بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من هذه السلسلة من الحلقات التي نشرح فيها ديوان المتنبي تحت عنوان كرسي المتنبي. نحن الان في الحلقة الخامسة والثلاثين وقفنا على باب البيت السابع والعشرين من القصيدة عشرة للمتنبي في ديوانه. البيت السابع والعشرون يقول فيه المتنبي اذا استقبلت نفس الكريم مصابها بخبث سنت. فاستدبرته بطيبي. ما زال يحاول تسلية المثبت في هذه القصيدة ما زال يحاول تسلية سيف الدولة تسلية سيف الدولة بموت يماك التركي. يقول له اذا استقبلت نفس الكريم مصابها بخبث. يعني اذا وقعت المصيبة عليها اول ما تقع فاستقبلت هذا المصاب اللي هو الموت او خبر الموت او نبأ الموت لانه الله تعالى سماها مصيبة مصيبة الموت تحبس دونهما في القرآن الكريم اذا استقبلت نفس الكريم مصابها بخبث اي بجزع وقلة صبر سيحدث ماذا بعد ذلك؟ ثنت عادت فاستدبرته فاستدبرت قلة الصبر هذا بطيبي اي برضا بما حدث. طبعا هذا عند المصيبة ليس لصاحبها اجر. اذ ان هذا يحدث مع اي انسان آآ الحديث يقول انما الصبر عند الصدمة الاولى. ومعنى الحديث انما يقع اجر الصبر عندما تبلغ اول قد تبلغ بالمصيبة فتصبر لا ان تجزع اولها ثم بعد ذلك تصبر او تقول انني صابر لان آآ عليه ان تصبر اول وقوعها. اذ ان الصبر بعد مرور زمن ولو كان قصيرا عليها او طويلا هو يحدث لكل انسان. انما انما الجلد من الناس والقادر على ان يثبت عند اهتزاز نفسه امام مصيبة كهذه هو الذي يصبر ويرجع اي يقول انا لله وانا اليه راجعون. اول ما يسمع الخبر لا بعد ان يشق الجيوب ويلطم الخدود وينثر التراب على الشعور والرؤوس ثم بعد ان يمر ساعات او يوم او يومان يقول انني صابر. فالمتنبي يقول يفترض الا يكون البيت بهذه الطريقة لانه هكذا يعني جعله من عوام الناس. انما لو اراد ان يقول انه قادر على ان يصبر حتى في احلك الظروف ومن اول صدمة كما في الحديث ما الصبر عند الصدمة الاولى لما قال البيت بهذه الطريقة. وايش قال؟ اذا استقبلت الخبر يعني. نفس الكريم مصابها بخبث اي بجزع وقلة صبر. اه لوهلة لاول وقوعه ثنت فاستدبرته بطيب لكن اذا كان الزمن بين الخبث والطيب اي بين الجزع والصبر اه ليس زمانا طويلا انما بعد دقائق فصدم لانه الصدمة الاولى هذه يقع فيها كل الناس لان الطبيعة فطرة. فلا يستطيع حتى الاقوياء وحتى الصابرون وحتى من لهم جلد على على ان لا يقع فيها. فان كان يقصد المتنبي انه بعد وقوع الخبر على مسامعه بلحظات صدم اولها ثم عادت اليه نفسه يكون الامر آآ سليما في هذه الحالة مع سيف الدولة. فنقول والله انه صابر عند الصدمة الاولى. اذا استقبلت نفس الكريم مصابها بخبث فنت فاستدبرته بطيبه. يعني ثنت بذلك يعني عادت جعلت ثانيا ثم قال في البيت الثامن والعشرين وللواجد المكروب من زفراته سكون عزاء او سكون لهوب. قال اي واجب للواجد على العموم نكرها نكر الكلمة او عرفا. عرفها للتعميم. فاي واجد اي اي محزون مكروب وقع في ووقع في الشدة من زفراته اذا صعدت منه زفراته بسبب هذا الكرب الذي وقع فيه فان له بعد اهذه الزفرات الحارة والانفاس اللاهبة سكون عزائم. اما ان يسكن بسبب تعزيه وتعزيه يكون على اشكال عدة ذكرها هو ان يتفكر بالاباء والاجداد الذين سبقوا ان يتفكر بانه اذا آآ لم يمت احد لم نستطيع ان نتحرك على وجه الارض لاكتظاظها بالناس فهذه التعزية ان يتعزى مثلا اه بموت اخرين امامه وكانوا اعزائي ثم سكن عزاؤه او سكن سكنت لوعته او يتعزى بمشاركة الناس له هذا الحزن وشعوره بانه انهم بقربه. كل هذه سكون وعزائم. او سكون لغوب اللغوب التعب. رب ايه؟ رب العالمين قال في القرآن الكريم وما مسنا من لغوب اه ما مسنا من تعب. فقال لك اما ان يسكن تعزية يعزي نفسه صبرا. واما ان يسكن تعبا. لانه بالاخير شو ما اللطم وشو ما بكى ومهما اه صاح واستغاث وحزن سوف يتعب في النهاية فينجلي عنه الحزن فيريد ان يقول ان الناس بين امرين المحزونون وللواجد المكروب والمكروبون بين امرين اما ان يسكنوا من يعني مصابيهم عزاء اي بالتفكر والتسلية بالاتعاظ والاعتبار واما ان يسكنوا تعبا فكأنه يريد ان يقول انسيه في الدولة يا سيف الدولة لا تكن ممن فنون لغوبا انما كن ممن يسكنون عزاءا. وانا اعرف انك ستكون من النوع الاول. ليس من الذين تهزهم هذه المصائب حتى يظلوا وباكين او في بكائهم وفي لوحهم ونواحيهم وعويلهم وصراخهم حتى يتعبهم ذلك الصراخ وذلك العويل فيسكن من بعدي لا انت ليكن لك العزاء او السكون عزاء اذا وللواجد المكروب من سفراته سكون عزاء او سكون لغوب. ثم قال في البيت التاسع والعشرين وكم لك جدا والجد ليس الحظ المقصود هنا. الجد هو الجد يعني ابو الاب او ابو الام. او ما علاه من السلسلة من الاباء والاجداد؟ وكم لك جدا لم تر العين وجهه اي لم تراه فلم تجري في اثاره بغروب الغروب الدمع فلم تبكي في اثاره. طبعا نقاد عابوا على المتنبي هذا البيت لانه الطبيعي جدا الا تبكي اجدادك الذين لم ترهم. يعني انا مستحيل ابكي جدي السادس مثلا او العاشر يعني لم اره ولم اعش معه ولم يحسن الي ولم يعني تحدث تلك العلاقة بيني وبينه. فان تقول والله كم لك جدا لم تر العين وجهه فلم تجر في اثاره بغروب اي اي فلم يجري دمعك في بعد موته فهذا شيء طبيعي ولا يقاس على حالة سيف الدولة مع عبدي. اذ ان عبده هذا ربما كان اوفى الناس له. وربما كان قائدا لجيشه. وربما كان ملاصقا له وربما كان مطيعا وسميعا له لدرجة ان سيف الدولة احبه حبا شديدا. فلا يقاس موت يماك ولو كان عبدا على موت جد او لو كان هذه المنزلة وانت لم تره ولم تعاشره ولم تعش معه. فهذا مما عابه النقاد ومما ايضا انا اعينه على المتنبي لانه صحيح هو الحقيقي انني لن ابكي بس ما ما الفائدة من ذكره في حالة آآ موت عبدي سيف الدولة انه لا فائدة البتة الحالة لا تقاس بهذه الحالة ولو كان ربما خارج هذا السياق ربما لحسن آآ يعني وقعه لكن هنا لا يحسن قال وكم لك جدا لم ترى العين وجهه فلم تجري في اثاره بغروب. ثم قال في البيت الثلاثين فدتك نفوس الحاسدين يعني يدعو الله ان يموت الحاسدون فداء لسيف الدولة. فانها اي نفوس الحاسدين. معذبة في حضرة ومغيب. يعني لو حضروا امامك اتعذبوا بما لديك من المجد والرفعة. ولو غابوا عنك لاكلوا انفسهم من الحديث عن منجزاتك في غيبتك فهم معذبين في الحلالين. وهذا البيت بالمناسبة ايضا لا ادري ما سبب اقحامه في هذا المكان يعني هو بيحكي عن مصيبة الموت ما فيهاش قضية يعني حسد لا حسد في الموت. اه الا اذا كان كما قال الشاعر الاخر ان يحسدوني على موتي فواسفا حتى على الموت آآ حتى على الموت لا اخلو من الحسد. هل اتوقع يزيد بن معاوية اذا لم تخني الذاكر لكن بنفسه اذا اردنا ان نفسر المتنبي بالمتنبي المتنبي نفسه قال اه قال اه ماذا لقيت في القصيدة الدالية؟ ماذا لقيت من الدنيا واعجبني اني بما انا باك منه محسود فالحسد والموت لا يحدث. فهو قصده يقول ربما بشكل عام يريد ان يعني يعزي سيف الدولة ويعيد اليه نفسه يعني الطموح او نفسه العلية ومنزلته بين الامراء ومنزلته كملك او كامير او كمالك لهذه الدولة فقال فدتك نفوس الحاسدين فانها معذبة في حضرة ومغيب ومغيب مرة اخرى مصدر ميمي اي في حضرة وغياب ثم قال في البيت الواحد والثلاثين وهو البيت الاخير من هذه القصيدة. وهو طبعا آآ يعني بيت حكمة. قال وفي تعب من يحسد الشمس وراها وكنا عن سيف الدولة بالشمس. فاو شبهه بالشمس فقال انت الشمس والاخرون يحسدون نورك لكن يعني هؤلاء يتعبون كثيرا. ماذا سيحصلون؟ كيف كيف انى لهم ان يصلوا الى نور الشمس وانى لهم ان يطفئوا نور الشمس وانت الشمس المضيئة التي لا تنطفئ قال وفي تعب هؤلاء الحاسدون. في تعب بتعب مستمر قصده. من يحسد الشمس نورها وقسد نور الشمس. قصده يقول ايش؟ وفي تعب من يحسد نور الشمس. وهذا بقى في اللغة العربية بدل نورها بدل من الشمس وهو بدل الاشتمال كقوله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير قتال هذه يسألونك عن الشهر الحرام قتال هذا بدل اشتمال. اه قتل اصحابه وقوله تعالى قتل اصحاب الاخدود الناري الناري بدا الاشتمال. وفي تعب من يحسد الشمس نورها نورها بهذا الاشتمال ويجهد يتعب ان يأتي لها بضريبة والضريب المثيل والشبيه. وسيتعب من يريد ان يأتي بمثيل للشمس فانت الشمس التي لا مثيل لها ولا نظير لها. وذهب البيت الاخير مذهب مثل وساعيده ليختم به هذه الحلقة. قال وفي تعب من يحسد الشمس نورها ويجهد ان يأتي لها بضريب عند هذا الحد وبهذا انتهت القصيدة الثانية عشرة وانتهت الحلقة الخامسة والثلاثون. ان شاء الله تعالى نلتقيكم مع قصيدة جديدة مع الحلقة السادسة والثلاثين القادم باذن الله تعالى. الى ذلك الحين اترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته