بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي الذي اسميه كرسي المتنبي. ونحن الان في الحلقة الثانية والثمانين وقد وصلنا الى البيت التاسع من القصيدة الرابعة والعشرين وسنقرأ الابيات التي سنشرحها وسنلقي عليها الظلال في هذه الحلقة. يقول في البيت التاسع ابتداء من البيت التاسع ونصبنني غرض الرماة تصيبني محن احد من السيوف مضاربا عظمتني الدنيا فلما جئتها مستسقيا مطرت علي مصائب وحبيبت من خوص الركاب باسود من دارش. فغدوت امشي راكيا حالا متاع علم ابن منصور بها جاء الزمان اليها هي منها تائبة ملك سنان قناته وبنانه يتباريان دما وعرفا ساكبا. يستصغر الخطر الكبير لوفده ويظن دجلة ليس تكفي جاربة كرما فلو حدثته عن نفسه بعظيم ما صنعت لظنك كاذبا. سل عن شجاعته وزره مسالما وحذاري ثم حذاري منه محاربا اذا قال في البيت التاسع ونصب انني غرض الرماة. كان في البيت الثامن الذي قبله يقول اوحدنني والنون الدالة على المؤنث كان يقصد بها الخطوب. يعني الخطوب المصائب اوحدته يعني جعلته وحيدا اما لان من يحب قد فارقه واما لانه وحيد في فعله فلا احد يأتي بمثل ما ياتي المتنبي. ثم قال ونصبنني غرض الخطوب شو عملت فيا ؟ حطتني هدف كيف انت عندك هدف تطلق عليه النار او تطلق عليه الرم او تطلق عليه السهم؟ كذلك هو قال بس مين حطني غرض؟ الخطوب ونصبني غرض الرماة الرماة يعني الراضين يرمون بس مش قصده رمال حقيقيين قصده رماة المصائب السهام التي تصيبه والرماح رماح المصائب. هو قال اصلا آآ فصرت اذا اصابتني سهام رماني الدهر كلمة رباني هاي استخدمها حتى في تلك القصيدة اللابية. رماني الدهر بالارزاق حتى فؤادي لاحظتم اننا نفسر المتنبي بالمتنبي رماني الدهر بالارزاق حتى فؤادي في غشاء من نيبالي. فصرت اذا اصابتني سهام تكسرت النصاب على النصال. هون قال وانا صبي انني غرضت. هدف قصد الرماة تصيبني محن. جمع محنة وهي المصيبة ايضا من السيوف مضاربا احد مضاربا من السيوف. اي هذه المحن التي تصيبه تصيبها حادة كحد فإذا نزلت فيه لم تبق فيه روحا. واذا نزلت فيه فصلت لحمه عن عظمه وفصلت عظمه عن جسده يقول هذه المحن شديدة جدا. احد من السيوف مضاربا ثم قال في البيت العاشر اضمتني الدنيا يعني جعلتني ظامئا اعطشتني الدنيا فانا ايش خرجت في بلاد الله. طبعا هذه ايضا قصيدة من اوائل ما كتب لانه لسه ما دخلش العهد السيفية اللي يسموها سيفيات المتنبي. ستقابل العهد السيفي او عهد في الدولة. فقال آآ اضمتني الدنيا. يعني جعلتني عطشا. انا ابحث في هذا الكون في هذه البلاد الواسعة الشاسعة حيث لا استقر في مكان ابحث عن من عن الماء وماؤه المجد الماء الذي يبحث عنه لكي يصل اليه مجد مجد لا ينسى مع الزمان وقد فعل قد حصل المتنبي مجدا لم يحصله شاعر ها نحن اليوم بعد اكثر من الف ومئة عام ها نجلس على هذا الكرسي نشرح ديوانه منذ شهور وهذه الحلقة الثانية والثمانين وسنبقى ان شاء الله تعالى حتى ننهي شرحه ليكون درسا. لمن يأتي من بعدنا ايضا لمن ارادوا ان يعرفوا عن المتنبي وعن شعره. وطبعا لم يحظى لا في عصره كما كما تقول الدراسات وكما يقول النقاد وكما يقول الشراح والكتب الكثيرة. لم يحظى شاعر لا في عصره ولا في عصر من سبقه ولا من لحقه بالتناول والدرس مثلما حظي هو المتنبي. فهو يقول اظمتني الدنيا يعني انا عطش. وبعدين ما قال العطش الظمأ يعني ظمأ الهواجر الرسول صلى الله عليه وسلم قال يعني اشد من العطش يعني حيث تلتصق يصبح اللسان خشبة في الحلق. فقال لك انا عطش شديد العطش الى المجد. ابحث عن المجد لكن ما الذي حدث معي؟ اضمتني الدنيا. فلما جئتها مستسقيا لما صرت اطوف في البلدان جئتها جئت الدنيا يعني. مستسقيا هاي استسقى استفعل الالف والسين والتالي في بداية الفعل زيادة هذه تدل تدل على الطلب. فلما قال استسقيت يعني طلبت السقاء او طلبت السقاية فلما طلبت السقاية منها من الدنيا ماذا فعلت؟ بدل ان تعطيني المجد ها ماذا مطرت علي مصائبا الدنيا مش بس يعني خلتني بحالي وخلتني فقير وداير وسائح في بلاد الله لا احد لا علي ولا لي بالعكس كل مرة بتطلع لي مشكلة كل مرة اتعامل مع اناس اشجعهم قرد او وغد كما قال في قصيدة اخرى. هو هو اللي قالوا من نكد الدنيا على الحر ان يرى عدوا لهما من صداقته بندق اذم الى هذا الزمان اهيله. يعني بقول الناس اللي انت عاملتهم مع تعاملت معهم كل من سفرة القوم عظمتني الدنيا. فلما جئتها مستسقيا مطرت علي مصائب. يعني مطرت بس ايش ؟ يا اخي مطر يكون على الاقل يروي يبل الريق اذا بدوش يروي يتركني في حالي اما جرفتني ومصائب نزلت فيا فاحبتني واوحدتني وقتلتني واهلكتني من اجمل الابيات. بس ايضا في حزن شديد مع غيظ شديد مكتوم يريد ان ينفجر بعده عظمتني الدنيا فلما جئتها مستسقيا مطرت علي مصائبا ثم قال في البيت الحادي عشر استتباعا وتفريعا للبيت العاشر وحبيت يعني آآ اعطيت حباه واعطاه وحبيبت من خوص الركاب باسود من دارش. خوص احنا نحكي واحد اخوص يعني احول. او عينه يعني غائرة اخوص مش احول. غائرة ممكن الغوران فيها اه يميل الى الحول. اه وغائرة صغيرة. اه وخوص شاب يعني جمع خوصاء. مم. وهي الناقة الغائرة العينين من الجهد والاعياء. اه. فانا لما اجيت اركب شو اللي كان الركاب تبعي؟ يا ريت حتى اغناقة خوصاء العينين مجهدة. ما فيش ناقة شو دارش شو دارش من دارشن باسود بخف الاسود يعني. من دارشن يعني من الجلد. يعني مركوبة اللي انا بركبه يا ريت ناقة هزيلة عالجفاء بل خف اسود من جلد رديء. الجلد الذي صنع منه هذا الخف الاسود رديء جدا. فايش قال بعدها غدوت امشي راكب يعني الركوب تبعي مشي. فكأني انا ايش؟ لما امشي كاني انا يعني انا اظن انني راقي ولكنني ماشي. فمركوبي هو الخف مصنوع من جلد مهترئ واذا حصلتوا فعلى ناقة خوصاء مجهدة لا تكاد تبلغني المقيل ولا حتى شيئا من الطريق قال وحبيبت من خوصي الركاب باسود من دارج فغدوت ام جي راكبا. ثم قال حالا صعبة جدا يعني حالا يعني حالتي حالة اه حالا يعني هي نصبها على الحالة او على الظرف بالمناسبة. يعني حالتي بهذه الصعوبة حالا يعني صعبة جدا حالتي التي انا فيها هيئتي الوضع النفسي والصحي والاجتماعي والاقتصادي والمادي اللي انا فيه حالا. متى علم ابن منصور بها اول مرة بذكر ممدوح في البيت الثاني عشر هذا اسمه التخلص. يعني بدأ بالنساء ثم بالمركوب ثم الممدوح اللي قال سيبدأ بالمدح بمدحه. القصيدة في مدحه اصلا من هو الممدوح؟ علي بن منصور آآ علي بن منصور الحاجب. فقال حالا متى علم ابن منصور الممدوح بها بهذه الحال جاء الزمان الي منها تائبا كيف يجيء الزمان اليك يا ايها المتنبي تائبا. من بعد قبل قليل قلت اضمتني الدنيا فلما مستسقيا مطرت علي مصايب. قبل قليل الزمان امطر عليك المصائب. قبل قليل الزمان جعلك غرض الرماة. فاصابتك محن احد من سيوف مطاردة قبل قليل قلت او حدنني ووجدنا حزنا واحدا متناهيا فجعله لي صاحبا. انت لا حزن مثل حزنك الحزن عندك متناهي والحزن عندك مش بس والله بيجيك بالشهر مرة. او بالسنة شهرا هو صاحب ملازم لك لا يتركك. فكيف يجيء بعد كل هذه المصائب اليك تائبا؟ اه. قال المفسرون معنيين واقول ثالثا اما المعاني الثلاثة قالوا اما لانه يريد ان يقول ان الممدوح تهدد الزمان فقال له كيف تفعل هذا بالمتنبي وهو صديق لنا وهو شاعر عظيم ها فالزمان خاف الممدوح اللي هو علي بن منصور الحاجب وتاب عن فعلته فتركني في حالي وجئت الى الممدوح سالما. اذا تهدده الممدوح. يعني او هدد الممدوح الزمان فتاب الزمان عن فعلته النكراء الشنعاء. هذا انا واحد. ثم المعنى الثاني آآ او اعتذر لانه بالغ في ايذائه تمام؟ هم اعتذر جاء الزمان الي منها تائبا يعني الزمان تاب عن فعلته لانه اكتشف انه بالغ في ايذاءه وهذا الذي وصلت اليه من من ايذاء الزمان لي لم يصل اليه بشر من قبل ولم يفعله الزمان مع احد قبلي اعتذر الزمان عن هذا الايغال في الايذاء فتوقف فجاء الزمان الي تائبا والمعنى الثالث الذي انا ارجحه جعل احسان الممدوح الممدوح شو عمل له؟ اعطاه فلوس. وهو كل حياته يريد فلوس ملك افاعطاه مالا فلما اعطاه الممدوح مالا كانت مكافأة الممدوح له باعطائه المال تشبه توبة الزمان عن افعاله. فخلاص ما هو ايش المعري قال ان حزنا في ساعة الموت اضعاف سرور في ساعة الميلاد فانت بطلت عليك المصائب لكن بلحظة اعطاك الممدوح مالا وكرمك وانزلك المنزلة التي تستحقها فهذه توبة الزمان وقف الزمان عن ايذائه لانه الزمان ايضا الذي امطر عليه المصائب هو نفسه الزمان الذي جعل ابن منصور او علي ابن منصور الحاجب يعطيني المال فكأنه لما وفق ابن منصور الى اعطاء المال كان هذا يشبه اعتذاره عما فعله بي سابقا من ايذاء. والله اذا قال حالا متى علم ابن منصور بها جاء الزمان الي منها تائبا ثم ها الان سيبدأ بوصف الممدوح ومدحه يعني الكرم والشجاعة الصفتان اللتان ها ما تخلو منهما يعني ما يخلو منهما مدح لممدوح. قال ملك اللي هو علي بن منصور. سنان قناته هذا الرمح هذا السنام الرأس سنانه قناتي وهذا القناة القناة الجمع القناة بالتاء المربوطة المفرد وهذا سينان طبعا مر كثيرا في شؤون المتنبي عليه مرة عشرات المرات ملك سنام قناته وبنانه. البنان هذا هو طرف الاصابع. هم اه بلى قاتلين في القرآن الكريم بلى قادرين على ان نسوي بنانه. البصمة. البنانة فسرها التفسير الحديث. اه. قال اذا القناة اه الرمح والبنان يتنافسان يتباريان اقلش ملك سنان قناته وبنانه يتباريان بما يتباراين. اما الاول آآ يتباريان اي بالكثرة فالاول وهو سنان يريق الدم شو يعني يرق الدم؟ يعني جبروت لأ. دم الاعداء في المعارك منتصرا عليهم فيسيل دم كثير من الاعداء واما البنان فيعطي مالا كثيرا. فيتباريان من سكب اكثر من الاول. هل قناة الممدوح رمحه اي رمحه سكبت دما اكثر ام بنانه اعطى مالا اكثر جميل المقارنة قال يتباريان دما وعرفا عرف الجود يعني. ها خذ العرف في القرآن وعرفا ساكبا مسكوبا يعني كن فاعل بمعنى مفعول هذا بسموه عدول صرفي في اللغة العربية ان تستخدم الوزن وتريد وزنا اخر فاعل هنا ساكب فاعل بمعنى مفعول مسكوب فقناته رمحه لشجاعته يتبارى مع كفه. اما الاول فيقول هل انا سكبت دما؟ انا سكبت دما اكثر منك ويقول الثاني وهو كفه انا سكبت مالا وجودا اكثر منك ثم قال في البيت الرابع عشر يستصل الخطأ الكبير الخطر الكبير استصغره. الاشياء العظيمة يستصغرها. ليش؟ لانه اخطر من الخطر الكبير. ولانه اكبر من الخطر الكبير. ولانه اعظم من العظيم. يستصغر الخطر الكبيرة لوفده اي لمن يفد عليه. فقل ولا يهمك وصلت شو ما حدث معك انت قد وصلت الى مرتع خصب والى حمى محمي منيع. فلا فلا تقلق ما دمت ما دمت صرت في حماي. فالمتنبي وجد الراحة النفسية عندما قدم على هذا ممدوح. فقال ايش؟ يستصغر الخطر الكبير لوفده ويظن لكرمه. دجلة معروفة نهر دجلة. ليس تكفي شاربا. يقول او بذل من المال مقدارا ما في دجلة من ماء لظن نفسه مقصرا لظن ان ماء دجلة لم يروي العطاش. وان ما له الذي هو يساوي ماء دجلة لم يروي المعتفيد او الفقراء او السائلين تشويه جميل هو قارن الكثرة في الجهتين بالمناسبة حتى في البيت الذي سبقه الكثرة قال ويظن دجلة ليس تكفي شاربا لكرمه الشديد فهو لو انفق من المال مثل ما في دجلة من ماء فلا لظن ان هذا المال لم يروي العطاش كما لم يروي ماء دجلة الايطاش ثم قال في البيت الخامس عشر كرما. اي لقد فعل هذا كرما. او لقد كرم الممدوح كرما، فهي مفعول مطلق او مصدر نائب عن فعله عند اهل النحو كرما فلو حدثته عن نفسه يعني لو قلت والله انت فعلت كذا وكذا وكذا ايها الملك لو حدثته عن نفسه بعظيم ما صنعت لظنك كاذبا البيت شوية انا احس فيه قلق. يعني قال انت لو جلست مع هذا الممدوح وقلت لقد فعلت كذا وكذا وكذا اه وانت اتيت بالحقيقة. يعني انت لكن هو استعظم هذا الشيء. وقال والله انت لا مستحيل يكون انا فعلت كل هذه الاشياء. لا انت فعلت هو يريد ان يقول ذلك. مبالغة. بس يفترض لو البيت يكون اعدل شوية. برأيي طبعا ليس شرط ان يكون رأيي له تلك الوجاهة. لكن اظن كاذبا يعني لظن الذي يتحدث عنه. مش هو لظنه لظنك انت. يعني لو لو انك حدثت بكرم هذا الممدوح احدا اخر غير الممدوح مثل ما قال البيت هو قال الممدوح لو انت حدثت الممدوح بكرمه اي بكرم الممدوح لظنك الممدوح انك تكذب تبالغ في وصفه. مع انها حقيقة برأي المتنبي. لكن لو اخذنا خلينا هذه الصفات قلناها لاحد غير الممدوح. اخر اه بيقول انك كاذبة لظنك قد بالغت ما في انسان يفعل هذه الافعال ولا يجود بمثل هذا الجود. كثير جدا هذا. هم. ثم قال في البيت السادس عشر سل عن شجاعته. مش مصدقني سل عن شجاعتي. وزره مسالما. اذا بتحكي معه وتجلس معه تطلب جدواه وهو مسالم وهو هادي. وهو ها وحذاري ثم حذاري منه محاربا فإذا دخل المعركة والحرب فلن يعرف احدا لانه يهجم على الاعداء فيقتلهم ويبيده اياك ان تسأله او ان آآ تقترب منه او تنادي به وهو في المعركة. وهو محارب. لكن انت عرفت شجاعته وعرفت قوته فاذا اردت ان تسأله فاسأله مسالما. واذا اردت ان تجتنبه فاجتنبه محاربا. وحذار اسم فعل باسم فعل امر بمعنى احذر. الشاعر البيت المشهور قال هي الدنيا تقول بملئ فيها حذاري حذاري من بطش وفتك. هم. اذا دعونا وقف عند البيت السادس عشر نلتقيكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة الحلقة الثالثة والثمانين. فالى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبركاته