بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم يا ربنا زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اما بعد حديثنا معاشر الكرام عن الايمان وثمراته والايمان هو اهم المطالب واجل المقاصد واعظم الغايات بالايمان يفوز العبد برضا الرحمن وبالايمان نجاته من سخطه جل في علاه وبالايمان رفعة درجاته وصلاح اعماله وبالايمان يفوز بكل خير وفضيلة في دنياه واخراه وبالايمان نجاته من السرور والمهالك والايمان شجرة مباركة كثير خيرها متنوع ثمرها غزيرة فوائدها عظيمة بركاتها قال الله تعالى الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون وهذا مثل عظيم ضربه الله سبحانه وتعالى لبيان الايمان وشجرته العظيمة المباركة وان هذه الشجرة شجرة الايمان لها اصل ثابت وفرع قائم وثمار عديدات متنوعات فشجرة الايمان تؤتي كل حين اطايب الاكل وجميل الثمر وحسن وطيب الجنا فهي شجرة مباركة وكلما قوي الايمان في قلب العبد وعظمت عنايته به عظم نصيبه من ثمار الايمان وفوائده المتنوعات ومن يطالع القرآن كتاب الله سبحانه وتعالى يجد في مواطن كثيرة منه بيانا لثمار الايمان المتنوعة حتى قال ابن القيم رحمه الله تعالى في في كتابه الداء والدواء لما اشار الى فوائد الايمان وكثرتها قال وللايمان نحو من مائة فائدة ثم اشار الى جملة منها رحمه الله تعالى ذاكرا مع كل فائدة دليلها من كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والحديث عن ثمار الايمان وفوائده حديث يطول لكنني اسير اشارات مختصرة لبعض فوائد الايمان وثماره العظيمات فمن ثمار الايمان الفوز بولاية الله سبحانه وتعالى الخاصة كما قال الله جل وعلا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون فبالايمان يفوز العبد بهذه الولاية وهذه الولاية الخاصة لها ثمرات واثار عظيمة اقرأها او اقرأ اعظم ما يكون منها في الاية الثانية بعد اية الكرسي حيث قال الله سبحانه وتعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور هذه ثمرة عظيمة جدا لولاية الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن يخرجهم من الظلمات الى النور ظلمات المعاصي الى نور الطاعات ظلمات الجهل الى نور العلم ظلمات الاهواء الى اتباع الهدى ولزوم شرع الله سبحانه وتعالى يخرجهم من الظلمات الى النور. الظلمات كثيرة ومسالك الردى متنوعة واذا صار العبد في ولاية الله سبحانه وتعالى صانه الله وحفظه وكلأه برعايته وعنايته سبحانه وتعالى ومن ثمار الايمان العظيمة ان ان المؤمن في كل احواله وجميع تقلباته ماض من خير والى خير في المسار والامور المحزنة في الافراح والمصائب في النعم والشدات في كل احواله هو متقلب في خير وهذا التقلب في الخير انما هو خاص بالمؤمن فقط ولهذا يقول نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن فالمؤمن في الامور السارة من نعم ومنى وعطايا متنوعات يستشعر ان هذه النعم محض فضل الله عليه ومنه سبحانه وتعالى فيتلقى نعم الله بشكر المنعم جل في علاه حامدا مثنيا ذاكرا نعمة الله سبحانه وتعالى عليه مستعملا للنعمة في طاعة المنعم جل وعلا وان اصابته ضراء من مصيبة او امر محزن او شدة او نحو ذلك تلقاها بالصبر وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون وهذا لا يكون الا للمؤمن اذا الايمان يحمل المؤمن في سرائه على شكر المنعم جل في علاه وفي ضراءه على الصبر على قضاء الله وقدره ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال بعض السلف هي المصيبة تصيب المؤمن في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم ومن ثمار الايمان العظيمة ان الاعمال كلها لا تصح الا به فوالذي يصحح الاعمال وبدونه مهما كثرت الاعمال وتنوعت لا تقبل من العامل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله. وفي الاخرة من الخاسرين ولهذا تجد في ايات كثيرة يذكر الايمان قيدا لا يقبل العمل الا به فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن يعني بهذا القيد فلا كفران لسعيه من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه بهذا القيد وهو مؤمن ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن بهذا القيد فاولئك كان سعيهم مشكورا ولهذا نظائر كثيرة جدا في القرآن فالاعمال لا تصح ولا تزكو ولا تطيب الا به كيف لا وهو الاصل الذي عليه قيام شجرة الايمان والاساس الذي تبنى عليه هذه الشجرة المباركة ومن ثمار الايمان العظيمة انه ملجأ للمؤمن في كل احواله فهو يلجأ الى الايمان في المصائب والافراح ويلجأ الى الايمان في الامن والخوف ويلجأ الى الايمان في الطاعة والمعصية ثم في في ضوء النهج الذي يكون بهذا الايمان يسير العبد المؤمن يسير به هدايات الايمان ولهذا الايمان يعد هاديا للعبد ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بماذا بايمانهم يهديهم ربهم بايمانهم ولهذا الايمان له هدايات فهو ملجأ للمؤمن يهتدي بهدايات الايمان في كل ملماته وجميع احواله وليتضح الامر اظرب امثلة الايمان ملجأ في الامن والخوف اذا كان الامر اذا كان المرء في امن يحيى حياة امنة مطمئنة لا يحمله هذا هذا الامن على البطر والاسر ونحو ذلك من الخصال الذميمة بل يحمله هذا الامن على عبادة هذا المنعم وشكر هذا المنعم والاعتراف بمنته سبحانه فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف فالامن منا منا من الله سبحانه وتعالى تستوجب من العبد الامن المطمئن ان يقبل على من انعم عليه بهذا الامن وتفضل عليه بهذا الامن سبحانه وتعالى في عمل على طاعة الله جل وعلا وحسن التقرب اليه جل في علاه وفي حال الخوف والشدة ايضا يفزع الى الايمان فبالايمان ينال العبد الامن وزوال الخوف قال الله سبحانه وتعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولا يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ولا يبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا فالمؤمن اذا كان في خوف يفزع الى الايمان فيهديه الايمان الى اللجأ الى الله وصدق الضراعة الى الله سبحانه وتعالى واعتقاد ان امنه بيد الله وزوال خوفه بيد الله. وان الملك ملك الله سبحانه وتعالى فيطلب امنه من الله ملتجأ اليه صادقا فيهيئ الله جل وعلا له من ابواب التيسير وتحقق الامن من حيث يحتسب العبد او من حيث لا يحتسب وفي حال الطاعة والمعصية المؤمن يفزع الى الايمان يهتدي بهداياته العظيمة فاذا كان المؤمن على طاعة وفق لعباده وفق لصيام وفق لذكر وقراءة قرآن وفق لاعمال بر واحسان كل هذه الاعمال يهديه ايمانه الى ان لا ينظر الى نفسه معجبا بها وانها فعلت وفعلت لا ينظر بل ينظر في هذا الباب الى محض محض التفضل تفضل المنعم عليه سبحانه وانه لولا منة الله عليه ومعونته جل في علاه والا لما قام بهذه الطاعة ولا ولا ما تيسرت له تلك العبادة ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء قال تعالى بل الله يزكي من يشاء وقال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم فالفضل فضل الله المنة منة الله جل في علاه هو وحده جل وعلا المان والمنعم والمتفضل جل وعلا فاذا كان العبد في طاعة يهديه هذا الايمان الى النظر الى ان هذا من فظل الله عليه نبينا عليه الصلاة والسلام كان مع الصحابة يقولون يوم الاحزاب لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا فالمؤمن في كل طاعة يقوم بها يستحضر هذا المعنى وانه لولا فضل الله علي لما قام بهذه الطاعة فيحمله ذلك على حمد الله سبحانه وتعالى ثم ينظر الى نفسه نظرا اخر وهو انه مهما اجتهد في تكميل الطاعة والعبادة لا يزال مقصرا في جنب الله وحقه جل في علاه ولهذا شرع لنا عقب الصلاة في كل مرة ان نستغفر ثلاث مرات وقيل في الحكمة من ذلك ان هذا الاستغفار يجبر ما يكون في هذه الصلاة من تقصير او نقص او خلل او نحو ذلك هذه ذات الايمان في الطاعة ايضا الايمان يهدي العبد في المعصية اذا تحركت نفس المرأة للوقوع في معصية من المعاصي او ذنب من الذنوب يهديه ايمانه الى المراقبة والخوف من الله واستحضار واستحضار اطلاع الله عليه ورؤية الله له يحمله الايمان على الحياة من الله استحيوا من الله حق الحياء يحمله ايمانه على الخوف من عقوبة الله يحمله ايمانه الى النظر في العواقب المؤلمة التي تعقبها المعاصي التي تسخط الله تبارك وتعالى يحمله ايمانه على ادراك ان لذة المعصية هي لذة سريعة وفانية وزائلة لكن عواقبها الوخيمة مضارها على العاصي في في الدنيا والاخرة كثيرة فيهديه ايمانه الى خطورة المعصية وعظم العصيان فتجده ينكف ويرتدع ويمنع نفسه عن ان تدخل في المعصية وهذا من هدايات الايمان هذا من هدايات الايمان العظيمة لعبد الله المؤمن ولهذا المؤمن قد يفاجئ في بعض طرق في بعض طرقه سيره يفاجأ بطريق منحرفة كاد ان يدخل بها لكن الذي يحجزه بفظل الله عليه الايمان وهدايات الايمان العظيمة فانها تمنعه وتكفه من ان يقع في المعصية ولهذا فان الايمان يعد ملجأ لعبد الله المؤمن في اموره كلها في المصائب والافراح في الطاعات والمعاصي في الامن والخوف في جميع احواله يفزع الى الايمان ثم يهتدي بهدايات الايمان كما مر معنا في الاية الكريمة يهديهم ربهم بايمانهم يهديهم ربهم بايمانهم. فالايمان له هدايات. هدايات عظيمة وجليلة ومتنوعة وكثيرة فيهتدي العبد المؤمن بهدايات الايمان العظيمة من ثمار الايمان ان الجنة لا دخول لها الا به وقد ارسل النبي عليه الصلاة والسلام عددا من اصحابه في حجة الوداع بانه لن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة لن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة فلا دخول لجنات النعيم ولا فوز برضا الرب العظيم الا الايمان ولزومه والاستمساك به وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ووعدهم تبارك وتعالى اه الايمان والفوز بجنات النعيم والفوز برضا الله سبحانه وتعالى والمساكن الرفيعة في في جنات النعيم جاء في القرآن ايات كثيرة رتب فيها دخول الجنات على الايمان. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا. ان للمتقين مفازا حدائق واعنابا وكواعب اترابا والايات في هذا المعنى كثيرة ومن فوائد الايمان انه لا نجاة من النار الا به لا نجاة من النار وسخط الله الا به فان كان ايمانا كاملا كان كانت به نجاة من دخول النار وان كان ظعيفا ناقصا كانت نجاة من الخلود فيها وكما اشرت هي فوائد كثيرة للايمان وعديدة ومتنوعة لكن هذه اشارة ويمكن لطالب العلم ان يقرأ في فوائد الايمان ما كتبه الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في كتابه الجميل العظيم التوظيح والبيان لشجرة الايمان اسأل الله عز وجل ان يزيننا اجمعين بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. واسأله جل وعلا ان يغنمنا خيرات رمضان وبركاته بمنه وكرمه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وال وصحبه اجمعين