بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله. نسأل الله عز وجل ان يبارك لنا اجمعين في ليلتنا هذه وان يجعل ما نسمعه فيها حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا اجمعين شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما ايها الاحبة الكرام لقاؤنا في ليلتنا هذه في هذا الملتقى عن موضوع جدير بالعناية والاهتمام وعنوانه كما سمعتم المبشرون بالقرآن وكلنا يعلم معاشر الاحبة ان البشارة والبشرى كلمة حبيبة الى النفوس كلمة لها شأنها ووقعها الكبير في القلوب ولهذا كم يسعد المرء عندما يلقاه اخوه ويقول ابشرك او ابشر او عندي لك بشارة او لك عندي بشارة والكلمة لها وزن ولا قيمة ولها وقع كبير جدا على قلوب الناس والكل يتحرى البشارة الكل يتحرى البشارة يطمع في نيلها وكم في قلب المرء من الامال والمنى والرغبات التي يطمع ان يكون له البشارة بتحصيلها وقد عرف العلماء رحمهم الله البشارة بانها اخبار المرء بامر يسره ويفرحه ويدخل على قلبه السعادة والانس حتى انما في قلبه من سعادة يظهر على بشرته ولاجل هذا قيل ان البشارة سميت بهذا الاسم لان اثر الفرح بها يظهر على البشرة انسا وسعادة وسرورا واحيانا تلقى اخاك ودون ان يتكلم تعلم انه مسرور لما تراه في اسارير وجهه وما يظهر على بشرته من السرور وهذا الامر نفسه يحدث عند البشارة يتهلل الوجه تبدو اساريره فرحا وبشرا وانسا وسعادة الحاصل ان البشارة لها شأن عظيم جدا ومكانة عالية في النفوس وابدأ محاضرتي هذه بدعوة للجميع اسأل الله عز وجل ان يبشركم جميعا بكل خير وسعادة وفلاح في الدنيا والاخرة القرآن الكريم كتاب عظيم كيف لا وهو وحي الله وتنزيله انزله سبحانه وتعالى سعادة للبشر وفلاحا العباد وزوالا للشقاء والعناء والنكد طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي انما انزلناه عليك لتسعد فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ان يسعد فالقرآن كتاب وسعادة وكتاب هداية وكتاب فلاح وكتاب رفعة في الدنيا والاخرة وفي الوقت نفسه هو كتاب بشارة ولهذا تجد هذه الكلمة العظيمة تتكرر في القرآن الكريم في مواطن عديدة بل وصف القرآن بهذه الصفة بانه بشرى للمؤمنين بشرى للمسلمين وانه يبشر بهذا وصف في كتاب الله عز وجل في مواطن عديدة منه قال الله عز وجل ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا وقال في اول سورة الكهف الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا. ماكثين فيه ابدا وقال سبحانه وتعالى قناعة هذا القرآن العظيم ووصفه قال تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وقال ايضا سبحانه وتعالى بوصف هذا القرآن قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين والايات في هذا المعنى كثيرة فالقرآن الكريم كتاب بشرى كتاب بشارة وهذا يتطلب من قارئ القرآن ان يتدبر هذا المعنى في القرآن الكريم والله يقول افلا يتدبرون القرآن ويقول افلم يتدبروا القول ويقول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته فمن المعاني العظيمة الجليلة الكبيرة التي جاءت في القرآن الكريم البشارة ولهذا فان فانه جدير بالمسلم ان يقف على هذه البشائر التي في القرآن الكريم وان يتأمل في الايات المبشرات في كتاب الله سبحانه وتعالى وان يجدد في قلبه الطمع ان يكون من هؤلاء المبشرين في كتاب الله عز وجل ولهذا فان اهم ما ينبغي على المسلم ان يعيه في هذا الباب ان يعرف الامور والاعمال التي يكون المرء بسببها من اهل هذه البشائر التي في كتاب الله عز وجل وعندما تقرأ القرآن تجد ان هذه الكلمة العظيمة تمر عليك كثيرا في القرآن فقف متأملا بهذه البشائر واحرص على ان تكون من اهلها اول بشارة تطالعها وانت تقرأ كتاب الله عز وجل تأتيك في اوائل سورة البقرة قول الله سبحانه وتعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون نسأل الله الكريم لنا اجمعين من فضله تأمل معي هنا بهذه البشارة المبشر والرسول عليه الصلاة والسلام فتأمل في جلالة المبشر وعظم مكانته ومنزلته صلوات الله وسلامه عليه وتأمل في وقت في الوقت نفسه في عظمة من ارسله بهذه البشارة رب العالمين جل جلاله فهذه بشارة يحملها الرسول عليه الصلاة والسلام جاء بها والامر له بها الله جل وعلا سبحانه وتعالى والمبشر به امر عظيم للغاية يحقق في النفوس الطامعة في الخير والفلاح والسعادة فرحا عظيما وانسا كبيرا وسرورا لان هذه البشارة بشارة بامر تحصل فيه لذة البدن بالجنات بشارة بامر تحصل به لذة البدن بالجنات وما فيها من النعيم وتحصل لذة النفس بالازواج المطهرة والازواج المطهرة يتناول زوجة المرء الصالحة في هذه الحياة الدنيا تكون في في الاخرة بهذا الوصف ويتناول ايضا الحور العين وتحصل ايضا لذة القلب بانه بشر ان هذا النعيم نعيم خالد ابدي بخلاف نعيم الدنيا كثيرا ما يحصل المرء في دنياه اشياء يفرح بها لكن سرعان ما يدخل عليه شيء من الالم او النكد خشية ان تزول منه وان تذهب وهذا شأن نعيم الدنيا لا يبقى لصاحبه او صاحبه لا يبقى له واما ان يزول عن صاحبه او ان يزول صاحبه عنه لكن الفرحة بنعيم الاخرة ونعيم الجنة فرحة نعيم خالد ابد الاباد وقرة عين لا تنقطع دائمة وسرور دائم لا يخشى المرء ان يلحقه فيه نكد او ما يكدره او ما يجعله يتخوف من زواله فهو نعيم لا يحول ولا يزول فانظر البشارة كيف حوت هذه المعاني العظيمة الجليلة ثم بماذا تنال بامر يسير ذكر في الاية الذين امنوا وعملوا الصالحات الذين امنوا وعملوا الصالحات ولهذا تجد في القرآن الكريم في مواطن وبشر المؤمنين فهي بشارة متعلقة هذا الامر وتنال بهذا السبب والايمان والعمل الصالح الايمان اي بالله سبحانه وتعالى وبكل ما امر عباده بالايمان به والعمل الصالح بفعل الطاعة ولا سيما فرائض الاسلام وواجبات الدين العظيمة التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده واما الاصول التي هي اصول الايمان ودعائم العظام التي تنال به هذه البشارة فقد ذكرها الله عز وجل في مواطن منها قوله تعالى في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال في خاتمة السورة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير قال الله عز وجل في سورة النساء يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ظلالا بعيدا هذا الاصل الذي تقوم عليه هذه البشارة والركيزة التي لا قيام لها الا عليها. الايمان بالله وبكل ما امر الله سبحانه وتعالى بالايمان به فهذه قاعدة البشارة التي عليها تبنى ثم من بعد ذلك العناية بالعمل الصالح ويأتي في مقدمة ذلك فرائض الاسلام الكبار وواجبات الدين العظيمة وخاصة الصلاة والزكاة قال الله عز وجل في اول سورة النمل طاء سين تلك ايات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون فذكر من اوصافهم سبحانه وتعالى اقام الصلاة وايتاء الزكاة والايمان باليوم الاخر سبحان الله الايمان باليوم الاخر امره عجب في نيل هذه البشارة واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين عندما يكون في قلب المرء دوما وابدا انه سيلقى الله وانه يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وان الله عز وجل يحاسبه على ما قدم بهذه الحياة من اعمال يحدث له هذا خوفا واستعدادا وتزودا لذلك اليوم ولهذا من يؤتى كتابه باليمين يوم القيامة عندما ينطلق وبيده صحيفته اخذها بيمينه يقول هاءم اقرأوا كتابية اني ظننت اني ملاق حسابيا. يعني كنت في الدنيا اعتقد انني ساحاسب انني ساقف بين يدي الله وان الله عز وجل يحاسبني على اعمالي كنت اعتقد ذلك واؤمن به وكان هذا يحدث في نفسي عملا وطاعة واستعدادا لذلك اليوم وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب وتقوى الله عز وجل اساس عظيم بنيل البشارة ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في سورة يونس الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم تأمل لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة وهذا موطن جدير بان تتأمله. ما هي البشرى التي تكون للمؤمن التقي في الحياة الدنيا وما هي البشرى التي تكون للمؤمن التقي في الدار الاخرة الله يقول لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة يعني لهم بشارتان بشارة في الدنيا وبشارة في الاخرة والتفسير للبشارة في الدنيا بين من خلال النصوص التي وردت بهذا الباب جاء في الصحيح ان نبينا صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يعمل العمل الصالح فيحمده الناس عليه ان يثنون عليه خيرا ما شاء الله فلان كذا وفلان كذا وكذا يثنون عليه قال عليه الصلاة والسلام تلك عاجل بشرى المؤمن هذا داخل في الاية لهم البشرى في الحياة الدنيا تلك عاجل بشرى المؤمن يذكر عند الناس بالخير والعبرة في هذا المقام باهل الصلاح والدين والاستقامة ان يذكر عندهم بالخير يثنون عليه خيرا ويذكرون اعماله يقولون فلان ما شاء الله ما تفوته تكبيرة الاحرام فلان ما شاء الله عظيم العناية بالصلاة فلان ما شاء الله عظيم العناية بالنفقة بالصدقة هو لم يعمل من اجلهم هو عمل تلك الاعمال لله لكن من عاجل بشرى المؤمن الذكر الحسن يذكره الناس بالخير ويثنون عليه بالخير وجاء ايضا في الصحيح ان عبادة ابن الصامت رضي الله عنه سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن قوله جل وعلا لهم البشرى في الحياة الدنيا فقال عليه الصلاة والسلام هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او ترى له ايضا هذا من عاجل البشرى ان يرى المؤمن في المنام ما يؤنسه ويبشره ويسره او يلقاه اخاه ويقول رأيت في المنام انك كذا وكذا بما يسر فهذا ايضا من عاجل بشرى المؤمن وايضا من عاجل البشرى الحياة الدنيا ان يجد المرء نفسه منشرحة للخير للطاعة ويسر بالطاعة ومنقبضة عن الشر ومتجافية عنه فهذا ايضا من عاجل البشرى قد جاء في الحديث الصحيح ان نبينا صلى الله عليه وسلم قال من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن سرته حسنته يجد في قلبه انشراح للحسنة وللطاعة ويجد نفسه مقبلة ويجدها في الوقت نفسه منقبضة عن المعاصي والشر والفساد فهذا من عاجل بشرى المؤمن كذلك من عاز البشرى المؤمن الداخل في قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا البشارة التي تكون للمؤمن عندما تأتي ملائكة الموت لقبظ روحه قل يتوفاكم ملك الموت عندما يأتي ملك الموت لقبظ روحه قبل ان تقبظ روحه يبشر. وهو داخل في قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا قد جاء في الحديث انه اذا جاء ملك الموت تنزل ملائكة وهم ملائكة الرحمة ويكونون عن الميت مد البصر فاذا قبض ملك الموت روحه لم يدعوها في يده طرفة عين ويضعونها في حنوط من الجنة وجاء ايضا انه يقال ابشر بروح وريحان ورب ولقاء رب غير غضبان يبشر بذلك وهذا المعنى دل عليه القرآن في قول الله سبحانه وتعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم نسأل الله الكريم من فضله تتنزل الملائكة اي بهذه البشائر لا تخاف ولا تحزن وابشر ومن التنزل ما يكون عند قبض الروح عند قبض روح المؤمن تأتي الملائكة تبشره وتطمئنه وتدخل على قلبه سرورا فتقبض روحه وهو فرح مسرور وهذا الذي يفسر ما قد يراه الناس بعض ما قد يراه الناس في بعض من عرف بالصلاح يرون يرونه وهو ميت مقبوضة روحه يظهر عليه البشر والضياء والانس والراحة لان روحه لم تقبض الا وقد بشر دخل على نفسه الفرح والسرور والانس بالبشارة العظيمة قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. هؤلاء هم اهل البشارة الايمان والتقوى ومر معنا في الاية المتقدمة وعملوا الصالحات ولهذا يقول ابن القيم في كلام عظيم له في بعض كتبه يقول انما دار نيل البشارة بايات القرآن الكريم واحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام على امور ثلاثة تدور البشارة لاسباب نيلها على امور ثلاثة الايمان والتقوى والعمل الصالح والعمل الصالح هو الذي يجمع وصفين اخلاص المعبود ومتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فعلى هذه الامور الثلاثة تدور البشارة في القرآن وسنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ثم تجد في القرآن بمواطن ايظا عديدة منه تفاصيل في البشارة تتعلق اعمال الايمان وما يدعو اليه الايمان. فمثلا الصبر من الايمان والصبر عندما تنزل بالمرأة مصيبة هذا من اسباب نيل البشارة ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن فالمؤمن صابر في ضراءه شاكر في سراء في السراء يفوز بثواب الشاكرين وفي الضراء يفوز بثواب الصابرين فهو فائز في كلتا الحالتين تجد ايضا في التفاصيل البشارة للمخبت ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واخبتوا الى ربهم اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون جاءت البشارة العظيمة لهم في سورة الحج وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. هذه اعمالهم ولهذا القرآن يتحدث كثيرا القرآن حديث كثير عن اعمال اهل البشارة فالمسلم جدير به ان يقف عند تلك الاعمال وعند تلك التفاصيل ثم يجاهد نفسه على التحلي بتلك الاوصاف حتى يكون من اهل البشارة اقرأ على سبيل المثال في آآ قول الله سبحانه وتعالى بسورة التوبة يقول الله عز وجل التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف الناهون عن المنكر والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله. بماذا ختم الله الاية نعم وبشر المؤمنين ختمها بقوله وبشر المؤمنين وهذا فيه ان المذكورات في الاية الاوصاف المذكورات في الاية هي اوصاف اهل البشارة التوبة والعبادة والحمد والسياحة السياحة اكثر السلف فسرها بالصيام وبعضهم فسرها في اه السفر في الطاعة وعبادة من حج او عمرة او طلب للعلم والركوع والسجود يعني العناية بالصلاة والمواظبة عليها ركوعا وسجودا ذلا لله كان معروف والناهي عن المنكر والحفظ لحدود الله تعلما للدين وتفقها في وعملا بحدود الله سبحانه وتعالى يحفظ حدود الله علما وعملا يحفظ حدود الله علما وعملا وهذا فيه ان الدين له حدود لا بد ان يلتزمها المؤمن حتى يكون من اهل البشارة ولعل مما يوضح ذلك الحديث الذي في المسند وغيره حديث النواس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران يعني جداران مستقيمان باستقامة الصراط وفي السورين ابواب وعلى الابواب ستور مرهان وداعم في اول الصراط يقول يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ودائم من جوف الصراط يقول يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلج ثم فسر ذلك قال اما الصراط فهو الاسلام واما السوران فحدود الله واما الابواب التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله واما الداعي الذي يدعو من اول الصراط فكتاب الله يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوج واما الداعي الذي يدعو من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم اذن حدود الله تحفظ تحفظ حدود الله سبحانه وتعالى فيلتزم اه الصراط المستقيم بحدوده ومعالمه ومناراته ولا ينحرف ولا يعوج لا يمين ولا يسار ولهذا مر معنا في الاية الكريمة ان الذين قالوا ربنا الله ثم فقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة فاستقم كما امرت والايات في هذا المعنى كثيرة في القرآن الكريم حديث عن هذه البشارة وحديث عن مكانتها العظيمة وحديث عن الاعمال التي تنال بها هذه البشارة وما هذا اللقاء والحديث الذي القيه القيه على مسامعكم معاشر الكرام الا فتح باب لنا اجمعين نتأمل في هذا الموضوع العظيم ونقف عند ايات البشارة في كتاب الله عز وجل تدبرا وتأملا ومجاهدة للنفس على تحقيقها والاتيان بها حتى نكون من اهل هذه البشارة العظيمة بالجنات والرحمة والرضوان سعادة الدنيا والاخرة سعادة الدنيا والاخرة يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم فهذه المعاني العظيمة والبشائر ينبغي ان تتحرك نفس المسلم شوقا اليها وطمعا في ان يكون من اهلها ومجاهدة للنفس على العمل بالاعمال التي تنال بها هذه البشارات ويسبق ذلك الفقه في دين الله تعلم حدود الله يتعلم شرع الله يجعل للعلم الشرعي وقتا من حياته تفقها تبصرا حتى يكون من اهل هذه البشائر اسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا الذي يسر لنا هذا الاجتماع ان ييسر لنا سلوك سبيل المبشرين بكل خير ورفعة في الدنيا والاخرة وان يجعلنا من اهل البشارة بالخير الحياة الدنيا وفي الاخرة وان يهدينا الى هذا السبيل المستقيم وان يسلك بنا هذا الطريق القويم وان يجعلنا من عباده المتقين الذين لهم البشرى فالحياة الدنيا وفي الاخرة واشير ايضا الى امرين ان البشارة جاءت في القرآن لاهل الايمان مطلقة ومقيدة المقيدة كقوله وبشر المؤمنين ولم يذكر المتعلق والقاعدة عند العلماء ان حذف المتعلق يفيد العموم فالايات التي تقرأ وبشر المؤمنين وبشر الصابرين وبشر المخبتين وبشر المحسنين ولا يذكر بما يبشرون يفيد العموم بمعنى انها بشارة مطلقة عامة تشمل كل خير في الدنيا والاخرة واحيانا تكون البشارة مقيدة بشارة بالجنات البشارة بالمغفرة البشارة الرضوان وكل من هذا وهذا هو من ثمار الايمان من ثمار الايمان ومن ثمار تقوى الله سبحانه وتعالى الامر الاخر ان البشارة تأتي في القرآن في جانب اخر غير الذي نتحدث عنه تجد في بعض الايات فبشرهم بعذاب اليم تجد اه في في في القرآن بشر المنافقين بان لهم عذابا اليمة والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم تأتي البشارة في مثل هذا السياق من اهل العلم من يقول ان اطلاق البشارة هنا هو على سبيل التهكم بهؤلاء وقيل ان البشارة هي الاخبار بما يظهر على البشرة اثر فان كان بشارة بخير يظهر فرحا على بشرتي وان كان بشارة بشر وسوء يظهر على وجهه اثر ذلك واما البشارة عند الاطلاق فهي لاهل الايمان البشارة عند الاطلاق انما هي للايمان لاهل الايمان لكن البشارة المقيدة تأتي بما قيد بما قيدت به مثل بشرهم بعذاب اليم اما اهل الكفر واهل النفاق ليس لهم بشارة ولهذا في سورة بسورة الفرقان قال الله عز وجل لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا لا بشرى لهم وهذا لا يتنافى مع قوله فبشر المنافقين ابشرهم بعذاب اليم لا تنافى معه لانه لا بشرى لهم يعني يوم يلقون الملائكة لا يلقون الملائكة بشيء يسر وانما يلقون الملائكة وهم يحملون عقوبة الله وغضبه وعقوبة الله وانتقامه من هؤلاء الحاصل ان المؤمن عليه ان يجاهد نفسه على تقوى الله والبعد عن مساخطه وان يجاهد نفسه على نيل رضاه سبحانه وتعالى ليكون من اهل البشارة اسأل الله عز وجل ان يحقق لنا اجمعين ذلك وان يحقق لنا كل خير وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى سمعوا الدعاء وبالسلام بدأنا وبه نختم والسلام كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى هو نفسه بشارة سبحان الله وهذا معنى قد نغفل عنه. السلام نفسه هو بشارة بشارة من الله سبحانه وتعالى يلقى المسلم دوما اخاه بها. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه بشارة بالسلامة والرحمة والبركة ما دام الامر اه ما دام المرء على هذا الدين ومن اهل طاعة رب العالمين فالمسلمون يلقون اه يلقى كل واحد منهم اخاه بهذه البشارة وخيرهم الذي يبدأ بها كما قال عليه الصلاة والسلام خيركم الذي يبدأ بالسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته