بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي الذي نسميه كرسي المتنبي ونحن وصلنا الى الحلقة الخامسة والثمانين وما زلنا في القصيدة الرابعة والعشرين ونحن في الابيات الثمانية الاخيرة من هذه القصيدة من البيت الثالث والثلاثين الى البيت الاربعين. يقول فيها المتنبي كالشمس في كبد السماء وضوءه ويغشى البلاد مشارقا ومغارب. شادوا مناقبهم وشتى مناقبا. وجدت مناكبهم بهن لبيك غيظ الحاسدين الراتب انا لنخبر من يديك عجائب. تدبير ذي حنك كروا في غد وهجوم غر لا يخاف عواقب وعطاء مال لو عداه طالب انفقته في ان تلاقي طالبا خذ من ثنايا عليك ما استطيعه لا تلزمني في الثناء الواجبات. فلقد دهشت لما فعلت ودونه ما يدهش الملك الحق حفيظة الكاتبة. لان قال في البيت الثالث والثلاثين كالشمس. وكان قد قال في البيت الثاني والثلاثين كالبحر يقذف للقريب. ومن قبل كالبدر اذا هو يتابع صفات الممدوح. فقال في البيت الواحد والثلاثين كالبدر. ثم قال في البيت الثاني والثلاثين كالبحر ثم قال في البيت الثالث والثلاثين وهو الذي سنبدأ به في هذه الحلقة كالشمس. قال كالشمس في كبل السماء تتوسط السماء. واخذ من الشمس علوها وتوسطها اذ انها تشرف على الكون من عل وتبعث نورها في كل اتجاه. فهي مشرفة عالية وهي ايضا متوسطة اذ انها ان نفحت ضوئها لاحد لم تحرم الاخر. وان كانت في جهة دارت الى الجهة الاخرى او دارت الارض فاظهرت نورها للجهة الاخرى من هذه الارض. ففي النهاية نور الشمس يعم كل شيء. وكذلك الك هذا الممدوح نفعه مثل الشمس. يعني آآ يظلل الارض جميعا. ليس فقط للقريبين منك بل للبعيدين وليس في حال شروقه بل ايضا في حال غروبه اذ انه ان غرب على الناس اشرق على سواهم وان قال وان اه كان يعني في غروب عن اناس يأتي الى غيرهم مشرقا. وهكذا فهو في عطاء دائم. يغرب عن قبل يشرق على الاخرين ويغرب على الاخرين ليشرق على الاولين. فهذا من اجمل المدح. لم يأخذ للشمس فقط ضوءها الضوء الاضاءة يعني النور انما اخذ من الشمس علوها وتوسطها واشرافها وان نفعها عام في حالة المشارق والمغاربة وقد يكون المشارق والمغارب هم ايش قال هو؟ كالشمس في كبد السماء وضوئها يغشى. يا عم اه اه يملأ يغشى لا ده مشارقا ومغاربة. ومشارق ومغاربك تكون بدل من البلاد. يعني يملأ البلاد في الشرق وفي الغرب وقد يكون هذا على المكان ومن المشارق والمغارب مكان وقد يكون على الزمان يعني اذا اعتبرتها اسم مكان فهو يملأ موضع المشرق ها يملأ موضع المغرب واذا اخذت على الزمان يملأ الزمان الشروق وزمان الغروب وان اخذتها على الحالة وهذا التفسير الثالث فانه في حال شروقه ها ينفع الناس. طب وان غرب عنهم ينفع الناس ايضا. ففي حال شروقه وغروبه وبه وجوده ويعني وغيابه حضوره شهوده وغيابه حضوره آآ وبعده في كل الاحوال ينفع الناس وهذا من اجمل المدح او من ابلغ المدح لنقل انه من ابلغ البدع. هم. اذا كالشمس في كبد السماء وضوئها يغشى البلاد مشارقا ومغارب. ثم قال في البيت الرابع والثلاثين امهجنا كرماء يعني جعلهم هجينين غريبين آآ قبيحين انت اجملهم انت الاصل الفرع انت الاصل وهم الهجناء او الهجينون والمهجن يعني مش مش صرف. يعني دخل في عرق غير مهجن احنا بنحكيه. يعني اه دخل العرق فيه غير اصلي. فقال امهجن الكرماء جاعل الكرماء. مش الناس العاديين الاكرمين جعلتهم هجناء غريبين قبيحين امهجن الكرماء والمزري بهم والمقبح لافعالهم ليس لانك لا سمح الله تشتم افعالا ولكنك لانك تأتي بافعال اه تجعل افعالهم هجينة وتجعل افعالهم غريبة او تجعل افعالهم ذرية ومحتقرة ومقبحة لانهم يقيسونها بما تقوم انت به من افعال فيبدو عوارها ويبدو نقصها امهجن الكرماء والمزري بهم ازريت بهم يعني قبحت افعالهم ليس لانها قبيحة ولكنها بالقياس الى ما تفعله بدت كأنها قبيحة. والمزري بهم وتروكا يعني روايات تروكة وهم منادى مضاف على تقدير اداة دائم محذوفة ويا تروك كل كريم قوم عاتبة تركت الكرماء يعتبون عليك ليش الكرماء يعتبرون وهم كرماء فلماذا يعتبون؟ هم يكرمون ايضا كما تكرم انت وهم يبذلون ويجدون كما تبذل وتجود انت. فلماذا عتبوا عليك؟ عتبوا عليك لانهم قالوا لك ايها الكريم المتناهي في الكرم اننا لا نقدر ان نبذل ونجود بالمقدار الذي تجود به فخفف من جودك قليلا حتى لا يبدو عوارنا ونقصنا معك. وترك كل كريم قوم عاتبا. يعني ويا من تركت تروك هذه صيغة مبالغة ولان كما قلت مضافة فاذا هي آآ منادى منصوب وتروك كل كريم قوم عاتبا عليك عليك ايها الممدوح لانك لانهم يعتبون عليك لانهم لا يستطيعون ان يصلوا الى ما وصلت اليه من الكرم. ثم قال في البيت الخامس والثلاثين شادوا مناقبهم وشت مناقبا وجدت مناقبهم بهن مثالب. وفسر اذا هذا تفسير البيت الرابع والثلاثين. قال شادو بنوا وصنعوا وفعلوا مناقبهم جمع منقبة وهي الخصلة الحميدة من الكرم والشجاعة والجود والبر والعطاء والاحسان الى ناس شادوا مناقبهم وايضا انتصارات ما تفعله من من كرم ومن تفعله من تعليم انه وهكذا مناقب صفات حميدة شادوا مناقبهم وشتى مناقبا لاحظ نكر مناقب الممدوح ليش؟ لانه يدل على العموم وعلى انه الوصف لها تستطيع ان تصفها بصفات كثيرة فلو وصفتها وصفا واحدا فلو وصفتها يعني او شفتها كأنك حجمتها فلما تركتها مفتوحة فصار فصارت موصوفا بصفات ليست محددة يمكن كل واحدا ان يراه فيك صفة اه جديدة لا يراها الاخر. وهكذا ولهذا ذكر مناقب الخاصة بالممدوح في حين انه عرف مناقبهم قال شادوا مناقبهم ولم يقل شادوا مناقبا وشت مناقبا قال شادوا مناقبهم لان مناقبهم محدودة معروفة اشي جديد فهي محددة معروفة لا جديد فيها. في حين ان مناقبك نكرت للتعميم ولتدل على ايضا الكثرة شادوا مناكبهم وشت مناكبا وجدت ها لما قيست بمناقبك يعني وجدت مناقبهم بهن يعني قياسا الى مناقبك مثالب. والمثالب مفردها مثلبة وهي العيوب ايضا. فقال لما قيست مناقبهم وهي صفاتهم الحميدة الى صفاتك الحميدة بدت صفاتهم الحميدة كأنها معايب وليست صفات حميدة. وليست صفات حميدة ليش؟ بالقياس ودائما القياس والمقارنة تفسد. ولذلك افسدت مناقبهم حين قيست بمناقبك به النائب القياس اليهن شادوا مناقبهم وشت مناقبا وجدت مناقبهم بهن مثالبا ثم قال يشجعه يحمسه آآ المتنبي يحمس الممدوح فيقول له في البيت السادس والثلاثين. لبيك غيظ الحاسدين الراتب. انا لنخبر من يديك عجائبا. لبيك يعني فديتك ايها الممدوح غيظ الحاسد ونصبها وفي نصبها ثلاثة وجوه بالمناسبة اما ان تكون على المنادى المضاف فتكون منصوبة كأن يكون التقدير يعني في اداة نداء محذوفة مقدرة وتقدير بيك يا غيظ الحاسدين. يعني لبيك يا من تغيظ الحاسدين هو الممدوح او لبيك غيظ الحاسدين يعني البيك وهاي طبعا قلنا لبيك تلبية بعد تلبية اه لانك تغيظ الحاسدين اه وبالتالي اصابت على هذا التقدير صار مفعولا لاجله واما اه يعني هذه انك واما تقول لبيك غيظ الحاسدين غظهم غيظا ايها الممدوح فهي على الاغراء فمفعول به لفعل محذوف تقديره غيظهم او آآ يعني آآ احسنت غيظ الحاسدين. هم. لبيك غيظ الحاسدين الراتب قل له راتب يعني متسلسل او مقيم عليه او مستمر فهذه صفاتك في غيظ الحاسدين قائمة ومستمرة وهي تنقطع فهذا معنى الراتبة المتسلسل ممكن تكون معه انت المستمر الذي لا ينقطع الراتب راتب ومنه راتب الموظف يعني انه يأتيه تباعا كل مرة بعد مرة مستمر دون توقف او او انقطاع. طبعا الا عندنا في الاردن الراتبين كثيرا طيب لبيك عيظ الحاسدين الراتبة انا لنخبر يعني اما لنختبر معنى نخبر من يديك كعجائب او يأتينا خبر من يديك وطبعا من يديك كناية عن عطائك. اه عجائب يعني الافعال التي تفعلها ايها الممدوح هي عجائب لا يمكن يعني التفكير بمدى ما فيها من غرائب وعجائب لانك تأتي بكل عجيب قالها قبل لذلك القريب من هذا المعنى في نفس القصيدة. اذا لبيك رضا الحاسدين الراتب. انا لنخبر من يديك عجائب. تدبير ذي حنك هذا البيت السابع والثلاثين تدبير ذي حنك يفكر في غد وهجوم مغر لا يخاف عواقبه. قال تدبيرك للملك وللسلطان وللسلطة هو تدبير ذي حنك صاحب حنك. والحنك مفردها حنكة. والحنكة الحكمة والخبرة والتجربة ها يعني الرصانة في الامر وفي وفي الشيء. تدبير ذي حنك يفكر في غد. مو هيك بشتغل على على السبهللة او يعملوا بدون تخطيط يفكروا في غدا يخططوا للغد بحكمة وحنكة وخبرة وتجربة. ثم قال وهجوم يقدم ويهجم على الاداء وهجومه غر والغير عكس صاحب الحنكة. اهتماما عكسه. طباق معها يعني ولاول وهلة تقول لماذا يصف بالغير؟ هذه اصلا ليست صفة هذه يعني هذا يذمه لا يمدحه بكلمة الغر لكن قصدي وهجوم غر لا يخاف عواقبه. الغير غير المجرب يعني. الغير الطفل قد يكون. الغير الانسان غير الواعي. اللي ما عنده حكمة ولا حنكة ولا تدبير عنده سوء تدبير. اه فوق لكن ليس هذا هو المقصود. قال وهجوم مغر ووضحها لا يخاف عواقبه. يعني لا يفكر حين اه يريد الهجوم على الاعداء. يهجم دون تفكير. ماذا يريد ان يقصد؟ يقول انه لو فكر في العواقب لحسب للامر حسابات وبالتالي ايش لم يفعل شيئا؟ لم يقدم قال لربما لو اخرنا الهجوم لكان افضل لربما لن ننتصر في المعركة فالتفكير بعواقب بمآلات الامور يجعل غير مقدم. فهو عدم تفكيره سمى عدم تفكيره او جعله غرا لعدم تفكيره بمآلات الامور فهو يهجم مباشرة دون ان يفكر في هذه المآلات او في هذه العواقب. وهذا يدل على شجاعته. اذا قال البير ذي حنك يفكر في غد وهجوم غر لا يخاف عواقب. ثم قال في البيت الثامن والثلاثين وعطاء مال لو عداه طالب انفقته في ان تلاقي طالبا. ولديه عطاء يعطي المال. لو عداه طالب يعني لو طلبه منه طالب لو جاء اليه طالب يطلبه منه انفقه ليس في اعطاء هذا الذي يطلب منه المال ولكنه انفقه في ان يلاقي كطالبة يعني انفق المال لاناس لكي يبحثوا له عن سائنين عن طالبين. يعني هو اعطى الناس تم الطالبين جميعهم فغطاهم ثم صار ثم جلس فلم يأته طالب لانه ولم يأته سائل لانه اعطى كل الناس ما اسألوني فحينئذ ماذا فعل؟ صار ينفق المال يقول للناس خذوا هذا المال وابحثوا عن اي سائل لم يسألنا او يستحي ان لنا او يتعفف ان يسألنا فصار يبحث عن الذين لا يسألون لكثرة جوده لانه اسكت او آآ كرم على الذين سألوا واعطاهم واشبعهم. هم. انفقته في ان تلاقي طالبا. وكانه يشير الى قصة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه الخليفة الاموي الذي انفق المال حتى لم يعد هناك من يسأله ثم قيل انه وضع المال والكنوز والذهب في طرقات لكي وقائل من كان محتاجا ولم يسألنا او تعفف عن سؤالنا فليأخذه من الطرقات. وقيل انه نثر الحبة على رؤوس الجبال وقال حتى لا يقال ان الطير جاعت في زمن عمر بن عبدالعزيز. طبعا قصص تخالط الخيال آآ في قصة عمر بن فكانوا يقول انه حالة هذا الممدوح مع الناس مثل حالة عمر بن عبد العزيز مع الناس. اعطاهم حتى لم يعد هناك سائل. ثم صار يضع المال في الطرقات. خذوه وهذا صار ينفق المال للبحث عن هؤلاء الذين يريدون او يريد لهم ان آآ ان يحصلوا على هذا المال. ثم قال في البيت التاسع والثلاثين خذ من ثنايا عليك ما اطيعه خذ من ثنايا عليك ما استطيعه لا تلزمني في الثناء الواجب. يعني خذ من مدحي لك ما استطيع يعني ما يستطيعه خيالي وما يستطيعه فكري وما يستطيعه قدرتي. لا تلزمني في الثناء الواجب. لانه الواجب حقه في الثناء عليك لا يقوم بواجبه احد مهما امتلك من قدرة آآ آآ فنية وبلاغية وتصويرية وشعر. يقول اعطيني خليني امدحك بما استطيعه خذ من ثنايا عليك ما استطيعه الذي استطيعه لا تلزمني في الثناء الواجبة. لا تلزمني في ان اثني عليك بما يجب ان نثني به عليك. لانه لان ما يجب ان اثني به عليك فوق قدرتي وفوق طاقتي وفوق طاقة كل احد يستطيع ان يفعل ذلك. وكانه اخذ طبعا من ثنائي من عنترة بن شداد حين قال اثني علي بما علمت فانه وسهل المخالطة اذا لم اظلم. واستطيعه ادغم تاء استطيعه. هاي اصلها استطيعه. ادغمها فساد استطيع. وهي احدى القراءات في القرآن الكريم ووردت في آآ سورة الكهف في قوله تعالى فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا. اذا خذ من ثنايا عليك ما استطيعه لا تلزمني في الثناء الواجب. ثم قال في البيت الاربعين وهو البيت الاخير فلقد دهشت لما فعلت ودونه ما جيش الملك الحفيظ الكاتب وطعن مبالغة شديدة كعادة المتنبي قال فلقد دهشت يعني اندهشت تحيرت بيحكي عن نفسه المتنبي فلقد دهشت بما فعلت لام سببية يعني بسبب ما فعلت ايها الممدوح ودونه ودون ما فعلت يعني هذا الذي فعلته وادهشني لكن اقل منه اقل منه مما فعلت ايضا انت فعلت شيئا عظيما لكن لو اخذت ما هو اقل من هذا العظيم الذي فعلته شيء بسيط مما فعلت لادهش الملك حفظ الكاتب. مين الملك الحافظ الكاتبة؟ اللي هو الملك الذي يكتب الحسنات. قال لك الملك الملك الذي يكتب الحسنات لاندهش مما تفعل من اقل ما تفعل وليس من اعظم ما تفعل فكيف به وهو يرى هذا الذي تفعله وهو عظيم. قال فلقد دهشت لما فعلت دونه ما يدهش الملك الحفيظ الكاتب. الملك يعني احد الملكين الذين احدهما يكتب الحسنات عن يمين والاخر يكتب السيئات عن الشمال قال هذا الذي تفعله اقل منه ها من اقل ما تفعل يجعل الملك الموكل بكتابة الحسنات يندهش لما فعلت دعونا نتوقف هنا هي القصيدة انتهت. نحن بهذا بالحلقة الخامسة والثمانين نكون بنهاية الحلقة الخامسة والثمانين نكون قد انهينا القصيدة الرابعة والعشرين نلتقي ان شاء الله تعالى في الحلقة السادسة والثمانين لنبدأ بالقصيدة الخامسة والعشرين فالى ذلك كالحين اترككم في رعاية الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته