بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي. الذي اسميناه منذ البداية في كرسي المتنبي. ونحن اليوم في الحلقة التاسعة والثمانين بفضل الله تعالى. واليوم سنبدأ بقصيدة جديدة تعدادها حسب العكبري هي القصيدة الثامنة والعشرون وتعداد آآ ابياتها اثنان واربعون بيتا وساقرأها اولا ثم بعد ذلك نلقي الظلال في هذه الحلقة على بعض ابياتها الاولى. قال يمدح المتنبي وقال يمدح علي بن مكرم التميمي وهو علي ابن محمد ابن سيار ابن مكرم وكان يحب الرمي يعني كان راميا. قال دروب الناس عشاق دروبا. فاعذرهم اشفهم حبيبا. وما سكني سوى قتل الاعادي فهل من زورة تشفي القلوب تظل الطير منها في حديث ترد به الصراصير والنعيب. وقد لبست دماؤهم عليهم حدادا لم تشق لها جيوبا ادمنا طعنهم والقتل حتى خلطنا في عظامهم الكعوب كأن خيولنا كانت قديما تسقى في قحوفهم الحليب فمرت غير نافرة عليهم تدوس بنا الجماجم والتريبة يقدمها وقد خطبت شواها يقدمها وقد خطبت شواها ترمي الحروب به الحروب شديد الخنزوانة لا يبالي اصاب اذا تنمر او اصيب ازمة طال هذا الليل فانظر امنك الصبح يفرق ان يؤوب كان الفجر حب مستزار راعي من دجنته رقيبا كأن نجومه حي عليه وقد حذيت قوائمه الجبوبة كأن الجو قاسى ما اقاسي. فصار سواده فيه شعوبا. كأن دجاه يجذبها سهادي. فليس تغيب الا ان يغيب اقلب فيه اجفاني كأني اعد به على الدهر الذنوب وما ليل باطول من نهار يظل بلحظ حسادي مشوبا وما موت بابغض من حياة ارى لهم معي فيها نصيبا عرفت نوائب الحدثان حتى لو انتسبت لكنت لها نقيبا. ولما قلت الابل امتطينا الى ابن ابي ايمان الخطوبة مطايا لا تذل لمن عليها ولا يبغي لها احد ركوبا. وترتع دون نبت الارض فينا. فما طرقتها الا جديبا الى ذي شيمة شعفت فؤادي. فلولاه لقلت بها النسيب. تنازعني هواها فكل نفس وان لم تشبه الرشأ الربيب تنازعني هواه كل نفس وان لم تشبه الرشأ الربيب عجيب في الزمان وما عجيب اتى من ال سيار عجيب وشيخ في الشباب وليس شيخا يسمى كل من بلغ المشيب قسى فالاسد تفزع من اهو ورق فنحن نفزع ان يذوب اشد من الرياح الهوج بطشا واسرع في الندى منها هبوبا وقالوا ذاك ارمى من رأينا. فقلت رأيتم الغرض القريب. وهل يخطي باسهمه الرمايا وما يخطي بما ظن الغيوب اذا نكبت اذا نكتت كنانته استبنا بانصلها لانصلها تتوب يصيب ببعضها افواق بعض فلولا الكسر ما اتصلت قضيبا. فلولا الكسر لاتصلت قضيبا بكل مقوم لم يعصي امرا له حتى ظنناه لبيبا. يريك النزع بين القوس منه وبين رميه الهدف الهيبة الست ابن الاولى سعدوا وسادوا؟ ولم يلدوا امرأ الا نجيبا. ونالوا ما اشتهوا بالحزم او النمل وصاد الوحش نمله دبيبا. ومرح الرياض لها ولكن كساها دفنهم في الترب طيبا. ايا من ان عاد رح المجد فيه وعاد زمانه البالي قشيبا. تيممني وكيلك مادحا لي وانشدني من الشعر الغريبة فاجرك الاله على عليل بعثت الى المسيح به طبيبا ولست بمنكر منك الهدايا ولكن زدتني فيها اديبا. فلا زالت رياء فلا زالت ديارك مشرقات. ولا دانيت يا شمس غروبا لاصبح امنا فيك الرزايا كما انا امن فيك العيوب اذا هذه هي القصيدة الثامنة والعشرون التي عنوناها دروب الناس عشاق دروبا. يقول فيها طبعا هي مدح لعلي ابن محمد ابن سيار ابن مكرم وكان راميا يعني يحب الرمي يعني ارموا ال اسماعيل فان اباكم كان من اسماعيل عليه السلام كان اذا راميا في الحديث. اذا قال دروب الناس الضروب الانواع الانواع والاصناف هذا اسمها دروب دروب كل ضرب يعني كل نوع فقال دروب الناس عشاق دروبا فاعذرهم اشفهم حبيب لا طبعا دروب الناس يعني الناس انواع مختلفة فما احد يشبه الاخر وهذه صحيحة وهذه حقيقة. انت في البيت الواحد تجد الاخ يختلف عن اخيه والشقيقة تختلف عن شقيقتها. اذا دروب الناس الناس دروب مختلفة وانواع متعددة. عشاق دروبا شقون انواعا مختلفة على الاغلب او الافضل ان تكون عشاق عاملة في كلمة دروبة فيعشقون الانواع المختلفة. او ضروب الناس هم انواع مختلفة في الحياة فهم انواع مختلفة في العشق. ولكن يمكن ان يكون المعنى عشاق دروبة يعني يعشقون الانواع المختلفة وليسوا انواع من العشاق مختلفين وهذا ابلغ ان تجعل عشاق فاعلة او يعني عاملة في ظروف فتكون ظروف مفعول به آآ لاسم الفاعل المنون عشاق مفردها عاشق فلو نكرت ولونت لعملت عمل الفعل فكأنه قال دروب الناس يعشقون دروبا يعني يعشقون انواعا مختلفة او ويعشقون بطرق مختلفة قلوب الناس عشاق دروبا فهم يذهبون مذاهب شتى في العشق. اتوقع ابو تمام قال آآ ومن مذهب ابي حب الديار لاهلها وللناس فيما يعشقون مذاهب. فالناس مذاهب في العشق يعني قريب هذا المعنى من معنى ابي تمام حين قال ومن مذهب حب الديار العكس. انت تحب الديار لكن يمكن ان تحبك الديار. انت تعشق المكان لكن يمكن ان يعشقك المكان. فقال ومن مذهبي حب الديار لاهلها وللناس فيما يعشقون مذاهب اذا دروب الناس عشاق دروبا. فاعذرهم يعني اكثرهم اه اه ان تحتمله وان تأخذ بعذره يعني اكثرهم قبولا لعذره من؟ من الذي نعذره او نعذره من هؤلاء العشاق؟ او اكثرنا اكثرهم اه اه اه قبولا العذر القبول من جهتنا لعذره فيما هو فيه. فمن نعذر اكثر من الاخر؟ قال اشفهم حبيبا. فالذي كان يحب حبيبة رقيقة شفيفة ظريفة جميلة فهذا نعذره في حبه. اما والله اذا حبيت لي اي كلام واي وحدة واي امرأة واي شيء وحبيت الدنايا والسفاسفة من الامور والسفلة من الناس. فانت لا تعذر في حبك. انت تعذر في حبك اذا احببت الاشف قال فاعذرهم اشدهم عذرا او اشدهم او اشدهم لاعذاره قبولا عندنا يعني نقبل عذره اكثر من غيره هذا النوع من الناس. قال فاعذرهم اشفهم حبيبا. المحبوب طبعا الحبيب مرت معنا كثيرا سابقا فعيل بمعنى مفعول تسمى النائب عن اسم المفعول عدول صرفي يعني وزن وزن معين يعدل به الى وزن اخر. فشفوهم وحبيبي يعني اشفوه محبوبا. يعني من كانت محبوبته ارق واعذب واشف من سواها فهذا نعذره في حبه ونقل انك واقع في حب يستحق ان تعاني من اجله وبالتالي لا بأس فيما انت فيه ولو كنت قد احببت امرأة غير جميلة او اه امرا غير عظيم. لانه احيانا انت تهيم في الامر الذي تعشقه سواء كان امرأة او غيرها سواء كان امرأة سواء اكان امرأة ام غيرها فتعشق المعالم من الامور فنقول والله اذا اتعبتك هذا العشق لهذه من معايب الامور فانت معذور في ذلك. واذا احببت امرأة جميلة فانت معذور في ذلك. اما ان تحب امرأة قبيحة او ان آآ تهلك نفسك في امور آآ السفاسف هي سفاسف فانت لست معذورا في ذلك اذا دروب الناس عشاق دروبا فاعذرهم اشفهم حبيبا. ثم قال في البيت الثاني وماسكني. يعني وليس الشيء الذي اسكن اليه وتسكن به روحي وتهدأ به ثائرتي وماسكني سوى قتل الاعادي. هذه عادتي اذا اردنا ان نفسر المتنبي بالمتنبي سنقول وما سكني سوى قتل الاعادي يعني انا متعود على ان اقتل الاعادي فتهدأ نفسي الثائرة فسكوني وهدأتي من ثورتي هو بقتل الاعادي. لقد اعتدت ذلك. كما قال هو في بيت سابق قال لكل امرئ من دهره هذا حسين في الدولة طبعا. في الدالية لكل امرئ من دهره ما تعود وعادات سيف الدولة طعن في العداد. قال وماسكني وقتل الاعادي. فهل من زورة تشفي القلوب؟ طبعا سكن الهدوء الراحة الطمأنينة السكينة ايضا ومنها ايضا قوله تعالى ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها اي سائرتكم سواء في الشهوة سواء في الاقبال على الحياة سواء في السكن السكينة سواء في الاستقرار. الانسان قبل الزواج يكون مضطربا مختلا تذهب به المطايا او تذهب به الغايات والاغراض في كل مذهب. فاذا تزوج استقر وسكن ومنه هذا آآ هذه الاية كريمة هاقا لتسكنوا اليها دعى انفسكم وتطمئنوا يعني آآ تستقر ثائرتكم فسوف هنا قال وما سكني سوى قتل الاعادي. فهل من زورة تشفي القلوب؟ يعني هل من زورة لما احب فاشفي قلبي منها فكما يلتذ المحب بزورت يزور بها حبيبته التبذو انا المتنبي بزورة ازور فيها المعركة فاقتل فيها الاعادي. وكما تسكن نفس المحب بالجلوس الى الحبيبة تسكن باعمال السيف في صدور الاعداء ورؤوسهم وماسكني سوى قتل الاعادي فهل استفهام يفيد التحضيض؟ المعنى البلاغي له. فهل من زورة تشفي القلوب المتنبه طبعا زوره مصدر مرة واستخدم سابقا مرت معنا بحلقات سابقة بجوز بالعشرينات من الحلقات. نحن اليوم في الحلقة التاسعة والثمانين بحمد الله تعالى. ابو نواس استخدمها من قبل المتنبي ونواس عباسي متقدم لكنه متقدم على المتنبي قال ذريني يخاطب زوجته او امرأة متخيلة. ذريني اكفر حاسديك بزورت الى بلد فيه الخصيب امير اذا لم تزر ارض الخصيب ركابنا فاي فتى بعد الخصيب تزوه تمام ثم قال في البيت الثاني الثالث تظل الطير منها. هذا عطف على البيت الثاني. هو في البيت الثاني قال وما سكني سوى قتل الاعادي فهل من زورة تشفي القلوب؟ هذه الزورة قال في البيت الثالث تظل الطير منها في حديث ترد به الصراصير والنعيبة يعني وصف الوصف راية في القلق غاية في في الشعور المعذب. اذا غاية في البشاعة بشاعة المشهد بشاعة المنظر في القتل. قال تظل الطير منها في حديث. اه يعني في حديث في حالة في في عمل شوف شو العمل الذي تظل الطير منه منها. الطير طبعا منها قصد من زورة القتل. وقال فهل من زورة تشفي القلوب تظل الطير من هذه الزورة من زورته لقتل الاعداء في حديث يعني في في حياة ما في حالة ترد بهذا الحديث به يعني عن الحديث الصراصير والنعيبة النعيم معروف صوت الغراب تمام والصراصير مفردها الصرصرة وهي صوت الطير والنسر قال لك انه الزورة هذه تجلب زورة القتل الاعادي تجلب عددا اه او ينتج عنها عدد كبير من الجثث القتلى من القتلى وجثثهم. فتأتي الطيور لتنهش من جثث هؤلاء القتلى بشرية تخيلوا معنى شديد. فتأتي الطيور لتنقر من جثث هؤلاء القتلى فيهبط بعضها ويطير بعضها. وبعضها ينعب وبعضها ايصرصر وبعضها سريع مثل الريح. طبعا نقول ايضا في القرآن وردت الصراصير او قريب منها او يعني من جذرها اه فيهبط بعضها ويصعد بعضها وينعب بعضها ويصرصر بعضها وتختلط الاصوات مع اهات المعذبين من اه من الذين قتلوا ولكن ولكنهم لم يموتوا بعد فيجهزوا الطير والغراب والنسر والصقور وهذه الجوارح على ما تبقى في جسدهم من حياة فقال تظلوا طير منها في حديث ترد به الصراصير والنعيب. والصراصر الصرصرة هي مصدر صريح للفعل سارة زي هندسة هندسة ووشوشة وشوشة. فصرصر صرصرة. وصرصر لما رب العالمين وصف الريح التي بعدها بها على قوم عاد حين قال في سورة الحاقة فاما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية وفي التفسير في القرطبي لو رجعت من القرطبي ستجدني صرصر ثلاثة معاني. اما انها تحرق كما يحرق اه اه البرد اه طبعا الصرصر الريح الصرصر مأخوذة من الصر والصر البرودة الشديدة فهي تحرق بالبرد كما يحرق تحرق النار فاحيانا بالفعل اه اه شدة البرد اه والان بعض الافلام اللي شاهدناها عن القطب المتجمد الجنوبي او الشمالي او بعض المناطق التي يكون في درجة الحرارة ستين اه ناقص ستين تحت الصفر. اه اه يعني اذا اخرج يده احترقت بالبرد لا بالنار فالريح استنصر من هذا الجانب تحرق اجساد من بعثت اليهم كما تحرق النار في شدة حرارتها تحرق هذه الريح في شدة برودتها. هذا المعنى الاول والمعنى الثاني وهو القريب من على هذا البيت او هذا البيت يلتقي في المعنى الثاني ريح صرصر في الاية في سورة الحاقة. آآ انه ريح الصرصر الريح شديدة الهبوب فترد به الصراصير الصوت الشديد اللجب الصخب العالي فمثل الريح الشديدة او ممكن تتخيل ريح شديدة تتجاوب او تتناوح في هذا المكان الذي انتشرت فيه جثث القتلى مع اصوات الطيور ونعيبها او ونعيبها. وممكن من معناه ايضا قيل الصرصر الشديدة السموم وكلها معاني ملتقية في هذه في هذه الشدة من البؤس ومن الفظاعة في مشهدية القتل قال تظل الطير منها في حديث ترد به الصراصير والنعيب. ثم قال في البيت الرابع وقد لبست اي الطير وقد لبست دماء اغموا عليهم حدادا لم تشق لها جيوبا. وقد لبست ليش لان الطيور مثلا بيجي الصقر او عقاب او غراب او نسر فينقب قلب احدى الجثث او احد الجثث فيغوص في الدم فيختلط جسده بالدم فيصبح الدم على جسد هذا الطير كأنه ثوب. فيصبح هذا الثوب سببه الموت والثوب الذي سببه الموت هو ثوب الحداد. ولكن ثوب الحداد تشق له الجيوب والجيب جيب القميص هو مخرج القميص جهة العمق فهذا اسمه الجيب ثكلة المرأة الثاكلة تمسك جيبها فتشقه في آآ وقت الحداد حزنا على من فقدت. فقال لك هذه الطيور وعندما نقبت افئدة الجثث وافئدة القتلى التبست اي لبست ثوبا من دماء. وهي ثوب الحداد ولكنه لانه ثوب معنوي اي ليس ثوبا حقيقيا لم تشق له الجيوب. وقيل المعنى الاخر لانها لم احزن كحزن الفقيدة او الفاقدة على فقيدها لم تشق له الجيوب. فلا تحزن الطيور على الانسان الميت المشهد وبديع المعنى. قال لك لبست ثوبا من حداد او ثوبا معنويا من حداد ليس ثوبا حقيقيا لكي تشق به الجيوب وتشق او تشد به الشعور في حالة الحزن الشديد على الفقد عند الساكنة. وقد لبست دماؤهم وعليهم حداد يعني ثيابا من حداد او ثيابا الحداد لم تشق لها جيوبا لما لم تشق لها الجيوب لسببين كما قلت اما لان الطير لا تحزن كما تحزن الفقيلة على الفقيد فبالتالي لا تشق الجيوب او لان الثوب ثوب الحداد الذي لبسته ها وهو ثوب الدماء بسبب نقب بها في قلوب وفي جثث القتلى ليس ثوبا حقيقيا انه ثوب معنوي فلا مجال لشق وقال في البيت الخامس ادمنا طعنهم والقتل حتى خلطنا في عظامهم والكعوبة قدمنا نقول احنا في ادام الله عزك يعني استمر فادمنا يعني جعلنا ذلك مستمرا وحنا نقول اه دمعزة يعني هذا النحت في اللغة العربية يعني ادام الله عزك. فادمنا يعني جعلنا ذلك مستمرا تواصل ذلك او فعلنا ذلك باستمرار وبتواصل ويمكن ان تكون ايضا اذا اخذنا انزياحا دلاليا ادمنا يعني ادمننا فعلنا ذلك مرة بعد مرة بشكلين مستمرا حتى تحول الى ادمان. فادمنا طعنهم. فالذي ادمننا عليه هو ان نطمع ان نطعنهم قتلى وان نقتلهم حتى الى الحد الذي خلطنا في عظامهم الكعوب. والكعوب جمع كعب والكعب هو الذي يعني ينتهي به قنا الرمح وقنا الرمح ايضا يشبه العظام او يشبه العظمة عند البشر. يعني عظمة طويلة اذا جازت التعبير فقال بقينا نقتل فيهم حتى خلطنا يعني كسرنا في عظامهم الكعوبة حتى كسرنا اطراف الرماح نحن نطعن اجسادهم فتصطدم تلك الطعنات بتلك العظام فتنكسر تلك العظام. يعني لم يتوقف الطعن الى ان ينفد لحم الادميين انما استمر حتى كسر عظم هؤلاء البشر. وهي طبعا مشهدية غاية في الفظاعة والبشاعة. ادمنا طعمهم والقتل حتى خلطنا اي كسرنا في عظامهم الكعوبة. ثم قال في البيت السادس كأن خيولنا كانت قديما تسقى في قحوفهم الحليبة طبعا عند العرب ان تسقي الخيل حليبا يعني اكرام لها. تسقي الخيل الحليب هذا اكرام شديد لها. يعني هل تعاملها كالبشر مو بس فقط تطعمها العلف والتبن والشعير وما شابه. انما انت ايضا تسقيها الحليب. وقال احنا هاي الخيل التي نركبها مرت على جثث القتلى فما وجدت انها مرت بشيء غريب او انها نفرت او انها خافت او انها فزعت من كثرة القتلى ولا فزعت من دوسها على لحوم هؤلاء البشر وجثثهم ليش نقول معتادة؟ هذه الخيل معتادة ان تدوس. تدوس كما قال المتنبي. اذا اردنا ان نفسر المتنبي بالمتنبي تدوس بك الخيل الوكور على الذراء وقد كثرت حول الوكور المطاعم في القصيدة البيمية الشهيرة ايضا اذا كان خيولنا كانت قديما يعني قد الفت القتلى لكثرة ما مرت عليهم ولكثرة ما مرت على جثثهم كانت تسقى في قحوفهم الحليبة والقحوف جمع قحف والقحف للرأس من معناه ها الجمجمة فكأنه كان هؤلاء الشجعان من الفرسان يسقون او يسقون الخيل الحليب في جماجم الاعداء فكان معتادة على ذلك فلم تشعر لا بغرابة ولا بفزع ولا بشيء غير مألوف عليها كان خيولنا كانت قديما تسقى في قحوفهم الحليبة. ثم قال في البيت السابع. فمرت غير نافرة عليهم يفسر ليش؟ يعني معتاد هذه الخيول. فمرت غير نافرة غير فزعة نفر فزع. هم. والنافور المرأة التي تنفر لي يعني حيائها او لخجلها. نفور فعول. فمرت غير نافرة عليهم تدوس بنا الجماجم والتريبة كادت على ان تدخل المعارك وتدوس على جثث هؤلاء القتلى وماذا داست من الناس او من هؤلاء القتلى تدوس بنا الجماجم داست على الجماجم على جماجم هؤلاء القتلى وعلى التريب والتريب جمع اه مفرد جمعه الطرائب. هم. والتريب موضع العنق من القلادة مم او موضع القلادة من العنق هذا الجزء اسمه التريب او الصدر اه وجمعه ترائب. اه تريب او تريبة اه وكلاهما جمعه الترايب فقال داست على صدور الاعداء وعلى رؤوسهم اذا فمرت غير نافرة الحال كيف مرت غير نافرة عليهم تدوس بنا الجماجم والتريبة ثم قال في البيت الثامن يقدمها وقد خضبت شواها والشوى قوائم الفرس فاذا كان خضبت على المبني المجهول ان الفارس الذي قدم هذه الخيل جعل قوائمها تخضب بدماء القتلى او قيل ورويت يقدمها وقد خضبت شواها. يعني الخيل هي نفسها بنفسها هي اللي بادرت. فخضبت هذه الشواهة بدماء الاعداء. فاما اذا كانت للمبني مبنية المجهول خطبت ان الفريسة الذي كان يركبها جعلها تخوض في دماء القتل او اللي اذا كانت مبنية للمعلوم فرويت بي غضبت شواهي خضبت الخيل شواها فهي التي بادرت الى ذلك. وهي ابلغ بالمناسبة لانه فوق ان الفرسان شجعان كذلك الخيل شجعان. الخيل شجاعة مثل الفرسان الذين يركبونها. اذا يقدمها اي يقدمها الخيل وقد غضبت شواها او وقد خضبت شواها فتى يعني يقدمها فتى ففتى فاعل مؤخر يقدم الفتى هذه الخيل التي جعلها تخوض في دماء الاعداء فتى ترمي الحروب به الحروب. يعني لا يخرج من حرب الا الى حرب. يعني تنتهي الحرب به الى حرب توصله حرب اخيرة الى حرب اخرى عجيب! طبعا ايضا اذا اردنا ان نفسر المتنبي بالمتنبي قال مثل هذا المعنى في القصيدة الميمية قصيدة الحمى التي قالها في مصر في اواخر علاقته كافور الاخشيدي حين قال وما في طبه اني جواد اضر بجسمه طول الجمام. تعود ان يغبر في السرايا ويدخل من قتام في قتامي يعني يخرج من المعركة القتام لغبار المعركة كناية يعني معركة يخرج من معركة الى معركة اخرى. اذا هذا هو فتن ترمي الحروب به الحروب يعني تعود ان يغبر في السرايا ويدخل من قتام في قتامي. دعونا نتوقف عند هذا البيت نكمل ان شاء الله تعالى في الحلقة تسعين في الحلقة القادمة الحلقة التسعين فالى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته