بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي. الذي نسميه كرسي المتنبي ونحن الان في الحلقة الثالثة والستين ووصلنا الى البيت الواحد والثلاثين من القصيدة الثامنة عشرة التي يرثي بها المتنبي بخولة اخت سيف الدولة. فماذا قال في هذه الابيات الخمسة التي سنلقي الظلال عليها في هذه الحلقة؟ قال فيها قد كان قاسمك الشخصين دهرهما وعاش درهما المفدي بالذهب. وعاد في طلب المتروك تاركه. انا لنغفل والايام في الطلب ما كان اقصر وقتا كان بينهما كانه الوقت بين الورد والقرب. جزاك ربك بالاحزان مغفرة فحزن كل اخي حزن اخو الغضب وانتم نفر تسخوا نفوسكم بما يهبنا ولا يسخون بالسلب. تمام. اذا بنقول في البيت الواحد والثلاثين قد كان قاسمك الشخصين دهرهما وعاش درهما المفدي بالذهب لاحظ ابتداء دهرهما ودرهما. وهذا التجانس الذي بينهما. طبعا المعنيين مختلفين تماما قد كان قاسمك هذه الكاف وهذا الضمير الذي يخاطب به المتنبي من يخاطب سيف الدولة. فقد كان قاسمك يا سيف الدولة شخصين ويقصد اختي سيف الدولة فله اختان كبرى وصغرى والتي اخذها الموت اللي هي خولة هي الصغرى وابقى الكبرى قال قد كان قاسمك الشخصين دهرهما. دهرهما يعني مدة حياتهما. هم الموت طبعا قد كان قاسمك الشخصين دهرهما وعاش درهما ويقصد الكبرى. شبهها بالدرة. لان الدرة معتقة تبقى زمنا طويلا المفدي فدت هذه الكبيرة اختها الصغرى المفدي بالذهبي. فدت عفوا هذه الصغيرة اختها الكبرى بالذهب وكنا عن الصغرى اللي هي خولة بالذهب. وفي اشارة لطيفة ايضا اذا الذهب من الذهب. فذهبت كانها بالذهب. صح يا ذهب؟ لكنها ذهبت ايضا. المعنيين داخل هذه الكلمة ويشيران الى رفعة منزلها والى سرعة يعني حياتها وانقطاعها وموتها. هم. اذا قال قد كان قسمك الشخصين دهرهما مدة حياتهما اشد الرهما اللي هي الكبرى المفدي والتي فديت بالصغرى اللي هي قال عنها الذهب. وشبة الكبرى بالدر وشبه الصغرى بالذهب والباء قال العلماء تذهب او او تلتحق بالمتروك او بالذاهب. اللي هي الصغرى فلذلك قال ما قالوا عاش آآ يعني بالذهب آآ هي البال نتركه. والله اعلم. طيب ثم قال وعاد الموت يعني. وعاد في طلب المتروك. مين المتروك التي تركت. مين هي الكبرى. الاخت الكبرى لسيف الدولة. تاركه الموت وعاد الموت او الدهر. وعاد الموت او الدهر اذ ترك الكبرى فعاد اليها ليأخذها. لا ندري بالفعل ماتت يعني عندنا سؤالان مهمان في هذه الحالة هذه القصيدة كتبها في رثاء اخت سيف الدولة. فهل لما كتبها انتظر وقتا طويلا حتى ماتت الكبرى فجاء هذا البيت يعني ام انه كتبها على يعني على التوقع الذي ان كل حي ثان وانه كل كل نفس ذائقة الموت انها ستموت. وانه ما بين موتها وموت اختها لن يكون طويلا حتى لو كان ما بين موت آآ شاعر جاهلي وموت المتنبي. حتى لو كان فيه الف سنة ولا ثلاثمائة سنة ولا خمسمائة سنة فهو زمن قصير يعني من باب فلسفة قصر الزمن يعني وتقاربه ممكن هذا المعنى الثاني انا ارجح هذا المعنى الثاني لانه لا يمكن انه يكونوا ماتوا بليلة واحدة او او ثلاثة ايام يقودوني ثلاثة ايام في اسبوع. والله واعلم طبعا مبادئ الرجوع الى تاريخ موت الاختين. والاقرب انه فلسفة الموضوع فلسفة على انه ايضا واقع آآ على الفلسفة. اذا قال وعاد في طلب المتروك تاركه يعني وعاد التاركه وهو الموت في طلب المتروك وهي الاخت الكبرى. فما قنع بالصغرى التي اخذها الموت انما عاد الموت مرة ثانية ليأخذ الكبرى قال انا لنغفل. الانسان غفلة انا نغفل والايام في الطلب ايام تطلبنا تركض وراءنا ويقصد بالايام الاقدار يعني. ونوازل الدهر ومصائب الحياة والموت والامراض والايام وفي الطلبية. احنا نايمين يعني بدل ما اه يعني اه نقدم خيرا نغفل اه. والايام في الطلب والاقدار لاحقة بنا تصيبنا يوما وهذا معنى وعظي جميل باسلوب يعني لغوي فني راق. قال وعاد في طلب المتروك تاركه ان لنغفل والايام في الطلب. طبعا اهل التصوف كثير حكوا عن هذه الفكرة. ابو العتاهية ايضا كثير حكى عن هذه الفكرة آآ ان لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتن نظروا الدنيا فلما علموا انها ليست لحي سكنا جعلوها الجنة واتخذوا صالح الاعمال فيها سفنا. هم. بعدين قال يا من بدنياه اشتغل وغره طول الامل الموت ياتي بغتة والقبر صندوق العمل. ها يا من بدنياه واشتغل هذا هو انا لنغفل. هم. وعاد في الطلب المتروك تاركه انا لنغفل والايام في الطلب. ثم قال في البيت الثالث والثلاثين ما كان اقصر وقتا كان بينهما. يعني واضح انهم ماتوا قاربتين بس يعني القصيدة كتبت بعد زمن من موتها يعني لا ندري كم هي وقت القريب. هو قال ليلى في الشطر الثاني بس كيف ربما قال ما كان اقصر وقتا كان بينهما. يعني الوقت الذي زار الموت فيه كليمة كان قصيرا ما بينهما. كانه هذا تشبيه كأن الموت حين لحق بالكبرى بعد ان اخذ الصغرى كان قصيرا مثلما او كانه الوقت بين الورد والقرب كانه الوقت بين الورد والقرب. والورد ان تلد الابل على الماء والقرب هو السير في الليل. اه فيقولون انهم كانوا يسيرون الابل ليلا ها حتى تصل ورد الصباحا فتشرب. فهو يريد ان يقول كان الوقت ما بين موت الكبرى بعد ان ماتت الصغرى هو الوقت بين الورد والقرب وهو وليلة واحدة، لان الورد ان كيد الماء في الصباح بعد ان تكون قصرت اليه سير القرب في الليل طوال الليل واحدة فقط حتى تصل فكأن الوقت بين الورد والقرب. ثم قال في البيت الرابع والثلاثين جزاك ربك يخاطب سيف الدولة اك ربك بالاحزان مغفرة فحزن كل اخي حزن اخو الغضب. قال له يعني آآ غفر الله لك يطلب غفران له على حزنه. كان يريد ان يقول انه الانسان يحزن ولكن الحزن الانسان يجب ان يتعزى ويجب ان يتسلى. يعني عن عن الموت بنسيانه او بالنظر الى الاعمال الحسنة. وقد يكون الحزن يعني بعض اشكال الحزن اعتراضا قد يكون بعض اشكال الحزن اعتراضا من الانسان المحزون على قدر الله. فكأنه يطلب له اذا اذا هذا ما حصل. اذا هذا هو ما حصل مع آآ سيف الدولة. اه آآ فكان المتنبي يطلب المغفرة له من الله تعالى. فقال له فكل اخي حزن اخو الغضب انه الحزين ايضا اه يصاب احيانا بالغضب. هم. فهما اخوان. يعني اه ينتج الغضب احيانا عن الحزن. كقول فلما رجع موسى الى قومه غضبانا اسفا. الاسف حزين يعني اسي على ما حدث والغضبان غضبان. فحزنه على ما حدث جعله يغضب ويأخذ بلحيته اخيه يجره اليه. فهذا معنى غضبانة اسفة. فكل طعام هذه اشارة الى قوله تعالى. يعني هذه اشارة او جديدة نضيفة الى اشارات سابقة قلناها في كثيرة قلناها في حلقات سابقة عن تأثر المتنبي بالقرآن لكن ايش؟ بطريقة فنية ما بكون النص ظاهر. بدك تعرف المعنى الذي آآ يختبئ خلفه هذا النص الظاهر او الكلمات الموجودة. اذا قال جزاك ربك يدعو له بالاحزان مغفرة لذنوبك ذنوبك السابقة واما لذنوبك بالاعتراض غضبا على ما حدث مع اختك او او رب العالمين يعطيك اجرا مغفرة يعني هنا ليس غفران للذنوب وقد يكون اجرا على صبرك ها على الحزن الذي سببه موت اختك الصغرى ثم موتهما معا. قال جزاك ربك بالاحزان مغفرة فحزن كل اخي حزن اخو الغضب. وكانه في اشارة الى انه لما ماتت الصغرى اللي هي خولة عبر سيف الدولة ثم لحقت بها الكبرى سريع الغضب. يعني في البداية قال ربما صبر او يعني تجلد ثم لما رأى الموت قد اكل او قد نهى اروح اخته الكبرى اخذته اخذه الغضب. يعني ما بكفي اخذت الصغرى. ما بكفي يمت. اهلكت لي اختي الصغرى الا حتى تلحق ربما هلأ يعني انا احاول ان افسر نفسية اه سيف الدولة فيما يصفه هذا البيت الرابع اه والثلاثون ثم قال في الخامس والثلاثين كأنه يريد ان يؤكد على انكم قوم صبر. عندكم اخلاق عالية اضاف اليها خلقا جديدا لكي يؤكد على انه يجب عليه ان يصبر والا يغضب على ما حدث. قال في البيت الخامس والثلاثين وانتم يا سيف الدولة نفر جماعة تسخوا نفوسكم بما يهبنا ولا يسخون بالسلب. يعني انتم تسخوا تجود. انتم كرماء. نفوسكم ما يهبنا بما يهمنا بما يعطينا من الهبة العطية وهي عطية من غير مقابل. فيقول انتم اناس عندكم انا فعندكم عزة عندكم انتم كرم عندكم سخاء حين تعطون تعطون بدون آآ آآ بدون لا تريدون شك من الناس لا نريد كما قال الله تعالى لا نريدكم جزاء ولا شكورا تعطونا عن هبة عطية من دون مقابل كرم. اه ولا يسخون بالسلب. والسلب ما يسلب ها في المعركة من المقتول في المعركة من آآ ثياب وسلاح. قالوا انتم هذولا اصحاب النفوس الدنية هم الذين يفعلون ذلك. انما انتم اصحاب نفوس عالية تعطونا من جيوبكم من حر مالكم تهبون. وما تهبوا مما سلبتموهم من جثث القتلى او الموتى في المعارك وهذا ايش؟ اشارة الى اه علو همتهم وانهم لا يقبلون او يترفعون عن الدنايا. اذا قال في البيت الخامس والثلاثين وانتم نفر تسخوا نفوسكم بما لهبنا ولا يسقون بالسلب. نتوقف عند هذا البيت ان شاء الله تعالى نلتقيكم في الحلقة القادمة. فالى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته