بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم يا ربنا غنمنا خيرات مواسم الخيرات وبلغنا بركاتها واعنا فيها على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ايها الكرام نستقبل قريبا ليالي مباركات وموسما عظيما من اجل مواسم الطاعات نستقبل العشرة الاواخر من رمضان وهي خير الليالي واجلها واعظمها وابركها واذا كان جل شهر رمظان واكثره قد ذهب فان الذي بقي منه هو الذهب فهي ليالي عظيمة جليلة الشأن رفيعة القدر عظيمة خيراتها كثيرة بركاتها ولهذا نتذاكر في مجلسنا هذا شيئا مما يتعلق بهذه العشر العظيمة المباركة رجاء ان يكون ذلك معونة لنا على حسن استغلالها والافادة منها وادراك خيراتها وبركاته فان مما يعين المسلم على العناية بهذه المواسم العظيمة المباركة ان يستحضر بين يديها وعند قرب مجيئها فظائلها وخيراتها وبركاته فان في ذلك اكبر معونة الله على اغتنامها وحسن الافادة منها وقد كان نبينا وقدوتنا واسوتنا صلوات الله وسلامه عليه يتحرى في هذه الليالي العشر المباركات من العبادة ما لا يتحراه في غيرها يتحرى من العبادة ما لا يتحراه في غيرها وقد جاء في الصحيح عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخلت العشر اجتهد في العبادة ما لا يجتهد في غيره فكان عليه الصلاة والسلام يعتني بهذه العشر عناية عظيمة يحيي فيها الليل كله العشرون الاول من رمظان يمزج بين صلاة الليل واخذ قسط من الراحة في الليل والنوم لكن اذا دخلت العشر احيا الليل كله واجتهد في الليل كله ولهذا جاء في الصحيحين عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر احيا الليل وايقظ اهله وجد وشد المأزر ذكرته عليه الصلاة والسلام في هذه الليالي العشر العظيمة المباركات بهذه الاوصاف الاول انه عليه الصلاة والسلام يحيي الليل اي كله فلا للعشر يحييها كاملات يحيي ليالي لياليها كاملات يحيي الليل كله بمعنى انه يستغرق الليل كله عبادة صلاة وقراءة قرآن وذكر لله عز وجل ودعاة ودعاء ومناجاة ونحو ذلك يحيي الليل كله ويوقظ اهله وهذه الصفة الثانية يوقظهم حثا لهم وترغيبا وحظا على اغتنام هذه العشر العظيمة المباركة وهذا من نصح المرء لاهله ولده وزوجه ان يستحثهم في هذه العشر العظيمة المباركة على اغتنامها واغتنام خيراتها وبركاته والصفة الثالثة قالت جدة اي ضاعف جهده عليه الصلاة والسلام في العبادة والقيام واحياء الليل ذكرا لله عز وجل قراءة للقرآن وقياما لليل ودعاء ومناجاة والصفة الرابعة قالت وشد مئزره قيل شد مئزره اي من جده ومثابرته ومداومته وملازمته العبادة في الليل كله وقيل كناية عن ترك الجماع واتيان الاهل ولا يمنع ان يكون المراد الامرين معا وحاصل القول ان هذه العشر الاواخر من رمظان عشر معظمة ينبغي ان يعظمها المؤمن وان يعظم شأنها في قلبه وان يكون لها مكانة عظيمة جدا في نفسه بحيث يحمله هذا التعظيم لها على اغتنامها وعدم تضييعها وهذا الاجتهاد في العشر الاواخر من رمضان هو اجتهاد لتحري ليلة عظيمة في العشر امر النبي عليه الصلاة والسلام بطلبها وحث على التماسها ورغب في تحريها ولا يكون طلبوا هذه الليلة العظيمة الا باحياء العشر كاملات على ما يأتي البيان باذن الله قد جاء في سنن ابن ماجة من حديث انس عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال ان هذا الشهر يعني رمظان قد حضركم وفيه ليلة هي خير من الف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها الا محروم وهو حديث حسن ولا يحرم خيرها الا محروم ولهذا يتعوذ بالله المسلم من ان يكون من هؤلاء المحرومين الذين تمر عليهم هذه الليلة الشريفة العظيمة المباركة ولا تعنيه شيء ولا يظهر عليه ولا يرى من نفسه اهتماما وعناية بها فهذا حرمان لا يحرم خيرها الا محروم كما اخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام نعوذ بالله من الحرمان ونسأل الله المعونة على الطاعة وما ننال به بلوغ الرضوان وقد جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في ليلة القدر وتحريها قال تطلب في الحول كله تطلب في الحول كله يعني في السنة كاملة كل ليلة يتحراها المرء فسئل ابي ابن كعب عن قول عبد الله بن مسعود هذا قال اما انه قد علم انها في رمضان ولكن اراد الا يتكل الناس اراد الا يتكل الناس ان ينشطوا في العبادة السنة كلها فيحصل خيرا عظيمة لكن هنا لفتة اشار اليها بعض العلماء استفاد جملة من كلام ابن مسعود رضي الله عنه لو كان فعلا قد طلب منا ان نتحرى ليلة القدر في السنة كلها وقيل هي موجودة ليلة من ليالي السنة هذا فظلها وهذه بركاتها خير من الف شهر انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر. سلام هي حتى مطلع الفجر هذه فضائل عظيمة هذه الليلة وفي سورة الدخان قال انا انزلناه في ليلة مباركة. ليلة عظيمة عظيم بركتها خيرها والله عز وجل فخم امرها واعلى شأنها. انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر. هذا للتفخيم والتعلية لسان هذه الليلة وبيان رفعة شأنها وعظيم مكانتها ثم وصفها بانها جل وعلا خير من الف شهر اي ان العبادة فيها خير من العبادة في الف شهر ليس فيها ليلة القدر بهذا فسر السلف الاية العبادة فيها خير من العبادة في الف شهر ليس فيها ليلة القدر الف شهر بحساب السنوات الف شهر بحساب السنوات يزيد على اثنين وثمانين سنة يزيد على ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اعمار امتي ما بين الستين والسبعين يزيد على اثنين ثمانين سنة انظر الى الرجل المسن العابد لله عز وجل وقد جاوز الثمانين خيركم من طال عمره وحسن عمله كيف يغبط على هذا العمر المديد محافظا فيه على طاعة الله سبحانه وتعالى لتدرك ان هذا فضل عظيم ليلة واحدة خير من الف شهر العبادة فيها خير من العبادة في الف شهر ليست فيها ليلة القدر عودا على سابق لو كان طلب من العباد ان يتحروا ليلة القدر وهذا شأنها وهذا فظلها في السنة كلها وفي العام اجمعه لكان حريا بهم حريا بهم ان يجتهدوا في ليالي السنة كلها من اجل ان يدركوا هذا الفضل العظيم والخير الكبير لكن رحمنا الله رحمنا الله سبحانه وتعالى ولطف بنا لضعفنا وامرنا ان نتحرى هذه الليلة في عشر ليالي السنة كم يوم كم ليلة نعم ثلاث مئة وستين فامرنا ان نتحراها في عشر ليالي من الثلاث مئة وستين لو كان مطلوب منا ان نتحراها في الثلاث مئة والستين كلها لكان حريا بالعبد ان يجاهد نفسه في احياء ليالي السنة كلها حتى يدرك هذا الخير العظيم والفظل العميم لكن لطف الله بنا ورحمنا فقال عليه الصلاة والسلام تحروا والحديث في الصحيحين ليلة القدر في العشر الاواخر تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان فلماذا نفرط والامر هذا لماذا نفرط عشر ليالي لماذا نفرط في هذه العشر الليالي وهذا خيرها وهذا فضلها وهذه بركاتها ابن مسعود دعا الى همة عالية لاستغلال العام كله تحروها في العام في الحول كله حتى لا يتكل الناس لكن النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه في تحريها ان تتحرى في العشر الاواخر تتحرى في العشر الاواخر من رمضان وقد جاء في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اني اعتكفت العشر الاول من رمظان تحريا لهذه الليلة تحريا لهذه الليلة ثماني ثماني اعتكفت العشر الاوسط اي تحريا لهذه الليلة ثم انه اتاني اتي فقال هي في العشر الاواخر من رمظان واني معتكف العشر الاواخر فاعتكف واعتكف الناس معه وهذا ايضا يؤخذ يؤخذ هذا الحديث يؤخذ منه فائدة مهمة في هذا الباب وهي ان الاعتكاف من اعظم مقاصده ان تفرغ نفسك تماما للعبادة والطاعة والتقرب لله عز وجل لتدرك ليلة القدر على اتم ما يكون من حالك في التعبد والتقرب لله سبحانه وتعالى وهذا من اعظم مقاصد الاعتكاف الذي هو خلوة بين العبد بين ربه وتفرغا من القواطع والشواغل والملهيات وغير ذلك في صفو القلب ويستجمع الفؤاد وتتظافر الهمة على العبادة لله سبحانه وتعالى ومن يجتمعون في الاعتكاف على المزاح والضحك واللهو ومشاهدة الجوالات ويظيع الليل عليهم حتى ان المصلين ينزعجون من المعتكفين من اصواتهم العالية ظاحكا هذا ليس اعتكاف وليس هذا شأن من يعظم هذه الليالي ويتحرى خيرها وبركتها حتى انه بلغنا ان بعض المعتكفين في داخل المسجد يلعب ببعض الالعاب الموجودة في الجوال بعض الالعاب الموجودة في الجوال يشغلها ويلعب في تلك الالعاب او يتنقل في الجوال من واد الى اخر ومن مهلكة الى مهلكة اي اعتكاف هذا؟ الاعتكاف هو جمعية القلب وتفرغ النفس وصفاء الفؤاد وحسن الاقبال على الله عز وجل تحريا هذه الليلة العظيمة المباركة ليلة القدر التي هي خير من الف شهر ولهذا انصح واؤكد ان سورة القدر نقرأها في هذه الايام ونراجع تفسيرها لابن كثير وابن سعدي وكلام اهل العلم ونقرأ ونقرأ ونتدبر لان هذا الادراك هذه الفضائل والخيرات العظيمة يحفز المرء حفزا عظيما على اغتنام خيرات هذه الليلة وبركاتها العظيمة فان الله عز وجل في هذه الايات وفي هذه السورة عظم امر هذه الليلة وفخم شأنها واخبر جل وعلا انها خير من الف شهر وان الملائكة تتنزل في تلك الليلة تنزلا كثيرا والملائكة تتنزل مع تنزل الرحمة وتنزل الخيرات والبركات فالملائكة تتنزل باعداد كبيرة جدا في تلك الليلة مع تنزل الخيرات والبركات وانواع العطايا والهبات في تلك الليلة وهي ليلة السلام سالمة من كل شر وسوء صافية نقية حتى مطلع الفجر الى طلوع الفجر وهذا يؤكد ان التحري لليلة القدر يكون من اول الليل الى طلوع الفجر ويحرص الا يفوت شيئا من وقف هذه الليلة الثمين فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يحيي الليل كله في العشر لا ينام لا ينام في في الاوائل والوسط من رمضان ينام ويصلي لكن في العشر الاواخر يحيي الليل كله لا ينام فتحريا لخيرات هذه الليلة بركاتها العظيمة ذكرت ان النبي عليه الصلاة والسلام دعا الى التماسها في العشر الاواخر من رمضان التمسوا وفي رواية تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان وجاء عنه ان تحريها في الاوتار من العشر في الاوتار من العشر لكن هل هذا التحري لها في الاوتار من العشر بحسب الماضي بحسب الماظي من بالشهر او بحسب المتبقي يحتمل هذا وهذا قلت شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله امره بتحريها في الاوتار يحتمل هذا وهذا ان تتحرى باعتبار الماضي اذا كان باعتبار الماضي فالاوتار هي واحد وعشرين ثلاث وعشرين وخمسة وعشرين الى اخره واذا كان باعتبار المتبقي اذا كان الشهر ناقصا تسع وعشرين يوم فالاوتار باعتبار الماضي وباعتبار المتبقي هي هي واحدة لكن لو كان الشهر ثلاثين فتحريها في الاوتار باعتبار المتبقي يكون اثنين وعشرين اربعة وعشرين ستة وعشرين الى اخره قد جاء في بعض الاحاديث قال تحروها سبع تبقى لخمس تبقى فهذا التحري في الاوتار باعتبار المتبقي عندما تنظر لهذه الاقوال وهذه الاحتمالات التي في احاديث التحري تخرج بخلاصة هي حقيقة التي ينبغي ان تستجمع الهمة عليها وهي ان التحري اكملوا في العشر كلها تحري في العشر كلها وانصح واؤكد ان ما يمر احيانا في رمضانات كثيرة يأتي اقوال تدرج بين الناس ان تواطأت الرؤيا ان مثلا اربعة وعشرين او خمسة وعشرين هذه السنة تواطأت الرؤية على كذا فمثل هذا انا انصح الا تقف عنده ولا تهتم له كثيرا واجتهد في العشر كلها كل ما تأتي ليلة من ليالي العشر قل هذه ليلة القدر اذا كان ابن مسعود يقول اطلبوها في الحول كله فلنقل نحن بضعفنا اطلبوها في العشر كلها وهذا الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام قال تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان ولهذا لا تقف عند آآ شيء من هذه الامور و اجتهد في العشر حتى ليلة ثلاثين اذا كان الشهر تاما ليلة ثلاثين وكثير من الناس يعني ربما يضعف قل هي الليلة ولعلها هي ليلة القدر واجتهد حتى تصبح حتى يطلع الفجر وهذه هي العزائم التي معها الغنائم والربح العظيم باذن الله سبحانه وتعالى وتكون مطمئن لنفسك انك فعلا اجتهدت في هذه العشر متحريا لكن لو ان انسانا اجتهد في ليلة ظن انها ليلة القدر وقيل فيها من الامارات كذا والعلامات وتواطؤ الرؤى الى اخره وضعف في الليالي الاخرى قد تكون هي في الليالي الاخرى وليست في الليلة التي ظن انها ليلة القدر والاشياء التي تقال كلها ظنون ليس فيها جسد كلها ظنون فينبغي علينا ان ان نوظف هذا الحديث توظيفا جيدا في العشر كلها تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان ننتقل بعد هذا لحديث عن الاعمال الاعمال في هذه العشر العظيمة المباركة اعظم ما يكون في في ذلك قيام الليل لان النبي عليه الصلاة والسلام خص ليلة القدر بخصوصها ان قال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه خصها بهذا من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه هذا فضل عظيم جدا فاعظم ما يكون في في هذا الباب ان ان ان يحرص المرء على القيام وان يكون قيامه مع الجماعة في المساجد واذا كان في المدينة يغنم فضل المسجد النبوي فان الصلاة فيه بالف وان كان في مكة يغنم ايضا الصلاة فانها بمئة الف صلاة يصلي مع الامام يصلي مع الامام الصلاة التي تكون في اول الليل والصلاة التي تكون في اخر الليل تهجد يصلي مع الامام حتى ينصرف وينظر في هذا الباب الى حديثين الصحيحين الاول قول نبينا عليه الصلاة والسلام صلاة الليل مثنى مثنى. فاذا خشيتم الصبح فاوتروا بواحدة والحديث الاخر قوله عليه الصلاة والسلام من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة يعني ليلة كاملة فاذا صليت مع الامام الصلاة كلها تراويح والتهجد الى ان يوتر ظمنت باذن الله سبحانه سبحانه وتعالى انك احييت الليلة كاملة فتحرص على هذا القيام وبين ذلك ما بين التراويح والتهجد وبعد المغرب الى العشاء تحرص على عمارة هذا الوقت بالقرآن الكريم لانه لان ليلة القدر فيها انزل ولرمضان عموما ولليلة القدر خصوصا خصوصية في القرآن قراءة وتلاوة وتدبرا فتحرص على ان تقرأ وتقرأ كثيرا بالتدبر والتأمل لمعاني القرآن هداياته العظيمة وتكون قراءتك للقرآن بتدبر للقرآن عملا بقول الله جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب ثم عليك بالدعاء وكثرة الالحاح على الله سبحانه وتعالى فان الدعاء في ليلة القدر من احرى ليالي اجابة الدعاء فتتحرى الدعاء وتكثر من الدعاء في هذه الليلة العظيمة المباركة وقد جاء في الحديث الصحيح ان عائشة رضي الله عنها قالت اذا علمت ليلة القدر اي ليلة هي فماذا اقول اي ماذا ادعو قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني قولها رضي الله عنها فماذا اقول؟ هذا يفيد انه متقرر عندهم انها ليلة دعاء وليلة الحاح على الله عز وجل بالسؤال هذا متقرب لكنها ارادت ان يرشدها عليه الصلاة والسلام الى شيئا تتحراه من الدعاء يتناسب مع الوقت تناسب مع هذه الليلة وشأنها العظيم وهذا الدعاء قطعا مناسب غاية المناسبة لهذه الليلة مناسب غاية المناسبة لهذه الليلة العظيمة المباركة يكفي للجزم بذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها قولي وارشدها الى هذا الدعاء والعلما رحمهم الله ذكروا في الحكمة من تعيين هذا الدعاء لان يقال في هذه الليلة اقوال اظهرها امران الاول ان المسلم في هذه العشر الليالي العشر المباركات مطلوب منه ان يجتهد في العبادة تأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام احيا ليلة اي اه شد مئزره ايقظ اهله جد مطلوب منه ان يجتهد في العبادة ويضاعف الجهد ويحيي الليل كله ثم مع هذا الاحياء والاجتهاد لا ينظر الى نفسه انه ماذا نعم انه كمل وتمم وجاء بالامور وافية وتامة لا اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني هذا جهدي يا رب جهد المقل وانا مقصر في حقك وجنبك العظيم فاعف عني اطلب منك العفو وهذا هو شأن المؤمنين الكمل يجتهدون في تكميل العبادة وتتميمها مع رؤية ماذا نعم التقصير اقرأ في سورة المؤمنون في ذكر الله لاوصاف المؤمنين الكمل قال والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون والمعنى كما صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان يقدمون ما يقدمون من طاعات وعبادات وقلوبهم خائفة الا تقبل والله يقول انما يتقبل الله من المتقين اي المتقين له في العمل فهل اتقينا الله؟ هل وفينا؟ نعم استكثرنا من الاعمال واجتهدنا في الاستكثار لكن هل وفينا؟ هل كملنا هل حققنا الاخلاص والصدق مع الله؟ هل هل فيأتي الانسان ويطلب العفو اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني فكأن لسان حالك مع هذا الدعاء تقول يا رب هذا جهدي جهد مقل وجهد عبد مقصر ومفرط فاعف عني تجاوز عني يا يا الله متوسلا اليه سبحانه وتعالى بانه العفو والمعنى الاخر وهو ايضا قوي في مناسبة هذا الدعاء لهذه الليلة ان الله سبحانه وتعالى قال في شأن ليلة القدر في سورة الدخان فيها يفرق كل امر حكيم والمعنى فيها يقدر ما هو كائن الى ليلة القدر الاخرى يعني يكتب في ليلة القدر ما هو كائن الى ليلة القدر الاخرى في السنة القادمة في رمظان القادم يكتب ما هو كائن الى تلك الليلة وهذا يسميه العلماء التقدير السنوي لان التقدير انواع تقدير انواع هناك تقدير عمري يختص بعمر كل انسان وهو الذي جاء في الحديث ثم يرسل الي الملك فيؤمر بكتب اربع كلمات الى اخره والتقدير السنوي هو هذا وموضعه ليلة القدر فليلة القدر يكتب فيها ما هو كائن الى ليلة القدر الاخرى تستشعر هذا الذي سيكتب في هذه الليلة الى ليلة القدر الاخرى فتسأل الله جل وعلا في تلك الليلة العفو فان عفا عنك سبحانه وتعالى ودخلت في العفو والرحمة فشأنك في السنة كلها ماذا فشأنك في السنة كلها ماذا؟ اذا فزت بعفو الله سبحانه وتعالى في تلك الليلة المباركة ولهذا سبحان الله هذا الدعاء هذا الدعاء اذا صدق العبد مع الله سبحانه وتعالى ملحا في تلك الليلة بهذا الدعاء اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني له شر عظيم على العبد في السنة كاملة فلا تفوت هذا الدعاء لا تفوت هذا الدعاء احرص عليه حرصا شديدا فان الاثر الذي لهذا الدعاء يبقى للسنة كاملة واثر عظيم جدا فيحرص المرء على هذا الدعاء وايضا يحرص على الادعية الجوامع الادعية الجوامع الكوامل ادعية النبي عليه الصلاة والسلام وقد اوتي جوامع الكلم ويحرص على الذكر وخاصة الكلمات الاربع التي هي احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وايضا لا حول ولا قوة الا بالله استكثر منها ويستكثر من قراءة القرآن فيجاهد نفسه على اغتنام العشرة كلها عمارة لها بالخير والطاعة والعبادة والدعاء والمناجاة وهذه معاشر الكرام ذكرى لنفسي ولاخواني واحبتي في الله بين يدي هذا هذه العشر المباركات نسأل الله عز وجل ان يغنمنا خيراتها بركاتها انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب واسأل الله عز وجل ان يجزي خير الجزاء من كان سببا في هذا الحديث عن هذا الموضوع المهم وهو الرئاسة وشؤون التدريس في المسجد اه النبوي فجزاهم الله خيرا واثابهم على هذا هذه اللفتة الطيبة ونسأل الله عز وجل لنا اجمعين ان يغنمنا خيرات هذه العشر وبركاته وان يعيننا فيها وفي كل وقت وحين على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين