بسم الله الرحمن السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي في هذه السلسلة من الحلقات التي نسيبها بكرسي المتنبي. ونحن الان في الحلقة الثامنة والثلاثين وقد وصلنا الى البيت الحادي عشر من القصيدة الثالثة يقول في هذا البيت لقد لعب البين المشت بها وبي. وزودني في السير ما زود الضب اه هو عطف على او تفريع على البيت الابيات السابقة البيت التاسع والعاشر وعلى الاخص البيت الثامن لما قال وفتانة العينين يتحدث عن هذه الفتاة التي كانت تقيم في هذه الديار. فقال لقد لعب البين المشت بها وبي. فيقول آآ آآ هذه الفتاة اه يعني اه تصرف بنا البين البعد المشت الذي يشتت ويفرق اه لقد لعب البعد المفرق بي وبها. ولعله طبعا المحبوبة هي هو يصرح بالمحبوبة لكن خلف المحبوبة ربما تكون اماله التي يسعى اليها والتي تذكره بشبابه والتي يعني يحبها والتي فتنته. فقد يكون الذي فتنه ليست امرأة حقيقية فتنته هذه الفتاة اللي هي طموحه كان شبه طموحه وغايته بالفتاة التي فتنته والتي تعيد اليه عهد شبابه الاول لانه كان متمرد في في البداية وربما ظل تمردن الى ان التقى بسيف الدولة فهدئك فهدأ قليلا ثم في النصف الثاني من علاقته بسيف الدولة عاد الى تمرده فتركه وذهب الى آآ آآ كافور الرشيدي كما هو معروف. تمام. اذا قال لقد لعب البين المشت آآ بها وزودني في السير ما زود الضب اه وزودني في السير ما زود الضب الهم حيوان الذي يشبه السحلية الضب يعني اه ورد حتى في الحديث الضب اه لما جيء بضب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم له فلم يأكله او قال انه ليس من طعام قومي يعني هو لم يحرمه ولكنه قال انه ليس من طعام قومي اي انني لا اكل ولم اعتد على اكله فقام خالد الرواية اه تقول ان خالد الوليد اه او الرسول قال من يأكل هذا فاخذه خالد الوليد فسلح او اخذ جلده واكل بلقمة واحدة. فهو هذا الحيوان الذي يكون في الصحراء الحرزون قد يكون ايضا. اه من من هذه الفصيلة. قال اه اه لقد لعب البين المشت بها وبي وزودني في السير ما زود الضباب معنيين عالاقل خلينا نقف عندهم في هذا البيت او في هذا الشطر. قال لك الضب اذا خرج من سربه يعني من مكانه او من جحره او من بيته لا يهتدي اليه فيعود اليه. ولذلك الكتاب بتلاقيه سواح مش عارف وين حائر ولذلك قالت العرب في الامثال احير من ضب كما قالت ايضا اسمع من آآ فرس خلاص اضرب بها المثل في شدة السمع والضب يضرب به المثل في شدة الحيرة. وقالوا الأم او يعني اه احقدوا من جبل ولعلهم قالوا ايضا اسهد من فهد. اه اه او اسهر من فهد. يعني ضربت امثال اه بالحيوانات. واحد منهم احير من ضب فلا يوجد اشد حيرة اشد حيرة اه من الضب فيضرب به المثل في شدة الحيرة. فقال لقد يعني زودتني حيرة. يعني الزاد الذي اعطتني اياه كان حيرة فهذا الفراق الذي شتتنا شتت العلاقة بيننا وقطعها اضاف الى ذلك الى الفراق المشت اضافت الى ذلك الحيرة فقال لقد وزودني اللي هو البين اعطاني في السير ما زود الضب فيفتاض انه في السير الدليل الصوى اللي هي العلامات التي تكون على الطريق حتى يهتدي بها ويصل الى ما يريد. لكن ما اخذه من هذا البين هو ما الضب الذي يذهب في كل اتجاه ولا يعرف ان العودة الى مكانه فهو محتار. فقال لك زودني حيرة ولم ولم يزودني هدى ولا اهتداء الى الطريق التي اريد ان اصل اليها. هذا معنى المعنى الاخر انه الضب معتاد على حياة الصحراء. فهو لا يزود. الزوادة اذا جاز التعبير لا تعطى للضب يعني لا لا خذ زادا معه في الطريق لانه معتاد فلا يأخذ ماء. لان الزاد او الزوادة او التزويد كان على الاغلب يكون بالماء اذا دخلت الصحراء. لانه كيف تقطع الصحراء دونماء اه قد تصبر على الطعام لكنك لا تصبر على العطش قد تصبر على الجور لكنك لا تصبر على العطش. فقال هذا البين زودني زود الضبع زودني الله شيء لان الضب لا يتزود بشيء فلا يعطى ماء حين يدخل المفازة والصحراء لانه معتاد على تحمل العطش يريد ان يقول انني زادني حيرة هذا البين وزادني لا شيء آآ زادني فراغا وزادني اه ضلالا. هم. اذا قال في البيت الحادي عشر لقد لعب البين المشت بها وزودني في السير ما زود الضب ومن تكن الاسد ضواري جدودا. وخلص خلص الحديث عن المحبوبة التي قد تكون رمزا لمطامحه وغايته والمجد الذي آآ يصبو اليه والان سيبدأ بالحديث عن نفسه كأبته. واذا بده يحكي عن الممدوح اللي هو سيف الدولة سيبدأ بذكر نفسه قبل سيف الدواء. واذا اجتمعا معا في بيت واحد ستكون ايضا بدايته بنفسه قبل سيف الدولة. واذا كانت موازنة ايرجح كفته على كفة سيف الدولة. عظيم ليس شاعرا عاديا وما حدا يقدر يقول له لا ولا حدا يستثقل ذلك منه حتى الامير لانه انا اعطيك ايش قال لك الدر الذي لي لفظه فانك معطيه واني ناظم قالوا هذا عتابك الا انه ميقات قبض من الدرة الا انه كريم. فانا كلامي درر. فلما امدحك يكفي انني امدحك. هيك نفسيته كانت نفسية انسان يعني عنده اه كبرياء ليس تكبرا. لو لم يكن كذلك لما كان المتنبي هيك شخصيته. وهو لا يلام على ذلك تعرف اعتقادي في رأيي. اذا قال في البيت الثاني عشر ومن تكن الاسط الضواري جدوده يقصد نفسه الاسط معروفة. مفروضها الاسد وتجمع على اسد واساد واسود قال ومن تكن الاسدل ضواري مفترسة الشديدة الصلبة ها ومن تكن الضواري جدوده يقصد نفسه انا اجدادي اسود دوار اسود مفترسة. انا اسد من نسل اسود. اه يكن ليله صبحا. فهو يهزأ بالبين السابق ويهزأ بالفراق ويهزأ بالمفازة ويهزأ بقلة التزويد ويهزأ بالحيرة التي يمكن ان تصيبها. يقول يكن ليله صبحا. ليله بصير صباح. اي لا يعوقه الظلام ولا توقفه العتمة. يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا. مو والله يقدم له التكرر واحسانا واشفاقا على هذا الطعام. قال له ومطعمه غصب يغتصب اغتصابا. دليل دلالة او دلالة على شدته وشجاعته. لانه اسد من نسل اسود كما قلنا. اذا قال ومن تكن الاسد الضواري جدوده يكن ليله صبحا ومطعمه وغصبا من شاء ومن ابى ابى ما في مشكلة سيكون غصبا. ها؟ اذا يقصد نفسه بدأ بنفسه في البيت الثاني عشر. ثم ثم قال في البيت الثالث عشر ولست ابالي بعد ادراكي العلا. وبدأ هذه البداية آآ خبيب بن عدي عندما تم اه الصحابي الجليل قال له ولست ابالي حين اقتل مسلما على اي جنب كان في الله مصرعي قال له ولست ابالي بعد ادراكي العلا بعد ان وصلت وادركت المجد والعلا التي اطمح اليها. اكانت تراثا ما تناولت ام كسبة؟ اكان وصولي وادراكي لهذه المعالي تراثا اي ورثته عن ابائي واجدادي ام كسب بفعلي وباجتهادي وبارادتي وبعزيمتي القوية. طبعا هو يبالي هو قصده يقول انه الكثيرون يعتمدون على جدودهم لكي يفتخروا بانفسهم ولكي ينالوا ما نال اجداده من المجد فيصل اليهم المجد وراثة. لكن يقول لا انا وصلت الى المجد كسبا. لانه البيت الذي قبله تدل على هذا المعنى الذي لم يقله في البيت الثالث عشر ولكنه اشار اليه. والاشارة مفتاحها في البيت الثاني عشر عندما قال طعمه غصبا. اذا ارادته غصب هو هو مطعم غصبا. وصبحه ليلا او ليله صبحا. اه. فقال اكانت تراثا ما تناولت ام كسبا واذا اردنا ان نفسر المتنبي بالمتنبي كما دأبنا في حلقات كثيرة سابقة فهو صرح بذلك في مطلع حياته ربما كان عمره لا يتجاوز الثمانية عشرة او التاسعة عشرة حين قال لا بقومي شرفت بل شرفوا بي. وبنفسي فخرت لا بجدودي. فانا لا افتخر بجدودي والشاعر الاخر طبعا لا يرقى معنى الشاعر الاخر الا ما ما قاله المتنبي في هذا البيت الذي قال لا تقل اصلي وفصلي انما اصل الفتاة ما قد حصل اه وقال ليس الفتى من قال كان ابي ان الفتى من قال ها انا ذا اذا البيت آآ الذي يريد ان يقول لنا للمتنبي فيه انه وصل الى ما يريد اه بالكسب اي بالارادة وبالعزيمة وليس بالوراثة عن السابقين. قال فيه ولست ابالي بعد ادراك العلا. اكان تراثا ما تناولت ام كسبا ثم قال من بيت الرابع عشر فرب غلام يقصد نفسه طواعا. علم المجد نفسه هذا دليل ثان او ثالث على انه يقصد لو تناوله كسبا ولم يتناوله ارثا. آآ او تراثا. قال فرب غلام علم المجد نفسه فانا علمت نفسي المجد. انا علمت نفسي بنفس المجد ووصلت الى ما وصلت او ادركت العلا بارادتي لا بجاهي ولا بمنصبي ولا بمال من سبقوني ولا بما ورثته عمن آآ سلفوا انما بنفسه هيقال فرب غلام علم المجد نفسه مثل كتعليم سيف الدولة الطعن والضرب. مثل طبعا بلش الان ها بدأ هذا بسموه حسن الانتقال. بلش من البيت الخامس يمدح او الرابع عشر بنصفه ها شف جعل نصفه له يعني لنفسه للمتنبي نصف البيت الرابع عشر اللي هو الشطر الاول وانتقل انتقالا لطيفا الى الى سيف الدولة فبدأ بمدحه في النصف الثاني من البيت الرابع عشر. فقال تعليم سيف الدولة الطعن والضرب. فسيف الدولة علم الدولة كلها الطعن والضرب. القتال والشجاعة والاخذ بالقوة اه وبالايدي اذكر عبد الله داوود ذا الايدي ذا القوة انه تواب. طيب. ثم قال في البيت الخامس عشر اذا الدولة استكفت به في ملمة كفاها كان السيف والكف والقلب. واستكفت هذه استفعل طلب. استأذن طلب الاذن. استعلمت طلب العلم. استغفر طلب من الله المغفرة. فاستكفت به طلبت منه الكفاية كفاها ها جاوب جواب الشرط قال اذا الدولة تستكفت به في ملمة كفاها. اي اذا الدولة استعانت به في ملمة اي في مصيبة او في امر عظيم كفاها ها كيفاه كيف ما هي الوسيلة؟ ها فكان السيف والكف والقلب ولا يضرب الا بهذه الثلاثة يضرب بالسيف ويضرب بالكف ويضرب بالقلب وهو الرأي لانه لسا الرأي اذا صدر عن حكمة ضرب السيف والكف حكمة او بحكمة فلو كان القلب هذا لا يصدر عن حكمة وكان آآ آآ جاهلا او كان غبيا ها فان الافعال التي تصدر عن هذا القلب آآ وتترجم عن طريق السيف والكف ستكون غبية وستكون جاهلة. فقال لك ضرب بثلاثة لا يضرب الا بها وختم بالقلب الذي يصدر عنه شيئا الاخران وهما السيف والكهف. قال اذا في البيت الخامس عشر اذا الدولة استكفت به في ملمة كفأها. فكان السيف والكف والقلب. وركز على القلب لانه منبع الهداية منبع الصواب في الرأي والسداد فيه اذا صدر عن رأي سديد فان الضرب سيكون في موضعه الصحيح وان الكفة ستحمل سيفا صحيحا وتضرب في موضع صحيح نتوقف عند البيت الخامس عشر نلتقيكم ان شاء الله تعالى في الحلقة التاسعة والثلاثين الى ذلك الحين. اترككم في رعاية الله. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته