بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة رحمة الله تعالى وبركاته اجمعين اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي الذي سميناه كرسي المتنبي. ونحن الان في الرابعة والثمانين من هذه السلسلة المتصلة وقد وصلنا الى البيت الخامس والعشرين وسنقرأ مجموعة من الابيات ثم نلقي عليها الظلال فما قال المتنبي. طبعا نحن ما زلنا في القصيدة الرابعة والعشرين. ربما نحتاج حلقة او اثنتين اخريين حتى ننتهي من هذه القصيدة. قال اصدم فرائسها الاسود يقودها اسد تصير له الاسود ثعالب في رتبة حجب الورى عن نيلها وعلا علي الحاجب ودعوه من فرط السخاء مبذرا ودعوه من غصب النفوس الغاصبة. هذا الذي افنى النضار واهبا وعداه قتلا والزمان التجارب ومخيب العزال فيما املوا منه وليس يرد كفا خائبا. هذا الذي ابصرت منه حاضرا مثل الذي ابصرت منه غائبا. كالبدر من حيث التفت رأيته يهدي الى عينيك نورا كالبحر يقذف للقريب جواهرا جودا ويبعث للبعيد سحائبا. اذا قال في البيت الخامس والعشرين يصف الجيش جيش الممدوح وهو علي بن منصور الحاجب. قال اصدم اي جيش الممدوح مجموعة من الاسود وقلنا مفرده اسد ويجمع على اسد واسود واساد. مم. ومنه كتاب اسد الغابة اه في تمييز الصحابة الاثير. اصدم فرائسها الاسود تأكل الاسود. مع ان الاسود لا تأكل الاسود. ولماذا قال الاسود؟ يقصد جيش الاعداء وصفه بالاسود هل يمكن ان يصف جيش الممدوح بالاسود ان الجنود اسود وان ايضا جيش الاعداء جنوده اسود بالطبع مع انه لازم يقول انهم لأ ليسوا اسودا هؤلاء الجبناء لا لو قال انهم جبناء فما الفضل في ان يتفوق الجيش الممدوح على من الجبناء والصغار لكن جيش ممدوح اسود وكذلك يصف جيش جيش الاعداء بالاسود ليقول ان جيش دوحي قد انتصر على مجموعة من الفرسان الاشداء لا على سفرة القوم ولا على جبنائهم ولا على اخرقهم او اخارقهم ولا على سذجهم بل على جيش هو مكون من اسود ايضا. لكن الاسود تلاقيا في الجيشين فنهبت اسود الممدوح اي جيش ممدوح نهب اسود جيش الاعداء. قال اسد اي جيش ممدوح. فرائسها الذين اسد اللي هم جيش جيش الاعدام. اصدم اصدم فرائسها الاسود يقودها مش بالاولى اللي جيش ممدوح اسد قصده الممدوح اسد. اسد فرائسها الاسود يقودها اسد تصير له الاسود اي اسود الاعداء ثعالبة تتحول اسود الاعداء عنده ثعالب فلا تستطيع ان ان تفعل امام هذا الاسد شيئا. ها قال تحولت للاعداء على ممتاز ان تتحول الى آآ عفوا تتحول الى ثعالب هذا الشيء الممتاز ان تتحول الاسود الى ثعالب. يعني آآ آآ انه اللي هم اسود بالاساس يعني آآ اسود في غير لقاء هذا الممدوح او في غير لقاء جيش هذا الممدوح هم يستعرضون قوتهم على غير هذا الجيش. فاذا التقوا مع جيش الممدوح تحولوا الى ثعالب شوف كيف يعني ما غمطهم حقهم قال انهم اسود اه ولكن اسود الممدوح تغلبت عليهم. ثم قال انهم اسود الاعداء. اسود في الحقيقة وفي الواقع. ولكنهم امام اسود جيش الممدوح تحولوا الى ثعالب ثم قال في البيت السادس والعشرين في رتبة حجب الورى عن نيلها هذا الاسد يتحدث الان عن الاسد مين الاسد اللي هو الممدوح اللي هو علي بن منصور الحاجب يقول في رتبة لقد حل في منزلة حجب الورع عن نيلها منع جعل حجابا جعل ستارا حاجزا بينه وبين الورى. الخلق الخلق كلهم. هم. الورى الخلق ها اذا في رتبة حجب الورى عن نيلها عن ان يصلوا اليها. لقد وصل الممدوح الى رتبة ومنزلة لا الوراء كلهم ان يصلوا اليها ولا ان يتفوقوا عليها فكأنه حجب. اي وضع بين هذه المنزلة التي وصل اليها وبين الناس الورى حاجزا اقام هذا الحاجز فمنع الناس من ان يصلوا الى ما وصل هو اليه. قال في رتبة حجب الورى عن نيلها وعلى ارتفع والسما فسموه شوف كيف استخدم اسم الممدوح ليقول هاتين الصفتين ها؟ وعلى فسموه علي الحاجب. ها هو اسمه؟ علي بن منصور الحاجب. فاخذ من علي العلو فقال على على غيره واخذ من الحاجب وهو لقبه ها اخذ الحاجب انه حاجب الناس عن ان يصلوا الى ما وصل اليه فقال فسموه علي الحاجبا وهذه من يعني اسلوب المتنبي في تطويع الاسماء لديه اسلوب عجيب في تطويع الاسماء يعني بعض الابيات تجد خمسة اسماء في البيت الواحد. في البيت الواحد. يعني كل اسم يتحول الى تفعيله. لان البيت اصلا ستة تفعيلات او ستة تفعيلات فلما يحول لك خمس اسماء في بيت واحد معنى ذلك انه عجن كل اسم في تفعيله. وهذي قدرة عجيبة عند المتنبي. طبعا ترد الاسماء كثيرا في شعره ومعاني الاسماء وصفات هذه الاسماء ثم ايضا احالة هذه الاسماء يعجلها في قوالبه الخاصة وينثرها في ابيات اه واعطيها لابياته. ثم قال في البيت السابع والعشرين ودعوه يعني سموه. ها دعوه مين الممدوح اللي هو علي بن منصور من فرط من شدة السخاء الجود مبررا. اه ودعوا سموه مبذرا لشدة جوده. ولا يكن التبذير في الجود اه انما التبذير يكون في الامور المنهي عنها ولو كانت قليلة. فلو انفق الانسان دينارا في القبر لكان مبذرا. اه ولا تبذر تبييرا ان المبذر في سورة الاسراء ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا. هم. تمام. اذا في انحجب الورى عن نيلها وعلا فسموه علي الحاجب ودعوه من فرط السخاء. من هذه السلبية ها بسبب فرط سخائه والسخط اصلها السخاء الهمزة كانت واوا. هذه بعد الف زائدة هذه فعال سخاء. قال فلما تقع واو بعد الف زايدة تتحول الى همزة. الدليل ان اصل الهمزة كان واوا. مم. هو المضارع او المصدر. مضارع ابن سخا يسخو من ليس يسخو بما تسخو الحياة به فانه احمق بالحرص ينتحر. فاصلها السخاء بالواو. فاذا انقلبت الهاء الواو الى همزة لفصاة السخاء ودعوه اذا من فرط السخاء مبذرا ودعوه من غصب النفوس اي دهب النفوس الغاصبة الناهب اه مع انها صفة اه شف استخدم صفتين ذميمتين فحولهما الى موضع مدح. فالتبذير صفة ذميمة الا في الجود الا في المال الذي يكون كرما وعطاء للناس واحياء لموتى النفوس الفقراء والغصب يكون ايضا صفة سيئة الا اذا كان لغصبا لارواح الاعداء. فشوف كيف استخدمه بمهارته وبذكائه وبعبقريته الشعرية الصفتين تميمتين التبذير والغصب فجعلهما في موضع مدح. فلان التبذير بالاساس يكون يعني امرا سلبيا وصفة الا اذا كانت في مال جود يكون احياء لنفوس الفقراء. والغصب يكون والاكراه والقتل سلب يكون صفة مذمومة الا اذا كانت في الاعداء. فيجب ان تثخن في الاعداء الجراح. الاية القرآنية المعروفة فاذا اثقلتموهم فشدوا الوثاق اثخنتموهم يعني ايش؟ اوجعتموهم في القتل واوغلتم في القتل. طيب اذن اه في البيت السابع والعشرين ودعوه من فرط السخاء مبذرا ودعوه من غصب النفوس الغاصبة. ثم قال في البيت الثامن والعشرين هذا الذي الممدوح افنى اهلك اه بذل اعطى النضار وهو الذهب مواهب مواهبا يعني هبات قصده مفردها موهبة والموهبة الهبة الموهبة المصدر الميمي والهبة المصدر الصريح لها. فالمواهب الهبات يعني فهو افنى ما له اه انهى ما له هبات واعطيات للفقراء والمعتفين. واذا في المقابل ماذا افنى؟ عداه قتلا رأفنا واهلك اعداءه بالقتل واهلك ما له بالبذل. هم وعداه قتلا واهلك الزمان بالتجارب والتجارب جمع تجربة وهي الخبرة في الحياة. فقال افنى الزمان بالتجارم فكان حكيما ومجربا ولا حكم الا عن تجربة كما يقولون ها ولا تجربة كالحرب فقد افنى التجارب في الحرب. فالانسان في الحرب يكتسب مم خبرات كثيرة. كذلك فعل ماركوس اوروليوس على سبيل المثال. هذا امبراطور روماني اه توفي او تولى القيادة او امبراطورية مية وثمانين ميلادية في كتابه التأملات هو اصلا تجارب تجاربه هو تجاربه في الحرب. فتجاربه في الحرب كتب فيها يعني حكمه بالتأملات. فنفس الشيء هنا نقول التجربة تكون عن حرب عن دخول معارك. يعني مش والله تجب عن في البيت تجب عن خوض مصائب الزمان وخطوبه فتخرج بهذه التجارب. اذا قال هذا الذي مم افنى النظارة مواهبا وعداه قتلا والزمان تجاربا. ثم قال في البيت التاسع والعشرين ومخيم العزال فيما املوا. منه وليس يرد ذو كفان خائبا. اذا من يخيب العزال؟ مين العزال؟ جمع عادل ومن وفيما يعلوونه؟ يعدلونه على انفاق المال والاسراف في هذا الانفاق كما يرون اه المبالغة في انفاق المال. هم يعدلونه يلومونه على انفاق المال فهو ايش طيبوا امالهم فلا يستمع لهم. فيقول كل ما انفقت سيكون في سبيل الله ومن اجل احياء نفوس هؤلاء الفقراء الموتى ومخيب العزال فيما املوا منه وليس في المقابل يرد كفا خائبا. كف يعني الذي يطلب منه من مد يده او كفه اليه اطلبوا فضله ويطلب جوده وكرمه وجدواه يعطيه. فلا يخيب الاكف الممدودة اليه ولكنه يخيب عزال الذين يلومونه في شدة انفاقه لهذا المال. ثم قال في البيت الثلاثين هذا الذي ابصرت منه حاضرا. ربما وتنبي في هذا البيت يخاطب نفسه يقول هذا الممدوح الذي ابصرت او يخاطب الناظر اي انسان التقى هذا فيقول انما تبصره منه في حال حضوره يساوي تماما ما تبصره منه او او ما يكون منه في حال غياب او غيابه. مم. قال هذا الذي ابصرت منه حاضرا ايها الرائي اليه. مثل الذي ابصرت منه غائبا. فهو ولا يختلف في الحضور والغياب هو هو. فهو لا يكون يريد ان يقول. هو لا يكون كريما امام الناس ولكنه اذا غاب الناس تخلى عن صفة الكرم لا هو في غياب الناس وحضورهم كريم على الحالين. وهو لا يكون شجاعا امام الناس وامام الامم والدول ليقال عنه انه جاع وان وانه فارس لا فاذا غاب الناس وهدأت الامور صارت جبانا او عاد الى طبيعته من الجبن والخمر لا هو فارس في فالذي تبصروا منه في الحضور هو هو منه في الغياب. اذا غبت عنه لم تختلف تلك الصفة فيه. ها تساوى تساوى في تقواه هو التقوى ايش؟ يقول اذا تساوى فيك سرك وعلنك فذلك هو التقي التقي هو الذي يتساوى فيه سر العلن. يعني في سره يكون كما هو في علانيته. ليس انه امام الناس يبدو انه ويصلي ويزكي ويعطي الناس اه ثم اذا غاب عنهم او اختلى بنفسه فعلى المنكرات. هذا منافق. اما التقي هو الذي تساوت علانيته مع سره وهذا نفس الشيء تتساوى صفاته في السر والعلن تتساوى صفاته في الغياب والحضور هو هو في الحالين كريم في الحالين جاع في الحالين قوي في الحالين. يعطي الفقراء في الحالين. هم. اذا هذا هذا الذي ابصرت منه حاضرا مثل الذي ابصرت منه غائبا. ثم قال في في البيت الواحد والثلاثين كالبدر يشبهه. شبهه بصفتين البدر والبحر. ففيما شبهه بدرا قال كالبدر من حيث التفت رأيته يراه الناس من كل مكان اذا كان بدرا. هم. رأيته يهدي الى عينيك نورا ثاقبا. يعني نورا يتجاوز هذه الظلمات اي يتجاوز هؤلاء البشر. كرمه يتجاوز هؤلاء البشر وهذه المساحات فيصل اليك في النهاية. كذلك هذا البدر يتجاوز نوره هذه الظلمات فيثقبها كلها ثم يصل اليك فترى نوره في كل مكان كالبدر من حيث تلتفت رأيته يهدي الى عينيك نورا ثاقبة ثم قال في البيت الثاني والثلاثين كالبحر بحالتيه يقذف للقريب جواهرا. الموجود على شاطئ البحر يريد ان يأخذ من خير البحر يعطيه كيف اما بالصيد بصيد السمك او بصيد اللؤلؤ او باخراج الجواهر او الاحجار الكريمة من هذا البحر فهو يقذف للقريب جواهرا جودا اي آآ كرما ويبعث للبعيد سحائبا. يعني كان عارف هاي الفكرة علمية انه تبخر ماء البحر تصعد يصعد هذا البخار الى سحب ثم يعود الى البحر مرة ثانية مطرا او هذه السحابة تمتلئ وبالمطر الذي هو نتاج تبخر هذا الماء من هذا البحر وصعوده في طبقات السماء الى حيث السحاب ثم هذا السحاب تسير بالرياح الى اماكن بعيدة فيمطر على تلك الاماكن. فالبحر طبعا هذه حقيقة علمية. فهو استخدم الحقيقة العلمية فادبها ادب المتنبي الحقيقة العلمية. نعم اذا الحقيقة العلمية ادبها اي وضعها في قالب ادبي. اذا ايش قال في البيت الثاني والثلاثين كالبحر للقريب جواهرا جودا ويبعث للبعيد سحائبا. فالقريب والبعيد يستفيد من هذا البحر ويأخذ من من عطاياه ويأخذ من جدواه. اذا دعونا نتوقف عند البيت الثاني والثلاثين. نلتقيكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة على حلقة الخامسة والثمانين. فالى ذلك اترككم في رعاية الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته