بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان الله عز وجل لا يقضي لعبده المؤمن الا خيرا والمؤمن في كل تقلباته وجميع احواله يتقلب من نعمة الى نعمة ولهذا فان ما يحصله العبد او يقع له في هذه الحياة من امر مفرح يحبه او محسن يؤلمه كل ذلك داخل في باب النعم اذا احسن المؤمن التأمل وهذه وقفة في هذا اللقاء مع هذه النازلة التي حلت بالناس عموما والوباء الذي انتشر الناس وعما البلدان واقلق الناس واقض مضاجعهم وافزعهم ستكون هذه الوقفة فيما يتعلق بالجوانب العقدية الايمانية التي ينبغي ان يلحظها المؤمن بهذه النازلة او الجائحة حتى يكون لهذا النظر الاثر العظيم على المؤمن ثبت في صحيح مسلم من حديث صهيب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير وذلك لا يكون لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وهذا يوضح لنا ان كل تقلبات العبد المؤمن من خير الى خير ومن نعمة الى نعمة سواء فيما يحبه العبد او فيما يكرهه اذا احسن التعامل مع ذلك في ضوء هدايات الايمان وضوء العقيدة الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام وذلك لا يكون الا للمؤمن مبينا بذلك عليه الصلاة والسلام اثر العقيدة الصحيحة والايمان القويم على المؤمن في كل حياته وجميع تقلباته وانه بفظل الله سبحانه وتعالى ومنه من خير الى خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له نصبته سراء اي امر مفرح يحبه يسر به يشكر الله لانه يعلم ان الفضل بيد الله وان الفضل فضل الله سبحانه وتعالى وان ما به من نعمة فهي من الله فيشكر الله فيكون حينئذ فائزا بثواب الشاكرين واذا اصابته ظراء اي اصابه امر محزن امر مؤلم فانه يتلقى ذلك بالصبر فيكون صبره خيرا له لانه يفوز في ضراءه ب ثواب الصابرين فهو فائز في كلتا الحالتين في السراء والضراء في الشدة والرخاء في الصحة والمرض الغنى والفقر بالقوة والضعف في الرخاء والشدة في جميع احواله لجميع احواله هو على خير ومن خير والى خير. وهذا فضل الله سبحانه وتعالى على عبده المؤمن ومنته عليه جل في علاه والوقفة التي او الوقفات التي يكون الحديث عنها في لقائنا هذا تتناول جوانب عديدة من امر الاعتقاد وامر الايمان التي ينبغي ان يحرص المؤمن على تجديدها وتمكينها في قلبه وتقويتها في نفسه حتى يكون لذلك الاثر المبارك عليه في تعامله مع هذه النازلة او غيرها مما يصيبه او يحل به والموضوعات التي اه سيكون تناولها عديدة حسب ما يسمح به الوقت سيكون حديث عن الايمان وانه مفزع للمؤمن في كل احواله سيكون ايضا حديث عن الايمان بالقدر وان حياة المرء لا تنتظم ولا تستقيم الا مع صحة الايمان بالقدر وايضا التعبد لله سبحانه وتعالى اسمائه الحسنى وصفاته العليا واثر هذا التعبد والمعرفة على العبد كذلك حسن الظن بالله جل في علاه وهذا مقام عظيم من مقامات الايمان الذي ينبغي على العبد ان يكون على عناية به ايضا جمع العبد بين الرجاء والخوف و ان يكون دائما لا يرجو الا ربه ولا يخاف الا ذنبه. وكم لهذا من الاثر باحواله كلها ولا سيما في الشدائد والنوازل كذلك باب التوكل والفزع الى الله سبحانه وتعالى وايضا حماية النفس ووقايتها من التطير والتشاؤم فكم لهذا من الاثر الى غير ذلك من الموضوعات التي نتناولها في هذا اللقاء بحسب ما يسمح به الوقت باذن الله سبحانه وتعالى واول ذلك ينبغي ان نعلم معاشر الاحبة الكرام ان الايمان مفزع المؤمن في كل الامور بالفرح والحزن في الطاعة والمعصية الرخاء والشدة بكل الاحوال المؤمن يفزع الى الايمان والى هدايات الايمان وهذا هو حقيقة الايمان حقيقة الايمان ان يهتدي المرء بهدايات الايمان كما قال الله سبحانه وتعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم الايمان هداية عظيمة المؤمن في كل الاحوال وهو مفزع له في جميع احواله والمقصد ان المؤمن في كل نازلة تحل به او في كل امر يحصل له يفزع الى الايمان ينظر ما هي هدايات الايمان في هذا المقام؟ الى ماذا يهديه ايمانه المؤمن في تقلباته واحواله لا ينطلق من هواه ولا من نزغات الشيطان ولا من الاراء تخرصات ولا غير ذلك وانما ينطلق من الايمان من هدايات الايمان نفسه الى ماذا يهدي فاذا تأملنا مثلا في باب المصائب والنعم اذا فزع المؤمن الى الايمان في هذا الباب باب المصائب والنعم يجد ان الايمان يهديه الى كل خير ففي المصيبة يهديه ايمانه الى الايمان بان ما اصابه لم يكن ليخطئه وان كل مصيبة فهي باذن الله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه فيهديه ايمانه الى ذلك ويهديه كذلك ان هذه المصائب كفارات يكفر الله سبحانه وتعالى بها من خطاياه يهديه ايمانه الى الاحتساب الى الدعاء الى التوكل الى صدق اللجوء الى الله سبحانه وتعالى الى التوبة ايضا من الذنوب الى الصبر هذه كلها هدايات يجدها المرء في ايمانه ما يصيبه من مصيبة اما اذا كان المقام مقام نعمة وفضل فان ايمانه يهديه الى ان هذه النعمة فضل الله عليه اليست راجعة الى حذق العبد ولا الى جدارته ولا غير ذلك وانما هي محض فضل الله عليه. ومنه سبحانه وتعالى فوحده جل وعلا المان المتفضل وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فيهديه ايمانه الى هذه المعرفة واعتراف القلب بان هذه نعمة الله سبحانه وتعالى عليه فيلهج لسانه حمدا وثناء على الله ويعمر قلبه بالتعظيم لله فانا عليه سبحانه وتعالى كذلك في باب الطاعات والمعاصي العبد اذا حصلت منها الطاعة وفق للقيام بها يهديه ايمانه الى ان الذي وفقه للطاعة هو الله وهو الذي هداه اليها ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء يقول جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة يحمد الله الذي هداه وامن عليه وجعله مسلما مطيعا مستقيما على طاعة الله ويسأل ربه الثبات على الحق والهدى وفي حال المعصية يعلم ان هذا الذي حصل منه هو ذنب يسخط الله ويوجب العقوبة فيبادر الى التوبة يهديه الايمان الى المبادرة التوبة الى التوبة والانابة الى الله سبحانه وتعالى الحاصل ان هذا موضوع غاية غاية في الاهمية في بابنا هذا ان يكون فزع المؤمن في كل احواله من شدة او رخاء اه مرظ او صحة غنا او فقر الى غير ذلك يفزع الى الايمان وينظر الى هدايات الايمان العظيمة يهديهم ربهم بايمانهم من مسائل الاعتقاد المهمة في في بابنا هذا الايمان بالقدر الايمان بالقدر كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما نظام التوحيد يقول القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده الله جل وعلا يقول ان كل شيء خلقناه بقدر فيقول جل وعلا وكان امر الله قدرا مقدورا قال جل وعلا ثم جئت على قدر يا موسى ويقول جل وعلا سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ويقول جل وعلا ان الله على كل شيء قدير ويقول جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين والايات في هذا المعنى كثيرة وباب القدر والايمان به هو باب طمأنينة والسكون للقلب راحة للنفس ودفع للقلق والضجر الى غير ذلك لان المؤمن يعلم بايمانه بالقدر ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وان قضاء الله سبحانه وتعالى نافذ وان ما شاء الله كان كما شاء في الوقت الذي شاء على الصفة التي شاء سبحانه وتعالى لا راد لحكمه ولا معقب لقظائه وهذا الايمان في الايمان بالقدر في تسلية عظيمة المؤمن وراحة عظيمة لنفسه وطرد لباب الهم والغم الحسرة والندم وليتني الى اخره يقول عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل في رواية ولكن قل قدر الله وما شاء فعل انظر قدر الله وما شاء فعل قدر الله وما شاء فعل هذي راحة للمؤمن. طمأنينة لقلبه وطرد القلق والجزع والحزن والالام وليتني كل هذه تذهب بايمانه بالقدر ولهذا الايمان بالقدر طمأنينة طمأنينة راحة عظيمة جدا لي للمؤمن ثم هذا الايمان والرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى فيه عوظ الخير للعبد. في دنياه واخراه وفضل الله سبحانه وتعالى واسع وكم عند الله سبحانه وتعالى من العوظ؟ كم عنده من الخير؟ كم عنده من الفضل فلا يبقى المرء مع حسرات لا تجدي والاما لا تنفع بل يعلق قلبه بالله ويفوض امره الى الله ويحسن ايمانه بالله وباقدار الله سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. انظروا الراحة والطمأنينة التي هي يكسوها الايمان بالقدر قلب العبد المؤمن. والراحة العظيمة والطمأنينة التي يكسوها ايمان العبد بالقدر قلب العبد المؤمن من مسائل الاعتقاد المهمة في في بابنا هذا حسن الظن بالله وهذا مهم جدا حسن الظن بالله وهو ناشئ عن حسن المعرفة بالله عز وجل والتعبد له اسمائه الحسنى وصفاته العليا فان الله عز وجل له الاسماء الحسنى والصفات العليا الكاملة والافعال الحكيمة تفعله كلها سبحانه وتعالى عن حكمة وهذا باب مهم في التعبد يكون قائم على حسن المعرفة بالله وحسن الظن به جل في علاه والشيطان لا يريد من المؤمن ان يكون حسن الظن بالله ولهذا يأتي في يأتي الشيطان في الشدائد ليثني المؤمن عن حسن الظن بالله يأتيه في اثناء الشدائد ويأتيه ايضا بعد الشدائد كما سيأتي معنا في بعض الامثلة التي توضح ذلك فينبغي على المؤمن ان يكون اولا حسن المعرفة بالله سبحانه وتعالى و كلما قويت معرفة العبد بالله قوي حبه لله وقوي تعظيمه له جل في علاه وقوي ايضا قربه منه وتقربه اليه كما قيل من كان بالله اعرف كان منه اخوف والعبادة اطلب عن معصيته ابعد وكان اليه اقرب فالمعرفة بالله سبحانه وتعالى لها اثر عظيم جدا وتكون هذه المعرفة بالله سبحانه وتعالى بالتفقه باسماء الحسنى التي تعرف الى عباده بها في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام مع الاعتقاد التام ان اسماء الله كلها حسنان وصفاته كل اه كلها كاملة سبحانه وتعالى ولنتأمل هنا في هذا المقام مناجاة النبي عليه الصلاة والسلام لله عز وجل فيما كان يستفتح به صلاته كما في في صحيح مسلم من حديث علي رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا قام الى صلاته قال بعد ان يكبر وهذا من الاستفتاحات الثابتة عن نبينا عليه الصلاة والسلام يقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين وهذا فيه توجه لفاطر السماوات ومبدع السماوات سبحانه وتعالى الذي بيده ازمة الامور والخلائق كلها طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين قل ان ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا من المسلمين اللهم انت الملك لا اله الا انت انت ربي وانا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعها فانه لا يغفر الذنوب الا انت اهدني لاحسن الاخلاق لا اهد لاحسنها الا انت. واصرف عني سيئها لا يصرفها عني سيئها الا انت ثم يقول لبيك وسعديك وهذا موضع الشاهد والخير كله في يدك والشر ليس اليك وانا بك واليك تباركت ربنا وتعاليت تأمل رعاك الله قول النبي عليه الصلاة والسلام في هذه المناجاة قال والخير كله في يديك هذا كله مبني على حسن المعرفة بالله ايضا قوله والشر ليس اليك الله سبحانه وتعالى منزه عن الشر. منزه عن العبث في اسمائه وصفاته وافعاله فاسماء كلها حمد والصفات كلها حمد وافعالها كلها حمد وكلها عن حكمة وليس فيها شر. الشر يكون في المخلوقات من مفعولات من شر ما خلق اما اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته وافعاله فالامر كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام الشر ليس اليك والشر ليس اليك ولهذا عندما ينظر المؤمن الى المصائب التي تحل بالمؤمن النوازل التي تحل به اذا نظر اليها من هذا الباب وبهذا الايمان وبهذه المعرفة تغيرت نظرته وصحح هذا الامام مساره في فقه هذه هذه النوازل وهذه الجوائح فالله سبحانه وتعالى كما اخبر نبيه في هذه المناجاة الخير كله في يديك والشر ليس اليك والشر ليس اليك اي منزه انت يا الله عن اه الشر وافعال الشر ولهذا المحن التي تحل بالمؤمن اذا نظر اليها المؤمن وقلبها متأملا في حكمة الله سبحانه وتعالى يجدنها منح تتضمن خيرات للمؤمن حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ان في معنى كلامه قال ان العبد اذا نظر وتأمل في فوائد المصائب ارتقى من مقام الصبر الى مقام الشكر لا يكون فقط صابرا على المصيب بل يكون شاكرا لانه نظر الى الامر انه باب نعم باب نعم ومنن يمن الله سبحانه وتعالى بها على عباده النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر الطاعون في حديث عائشة قال وهو للمؤمن رحمة الطاعون رحمة نعم فاذا نظر العبد الى هذا هذه النظرة ادرك ان ان احوالهم مثل ما تقدم معنا في حديث صهيب كلها خير كلها خير وآآ تقلباته كلها خير وان الله سبحانه وتعالى لطيف بعبده المؤمن ومما ينبغي ان ان يعتقد في هذا الباب ان المصائب كفارات للمؤمن. وهذا جاء فيه احاديث كثيرة. بل سبحان الله ثمة منازل عالية في في الجنة لا تنال بالصلاة والصيام وقيام الليل وانما تنال بالصبر على المصائب العظيمة التي تحل بالمؤمن جاء في الحديث لا يزال البلاء بالمؤمن في اهله وماله وفي نفسه حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة ويقول عليه الصلاة والسلام ان الحمى تنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ويقول ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا حتى الشوكة يوشاك الا كفر الله سبحانه وتعالى بها من خطاياه وقال لي ذاك المريض قال طهور ان شاء الله يعني مطهر لك فهذا جانب مهم ينبغي ان يحسن المؤمن النظر اليه والتأمل فيه وكما قدمت يحسن الظن بالله سبحانه وتعالى وفي الدعاء الذي علمه النبي عليه الصلاة والسلام ام المؤمنين عائشة قال وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا كل قضاء يعني حتى المصائب التي يقضيها ويقدرها ان يجهلها خير وهي خير للمؤمن اذا احسن تعامل معها في ضوء الايمان وهداياته العظيمة وحقائق الدين تكون خيرا له وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا وفي هذا المقام يحسن ظنه بالله وانه لا يريد به الا الخير بخلاف من يا يرق دينه ويكون فيه الوهاء والخلل فربما يتسخط وربما يعترض على اقدار الله وربما يلقاها بالجزع وربما يشكي الله على خلقه الى غير ذلك من الامور التي لا تنفعه بل تضره في ايمانه وعقيدته وصلته بربه سبحانه وتعالى والشيطان حاضر في في هذا المقام لا يريد من المؤمن ان يكون حسن الظن بربه ان يعقب له العاقبة الحميدة مثلا او ان يستجيب دعوته ان يعجل بفرجه ان يكشف غمته ان يجلو ما نزل به من محنة فيجسم الشيطان على القلب يقنطه من الرحمة ويقنطه من اجابة الدعاء وان يوهموا ان الدعاء والاجابة بعيدة. مع ان الله سبحانه وتعالى يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون اورد ابو نعيم في الحلية قصة فيها فائدة وارويها لما فيها من فائدة لرجل يقال له آآ قال له ابو عثمان المغربي كان اصابه شدة في بدنه وخاصة في المثانة وكان معه احتباس فيا البول فاخذ يظرع الى الله ويستغيث بالله يعاني من الم شديد فاخذ يظرع الى الله ويلح على الله بالدعاء ناداه الشيطان وقال له ما استغاثتك بالله؟ الغوث بعيد الغوث بعيد يقول فرفعت صوتي وزدت من الدعاء ارفع الصوت وزدت من الدعاء حتى ان اهل بيتي سمعوا دعائي يقول فما هي الا ساعة فاشعرت بحاجتي الى البول فاحذروا لي السطل وضعوه عندي وكان معه احتباس شديد في البول يقول خرج البول وسمعت صوت شيء خرج مع البول صار له صوت في السطل فانا طلبت من ينظر فاذا حجر خرج مع مع البول فقلت ما اسرع غوث الله؟ الشيطان كان يقول له بعيد الغوث فقلت ما اسرع غوث الله وهكذا حسن الظن بالله حسن الظن بالله سبحانه وتعالى ينبغي ان ان يكون قوي جدا ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة فان الله لا يستجيب من قلب قلب غافل عندما يدعو ويقول جرب يمكن لعله هذا ما ينفع الذي ينفع هو ان ان يكون هناك يقين وقوة ثقة بالله والله سبحانه وتعالى قريب من عبده يجيب دعوته ويحقق رجاءه ويعطيه سؤله سبحانه وتعالى ايضا يأتي بعد الشدة وزوالها فيشعره ان المقام اهون من آآ مما تظن حتى يضعف عنده الشكر للمنعم سبحانه وتعالى ولهذا روى ابن ابي الدنيا في كتابه الشكر عن بكر ابن عبد الله المزني قال اذا اصابت العبد المصيبة ثم دعا الله اذا نزلت به المصيبة ثم دعا الله سبحانه وتعالى فكشفها عنه اتاه الشيطان ليضعف شكره وقال لها الامر اهون مما كنت تظن امر عادي ما شي سهل حتى يضعف الشكر عنده الامر اهون مما تظن فليقل العبد الامر اعظم من ذلك لكن الله صرفه الامر اعظم من ذلك لكن الله صرفه فيستشعر منة الله سبحانه وتعالى عليه ودفعه عن عبده المؤمن وان الامر ربما يكون آآ شديد للغاية لكن الله صرفه وتفضل على عبده بصرفه عنه وفعلا لما ينظر الانسان في في المحن التي يجلوها ويزيله الله سبحانه وتعالى قد ينظر الانسان ليه؟ نظرا ان الشيء عادي جدا وقد ينظر اليه نظرة اخرى يقول ناس ربما روحي افتلتت فيها ونفسي ذهبت وربما كذا يأتي بامور عظيمة احتمالات عظيمة حتى يقوى حمده وشكره للمنعم المتفضل سبحانه وتعالى فهذا ايضا باب المهم للغاية في في موضوعنا ايضا جانب الرجاء والخوف علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يقول لا يرجون احد الا ربه ولا يخافن الا ذنبه يقول ابن تيمية وهذا من جواهر العلم لا يرجون احد الا ربه ولا يخافن الا ذنبه هذا من جواهر العلم هذا علم عظيم جدا وينبغي ان يكون مع العبد في كل وقت لا يرجو الا الله في الفرج في الشدائد في النوازل في المصائب في الامراض الى غير ذلك لا يرجو الا الله يرجو يرجو رحمة الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم عاد شابا وهم في الموت يعني في مرض الموت فقال كيف تجدك قال له النبي عليه الصلاة والسلام كيف تجدك قال ذلك الشاب اجدني ارجو رحمة ربي واخاف ذنبي قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يجتمعان في قلب عبد مؤمن الا اعطاها الله عز وجل ما يرجوه من رحمته واقام ما يخافه من ذنوبه اذا اجتمعت في قلب العبد هذا نخوفه على نفسه من ذنوبه وقوة رجاء لرحمة الله ولهذا في في مثل هذه المصائب والنوازل لا يرجو العبد الا رحمة الله. ولا يخاف الا من ذنوبه ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. هذا شاهد لهذه الكلمة. ما اصابك من حسنة لا ترجو الا الله ولا تخاف الا من ذنبك ولهذا في النوازل يشرع للمؤمن ان يتوب الى الله من ذنوبه ما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع الا بتوبة فيتوب الى الله سبحانه وتعالى وينيب ويقبل على ربه سبحانه وتعالى من قصص السلف في في هذا الباب ان واثلة ابن الاصقع زار يزيد من الاسود في مرض موته فلما دخل علي وقد ذهب عقله من شدة المرض قالوا في الرواية قال نادوه فلما نادوه قالوا بقي في في عقله ما عقل به النوافلة زاره فاخذ يمد يده ليصافحا فوضعوا يده في يده هذا كفيف وهذا مريظ فقال له واتي لا اريد ان اسألك عن واحدة كيف ظنك بالله كيف ظنك بالله قال ما معناه عندي ذنوب اخاف عاقبتها لكنني ارجو رحمة الله يقولون فكبر واثلة وكبر من في البيت ثم اورد الحديث انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء قالوا ارجو رحمة الله عنده ذنوب لكنه يرجو رحمة الله فاذا اجتمع في العبد خوفا من ذنوبه في الوقت نفسه رجاء لرحمة ربه سبحانه وتعالى هذه والله نجاة هذه نجاتي اذا اجتمع فيه خوفا من ذنوبه يكون خائفا من الذنوب ويرجو رحمة الله فهذه نجاة للعبد هذه نجاة للعبد ويبلغه الله سبحانه وتعالى ما يرجو ويؤمنه مما يخاف. اذا كان اجتمعت كما مر معنا في الحديث ولهذا في في هذا المقام ينبغي ان نعنى بهذا الامر عناية عظيمة جدا لا يرجون عبد الا ربه. ولا يخاف الا ذنبه الخوف من الذنوب اما الله سبحانه وتعالى لا يرجو العبد منه الا خيرا رحمة فظلا لطفا منا اذا كان هناك عواقب وخيمة سببها الذنوب فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير المبادرة الى التوبة الى الله والانابة اليه وكثرة الاستغفار والندم على على فعل الذنوب والخوف من الذنوب وعواقبها الا الوخيمة لتقوية الرجاء بالله سبحانه وتعالى وحسن الظن به هذه كلها ايمانيات لها اثرها العظيم على العبد ايضا في في هذا المقام من مسائل الاعتقاد المهمة الحذر من التطير والتشاؤم النبي عليه الصلاة والسلام قال لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل فيحذر من التطير لا طيرة هذا نفي للطيرة والجاهلية كان كان لهم عقائد. من ضمنها العدوى لهم اعتقاد باطل فيها ايضا اه عندهم التطير والتشاؤم ولهم فيه انواع واشكال فيحذر المؤمن من التطير والتشاؤم واذا تشاءمت النفس ووجد في هذا هذا التشاؤم ربما اضر به تشاؤمه. ولهذا جاء في حديث صحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال لا طيرة وانما الطيرة على من تطير وانما الطيرة على من تطير وهذا الحديث حقيقة موقظ للقلب ينبغي ان ننتبه له وهو حديث ثابت وانما الطيرة على من تطير الاصل في المؤمن هو آآ السلامة سلامة قلبه من التطير وذلك بقوة ايمانه وتوكله على الله وثقته بالله وحسن التجاءه الى الله سبحانه وتعالى صحة عقيدته واستقامته واستقامتها الى غير ذلك فاذا تطير اضرت به طيرة انما الطيرة على من تطير. اضرت به طيرته لان تطيره يعني ضعف في توحيده وضعف في ايمانه وضع في صلته بربه وتوكله عليه فيؤتى من هذا الباب يكون تطيره وبال عليه. وتشاؤمه وبال عليه فالمؤمن يكون متوكلا على الله على ثقة بالله حسن الظن بالله سبحانه وتعالى يرجو رحمة الله ويخاف عذاب الله واذا دخل عليه في في مثل هذه الاحداث تشاؤم وتطير بدأت الظنون ظنون الجاهلية تدخل على على نفسي يطردها يطردها بتوكله ولجوء الى الله سبحانه وتعالى وبالكلمة الجامعة التي مرت لا يرجو الا ربه ولا يخاف الا ذنبه ايضا في هذا المقام ينبغي ان يعتني المسلم عناية كبيرة جدا بالدعاء لنفسه ولقرابته ولعموم المسلمين الدعاء مفتاح كل خير يقول عليه الصلاة والسلام فعليكم عباد الله بالدعاء فانه ينفع مما نزل ومما لم ينزل فانه ينفع مما نزل ومما لم ينزل مما نزل من ضر وبلاء وشدة بكشفها ورفعها ومما لم ينزل بدفعه قل ادعوا الذين زعمتم من دوني فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا فالدعاء ينفع في كشف الضر اذا نزل وينفع في دفعه قبل ان ينزل ولهذا ينبغي على المؤمن ان ان تعظم عنايته بالدعاء وحسن الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى وايضا العناية بشروط الدعاء وادابه التي لا يكون الدعاء مقبولا الا بها فيعتني بذلك ويكثر من الدعاء مع اليقين قوة الرجاء ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة ولا يعجل العبد فيقول دعوت ولم يستجب لي بل يدعو ويدعو ويلح على الله سبحانه وتعالى ويقوي رجاءه بالله ثقته بالله عز وجل والله تعالى يقول وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ويقول جل وعلا ان ربي لسميع الدعاء ويقول جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وقد قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة قال عليه الصلاة والسلام ليس شيء اكرم على الله من الدعاء قال عليه الصلاة والسلام من لم يسأل الله يغضب عليه الاحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا فيدعو لنفسه ويدعو لقرابته ويدعو لعموم المؤمنين وهو على يقين بان الله لا يرد مؤمنا دعاه ولا يخيب مؤمنا ناجاه ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الله ان يكشف عن المسلمين هذه الغمة وان يرفع عنهم هذا البلاء وان يكشف هذا الوباء وان يحمد المسلمين العاقبة ان يردنا اجمعين اليه ردا جميلا وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين