بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي الموسوم كرسي المتنبي. نحن الان في الحلقة الخامسة والعشرين من هذه السلسلة. كنا في الحلقة الرابعة والعشرين قد وصلنا الى البيت الثالث والعشرين من القصيدة السابعة في قوله ومن يك قلب كقلبي له يشق الى العز قلب التواء يعني من كان يحمل قلبا كقلبي فانه قلب آآ الشجاع اللي هو هذا القلب المعنوي او الحقيقي. قلب التوى يعني قلب الهلاك والتوى الهلاك. فلا يخاف من شيء اذ انه يكون مقداما وثالثا هذا البيت الثالث والعشرون الان نبدأ بالبيت الرابع والعشرين. يقول فيه وكل طريق اتاه الفتى على قدر الرجل فيه الخطى ونعم الخويدم عن ليلنا وقد نام قبل عما لا كرم. وكان على قربنا بيننا مهامه من جهله والعمى. لقد كنت احسب قبل قبل الخصي ان الرؤوس مقر النهى. فلما نظرت الى عقله رأيت النهى كلها في الخصى. وماذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء. بها نبطي من اهل السواد. يدرس انساب اهله العلا اذا في البيت الرابع والعشرين يقول وكل طريق اتاه الفتى. كل طريق سلكه الفتى. وسلكها الفتى الانسان الطموح على قدر الرجل فيه الخطى. خطوته فيه على اتساع رجله او على طول رجله. يعني بعضهم يخطو خطوة تؤيدة وبسيطة والفرق بين خطوة اخرى لا يكاد يكون يذكر. وبعضهم تكون بين الخطوة والاخرى مسافات. فعلى قدر رجلي على قدر اتساع الرجل. اه يقول على قدر الرجل فيه الخطى. فكلما اتسعت خطوتك كلما وصلت الى ما تريد اسرى وبوقت اقل وحققت ما تريد وقطعت الصعوبات فكأنه يريد ان يقول ان اكتسابك للمعالي يكون على قدر اتساع خطوك فيها انت لا تعطي الا بمقدار طاقتك. فمن كانت طاقته عالية ونفسه علية وهمته قوية فانه سيحقق ما يريد اكثر ممن كانت همته ضعيفة وكانت اه اه يعني خطوته صغيرة او قليلة او اه يعني محتقرة اه من ناحية السعة. فيريد ان يقول انني من ذلك الصنف من الناس التي تكون خطاهم واسعة وغاياتهم بعيدة ومراميهم صعبة وهم يستمرون في هذه الخطى على الى ان يصلوا الى ما يريدون. وكل انسان وخطوته اي وكل انسان وسعيه وكل انسان وطاقته. هذا معنى البيت الرابع والعشرين ثم قال في البيت الخامس والعشرين والان بدأ يهجو بكافور او يهجو كافورا هجاء مقذعا في الحقيقة. يعني ربما الانسان يخجل من بعض هذه الكلمات التي وردت في في هذه الابيات لكن لابد يعني من ان نشرحها او ولو مررنا بها مرورا سريعا قال في البيت الخامس والعشرين ونام الخويدم عن ليلنا وقد نام قبل عمى لا كرى وليلنا قصد الليلة التي هرب فيها لليلة عيد الاضحى التي هرب فيها من مصر آآ خارجا من الفسطاط باتجاه العراق في الرحلة الطويلة هذه القصيدة من اول ما بدأنا بها قال ونام الخويد مع ليلنا يعني غافلناه هو غافل اصلا. شف شو كيف عبر عنه؟ قال الخويدم الخويدم خويعل كاتب كويتي بشاعر شويع هذا في اللغة التصغير والتصغير لما تقول شويعر وكويتب هذا التصغير يكون للتحقير فقاعد بحقر في هذا الخادم. لكن لو كبرته الخويدي ما راح تصير ايش؟ الخادم والخادم في نفسه محتقر يعني هو احتقر المحتقر يعني اذ بالغ في الاحتقار فلم يقل الخادم ولو قال الخادم لكان ذلك هجاء. لكنه زاد في ذلك فصغر. والتصغير هنا كما قلت للتحقير. ونام الخويدم. وكانوا يقولون الخصي هو خادم كل خصي خادم اي كل من يستخدم في القصر اه اه يخصى قبل ان يعني يستعمل للخدمة فيسمى خادما ها؟ لانه قد خصي قبلها. فقال ونام الخويدم فتحقير في التحقير عن ليلنا. كمان نام لو قال خادم لحالها كويس يعني خادم وخويدم وتصغير. وايضا غفلة لانه نام عن ليلنا اي غافلناه كان غافل ولا يعني ولا داري فيه. لم يدري اين الله قد قطعه كما يقولون. اذا ولام الخويدب مع ليلنا وقد نام قبل عمل لا كرم يعني نومه كان ليس كرن. الكرم عادة النوم الحقيقي يعني السنة النوم او يعني الكرم النوم. الذي يقع فيه كل البشر فقال ليس فقط الذي يقع فيه البشر لانه هذا نوم طبيعي انا لا احاسبه عليه. ولكنه نوم نوم العمى فلو كان مستيقظا لكان نائما. كيف لو كان مستيقظا لك نائما اي لو لكان لكان غافلا فاستيقاظه لا يمنع عماه. واستيقاظه لا يمنع غفلته. فانا نفيت عنه الكراهة لانه نوم الكراهة. هذه يعني يقع فيها كل ناسفة ما في لا اعيبه عليها اذ انني انا ايضا اقع في القرار لكنه نوم العمى فهو في كل احواله عمي او عام فلا يبصر حتى ولو كان مفتح العينين. اذا هذا معنى البيت الخامس والعشرين ثم قال في البيت السادس والعشرين وكان على قربنا بيننا مهامه من جهله والعمى على هذه تفيد المصاحبة. يعني بالرغم من يعني كان بالرغم من قربنا كان بيننا مهامه. يعني كان مهامه طبعا لما يتأخر اسم كان او يتأخر الفاعل فيجوز تذكير الفعل اه او تأنيثه مع الفاعل او مع سلكانه في هذه الحالة فهي الاصل كانت مهامه. يعني كانت توجد مهامه بيننا ها؟ اذا وكانت وكان على قربنا بيننا مهامه من جهله والعمى لو بدي اقدم واعيد ترتيب البيت لكان وكان وكان مهامه من جهله والعمى بينما على قربنا يعني مع قربنا بالرغم من قربنا. هاي على حرف جر يفيد المصاحبة هو يريد ان يقول في هذا البيت. انني كنت قريبا منه كنت في بلاطه كنت في قصره كنت اجلس معه ها؟ وكان يمكن ان يستفيد مني وكان يمكن ان ينتفع بالعلم الذي عندي. ولكنه ابى لم؟ لانه كم مع هذا القرب المادي او الجسدي او الفيزيائي او المكاني او الجغرافي؟ مع هذا القرب كانت هناك مسافات شاسعة من جهله. يعني يبعد هو عني او يبعدني عنه جهله فقال ايش؟ وكان على قربنا بيننا مهامه والمهامه جمع مهمه والمهمه الصحراء الشاسعة والمسافات الواسعة تقول انه كان يمكن ان ينتفع بوجوده وينتفع من علمه ولكن جهله اصر ان يبعد هذه المسافة مع انني قريب منه اجلس معه او في مجلسه لكنه لم يغتنم الفرصة من اجل ان يستفيد من هذا العلم الذي عندي. فصارت بسبب هذا الجهل اه مسافات شاسعة بيني وبينه مع انني قريب منه. لكن القرب الفيزيائي لم يمنع الجهل الحقيقي لم يمنع هذا البعد الحقيقي قال في البيت السادس والعشرين وكان على قربنا بيننا مهامه من جهله والعمى ثم قال في البيت السابع والعشرين لقد كنت احسب اظن هذه من الافعال التي تنصب مفعولين افعال آآ رجحان يسمونها افعال الرجحان. في عندنا افعال اليقين وفي عندنا افعال الرجحان. افعال الرجحان اه يعني اتي فيها الظن. تقع بين الظن والشك وفي عندنا افعال علموا ورأى يعني علم الشيء علم اليقين يعني. لكن هي احسب اه لكن هو لا يريد ان يقول بالمناسبة احسب انها تذهب الى الى الظن عند عند يعني اتوقع انه يريد ان انه يريد بها اليقين فقال لقد كنت احسب قبل الخصي والخصي يقصد كافورا لانه عندما يعني في تاريخه كان عبدا من الحبشة وبيع بثمانية عشر دينارا واشتغل عند سيد بالزيت يعني يحمل جرار الزيت او يعبأ جرار الزيت. هذا كافور الذي حكم مصر والسودان واجزاء كبيرة من بلاد الشام. وكان حكم اضعاف حكم سيف الدولة. فشوف العبد الذي صار ملكا وحكم هذه المساحات او هذه البلاد الشاسعة والواسعة يعني كان اعظم ملكا من سيف الدولة واكثر ذكاء في الحرب وفي المكيدة ربما اكثر من سيء في الدولة ولكن لم يفز بقلب المتنبي فحطم المتنبي في الهجاء. يعني دمروا في الهجاء. في علم ان سيف الدولة يعني حظي بحب المتنبي فرفعه. وان كانت المقارنة بين الملكين ربما يعني نحتاج الى يعني افاضة في الحديث لكن آآ المختصر ان ملك آآ سيف الدولة لم يكن يساوي آآ اكثر من ربما ربع او خمس ملك كافور الاكسيجين. ومع ذلك رفعه المتنبي على كافر الاخشيدي اذا قال لقد كنت احسب قبل الخصي هي قصده قل قبل ان التقي بالخصي اي قبل ان التقي بكافور رشدي لقد كنت احسب ان القبل الخصي ان الرؤوس اه الدماغ الرأس هذا الذي تحمله بين كتفيك مقر النهى. مكان استقرار المقر مكانة مقر النهى. والنهى ربما مرت في قصيدة سابقة او في ابيات سابقة النهى جمع نهية بضم اه النون والنهي العقل وسمي العقل بالنهية او سميت العقول بالنهى لانها تنهى صاحبها عن ان يأتي القبيح او الفعل القبيح ومنها ايضا العقل لانه يعقل يعني يربط العقلة الانشوطة يعقل صاحبه عن ان يفعل شيئا يعني خارج المنطقي وخارج العقلي وخارج اه اه الشيء الحسن. فالعقل هو الذي يدلك على الشيء الحسن وعدم استخدام العقل يدلك على الشيء قبيح. اذا قال آآ لقد كنت احسب قبل الخصي ان الرؤوس مقر النهى. يعني كنت بفكر انه الرؤوس آآ العقول مقرها الرؤوس الدماغ موجودة في الدماغ او في الرأس لكنني هذا هذا الوضع الطبيعي الذي كنت اعتقد انه آآ يعني آآ يصلح لكل الناس لكنني لما فماذا حدث يا المتنبي؟ لكنني لما التقيت كافورا الاخشيدي ماذا حدث؟ هيه في البيت الثامن والعشرين يقول فلما نظرت الى عقله رأيت النهى كلها في الخصام رأيت النهى كلها في الخصر. قال فلما نظرت الى عقله جلست معه وتحدثت معه وتكلم معي. فبان عقله تحت لسانه كما يقولون او كما قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عرفت ان عقله في خصاة بمعنى انه لما خصي ذهب عقله فلم يعد له عقل. طبعا هذا ليس صحيحا. يعني المثبي اه يعني لبغضه الشديد وغضبه الاشد من كافور الاخشيدي قال هذه العبارة. ولاحظ كيف ان ان الانسان عندما يعني يكون راضيا عن شخص فانه حتى لو كان فيه عيوب فانه يسترها لكنه اذا كان آآ غاضبا من شخص فانه حتى لو كان فيه محاسن فانه ايضا يسترها او يبعدها او يعني آآ يلقي عليها آآ ثوبا قماشة حتى لا تظهر ويظهر عيوبه. اذا كانت النفس غاضبة او يعني ليست على وفاق مع حدث. وهذا ما حدث مع المتنبي. هو في البداية ذهب الي هي مادحة فلماذا تحولت اليه هاجيا الان؟ قال طلعت غلطان انا. انا ذهبت مدحته من اجل ان احصل على شيء مقابل هذا المدح لكني لم احصل على شيء. حصلت فقط على الاقامة الجبرية وعلى الاهانة وعلى اناس لا يفقهون شيئا اذا قال في البيت الثامن والعشرين فلما نظرت الى عقله رأيت رأيت النهى كلها في الخصا ثم اكمل فقال في البيت التاسع والعشرين هذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كلبك. وتروى وكم ذا يعني كم التكفيرية هذه او كم الخبرية التي بيدوا التكثير. وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء. اي كم في مصر من الاشياء التي تبعث على الضحك على سخرية على الاستهزاء وعلى المرارة لكن هذا الضحك او هذه الاشياء وهذه المواقف او هذه المعالم او هذه الاحداث التي تبعث الضحك هي الضحك كالبكاء. يعني كانه يشير الى المثل المعروف اليوم اللي هو شر البلية ما يضحك. يعني هذه تضحك بسبب مهزلتها ومسخرتها وبسبب يعني سوء تدبير اهلها. وكم ذا بمصر من المضحكات شي يعني يجعلك تضحك سخرية واستهزاء ولكن هذا الضحك ايضا بسبب المرارة الموجودة في هذه السخرية يقودك الى البكاء وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء ثم يكمل في عدد واحدا من هذه في البيت الذي يليه فيعددا واحدا من هذه المضحكات التي تثير البكاء. فقال في البيت التاسع او في البيت الثلاثين بها نبطي نبطي يعني ليس له علاقة بالعرب بهالنبطي من اهل السواد ربما من اهل السواد قصد في اللون. اه وقيل ان هذا النبطي الذي يقصده في هذا البيت هو ابو الفضل بن حنزابة وزير كافور وقيل يريد ابا بكر المادراني النسابة. يعني كان هذا المادراني وهو ليس عربيا يجلس في المسجد ايش قال؟ يدرس انساب اهل العلا فيدرس انساب اهل الفضائل واهل المكارم. اي العرب قصده. فيدرس انساب العرب وليس بعربي. فكيف يعرف انساب العرب وبمن ليس عربيا في اشارة الى نفسية المتنبي التي تقوم على حب العرب والقومية الموجودة عنده. وهذا ايضا تفسير حبه وافتتانه بسيف الدولة وغضبه الاخير من كافور الاخشيدي. فيقول كيف يجلس في المسجد او في في مكتبي او في في مساحة العلم يدرس انساب العرب وامجادهم وافضالهم وافضال علمائهم وشعرائهم من ليس عربيا وطبعا يعني المتنبي يثير فكرة العربية والقومية لكن لو انت استعرضت التاريخ لوجدت ان الذين افادوا العربية او اه اضافوا الى العربية او نهضوا بالعربية اكثرهم ليسوا عربا. يعني الذي اسس علم النحو بهذه الطريقة المنهجية هو سيبويه وليس عربيا. والنحو واصل عماد العربية وركن من اركان العربية. وكثيرون طبعا يعني آآ آآ حتى الذين قابلهم في بلاط سيف الدولة من النحات كابن خالوي على سبيل المثال ليس عربيا ربما في هذا الخضم المتسع من غير العرب الذين خدموا العربية لا تكاد تعثر الا على اسماء قليلة مثل مثلا الخليل احمد الفراهيدي كان عربيا يقال انه كان من عمان وعربي قح اذا قال في البيت الثلاثين بها نبطي هذا يريد ان يسرع على البيت التاسع والعشرين في ذكر ما هي المضحكات التي يثير الضحك حولها البكاء لسخريتها ومرارتها في ان واحد فقال من ذلك انه هذه مصاب بها يعني بمصر الباء ظرفية مكانية والهاء عائدة على مصر. فيقول بمصر نبطي من اهل السواد. رجل ليس عربيا اسود اه يدرس انساب اهل العلم يدرس النسب العربي فانى له ان يعرف ذلك فانى له ان يقدر ذلك تمام اذا دعونا نتوقف عند البيت الثلاثين في هذه الحلقة وسننهي القصيدة بقي منها ستة ابيات سننهيها ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة في الحلقة السادسة والعشرين القادمة ان شاء الله نلتقيكم على خير. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته