بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يجعلنا اجمعين من الغانمين الفائزين الرابحين في هذا الموسم المبارك العظيم الذي شارف على الانقضاء واوشك على الانتهاء مرت ايام هذا الشهر المباركات ولياليه العظيمات مرورا سريعا قبل ايام قلائل يتباشر المسلمون في كل مكان بدخول هذا الشهر العظيم والموسم المبارك ولكن صدق الله جل في علاه اياما معدودات قالوا في معنى قول الله عز وجل اياما معدودات وهذا من جموع القلة كما لا يخفى سواء كلمة ايام او كلمة معدودات مع انه شهر كامل ثلاثون يوم او تسعة وعشرون يوما الشهر لا يزيد عن الثلاثين ولا ينقص عن التسعة والعشرين لا ينقص عن ذلك ومع ذلك قال اياما معدودات لان الله سهلها على العباد ويسرها عليهم ما جعل سبحانه وتعالى عليهم في الدين من حرج لكن ثمة معنى اخر ايضا يمكن ان يكون مستفادا من هذه الاية وهو سرعة انقضاء هذه الايام كما نستشعره في هذه اللحظات فقبل ايام قلائل كنا نهنئ بعضا باستقباله والان على مشارف توديعه وانقضاءه ولكن من اكرمه الله سبحانه وتعالى وذلل له الطاعة ويسرها له في هذا الموسم العظيم فانه قد حصل غنيمة عظيمة ومباركة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى عليه وتيسيره ومنه سبحانه وتعالى فاذا كان اعتنى بانواع من الطاعات في هذا الشهر مع محافظته على الفرائض واعظمها في رمضان الصلاة المكتوبة والصيام المكتوب فاذا اعتنى مع ذلك السنن والرغائب والنوافل والمستحبات واعظمها قيام الليل وصلاته جماعة فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام مع الامام يعني في صلاة الليل في رمضان حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فالذي اكرمه الله عز وجل بالمحافظة على صلاة التراويح مع الجماعة في المساجد حتى ينصرف الامام وتنقضي الصلاة فهذا كتب له قيام الليل في رمضان كله قد قال عليه الصلاة والسلام من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه واذا كان مواظبا على القيام كل ليلة من ليالي رمضان فهو يقينا ادرك قيام ليلة القدر وفيها ايضا حديث خاص من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ولهذا فان شهر رمضان شهر غفران للذنوب ينبغي على المسلم ان يتحرى لنفسه ذلك في رمضان موسم عظيم للغفران بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم انف امرئ ادرك رمظان دخل ثم خرج ولم يغفر له لانه موسم من اعظم مواسم الغفران وهو في الوقت نفسه من اعظم مواسم العتق من النار ولهذا جاء في الحديث الصحيح في ذكر فظائل رمظان قال عليه الصلاة والسلام ولله عتقاء من النار ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة فكل ليلة من ليالي رمظان لله فيها عتقاء تعتق رقابهم من النار تكتب لهم البراءة والنجاة من النار. انظر هذه الفظيلة ما اعظمها ولهذا لا يزال الطمع بقلب المسلم كل ليلة من ليالي رمضان ان يكون من العتقاء وهو يري ربه سبحانه وتعالى من نفسه خيرا باصلاح العمل ومجاهدة النفس على الطاعة تحريا لنيل هذا الغفران والفوز برظوان الله سبحانه وتعالى وكما ان رمضان باب عظيم لنيل الغفران فهو ايضا باب عظيم لنيل الرظوان رضوان الله سبحانه وتعالى لمحبة الله عز وجل هذه العبادة وللقربى التي تكون في هذا الشهر العظيم لان هذا الشهر له خصوصية والله عز وجل يختص من الازمنة ما شاء بمزيد فضله وعظيم منه وتشريفه سبحانه وتعالى ورمضان هو خير الشهور واعظمها اجزلها خيرا وبركة ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة يوم لقاء ربه الصائم له فرحتان فرحة معجلة وفرحة مؤجلة واحدة في الدنيا وواحدة في الاخرة اما المعجلة فعند فطره يفرح المسلم عند الفطر من جهتين من جهة اكرام الله سبحانه وتعالى له ومنته عليه باكمال واتمام العبادة والوفاء بها ومن جهتي انه يطعم ويشرب ويأخذ من ما منع منه في في وقت الصيام منع من الطعام منع من الشراب ثم اطلق له مع اذان المغرب ذلك فيفرح امره الله سبحانه وتعالى بالصيام فامتثل وانقاد واطاع ربه سبحانه وتعالى ومولاه ثم اباح له الفطر ففرح واستبشر بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه ثم تأتي الفرحة الاعظم في هذه الحياة الدنيا في يوم العيد ويسمى العيد الذي بعد رمضان عيد الفطر لانه عيد مرتبط بالصيام فوعيد الفطر من الصيام ولهذا يقال يومان متجاورا الاول يحرم الفطر فيه والثاني يحرم الصيام فيه وهما يومان متجاوران والله عز وجل يشرع ما يشاء ويأمر عبادة بما فيه الخير الخير لهم والفلاح والرفعة في الدنيا والاخرة فيوم العيد يكون قد اكمل المسلمة العدة وتمم الصيام والطاعة في هذا الشهر العظيم كاملا وحتى يستحضر عظم النعمة عليه اذا اكرمه الله سبحانه وتعالى باكمال العدة كم من الاشخاص كانوا يطمعون في ادراك رمضان وحالت بينهم وبينه المنية وكم من اشخاص في اثناء رمضان صاموا بعظه وحالت المنية بينهم وبين اكمال العدة فاذا اكرم الله سبحانه وتعالى عبده باكمال عدة الصيام فهذه من النعم العظيمة التي تستوجب شكر الله وتعظيم المنعم سبحانه وتعالى ولهذا تأمل وهذا امر مهم ينبغي ان ندركه ونحن في اخر شهر رمضان قول الله عز وجل ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. هذه امور انتبه لها وكلها لها تعلق بما نحن فيه من لحظات اخيرة من هذا الشهر العظيم المبارك فاكمال العدة عدة الصيام التي هي ايام معدودات كما وصفها الله سبحانه وتعالى بذلك هذه نعمة عظيمة وهي هداية من الله لعبده وتوفيق ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على نعم ما هداكم هذه هداية هداية من الله وفضل ومنة الهية يتفضل بها سبحانه وتعالى بهذه الهداية على من شاء من عباده فيستشعر المسلم هذه الهداية العظيمة التي من الله عليه بها وتأمل في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا لكن هذه هداية هداية الهية منة ربانية يتفضل سبحانه وتعالى بها جل في علاه على من يشاء من عباده فيستشعر المرء هذه الهداية ويعظم الهادي جل في علاه مكبرا له معظما للرب العظيم سبحانه وتعالى ولهذا شرعت عبادة التكبير عند انقضاء العدة متى تنقضي عدة الصيام بغروب الشمس بغروب الشمس من ليلة العيد اذا غربت الشمس انتهى انتهت العدة فبمجرد ما تغرب الشمس وتنتهي العدة تبدأ عبادة التكبير تكبير الله سبحانه وتعالى على ما هدانا هدانا ومن علينا وتفضل فنعظمه وتعظيم الله هذا من تقوى القلوب الصيام من اجل مقاصده تحقيق تقوى القلوب كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ولهذا يعظم المسلم ربه وكان المأثور عن الصحب الكرام رضي الله عنهم في التكبير الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد هذه يكررها المرء يبدأ هذا التكبير من غروب الشمس من ليلة العيد الذي به تنقضي العدة وتتم وينتهي بصلاة العيد يستمر الى صلاة العيد صلاة العيد ايضا فيها تكبيرات زوائد في اولها وفي اول الركعة الاولى وفي اول الركعة الثانية فيها تكبيرات زوائد فيكبر الله يكبر الله سبحانه وتعالى تعظيما لجنابه العظيم مستشعرا منة الله جل وعلا عليه بهذه الهداية وفضل الله عليه ولعلكم تشكرون يشكرون المنعم المتفضل الهادي سبحانه وتعالى على فظله ومنه وهدايته لكم ولهذا ينبغي ان يعلم ان يوم العيد يوم تكبير وحمد لله سبحانه وتعالى وصلاة العيد اقامتها هو تعظيم لله وتكبير وحمد لله حمد لله تبارك وتعالى على ما انعم وتفضل به على عباده هذه الفرحة التي في الدنيا قال للصائم فرحتان فرحة عند فطري وفرحة يوم لقاء ربه الفرح الذي يوم لقاء الله سبحانه وتعالى هو فرح نعيم الله ومنه من جهة وفرح برظوان الله عز وجل على عباده من جهة والرضوان اكبر من النعيم ورضوان من الله اكبر ولهذا جاء في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك وتعالى يقول لاهل الجنة يا اهل الجنة فيقول لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون يا ربنا وما لنا لا نرضى وقد اعطيتنا ما لم تعطي احدا من العالمين كيف لا نرضى يقول هل اعطيكم افضل من ذلك هم الان في الجنة يستشعرون هذا النعيم وعظيم المنة ثم يقال هل اعطيكم اكبر من هذا؟ الذي انتم فيه فيقولون واي شيء افضل من ذلك قال احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم ابدا احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم ابدا هذا الرضوان اكبر مثل ما قال الله عز وجل وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم ورضوان من الله اكبر والصائم له نصيب عظيم من نيل الرظوان الصائم المحتسب الراجي موعود الله سبحانه وتعالى له فرحة فرحة عظيمة يوم لقاء الله عز وجل بثواب الرب ورضوانه سبحانه وتعالى على عباده قال الصوم لي وانا اجزي به فالصائم له فرح فرح في هذه الدنيا وفرح في الدار الاخرة نرجع الى قوله ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون واذا سألك عبادي عني فاني قريب ايضا ينبغي ان نستشعر ان يوم العيد يوم دعاء واعظم ما يكون الدعاء في يوم العيد ان تسأل الله القبول لك ولاخوانك ولهذا مضت السنة من زمن الصحابة رضي الله عنهم اذا لقي المسلمون بعضهم بعضا يوم العيد قالوا تقبل الله منا ومنكم. هذه سنة ماضية من زمن الصحابة رضي الله عنهم. وهي افضل ما تقوله لاخيك يوم العيد افضل ما تقول لاخيك يوم العيد تقبل الله منا ومنك وهذا ايضا فيه ان المرء لا ينظر الى عمله ان عمل مكمل وظافي مهما بذل في رمظان ومهما اجتهد لا ينظر الى عمله انه عمل مكمل ووافي وتام مهما كان اجتهاد في الطاعات قال الله تعالى عن المؤمنين الكمل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. وجل اي خائفة من ان ان ترد اعمالهم ولا تقبل بهذا فسر النبي عليه الصلاة والسلام اهذه الاية ففي المسند ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الاية قالت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل ولهذا من اهم ما يكون في يوم العيد الدعاء بالقبول نسأل الله عز وجل ان يتقبل منك وان يتقبل من اخوانك المسلمين وخير ما يقال من تهنئة في يوم العيد الدعاء بالقبول لك ولاخوانك اذا لقيت اخاك تسأل الله لك وله تقبل الله منا ومنكم هذه سنة ماضية من زمن الصحابة الكرام في يومي العيد عيد الفطر وعيد الاضحى فاذا يوم العيد يوم فرح ويوم حمد وشكر ويوم تكبير وتعظيم ويوم دعاء ورجاء ثم هو ايضا مظهر عظيم يعقب هذه الطاعة العظيمة للفرح الذي لا اشر فيه ولا ولا بطر لانه فرح مرتبط بطاعة وعبادة ولكل امة من الامم اعياد اعياد ترتبط اما بعقائدهم او اديانهم او مذاهبهم او ارائهم او شهواتهم ملذاتهم او غير ذلك لكن امة الاسلام لها عيد يتميز عن كل الامم عيد يرتبط بطاعة رب العالمين ولهذا العيدان عيد الفطر وعيد الاضحى مرتبطين باكبر الطاعات او بطاعتين هما من اكبر الطاعات الاسلامية واعظمها طاعة الصيام فريضة الصيام وطاعة فريضة الحج ولهذا هو يوم يوم فرح بنعمة الله قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ولهذا ينبغي وهذا من اهم المظاهر التي ينبغي ان تكون ظاهرة بارزة يوم العيد جلية تحقيق الرابطة الايمانية والاخوة الدينية لان هذا العيد الذي يفرح به الجميع هو اثر الطاعة واثر العبادة وثمرتها وفرحة بها فينبغي ان يجتمع اهل الاسلام في عيدهم على الاخوة والايمان والتآلف وان يزيحوا عن قلوبهم ونفوسهم الشحناء والبغضاء والتعادي العدوان والتهاجر وغير ذلك يزيح ذلك عن نفوسهم وان تكون فرصة العيد السعيد فرصة التئام القلوب ولم الشعث ونبذ الفرقة والتباغظ قد قال عليه الصلاة والسلام لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله اخوانا والله سبحانه وتعالى يقول انما المؤمنون اخوة قد يعرض للانسان في ايامه ولقاءاتهم مع اخوانه قد تعرظ امور توجد في النفوس شيئا وقد ينمي هذا الذي في النفس قد ينميه الشيطان وقد يكبر قد يكبر على لا شيء او يكبر على شيء يسير جدا لكن يعظمه الشيطان في النفوس فتبقى النفوس فيها ما فيها فالعيد فرصة لاقتراح هذه الاشياء ونبذ التفرق التباغض والتحاسد وغير ذلك من المظاهر السيئة التي لا تليق بالمسلم ولا تتفق مع الاخوة الايمانية انما المؤمنون اخوة المسلم اخو المسلم ولهذا ينبغي ان يستغل المسلم فرصة العيد السعيد وبهجته الجميلة على طرح وخير الناس المبادر المسارع الى هذا الخير والشحناء لا خير فيها الشحناء لا خير فيها ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرض الاعمال يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل مسلم الا المتشاحنين الا المتشاحنين الذين بينهما شحناء الشحناء هذه مضرتها عظيمة جدا قال يغفر الا المتساهلين يقال انظروا هذين حتى يصطلحا ولهذا ينبغي ان تستغل فرصة العيد لطرح الشحناء الشحناء ليست اثرها على من كانت بينك وبينه هذه الشحناء. الشحناء كما ترى في الحديث انظروا هذين. يعني المتشاحنين تشاحن من طرفين تشاحن التشاحن هو شحن النفس غيظ بحنك او حنق بشدة بسبب مواقف معينة في الحياة الدنيا قال حتى يصطلحا ولهذا العيد السعيد المبارك من اعظم ايام تحقيق هذا الاصطلاح والتآلف والتحاب لان الناس في في بهجة بهجة عظيمة جدا ولهذا حقيقة ينصح بهذه المناسبة ان من كانت بينه وبين احد من اخوانه شحناء ان يبادر وينتهز هذه الفرصة العظيمة لطرح هذه الشحناء وايضا بهذا العيد ما ينبغي لانسان يأتيه اخاه بهذا العيد السعيد البهيج يطلب مسامحته فيرده يعرض عنه ينبغي ان نتصافى وان نتسامح وان نلين مع بعضنا وان نجتهد ما استطعنا في تحقيق الاخوة العظيمة اخوة الدين. ورابطة الايمان التي هي اعظم الروابط واوثقها واشدها والعيد فرصة عظيمة لتحقيق التواصل والصلة وتنمية المحبة والاخوة العيد يوم صلة وتواصل ومحبة واخاء والفة وجمال وبهاء فهذه المعاني ينبغي ان تكون ظاهرة ظاهرة في يوم العيد المبارك هناك احكام ثلاثة مهمة يجدر التذكير بها في تمام الشهر ثلاث احكام او ثلاث عبادات كلها تتعلق بتمام الشهر الا وهي زكاة الفطر والتكبير وصلاة العيد هذه ثلاث عبادات ثلاث عبادات عظيمة تأتي في تمام الشهر ونهايته اما زكاة الفطر فهذه فريضة كما جاء في الحديث في الصحيحين وغيرهما فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من تمر او صاعا من شعير على الحر والعبد والذكر والانثى والصغير والكبير وامر بها ان تؤدى قبل الصلاة وجاء في الحديث الاخر حديث ابن عباس قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن اداها قبل الصلاة فهي زكاة ومن اداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات وتخرج هذه الزكاة من الطعام لا تخرج نقودا ان اخرجها نقود فانه لا يجزئ لو اعطى الفقير نقودا حتى ولو كانت اكثر من قيمة الطعام النقود لا تجزئ لان الذي فرضه النبي صلى الله عليه وسلم انما هو الطعام صاعا من طعام فمن اخرجه مالا نقودا فهذا على غير عمل النبي عليه الصلاة والسلام قد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عمل ليس عليه امرنا فهو رد وهي انما تخرج من الطعام صاعا من تمر او صاعا من زبيب او صاعا من اقط او صاعا من شعير او اي شيء من الطعام مثل الارز الدخن غير ذلك صاعا من طعام وكل ما كان الطعام اشهى لاهل البلد وارغب لنفوسهم واحب اليهم واكثر الفة عندهم فيكون افضل يراعي حاجة الناس والمألوفة عندهم لانه قد يعطيهم طعاما لا يرغبون فيه وما اعتادوا على اكله. فيختار من الطعام ما كان محبوبا عند من يقدم لهم هذه الزكاة وهذه الزكاة زكاة الفطر هي طهرة للصائم يعني مطهرة له منقية له سبحان الله قد يكون في في صيامه نقص قد يعرض اشياء تنقص الصيام من لغو او رفث وقد لا يسلم الانسان من ذلك فيأتي تأتي هذه الزكاة يخرجها المرء طيبة بها نفسه فتكون طهرة له اي مطهرة ومنقية له مما كان منه في في صيامه من لغوا او رفث ولهذا ينبغي ان يستشعر المرء هذا المعنى استشعر هذا المعنى العظيم انك في الزكاة تطهير له وهي طعمة للمساكين طعمة للمساكين يقدم لهم هذا الطعام يفرحون به ليس فقط في يوم العيد يفرحون به. بعضهم يكون زادا له لمدة اشهر يكون زادا له ولاهله وولده مدة اشهر فيفرح يوم العيد فرحا عظيما بانه اصبح عنده زاد غذاء له ولاولاده لشهرين ثلاثة اربعة ستة يطعم منه فيفرح بذلك فهي طعمة للمساكين يخرجها المرء عن نفسه وعمن يعول من اهل ولد عن الذكر والانثى والحر والعبد والصغير والكبير والحمل الذي في البطن لا يخرج عنه على سبيل الوجوب وانما كما ذكر العلماء يخرج عنه استحبابا و المزكي يخرج زكاته وزكاة من يعول في المكان الذي يدركه اخر الشهر فيه فيخرجها عن نفسه وعن اهله ومن يعول وان اوصى اهله ان يخرجوها في بلده عنوا وعنهم ايضا اجزأ ذلك والامر في ذلك واسع ووقتها وقت اخراج زكاة الفطر من غروب الشمس ليلة العيد الى ما قبل الصلاة الى ما قبل صلاة العيد وافضل ما يكون قبل الصلاة ويجوز اخراجها قبل العيد بيوم او يومين الثامن والعشرين التاسع والعشرين الثلاثين يجوز اخراجها تعجيل وخارجة في هذا الوقت ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد لا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد. وان اخرها عمدا اثم ويلزمه ان يخرجها وتكون قضاء فيحرص المرء على هذه العبادة العظيمة ويحرص على انتقاء الطيب الجيد من الطعام يكرم به المساكين المحتاجين يكون فرحة لهم وطعمة لهم وسعادة وسرورا وزادا لهم لايام او شهور ينتقل لهم الطيب من الطعام لا يبحث عن الرديء والاقل والارخص والقديم بل يبحث عن الطيب ويرجو ما عند الله سبحانه وتعالى واما عبادة التكبير فمرت الاشارة اليها وهي عبادة عظيمة جدا ولتكملوا العدة ولتكبروا الله وهي تعظيم لله عز وجل صدع بهذه الكلمات العظيمات كلمات التكبير الله اكبر الله اكبر اي لا اكبر من الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعدي يا عدي ما يفرك؟ يعني ما الذي يجعلك تفر تفر عن الاسلام؟ ايفرك ان يقال الله اكبر وهل شيء اكبر من الله فهذا التكبير هو تعظيم لله عز وجل واعتقاد انه لا اكبر منه سبحانه وتعالى تكبير له على منه وهدايته انعام فينبغي على المسلم ان يعتني بهذا التكبير من غروب الشمس ليلة العيد الى صلاة العيد وكان عليه الصلاة والسلام يخرج من بيت يوم العيد قد جاهرا بالتكبير حتى يبدأ عليه الصلاة والسلام بالصلاة وصلاة العيد نفسها كما تقدم فيها تكبيرات زوائد واما صلاة العيد فهذه الصلاة عظيمة جليل شأنها وهي سنة مؤكدة ومن اهل العلم من قال بوجوبها وان المرء يأثم بالتخلف عنها من غير عذر فيحرص المسلم على حضور هذه الصلاة وشهودها باجمل ما يكون من زينته وثيابه لكنه يتجنب من اللباس والزينة ما حرمه الله عليه عليه ان يحذر من ان يكون في زينته او تجمله شيء حرمه الله سبحانه وتعالى عليه بل يأتي بزينته بجماله بطيبه طيب رائحته في غير معصية بغير معصية لله وقد يزين الشيطان للانسان بعض الامور فيزينها له انه نوع من الجمال والزينة لكن لا زينة في معصية الله ولا جمال في معصية الله ولا جمال في مخالفة شرع الله سبحانه وتعالى وقد امر كما جاء في الحديث باخراج النساء والحيض وذوات الخدور يشهدن الصلاة يشهدن الخير ودعوة المسلمين كما جاء في الحديث قال يشهدن الخير ودعوة المسلمين وانتبه لهذه الكلمة الخير فصلاة العيد والجمع الذي يكون في هذه الصلاة هذا خير عظيم والدعوة الجامعة التي تكون للمسلمين وهي تحيط بهم وتجمعهم وتتناولهم اجمعين يحرص المسلم على هذه الصلاة العظيمة المباركة التي هي من اعظم شعائر الله عز وجل في يوم العيد المبارك فيشهد هذه الصلاة يسمع ما يكون بعد الصلاة من نصح وبيان وعظ وتذكير مما ينفعه الله سبحانه وتعالى به فيكون زادا له في يوم عيده وفي سائر ايامه وكان من هديه عليه الصلاة والسلام قبل ان يخرج الى صلاة العيد يتناول تميرات في بيته عليه الصلاة والسلام ثم يخرج ويخرج مكبرا لله عز وجل الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ويذهب لصلاة العيد من طريق ويرجع من طريق اخر يذهب من طريق ويرجع من طريق اخر وليس لصلاة العيد نافلة قبلها ولا بعدها ليس لصلاة العيد نافلة قبلها ولا ايظا بعدها لكن اذا كانت صلاة العيد مقامة في المسجد ليست في المصلى اذا كانت مقامة في المسجد وجاء صلى تحية المسجد لكن ليس هناك نافلة قبلية لصلاة العيد ولا نافلة ايضا بعدية بعد بعد صلاة العيد فهذه ثلاث عبادات عظيمة تتعلق بخاتمة شهر رمضان التكبير وزكاة الفطر وصلاة العيد ومما ينبغي ان يحرص على عليه المسلم في يوم العيد اظهار الفرح والسرور والانس بنعمة الله سبحانه وتعالى لكن لا يكون الفرح فيه مظهر من مظاهر المعصية لله فهذا لا يليق بالمسلم لا يليق بالمسلم ان يجعل فرحته في العيد فيها معصية لله سبحانه وتعالى يحذر من ذلك اشد الحذر بل يجعل فرحه في حدود المباح في حدود ما اذن الله سبحانه وتعالى واباحه واطلقه لعباده وهذا ينضبط بمراعاة السنة والتقيد بهدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه عندما يفرح المسلم بالعيد العظيم وبهجته الجميلة ينبغي الا يغيب عنا تلعيد اخوانا له منهم من اقعده المرض واشتد عليه فلا ينسى اخوانه هؤلاء لا ينساهم على اقل حال من دعواته من دعواتي وان تيسر له زيارتهم فهذه من احسن ما يكون زيارتهم وادخال السرور عليهم ومؤانستهم ولا ينسى اذا كان عيده في امن وامان ان اخوانا له يعيشون شدة الحرب ووطأة الفتن وعدم الامن لا على مال ولا على عرض ولا على نفس في قلق وشدة فلا ينسى اخوانه على اقل حال من دعواته والمسلمون افراحهم واحدة والامهم واحدة كالجسد الواحد نسأل الله عز وجل ان يلطف بالمسلمين وان يجنبهم الفتن وان يحقن دماءهم وان يعيذهم من شر الاشرار وكيد الكفار وان يكبت عدوهم وان يصلح ذات بينهم وان يؤلف بين قلوبهم اذا كان ينعم يوم العيد بطيب الطعام وجميل الشراب وهنيئه فليتذكر ان من من اخوانه من يعيشون فقرا مدكئا وحاجة شديدة ومجاعات فيذكر نعمة الله سبحانه وتعالى عليه حامدا شاكرا ويساعد اخوانه بما تيسر ولهذا اذكر هنا ان العيدية التي يفرح بها كثير من الناس اولاده ينبغي ان توسع يفرح بها اولاده يفرح بها الايتام يفرح بها الفقراء يفرح بها العمال المحتاجين وتكون فرحة عامة وسرورا عاما وانسا عاما الحلوى التي يقدمها وتقدم واحيانا تكون في بعض البيوت تتناثر من كثرتها وبعض بيوت الفقراء ما يجد الطفل واحدة حبة يأكلها من الحلوى فلما تتوسع النظرة الاهتمام ولهذا احيانا بعض المحسنين لهم موقف جميل في فرحة العيد يشتري حلوى ويرسلها الى القرى والاماكن الفقير فرحة لهؤلاء وفرحة للصغار وبهجة لهم في في هذا يرسل اكياسا عديدة للصغار والمحتاجين والاسر الفقيرة فهذه معاني جميلة معاني جميلة اشاعتها ونشرها في في هذا العيد من اهم ما يكون نسأل الله عز وجل ان يتقبل منا اجمعين اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى ان تجعلنا ممن فاز بالرضوان وفاز بالغفران وفاز بالعتق من النيران. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام نسأل الله عز وجل ان يختم لنا جميعا شهر رمضان بالغفران والرحمة والعتق من النار ونسأل الله عز وجل ان يجعل عيدنا اجمعين سعيدا بهيا بالامن والايمان والسلامة والاسلام والعافية والمعافاة ونسأله جل وعلا ان يعيده علينا اجمعين اعواما عديدة وازمنة مديدة ونحن نعيش الامن والايمان والراحة والاطمئنان العمل على طاعة الرحمن سبحانه وتعالى اللهم اصلح ذاك بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة من كل شر اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه