بسم الله الرحمن الرحيم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من حلقات شرح ديوان المتنبي الموسومة بكرسي المتنبي. نحن ما زلنا في الحلقة او في القصيدة الثانية عشرة التي يعزي فيها المتنبي سيف الدولة بموت عبده يماك تركي ونحن الان في الحلقة الثانية والثلاثين وكنا قد انهينا في الحلقة الواحدة والثلاثين السابقة البيت العاشر وسنبدأ اليوم بالبيت الحادي عشر يقول لان ظهرت فينا عليه كآبة لقد ظهرت في حد كل قضيب اذا يقول لإنظار برضه هذه اللام ان شرطية واللام موطئة للقسم. والله لئن ظهرت يعني فينا عليه كآبة ان حزنا على موته لقد هذا جواب القسم لقد ظهرت في حد كل قضيب. والقضيب المقصود به السيف القاطع. وحد السيف يعني ايش؟ حتى لقد حزن عليه كل احد وقد ظهرت هذه الكآبة على وجوهنا بل وتعدتنا الى ان ظهرت على حد سيوفنا فاصابت الكآبة حد السيف هذا معنى وقد يكون المعنى ان سيف الدولة قد اوقف الحرب بسبب موت هذا العبد او اوقف غزواتي او اوقفت طلعاته الحربية او اوقف حربه مع الاخر اه ومحاولة مناوشاته مع الروم بسبب هذا الموت وبسبب حزنه على فقد يماك او عبده. فقال ظهر علينا الحزن في الوجوه وظهر الحزن على حد السيوف بان آآ اغمدت في اغمادها او اودعت في اغمادها فلم تعد تشهر ولا تظهر كناية عن المعركة في الظهور وكناية عن الحزن والتوقف عن المعارك في الاغماد عندما وضعت في اغمادهم. اذا قال لان ظهرت فينا عليه كآبة ان هذه الكآبة لم تتوقف عندنا بل تجاوزتها الى ظهرت ايضا في حد السيوف اذ اغمدت هذه السيوف او ان الحزن شمل كل شيء حتى السيوف من هذه الاشياء ثم قال في البيت الثاني عشر يضيف ايضا ليس في السوق فقط وفي كل قوس كل يوم تناضل وفي كل طرف كل يوم ركوب. وقال ان هذا الحزن ظهر في القوس القوس الذي ترمى بها السهام كل يوم تناضل والتناضل الرمي بالسهام فلم تعد اوتار الاقواس تشد لكي ترمى هذه السهام. مرة اخرى ما دام ذكرت ادوات الحرب فمعنى ذلك الاقرب الى سياق القصيدة انه يعني او يريد التوقف عن الحرب بسبب هذا الموت. واحيانا طبعا الحروب تتوقف بسبب بموت يعني ملك او عظيم او هكذا لكن ان ان تتوقف الحرب او يتوقف التدرب على الحرب على الاقل لما يقول كل يوم تناضل هو التدرب على رمي السهام آآ بسبب موت عبد فهذا يعني آآ احد امرين اما مبالغة من المتنبي اه لكي يشعر اه سيف الدولة بتعزيته الكبيرة له. واما على الحقيقة ان هذا العبد كان ربما قائدا في الجيش او ايضا لجناح في الجيش او او اثيرا وحبيبا عند سيف الدولة الى الحد الذي حزن معه فاوقف كل شيء بسبب موته اذا قال وفي كل قوس كل يوم تناضل ونصبت كل على الظرفية يعني في كل يوم تناطل كله. قال وفي كل قوس كل يوم تناضل وفي كل بترشد والطرف والفرس الكريم اي حتى الخيول الكريمة ماذا حدث لها؟ توقفت عن ان تركب مرة اخرى كلها ادوات حرب فمعنى ذلك المعنى الاقرب الى انه اوقفت الحرب. وفي كل طرف كل يوم ركوبه راح نقول يا خيل الله اركبي عن اعلان الحرب فلا تركب الخيل عند مثل سيف الدولة ولا عند مثل المتنبي للمباهاة والسباق والازدهاء بجمالها وبصفات وشياتها كما قال في قصيدة اخرى. وانما للحرب للقاء الاعداء. فلما يقول لقد ظهرت الكآبة علينا نحن البشر وظهرت وظهرت على السيوف وظهرت على سهام وظهرت على الخيول الكريمة فهمدت الخيول وسكنت ولم تعد مهيئة للركوب ثم قال في البيت الثالث عشر يعز عليه عليه والها عائدة على العبد هذا الذي مات. هي ماك التركي يقول يعز عليه اي يعز على هذا العبد ان يخل بعادة ان يبطل عادة اعتاد عليها. فما هو الاخلال بهذه العادة؟ ما هذه العادة التي اخل بها هذا العبد حتى عز عليه وهو في وفاته انه اخل بها. قال وتدعو لامر وهو غير مجيب ان تدعوه يعني كأنه في موته حي يرى انك تدعوه لامر ما ان يفعل امرا ما فلا يستطيع الاستجابة لك لانه ميت فيعز عليه ذلك. يعني مبالغة كبيرة جدا يعني انه يعني لو كان حيا لاجابك عندما تدعوه ولكنه ميت. فلما دعوته سمع دعوتك لكنه لم يستطع ان يلبي الدعوة فعز عليه ذلك فحزن لعدم قدرته في استجابة دعوتك اياه لما دعوته لانه ميت فهو يسمع ولكنه لا يستطيع الفعل فقال يعز عليه ان يخل بعادة وتدعو لامر وهو غير مجيب ثم قال في البيت الرابع عشر وكنت يتحدث عن نفسه الان. وكنت اذا ابصرته لك قائما اذا رأيته قائما فوق رأسك او الى جنبك ها اما في الحرب واما ايضا في السلطان وفي الملك وكنت اذا ابصرته لك قائما نظرت اه الان بين صفة هذا العبد الذي حزن كل حاليا السيف والدولة تاعي كل هذا الحزن. يبدو انه كان فارس في المعركة. وليس انسانا عاديا وليس عبدا فقط من العبيد الذين يخدمون في الطعام والشراب. انما هو عبد من نوع مختلف قال وكنت اذا ابصرته لك قائما نظرت الى ذي لبدتين. واللبدة هي آآ يعني فروة الاسد. فروة رأس الاسد. هذا الشعر الذي الملتف الضخم هذا الذي يكون حول رأس الاسد هذا اسمه لبدة فقال نظرت الى ذي لبدتين اديب وكمان طلع مش فسفارس فقط ويشبه الاسد وهو اديب ايضا. اديب اما ان يكون يعني من اخلاقه واما اديب ايضا من كتاباته فهو كاتب ايضا ما كان يكتب لسيف الدولة في رسائله لا يدري لكن آآ يعني مستوى الحزن الذي وقع فيه سيف الدولة يدل على ان هذا الشخص ليس عاديا اذا وكنت اذا ابصرته لك قائما نظرت الى الى ذي لبدتين اديب. واللي بدتين طبعا تشبيه بالاسد او وعلى الحقيقة لانه ربما قصده في المعركة يكون يلبس بعض هذه الخوذ وبعض هذه التي تكون لها وفرة وشعر كثيف وكث على جانب كتفيه وكانه طبعا يشير الى صفة الاسد عندما قال في قصيدة مدحي بدر بن عمار قال متغضب بدم الفوارس لا من غيله في لبدتيه غيرة يطأ الثرى مترفقا من تيهه فكأنه اس يجس عليلا ويرد قطرته الى يافوقه رأسه حتى تصهر لرأسه اكليلا طيب اذا وكنت اذا ابصرته لك قائما نظرت الى ذي لبدتين اديب. ثم قال في البيت الخامس عشر فان يكن العلق النفيس فقط يخاطب الان سيف الدولة يقول فان يكن هذا الذي مات هو العلقة النفيس والعلق العقد النفيس امين يعني او الذي يعلق قد يكون العلق العقد الذي يعلق يعني او يعلق في الرقبة ويكون عالقا بك بك وقد يكون اي شيء اخر ثمين العلقة النفيسة الثمين فقدته فمن كف متلاف اغر وهوبي. يعني فقد فقدته من كفك يا سيف الدولة وانت تعودت ان تكون متلافا اي كناية عن كثرة الانفاق. لانه هاي بتلاف صيغة مبالغة. وايظا اه اغر اغر معناتا ما كريم وهي اغر الوضوح في الوجه وهي كناية عن الكرم ايضا وهوبي وهوب صيغة مبالغة ايضا على وزن الفعول وهي كثرة الهبة. اي انك تعطي مالا كثيرا فيقول يعني اعتبره شيئا من مالك آآ انفقته وقد تعودت ان تكون يعني متلاف الكف ووهوبا آآ لمالك. فاجعله احد ما لك الذي وهبته او انفقته او اتلفته. يريد ان يعني يسليه بس بطريقة في التسلية او في التعزية لسيف الدولة انه يقول له اعتبره زي مالك يعني لو اراد يعني في البيت الذي قبله قال لك اديب وذي الابنتين وانه حزنت علي السيوف والرماح والسهام والاقواس القسي يعني والخيول التي تركب وبعدين انت هذا عرق نفيس يعني زي جواهر ثمينة كانت عندك وانت انفقتها يعني لا يتناسب مع التوطئة السابقة لصفات هذا العبد الذي مات ثم قال في البيت السادس عشر كأن الردى الموت عاد يهجم عدا على الشيء هجم عليه ها هجم عليه يعدو يعني يركض. يعني هجوم شديد كأن الردى عاد على كل ماجد. اه رجع يقول عن هذا العبد انه ماجد. والماجد السيد الكريم الشجاع يعني صفة قوية جدا. اه يعني صفة عظيمة من صفات ان تقول انه ماجد اي كريم وسيد وشهم كان الردى ها شبه الموت بعدو يعدو يهجم على كل ماجد اذا لم يعوذ مجده بعيوبه. يعني اه اه يعدو على الرجال الماجدين او الذين لديهم هذه الصفات الجميلة وهذه الصفات العظيمة. فالموت كانه لا يختار الا كلمة من الناس لكن يمكن ان نحتال على الموت الذي يكون غالبا سببه حسد الحاسدين بان نعوذ مجده بعيوبي. فلو كان في هذا الميت في عبدك الذي مات بعض العيوب لكانت هذه العيوب او كان بعض هذه العيوب تعويذة له من الموت اي تحميه من الموت. لانه الانسان الكامل والانسان الجميل والانسان الكريم والانسان القوي والشجاع ينظر اليه فيحسد فيكون هذا الحسد له سببا في الموت. فقال لو انه كان فيه عيبة او جزء من العيب اه او فيه خلل ما لك انت لكان هذا الخلل او هذا العيب بمثابة التعويدة التي تحميه من عيون الحاسدين او احميه من الموت فقال كان الردى عاد على كل ماجد. اذا لم يعوض مجده بعيوبي والشطر الاول من البيت كانه ينظر الى بيت طرفة حين قال ارى الموت يعتام الكرام يعني عتام يهجم على الكرام. يعني يقع بالكرام. يعني يذهب الموت الى الكريمين من الناس. لا يذهب الى شرار الناس. يذهب الى كرام والى احسنهم ها ارى الموت على طرفه ارى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدد طيب اذا دعونا نتوقف عند البيت السادس عشر ان شاء الله تعالى سنكمل في الحلقة القادمة الحلقة الثالثة والثلاثين. الى ذلك الحين اترككم في رعاية السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته