والله ما في هذه الدنيا لك من اشتياق العبد للرحمن اعني هم يسمعون كلامه هو سعيد. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. مباركا الى يوم الدين وبعد ايها الاحبة فما زلنا نعيش في افياء هذه الرسالة المباركة للامام الحارث من اسد المحاسبي رحمه الله تعالى رسالة مسترشدين لكل من يطلب طريق الرشاد بسلوك الدرب الى الله سبحانه وتعالى. وكما قلنا في الدروس الماضية فقد بدأ المصنف رحمه الله تعالى رسالته بذكر صفات اهل الرشاد وعرفنا انه حصرها في ثلاث صفات. الصفة الاولى كانت الوفاء بالعبد مع الله سبحانه وتعالى. الصفة الثانية كانت التحلي بالاخلاق الفاضلة النبيلة فالصفة الثالثة كانت الخشية من الله سبحانه وتعالى والخوف من سوء الحساب. ثم بعد ذلك تكلم رحمه الله الله تعالى عن الاسس التي يقوم عليها منهاج الراشدين. وعرفنا ان هذه الاسس اربعة. الاساس الاول كان الالتزام الشريعة امرا ونهيا. والاساس الثاني كان التمسك بكتاب الله سبحانه وتعالى. ثالثا التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والرابع كان التمسك والرجوع الى ما اجمع عليه سلف هذه الامة رضوان الله تعالى عليهم. اليوم يعود الحارث المحاسب رحمه الله تعالى ليسلط الضوء على القرآن الكريم كاساس للمنطلق الى الله سبحانه وتعالى في ذكر التي يجب على كل مسلم ان يفعلها عندما يتعامل مع كتاب الله في حياته. يقول رحمه الله تعالى واعلم ان فريضة كتاب الله العمل بمحكمه من الامر والنهي والخوف والرجاء لوعده ووعيده والايمان والاعتبار بقصصه وامثاله. فاذا اتيت بذلك فقد خرجت من ظلمات الجهل الى نور العلم. ومن عذاب الشك الى روح يقين قال الله جل ذكره الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور وانما يميز ذلك ويرغب فيه اهل العقل والفهم عن الله الذين عملوا في احكام الظاهر وتنزهوا عن الشبه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق ال بين والحرام بين وبين ذلك امور مشتبهات تركها خير من اخذها. اذا المحاسبي رحمه الله تعالى عاد الى كتاب الله سبحانه وتعالى. وقبل ان نخوض في نظرة المحاسبي الى فريضة كتاب الله عز وجل في حياة الراشدين وفي حياة المسترشدين ينبغي ان نقف عند ظاهرة تاريخية هذه الظاهرة ايها الاحبة تفهمنا اثر القرآن في حياة المجتمعات. وتفهمنا اثر القرآن في الانطلاقة الى الله سبحانه وتعالى على منهاج صحيح هذه الظاهرة ايها الاحبة هي ان كتاب الله سبحانه وتعالى استطاع ان يخرج لنا جيلا من الناس. هو جيل الصحابة الله تعالى عليهم. هذا الجيل الذي هو ارقى جيل على مستوى البشرية. من لدن ادم عليه السلام والى قيام الساعة. ثم بعد ذلك لم يعد يخرج آآ لنا مثل هذا الطراز الراقي الرائع على مستوى اجيال وانما يخرجه لنا على مستوى ماذا افراد في بيئات متنوعة وفي مجتمعات مختلفة. هنا ينبغي ان نقف ما السبب في نشأة جيل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم هذه النشأة المتكاملة مع كتاب الله سبحانه وتعالى؟ وما السبب في البول الشاسع بين جيلهم والاجيال التي اتت بعدهم الى يومنا هذا؟ هذا سؤال ينبغي على كل انسان يطلب السلوك الى الله سبحانه وتعالى ان يجيب عنه. هل يا ترى السبب كان هو غياب شخصه صلى الله عليه وسلم عن واقع المجتمعات اخرى يعني لو قلنا ان هذا هو السبب كان فيه يعني نوع قدح في الشرع الله سبحانه وتعالى ماذا قال؟ اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فشرع الله سبحانه وتعالى ودينه ونهجه جاء للاجيال الى قيام الساعة عربا وعجما شمالا وجنوبا شرقا وغربا. فسبحانه الذي انزل هذا الدين لابد وانه وقع فيه مادة الاستمرارية والقيام الى قيام الساعة هذا الدين يتضمن مادة الاستمرارية بذاته. ويتضمن الحيوية والشمول الى قيام الساعة حتى ولو غاب شخصه صلى الله عليه وسلم عن واقع وان كان طبعا بالطبع لم يغب هديه وسنته في سنته التي نجدها مكتوبة ومسطرة وفي سيرته التي بين ايدينا. اذا هناك سبب اخر يعني لو تمعنا وتأملنا ايها الاحبة في مصدر التلقي في عصر الصحابة ربما نستطيع ان نمسك بعض الخيوط لحل هذا اللغز او لحل هذا الاشكال. الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في التنشئة والبناء مع المربي صلى الله عليه وسلم كانوا ينكبون على مصدر واحد وعلى منبع واحد في التلقي وهو كتاب الله عز وجل. ولم يكن انحسار تلقيهم في كتاب من نقص في الحضارات. يعني هل كان مجتمع الصحابة بعيد عن اي حضارة مجاورة له؟ بالعكس كانت هناك الحضارة الرومانية قائمة بتراثها الفكري كانت الفلسفة الاغريقية موجودة كذلك. وكانت الفلسفة الفارسية ونظرتهم واساطيرهم. كذلك كانت آآ الفلسفة الهندية ومعبوداتها ونظرتها للحياة بل اهل الكتابين من اليهود والنصارى كانوا في الجزيرة العربية. اذا اقتصار الصحابة المتعمد على منهج واحد في التلقي في عصر تنشئة لم يكن اذا من نقص الحضارات او من نقص الثقافات المجاورة لهم. كان بامكان الصحابة في فترة البناء والتنشئة ان يتلقوا من ثقافات اخرى حولهم. لكن هناك شيء متعمد قصده صلى الله عليه وسلم بامر من الله عز وجل ان يكون المصدر الذي يتلقى منه في بداية الدعوة ما هو؟ مصدر ومنبع واحد هو كتاب الله عز وجل. وعندما نتكلم ايها الاحبة عن مصدر تلقي نحن نقصد التلقي في بناء المنظومة الفكرية للانسان وبناء المنظومة الروحية والوجدانية وبناء المنظومة الاخلاقية ولا ولا نتكلم يعني عن التلقي في امور الدنيا وعلومها كالطب والهندسة والحساب. هذا مفروغ من الانسان يستفيد من كل انتاج الحضارات. لكن نتكلم في هذا التلقي الترقي الذي يبني عقل الانسان وفكره ونظرته للوجود وللحياة ويبني سلوكه الروحي وعلاقته مع الله ويبني سلوكه الاخلاقي. هذا هو تلقي الذي نتكلم عنه حتى نبني على كلامنا وافكارنا. اذا الصحابة في هذه الامور الثلاث لم يتلقوا في نشأتهم الا من كتاب الله عز وجل يفسر لنا لماذا غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى في يد عمر بن الخطاب صحيفة من التوراة فقال له لو كان موسى حيا لم ينبغي له الا ان يتبعه او كما قال صلى الله عليه وسلم اذا هو كان يغضب عندما يرى اصحابه يذهبون الى منابع اخرى غير المنبع القرآني خاصة في عصر تنجية. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى الصحابة ان يكتبوا حديثه في بادئ الامر. كان ينهى وكان يقول من كتب عني شيئا فليمحه. حتى النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى الصحابة ان يكتبوه لماذا؟ يريد ان يعلقهم بمنبع واحد اصيل وهو ماذا؟ هو كتاب الله عز وجل. لذلك ايها الاحبة يعني لو نظرنا بهذه النظرة ما الفرق بين جيل الصحابة والاجيال اللاحقة؟ يعني ما الذي حدث بعد قراءة عصر الصحابة عرفنا في عصر الصحابة كان الانكباب والمصدر والينبوع الذي منه تتلقى جميع التعاليم ومصدر واحد كلام الله عز بعد بعد انقراض عصر الصحابة وبداية توسع اه الدول الاسلامية واختلاط العرب بالعجم وبداية الفتوحات واطلاع الصحابة على الحضارات اخرى وبدأت حركة الترجمة في الفكر الاسلامي في الحقيقة بدأت دائرة التلقي وينابيع التلقي تتسع رويدا رويدا اه في الحضارة الاسلامية بدأت الفلسفة اليونانية تؤثر على عقول المسلمين خصوصا العلماء. بدأت كذلك التراث الفارسي والتراث الروماني وكذلك الحضارات الهندية وغير ذلك من الحضارات التي عاشها المسلمون في عصر الفتوحات الاسلامية بدأت تؤثر على الينبوع الواحد. فاصبح القرآن ذلك وفي فترة من الفترات مثله مثل اي مصدر تلقي اخر. لم يعد هو المنبع الوحيد الذي يستقى منه. لانه اصبح هناك ينابيع اخرى ومصادر تلقي اخرى ومن هنا بدأ الضعف والهوان في المجتمعات الاسلامية. وحتى يومنا الحاضر الان لو تأملنا في يومنا الحاضر الى نشأتنا والى نشأة ابنائنا. انظر البيئات المختلفة والمصادر المختلفة التي تؤثر في نشأتك وفي نشأة ابنك منذ نعومة اظفاره ساعد نجد هناك مصادر مختلفة وبيئات مختلفة بخطابات متنوعة كلها تحاول ان تؤثر في البناء والتنشئة وكلها تحاول ان تشعر الجيل المسلم وتحاول ان تشعر تشعر الشباب المسلم بان القرآن الكريم لا يلبي احتياجاتهم في موضوع بناء الفكر وبناء المنظومة القيمية والاخلاقية وبناء المنظومة السلوكية والروحانية. كل هذه المصادر المختلفة التي نعيشها لاحظ الاعلام لاحظ العولمة فلاحظ كل الانفتاح الهائل في وقتنا المعاصر واثره في بناء عقلية الشاب المسلم في هذه المنظومات الثلاث. اذا هذا هو الفرق بين عصر الصحابة والعصور التي تلين هو وحدة الينبوع والمصدر في حياة الصحابة. وتنوع المصادر التي يتلقى منها الشاب منظومته الفكرية والاخلاقية والروحانية بعد عصر الصحابة وكلما ابتعدنا عن عصر الصحابة كلما تنوعت هذه المصادر. اليوم العولمة لم وتجعل للانسان يقف امام حد كل الثقافات وكل الحضارات وكل الافكار مفتوحة امام الشاب المسلم. للاسف يتلقى من هذا ويتلقى من هذا اصبح القرآن كما قلنا هو احد المصادر ليس المصدر الاصيل. هذا اذا كان له اصالة. يعني مجال في حياة الشاب المسلم. كثير من الشباب للاسف اعرضوا حتى عن كتاب بالله سبحانه وتعالى واصبحوا يبحثون في وجدانهم وارواحهم وفي آآ تخليصهم من شكوكهم الى امور اخرى والى الثقافات الاجنبية والثقافات الغربية والله المستعان. هناك عامل اخر اذا العامل الاول كان هو كما قلنا وحدة المصدر ثم تنوعه بعد ذلك. العامل الاخر كان طبيعة التلقي كتاب الله طبيعة التلقي من القرآن الكريم. هل كان الصحابة ينظرون في كتاب الله سبحانه وتعالى على انه مثلا كتاب الثقافة واطلاع لامور تاريخية ام كانوا مثلا يقرأون القرآن للتبرك به في المواسم الفاضلة في رمضان ومثلا في الفجر يقرأ الانسان صفحتين ثم بعد ذلك يذهب الى عمله وكانه لم يقرأها؟ هل كان الصحابة يقرأون القرآن مثلا في الاحزان والمآتم وما شابه ذلك؟ هل كانت وظيفة القرآن هكذا في حياتهم؟ ام كانوا يقرأون القرآن يتلقوا التعاليم الالهية وينفذوها مباشرة على مستوى الافراد وعلى مستوى الجماعات. يعني ماذا كان دور القرآن هذا هو دور القرآن في حياة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فكانوا هم مثل الجندي. كيف الجندي في الميدان ينتظر الامر من القائد لينفذه؟ الصحابة كانوا ينتظرون الامر الالهي من كتاب الله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك ينفذونه مباشرة في ميدان الحياة. لذلك كان الصحابة يجلسون في حفظ السورة الواحدة الخمس سنوات والست سنوات يروى ان ابن عمر جلس في حفظ سورة البقرة ثمان سنوات. لماذا كان يجلس هذه الفترة؟ هل كان لضعف حافظته هم كانوا يعني كانت قرائبهم سليمة وحافظتهم اقوى من قرائحنا التي اختلفت وتغيرت وتبدلت. اذا هناك امر اخر كان يجعل ابن عمر وابن مسعود الصحابة الكبار يرثون هذه الفترة الطويلة في حفظ السورة والسورتين. يقول ابن مسعود كان كنا لا نحفظ عشر ايات من كتاب الله سبحانه وتعالى. ولا نتجاوزه حتى نفهمها ونتدبرها ونعمل بها. اذا ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يبين لنا منهج التلقي ان العشر ايات لم تكن تتجاوز لم يكونوا يحفظون القرآن في سنتين ثلاث سنوات ثم بعد ذلك يطوى كلام الله عز وجل من واقعهم كانوا يجلسون في البقرة وفي ال عمران وفي امهات السور السنوات الطوال السنوات الطوال والهدف من ذلك ما هو؟ ان يطبقوا كل شيء يتعلمونه. اذا الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يشعرون بقيمة النص القرآني هذا هو باختصار. يشعرون بقيمة النص القرآني اه يعلمون انه امانة عظيمة. انزلها الله سبحانه وتعالى ليعمل بها. قال عز وجل انا سنلقي عليك قولا ثقيلة. انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. فالقرآن كان بمعنى واضح هو كلام الله. يعني هذه الكلمة عندما تتأملها القرآن هو كلام الله سبحانه من تأملها وتدبرها يعني يشتعل قلبه. وتتزلزل من هذه الكلمة القلوب الحية وتقشعر منها الجلود والابدان. قال الله سبحانه وتعالى الله نزل احسن الحديد كتابا متشابها مثاني. تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم. ليس اي جلد هو الذي يقشعر من كلام الله سبحانه وتعالى. جلود الذين يخشون ربهم. وقال سبحانه وتعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل شف هذا القرآن العظيم لو نزل على جبل من صلابة هذا الجبال تخيل جبال الارض لو نزل عليها كلام الله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. انظروا اذا القضية فيها نوع خشية. القلوب التي تخشى الله سبحانه وتعالى هي القلوب التي تعرف قيمة النص القرآني وقيمة كلام الله عز وجل. ومن الذي يخشى الله؟ كما قلنا في الدرس الماضي انما يخشى الله من عباده العلماء. ليس المراد العلماء علماء اصحاب الشهادات الجامعية. العلماء هم العارفون بالله سبحانه وتعالى. قد يكون انسانا مغمورا عاميا لكن عنده علم بالله عز وجل اكتسبه من تدبر كلام الله ومن قراءة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن اصلاح قلبه قذف الله في قلبه معرفته. فمن عرف الله حق المعرفة هو الذي يعرف قيمة النص القرآني. وهذا كان حال الصحابة. النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد ان نغرس فيهم معرفة الله. كان يعلمهم من هو الله عز وجل بصفاته باسمائه العلى. عندما عرفوا الله عرفوا نصه. عرفوا قيمة وهذه التعاليم. فالصحابة اذا ايها الاحبة وكذلك كل الاجيال اللاحقة ينبغي عليه ان تكون مثلهم. كانوا ينظرون الى كتاب الله عز وجل على ان تعاليم الهية ينبغي امتثالها وتنفيذها مباشرة. القرآن الكريم يعني ليس انتاجا بشريا ليس صنع بشري. مثل كل هذه الكتب التي بين ايدينا وتزخر بها المكتبة الاسلامية وكذلك مكتبات العالم. ليس هو نتاج تجربة انسانية او نظريات علمية. يعني هو تعاليم من الله سبحانه وتعالى لافراد يعيشون في مملكته حتى يطبقوا هذه التعاليم في واقع حياتهم. اذا طبيعة هذا للقرآن في حياة الصحابة التلقي من اجل العمل والتنفيذ وليس التلقي من اجل فقط التبرك يعني او الروحانيات والايمانيات من دون ان يثمر ذلك ترجمة في واقع حياتهم. هذا التلقي جعل القرآن يمتزج بذوات الصحابة. رضوان الله تعالى عليهم كما امتزج بذاته صلى الله عليه وسلم فعائشة عندما سئلت عن خلقه ماذا قالت؟ كان خلقه القرآن اذا هي ترجمة واقعية. فالصحابة استطاعوا ان ينقلوا القرآن من الناحية النظرية كما نقول من الناحية العملية والى الترجمة الواقعية على مستوى الافراد وعلى مستوى الجماعة. فلم يغيروا واقع الجزيرة العربية فقط بل غيروا مسار والتاريخ بهذا الكلام العظيم استطاعوا ان يغيروا مسار التاريخ. وهذا هو الفرق بيننا وبينهم. هو باختصار ان القرآن كان لديهم منهج حياة. منهج حياة بهذه الكلمة العامة العظيمة وبما تشمله من مدلولات فكرية وروحية وسلوكية واخلاقية. هذا كان القرآن للصحابة. هذا كان حياتهم مع القرآن يحيون للقرآن وانظر بعد ذلك في واقعنا وفي مجتمعاتنا وما هو موضع القرآن واين يحل القرآن من قلوبنا الى نفسك كيف تنشئ ولدك. هل يعني همك كاب ان يكون ابنك متعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى؟ ام همك في واقع الحياة ان يحصل ابنك الدراسات العليا يعني دعونا نعمل مقارنة. طبعا هذا ليس دم للدراسة. وانما المراد يعني ان نشعر بالقيمة الامر في وجدان الاب. هل الاب يعني يحزنه ان يكون ابنه بعيدا عن كتاب الله ام يحزنه ان ابنه لم يحصل دراسة او لم يحصل وظيفة؟ نجد هناك بون شاسع بين الامرين في الحقيقة نجد طريقة النظر والتعامل مع كتاب الله عز وجل في واقعنا بعيدا. وتحتاج الى اعادة نظر وتأمل حتى نصل الى المستوى العظيم الذي كان عليه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. لذلك الحادث المحاسب ايها الاحبة كغيره من علماء التزكية اصحاب المنهج الرباني سلطوا الضوء على اهمية القرآن في الانطلاقة الى الله عز وجل وفي سلوك طريق المسترشدين. فكل مسترشد وكل من يطرق الى الله عز وجل ينبغي عليه ان ينهل من هذا المعين معين كلام الله عز وجل يجلس يتدبر ويتأمل. لان التعاليم القرآنية بل ومعالم الطريق الى الله سبحانه وتعالى من اين تؤخذ؟ من اين تستقى معالم طريق المسترشدين كل ما سيذكره المحاسبي رحمه الله تعالى من المعالم. النية الصبر الخشية الخشوع الخوف المهابة الرجاء كل هذه المعاني الايمانية التي نتكلم عنها من اين تستقى؟ هل هي بالاذواق؟ وهل هي بالاحاسيس والتجارب؟ ام تؤخذ من كتاب الله عز وجل من هذا المنهج انما تؤخذ من كتاب الله فكل الاذواق الصحيحة والمعاني الصحيحة والحقائق الصحيحة مصدرها الصحيح الذي يرضي الاله سبحانه وتعالى هو كلام الله عز وجل. لذلك ايها الاحبة المحاسبي يؤكد على هذه النظرية والذي يدلنا على صحة فهمه لموضع القرآن في حياة المسترشدين ما اخبرنا الله عز وجل به في كتابه العظيم ليس على لسان الانس بل على لسان الجن. ماذا قال الجن عن وظيفة القرآن في سورة الجن انا سمعنا قرآنا عجبا. ما وظيفته؟ قالوا يهدي الى الرشد. اذا هو يهدي الى طريق المسترشدين. هذه وظيفة القرآن التي ادركها الجن ان القرآن يهدي الى طريق المسترشدين يخرج الناس من ظلمات الجهل والحيرة والضياع الى نور العلم واليقين والاطمئنان بالله سبحانه وتعالى. لذلك يقول ابن تيمية في مقدمة اصول التفسير وحاجة الامة ماسة الى فهم القرآن الذي هو وحبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسن ولا يخلق عن كثرة الترديد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء. من قال به صدق ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل. ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم ومن تركه من جبار قسمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله. قال سبحانه وتعالى فاما انكم مني هدى. فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن من ذكري فان له معيشة ضنكا. انظر ضريبة الاعراض عن كتاب الله عز وجل. هذه الضريبة العظيمة التي ندفعها في واقع مجتمعاتنا وحياتنا بل في واقعنا كملتزمين لا يدعي الانسان انه وصل الى مرحلة العباد الذين يفهمون كلام الله عز وجل فكلنا قصر وضريبة الاعراض عن ذكر الله والضنك. فان له معيشة ضنكا. الشقاء والتعب. فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها؟ انظر الكلمة المرعبة من الله سبحانه وتعالى لهذا الانسان. جاءته الايات في هذه في الدنيا فنسيها نسيها ولم ينساها في الحقيقة بالمعنى النسيان الذي نفهمه وانما غفل عنها واعرض عن تدبرها. فنسيتها وكذلك ذلك اليوم تنسى. وقال سبحانه وتعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي بهم الله من اتبع رضوانه سبل السلام. يعني اذا هو كتاب هداية وكتاب نور يهدي به الله من اتبع رضوانه طول السلام ويخرجهن من الظلمات الى النور باذنه. ويهديهم الى صراط مستقيم. وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تجري ما الكتاب ولا الايمان ولا لكن جعلنا منورا نهدي به من نشاء من عبادنا. اذا هو نور في سورة المائدة وصفه بانه نور يضيء الطريق وكذلك في سورة الشورى وصفه بانه نور يضيء الطريق للمسترشدين والسالكين الى الله سبحانه وتعالى. وهنا ان اتوقف مع ابن القيم رحمه الله تعالى في بعض اه مواقفه مع كتاب الله عز وجل. انا احب ان اقف مع كلامه حتى نتعلم. طيب كيف ننتفع بالقرآن؟ عرفنا اهمية القرآن وقيمته في حياة البناء. كيف استفيد من كتاب الله عز وجل وانتفع منه واتدبره؟ يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين ابتداء مبينا لقيمة كتاب الله عز وجل لما كان كمال الانسان انما هو بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق وبتكميل لغيره في هذين الامرين. يعني كمال الانسان في هذه الحياة الدنيا لماذا؟ بالعلم والعمل وبان يكمل غيره في العلم والعمل. هذا هو الكامل بمفهوم الكمال النسبي. طبعا. كان حقيقة بالانسان ان ينفق ساعات عمره بل انفاسه فيما ينال به المطالب العلية ويخلص به من الخسران المبين وليس ذلك. يعني كيف يكمن الانسان في هذه الدنيا؟ وليس ذلك الا بالاقبال على القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه واثارة دفائنه وصرف العناية اليه والعكوف بالهمة عليه فانه الكفيل بمصالح العباد في بالمعاش والميعاد والموصل لهم الى سبيل الرشاد وهو سبيل المسترشدين طيب الان كيف ننتفع بالقرآن الكريم كما يراها ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى وهذه قاعدة نفيسة صدر بها كتابه الفوائد يقول رحمه الله قال قاعدة جليلة اذا اردت الانتفاع بالقرآن. اجمع قلبك عند عند تلاوته وسماعه. هذا اول قضية. لابد اذا من جمع القلب وحضوره ولا يصلح للانسان ان يقرأ القرآن وهو ساه غافل في معامع هذه الحياة الدنيا. وقال والقي سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه. يعني احضر عندما تقرأ كلام الله استشعر ان الله يخاطبك به الان. فاحضر حضور من يخاطبه به سبحانه وتعالى عليك ان تستشعر هذه الامور. قال فانه خطاب منه اي من الله لك. ولكن على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم قال عز وجل ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب. هذه الاية هي الاية التي تبين لنا كيف ننتفع بالقرآن الكريم. ذكرها الله عز وجل في حتى نستنبط منها شروط آآ الانتفاع. قال سبحانه ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو قال وذلك ان تمام التأثير لما كان موقوفا عليه. الان يريد ان يبين لك. كيف نتأثر بالقرآن؟ هناك شروط واسباب وموانع كمال التأثير كمال تأثر الانسان بكلام الله عز وجل وانتفاعه به يتوقف على اربعة امور ذكرتها هذه الاية. الاول لابد من وجود المؤثر والمؤثر هو كلام الله سبحانه وتعالى. الثاني لابد من وجود المحل القابل للتأثير. اذا هناك مؤثر وهناك محل قابل ليتأثر. الثالث وجود الشرط لحصول التأثر. والرابع انتفاء المانع الذي يمنع من هذا الحصون فيقول تضمنت الاية بيان ذلك كله باوجز لفظ وابينه وادله على المراد. فقوله سبحانه ان في ذلك هذه اشارة الى القرآن الكريم عموما او كما يقول بعض المفسرين الى اول سورة قاف الى هذا الموضع. على المهم انها تشير الى الله سبحانه وتعالى. ان في ذلك لذكرى قال الى ما تقدم من اول السورة الى ها هنا. وهذا هو المؤثر. اذا المؤثر كلام الله سبحانه وقوله لمن كان له قلب. فهذا هو المحل القابل للتأثير. فاذا كان الانسان عديم القلب طبعا عديم القلب من الناحية الوجدانية مات قلبه مهما سمع من كلام الله عز وجل ومهما وردت عليه الايات القوارع الزواجر فان قلبه لن يتأثر. لماذا انه ميت القلب. فالقرآن وحده لا يؤثر الا بوجود محل قابل مستعد للتأثير وهو القلب الحي. اذا فهذا هو المحل القابل والمراد به القلب الحي. اذا وليس الميت. الذي يعقل عن الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى ان هو الا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا اي حي القلب. طيب وقوله سبحانه او القى السمع اي وجه سمعه واصغى حاسة سمعه الى ماذا؟ الى ما يقال له في كتاب الله سبحانه وتعالى وهذا هو شرط التأثير. يعني لو كان الانسان حي القلب ينبغي ان يكون له سمع يصغي به الى كلام الله عز حتى يدخل هذا الكلام الى قلبه. فالسمع هو الوسيلة والشرط لحصول التأثر القلبي. قال ابن قتيبة استمع استمع كتاب الله عز وجل وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولا ساهي. فقوله سبحانه وتعالى او القى السمعة قال وهو شهيد. ما معنى وهو شهيد يقول ابن قتيبة استمع كتاب الله عز وجل وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولا ساهي وهذا هو الاشارة الى المانع الذي يمنع من تدبر كلام الله سبحانه وتعالى وهو السهو والغفلة. كثير منا عندما يقرأ كلام الله عز وجل يكون ساهم في معامع هذه الحياة. غافل يفكر في الابناء وفي الرزق وفي الذرية وكيف يفعل وكيف يتقدم ويقرأ الصفحة. لكن الصفح ما زالت عند العينين او يسمع الصفح في الاذنين هذا السمح وهذا السماع لم يدخل ولم يصل بعد الى قلبه. فهناك اربعة شروط لابد من اجتماعها حتى تنتفع بكلام الله عز وجل. اولا ان تسمعه وتقرأه فالمعرض عن كلام الله ابتداء انتهينا منه لا يوجد عنده مؤثر. ثانيا لابد من وجود محل قابل مستعد. اذا لا بد كما يقول من تهيئة المحل حتى يستقبل هذا الضيف العظيم. وهو القلب. لابد من وجود شرط التأثر وهو الاستماع لكلام الله عز وجل ولابد بعد ذلك من وجود المانع. قد تستمع وقد تكون حي القلب لكنك في مواضع تغفل وتسهو. وانت تقرأ كلام الله. فهنا ايضا تحرم الانتفاع. فاذا اجتمعت هذه الشروط الاربعة او هذه الاساسيات الاربعة حصل الانتفاع باذن الله بكلام الله عز وجل. وهنا يعني نكتة لطيفة ليس لها علاقة بسياق الكلام لكن احب ان انبه عليها وهو ان الله سبحانه وتعالى قال او القى السمعاء استخدم او يعني نلاحظ الان انا اقول ان شروط الانتفاع بالقرآن هي اجتماع هذه الامور الاربعة ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب والقى السمع وهو شهيد. يعني ينبغي ان تكون كلها بالعطف بالواو فهمنا الاشكال اننا نقول ان هناك امور اربعة. ينبغي ان تجتمع. الامر الاول ان في ذلك لذكرى اذا وجود المؤثر لمن كان له قلب المحل القابل. الاصل على الكلام الذي رتبناه ان تكون هو القى السمع. مش او القى السمع او هنا يعني كأنها تفيد تخييرا. يعني اما ان تلقي القلب واما ان تلقي السمع فلماذا اتى في السياق او التي تفيد التخيير؟ ولم يأتي بالواو التي تفيد الجمع وتأصيل كلامنا قائم على ان الواو بمعنى الجمع؟ آآ يعني يقول ابن القيم بمعنى كلامه الذي نظمته ان الناس على درجتين الاتيان او في هذا السياق اريد به التنبيه على امر وهو ان الناس مع كلام الله عز وجل على مرتبتين. المرتبة الاولى اصحاب قلوب حية مستعدة مهيئة للالتقاط مباشرة من كلام الله عز وجل. فهناك اناس يستعدون بارواحهم ويتشوفون ويتشوقون الى معرفة كل اية والى معرفة كل حكم والى اخذ كل تعاليم من تعاليم القرآن الكريم ليطبقها في اصحاب القلوب الحية المستعدة المتشوفة هؤلاء كأن اشتراط القاء السمع لديهم اصبح امرا حاصلا كما يقول حاصل حاصل فتهيئة قلوبهم يعني اغنتهم عن التصريح بقضية القاء السمع. لان استعداد القلوب وتهيئتها كانه اه قضية القاء السمع في حقهم امر حاصل ابتداء لا يحتاج للتنبيه عليه. وهناك مرتبة اخرى دونها. وهم اناس لم تكمل استعداداتهم القلبية ولم يرتقي ايمانهم لدرجة الترقي المباشر. وكذلك لم يكن تشوفهم واشتياقهم الى تدبر والى التلقي التعاليم هي كدرجة الطبقة الاولى. فهذه الطبقة الثانية ايها الاحبة يعني يحتاج الى اشتراط القاء السمع. لان هؤلاء القاء لديهم يحتاج الى نوع معالجة ومجاهدة. يعني الطبقة الاولى لا تحتاج الى معالجة ومجاهدة في القاء السمع. فلم نحتاج الى اشتراط هذا الامر لديهم لانهم على استعداد تام لقبول التعاليم الالهية. وهذا هو حال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وحال الطبقات آآ المرتفعة من علماء السلوك والتزكية وكل من هيأ قلبه. الطبقة الثانية كما قلنا هي اضعف حالا وهي حال عموم الناس. انهم يحتاجون الى معالجة والى مجاهدة في تدبر كلام الله عز وجل والاصغاء اليه ومحاولة تفريغ القلب من الشواغل. فهؤلاء يحتاجون الى اشتراط اصغاء القلب وان ننص على هذا الامر في حقهم فكان الطبقة الاولى هي طبقة المحسنين. اليس النبي صلى الله عليه وسلم قسم الناس الى مسلم والى مؤمن والى محسن فاعلى الدرجات هي الاحسان وهؤلاء يعبدون الله كأنهم يرونه. فلم يحتاجوا كما قلنا لاصغاء لانه حاصل في امرهم. اما الطبقة الثانية فتحتاج الى اشتراط شروط اكثر لذلك نبهت هذه الاية باستخدام او انظر هذا الحرف الواحد ما الذي نبهنا وما الذي اوصلنا الى معان في التفكر والتدبر وهكذا كلام الله سبحانه وتعالى يشبه بعضه بعضا طيب الان نعود الى كلام المحاسبي بعد هذه الجولة في كلام الائمة رضوان الله تعالى عليهم ومعرفة اهمية كتاب الله عز وجل ودوره في واقع الافراد وفي في واقع المجتمعات. الحادث المحاسبي رحمه الله تعالى ماذا قال؟ هو قال واعلم ان فريضة كتاب الله العمل بمحكمه من الامر والنهي والخوف من وعيده والرجاء لوعده والايمان بمتشابهه والاعتبار بقصصه وامثاله. اذا هو يجعل الفرض الذي ينبغي على مسلم ان يقوم به عند تعامله مع كتاب الله عز وجل هو اربعة امور. الامر الاول العمل بالمحكم. الامر الثاني الايمان وانا هنا نقلتها لانها انسب في هذا الموضع يقابل العمل بالمحكم الايمان بالمتشابه وان كان المحاسب فرقها واخرها بعد قضية من الوعيد ولكن الانسب ان تقدم فنقول العمل بالمحكم والايمان بالمتشابه والخوف من الوعيد والرجاء للوعد هذا الطرد الثالث والفرض الرابع والاخير الاعتبار بالقصص والامثال. يعني نأخذها ونعلق عليها يعني واحدا واحدا بشكل سريع. بدأ رحم الله تعالى في الفرض الاول. ما هو الفرض الاول؟ قال العمل بمحكمه من الامر والنهي. والثاني معه لانه متعلق به والايمان بمتشابهه وهذا يجعلنا ندخل قليلا في فهم ما معنى كلمة المحكم والمتشابه؟ ما معنى العمل بمحكمه والايمان بمتشابهه؟ هل هناك بين مصطلح محكم ومصطلح متشابه. نقول ايها الاحبة القرآن الكريم كله محكم وكله متشابه فيه محكم وفيه متشابه. كيف هذا؟ الله سبحانه وتعالى وصف القرآن في مطلع سورة هود. ماذا قال الف لام راء كتاب احكمت اياته. اذا وصف القرآن كله بانه محكم الايات. هذا يسمى ماذا؟ يسمى الاحكام العام. القرآن بعمومه محكم معنى هذه الاحكام العام الذي وصف الله به القرآن انه كله متقن لا يوجد فيه خلل ولا نقص. افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فالقرآن كله محكم بمعنى الاحكام العام. الثاني المتشابه والقرآن كله متشابه بمعنى التشابه الاعقاد الله سبحانه وتعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. وصف القرآن بانه متشابها. ما معنى هنا التشابه؟ التشابه العام في القرآن الكريم وان ان اياته يشبه بعضها بعضا في البلاغة. ويشبه بعضها بعضا في اللغة العليا وفي الاعجاز. فلا يوجد في القرآن مثلا الايات معجزة وايات غير معجزة يمكن ان يؤتى بمثلها. ولا يوجد في القرآن مواضع البلاغة فيها على مستوى مرتفع ومواضع اخرى البلاغة فيها على مستوى متدني بل كله يشبه بعضه بعضا في الاعجاز وفي قوة البلاغة ومتانة النظم والاسلوب. الان الاية الثالثة او الوصف الثالث لكتاب بالله عز وجل ان فيه ما هو محكم وفيه ما هو متشابه. وهذا ذكره الله سبحانه وتعالى في سورة ال عمران فقال عز وجل هو الذي انزل عليك كتاب منه ايات محكمات. هن ام الكتاب واخر متشابهات. اذا هنا فصل الله سبحانه وتعالى فذكر ان منه ايات محكمات ومنه ايات متشابهات. وهذا ما يسمى عند علماء علوم القرآن الاحكام الخاص والتشابه الخاص. واختلف العلماء رحمهم الله تعالى في تفسير هذه الاية ما هو الاحكام الخاص؟ وما هو التشابه الخاص؟ ما معنى ان هناك ايات في القرآن محكمة وايات متشابهة بهذا التفصيل منهم من ذهب الى ان الايات المحكمة هي الايات التي لا يوجد لها الا تفسيرا واحدا. ومنهم من ذهب والايات المتشابهة هي التي تحتمل اوجه عدة في التفسير. ومنهم من ذهب الى ان المحكم هو المتضح المعنى الذي لا يحتاج الى تأويل. والمتشابه هو الذي يحتاج الى تأويل لغموض في معناه. وخلاصة الامر ان المحكم من كتاب الله سبحانه وتعالى او الايات المحكمة. بمعنى الاحكام الخاص هي الايات الواضحة المعاني المدركة الحقائق. الايات الواضحة المعاني المدركة الحقائق مثل ايات الاوامر والنواهي لله من الله سبحانه وتعالى لعبيده. فهنا شرطان في الاحكام فهم المعنى وادراك الحقيقة في الواقع. لانه يمكن ان تفهم معنى ولا يمكن ان تدرك حقيقتها في الواقع كما سيأتي معنا في المتشابه. فربنا سبحانه وتعالى مثلا عندما اخبر والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة هذه الاية مفهومة المعنى ومدركة الحقيقة في الواقع يمكن تطبيقها ان مثلا المطلقة ينبغي عليها ان تعتدي ثلاث حيضات وكذلك كل الايات التي فيها اوامر ونواه من الله عز وجل لعبيده. اقيموا الصلاة واتوا الزكاة وايات الحج والصيام. وكل ايات التكاليف العبادات المعاملات في الحدود كالجنايات كلها من قبيل المحكم. وان كان صلى الله عليه وسلم احيانا يفك لنا اجمالها ويبين لنا كيف نعمله بها لكنها في كما قلنا هي اساس المحكمات. يقابل المحكم بهذا المعنى المتشابه. والمتشابه على نوعين. الايات المتشابهة على نوعين اما ايات متشابهة غريبة الالفاظ لا يفهم معنى الفاظها الا بالرجوع الى الراسخين في العلم الكبار مثل ماذا اية الكرالة الله عز وجل ذكر لنا الكلالة في كتاب الله عز وجل. كثير من الصحابة بل حتى عمر بن الخطاب وغيرهم من كبار الصحابة عليهم فهم معنى الكلالة في كلام الله عز وجل ما المراد بها؟ هذه كلمة غريبة يعني في استعمالها في السياق القرآني. استعمالها في السياق القرآني كانت الغريبة لديهم. كذلك مثلا وفاكهة وابا. ما معنى الاب؟ عمر بن الخطاب استشكى. رحمه الله تعالى. وسأل الصحابة في مجمعهم. ما معنى الاب اذا هناك بعض الكلمات الغريبة الاستعمال في كتاب الله عز وجل. الان هذه الكلمات يمكن الوصول الى معناها نعم. ولكن من الذي يصل الى معناها الراسخون في العلم. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويف ابن عباس رحمه الله تعالى كان يحل مثل هذه الاستشكالات العويصة على الصحابة للوصول الى هذه المعاني الغريبة ويترجمها لهم فلقب بترجمان القرآن. وهناك نوع اخر قربنا المتشابه وهو المتشابه الذي يفهم اصل معناه ولكننا لا يمكن ان ندرك حقيقته في الواقع. لماذا؟ لانه من كل الامور الغيبية التي اخبرنا الله سبحانه وتعالى بها هي من المتشابه بهذا المعنى. ما معنى نحن نفهم المعنى ولكننا لا نستطيع ان نتصور حقيقته. فكلما اخبرنا الله عز وجل به من اه القبور واحوالها واهوالها وحياة البرزخ. نحن نفهم المعنى ان هناك عذاب قبر ويصف الله عز وجل لنا ونبيه صلى الله عليه وسلم في الاحاديث طبيعة العذاب لكننا في الحقيقة لا نستطيع يعني ان نتصوره في واقع حياتنا بعدم وجود مثيل له نقيس عليه. كذلك الامور المغيبة في الحشر والحساب والصراط والميزان يوم القيامة. كل هذه الامور نحن نفهم اصل معناها ولكننا لا ندرك حقائقها لاننا لم نشاهد مثلها فهي امور مغيبة عنا. كذلك كيفية اتصاف الله بصفاته العلى. الان نحن الله عز وجل وصف نفسه في كتابه العظيم بالرحمة والغضب والسخط. ووصفه نبينا صلى الله عليه وسلم باوصاف كثيرة. الان نحن نفهم اصل المعنى. نعم اتصاف الله بالصفات ونثبته له عز وجل. لكن كيفية اتصاله بهذه الصفات؟ هل ندركها؟ هل ندرك كيفية استواء الله على عرشه وغير ذلك من الايات لا ندرك مثل هذه الحقائق فهذا هو نوع اخر من انواع التشابه. هذا التشابه بالمعنى الثاني هو الذي يقصد عادة تشابه بالمعنى الثاني وهو الايات التي نعرف اصل معناها. ولكننا لا ندرك حقائقها لاننا لا نشاهدها. في حياتنا كالمغيبات وغير ذلك من هذا هو المتشابه المتداول في كلام علماء التزكية وهو الذي قصده الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى في قوله والايمان بمتشابهه. طيب نعود الى المحاسب بعد ان خضنا هذه الجولة. فقال فريضة كتاب الله عز وجل العمل بمحكمه من الامر والنهي. والايمان اذا المحكم فرضه العمل به. والمتشابه فرضه ماذا؟ الايمان والتسليم. لذلك قال العمل بمحكمه. ومحكمات القرآن ايها الاحبة لانها مفهومة المعاني متصورة الحقائق في واقعنا يجب علينا ان نعمل بها ونترجمها في حياتنا العملية وهو اغلب كتاب الله عز وجل. كثير من الايات هي من قبيل اكثر ايات الله عز وجل من قبيل المحكمات. لذلك قال بمحكمه من ماذا من الاوامر والنواهي. اما المتشابه وهو القسم الاخر لاننا لا ندرك حقائقه وانما هو فقط في امور الغيبيات وامور اليوم الاخر القدر وغير ذلك من الامور التي فقط نفهم معناها لكننا لا تثمر عملا في حياتنا يعني انها او لا تقتضي عملا هي تثمر عملا روحانيا ووجدانيا وسلوكيا لكنها ليس لا يوجد فيها اوامر. فمثلا الله عز وجل عندما يخبرنا عن اهوال يوم القيامة ما وظيفتنا نحن عندما نسمع هذه الاية ان نؤمن ونسلم ونترجمها في واقع حياتنا بماذا؟ بالخشية من الله عز وجل بالمهابة. اما هي نفس الاية عندما يخبرنا الله عز وجل بالحشر وبالصراط او ما شابه ذلك. يعني لا يمكن ان نطبقها عمليا وهي اصلا لا يوجد فيها نوع تكليف. وانما تكليفها روحاني وجداني في الايمان والتسليم وعدم التكذيب لان الفرق المبتدعة ايها الاحبة يعني هذه الاية مهمة خاصة عند علماء اصول الفقه وعلماء العقيدة. الفرق المبتدعة كانت تذهب الى الايات المتشابهة من كلام الله عز وجل. الايات التي نعرف معناها ولا ندرك حقائقها. من هذه الفرق المبتدعة من يخوض في مثل هذه الايات ويحاول ان يتكلم فيها ويتكلم في حقائق المغيبات ويشبه الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله بخلقه في صفاته. فهذا طريق تدع بعيد عن منهج اهل السنة والجماعة. وفرقة اخرى من المبتدعة ماذا تفعل؟ تذهب الى هذه الايات المتشابهة تعطلها. تقول مثلا هذه الاية لا نفهم معناها او ليس لها معنى او ما يسمى عندهم بتفويض معناها انها مجهولة مبهمة لا يعرف معناها الا الله. وهذا ايضا مسلك خاطئ وانما طريقة اهل السنة والجماعة في التعامل مع الايات المتشابهة انهم يفهمون معناها. ويثبتون اصل المعنى ولكن كيفيته وحقيقته بالواقع لا يعلمها الا من الا الله سبحانه وتعالى. لذلك المحاسبي اهتم بهذه القضية حتى يبين منهج اهل السنة والجماعة. اننا نعمل المحكم ونؤمن بالمتشابه. فلسنا بالمتشابه ممن يكذب به ويعطله عن معناه ولسنا ممن يخوض فيه ويتكلم ويهرف بما لا اما المحكم الذي نفهمه معنى وحقيقة فاننا نبادر الى العمل به وامتثاله اذا تضمن عمله. اهذا هو الفرض الاول وهو وقال الامر بمحكمه من الامر والنهي والايمان بمتشابهه. الفرض الثاني ايها الاحبة هو آآ الخوف من الوعيد والرجاء لذلك عندما المؤمن كلام الله عز وجل ينبغي عليه ان يعطي كل اية حظها من العبودية. ينبغي عليك عندما تتلو القرآن ان تعطي كل اية حظها من العبودية. فعندما تتلوا الايات التي تتكلم عن الرجاء وعن سعة رحمة الله سبحانه وتعالى وحسن تصرفه مع عبده وجميله ومعاملته له هذا حاد يحدوك ويسهل عليك الطريق الى الله سبحانه وتعالى ويخفف عنك لأواءها وعندما تقرأ الايات التي فيها التخويف وفيها وعيد لمن يعرض عن الله سبحانه وتعالى ولمن يبارزه العداء فهذا ايها الاحبة يورث قلقا ويغض مضجعك ويجعلك تجمع قلبك عن الشرود عن الله سبحانه وتعالى. لذلك المؤمنون عندما يقرأون كلام الله عز وجل وهم يستشعرون الرجاء والخوف. هذا في الحقيقة يمنعهم من النوم. هذا الاصل يمنعهم من النوم الا في القليل. لا لا يكاد يغمض لهم جفن لانهم يشتاقون الى قراءة كلام الله سبحانه وتعالى والنظر في ايات الرجاء والنظر في ايات الخوف لان هذا هو مستقبلهم الذي ينتظرهم مستقبلهم اما رجاء مع الله سبحانه وتعالى في جنات النعيم واما خوف والعياذ بالله لماذا؟ في دركات لانهم ينظرون الى هذه الحياة بهذا المفهوم. الحياة ينبغي ان تدور بين هذين الجناحين. جناح الرجاء لله سبحانه وتعالى والطمع في وعده واحد خوف. فلما اقضت هذه الايات مضجعهم ماذا وصفهم الله سبحانه وتعالى؟ قال تتجافى جنوبهم عن المضاجع. جنوبهم لا تكاد تنام على الفرش لماذا؟ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا خوفا من ماذا من وعيده وطمعا ورجاء في ماذا؟ في وعده. ومما رزقناهم ينفقون فلما اخفوا عبادتهم في هذه الدنيا عن عيون الناس واخلصوها لله سبحانه وتعالى اخفى الله عز وجل الجزاء الذي اعده لهم. فماذا قال؟ فلا تعلم نفس بعد هذه الاية. قال فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. هذا جزاء بالمثل اخفوا عبادتهم في هذه الدنيا وجعلوها خالصة لله سبحانه تعالى كان الشوق يحدوهم الى قراءة كلام الله عز وجل ليرجو وعد الله عز وجل وليخافوا من وعيده. فكانت الجزاء والهدية من الله سبحانه وتعالى ان غرس كرامتهم بيده واخفى لهم جزاءهم ليزداد شوقهم وطمعهم فيما اعده الله عز وجل لهم عند لقائه نسأل اسأل الله العظيم ان يجعلنا من هذا الركب وان يجعلنا ممن يحدو حذوهم. الفرض الثالث والاخير الذي ذكره رحمه الله تعالى هو الاعتبار بقصصه وامثاله. فالانسان ايها الاحبة عندما يقرأ كلام الله عز وجل ينبغي ان يقف آآ مع الامثال ومع القصص التي يوردها الله عز وجل فتتدبر وتأمل هو قال الاعتبار ما معنى الاعتبار؟ الاعتبار في اللغة مأخوذ من العبور مأخوذ من ماذا؟ من العبور فكأنك تعبر هذه القصص وهذه الامثال من الماضي الى الحاضر. فلهذه سميت عبرة واعتبار لان فيها عبور من الماضي الى الحاضر. فالمسلم عندما يقرأ قصص الماضيين التي اخبرنا الله عز وجل بها في كتابه العزيز عندما اخبرنا عن اكرامه لاهل طاعته وكيف فعل الله عز وجل بهم ونصرهم وايدهم ويعلم ان هذه سنة متكررة اننا ننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وعندما ينظر في آآ سخط الله عز وجل على من كذبهم من الامم الماضية ويقرأ قصصهم. وكيف انزل الله عز وجل بهم من العذاب والهلاك. هذا ايضا جعله اعلم ان هذه سنة متكررة يعبر بها من الماضي الى الحاضر. فكل من عاند الله سبحانه وتعالى وكل من عصاه ومن ابتعد على نهجه فسوف يعاقب بمثل تلك القصص يعني هذه القصص ليست قصص للترف وليست قصص ادبية المراد بها فقط ان نقرأ ونتسلى ونعرف ما حدث بفرعون وعاد وما حدث بثامود هي القصص للاعتبار ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا. كذلك ايها الاحبة يعني علاقتنا مع الامثال القرآنية الله عز وجل ماذا وصف الذين يعقلون هذه الامثال ويفهمونها؟ قال وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون فهي درجة من درجات العلم. لذلك يعني سفيان ابن عيينة رحمه الله تعالى حزن يقول كنت اوتيت فهما للقرآن او اوديت فهما انا نسيت العبارة بالضبط ثم سلبت ذلك. بسبب صرة قبلتها من السلطان. انظروا ماذا يقول بسبب صرة قبلتها من خليفة العصر في ذلك الوقت فالله عز وجل وكذلك كان يقول احد السلف يعني احزن اذا لم افهم مثلا من امثال الله. لماذا؟ قال لان الله عز وجل وصف والذين يفهمون امثالهم بانهم عالمون. فاذا لم افهم المثل اذا لم اصل الى درجة العلم بعد ما زالت بجهل. لذلك ايها الاحبة عندما تقرأ قوله تعالى مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا. هذا مثل ما معناه اليس هذا يفيدنا عقوبة الركون الى غير الله عز وجل الالتجاء الى غيره والركوب الى الظالمين. وعندما نقرأ ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة. يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت بانعم الله فاجابه الله لباس الجوع والخوف. اليس هذا المثل ينبهنا الى عقوبة او عاقبة العصيان لله عز وجل والفساد في الارض انه تدمير المجتمعات وللبر والبحر وعندما نقرأ فاما الزبد فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض. كذلك يضرب الله الامثال. الا يفهمنا ان كل مفسد وكل فاسد هو كزبت يذهب مع سيل الحياة ولا يكتب الله عز وجل له القبول. واما العلم النافع والمصلحون هم الذين فيما يكتب الله عز وجل لهم البقاء والصلاح في الدنيا وفي الاخرة. اذا هذه الامثال وغيرها ينبغي علينا ان نتفهمها وان نعقلها ولا نمر عليها مرورا سريعا. طيب الان بعد ذكر هذه الفرائض التي يتكلم عنها المحاسبي رحمه الله تعالى. ما ثمرة القيام بهذه الفريضة. هو قال رحمه الله تعالى واعلم ان فريضة كتاب الله العمل بمحكمه الخوف من وعيده الرجاء لوعده والايمان بمتشابهه. والاعتبار بقصصه وامثاله. طيب من قام بهذه الوظيفة التي ينبغي على كل مسلم ان يقوم بها؟ ما النتيجة؟ التي يتحصل عليها؟ قال فاذا اتيت بذلك فقد خرجت من ظلمات الجهل الى نور العلم ومن عذاب الشك الى رح اليقين. هذه هي النتيجة وهذه هي الجائزة التي تنالها في ماذا؟ في هذه الدنيا واما في الاخرة فلا تعلم نفسا ما اخفي لهم من قرة اعين. يكفي الانسان في هذه الدنيا ايها الاحبة ان يهتدي ويكون على بصيرة في سلوكه في هذه الحياة يكفي الانسان ما هي نعمة حقيقة نحن لا نلتفت اليها ان الله عز وجل رزقك ايها الحبيب ايمانا ويقينا واطمئنانا. كثير من الناس من الكفار من غير المسلمين بل حتى بعض المسلمين الذين نهلوا من ينابيع غير ينبوء كلام الله عز وجل يعيشون في عذاب الشك. يشكون في هذا الكون يشكون في الخالق من الذي يسير هذه الحياة؟ يشكون في اليوم الاخر يشكون في حكمة الله عز وجل وفي مسير هذه الدنيا. يرون ان الله عز وجل امهل الكافرين ويروا المؤمنين في مشارق الارض ومغاربها في ضعف واستضعاف. فيأتيه الشك ويأتيه الضعف ويأتيه الريب في وجود الخالق سبحانه وتعالى وفي اقداره ان نعمة اليقين بالله سبحانه وتعالى والثقة به والثقة بوعده لا هي من اجل النعم التي من رزقها هذا السعادة والاطمئنان حتى لو كان في اضيق لحظات الحياة. كثير من الناس تجدهم في اضيق لحظات الحياة ولكن تجد عليهم الاطمئنان. يعني يصف ابن القيم شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول كان دائما فرحا بالله سبحانه وتعالى. وان كنا نعلم ضيق حاله. كان فقيرا معدما. ومع ذلك قد كان الفرح بالله ما سبب هذه الخصلة هي اليقين؟ عندما يتيقن الانسان بربه سبحانه وتعالى انه هو المتصرف المدبر الرازق المعطي المال نحن نخافض الباسط كل هذا الكون وكل هذه الحركات تصدم من اله واحد ومن رب عارف حكيم. عندما تؤمن بمثل هذه القضية وتنطلق من كتاب الله سبحانه وتعالى في فهمها يرزقك الله عز وجل اليقين. واذا رزقك الله اليقين فاعلم انك في نعمة عظيمة ولا يغفل عن هذه النعمة الا الغافل هي نعمة عظيمة كثير من الناس حتى الملحدون يعني كثير منهم يذهبون الى اهل العلم يقولون نحن في حيرة نسألكم بالله ان تدلونا على الله لا تظن ان الملحد هو يشعر بالراحة. لان هذا القلب لا يطمئن ولا يسكن الا اذا اتصل بخالقه ومولاه. هو هذا سر الاطمئنان والسعادة هذه الحياة الدنيا فمن ذهب الى الالحاد والاعراض عن الله عز وجل ومن ذهب الى ينابيع اخرى وذهب ليستقي من غير آآ مصادر الشرعية ومن غير الله سبحانه وتعالى يطعه هذا في اضطراب ويوقعه في حيرة وظلمة وابتعاد عن الله عز وجل وكأن صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في لذلك ابن الحارث المحاسب يتكلم لك من علم دقيق ومعرفة باحوال القلوب رحمه الله تعالى ان وظيفة القرآن ان يخرجك ان يخرجك من ماذا؟ من ضيق الشك ومن عذاب الشك الى روح اليقين. روح المراد هنا روح بفتح الراء. الى روح اليقين والروح والارتياح والهدوء والطمأنينة وكذلك ان يخرجك من ظلمات الجهل. الانسان في حياته الدنيا يجد هناك طرق متعددة ومتشعبة كما ذكرنا في الدرس الماضي والطريق الى الله والنور الى الله واحد. من الكفيل باخراجك من هذه الظلمات الى النور؟ هو كلام الله سبحانه وتعالى. لكن هناك شرط هناك شرط حتى تحصل هذه الثمرات. ما هي هذه الشروط؟ يقود الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى وانما يميز ذلك. يعني وانما ينتفع ويقوم بهذه الفرائض قال اهل العقل والفهم عن الله الذين عملوا في احكام الظاهر وتنزهوا عن وهاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبين ذلك امور مشتبهات تركها خير من اخذها. اذا المحاسب رحمه الله تعالى يجعل بوابة الفهم عن الله سبحانه وتعالى في كتابه ما هي؟ الورع. اذا اردت ان تعطى فهما في كتاب الله عز وجل وتعقلا لمعاني كلامه وتدبرا بحيث تترجمه في واقعك لابد وان تحصل هذه الخصلة. ما هي الهراء واحكام الظاهر واتقاء الشبهات. واظن والله اعلم ان قوله واتقاء الشبهات او الابتعاد عن الشبهات هو تفسير لاحكام الظاهر. وليس من العطف المتغايب. فاحكام الظاهر الاحكام هنا بمعنى الضبط والاتقان والظاهر هي الاقوال والافعال التي تصدر منك من جوارحك. فكيف يكون احكام الظاهر وضبطه يكون باتقاء الشبهات. فما وجدت فيه وضوحا من حلال تتبعه. وما وجدت فيه وضوحا من حرام تجتنبه وما كان في دائرة الشبهات فان الانسان يبتعد عنه. لذلك من رزقه الله عز وجل الورع في دنياه رزقه الله عز وجل الفهم لكتابه طب ما هو مفهوم الورع يعني حتى نتكلم قليلا في هذه الخصلة. ما هو مفهوم الوراء؟ ابراهيم ابن ادهم رحمه الله تعالى يقول الورع هو الخروج من كل شبهة الخروج من كل شبهة كذلك يونس بن عبيد رحمه الله تعالى يقول الورع هو ان تترك كل شبهة. اه كذلك مثلا يونس سفيان الثوري رحمه الله تعالى فيقول ما وجدت اسهل من الورع. هو يفسد في مفهومه. ما وجدت اسهل من الورع. ما وجدت ما وجدت اسهل من الورع محاك في نفسك فاتركه ما حاكى في نفسك اترك هذا هو مفهوم الوراء بشكل ميسر سهل عند سفيان الثوري. اي شيء تجد قلبك غير مرتاح للاقدام عليه اتركه انه من قبيل الشبهات. وسهل الدستري رحمه الله تعالى يقول جملة في الحقيقة يعني استوقفتني يقول رحمه الله تعالى الحلال هو الذي لا يعصى الله فيه. والخالص منه والخالص منه الذي لا ينسى الله فيه. يعني كانه يجعل الحلال دائرة واسعة وهناك دائرة اضيق منها هي الحلال الخالص. الحلال ايها الاحبة بالمعنى العام تدخل فيه الاكثار من المباحات. ويدخل فيه كذلك المكروهات. لان المكروهات هي من قبيل ماذا؟ الحلال بالمعنى العام لانه لا يترتب على فعله اثم فدائرة الحلال تشمل الاكثار من المباحات وتشمل الاكثار من اه المكروهات. فيقول الحلال بالمعنى العام هو كل شيء لا يعصى الله فيه يعني لا يترتب عليه اثم. ولكن هناك معنى ادق وهذا معنى هو الذي يعرفه السالكون الى الله. الخالص من الحلال اعلى درجات الحلال هو الذي لا يشغلك عن الله سبحانه وتعالى. فالاكثار من المباحات بالمعنى السلوكي والتزكوي يعتبر من لا يعتبر من قبيل الحلال. الاكثار من المباحات. الاكثار من المكروهات بالمعنى السلوكي. طبعا بالمعنى الشرعي كما يقول هو من قبيل الحلال. لكن هو ينبه سهل رحمه الله تعالى الى ان من اكثر من المباحات ومن فعل المكروهات هذا ينسى ربه سبحانه وتعالى. فالصافي من الحلال اعلى درجات الحرارة هي الذي هو الذي لا ينسى الله سبحانه وتعالى معه. فكل حلال اشغلك عن الله عز وجل لا يعتبر هذا من قبيل الحلال الصافي وانما هو حلال فيه نوع شوك. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستغنى عن كلامه وهو الصادق المصدوق. اختصر لنا مفهوم الورع في جملة واحدة ماذا قال؟ قال صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه هذا هو الورع. من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعني اذا ترك الانسان فضول الكلام والسماع وفضول المآكل والمشارب والنظر وغير ذلك من الامور حصل الورع واتقى الله عز وجل حق التقوى فهذا هو مفهوم الورع بالمعنى العام وبالمعنى السهل يختصره صلى الله عليه وسلم في هذه المعاني. طيب الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى لماذا جعل وبوابة الفهم عن الله يعني ما ميزت او قصدت ميزت هذه الخصلة عن دونها من الخصال. الوضع ايها الاحبة يطهر القلب من ومن الاقذار. الورع يطهر القلب من الادناس ومن الاقدار ومن شهوات هذه الحياة الدنيا. لان ما الذي يجعل الانسان يفقد الورع؟ هو تكالبه على هذه الحياة الدنيا وشهواتها. ما الذي يجعل الانسان لا يتورع في مأكله ومشربه؟ ما الذي يفعله لا يتورع في اكتساب المال؟ ما الذي يجعله لا في فعل ما ذكره الله سبحانه وتعالى. سبب فقد الورى هو باختصار هو حب الدنيا ان هذه الدنيا متعلقة بالقلب جازمة على قلب هذا فهو لا يجد مندوحة عن فعل كل الشبهات حتى يحصلها. اما الانسان الذي نقى قلبه وطهره من ادناس الدنيا ومن شهواته ومن اهوائها هذا قلبه طاهر طيب كيف نطهر القلب من خلال الوراء؟ يعلم الانسان نفسه ويدربها على التورع في المآكل والمشارب وكسب المال وغير ذلك من الامور لانك لا كلام الله سبحانه وتعالى حتى نعقله وحتى نفهمه لا يحل الا في قلب نقي طاهر. والورع هو الذي يحصل لنا هذا النقاء وهذا وهذه الطهارة لذلك اشترطه الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى كشرط وكبوابة للفهم عن الله سبحانه وتعالى لانك لا الله لا يحل في قلب مشتغل بهذه الدنيا. هو هذا باختصار. لذلك الله عز وجل كما جاء في حديث ابي هريرة عند مسلم لماذا اوصى سليم اوصى الأنبياء وليس فقط المؤمنين. قال النبي صلى الله عليه وسلم ايها الناس ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال عز يا ايها الرسل كلوا من الطيبات. ايها الاحبة هذا يحتاج نظر. الله عز وجل يقول يا ايها الرسل كلوا من الطيبات يأمر الرسل والانبياء اشرف خلق الله سبحانه وتعالى وخيرة خلق الله من ارضه يأمرهم بماذا؟ بتطييب المأكل والمشرب. كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال للمؤمنين يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. فهذا يدل على ان سبيل المسترشدين من الانبياء واتباع الانبياء شرطه الاتقاء من الشبهات وتطييب المآكل والمشارب والملابس وتطييب المال جملة. فمن كان جسده نبت من سحت وانبت يعني جسد ابنائه من سحر فهذا سيحرم الهداية. لان الله عز وجل او النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول في ختام هذا الحديث؟ ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر. يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك؟ العبد الذي يقول اهدنا الصراط المستقيم صباح مساء. العبد الذي يطلب الهداية الى طريق المسترشدين. كيف سيهدى الى هذا الطريق اذا كان مغموسا في الحرام من رأسه الى قدميه. واذا كان ابناؤه كذلك يعيشون في الحرام. الاموال الربوية والفوائد البنكية كثير من القروض وكثير من الاعمال والاكتسابات المالية التي تغضب الله عز وجل موجودة في حياته. ثم يطلب الهداية. اذا يعني هنا في نوع من التناقض هناك نوع من التناقض يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم فانى يستجاب لذلك اذا اذا اردت الهداية اذا اردت السلوك لابد ان تنقي القلب بماذا؟ بالورع واتقاء الشبهات. لذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكره الحارث المحاسبي الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهة. تكملة الحديث عند البخاري قال فمن ترك ما يشتبه ما يشتبه عليه من الاثم كان لما استبان اترك من اشترأ على ما يشك فيه من الاثم او شك ان يواقع ما استبان والمعاصي حمى الله ومن يرتع ومن يرتع حول الحمى يوشك ان يواقعه. يعني يقول ابن حجر رحمه الله تعالى اسقلاني فيفتح الباري في شرح هذا الحديث في شرح الحديث الحلال بين والحرام بين. يقول المعنى ان الحلال حيث يخشى ان يؤول فعله مطلقا الى مكروه او محرم ينبغي اجتنابه اي حلال ايها الاحبة يعني هناك اناس فقط يقفون مع المحرمات غير الحرام يفعله. يعني هذا نظرته الى الحياة الدنيا والى علاقته مع الله سبحانه وتعالى كل ما سوى الحرام فلي الحق ان افعله. لأ النبي صلى الله عليه وسلم يوجهنا الى امر اخر كما فهمه العلماء. ان حتى الامر الذي تشعر انه سيقودك وسيؤول بك الى المكروه او الى المحرم عليك ان تجتنبه. فمثلا قال كالاكثار مثلا من الطيبات. الان الانسان قد يكثر من المآكل والمشارب يقول هذا حلال انا مع كلامي طيب ومشربي طيب يحق لي ان اكثر منه. فما الذي يحرمه هذا الرجل؟ قال كالاكثار مثلا من الطيبات. قال انه يحوج الى كثرة الاكتساب الموقع في اخذ ما لا يستحق. يعني الانسان الذي عود نفسه وعود ابناءه على كثرة في الحياة هذا الرجل اذا وقع في ضائقة مالية في لحظة من لحظات الحياة. الا يمكن ذلك؟ ما الذي سيفعله؟ الان هو سفه في الصرف عالي جدا. يكثر من الطيبات. لان انه عود نفسه ولم يهيئها لفترة الضيق عندما يقع في ضائق مالية ستجده يقتحم كل عقبة ويفعل كل محرم من اجل ماذا؟ من اجل المحافظة على هذا المستوى الاجتماعي. سيحاول ان يطرق كل باب ويترك كل شبهة من المعاملات حتى يحافظ على هذا المستوى الاجتماعي وحتى لا يشعر ابناؤه بالنقص لانه عودهم على ماذا؟ على الاكثار من المآكل والمشارب والسيارات ولذات الحياة الدنيا. فيقول ابن حجر يعني الانسان لو لم عاقبة اكثاره من الطيبات الا هذه العاقبة فكفى بها من امر يدعوك الى الاجتناب من الاكثار والاسراف. قال طب اذا لم يوقعك في كثرة الموقف يقضي ما لا يستحق هذا او يفضي الى بطل النفس. كذلك قد يفتي الاكثار من اكل الطيبات الى ماذا؟ الى بطل النفس والتكبر على خلق الله سبحانه ويشعر الانسان ان نفسه في طبقة اخرى لا تضاهي طبقة عموم البشر. قال واقل ما فيه الاشتغال عن مواقف العبودية. وهذه نظرة الى الله الذين يهمهم الوقوف بين يدي الله والتعامل معه. يعني لو لم يكن في الاكثار من الطيبات الا انك تشتغل في كثرة الاكل والنوم المناكح والمشارب عن الوقوف بين يدي الله عز وجل لاداء حقوق العبودية فكفى بها مذلة. كفى بها مذمة هذا الخلق الاكثار من الطيبات الذي يوقع الانسان في الابتعاد عن مواقف العبودية لله عز وجل. لذلك كان السلف رحمهم الله تعالى يقللون من المطاعم والمشارب. لماذا؟ لانه كانوا يتعجلون للقيام بحقوق الله عز وجل من الذكر والدعاء وقيام الليل. ينام الرجل على بطنه. لماذا؟ لانه يحسب ان هناك قيام ليل اذا اكلت كثيرا لم استيقظ كذلك يحسب ان عمله مباشرة في الحفظ في المذاكرة في غير ذلك من الامور تعتمد على ماذا؟ على قلة الطعام والشراب فاذا العبودية عنده في كل حياته هي التي تهمه. فكل شيء يمنعها يبتعد عنه. كالاكثار كما قال من الطيبات. ثم يقول رحمه الله تعالى ولا ان المستكثر من المكروب تصير فيه الجرأة على ارتكاب المنهية في الجملة كما ذكر آآ النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه السابق او يحمله اعتياد ارتكاب المنهي عنه غير المحرم على ارتكاب المنهي المحرم اذا كان من جنسه. يعني مثلا الانسان الذي يكثر الجلوس في المدارس التي يكثر فيها الكلام المباح الضحك وغير ذلك من الكلام المباح الذي هو في اصله لا يخدم او ليس فيه حراما يغضب الله سبحانه وتعالى لكن الاكثار من هذه المجالس التي فيها اللغط والضحك وما شابه ذلك يوقعك في مجالس فيها استغاثة ونميمة وذكر ما لا يحسن ما يغضب الله سبحانه وتعالى. فمن اشترى على واكثر من المجالس التي يكثر فيها اللهو المباح فانه رويدا رويدا سيشترئ على المجالس التي يكون الله المحرم ثم يختم رحمه الله تعالى قال او يكون لذلك لشبهة فيه؟ قال وهو ان من تعاطى ما نهي عنه يصير مظلم القلب يقصد رحمه الله تعالى في قوله وهو ان من تعاطى ما نهي عنه ما نهي عنه ولكنه لم يصل الى درجة التحريم. المنهي عنه المكروه يقصد به هنا. من تعاطى ما نهي عنه من المكروه يعني يصير مظلم القلب لفقدان نور الورع. فيقع في الحرام وهو لم يختر الوقوع فيه. يعني كثير من الناس اجترائهم على المكروهات والاكثار من المباحات يقودهم ذلك الى الوقوع في الحرام من حيث لا يشعرون. يجد نفسه مغموسا في الحرام من حيث لا يشعر يقول الشيخ الامور اضطرتني الى هذا الامر. نقول ما اضطرك الى هذا الامر وما الجأك الا انك اجترأت رويدا رويدا على اقتحام الابواب التي ينبغي ان تكون مسدودة العين. لذلك ابن المنير ينقل عن احد شيوخه ماذا يقول؟ يقول المكروه عقبة بين العبد والحرام. فمن استكثر من المكروه يعني الذي يكثر من فعل المكروهات هناك اناس اذا قلتوا هذا الفعل مكروه بقول لك خلصنا الحمد لله مكروه ما هو حرام افعل لا ايش هذه نظرة السلف ونظرة من يريد السلوك الى الله يقول من استكثر من المكروه تطرق الى الحرام. والمباح عقبة بينك وبين المكروه. هي جباية. الان من تجاوز الجبل الاول جبل المباح واكثر منه دخل الان على جبل المكروه. من استكثر من المكروه وتعود عليه خلاص تجاوز هذه العقبات فوجد نفسه مغموسا في الحرام كما يقول ابن حجر العسقلاني من حيث لا يشعر. اختم بذكر قصتين من قصص السلف رحمهم الله تعالى عن يعني الورع وتوقي الشبهات تكره الشيخ عبد الفتاح في الحاشية. القصة الاولى قصة اه اخت بشر بشر الحافي. بشر الحافي رحمه الله تعالى كان من ائمة الى الله سبحانه وتعالى. جاءت اخت بشر الحافي الى من؟ الى الامام احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى. فقالت له يا امام انا نغزل على سطوحنا. يعني انا بدي اعطيك نموذج مرتفع جدا ان يعتبر من نماذج الورع. حتى انا لا اريدك ان تصل لهذه المرتبة. لكن اريدك ان تعقل كيف كانت حياتهم كيف حياتنا؟ يقول تقول اخت بشر الحافي اتيت احمد بن حنبل فقلت له انا نغزل على سطوحنا على سطح البيت فيمر بنا مشاعل الطاهرية. يعني حرص الحريم الطاهري هؤلاء كانوا جماعة من الامراء حكموا بغداد في فترة من الفترات. فكان حرسهم وجنودهم يمرون في الطرقات وكان في يدهم ماذا؟ مصابيح. وكان هؤلاء الحرس في يدهم مصابيح حتى ينيروا الطرقات. قال ويقع الشعاع علينا. يعني شعاع المصباح يقع على سطح البيت الان هو الدين ظلام ليل فعندما يمر الحرس بالليل وهم يحملون المصابيح يقع شعاع هذا المصباح على سطح البيت. قال افيحل لنا ان نغزل في شعاعها؟ يعني انظر الى تنظر يهلئ لنا ان نغزل غزل الصوف في الشعاع هذا الذي ينعكس من ضوء مصباح الحرس هذا الشعاع ليس لنا وانما هو وقف مسلمين هل يحل لنا ان نغزل في ضوء هذا او في ضوء هذا الشعاع؟ فالامام احمد بن حنبل يقول من انت عافاك الله؟ يعني احمد بن حنبل ما توقع هذا انه يسأل عن من وراه وامام في الورع لكن ان تأتي امرأة تسأل عن هذا المستوى العالي جدا من الورع هذا شيء غريب كان بالنسبة للامام احمد ابن حنبل فقال لها من انت عافاك الله؟ فقالت انا اخت بشر الحافي رحمه الله فبكى الامام احمد ابن حنبل وقال من بيتكم يخرج الورع الصادق لا في شعاعها طبعا هذه فتوى لها. لانه هو يعلم درجتها في الايمان وفي الارتقاء وفي الورع. في انها تستطيع ان تتحمل مثل هذا الامر. فقال يعني اذا بلغ بك هذا الورع المبلغ فلا تخزلي في شعاعها رحمهم الله تعالى. كذلك قصة الامام ابي اسحاق الشيرازي الفقيه الشافعي في عصره رحمه الله تعالى. وكان على كخشونة شديدة من الفقر والاملاق. وفي غاية من الورع والصلاح. دخل المسجد يوما ليأكل فيه شيئا فنسي دينارا. فنسي دينارين طبعا الدينار ايام ذهب يعني فهذا الوضع يعني ربما اشد يعني او يعني اثر شوي من حادث مش اخت مش للحافي رحمه الله تعالى. طيب كان على خشونة دخل المسجد يوما ليأكل فيه شيئا فنسي دينه يعني دينارا من الذهب. فذكره الان هو نسي الدينار اين؟ في المسجد. قال فذكره. ذهب رحمه الله تعالى خرج من المسجد ليقضي اموره ثم تذكر بعد الدينار فذكره في الطريق فرجع الان رجع الى نفس المكان فوجد فيه الدينار. قال فتركه فلما وجده تركه ولم يمسه وقال ربما وقع من غيري ولا يكون دينارك. يقول عن هذا الدينار وما في غير دينار ابو اسحاق الشيرازي. قد يكون واحد مر بهذا الطريق. هو نفس المكان قبل قليل كان فيه عاد وجد سقط لم يأخذوا من هذا الورع خشي ان يكون رجل من المسلمين عرضا مر بهذا المكان نفسه فوقع فيه دينار من الذهب. يعني لو كان الرجل لو وجد دينارين ربما لكن ورحم الله تعالى ترك هذا الدينار ورعا وخشية من الله سبحانه وتعالى وبمثل خلد الله ذكرهم. ابو اسحاق الشيرازي اشهر ائمة الشافعية رحمهم الله ومن اشهرهم. لماذا رزقه الله الفهم؟ وبماذا رزقه الله العلم؟ انما رزقه بالوراء فمن رزقه الله الورع رزقه الفهم عنه ورزقه استخلاص المعاني والاحكام والتدبر لكتاب الله عز وجل. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان هنا فهما لكتابه واحكاما لظواهبنا ومواطننا وورعا في التعامل معه انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم