بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي الذي سميناه كرسي ونحن اليوم في الحلقة التسعين وقد وصلنا الى البيت التاسع من القصيدة الثامنة والعشرين. يقول في الابيات الثمانية التي سنشرحها او سنلقي عليها الظلال في هذه الحلقة. قال شديد الخنزوانة لا يبالي. اصاب اذا تنمر او اصيب اعزمي طال هذا الليل انظر امنك الصبح يفرق ان يؤوب كان الفجر حب مستزار يراعي مند جنته رقيبا كأن نجومه عليه وقد حذيت قوائمه الجبوبة كان الجو قاس ماء قاسي فصار سواده فيه شحوبا كان دجاه سهادي فليست تغيب الا ان يغيب. اقلب فيه اجفاني كاني اعد به على الدهر الذنوب وما ليل باطول من نهار يظل بلحظ حسادي يظل بلحظ حسادي مشوبا. تمام. اذا قال في البيت التاسع شديد الخنزوانة وهو عطف او تفريع على البيت الثامن حين قال يقدمها وقد غضبت شواه فتى. فيصف الفتى فقال عن هذا الفتى الذي ذكره في البيت الثامن قال شديد الخنزوانة وتعلق خونزو انا كلمة غريبة فما الخنز وانا قيل ذبابة الخنزوانة ذبابة تقع في انف البعير مخو بها او فيشمخ لها بانفه. فاستعرت للكبر فيقال بفلان خنزوانة اي به كبر. هم فالشديد الخنزوانة يصف هذا الفتى اي انه شديد الكبر. والكبر يعني الكبرياء يعني الانا في العزة عزة النفس ها شديد الخنزوانة لا يبالي يعني ليس مهتما لا يبالي اصاب اذا تنمر اذا غضب وصار كالنمر وهجم على فلا يبالي بالنتيجة. هل اصاب الاعداء اصابه الاعداء؟ هل قتل الاعداء ام قتله الاعداء؟ يعني لا يبالي بالنتيجة ولا اهتموا لها انما همه ان يخوض هذه المعركة وقد خاضت وقد جعل شوا الخيل قوائم الخيل تخوض في دماء اذن شديد الخنزوانة لا يبالي اصاب اذا تنمر او اصيب. ثم قال في البيت العاشر اعزني يعني يا عزمي والهم ازا هنا ليست همزة استفهام انما همزة نداء يا عزمي اعزمي طال هذا الليل فانظر امنك الصبح يفرق ان يؤوب ويفرق يعني يخاف. الفرق الخوف شدة الخوف. قال يا عزمي ايها العزم الذي بي. عزم شديد. طال هذا الليل. يعني الليل الطال طبعا الحديث عن الليل عند الشرع كثير جدا عند النابغة اصلا احسن من وصف الليلة هو النابغة الذبياني فقال آآ فانك كالليل الذي هو مدرك بيكي فانك كالليل الذي هو مدركي وان قلت ان المنتهى عنك واسع. مم. وقال ايضا المتنبي الجرير قبل المتنبي ابدل الليل لا تسري كواكبه ام طال حتى حسبت النجم حيرانا. والمتنبي عن الليل كثيرة ايضا معانيه في الليل. اذا اردنا ان نفسر بالمتنبي سنقول هذه هذا المطلع في القصيدة اللامية الشهيرة ايضا حين قال ليالي بعض الظاعنين الشكول طوال وليل العاشق الطويل يبن لي البدر الذي لا اريده ويخفين بدرا ما اليه سبيلا. اذا اعزمي يا عزمي طال هذا الليل لقد اه صار طويلا الليل فانظر فانظر يا عزمي امنك الصبح يفرق ان يؤوب؟ يعني الليل طال ولم يأتي الصباح هل الصباح خاف منك ومن عزمك يا يا عزمي يا ايها المتنبي هل خاف مني الليل ومن عزمي خشي ان يأتي فظل هاربا فخرج فولى هاربا ولم يعقب فطال الليل. طبعا يريد ان يقول انه يعني شديد العزم. بحيث ان انه اذا شد العزم على شيء او نواه آآ انفذه ولو طال الليل ولو ظلت يعني الليل طبعا قد يكون رمز للعناء ولو طال العناء والتعب ولقي من ذلك شدة الا انه ينفذ عزما. اعزمي قال اعزمي طال هذا الليل امنك الصبح يفرق ان يؤوب ان يرجع يعني. والمصدر المؤول يعني يفرق الرجوع يفرق ان يرجع. هم. طيب ثم قال في البيت الحادي عشر كأن الفجر حب مستزار كأن الفجر حبيبة مزورة يعني تزار يراعي من دجنته رقيبا. يعني كأن الليل الفجر حبيبة او حبيب مستزار حبيب يزور حبيبة فهو يخاف ان يأتي لانه يراقب الظلام يخاف مم يراعي من دجنته من الظلمة الدجنة ويوم الدجن يعني اله علاقة طبعا بالسحاب لكن المعنى النهائي الظلام يعني شدة الظلام شدة الشيء. اه فقال آآ يراعي من دجنته رقيبا يعني يخاف الرقيب فلا يزور الفجر فلا يأتي الفجر زائرا لليل لانه يخاف الرقيب اذا ان يفتضح اذا طلع الفجر فقال كأن الفجر حب اي حبيب مستزار يراعي من دجنته رقيبا. ويوم الدجن وردت عند الطرف ابن العبد في معلقته قال آآ ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى وحقك وتروى وجدك ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى وحقك لم ابخل متى قام عودي او لم احفل متى قام عودي فمنهن سبق العادلات بشربة كميت متى ما تعلى بالماء تزبدي. وهذي اللي فيها موضع هذا الشاهد ومنهن وتقصير يوم الدجل وتقصير يوم الدجن والدجن والدجن معجب ببهكنة تحت الخباء المعمد. والبهكنة المرأة الممتلئة ممتلئة الافخاذ او ممتلئة العجز. وكانت عاصفة جمال عند عند الطرف الذي مات وعمره يعني لم لم يجاوز الرابعة والعشرين عند العرب بشكل عام ببهكلة يعني ممتلئة اذا قامت ارتج جسدها لسمنها. كانت صفة جمال اذا النساء يتهافتن اليوم على ان يعني يبدون بقوام رشيق ممشوق وما فيهوش اي شحمة ولا لحمة ولا فحمة ولا ولا اي شيء من ذلك. اذا يراعي من دجنته رقيبا ثم قال في البيت الثاني عشر كأن نجومه اي كأن نجوم الليل حلي كأن نجومه حلي عليه زينة والحلي والحلي والحلي ايضا بمعنى واحدة بمعنى واحد هذه تسمى كلمة مثلثة اي بالفتح وبالكسر وبالضم بمعنى واحد وهي الزينة من الذهب والفضة. فقال كأن الليل ان نجوم الليل زينة في عنق هذا الليل او في جسد هذا الليل. اه وطبعا قلادة يعني كأنها زينة من ذهب او فضة المعري التلميذ المتنبي حين جاء بعده قال ذلك لما قال ليلتي هذه عروس من الزنج عليها قلائد من جمان. هم. اذا قال كان نجومه حي عليه وقد حظيت قوائمه الجبوبة. يعني حظيت يعني جعل لها حذاء ايش الحذاء وقوائمه ارجله. ارجل مين الليل وقد حذيت ارجل الليل الجبوب والجبوب الارض. الارض الغليظة الخشنة فقال لك كأن الليل ونجومه زينة له من ذهب وفضة كأن ارجل الليل لبست حذاء الارض. يعني جعت الارض حذاء لها فن افتعلته فلثقلها مش قادر اللي بده الدلال يمشي ويروح ويغادر وينهي الليل ويأتي بعده الفجر. لكن اقدامه او حذاء الذي في اقدامه وفي قوائمه هو الارض كلها فيعني ليس بقاتل على ان يمشي فيبقى. وهذا تشبيه صحيح انه جميل جدا لكن المتنبي ليس بدعا فيه. يعني ليس اول من آآ قال انه الليل آآ طويل لهذا السبب انه اه اه مربوط اه بشيء كأن الجمل المربوطة بشيء فبالتالي الليل يطول فمش قادر الليل يتحرك مع انه الصورة جديدة فيها تجديد ولكنها ليست جديدة. التجديد في الصورة انه طبعا هذي الصورة موجودة عند امرئ القيس. قال اه اه كانه ايش بكل الفتل شدت بيذبلي. هم. انه شدة اه مقارنة الحبال الغليظة. بيذبل الجبل. نجوم نجوم تبعت الليل. اه شدت بحبال غليظة الى الجبل فلم تتحرك فبقي الليل ليلا قريبة منها بس جعل قوائم الليل لها رجل او لها اقدام وهذه الاقدام تنتعل حذاءها هذا الحذاء والأرض فما اثقل هذا الحذاء فلا يستطيع الليل ان يتزحزح من مكانه. تمام. ثم قال في البيت الثالث عشر كأن الجو الهواء قاسم لا اقاسي عانى ما اعاني من طول الوجد وشدة الوجه فصار سواده فيه شحوبا فصار الهواء مع سواد الليل كأن او جسد فيه شحوب وفيه هزال فالهواء لون الهواء الذي صبغه الليل بالسواد صار جسدا هزيلا فيه الشحوب. صورة ان الهواء يعني العاشق مثلي انا العاشق اصابه من طول الوجد وطول الليل وطول السهر الشحوب فصار لونه مخطوفا فصار لونه اسود. هم. كأن جو قاس ما اقاسي فصار سواده فيه شحوبا. ثم قال في البيت الرابع عشر كأن دجاه جمع دجية ها يجذبها سهادي يعني يمسكها سهادي سهري فليس تغيب الدجى يعني الا ان يغيب الا ان يغيب سهري. فهو بده يقول بان ظلمة الليل لا تنجلي لاسباب كثيرة قدمها في الابيات السابقة فان السهر لا ينجلي. وبان ظلمة الليل مستمرة فان السهر مستمر وبما ان ظلمة الليل باقية فان عذابي وسهادي وتعبي وكدي وسهري ونصبي ووصبي ومرضي مستمر. كأن دجاة يجلبها سهادي فليس تغيب الا ان يغيب. يعني فليس يغيب الدجى الا ان يغيب السهر او السهاد. ثم قال في البيت الخامس عشر اقلب فيه في الليل في الدجى اجفاني يعني ايش؟ لشدة تعبه لكنه لا وان ينام فيقلب في اجفاني كأني اعد به على الدهر ذنوبا. ذنوب الدهر مصائبه وخطوبه ومحنه. فيقول لشدة كثرة مصائب الدهر التي نزلت بي يعني لا ينتهي الليل لانه ذنوب ذنوب الدنيا او او ذنوب الدهر لا تنتهي. فكلما عددت ذنبا جديدة انتهيت جديدا انتهيت الى ذنب اخر. فكما ان ذنوب الدهر اي محنه ومصائبه التي حلت به لا تنتهي وانا اعدها والليل لا يريد ان يذهب ويأتي الفجر حتى انهي ذنوب الدهر ومصائبه التي نزلت بي لانها كثيرة مستمرة لا تنتهي كذلك الليل لن ينتهي. لانه لو انتهت تلك الذنوب او تلك المحن والخطايا وتلك لانتهى الليل وبانها لا تنتهي فان الليل لا ينتهي. اقلب فيه اجفاني كاني اعد به على الدهر ذنوبا ثم قال في البيت السادس عشر وما ليل يعني ليس وما لي لا يوجد هناك وما ليل باطول من نهار. يعني ليس الليل مع طوله الذي وصفته في الابيات الثلاثة السابقة على الاقل ليس اطول من نهار عاصفة هذا النهار ما هو يظل بلحظ حسادي مشوبة مختلطة يظل مختلطا بنظر الحساد اليه فان كثرة فان طول الليل مهما طال ومهما استمر لن يكون اطول من نظر الحساد الي في النهار فالنهار فكما ان الليل يعني اه سيء السمعة شديد التعب والاثر عليه فكذلك النهار لانه مختلط او مكتنز متضخم بنظر الحساد اي فما اكثر حساد اذ انهم لو ونظر كل واحد منهم نظرة الي في النهار ثم فرنقع وذهب واتى بعده غيره لما انتهى عدد الحساد مثلما لا ينتهي الليل. اذا وما ليل باطول بالنهار يظل بلحظ حساده مشوبا. دعونا نتوقف عند البيت السادس عشر. نكمل ان شاء الله تعالى في الحلقة الواحدة والتسعين القادمة باذن الله تعالى ابتداء من البيت السابع عشر. فالى ذلك الحين اترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته