بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب معاشر الكرام حديثنا هذا الصباح حديث عن موضوع مهم للغاية ينبغي على حامل القرآن بل على كل مسلم ان يكون على دراية به والقرآن كتاب الله عز وجل ووحيه وتنزيله نزل هذا القرآن هداية للبشرية وصلاحا للعباد وتحقيقا لسعادتهم في دنياهم واخراهم فهو كتاب سعادة دنيوية واخروية كما قال الله سبحانه وتعالى طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي انما انزلناه عليك لتسعد ويسعد به من كان من اهله فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى وفي القرآن هداية لاقوم السبل واكمل الطرق كما قال الله سبحانه وتعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ان يهدي لارشد السبل واقومها واصلحها وانفعها للعباد وابعدها عن ما فيه المضرة عليهم والقرآن صراط مستقيم وحبل متين يوصل المتمسكة به الى الى رضوان الله عز وجل وجنات النعيم ولهذا لما سئل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن الصراط المستقيم قال هو حبل تركنا النبي صلى الله عليه وسلم في ادناه وطرفه الاخر في الجنة فالقرآن حبل ممدود اذا امسك المرء بهذا الحبل ولم يفرط فيه اوصله الى الجنة والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة من كان متمسكا بالقرآن عاملا بالقرآن مهتديا بهدايات القرآن يوصله الى منازل الرضوان والفوز بالجنان والنجاة من سخط الرحمن وقد امتدح الله سبحانه وتعالى امة القرآن امة محمد عليه الصلاة والسلام بانها خير امة اخرجت للناس وانها امة خيار عدول وسط لا غلو فيهم ولا جفاء لا افراط فيهم ولا تفريط وهذه الوسطية التي امتدحهم الله سبحانه وتعالى بها مردها الى لزومهم صراط الله المستقيم وهديه القويم المبين في كتابه العظيم القرآن الكريم وتأمل في بيان ذلك قول الله سبحانه وتعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وكذلك جعلناكم امة وسطا تأمل الارتباط يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وكذلك جعلناكم امة وسطا فان قوله وكذلك جعلناكم امة وسطا عقب قوله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم يفيد ان هذه الوسطية التي امتدحهم الله سبحانه وتعالى بها واثنى عليهم بتحقيقها مردها الى لزومهم صراط الله المستقيم مردها الى لزومهم صراط الله المستقيم فلا يميلون عنه يمنة ولا يمينا ولا شمالا وقد ضرب النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الامر مثلا واضحا بينا حيث وضع صلى الله عليه وسلم اصبعه الشريف صلى الله عليه وسلم على الارض وخطا مستقيما خطا ممتدا مستقيما ثم وضع الى جنب هذا الخط خطوط عن يمينه وعن شماله عديدة ثم قال عليه الصلاة والسلام هذا صراط الله المستقيم وجاء في بعض الروايات الحديث فوضع يده على الخط الوسط وقال هذا صراط صراط الله المستقيم وعلى جنبتيه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه قال الله سبحانه وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون فالصراط المستقيم هو القرآن هو حبل الله المتين هو دين الله الذي رضيه سبحانه وتعالى لعبادة ولا يرضى لهم دينا سواه هو الذي انزل الله سبحانه وتعالى به وحيه الحكيم وذكره العظيم قال الله سبحانه وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور فهذا الصراط المستقيم الذي رسم لنا في القرآن وحدت فيه حدوده وبينت معالمه وارسيت قواعده وذكرت ضوابطه لا يكون المرء من اهله الا بالاعتصام بهذا القرآن حبل الله المتين واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فهلاك الناس في تفرقهم خروجا عن هذا الصراط ذات اليمين وذات الشمال وسعادتهم في هذه الوسطية بلزوم صراط الله المستقيم الذي خط لهم او خطت لهم معالمه في كتاب الله وذكرت مناراته فيه واعلامه البينة ليكون المرء على جادة سوية وعلى صراط مستقيم وقد اوضح النبي عليه الصلاة والسلام هذا الامر ايضا في مثل اخر عظيما للغاية ينبغي معاشر الكرام ان نعي هذا المثل تماما لعظيم فائدته وكبير عائدته ومخرج في مسند الامام احمد وغيره بسند صحيح ثابت عن النواس ابن سمعان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ضرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران سوران اي جداران ممتدان بامتداد هذا الصراط وفي السورين ابواب اي ان الذي يمشي في هذا الصراط المستقيم على يمينه وعلى شماله ابواب عديدة كثيرة يمر بها وهو يمشي على هذا الصراط وعلى الابواب ستور مرخاة كل باب من هذه الابواب عليه الستار مرخاة على هذا الباب وعلى وعلى الابواب ستار كل باب عليه ستار سطور مرخاة وداع يدعو في اول الصراط عند مدخله يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوج اي سيروا عليه سيرا مستقيما لا اعوجاج فيه ولا انحراف وداع يدعو من جوف الصراط وفي رواية من فوق الصراط يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلج لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه ثم بين عليه الصلاة والسلام هذا المثل العظيم الذي ضربه الله لعباده لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في اول الحديث ان الله ضرب مثلا هذا مثل ضربه الله لعباده بينه لنا النبي عليه الصلاة والسلام قال صلى الله عليه وسلم في توضيح هذا المثل اما الصراط فهو الاسلام اما الصراط فهو الاسلام واما الجداران الذين على جنب الصراط فهما حدود الله واما الابواب المفتحة التي عليها الستور مرخاة فهي محارم الله واما الداعي الذي يدعو من اول الصراط فهو كتاب الله واما الداعي الذي يدعو من جوف الصراط فهو واعظ الله في كل مسلم في قلب كل مسلم هذا مثل عجيب جدا يوضح لنا هذه الوسطية وهذا الاعتدال الذي يدعو اليه القرآن الكريم داع يدعو يا عباد الله ادخلوا هذا الصراط ولا تعوجوا اي لا تنحرفوا عنه يمينا وشمالا والسائر على الصراط يأتيه في الطريق مرات وكرات ابواب تفظي الى الاعوجاج والانحراف عن الصراط وهذه الابواب ليس عليها كوالين واقفال واغلاق باحكام لا عليها الستار الباب الذي عليه ستار ما يكلف الداخل شيء ولا يأخذ منه وقت يدفع الستار بطرف جسمه ويدخل ولهذا الدخول الى الطرق المعوجة المنحرفة قريبا من الانسان ليست بعيدة عنه لا يظن المرء انها بعيدة بل يسأل الله ان يسلمه يا رب سلم سلم والا هي قريبة من الانسان عن يمينه وعن شماله طوال سيره تعرظ له وعليها سطور مرخاة فربما جر الانسان الى تلك الطرق المعوجة الفضول الذي هو في ابن ادم لا ينجوا منه الا القليل يرى ماذا ورى هذا الستار ثم يفاجأ واذا به قد دخل مع المنحرفين فيه وتورط مع الزائغين عياذا بالله سبحانه وتعالى من ذلك ولهذا فان اهم ما يكون في هذا الباب والحديث عن هذا الموضوع العظيم الوسطية في ضوء القرآن ان يذم المرء نفسه بزمام القرآن ان يزم المرء نفسه بزمام القرآن متمسكا به معتصما به مهتديا بهداياته متعظا بعظاته وعبره ممتثلا اوامره منتهيا عن نواهيه واقفا عند حدوده غير متجاوز ولا متعد ان يكون فعلا من اهل هذا القرآن ان يكون فعلا من اهل هذا القرآن ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اهل القرآن قال ان لله اهلين سئل من هم قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته اهل القرآن ليسوا مجرد كلام اهل القرآن ليس مجرد كلام او وصف يضاف الى النفس او الى الى الغير اهل القرآن بالعمل به ولهذا جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالقرآن يؤتى بالقرآن واهله الذين يعملون به. هكذا قال يؤتى بالقرآن واهله الذين يعملون به فلا يكون المرء من اهل القرآن الا بالعمل بالقرآن قد يكون المرء حاملا للقرآن حفظا او كثرة قراءة قد يكون المرء حاملا للقرآن حفظا او كثرة قراءة لكنه لا يعمل به فيكون جافيا او يتجاوز حدوده فيكون غاليا فلا يكون بذلك من اهله وان حمله حفظا وكثرة قراءة قد قال النبي عليه الصلاة والسلام عن الخوارج تحقرون قراءة قراءتكم مع قراءتهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم لا يجاوز تراقيهم هذه الترقوة ومعنى لا يجاوز تراقيهم اي ان حظا من القرآن مخارج الصوت فقط هذا حظ من القرآن مخارج الصوت لا يجاوز ترى قيم لان مخارج الصوت اقصاها الحروف الحلقية فهم حدهم هو هذا مخارج الصوت اما حظ القلب من القرآن فهما واتعاظا واعتبارا وايمانا وتحقيقا لهداية القرآن بعيدون عن ذلك يقرأون القرآن لا يجاوز ترقيا وليست قراءتهم للقرآن قراءة قليلة بل هي قراءة كثيرة لكن حظهم من هذه القراءة هو مخارج الصوت فقط لا يجاوز ترى قيام هكذا قال عليه الصلاة والسلام ومعنى لا يجاوز ترا قيم اي حظ من هو في حدود مخارج الصوت فقط اما الاهتداء به والعمل بهدايته والتدبر له والعقل لمعانيه فهم بعيدون عن عن ذلك والقرآن انما انزل لتتدبر اياته وليهتدى بهداياته كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكسون مستكبرين به. سامرا تاجرون افلم يتدبروا القول اي القرآن والمعنى انهم لو تدبروا القول لسلموا من النكوس على الاعقاب فالقرآن يهدي للتي هي اقوم حامل القرآن حفظا وقراءة لا يكون بمجرد ذلك من اهله حتى يهتدي بهداية هدايات القرآن ويلزم الصراط المستقيم الذي خط في هذا القرآن الكريم ولهذا جاء في مسند احمد بسند ثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤوا هذا القرآن اقرأوا هذا القرآن ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه اقرأوا هذا القرآن ولا تجفوا عنه ولا تغلو فيه وهذا يفيد ان من الناس من يقرأ القرآن ويجفو ومن الناس من يقرأ القرآن ويغلو فيه وهذا على خلاف النهج وذاك على خلاف النهج والحق قوام بين ذلك قد يكون قارئا للقرآن لكن يجفو عنه ومعنى يجفو عنه ان يفرط في العمل بالقرآن والائتمان باوامر القرآن والانتهاء عن نواهي القرآن وهذا نوع من الهجر للقرآن حتى وان قرأه او حفظه وربما كان القرآن حجة على بعض الناس لا لهم والقرآن حجة لك او عليك ان الله يرفع بهذا القرآن اقوام ويضع اخرين قال قتادة ما جلس احد الى هذا القرآن الا قام منه اما بزيادة او نقصان اما بزيادة او نقصان اذا لم يهتدي بهداية القرآن ويذم نفسه بزمام القرآن ويلزم نفسه صراط الله المستقيم المبين في القرآن لا يكون بذلك من اهل القرآن فالحاصل ان من الناس مع هذا القرآن منهم من يجفو يقرأ القرآن لكن يجفو عنه واخر يقرأ القرآن لكن يغلو فيه يتجاوز حدوده يتجاوز حدوده غلوا في دين الله سبحانه وتعالى ومجاوزة للحد مثل مسلك الخوارج الخوارج يقرأون القرآن لكنهم تجاوزوا حدود القرآن واعمالهم ليست قائمة على دليل من كتاب الله وانما هي قائمة على فهوم معوجة منحرفة مباينة لصراط الله المستقيم مباينة لصراط الله المستقيم وهم يظنون في انفسهم انهم ينصرون دين الله سبحانه وتعالى انهم ينصرون دين الله سبحانه وتعالى وليس في مسلكهم نصرة للدين ومن يقرأ تاريخهم على مد سيرتهم على مد التاريخ يدرك ذلك ان مسلك الخوارج دائما ليس من وراءها الا التأخر والضرر لا يحقق منفعة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ملخصا مآلات مسلك الخوارج قال فما اقاموا دينا ولا ابقوا دنيا فما اقاموا دينا ولا ابقوا دنيا لانه مسلك غالي غالي متجاوز الحد الذي حد في كتاب الله سبحانه وتعالى وغلوهم منشأه انهم لا يفقهون القرآن وحظهم منه مجرد القراءة بلا فهم ولا دراية بمعانيه دلالاته وهداياته وقد جاء في هذا المعنى حديث عظيم رواه ابو داوود في مسندي وغيره وهو حديث ثابت يقول عليه الصلاة والسلام ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه والحاكم المقسط اي العدل ان من اجلال الله تعظيم الله سبحانه وتعالى اكرام ذي الشيبة المسلم اي لشيبته وسنة وكبر سنه فاكرامه فهذا من اجلال الله عندما تكرم رجلا مسنا لاجل سنه لكبر سنه هذا الصنيع منك هو من اجلال الله سبحانه وتعالى لان الله عز وجل امرك بذاك ودعاك اليه ومن اجلال الله اكرام حامل القرآن لكن بهذا القيد حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه غير الغالي فيه ولا الجافي عنه انتبه هنا الى امر مهم النبي صلى الله عليه وسلم يقول حامل القرآن غير الجافي فيه غير الغالي فيه ولا الجافي عنه اذا قد يحمل القرآن حفظا وقراءة من نعم من هو غال فيه وقد يحملوا حفظا وقراما وجاف عنه ولا يكون من اهله لا يكون حامل القرآن اي حفظا وقراءة الا اذا لزم المنهج الوسط المستقيم الذي بين في هذا القرآن وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون فاذا لم يكن حامل القرآن بهذا الوصف خرج اما الى الغلو او الى الجفاء اما الى الافراط او الى التفريط اما الى الزيادة او الى التقصير وكل منها خروج عن صراط الله المستقيم وسبحان الله الشيطان اعاذنا الله منه له في هذا الباب شأن عجب مع ان مع من يقرأ القرآن او يحفظ القرآن له مع هؤلاء شأن عجب الا وهو انه يشامى القلوب يسام القلوب. ينظر الى ماذا تميل اذا وجد من اذا وجد الشيطان من يقرأ القرآن يميل الى التدين والطاعة والعبادة والتمسك محافظة زاده في هذا الباب حتى يخرجه من الدين غلوا فيه زاده في هذا الباب الى ان يخرجه الى حد التنطع والتشدد والغلو في دين الله سبحانه وتعالى فيأتي عليه مرحلة لا يرى الاعمال التي في القرآن بشيء. الامر اعظم من ذلك فيغلو ويتجاوز حدود الله سبحانه وتعالى التي حدها لعباده وامرها وامرهم بها غلوا في دين الله جل وعلا وهذا هلاك قال الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم قال عليه الصلاة والسلام انما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين لا يستهين المرء بالغلو في الدين ولو ولو في شيء قليل تدرك ذلك من الموطن الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم انما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين اتذكرون متى قال ذلك لما التقطت له حصيات سبع هن مثل حصى الخدف صغيرات وضعهن في يده ورفعهن للناس. قال بمثل هذا فارموا. واياكم والغلو واياكم والغلو لان بعض الناس يأتي مثلا الى هذا الموطن رمي الجمار حصاة صغيرة يقول في نفسه حصاة صغيرة هذه ما تكفي صغيرة هذه لا لابد ان اخذ حجرا كبيرا ولهذا بعضهم يغلو حتى في هذا المثال الواضح فلا يكتفي بالحصاة الصغيرة ويأخذ حجرا او حذاء وانما شرع رمي الجمار لذكر الله فلا يذكر الله وانما يسخط ويسب قال بمثل هذا فارموا واياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. الغلو هلاك هلاك لصاحبه ومرض لصاحبه الحاصل ان الشيطان يشامى القلب ينظر الى الى ماذا يميل؟ اذا وجده يميل الى التدين والطاعة والعبادة جعله يزيد في هذا الامر الى ان يخرج من الدين غلوا فيه واذا وجد ان نفس الانسان يميل الى الفتور والكسل والراحة اخذ به الى جانب التفريط والاهمال والتضييع والتهاون ولهذا تجد احيانا من هو قارئ للقرآن لكن مفرط في الصلاة الصلاة الذي اعظم اعظم امور الدين بعد التوحيد تجد مفرط فيها مضيع لها لا يقيمها كما امر بالقرآن يقرأ الايات التي في القرآن يقرأ الايات التي في القرآن امرا باقامة الصلاة وحفاظا عليها اقامة لها في وقتها يقرأها وهو يتهاون فيها ويفرط واذا فرط في الصلاة وظيعها فهو لما سواها من امور الدين اضيع فيشم القلب وينظر ان وجد فيه ميلا الى العمل اوجد في نفسي تقليلا من العمل الذي في القرآن وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يغلو في دين الله وان وجده متهاونا كسولا اخذ به الى جانب الجفاء ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اقرؤا هذا القرآن ولا تغلو فيه ولا تجفوا عنه اي كونوا وسطا وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها هذا خيار الامور ان يكون الانسان وسطا والوسطية هي الخيرية هي الاستقامة هي البينية البينية بين الغلو والجفاء وما من امر من امور الدين الا وله طرفان ووسط ما من امر من امور الدين الا له طرفان ووسط فالعقيدة فالعبادة في السلوك ويقرأ في هذا كلاما عظيما مفصلا للامام ابن القيم في كتاب اغاثة اغاثة الله فان من مصائد الشيطان لانه ذكر رحمه الله ان من مصائد الشيطان ما اشرت اليه انفا انه يشام القلوب ثم يأخذ بالانسان اما الى الغلو او الى الجفاء وذكر امثلة كثيرة جدا ربما تقرب من من الثلاثين مثلا عظيمة جدا في في بيان انه ما من امر من امور الدين الا وله طرفان ووسط احد الطرفين الغلو والطرف الاخر الجفاء والوسط هو الصراط المستقيم الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لعباده ولا يرظى لهم دينا سواه ولا يرضى لهم دينا سواه وهذا لا يختص بالاعتقاد بل يشمل الاعتقاد ويشمل العبادة ويشمل السلوك والتعامل وغير ذلك من امور الدين فكل امر من امور الدين له طرفان ووسط غلو وجفاء هذان طرفان والوسط هو الصراط المستقيم الذي رظيه عباده سبحانه وتعالى ولا يرظى لهم دينا سواه هذا الصراط المستقيم الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لعباده ولا يرضى لهم دينا سواه له معالم مبينة في القرآن اعظم هذه المعالم ان تخلص دينك لله وان تقصد باعمالك وجه الله وان تطلب منه وان تطلب بها رضاه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص والاخلاص خلاص ونجاة والمخلص لله في عمله مبتغيا بعمله وجه الله قريب من السداد والتوفيق فالاخلاص خلاص ونجاة ولهذا ينبغي ان يجاهد المرء نفسه على طلب رظاء على طلب رظا الله بعمله على طلب رضا الله سبحانه وتعالى بعمله لا يريد بعمله شهرة ولا سمعة ولا رياء ولا صيتا ولا غير ذلك وانما يريد ان يرظى الله عنه وكثير ما يقع الناس في الهلاك والغلو بخروجهم عن الاخلاص بخروجهم عن الاخلاص لله سبحانه وتعالى ومن معالم ومن هذه المعالم ان يلزم المرء نفسه بالهدي القويم الذي كان عليه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بان يكون متبعا لا مبتدعا وان يكون مقتديا لا مبتدئا لا يبتدئ شيئا من قبل نفسه ولا ينشئ عملا من قبل نفسه وانما يقيد نفسه بالهدي المأثور عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام يلزم نفسه به يجاهد نفسه عليه قد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه الامر الثالث ان يجاهد نفسه على الاستقامة والسلامة من الانحراف. وهذا امر يحتاج الى مجاهدة فاستقم كما امرت فاستقم كما امرت اي كما امرك الله عز وجل والاستقامة مجاهدة للنفس على لزوم صراط الله المستقيم وعدم الانحراف عنه وهذا يتطلب من العبد مجاهدة عظيمة لنفسه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ومن معالم هذا النهج العظيمة ان تبرأ من حول نفسك وقوتها وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب فوض امرك الى الله واطلب المعونة منه جل في علاه وافزع اليه صادقا معه جل وعلا في طلب العون يا معاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ويلتحق بهذا من المعالم كثرة الدعاء كثرة الدعاء ولا سيما ما كان من الدعاء متعلقا بهذا الباب وكثيرا ما كان يوصي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا المقام بالدعاء العظيم المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يستفتح به صلاته من الليل الذي كان يستفتح به صلاته من الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك فانك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم ووالله ان الاكثار من من هذا الدعاء منجاة للعبد وهداية له وصلاح له في دنياه واخراه ويكفي دليلا على ذلك انه ليس شيء من الادعية فرض علينا ان ندعو الله به مرات كثيرة في اليوم والليلة فرضا الا ذلك الدعاء العظيم الذي في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم هذا الدعاء فرض الله عليك في اليوم والليلة ان تدعو به سبع عشرة مرة بعدد الركعات المكتوبة المفروظة سبعة عشرة مرة في اليوم والليلة في الفرظ تدعو الله اهدنا الصراط المستقيم هذا دعاء اهدنا الصراط المستقيم ما هو صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين المغضوب عليهم غلاة والضالون جفات اقرأوا هذا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يسلك بنا جميعا صراطه المستقيم وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يعيذنا من الضلال ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم انا نعوذ بك ان نضل او نضل او نذل او نذل او نظلم او نظلم او نجهل او يجهل علينا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين