بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد معاشر الكرام ايها الاحبة هذه لحظات كريمة واوقات عزيزة نقضيها في هذا البيت المبارك من بيوت الله تبارك وتعالى وفي هذه ليلة المباركة من ليالي رمضان. راجين من الله تبارك وتعالى ان يكتب لنا في اجتماعنا هذا الخير والبركة وان يجعله رفعة لنا عند الله عز وجل وان يجعل ما نستمع اليه في لقائنا هذا حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين واسأل الله عز وجل ان يجزي القائمين على هذا الملتقى اعدادا وترتيبا وتهيئة خير جزاء فان الدال على الخير كفاعله. اسأل الله عز وجل ان يعظم الاجر والثواب للجميع. معاشر الكرام حديثنا هذه الليلة الطيبة حديث عن امر تمس الحاجة الى التذكير به. وايقاظ القلوب ولفتها اليه. لتستغل هذه الاوقات الثمينة والساعات المباركة والليالي الغرر الدرر من ليالي شهر رمضان المبارك وانتهاز فرصة ادراك هذا الموسم العظيم بالصحة والعافية والامن والايمان وان الواجبة على كل مسلم ان يستغل مثل هذه المواسم استغلالا عظيما والا يجعلها قوتوا عليه وتمروا كسائر الايام او كسائر الليالي حديثنا معاشر الكرام في هذه الليلة عنوانه يا باغي الخير اقبل وكلكم يعلم ان هذه الكلمة يا باغي الخير اقبل وكذلك سنوها يا باغي الشر اقصر قد وردتا في حديث عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم مشتمل على فضائل عظيمة وخصائص جليلة خص بها شهر رمظان المبارك وذلكم ما جاء في الحديث الصحيح المخرج في المسند وغيره عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان اول ليلة من رمظان فتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب وصفدت الشياطين ومردة الجن وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة هذه معاشر الكرام خصائص لرمضان تبدأ هذه الخصائص لرمضان من اول ليلة من لياليه وتنتهي هذه الخصائص في اخر ليلة من لياليه واخر لحظة من لحظاته. خص بها والله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار ويصطفي ويجتبي ما يشاء من الازمنة والامكنة والاعمال والاشخاص الخلق خلقه والامر امره جل في علاه. وجدير العبد المؤمن ان يستشعر مكانة الازمنة الفاضلة ورفيع قدرها عند الله سبحانه وتعالى. وان يعرف ايضا ما اودع الله سبحانه وتعالى فيها من خصائص عظيمة وميزات كريمة ليكون ذلك معونة له على حسن استغلال هذه المواسم وانتهازها ما يعظم به اجره عند الله جل في علاه معاشر الكرام هذا النداء العظيم يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر نداء يتكرر كل ليلة من ليالي رمضان هذه الليلة التي نعيشها نادى فيها هذا المنادي بهذا بهذين النداءين العظيمين يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر وقد جاء في مسند الامام احمد وغيره في بعض الروايات لهذا الحديث ان الذي ينادي بهذا النداء ملك من الملائكة وكل الله سبحانه وتعالى اليه القيام بهذا النداء الشريف الجليل العظيم فجاء في مسند الامام احمد وينادي ملك كل ليلة يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولئن كان المسلمون في ليالي رمضان لا يسمعون صوت هذا المنادي لا يسمعه اي منهم لكن كل مسلم من هذا النداء على يقين ولا شك عنده في ذلك ولا تردد لان الذي اخبرنا بهذا النداء هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فقام اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بهذا النداء مقام سماعه فكأننا نسمعه كاننا نسمعه ثقتنا وتصديقنا وايماننا بكل ما يخبر به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا لا يقول ما فائدة هذا النداء وهو لا يسمع الا جاهل فاخبار الرسول عليه الصلاة والسلام هذا النداء قام مقام سماع النداء وسماع هذا الصوت وانت ايها المسلم في كل ليلة من ليالي رمضان على يقين ان هذا الملك ينادي يا باغي الخير اقبل يا باغي الشر اقصر وكانك تسمع صوته كانك تسمع نداءه لان النبي الكريم الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام اخبرنا بذلك هذا النداء استنهاض للهمم تحريك للعزائم دعوة الى الاقبال على الخيرات وجمع النفس على البر والطاعات ودعوه ايضا الى اقرها وزمها وابعادها عن كل ما لا يليق بالمسلم عن الامور الدنيئة الحقيرة السيئة الرديئة فهذا نداء فيه حث للعباد وتحريظ لهم على الخير وطاعة الله واستنهاض لهم وعزائمهم للاقبال على ما يحبه الله. ويرضاه وتحذير لهم من سيئات والذنوب وما يسخط الله سبحانه وتعالى بعض العلماء قال كلمة عجيبة قال لعل ما يشاهد ويرى من اقبال عظيم على الطاعة في رمظان وليالي رمظان وسكون النفوس وطمأنينتها اقبالها على الخير لعل هذا من اثر هذا النداء نداء الملك يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ومن لم تقصر نفسه عن الشر في هذه الاوقات العزيزة والليالي الثمينة فهذا سببه رداء نفسه العظيم سببه رداء نفسه العظيم وترديها المشين والا فان مكانة هذه الاوقات الثمينة وشأنها العلي يحرك من لا يتحرك ويغير من لا يتغير الا ما شاء الله فان لهذه الليالي اثر عظيم جدا على نفوس العباد الله اكبر كم حصل في هذه الليالي من تائبين كم حصل فيها من منيبين ومن مقبلين على طاعة الله سبحانه وتعالى كم اقبل فيها على القرآن تلاوة وتدبرا وسماعا وتأثرا وبكاء كم حصل فيها من بر واحسان وبذل وانفاق وسخاء وعطاء واقبال على انواع الخيرات كم حصل فيها من كف للنفس ومنع لها من امور ربما انها اعتادت عليها. ربما انها كانت تظن انها لا تنفك عنها فجاء شهر الخيرات شهر البركات فاعطى النفوس رياضة على الخير واخذها بزمام التقوى الذي هو الحكمة من مشروعية الصيام يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون الصيام يثمر تقوى الله سبحانه وتعالى انظر سبحان الله حال المسلم في رمضان كيف انه امضى نهاره صائما ممسكا مانع نفسه من مشتهياتها ومبتغياتها. ومألوفاتها ومحبوباتها في الوقت الذي هو لا يطلع عليه الا الله. لا يراه احد من الناس ولو طعم او شرب ربما ما علم به احد. وظن انه من لكنه لا يفعل شيئا من ذلك فتتهذب نفسه ويتربى قلبه على تقوى الله ومخافة الله والامتناع عما يغضب الله سبحانه وتعالى فيدخل الليل ببركاته العظيمة ليل رمضان او ليالي رمضان وقد تهيأت هذه النفس وارتاظت واستعدت لاغتنام الخير ثم لا تصل الليالي الاخيرة من رمظان التي هي اثمن ليالي السنة على الاطلاق الا والنفس ارتاظت اكثر واكثر وتهيأت احسن ما يكون. لاغتنام خيرات هذا الشهر العظيم وبركاته. ثم ثم لا تأتي ليلة القدر الا والتهيؤ. كان على اتم حال واحسن حال لمن وفقه الله وشرح صدره واعانه وكتبه في عباده المتقين واوليائه المقربين وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر ليلة واحدة في هذا الشهر شهر رمضان المبارك العمل فيها يعدل اكثر من ثمانين سنة وهذا العمل الذي يبدأ من اول رمظان فيه تهيئة للنفس على الخيرات مثل ما معنا في الحديث يا باغي الخير اقبل انت في موسم الخير في موسم الطاعة في موسم العبادة موسم الاقبال على الله سبحانه وتعالى ماذا يقول الملك كل ليلة يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر تستفيد وانت تتأمل في هاتين الكلمتين ان النفوس على حالين او على قسمين نفوس تبغي الخير الخير في داخلها متحرك مقبلة على الخير من داخلها نفسه تحدثه بالخير نفسه مطمئنة ترغب الخير بل بعض الناس من كثرة ما يتزاحم في قلبه او في نفسه من ابتغاء الخير يجد ان الوقت لا يكفي الاصطفاء ما في نفسه من الخيرات التي يريد ان يقوم بها من قراءة قرآن ذكر لله صدقة واحسان صلة للارحام الى غير ذلك من اعمال البر الكثيرة فيأتي هذا النداء يستحث مثل هذه النفوس العالية النفوس الرفيعة التي تبغي الخير اقبل اقدم تحرك اغتنم الفرصة. فانت في موسم الخيرات. انت في موسم تجارة قيمة رابحة الربح فيها مضاعف والثواب فيها عظيم فاقبل لا تتردد ولا تتوقف ولا تنثني ولا تتكاسل ولا تتوانى كل هذا لا مجال له. اقبل كن متحركا في الخير مقبلا عليه مقدما عليه بهمة وعزيمة ونشاط لا يثنيك عنه شيء ولا يردك عنه راد مستعينا بالله تبارك وتعالى مستمدا منه جل وعلا المعونة والتوفيق قسم اخر من النفوس حمانا الله عز وجل وحماكم ووقانا ووقاكم نفوس تبغي الشر من داخلها الشر فيها متحرك في داخله شر متحرك. نفسه تبغي الشر نفسه تأمره بالشر حتى في موسم الخير. حتى في ليالي الخير حتى في ليالي الفضل نفس تأمره شر وتدعوه اليه فيأتي هذا النداء يا باغي الشر اقصر امنع نفسك زمها ردها عن الشر انت في موسم عظيم للغاية ان لم تمنع نفسك عن الشر في مثل هذه الليالي والاوقات الكريمة متى عسى ان تمنع نفسك ان لم تتحرك نفسك للخير وابتغائه وطلبه في هذه المواسم الشريفة متى عساها تتحرك ان لم تتب الان متى تتوب؟ ان لم تستغفر الان متى تستغفر؟ ان لم تكن منيبا في هذه الاوقات الشريفة متى ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام رغم انف امرئ ادرك رمظان فدخل ثم خرج ولم يغفر له هذي مصيبة هذي كارثة يدخل هذا الموسم العظيم بخيراته وبركاته وما احتواه من فضائل عظيمة جدا. وهو باق على باغ باق على غيه. وسفهه وانحطاطه وسفوله الى ان يخرج الشهر يرى الناس من حوله متحركين الى مقبلين على الخير مقدمين على الخير وهو مصر على الشر باق عليه الى ان يخرج شهر رمضان هذه مصيبة عظيمة رغم انف امرئ ادرك رمظان ثم خرج ولم يغفر له. بل جاء في الحديث الاخر ان النبي عليه الصلاة والسلام صعد صعد المنبر فلما صعد الدرجة الاولى قال امين. الثانية قال امين. الثالثة قال امين. استغرب الصحابة كل درجة امين ما عهدوا ذلك فسألوه قال اتاني جبريل وقال من ادرك رمضان فلم يغفر له فابعده الله. قل امين. قال قلت امين جبريل يدعو ومحمد عليه الصلاة والسلام يؤمن على من كانت هذه حاله والعياذ بالله يدخل رمظان ويخرج ولا ولا يغفر له لماذا لا يغفر له؟ لانه اصلا ما المغفرة ما اقبل على عليها ما طمع فيها ما تحركت نفس لطلب مغفرة الله سبحانه وتعالى ما تحركت نفسه لذلك المنادي ينادي كل ليلة يا باغي الشر اقصر وهو لا يزال مندفع في الشر منهمك في الشر منهمك في الذنوب ثم يخرج رمضان وهو كما كان على حاله لم يتحرك فيه ساكن ولم تتغير حاله مع انه في موسم عظيم جدا للغاية معاشر الكرام حقيق بنا وجدير بكل واحد منا ان يستشعر كل ليلة من ليالي رمضان هذا النداء المتكرر لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام ينادي في اول ليلة بل قال كل ليلة فهو نداء يتكرر كل ليلة. واذا كان النداء يتكرر بهذا كل ليلة من ليالي رمضان يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر فلابد اذا ان يكون لهذا النداء اثر علينا ومن الامور التي تعين على تحقق اثر هذا النداء ان نستشعر هذا النداء كل ليلة من ليالي رمضان وكأننا نسمع النداء وكأننا نسمع النداء لاننا نحن معنيين بهذا النداء ومقصودين بهذا النداء. المنادي الذي الله سبحانه وتعالى بهذا النداء يعنينا كل واحد منا اذا لابد ان نستشعر هذا النداء لابد ان نستشعر هذا النداء في ليالي رمضان يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ثم على اثر ذلك يفتش المرء في نفسه ماذا تبغي قد تكون تبغي الخير وقد تكون تبغي الشر وقد تكون نفس المرء احيانا تبغي الخير واحيانا تبغي الشر احيانا تتحرك راغبة في الخير واحيانا تكون متحركة راغبة في الشر فيبدأ في معالجة نفسه يبدأ في معالجة نفسي في رياضة نفسي في تأديب نفسه في تهذيب نفسه على طاعة الله سبحانه وتعالى وما يقرب الى الى الله سبحانه وتعالى سبحان الله رمضان ليست القضية التي آآ جاءت في هذا الحديث والاحاديث الاخرى امر فقط ينتهي بانتهاء رمظان. رمظان مدرسة رمظان مدرسة العمر رمظان مدرسة العمر مدرسة لتربية الابن الانسان نفسه على طاعة الله على عبادة الله على الخيرات ولهذا اذا وفق فعلا المرء لاغتنام رمظان يخرج من رمظان بالتقوى مستصحبا لها في حياته الى ان يأتي رمظان الاخر ثم يبدأ مغتنما خيرات رمضان وبركاته يتهذب ويتربى ويتزود بزاد التقوى. فلا تزال الخيرات تتكرر عليه بتكرر رمضان ولهذا ينبغي ان نعلم ان ادراك رمضان غنيمة عظيمة جدا كم من انسان كان يتمنى او يأمل ان يدرك رمضان وربما قبل رمضان بيوم او يومين حالت بينه وبين رمضان المنية بل ربما كان يؤمل ان يدرك رمضانات عديدة ولهذا ينبغي على الناصح لنفسه ان يستشعر ان ادراكه لرمضان غنيمة ثمينة جدا في حياته لان هذه محطة في حياتك تعتبر ثمينة جدا لا تفوت وما ذهب من حياتك من فرص ثمينة لا يعود والعاقل الناصح لنفسه ينتهز هذه الفرص الثمينة ويستثمرها احسن استثمار ولو نقرأ تاريخ السلف الصحابة ومن اتبعهم باحسان وشأنهم مع رمضان نجد امرا عجبا في تفرغهم وتقللهم من كثير من الامور واقبالهم على القرآن واطعام الطعام وذكر الله عز وجل وملازمة ساجد الى غير ذلك من الاعمال العظيمة الجليلة التي يغتنمون فرصة رمظان لبذل المزيد والمزيد منها والاستكتار منها ولهذا ينبغي لكل مسلم ان يكون ناصحا لنفسه في كل وقت وان يزداد نصحا لنفسه في رمضان ان يزداد نصحا لنفسه في رمضان. وان يعمل على استغلال اوقاته الثمينة ومواسمه الكريمة في الحديث نفسه الذي مر معنا اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ان الشياطين تصفد ومعنى انها تصفد اي لا تخلص بسبب التصفيد السلاسل التي تقيد بها الشياطين في رمضان وهذه الاحاديث ينبغي ان تمر كما جاءت وان يؤمن بها كما وردت. والا تخضع لتأويلات المتكلفين فهي تصفد وتسلسل في رمضان فلا يستطيعون ان يخلصوا الى ما كانوا يخلص اليه قبل رمظان وهذا ايضا باب اخر يعينك على الاقبال على الخير لان الشياطين مصفدة الشياطين مصفدة الشياطين في في فيها الاغلال والقيود فلا تستطيع ان تصل مثل ما كانت تصل اليه في غير رمظان هذا ايضا مدعاة لمزيد العناية واذا كانت النفس والعياذ بالله مدبرة يقول لها صاحبها يا نفس الشياطين مصفدة ما لك مدبرة مع تصفيد الشياطين وانت لا تزالين مدبرة عن طاعة الله سبحانه وتعالى سبحان الله الشياطين تصفد لكن يبقى جند للشياطين ابوا الا ان يضعوا حجرات عثرة في طريق الناس في رمضان ثنيا لهم عن الخير تثبيتا لهم في طاعة الله سبحانه وتعالى وسعيا في حرمانهم من خيرات رمضان وبركاته قد اقول لكم شيئا تتعجبون منه. والله ان اعداء دين الله يعرفون قيمة رمضان اعداء دين الله الكفار يعرفون قيمة رمظان ولهذا يجهد عدد منهم لوضع امور وامور ينفقون فيها اموالا طائلة لا لشيء الا لحرمان المسلمين من خيرات رمضان وبركاته. وهم يرونهم كل سنة ويرون احوالهم مع رمضان واقبالهم على الله والطاعة والقرآن الذي به يعتز الاسلام. وتعلو مكانته يقوى شأن وترتفع مهابته في القلوب والنفوس فيعملون عملا واسعا في وضع اشياء تبعد عددا من المسلمين ليس بقليل عن خيرات رمظان وبركاته واذا كان الزمان الاول في وصول الكفار الى عقول المسلمين وافكارهم ضعف لعدم تيسر الوسائل الا ان زماننا هذا الذي هو زمان تيسر الاتصال ووسائل نقل المعلومة كما انه نفع من جانب في ايصال الخير الى الغير فانه اضر مضرة عظيمة من جانب اخر في ايصال الشر الى المسلمين ولهذا لا تعجب تجد بعض المسلمين في حتى في رمضان يخرج جهازه من جواله ويعيش مع مأثم يعيش مع مأثم يعيش مع امور تسخط الله سبحانه وتعالى مع منكر مع باطل في رمظان في نهاره وفي لياليه وهذا مما يريده اعداء دين الله سبحانه وتعالى وهو مما يسخط الله ويغضبه جل في علاه وهو من اسباب الحرمان من الخير والبركة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في رمضان. هذا الذي اقوله يؤكد ايضا ان الواجب على كل واحد منا صغيرا او كبيرا ذكرا او انثى ان يستحضر هذا النداء كل ليلة يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر. يستحضره كل ليلة وعلى اثر هذا الاستحضار يبدأ العمل لان هذا هو ثمرة العلم هذا ثمرة العلم على اثر هذا الاستحضار لهذين الندائين يبدأ العمل. والعمل يأخذ جانبين الجانب الاول الاقبال على الخير والازدياد منا والاستكثار منه وضع برامج يعمل من خلالها في ابواب الخير المتنوعة والجانب الاخر من العمل وهو يعد ايضا عملا المنع منع النفس عن كل امر يعلم انه لا يرضي الله وهذا يعد عملا قال صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه عدت ترك اسلاما وعملا. فالترك لما يغضب الله هذا يعد عمل من الاعمال الصالحة في رمظان انتبه تقرأ القرآن تتصدق تبر والديك تحسن هذه تعد اعمال لك صالحة في رمضان ايضا منعك لنفسك عن الامور التي تدعوك نفسك الى فعلها فتمنعها منها طاعة لله وطلب الرضا لرضاه وعلى هذه ايضا تكتب لك اعمالا صالحة في رمضان مثل ما تكتب لك تلك ايضا اعمال صالحة في رمضان وتكون ايضا سببا لعلوك عند الله وفوزك بمعية الله الخاصة لانك تركت امورا نفسك تبغيها متحركة في طلبها لا يراك كاحد من الناس تركتها لله وابتغاء مرضات الله سبحانه وتعالى فتدخل في صالح عملك وتفوز فيها بعظيم الثواب وجميل المآب ولهذا يكون العمل في رمضان يأخذ جانبين العمل في رمضان يأخذ جانبين مستفادين من هذا النداء الجانب الاول اقبل الجانب الاول عنوانه اقبل والجانب الثاني من العمل عنوانه اقصر ويمشي في هذين الجانبين اقبال على الخيرات ويحاول ان يستكثر منها ويجعل له من كل ما تيسر من ابواب الخير نصيبا حتى وان قل لا تستقل من المعروف خيرا كل ما وجدت فرصة شيئا من جوانب الخير قدم واقبل عليه ولا تنثني عنه وظع امامك هذه الجملة اقبل هذا جانب من العمل والناصح لنفسه يعد برامج برامج الاقبال يعد برامج ويحاول ان يستوفيها في رمضان قرآن هذا برنامج يعد لنفسه كم ختمة مثلا مع التدبر قراءة ما تيسر من كتب التفسير التفقه في معاني القرآن من البرامج ما يفوت صلاة التراويح ولا ليلة من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة اذا قالت نفسه عندي مصالح لاعمال دنيوية قل امور الدنيا ما تنتهي وملحوقة. لكن هذه صلاة مع الامام حتى ينصرف وتكتب بقيام ليلة هذي تفوت فلا يفوتها يضع برنامج ثابت الصلاة مع والقيام مع الامام حتى ينصرف يضع برنامجا في يتعلق بالصدقات برنامجا في حضور مجالس علم. برنامجا في بر وصلة واحسان وهكذا يظع لنفسه برامج ويحاول ان يستوفي ما ما استطاع منها في في رمظان والجانب الاخر من العمل اقصر هذا عنوانه وهذا فيه مجاهدة للنفس ومعالجة لها كلما تحركت النفس وتهيج فيها عمل من الاعمال المنكرة او المحرمة يزمها بهذا الزمام اقصر هذا زمام شرعي عظيم جدا يزمها به. مباشرة يذكرها بنداء الملك. يا باغي الشر اقصر انت في موسم الخيرات موسم البركات موسم الطاعات اقصر اي امنع نفسك امنع نفسك فيمنع نفسه ولا يزال في منع لنفسه عن الشر وفي اقبال بنفسه على الخير وطاعة الله سبحانه وتعالى فلا ينتهي رمظان الا وتخرج من المدرسة المباركة باعلى الدرجات. وارفع الرتب واعلى المنازل فيفوز خير الدنيا وثواب الاخرة الحديث في هذا الموضوع واسع وجوانبه كثيرة لكن خير الكلام ما قل ودل وما ذكرته في هذه الكلمات هي ذكرى لنفسي المقصرة ولاخواني حتى نستعين بالله جميعا ونجد ونجتهد وننصح لانفسنا لنحسن اغتنام هذا الشهر العظيم المبارك ونتعاون على البر والتقوى ونجاهد انفسنا على ذلك ونستعين بالله وتعالى مكثرين من ذكر الله وشكر الله والاحسان في عبادة الله مكثرين من الدعاء الاقبال على الله سبحانه وتعالى. ولئن كنا الان في اول رمضان فسريعا ما ستنقضي ايام اهو وتنتهي لياليه فليغتنم هذه الفرصة العظيمة وليقل لنفسه يا نفس قد لا تدركين غير هذا الرمضان اذا كان النبي اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد قال في الحديث لابن عمر اذا امس آآ قال لابن كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وعلى اثر ذلك كان ابن عمر يقول ماذا اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء. وعلى قياسا قياسا على ذلك اذا ادركت هذا رمظان فلا تنتظر رمظان الاخر. قل لعله اخر رمظان في حياتي حتى تجتهد النفس اكثر واكثر وتغتنم هذا الرمضان الذي ربما لا تدرك غيره قد قد تقول النفس احيانا للشخص امامك رمظانات عديدة ما فاتك الان تدركه فيما بعد لا قل لها قد يكون هذا اخر رمظان في فنسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يغنمنا اجمعين خيرات رمضان وبركاته وان يعيننا اجمعين على ذكر الله فيه وشكره وحسن عبادته. وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا بنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة فزيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم. ونستغفر لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم اعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونسألك الجنة وما قرب من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل. ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا يا رب العالمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم اصلح احوال المسلمين اينما كانوا. وردنا واياهم اليك ردا جميلا. اللهم عليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا والدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك انت الغفور الرحيم. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعلنا للدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين