بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من حلقات هذه السلسلة من شرح ديوان المتنبي الموسوم كرسي المتنبي. اليوم نحن في الحلقة الثلاثين وسنبدأ في القصيدة او سنبدأ بالقصيدة الثانية عشرة وقال يعزيه عن عبده يماك التركي وقد مات بحلبة سنة اربعين وثلاثمائة اربعين وثلاث مئة قبل ان يعاتبه القصيدة المشهورة بعام واحد ثلاثمية وواحد واربعين على الاغلب عاتبه في قصيدتها حرق البال لسا العلاقة متوطدة ومتوقدة ما بين سيف الدولة وما بين او ما بين المتنبي وسيف الدولة وبالتالي فانه ليس مستغربا ان يعزيه بوفاة واحد من عبيده. قد يكون واحدا لا شأن له مع انه يصفه في بعض الابيات ويتغزل به في بعض الابيات يعني يتغزل بصفاته في بعض الابيات. لكن من يعرف يباك التركي الذي كان عبدا عند سيف الدولة. ولكن هذا الحب الذي بينه وبين في الدولة هو الذي جعله يكتب هذه القصيدة اه معزية له. فسأقرأ القصيدة كاملة وعداد ابياتها واحد وثلاثون بيتا. ثم نشرع في كل حلقة نلقي الظلال على بعض الابيات ولا نطيل عليكم ان شاء الله تعالى. يقول المتنبي لا يحزن الله الامير فانني ساخذ من حالاته بنصيبي. ومن سر اهل الارض ثم بكى اسدا بكى بعيون سرها وقلوب. واني وان كان الدفين حبيبه حبيب الى نفسي حبيبي وقد فارق الناس الاحبة قبلنا واعياد دواء الموت كل طبيب سبقنا الى الدنيا فلو عاش اهلها منعنا بها من جيئة وذهوب تملكها الاتي تملك سالم وفارقها ماضي فراق صليبي. ولولا ولا فضل فيها للشجاعة والندى. وصبر الفتى لولا لقاء بي واوفى حياتي الغابرين لصاحب حياة امرئ خانته بعد مشيبي. لابقى في حشايا صبابة الى كل تركي النجار جليبي وما كل وجه ابيض بمبارك ولا كل جفن ضيق بنجيب لان ظهرت فينا عليه كآبة لقد ظهرت في حد كل قضيب وفي كل قوس كل يوم تناضل وفي كل طرف كل يوم ركوبي يعز عليه ان الا بعادة وتدعو لامر وهو غير مجيب. وكنت اذا ابصرته لك قائما نظرت الى ذي لبدتين اديب. فان يكن العلق النفيس فقدته. فمن كف متلاف اغر وهوب كأن الردى عاد على كل ماجد. اذا لم يعوذ مجده بعيوبه. ولولا ايادي الدهر في الجمع بيننا غفلنا فلم نشعر له بذنوبه ولا الترك للاحسان خير لمحسن اذا جعل الاحسان ربيبيبي وان الذي امست نزار عبيده غني عن استعباده لغريبي. كفى بصفاء الود كفى بصفاء الود رقا لمثله كفى بصفاء الود رقا لمثله وبالقرب منه مفخرا للبيب. فعوض سيف الدولة الاجر انه اجل ثاب من اجل مثيبي. فتى الخيل قد بل النجيع نحورها. يطاعن في ضنك المقام عصيب يعافوا خيام الريط في غزواته. فما خيمه الا غبار حروب. علينا لك الاسعاد ان انا نافعا بشق قلوب لا بشق جيوبي. فرب كئيب ليس تندى جفونه. ورب ثير الدمع غير كئيب. تسلى بفكر في ابيك. فانما بكيت فكان الضحك بعد قريب. اذا نفس الكريم مصابها بخبث ثنت فاستدبرته بطيبي. وللواجد المكروب من زفراته كونوا عزاء او سكون لغوب. وكم لك جدا لم تر العين وجهه. فلم تجري في بغروب فدتك نفوس الحاسدين فانها معذبة في حضرة ومغيب وفي تعب من يحسد الشمس نورها ويجهد ان يأتي لها بضريب. اذا هذه القصيدة هي القصيدة الثانية عشرة في الترتيب الذي اعتمد بناء على روي كل قصيدة اي الحرف الاخير في كل قصيدة ونحن ما زلنا في رويل باء طبعا في بدايته. ربما هذه القصيدة الثانية في راويل بيا. يقول في البيت الاول لا يحزن الله الامير فانني ساخذ من حالاته بنصيبي. هم. لا يحزن دعاء والدعاء هنا بلا الناهية. كانه يقول لا يحزن يعني مجزوم الفعل الذي يأتي بعدها وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين وفيه معنى الدعاء فيدعو الله الا يحزن الله الامير. والامير سيف دولة والبيت واضح؟ قال فانني يعني اضافة الى هذا الدعاء الذي يدعو الله ان آآ آآ يجعله لامير للامير اللي هو سيف الدولة يقول فانني ساخذ من حالاته بنصيبي. يعني ساخذ من حالات الحزن لديه بنصيب. اي يريد ان يقول انني اريد ان اخفف من حزنك يا سيف الدولة فلو استطعت ان تقسم الحزن بيننا. فاذا فاذا بل حزن او تفرق الحزن خف اثره فلو كنت استطيع لاخذت نصيبا وقسطا وقدرا او مقدارا من هذا الحزن فحزنت عوضا عنك. يعني اسلوب في اه اه التسلية لسيف الدولة او في تعزيته وقد يكون وهذا معنى بعيد لكنه وارد ايضا فانني ساخذ من هذه الحالات بنصيبي من حالاته بالدعاء له. يعني اذا دعوت لك الله ان ان يخفف عنك يا سيف الدولة فان جزءا من هذا الدعاء او نصيبا من هذا الدعاء يرتد الي فاخذ منه فان الله ايضا لا يحزنه فانني ادعو لك بعدم الحزن والصبر على المصاب او التعزية في المصاب كما ادعو لنفسي. وانني ان دعوت يا اخي نادت هو يريد ان يشير الى هذا الحديث الذي يقول ما من مؤمن يدعو لاخيه معنى الحديث او كما قال صلى الله عليه وسلم ما من مؤمن لاخيه حتى يبعث الله ملكا من السماء ينادي ولك مثل ما دعوت. فان دعا له بخير دعا هذا الملك او امن هذا الملك دعائه ودعا له بمثل ما دعا لاخيه. وهذا قد يكون المعنى الثاني في قوله فانني ساخذ من حالاته بنصيبي تمام ثم قال في البيت الثاني ومن سر اهل الارض يعني والذي سر اهل الارض ويقصد سيف الدولة سرها بجوده وبكرمه وبطيبه باخلاقه فقال ومن سر اهل الارض ثم بكى اسا بكى بعيون سرها وقلوب يقول انك يا سيف الدولة قد انعمت على اناس كثير فادخلت الفرحة على قلوبهم وعلى نفوسهم فسررتهم. ثم لما ايتائسا اسا حزنا يعني معروف ذلك لكن قصده يقول بكيت اسا بسبب موت عبدك يماك التركي فان الناس اذ تشاركك في المصيبة تبكي معك لانك سررتها في آآ يوم الرفاهية او في يوم آآ النعمة او في بيوم الرغد والرفاهية ولين العيش وطلاوة. فانها حينما سررتها في ايام الرخاء جاءت لتشاركك في ايام الشدة فتبكي معك لكنها لا تبكي بعيونها فحسب وانما تبكي ايضا بقلوبها. هذه العيون التي سررتها ايام الرخاء جاءت لتعزيك كلها اه بقلوبها لا بعيونها فقط فانها تبكي قلوبها قبل عيونها. ومن سر اهل الارض ثم يعني في فترة سابقة ثم الان بسبب هذا الموت الذي حدث ثم بكى اسا بكى بعيون يعني بكت معه عيون ولا يقصد بكى هو بهذه العيون. وقد يكون طبعا اه اه يعني لما يبكي هو فكأنه فكأن العيون كلها تبكي التي سرها من قبل. فكأن في بعيونه او في عينيه اي في عينيه سيف الدولة كل عيون الذين سرهم مئات الالوف من هذه العيون التي سرها هي في فهو يبكي بعيونهم جميعا. وهو يعني من باب الاشارة الى مشاركة كل رعايا سيف الدولة آآ آآ حزن سيف الدولة او او سيف الدولة في حزنه هذا البيت الثاني ثم قال في البيت الثالث واني اتحدث عن نفسه. طبعا واني حكينا في المرة السابقة ربما في الحلقة السابقة في الحلقة التسعة وعشرين او في الحلقة ثمانية وعشرين. انه هذا المطلع موجود كثير عند اه آآ المتنبي واني يعني فيه معنى القسم في معنى التوكيد في معنى الذات تظهر كثير عند مطالع آآ ابيات طالما هو في موجود هذا المطلع في كثير من قصائد الشعر العربي. لكن عند المتنبي ظاهرة. يعني هو الذي يقول مثلا واني لتعدوا بي عطاياك في الوغى فلا انا مذموم ولا انت نادم. يعني انت كريم واحنا بنستاهلك من البيت يعني بالمعنى البسيط. طيب واني وان كان الدفين حبيبه. الدفين والحبيب والسليب والجليل والنجيب وغيره من هذه الكلمات الموجودة في هذه القصيدة يعني اكثر اكثر المتنبي من ذكرها هي كلمات بسموها نائب عن اسم المفعول اي على وزن فعيل لكنها بمعنى مفعول. فالدفين هنا اه بمعنى المدفون واني وان كان الدفين اي المدفون حبيبه اي محبوبه. ويقصد سيف الدولة والدفين يقصد يماك هذا العبد التركي الذي مات. وهو هنا يعزي سيف الدولة به قال واني وان كان الدفين حبيبه. قصده يقول هذا الدفين لا علاقة لي به. ربما لم اره الا مرة واحدة قائما فوق رأس سيف الدولة. وربما لم اره في حياتي ولا مرة فانا لا اعرفه انه غريب عني ولكن معرفته جاءت من معرفتي لسيف الدولة. فانا احب كل ما يحب سيف الدولة فلو كان هذا الدفين هذا الدفين الغريب الذي لا يعرفه حبيبا عند سيف الدولة فانه بالضرورة حبيب عندي لان حبيب حبيبي حبيبي شوف المحل ده لطيف وجميل لكن بعضهم عاب عليه هذا التكرار. موجودة ايضا هذه هذا التكرار وهذا اللعب في الكلمات في تنسيق او في نسج البيت. مم. شو قال اذا في البيت الثالث؟ واني وان كان الدفين حبيبه حبيب الى نفسه حبيب حبيبي. صحيح حبيب لنفسي حبيب حبيبي بصنفه يعني حبيبي هو حبيب حبيبي وصديقه صديقي صديقي وصديقه عدوي عدوي وعدوي صديقي عدوي فهي من باب التلاعب اللفظي واني وان كان الدفيل حبيبه حبيب الى نفسي حبيب حبيبي. فساكون محبا له كما ان سيف الدولة محب له لان الذي تربطه به هو على ما يربط سيف الدولة علاقة سيف الدولة به فلما كانت هذه العلاقة حبيبة الى قلب سيف الدولة كانت ايضا حبيبة الي ثم قال في البيت الرابع يعني بلش يشتغل على فكرة الفلسفة فكرة الوعظ فكرة الدخول الى فلسفة الموت والحياة المعنى الاعمق للحياة وللموت ايضا فقال وقد فارق الناس الاحبة قبلنا يعزز في الدولة. يقول له يا اخي لست اول من يفقد حبيبا الى نفسه. فقد فارق وقد فارق الناس الاحبة قبلا كم من اناس فارقوا احبتهم قبلك يا سيف الدولة فتعزى بهم. باخر القصيدة سيذهب الى اخص خصائص سيدنا راني اخص اقرباء سيف الدولة ليقول له لقد مات فلان من اقربائك فتعزى به فهذا ليس افضل من اقربائك. وقد نسيت اقربائك يعني قد يعني قد مضى عهد فالزمان انساك يعني هذا الحزن الذي كنت فيه فتعزى الان ولا تحزن لانه سيمضي هذا الزمن وستعود اليك البهجة. اذا قال وقد فارق الناس الاحبة قبلنا اذا فارقوا الاحبة قبلنا بالموت طبعا. واعيى دواء الموت كل طبيب طبعا البيت الاول هو اشار الى هذا المعنى باسلوب اجمل واعمق. لما قال في القصيدة المتنبي نفسه قال وان رحيلا واحدا حال بيننا بسبب الجغرافيا انت صرت في بلد وانا صرت في بلد لكن الرحيل الذي لا يرجى بعده لقاء هو رحيل موته لانه رحيل الجغرافيا قد يرجى بعده لقاء فتلتقي النفوس والقلوب والاحبة والاصدقاء بعد بعد في زمن ما ولكن اذا حال اذا كان هذا البعد سببه الموت فلا يمكن ان يكون من بعده لقاء ولذلك ايش قال المتنبي في هذا البيت الجميل الذي هو اجمل من هذا البيت الرابع هنا قال وان رحيلا واحدا حال بيننا بالموت من بعد الرحيل رحيل اي والله في الموت من بعد الرحيل رحيل اذا قالوا قد فارق الناس الاحبة قبلنا واعيى اتعب آآ ادنى واعيى دواء الموت كل طبيب. يعني اعيا ان تجد دواء للموت. اذ هم كانوا يعتبرون الموت مرضا وان كان الموت قدر وقوة الله تعالى في خلقه. لكن اذا اعتبرته مرضا فانه المرض ربما الوحيد الذي يمكن ان تقول انه لا دواء له لا دواء لهذا المرض. اذا قال واعيا دواء الموت كل طبيب طبعا المتنبي يقف وسطا بين شاعرين سبقه ابو العتاهية وجاء بعده ابو العلاء المعري فالمتنبي نظر الى قول ابي العتاهية في هذا البيت الى بيتين شهيرين لابي العتاهية. ايش قال المتنبي؟ وقد فارق الناس الاحبة قبلنا واعيى دواء الموت كل طبيب. سبقه الى اهذا المعنى ابو العتاهية حين قال ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان يبرئ منه فيما قد مضى. ذهب المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى فاعي دواء الموت كل طبيب ثم جاء بعده ابو العلاء المعري الذي كان مفتونا بالمتنبي كما قال مفتون بالمتنبي. فاخذ المعنى ايضا القريبة منه فقال صاحي هادي قبورنا تملأ الرحب فاين القبور من عهد عادي خفف الوطأة ما اظن اديم الارض الا من هذه الاجساد تمام اذا وقد فارق الناس الاحبة قبلنا الحديث عن الفراق والرحيل عند المتنبي ايضا فيما يعني يمكن انا يعني افكر بصوت عال يمكن ان ان تعمل او تصنع او تكتب دراسة حول فكرة الفراق عند المسلمين كيف فلسف الفراق؟ هو قال من قبل نبكي على الدنيا هذه فئة من اوائل ما قاله من شعره في صباه ربما كان عمره لا يتجاوز الثامنة عشرة من عمره. حين قال نبكي على الدنيا وما من ترن جماعتهم الدنيا فلم يتفرقوا طيب ثم قال في البيت الخامس سبقنا الى الدنيا يعني جاء من كان قبلنا لسنا ادم ولا حواء ولا ابناءهم حتى احنا جينا بعد زمن طويل من وجود البشرية على الارض فقال سبقنا الى الدنيا. فلو عاش اهلها شف التخيل الان. فلو لم يكن هناك موت. طبعا يعني انقطع الموت. شف فكرة انقطاع الموت تصير الناس تتمنى الموت لان الارض فاضت بالناس يعني هذه فكرة راودت خيال كثير من الشعراء وكثيرا من الكتاب او كثير من الكتاب وكثير من الروائيين. على سبيل المثال انقطاعات الموت لسراماكو تدور حول هذه الفكرة انه الموت يعني انت في آآ وسط مكان لا لا يأتيه الموت فيصير مشكلة انت بست نقل الناس للمكان الذي يأتيه الموت لانه فاضت الناس فهنا يقول شوف الفلسفة قال آآ سبقنا الى الدنيا جاء من كان قبلنا الى هذه الدنيا فلو عاش اهلها فلو عاش السابقون شو صار؟ منعنا بها من جيئة وذهوب. يعني لم نستطع لا ان نروح ولا ان نغدو. والذهوب طبعا عكس بعض الجيئة المجيء والذهوب الذهاب. مم. وهو مصدر ذهاب اذ ذهب ذهوبا وذهابا وجيئة مصدر مرض جاء جيئا وجيئة ومجيئا مصدر ميمي. فقال فلو لم يمت الناس الذين قبلنا لاكتظت الارض بالناس فلم يعد احد يستطيع ان يمشي. والله فكرة جبارة او خيال جبار في ان يجي واحد روائي يستند على هذه الفكرة ويكتب رواية حول في فلسفة الموت والحياة ان الموت احمى احيانا يكون. فيريد ان يقول لسيف الدولة يعني ليس ليس اول ميت وان الموت رحمة وانه نعمة وان انه اذا حل فانه يسمح للاحياء بالتحرك على وجه هذه البسيطة. فلو انه لم يمت احد منذ ان هبط ادم ادم من السماء الى الارض او من الجنة الى الارض لمنعنا ان نتحرك بوصة واحدة توقف عند البيت الخامس نكمل ان شاء الله تعالى في الحلقة الواحدة والثلاثين القادمة الابيات الخمس الاخرى الى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته