراد هؤلاء ما اراد هؤلاء اي فاني معطيهم ما سألوا. مهما عظمت المسألة لان الله لا يتعاظمه شيء يسأله انما امره شيء انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. عطاؤه كلام ومنعه كلام سبحانه وتعالى. فسله من فظله العظيم سلوا مغفرة ذنبك سله ان يتجاوز عن سيئته. سلوا ان يرفع درجته. ان يجعلك من عتقاء من النار الح عليه سبحانه وتعالى بالدعاء كم هو كم هي غنيمة عظيمة ان يكون خروجك من حجك كيوم ولدتك امك لا ذنب ولا خطيئة كما قال عليه الصلاة والسلام من حج فلم يرفث من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه. اذا رجعت من حجك كيوم ولدتك امك فانت من اولياء الله صرت من الاوليا لكن انتبه في هذا المقام. مهما اجتهد العبد في العمل وحافظ على الطاعة وجاهد النفس على التكميل لها والاخلاص لا يزكي نفسه ولا يزكي عمله بل يقدم ما يقدم وهو يرجو ربه سبحانه وتعالى القبول واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا. خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن وبامر الرحمن. وهو يبني يدعو الله ربنا تقبل نقل ابن كثير رحمه الله عن احد السلف وهو هيب بن الورد قرأ هذه الاية وبكى قال خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن بامر الرحمن ويخاف ان لا يتقبل منك ولهذا المسلم يقدم ما يقدم وهو لا يجزم بان عمله متقبل بل يقدم اعماله ويجاهد نفسه على تكميلها وتتميمها وهو يسأل الله تبارك وتعالى ان يجعله من المقبولين ان يجعله في عداد عباده المقبولين ولا يزكي نفسه وليحذر في هذا المقام من امر ابتلي به كثير من الناس في هذا الزمان ولا سيما عشية عربة حيث ان كثيرا من الناس ينشغل يوم عرفة بالذهاب هنا وهناك والحديث مع هذا وذاك ولا هم له في تنقلاته الا التقاط الصور التقاط الصور لنفسه ثم كثير منهم يرسلها حالا يلتقطها ويرسلها عبر وسائل الاتصال لمعارفه واصدقائه. حتى انك ترى بعض الناس في عرفات وعند الجمرات وعند بيت الله الحرام يقف ويهيئ نفسه ويرتب ويمد يديه ثم تلتقط له الصورة واذا التقطت خفظ يديه. ثم يرسلها الى الناس هذا هو الرياء هذا هو الرياء والمرائي يقال له يوم القيامة اذهب الى اين من رأيت بعملك فالتمس منه اجرا يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. ما يقبل الله سبحانه وتعالى ما الذي يخلق ويكون لغيره فيه نصيب من شرط قبول العمل ان يكون خالصا لله. ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع لما وصل الى الميقات واهل بالحج قال اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة. اي خالصا لوجهك ولهذا يجاهد المسلم يجاهد الحاج نفسه على اخلاص عمله لربه سبحانه وتعالى يجاهد نفسه على المتابعة الرسول عليه الصلاة والسلام ويرجو ربه سبحانه وتعالى القبول عملا بقوله جل في علاه واتموا الحج والعمرة لله اي مخلصين اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعلنا اجمعين من اوليائه المقربين. اسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبان له الحمد لا اله الا هو وحده لا شريك له. المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام الحي القيوم ان يجعلنا اجمعين من اولياءه المقربين. اللهم اجعلنا من اولياء المقربين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم ات نفوسنا تقواها. وزكها انت خير من زكاها. انت وليها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبد ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من شر كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل. وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا اللهم اعذنا من شرور انفسنا. ومن سيئات اعمالنا. واعذنا من شر الشيطان وشركه. واعينه من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها. اللهم واهدنا اجمعين اليك صراطا مستقيم. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغه به جنته ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. اللهم لا اجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه