بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من هذه الحلقات المتتابعة. التي نشرح فيها الديوان تحت عنوان كرسي المتنبي. نحن الان في الحلقة السادسة والثلاثين وقد بدأنا وسنبدأ بقصيدة جديدة هي ترتيبها في الديوان القصيدة الثالثة عشرة. وعنوانها فديناك من ربع وان زدتنا كربا. اذا نحن في قصيدة جديدة لكن ما زلنا طبعا في روي الباء ربما نحتاج ايضا الى حوالي عشرين الى الى ثلاثين قصيدة حتى نجتاز روي الباب. ونحن في الحلقة السادسة ساقعوا القصيدة اولا ثم القي الظلال على بعض ابياتها في هذه الحلقة. يقول المتنبي وطبعا اه صدرت القصيدة بهذا السطر وقال يمدح سيف الدولة ويذكر بناء مرعش سنة احدى واربعين وثلاثمائة قال اول ثلاثمائة قال فديناك من ربع وان زدتنا كربا فانك كنت الشرق للشمس والغرب وكيف عرفنا رسم من لم يدع لنا فؤادا لعرفان الرسوم ولا لبا نزلنا على الاكوار نمشي كرامة لمن بان عنه ان نلم به ركظا نذم السحاب الغر في فعلها به. ونعرض عنها كلما طلعت عتبة ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت على عينه حتى يرى صدقها كذبا. وكيف التذازي بالاصائل والضحى اذا لم يعد ذاك النسيم الذي هب ذكرت به وصلا كأن لم افز به وعيشا كأني كنت اقطع واثبات وفتانة العينين قتالة الهوى اذا نفحت شيخا روائحها شب لها بشر الدر الذي قلدت به. ولم ارى بدرا قبلها قلد الشهبة. فيا شوقي ما ابقى ويا لي من النوى ويا دمعي ما اجرى ويا قلبي ما اصفى لقد لعب البين المشت بها وبي وزودني في السير ما زود الضب ومن تكن الاسد ضواري جدوده يكن ليله صبحا ومطعمه ولست ابالي بعد ادراكي العلا اكانت تراثا ما تناولت ام كسبا؟ فرب غلام علم مجد نفسه كتعليم سيف الدولة الطعن والضرب. اذا الدولة استكفت به في ملمة كفاها. فكان السيف والكف والقلب تهاب سيوف الهند وهي حدائد فكيف اذا كانت نزارية عربى ويرهب نابوليث والليث وحده. فكيف اذا كان الليث له صحبا ويخشى عباب البحر وهو مكانه وهو ومكانه فكيف بمن يغشى البلاد اذا عبى عليم باسرار الديانات واللغات له خطرات تفضح الناس كتبا فبوركت من غيث كأن جلودنا به تنبت الديباج والوشي والعصف ومن واهب جزلا ومن واهب جزلا ومن زاجر هلن ومن هاتك درعا ومن ناثر قصبا. هنيئا لاهل الشعر رأيكم كفيهم وانك حزب الله صرت لهم حزبا. وانك رعت الدهر فيها وريبه. فان شك فليه فان فليحدث بساحتها خطبا. فيوما بخيل تطرد الروم عنهم. ويوما بجود يطرد الفقر والجهل سراياك تترى والدموس تق هارب واصحابه قتلى وامواله نهبا اتى مرعشا يستقرب البعد مقبلا وادبر اذ اقبلت يستبعد القربى. كذا يترك الاعداء من يكره القناة ويقفل من كانت غنيمته رعبا وهل رد عنه باللقان وقوفه صدور العوالي والمطهمة القبة وبعد ما التف الرماحان ساعة كما يتلقى الهدب في الرقدة الهدبة. ولكنه ولى وللطعن سورة اذا ذكرتها نفسه لمس الجنب وخلى العذار والبطاريق والقرى وشعث النصارى والقرابين والصلب كلنا ارى كل ما يبغي الحياة لنفسه حريصا عليها مستهاما بها صبا فحب الجبان النفس اورده التقى وحب الشجاع النفس اورده الحرب. ويختلف الرزقان. ويختلف الرزقان والفعل واحد الى ان يرى احسان هذا لذا ذنب فاضحت كان السور من فوق بدئه الى الارض قد شق الكواكب والترب وتصد الرياح الهوج عنها مخافة وتفزع منها الطير ان تلقط الحب وترد الجياد الجرد فوق جبالها قد ندف الصنبر في تركها العتبى. كفى عجبا ان يعجب الناس انه بنى مرعشا تبا لارائهم تبا وما الفرق ما بين الانام وبينه؟ اذا حذر المحذور واستصعب الصعب لامر اعدته الخلافة وسمته دون العالم الصارم العضب. ولم تفترق عنه الاسنة رحمة. ولم يترك الشام الاعادي له حبا ولكن نفاها عنه غير كريمة كريم الثنا ما سب قط ولا سبا وجيش يثني كل طود كأنه خليق رياح واجهته غصن رطبة كأن نجوم الليل خافت مغاره فمدت عليه من عجاجته فيها حجبة. فمن كان يرضي اللؤم والكفر ملكه فهذا الذي يرضي المكارم والربط طيب اذا القصيدة عدادها خمسة واربعون بيتا. وسنحاول ان نشرح خمسة ابيات الخمسة الابيات الخمسة الاولى من هذه القصيدة. يقول يخاطب المكان. فيقول فديناك من ربع وان زدتنا كربا. فانك كنت الشرق للشمس والغرب اربعة فديناك نقول نحن نفديك من ربع يعني فديناك يا رب والربع المكان او الانسان اما المكان على وجه العموم واما الدار على وجه الخصوص واما الناس النازلون الرابعون اي المقيمون في هذا المال فيقول فدينا هذا المكان بانفسنا ثم يخاطبه فيقول وان زدتنا كربا وان كنت ايها المكان ازيدنا شدة والشدة بسبب الشوق والحب للمحبوبة. ولم؟ لان المحبوبة علاقتها بالمكان حاليا لان هي تحل في هذا المكان وكنا عن المحبوبة بالشمس فقال فانك ايها الربع يعني ايها المكان كنت الشرق قال الشمس والغرب. الشرق اذا خرجت هذه المحبوبة من المكان فكأنها شمس اشرقت. قلنا شبهها بالشمس ثم شبه خروجها بالشروق ثم شبه عودتها الى المكان بالغرب فقال فانك كنت الشمس للشرق والغرب فلانك كنت المكان الذي يضم هذه المحبوبة كلما خرجت منك او عادت اليك فاننا نفديك ايها المكان ان كان فداؤنا لك يزيدنا كربا بسبب حبنا لمن اقام فيك من هذه الشمس المحبوبة اذا في البيت الاول قال فديناك من ربع وان زدتنا كربا فانك كنت الشرق للشمس والغرب. ثم قال في البيت الثاني وكيف عرفنا يعني كيف قلنا فديناك ايها الربع؟ كيف لا نقل للمكان او الربع نفديك بانفسنا الا اذا كنا نعرف نعرفه ونعرف فضله ونعرف حقه علينا. فقال في البيت الثاني وكيف نعم رسمة الرسم المكان يعني هيئة المكان. الرسم قد يكون الجدران السور الاعمدة فيقول هذا رسم المكان. يعني الشيء الذي يدل على هذا المكان. فيقول لقد عرفنا هذا المكان فقلنا نفديك بانفسنا. فكيف نعرفه ها؟ او كيف نقول اننا نفديه بانفسنا دون ان نعرفه لكن يتعجب يقول كيف عرفنا ها شف كيف اين موطن التعجب في البيت؟ قال وكيف عرفنا رسم من لم يدع لنا فؤاد لعرفان الرسوم ولا لبان يعني كيف عرفنا هذا المكان؟ اه رسم من لم يدع مكان المحبوبة من لم يدع لنا فؤادا. يقول كيف عرفنا مكان هذه وهذه المحبوبة لم تترك لم يدع لم يترك لم تترك لنا فؤادا لعرفان لمعرفة هذه الديار ولا لبال لا فؤادا لا فؤادا ولا عقلا لا قلبا ولا عقلا. يقول يتعجب لقد عرفنا الدار وفديناها بانفسنا. ولكننا نتعجب كيف عرفناها وان التي سكنت في هذه الدار قد سلبتنا القلب والعقل فيتعجب يعني يريد ان ان يزيد او يبالغ في تأثره بمن سكن هذه الدار بانها سلبت عقله وآآ قلبه ولكنه عرف الدار فيتعجب كيف عرفها اذا هنا الاستفهام في البيت الثاني يفيد التعجب. المعنى البلاغي له. الغرض البلاغي منه التعجب. وكيف متعجبا. عرفنا رسمة مكان من لم يدع لنا هذا الحبيب فؤادا لم يترك لنا فؤادا لعرفان من اجله اي لم الغائية او السببية او من اجل العرفان الرسومي ولا لب واللب هو العقل ثم قال في البيت الثالث نزلنا على الاكوار نزلنا على الاكوار نمشي كرامة لمن بان عنه ان نلم به ركبا. هم. قال لما وصلنا هذه الديار وعرفنا انها ديار المحبوبة ومع انها يعني فديناها وتعجبنا كيف عرفناها مع ان صاحبتها قد سلبت منا العقل فؤاد الا اننا لما ايقنا انها دار هذه المحبوبة نزلنا على الاكواه. يعني ترجلنا عن الرحل الذي فوق لانه الاكوار جمع كور والكور الرحل الذي يكون فوق الناقة. فيقول اوقفنا النوق وترجلنا عن ظهورها ثم ما رحنا نمشي على ارجلنا كرامة اما مفعول لاجله. يعني اكراما واما حال مكرمين يعني اما مكرم لمن؟ لمن بان عنه. بان رحل. ويقصد من؟ المحبوبة. فيقول لما وصلنا هذه الديار ترجلنا عن هذه النوق ورحنا نمشي على اقدامنا اكراما لمن سكنها في السابق والان قد بان وارتحل عنها اه ونخاف او خلنا نعظم هذه المحبوبة ان نأتيها راكبين لانها عظيمة وتستحق ان نترجل عن ظهور لقن ونمشي وندخل هذه الديار ماشيين. طبعا هذه مقدمة طلالية اذا جاز التعبير. المقدمة التي دأب عليها الشعراء الاقدمون الذين سبقوا المتنبي من شعراء الجاهلية ابتداء وآآ يعني سيراهم على ذلك بقية الشعراء ربما الى اليوم حتى لكن المقدمة ربما ما في لا محبوبة ولا ديار لكن شوف في الاسلوب. يقول لك لما رأينا رسوم تلك الديار التي عاشت فيها تلك المحبوبة انفنا اكراما لها حتى وهي حتى وان لم تكن موجودة. انه قال بانت يعني لمن بان عنها رحلت لم تعد موجودة اكراما لها واكراما لذكراها واكراما يعني آآ لتاريخنا معها نزلنا عن هذه النوق ورحنا نمشي مترجلين معظمين لها ومستكبرين يعني آآ شفناه من الكبائر انه ندخل هذه الديار آآ راكبين لانه الركوب فيه رفاهية وفيه استعلاء على ظهر النخب. نحن لا ان نطامن من عزتنا ومن كبريائنا من اجل هذه المحبوبة. وطبعا بان فكرة البين عند كل الشعراء. طبعا سبقه جرير لما قال بان الخليط ولو طوعت ما بان. وقطعوا من حبال الوصل آآ وقطعوا من حبال الوصل اقرانا حي المنازل اذ لا نبتغي بدلا بالدار دارا ولا الجيران جيرانا. يا حبذا جبل الريان من من جبل وحبذا ساكن الريان من كان وحبذا نفحات من يمانية تأتيك من قبل الريان احيانا. القصيدة اللي هي اه تبتدأ بالبين. هم. فاذا قال لمن عنه ان نلم به ركضه. ثم قال في البيت الرابع نذم نهجه يعني آآ نقلل من شأن الذم عكس المدح. ها نذم السحاب الغر في فعلها به. ونعرض عنها كلما طلعت عتبة. يعني احنا نذم نهجو هذا السحاب الغر الابيض يعني. وطبعا غر جميع غراء ومع انه السحاب مؤنث اه الا انه وصفه بالغر اه على انه كأنه مفرد كقوله تعالى السحابة الثقال في سورة الرعد ايضا اه اه قد نذم السحاب الغرة في فعلها به. لانه لما جاء وقت الشتاء ودخلنا الى هذه اه الديار التي كانت تسكن فيها المحبوبة رأينا انها قد محت اثار هذه المحبوبة يعني فحزنا فذممنا هذا السحاب. اه انه كيف فكرة انت ربما محوت اثار مشيها في هذا المكان او محوت اثار ايقادها في هذا المكان هنا كانت مثلا تخبز وهناك كانت مثلا تطبخ او كانت تفعل شيء وكانت توقد النار لتدل الضيفان مثلا كرما منها مثلا اه فانت لما نزل المطر هذا السحاب الغر اه الابيض الذي ملأ المكان بالماء فسال الماء بكل اثر فاخفاه قال نذم السحاب غرة في فعلها اي في فعل هذا السحاب بهذه الديار اه لانها محت اثار الربيع وغيرته ونعرب عنها ثم لما نراها مرة اخرى تطلع ها احنا دخلنا وجدنا ان السحابة قد محى اثار الربيع في هذا المكان لكن لم يكن السحاب موجودا لانه اثره قد سبقه. فلما يعني اه اقمنا في هذا المكان او تجولنا فيه طلع السحاب مرة اخرى. فلما طلع علينا كانه يقول يعني كانه يرحب بنا كزائرين جدد الى هذا المكان المهجور اه فطلع السحاب علينا لكننا اعرضنا عنه ونعرض عنه كلما طلعت السحاب عتبة. عاتبين عليه لم فعلت ذلك بديار المحبوبة؟ لقد لكي نتهدى اثارها ورسومها وما تبقى منها من حجارة او من رماد او من اثار خطو او من منازل فانت لما نزلت ايها السحاب بالماء على هذه الديار جرفتها كلها فلم يبق منها شيء. فايش قال؟ ونعرض عنها كلما طلعت عتبة ثم قال في البيت الخامس كأنه يختم الابيات الاربعة السابقة ليدلل على حال الدنيا. ان الدنيا لا تبقي على حال فلا تعتب على احد. اه ولا تطل عتبك كما قال الشاعر اخر اتوقع حميد بنون لم اعد اذكر اسمه مما حفظت من سنوات طويلة قال اكل العتابك فالبقاء قليل. والدهر يعدل تارة ويميل. فلا فلا تطلع وتاب يا اخي. الدهر ماشي الايام ستمضي فاكل العتاب. فالمتنبي في البيت الخامس اه يعفي مثل ما فعل السحاب بالديار. مسح كل شيء. فمسح كل العتب سابق وكلما سبق وقال لك الدنيا هيك اصلا. والذي يعرف الدنيا معرفتي بها سيقول هذا امر طبيعي ان تتبدل الاحوال وتتغير كان مقيما هنا رحل ومن كان يحيى قد مات ومن كان نحبه قد بان وهكذا شوف شو قال في البيت الخامس الذي يعد حكمة وسأختم به الحلقة. قال ومن صحب الدنيا طويلا خبيرها يعني. تقلبت على حتى يرى صدقها كذبا. فيتحول الصدق الى كذب. يعني لا يدوم لها حال. فلا لوم ولا عتب على هذه الدنيا. والبيت واضح لكنه حكمة واتمنى ان نحفظه وان نتمثل به في حياتنا فلا نعتب على احد ولا نطيل اللوم ولا آآ نتوقع من شيء من احد شيئا اه وكأن الامر منوط به. يعني انت احتسب عند الله فيما لو اذيت. وفيما لو عشت فلا تطلب آآ يعني اجرا ولا مدحا ولا ثناء ولا رضا آآ على عمرك الا من الله تعالى والا ثم الا من نفسك انت كن راضيا عما تفعل وامض فانه لا عتب على احد. اذا قال في البيت الخامس ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت على عينه حتى يرى صدقها كذب تباع نتوقف عند هذا البيت الخامس ونبدأ ان شاء الله تعالى في الحلقة السابعة والثلاثين القادمة من من البيت السادس الى العاشر باذن الله تعالى حتى ذلك اترككم في رعاية الله. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته