والله ما في هذه الدنيا لك من اشتياق العبد للرحمن هم يسمعون كلامهم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين وبعد احياكم الله وبياكم وسدد على طريق الحق. خطانا وخطاكم ونسأل الله العظيم. رب العرش العظيم كما جمعنا في هذا المكان الطيب المبارك ان يجمعنا عنده في مستقر رحمته انه ولي ذلك والقادر عليه. وما زلنا نعيش في افياء هذه الرسالة المباركة للامام اسد المحاسبي رحمه الله تعالى رسالة المسترشدي لكل من يطلب طريق الرشاد الى رب العالمين. واليوم باذن الله سبحانه وتعالى في معالم هذا الطريق. وكان الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى قد صدر رسالته بذكر صفات اهل الرشاد. ثم اتبعها بذكر الاسس التي يقوم عليها منهج المسترشدين ثم بعد ذلك عرفنا المنطلق من اين يكون من كتاب الله سبحانه وتعالى الذي منه نستخلص معالم هذه الطريق ثم اليوم لابد وان نقلع او نبدأ المسير في طريق المسترشدين الى الله سبحانه وتعالى ونبدأ الكلام عن لهذا الطريق فطريق المسترشدين فيه منازل كل منزل لابد ان نعرفه وندرسه ونعيش في هذه اللحظات قبل ان ننتقل الى منزل اخر ومن اليوم لابد ان تبدأ الوظائف عليك ايها الطالب. من اليوم تبدأ الوظائف على الطالب. لان هذا الدرس مثل هذه الدورات ليس المراد منها والتنظيم وليس المراد منها الكلام العام او الطرف الفكري. وانما المراد منها التطبيق والعمل. وهذا هو منهج المسترشدين. منهج تطبيقي عملي. وكل منزل من المنازل تأخذه اليوم او تأخذه في الدروس القادمة لابد عليك وان تبدأ بتطبيقه في حياتك. حتى تكون هذه الدروس وهذه المواعظ هي موعظة لنا اولا وللسامعين للوصول الى رب العالمين بالتطبيق العملي ومجاهدة النفس. لان الكلام ميسور. لكن الاشكال في تطبيق والعمل والمجاهدة حتى يرزقنا الله عز وجل الاستقامة والوصول اليه. انه ولي ذلك والقادر عليه. يقول الحارث المحاسبي رحمه الله في اول منزل من منازل هذا الطريق وهو المنزل الذي لا بد ان ينطلق منه وهو اخلاص النية لله سبحانه وتعالى. يقول الحارث المحاسبي رحمه الله قال فافحص عن النية وعليك الارادة فان المجازاة بالنية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. النية ايها الاحبة التي يتكلم عنها العلماء على نوعين هناك نية يتكلم عنها في مباحث الفقه. وهناك نية يتكلم عنها في مباحث السلوك والتزكية. فالنية الاولى التي يتكلم عنها في الفقه هي النية التي تميز عبادة عن عبادة اخرى. فما الذي يميز مثلا صلاة الظهر من صلاة العصر؟ النية ان تأتي تنوي هذه الصلاة التي اريد ان اصليها هي الظهر. وليست العصر. فهناك نية يتكلم عنها الفقهاء وهي النية الاولى. وهي تمييز العبادات بعضها عن بعض وتمييز العبادة عن العادة كذلك. فمثلا الغسل النساء قد يغتسل قد ينوي به مجرد تبرد من الحر وقد ينوي به التقرب الى الله سبحانه وتعالى بغسل من جنابة او غسل جمعة. ما الذي فرق بين هذا الغسل وهذا الغسل؟ الهيئة واحدة لكن الذي فرق بينهما النية هذا نوى التقرب الى الله وهذا لم توجد عنده النية فهذا حصل الثواب وهذا اضاع الثواب لوجود النية. فهذا الاول الذي يميز عبادة عن عبادة يميز صلاة الظهر عن صلاة العصر. صيام الفرض عن صيام النفل. او يميز عبادة عن عادة. هذا في كتب للفقهاء يدرس. لذلك تجدون يقولوا مثلا اول شرط من شروط الوضوء النية. كذلك في الصلاة لابد من نية. كذلك الزكاة مثلا عند الحنابلة لا بد في اخراجها من وكذلك الحج وما شابه ذلك. فهذا ليس موطنه علم السلوك. اما علم السلوك فهو يبحث في النوع الثاني او المفهوم الثاني للنية. وهي التي تميز المقصود من العمل. من قصدت في هذا التصرف؟ فالنية اذا في علم السلوك هي النوع الثاني وليس هي النوع الاول فلابد للطالب ان يميز حتى لا يختلط كلام الفقهاء عليه بكلام علماء السلوك. اذا النية عند علماء السلوك وهي التي تهمنا يتكلم فيها اهل تزكية عن ماذا؟ عن ما هو المقصود بالعمل. تميز من قصدت بهذا التصرف وبهذا السلوك. وهذا النوع هو الذي يتكلم فيه العارفون في كتب وتجدونه كثيرا في كلام السلف رحمهم الله تعالى. ويعبر عنه في القرآن الكريم وفي كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيرا بالارادة. فالنية والارادة والقصد بالمفهوم الثاني عند علماء السلوك نستطيع ان نقول هي مترادفة. سواء قلنا هي نية قلنا هي ارادة قلنا هي قصد المعاني متقاربة. من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها. هذه نية. من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفه اليهم اعمالهم فيها. وقال سبحانه وتعالى من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرثه. ومن كان يريد يعني يقصد وينوي الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب. اذا النية بالمعنى الثاني هو الذي يهمنا يعبر عنه في القرآن كثيرا بالارادة وكذلك يمكن ان يعبر عنه يمكن ان يعبر عنه كذلك بلفظ النية. فما هي النية عند علماء السلوك بالمعنى الثاني الذي ذكرناه؟ يقولون النية هذا بشكل عام انبعاث من القلب. انبعاث القلب الى ماذا؟ انبعاث القلب الى ما يراه موافقا لغرضه في جلب منفعة او دفع مضرة اما في الحال واما في المآل في المستقبل. نعيد. يقول علماء التزكية رحمهم الله تعالى النية انبعاث القلب. اذا تصرف من القلب. ينبعث قلبك لماذا؟ الى شيء يوافق غرضك. ويوافق ميلك. هذا الغرض وهذا الميل الاصل انه يجلب لك منفعة او يدفع عنك مضرة. اما في الحال واما في المال اما في هذه الدنيا واما في المآل عند لقاء الله سبحانه وتعالى. طبعا هذا تعريف النية ايها الاحبة بالمعنى العام. لذلك يقول آآ العلماء رحمهم الله تعالى قبل ان ندخل في الكلام عن هذه النية وتطبيقها في علم السلوك. نقول كل شيء يتصور ان يشوبه شيء اخر. كل شيء يتصور ان يشوبه شيء اذا خلص واذا نقي وهذب من هذا الشوك نسميه ماذا؟ خالصا. الان عندك شيء. هذا شيء تشوبه اشياء به اشياء اذا نقيناه من هذه الاشياء اذا هذبناه منها يصبح هذا الشيء ماذا؟ خالصا. لذلك قال الله سبحانه وتعالى وان لكم في الانعام ابرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرق ودم لبنان ماذا قال؟ خالصا. لماذا وصف اللبن بانه خالص؟ لان اللبن وهو بداخل العام وبداخل البهيمة ان يختلط بالدم والرفد وما شابه ذلك. الله سبحانه وتعالى بقدرته العظيمة يخرج لنا هذا اللبن بعد ان ينقيه من جميع الشوائب. فيخرج لنا لبنا خالصا سائغا للشاربين. وكذلك النية ايها الاحبة النية والقصد يشوبه كثير من الاشياء. اذا هذبها الانسان ونقاها من جميع البواعظ. قلنا النية ما هي؟ هي انبعاث القلب. صحيح؟ الان اذا الانسان جاء على نيته فطهرها وهذبها ونقاها من جميع البوائث الا من باعث واحد نقول فلان اخلص نيته خلصها من جميع الشوائب ومن جميع البواعث الا من باعث واحد. اذا اذا كانت النية او كانت الارادة مبعثها للتصرف او لشيء واحد نقول هذه نية ماذا؟ خالصة. لان مبعثها شيء واحد لا يشوبه شيء اخر ولا يخالطه شيء اخر. فهناك مثلا من يدفع الزكاة ولا يكون مبعثه لدفع الزكاة الا المراءة. نقول هذا نيته خالصة لكن خالصة لمن؟ للناس ولهواه ولشيطانه. هذا اغلى سنية لكن اخلصها لهواه ولشيطانه. هناك من يطلب العلم ونيته في طلب العلم ان يصرف وجوه الناس اليه. هذا الم يخلص النية فقط؟ ولم يرد الا هذا الفاعل نقول نعم فلان اخلص النية لكن اخلصها لمن؟ لهواه ولشيطانه ولايه ولرغباته. وهناك من يفعل التصرف ويفعل العبادة ولا يريد بها الا وجه الله هذا هو فقط هو الباعث له الى العمل. نقول نعم وهذا ايضا اخلص النية ولكن اخلصها لمن؟ لوجه الله سبحانه وتعالى وشتان ما بين هذا الاخلاص وما بين ذاك الاخلاص. هذا يخلص ولكن لهواه ولنزواته وشهواته من حب الدنيا وحب بالثناء وان يصرف وجوه الناس اليه. وذاك يخلص ولكن لله سبحانه وتعالى. هناك نوع ثالث هناك نوع ثالث نوع هو يريد وجه الله سبحانه وتعالى. ولكن تأتي خطرات على قلبه وتتمكن من هذه الخطرات كان باعثه وجه الله وتأتي خطرا يريد كذلك ان يرى الناس صلاحه ووقاره. يريد كذلك ان يذكر بالمجالس ويثنى عليه بالخير. يريد ان يشار اليه بالبنان. فهنا هذه النية لا تسمى خالصة. لماذا؟ لان هناك باعد الهي لمقصد وجه الله. وهناك ايضا بواعث من فهذا الانسان اذا كانت هذه الخواطر هي التي تسهل عليه العمل. هي التي تسهل عليه العمل. فتجد مثلا يقول انا اطلب بلال اريد وجه الله او اطيل قيام الليل اريد وجه الله. ولكن تجد العمل عليه صعبا عسرا. اذا جاءت هذه الخواطر مثلا رأى انسان ينظر اليه احب ان يذكره هذا الانسان امام الناس. انسان يطلب العلم يحب هو يقول لك اريد وجه الله سبحانه وتعالى. ولكن رأى الناس ينظرون اليه باعجاب فهذه هذه نظرة الناس باعجاب هي التي هونت عليه طول المجلس. قال يعني خلي الناس تقود الرجال يحضر مجالس العلم. اذا هنا النية ليست خالصة لوجه الله. هناك وجه الله سبحانه وتعالى وهناك كذلك خواطر اخرى دافعتها وشاركتها. فهذه النية ليست خالصة. لم تخلص للناس ولم تخلص لوجه الله سبحانه وتعالى وانما فيها شراكة. والله عز وجل يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك. فهذه النية كذلك فاسدة. انا الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك به معي غيري تركته وشركه. الله سبحانه وتعالى لا يقبل ان يزاحمه شيء. فاذا فعلت الفعل واردت ان ان يكون مقبولا لابد ان تفعله لوجه الله سبحانه وتعالى خالصا. لذلك ايها الاحبة كل حظ من الحظوظ تستريح اليه النفس وتميل اليه القلب اذا تطرق الى الى العمل فانه يكدر صفوه ما يعود هذا العمل نقي طاهر يصبح فيه شوائب. والانسان ايها الاحبة ففي الحقيقة مرتبط بهذه الحظوظ منغمس فيها وفي هذه الشهوات. فلا يكاد ينفك عمل من اعماله ولا عبادة من عباداته عن الالتفات لهذه الا من وفقه الله سبحانه وتعالى. لذلك يقول بعض السلف من خلصت له لحظة واحدة لوجه الله سبحانه وتعالى نجاة. من خرجت له لحظة واحدة لوجه الله نجا لماذا؟ لانهم يعلمون ان هذا الامر عصر بعض الناس يظن ان القضية سهلة. اصلي اطلب العلم اتعلم فقط انا لا اريد الا وجه الله عز وجل ويظن انه حاز مرتبة اليقين والنية لم يخالطها اي شيء. السلف رحمهم الله تعالى كما سيأتي معنا كانوا يخشون من النية ويخشون اشد الخشية منها ويرون انها اصعب من طول العمل. يمكن الانسان ان يطيل عمله. ولكن يصعب عليه ماذا؟ ان يعالج نفسه يعالج نيته لذلك ايها الاحبة لا يعني لا يوفق الى اخلاص النية ومعالجة النفس الا شخص محب لله سبحانه وتعالى استغرق همه وفي الدار الاخرة ولا يطلب من هذه الدنيا شيئا. ومما يحزن القلب ومما يجعل الانسان يموت كمدا ان يصرخ الساعات الطويلة في وفي تعلم علم او في عبادة وتقرب فيما يظن. ولكنه لم يعالج النفس. ولم يراقب الافات التي يمكن ان ان تتطرف الى عمله فيأتي يوم القيامة يجد عمله سرابا. يجد عمله سرابا وهؤلاء يدخلون في قوله تعالى وبدا لهم من والله ما لم يكونوا يحتسبون. هم كانوا يظنون ان الامور في السليم. ولكن لانهم لم يعالجوا انفسهم ولم ينظروا في افات القلوب لم يراقبوها بدا لهم من الله يوم القيامة ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا. وقال سبحانه وتعالى الذين ضل سعيهم وهل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا والمشكلة اين؟ وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. فهذا خذلان من الله الى العبد ان يتركه مع اهوائه ومع شهواته وهذا العبد يظن انه على خير. طبعا الاشكال ان العبد هو الذي لم يعالج قلبه. الله عز وجل اذا رأى العبد متجها الى وجهه الكريم فقط يساعده ويعينه ويرده. ولكن العبد الذي لا يعالج القلب ولا ينظر الى الافات ولا الى مداخل الشيطان وانما همه مجرد العمل نعم هذا الشيطان يستولي على عمله ويدافعه بالخطوات فيكون من الغافلين عن هذه القلوب. نسأل الله السلامة والعافية لذلك يروى من قصص السلف ان احدهم قال صليت ثلاثين عاما في الصف الاول. قال انظر الى هذه المحاسبة او هذا اشكال في عدم مراقبة القلوب وصليت ثلاثين عاما في الصف الأول ثم بعد ثلاثين بعد ثلاثين عام كأنه انشغل في يوم من الأيام قال فتأخرت الى الصف الثاني قال فلما ما سلم الناس من الصلاة شعرت بالاستحياء من الناس. قال فعرفت ان صلاتي الثلاثين عام في الصف الاول كانت من اجل اعجاب الناس من النظر اليه. انظر ثلاثين عام وهو في الصف الاول عندما تأخر لم يستحي من الله سبحانه وتعالى ها لو استحى من الله عز وجل لامر اخر قال استحيت من نظر الناس اليه يقول فلان قال في الصف الثاني فقط انظروا الى كيف يحاسبون انفسهم وكيف ينظرون الى الرياء والى النفاق؟ قال لما رأيتهم ينظرون الي بهذا النظرة خشيت على نفسي وعرفت ان عملي في الثلاثين عام كان مشوبا ولم يكن خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى. لذلك كان هناك حقيقة فقط الغزالي رحمه الله تعالى اعجبتني لان المجلس هو لطلبة العلم. فاحببت ان اذكرها بنصها لانها مفيدة لنا ولهم ونسأل الله ان يعيننا على الاخلاص. يقول الغزالي رحمه الله تعالى في احياء علوم الدين. وينتبه طالب العلم والواعظ والمتكلم والمتصدر الى هذا المسلك الدقيق الذي يدخل فيه الشيطان على العبد من حيث لا يشعر. يقول واشد الخلق تعرضا لهذه الفتنة. اللي هي فتنة الرياء. قال العلماء وانا اضفت وطلبة العلم كل داعية الى الله سبحانه وتعالى. قال فان الباعث للاكثرين على نشر العلم لذة الاستيلاء والفرح استتباع يعني ان ينظر ان له اتباع يتبعونه وينصرونه ويصفقون اليه ويصفقون له. اذا والفرح بالاستصباغ والاستبشار بالحمد. يعني هو يحب ان يحمده الناس وهذا مقصده والثلاث والشيطان يلبس عليهم ذلك. يعني هنا يعني الانسان ينبغي ان يراقب الشيطان لا يأتي مباشرة يقول لك اجعل عملك للناس. لأ الشيطان يدخل عليك هذا الامر من ابواب لا تشعر بها. قال والشيطان يلبس عليهم ذلك ويقول غرضكم نشر دين الله سبحانه. والنضال عن الشرع الذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وترى الواعب يمن على الله سبحانه وتعالى بنصيحة الخلق ويفرح بقبول الناس قوله واقبالهم عليه وهو يدعي الانسان يعني هذا كثير لو انسان تأمل في نفسه يدعي انه لا انا فرحي مش لان الناس ينظرون الي انا فرحي لان الناس تقبل الخير وتريد وجه الله سبحانه وتعالى ولكن هو في الحقيقة شيء دفين. من الذي يعلمه؟ نحن لم نعلمه. ولكن الذي يعلمه الله سبحانه وتعالى. وهو يدعي انه يفرح بما يسر له من نصرة الدين ولو ظهر من اقرانه من هو احسن منه وعظا وانصرف الناس عنه واقبلوا على قرينه ساءه ذلك وغمه. انظر هنا كيف تبدأ تظهر امراض القلوب اذا وجد واعظ اخر وجد معلم اخر وجد طالب علم اخر افضل حالا منه اذا وجد هذا الطالب الاول في نفسه غما وهما بنشوفه مباشرة. لان الاصل في الانسان ان لا يحسد الاخرين. واذا وجد من صدره الله عز وجل للكلام عنه والافتاء ان يفرح بذلك. لانه كفاه هذه المؤنة وهذه حال الصحابة لا يتدافعون الى الفتيان كلهم يصرفوها عن نفسه. فاذا وجد من يعظ الناس ويكلمهم ويذكرهم ويكفيه هذه تجده مستبشرا هذا المخلص. واما الذي في قلبه شوط تجده حزينا مغموما. ثم الشيطان مع ذلك لا يخيله. انظر الشيطان ما تركه حتى في هذه اللحظة وهذا ثم الشيطان مع ذلك لا يخليه ويقول انما غمك يعني هذا الهم انت تشعر بالهم لان فلان تصدر عليك. ولان الداعية الفلاني يدخل التلفازة والجمهور اكبر ولان صفحته متابعة اكثر ولان الناس تحبه وتقبل اليه اكثر. انظر الى هذه المآخذ الشيطان انت الان حزين. الشيطان اثناء حزنك يحاول ان يعني يترجم الحزن بمعنى اخر تستروح له النفس. فماذا يقول؟ قال حزنك لانقطاع الثواب عنك. والانصراف وجوه الناس عنك الى غيرك اذ لو اتعظوا بقولك لكنت انت المثاق. واهتمامك لفوات الثواب المحمود. يعني كانك المشكلة فقط في الحزن والغم انه فاتك هذا الثواب نصيحة الناس اما مش مشكلتك انه ظهره واحد داعية اخر افضل منك. قال وقد ينقطع بعض اهل العلم بغرور الشيطان. فيحدث نفسه يعني هو الان في الوضع ما في احد ينافسوا في الميدان فهو يقول لو ظهر من هو اولى منه بالامر والله لفرحت به. واخباره بذلك عن نفسه. يعني هذا الاخبار انت الان تخبر لكن قبل ان يقع بك الاختبار. تخبر اذا خرج داعي والله انا اشد الناس فرحا بهذا. وبالحق وبالعكس يعني احب ان يأتي الدعاء وينشغلون بتعليم الناس حتى ولو الناس. هذا عندما لا يكن منافس في الميدان الكلام سهل. الكلام سهل لكن وقت التطبيق قال واخباره بذلك عن نفسه قبل التجربة والامتحان محض الجهل والغرور فان النفس سهلة القياد في الوعد. يعني بتوعد نفسها بالخير سهلة. انه انا راح افعل كيد وابدا لن يكون في قلبي اي شوط من الافعال والمراءة لغير وجه الله سبحانه وتعالى وافرح ببروز الدعاء. قال فان النفس سهلة القياد في الوعد بامثال ذلك قبل نزول الامر. ثم اذا دهاه الامر خرج رجل ينافسه في الميدان تغير ورجع ولم يف بالوعد. وذلك لا يعرفه الا من عرف مكائد الشيطان والنفس. وطال اشتغاله بامتحانها ومعرفة حقيقة الاخلاص والعمل به بحر عميق يغرق فيه الجميع الا الشاذ النادر الله سبحانه وتعالى هو الموفق. لذلك من اقوال السلف رحمهم الله تعالى ايها الاحبة في النية يعني الانسان يستروح الى كلام السلف ويشعر فيه مع انه قليل لكنه جمع خيرا تعظيما يقول يوسف ابن اسباط رحمه الله تعالى التخليص النية من فسادها اشد على العاملين من طول الاجتهاد. يعني الانسان قد يستر عليه الاجتهاد ويبدو ان يقوم الليل ويدرس الساعات الطويلة للعلم ويريد ان يتقرب الى وجه الله سبحانه وتعالى فيما يضل لكنه لم يعالج. الان اذا جاء وقت المعالجة للنية يجد ان المعالجة من اشد الاشياء عليه. يعني يمكن يجلس خمس ساعات سبع ساعات ثمان ساعات ما بين عبادة وطالب علم وتقرب فيما يضل. لكن قل له اجلس ساعة فقط لمعالجة النية واخلاصها لله سبحانه وتعالى يجد الامر صعبا ثقيلا. كذلك يقول رحمه الله ليس على النفس شيء اشق ليس على النفس شيء اشق من الاخلاص. لانه ليس لها فيه نصيب. وانظروا الى هذا الكلام. يعني لماذا الاخلاص صعب؟ لماذا؟ اخلاص عملك لله سبحانه وتعالى من اشد الامور. لان النفس لا تأخذ منه اي نصيب. لا يوجد مدح من الناس. لا يوجد اشارة اليك بالبنان. لا احد يذكره بالمجالس لا تريد ولا شيء من هذه الامور وانما تريد فقط وجه الله سبحانه وتعالى وما عنده في الدار الاخرة من الغيب. فهذا الامر في الحقيقة صعب لان النفس تريد ان تخلص من جميع حظوظها واغراضها وتتجرد بعض التجرد لله سبحانه وتعالى. وهنا الصعوبة ويقول يوسف ابن الحسين الرازي رحمه الله تعالى اعز شيء في الدنيا الاخلاص. وانظر ماذا يتكلم عن نفسك؟ قال وكم اجتهد في اسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون اخر. يعني هذا الرجل امام من ائمة السلف رحمهم الله. يقول اجاهد النفس على اسقاط الرياء تسد هذا الباب من الرياء ينبت لي وجه اخر من الرياء من طريق اخر. ثم اتي اصد هذا الباب ينبت لي الرياء من وجه اخر. لان الشيطان ايها الاحبة اشتغل من سنوات طويلة من ايام ادم وهو يعمل. رجل عنده احترافية في العمل يعرف المداخل وكيف يأتيك. وباي النية؟ لا فلان تصلح له هذه النية. افسدوا من هنا. لا فلان لا تصلح له يدخل من مدخل اخر وهكذا الشيطان لن يتركك حتى تخرج هذه الروح من الجسد. فمن ظن انه سليم من الشيطان وانه سليم من هذا بداية الخذلان. اعرف ان الشيطان يستحيل ان يدرك طالب علم عابد زاهد. فكم من عابد وقع في المعاصي؟ وكم من طالب علم انتكس على عقبيه فلا الانسان في نفسه السلامة ولا يؤمن على حي فتنة. الان اصبحت النية ربما هي جانب مرغوب لنا من خلال ما اعطيناه انه الامر صعب لكنها من الجانب الاخر لو نظرنا من ناحية اخرى هي ميدان رحب لاكتساب الاجور والتقرب الى الله سبحانه وتعالى. ففي حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ان الله كتب الحسنات والسيئات. ثم بين ذلك. فمن هم بحسنة فلم يعمل فقط الهم. من هم بحسنة فلم يعملها كتبه الله له حسنة كاملة. فقط النية تؤجر عليها حتى لو لم يصدر منك فعل. ومن هم بحسنة فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات الى سبعمائة الى اضعاف كثيرة. ومن هم بسيئته. الان جاي بالمقابل من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة. انظر هم السيئة اذا تركته لوجه الله هذا قيد يعني قد انسان يهم بسيئة يتركه ليس لوجه الله وانما لانقطاعه وعجزه ما تيسر له الوصول الى الحرام فهذا لا يثاب بل هذا عليه وزر. اما الكلام رجل تيسر له الحرام وهم به لكن تركه لوجه الله سبحانه وتعالى فان الله يكتب له الحسنة ومن هم بسيئة فاعملها كتبها الله له سيئة واحدة. لذلك الامام احمد بن حنبل يوصي ابنه آآ عبد الله فيقول له انوي الخير يقول له ماذا؟ انوي الخير. فانك لا تزال بخير ما نويت الخير. ابن مفلح رحمه الله في الاداب الشرعية يعلق على هذه الوصية. وربما يعني هي كلمتان لكن في ضمنها علم جم من الامام احمد بن حنبل الشيباني يقول ابن مفلح قال وهذه وصية عظيمة. سهلة على المسؤول سهلة الفهم والامتثال على السائل ثوابه دائم مستمر. وهي صادقة على جميع الاعمال المطلوبة شرعا. سواء تعلقت بالخالق او بالمخلوق وانها يثاب عليها فبمثل لهذا تكون وصايا ائمة المسلمين. يعني تخيل نفسك انك دائم في اي تصرف تفعله في الحياة يقول لك انه الخير. ذهبت الى المدرسة تعلم انه الخير. ذهبت الى عملك تريد ان تفعل شيء اي عمل تفعله في هذه الدنيا باي وظيفة كنت انوي الخير. القضية سهلة لكن من يستحضرها؟ القضية سهلة والحسنات التي يمكن ان تقودها فقط من النيات من دون ان تفعل اي جهد بدني. كثيرة جدا ولكن من يستحضر هذا الامر. لذلك يقول ابن مفلح وهكذا تكون وصايا ائمة المسلمين. قال صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى. كما ذكر المحاسبي هذا الحديث. وهذا الحديث ايها الاحبة من اعظم الاحاديث في يبين خطر النية ومنزلتها في دين الله سبحانه وتعالى. لذلك يرد العلماء هذا الحديث. حديث عمر بن الخطاب انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى نوع من اصول الدين. لذلك الشافعي رحمه الله يقول هذا الحديث انما الاعمال بالنيات ثلث العلم ويدخل في ستين بابا من الفقه. وكذلك الامام احمد بن حنبل الشيباني يقول اصول الاسلام على ثلاثة احاديث. حديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. وحديث عائشة رضي الله تعالى عنها من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وحديث النعمان بن بشير الذي تقدم معنا في الدرس الماضي الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهة لا يعلمها كثيرا الناس لذلك هذا الحديث عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات ما معنى هذا المقطع؟ هناك مقطعان ذكرهم المحاسبي. نشرحهما سريعا قال انما الاعمال بالنيات وانما لكل لامرئ ما نوى. ما الفرق بين المقطع الاول والمقطع الثاني؟ المقطع الاول انما الاعمال بالنيات يتكلم ايها الاحبة عن الحكم الطبع العادي في احوال الناس المقصود اي فعل اختياري يفعله الانسان بالاختيار ويقبل عليه لا يقبل عليه الا بنية مهما كانت هذه النية. الان الانسان اذا اكل له نية في الاكل يريد قصد اشباع البطن يريد التقوى على الطاعة المهم يوجد نية. كذلك اذا نكح اذا باع اذا اشترى اذا صلى اذا طبعا فهذا اخبار عن الحكم الطبعي والعادي في تصرفات الناس ان كل فعل يصدر باختيار الانسان انما يصدر بماذا؟ بنية ما كانت هذه النية المهم لابد من وجود نية وبعث ثم في المقطع الثاني وانما لكل امرئ ما نوى هذا اخبار عن ماذا؟ عن الحكم الشرعي. ان المجازاة بالنية كما قال المحاسبي الله. فالانسان مجازاته وثوابه او عقابه على نيته. وهذا من رحمة الله وكذلك فيه نوع خوف. يعني هو الانسان اذا فعل من غير نية ومن غير قصد هذا من رحمة الله انك لا تجازى عليه لان فصدر منك من غير قصد. وكذلك من فعل فعلا يريد مما يراد به وجه الله لكنه لم يقصد به وجه الله فانه يحاسب على ذلك وعلى نيته. فالمجازاة اذا ايها الاحبة بالنية من حسنت نيته حسن ثوابه. ومن فسدت نيته فسد ثوابه. يقول الحارث المحاسي بعد ذلك قال والزم تقوى الله فان المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمؤمن من امن الناس بوائقه. قال ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه اتق الله بطاعته واطع الله بتقواه. وكف يدك عن دماء المسلمين بطنك عن اموالهم ولسانك عن اعراضهم. الان هذا منزل اخر من منازل الطريق الى الله سبحانه وتعالى وهو مرتبة التقوى وهذه هي اعظم الخصال لذلك تذكر في بداية طريق الرشاد لان كل ما بعدها من المنازل هي تعود الى هذه المرتبة او طريق موصلا اليها يقول رحمه الله تعالى في وصف التقوى قبل ان ندخل في تعريف وبيان ما هي. يقول رحمه الله التقوى كنز عزيز. فان ظفرت به كم تجد فيه من جوهر شريف وخير كثير ورزق كريم وفوز كبير وغنم جسيم وملك عظيم. فكأن خيرات الدنيا والاخرة جمعت فجعلت تحت هذه الخصلة الواحدة التي هي تقوى الله. وتأمل ما في القرآن من ذكرها. فكم علق بها من خير؟ وكم وعد عليها من خير وكم اضيف اليها او وكم اضاف اليها من سعادة؟ فاهل التقوى هم ملوك الدنيا كما انهم ملوك الاخرة. وهم اهل السعادة الحقيقية والشرف العظيم في الدنيا والاخرة. كما قال الله عز وجل تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فساد والعاقبة للمتقين. وقال سبحانه وتعالى ولا دار الاخرة خيرا للذين امنوا وكانوا يتقون. انظر توصيف الغزالي رحمه الله تعالى لهذه المنزلة العظيمة. طيب ما تعريف التقوى عند العلماء؟ الان نتطرق الى اكثر من تعريف من كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى حتى نتصور مفهوم التقوى تصور العالم. يقول ابن رجب رحمه الله تعالى قال واصل التقوى ما معنى التقوى؟ قال اصل التقوى ان يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ماذا؟ وقاية. وقاية تقيه هذا الشيء المخوف. اصل التقوى ان يدعو للعبد بينه وبين ما يخافه وقاية تقيه منه طيب الان هذا معنى التقوى في اللغة. اي شيء تخاف منه تجعله بينك وبينه ساتر. واذا انت تخاف من العدو تجعل بينك وبينه مثلا ترس يقيك منه. لذلك كما جاء في حديث علي كنا اذا اشتد البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني اي جعلناه ساترا بيننا وبين العجب. فهذا مفهوم التقوى في اللغة. اما التقوى الله سبحانه وتعالى لو اخذناه من اللغة وطبقناه في الشرق هو ان تجعل بينك وبين ما تخاف من الله سبحانه وتعالى. انت ماذا تخاف من الله؟ تخاف غضبك وسخطه وعذابه وعقابه ووعيده. فان تجعل بينك وبين ما تخاف من الله سبحانه وتعالى وقاية. كانك تجعل حاجز. طب ما هذا الحاجز طبيعة هذا الحاجز قانون بفعل الطاعات واجتناب المعاصي والمنكرات. هذه هي التقوى. ان تجعل بينك وبين عذاب وسخط الله وعقاب الله حاجزا وقاية. ما هي هذه الوقاية ايها الاحبة؟ قال هي فعل الطاعات باجتناب المعاصي. يعني هي كلمة كثيرا ما نرددها الطاعات فقط؟ نعم فقط. تحصل تقوى الله لكن العبرة من يثبت على هذا الطريق. ومن يلتزم بطاعة الله ومن يترك المعاصي والشهوات مرضاة الله سبحانه وتعالى. ابن القيم رحمه الله تعالى يذكر تعريفا اخر من كلام طلق ابن حبيب رحمه الله تعالى. سئل طلقي بن حبيب احد السلف عن التقوى فقال يا امام ما التقوى؟ قال التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله. وان معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله. يقول ابن القيم هذا احسن ما ذكر في تعريف التقوى. نعيده سريعا قال ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو او على نور من الله عفوا ترجو ثواب الله. وان تترك معصية الله على نور من الله ترجو ماذا؟ او تخاف عقاب الله. يقول ابن القيم رحمه الله هذا من اجود التعاريف لماذا؟ للتقوى. الان ابن رجب رحمه الله تعالى يقول التقوى ان تجعل بينك وبين ما تخاف من الله وقاية بفعل الطاعات واجتناب المعاصي والمنكرات. الان كلام طرد بن حبيب في الحقيقة هو تفصيل لما ذكره ابن رجب ولم يخرج عن كلام ابن رجب. فيقول التقوى ان تفعل الطاعة. لكن اي طاعة لابد لها من مبدأ ولابد لها من غاية كذلك اي ترك لمعصية لابد له من مبدأ ولابد له من غاية. فمبدأ الطاعة هو الايمان الخالص بان ما افعله لوجه الله الله سبحانه وتعالى والغاية هي ماذا؟ هي عبارة وجهه سبحانه وتعالى فلابد من ايمان في مبدأها ولابد من غاية وهي وجه الله سبحانه وتعالى. كذلك المعصية عندما تتركها لا تتركها من اجل الهوى. اذ هناك نعم يترك معصية لانها ربما تخل بمروءته. هذا الترك للمعصية في الحقيقة لا يذهب لأنه لم يتركه لوجه الله تركوه لانه يخل بمروءته وهيبته امام الناس. لأ الترك للمعاصي الذي يريده الله ان تترك المعصية لانك تؤمن في هناك ايمان في المبدأ. هناك ايمان بان الله عز وجل لا يرضى عن هذا الفعل. والغاية في تركها هو ان يرضى الله سبحانه وتعالى عنك فكل طاعة لابد لها من مبدأ وهو الايمان ولابد لها من غاية وهو وجه الله. وكذلك ترك المعاصي لابد فيه من مبدأ. وهو ان تتركها لوجه تؤمن ان تركها لوجه الله سبحانه وتعالى والغاية هي وجه الله اولا واخيرا. ابو هريرة رضي الله تعالى عنه ايها الاحبة سئل عن التقوى ففسرها عملي تطبيقي فقال لي هذا السائل هل اخذت طريقا ذا شوك؟ قال نعم. قال فكيف صنعت؟ قال اذا رأيت الشوك عزلت عنه. يعني اذا رأيت الشوك في الطريق ابتعد عنه. قال او جاوزته يعني قفزت عنه او قصرت عنه يعني ابتعدت عنه وتأخرت عنه. يعني باختصار هو يقول لي هذا السائل اذا انت رأيت شوك في طريقك كيف تفعل؟ هل تدوس على هذا الشوك وتؤلم قدميك؟ قال له لا. اذا رأيت هذا الشوك اما ان ابتعد واخذ طريق اخر واما ان اتجاوز عنه واما ان اقصر فلا اتقدم الى هذا الشرط. اذهب وانصرف الى شيء اخر. المهم اني لا ادوس على هذا الشوك. قال له فذاك التقوى لذلك ابن المعتمر رحمه الله تعالى اخذ هذا المعنى. فقال خل الذنوب صغيرها وكبيرها. ذاك التقى واعمل كماش فوق ارض الشوك يحذر ما يرى لا تحقر صغيرة ان الجبال من الحصى. لذلك ابن عساكر رحمه الله تعالى في ترجمة سعيد بن مسلم. قال سعيد بن مسلم حدثني سليمان بن المغير انه عمل ذنبا فاستصغره. هذا احد الائمة يقول عملت ذنبا فاستصغره. يعني نظرة يا شيخ بتطلعنا سمعنا اغنية وانتهى الامر. يعني عملتوا ثمن بس تصغرهم. فاتاه ات في منامه. اتاه ات وهو نائم. ماذا قال له؟ قال لا تحقرن من ذنوبي صغيرة. ان الصغير غدا يعود كبيرا. ان الصغير ولو تقادم عهده عند الاله مسطرا تسطيرا. فازجر هواك عن البطالة لا تكن صعب القيادي وشمرا تشميرا ان المحب اذا احب الهه طار الفؤاد والهم التفكير فاسأل هدايتك الاله فتتئد فكفى بربك هاديا ونصيرا. طيب ما هي فضيلة التقوى ايها الاحبة؟ عرفنا التقوى عرفنا مفهومها ما هي فضيلتها هناك مجموعة من الفضائل نشير اليها سريعا اول فضيلة من فضائل التقوى ان الله سبحانه وتعالى اوصى بها الاولين والاخرين. ان ربنا سبحانه وتعالى اوصى وبها الاولين والاخرين. فماذا قال سبحانه وتعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. ان اتقوا الله. يقول الغزالي رحمه الله تعالى يقول اليس الله سبحانه وتعالى اعلم بصلاح العبد من كل احد؟ اوليس هو انصح له وارحم وارأف من كل احد ولو كانت في العالم خصلة. هي اصلح للعبد واجمع للخير واعظم للاجر. واجل في العبودية واعظم في القدر واولى وانجح في المآل من هذه الخصلة التي هي التقوى لكان الله امر بها عباده. واوصى خواصه بذلك لكمال حكمته وسعة رحمته. يعني هو يقول لك لو كان هناك شيء انفع من التقوى لكان الله عز وجل وصى به الاولين والاخرين. فلما ادخر الله عز وجل الوصية بالتقوى للاولين والاخرين عرفنا ان التقوى هي اشرف شيء واعظم شيء يمكن ان يقصده الانسان ويبذله لوجه الله سبحانه وتعالى. قال فلما اوصى وبهذه الخصلة الواحدة وجمع الاولين والاخرين من عباده في ذلك واقتصر عليها علمت انها الغاية التي لا متجاوز عنها ولا مقصود دونها وانه عز وجل قد جمع كل نصح ودلالة وارشاد وتنبيه وتأديب وتعليم وتهذيب في هذه الخصلة التي هي التقوى هي الجامعة لخير الدنيا والاخرة. وكذلك من فضائل التقوى. اذا هي وصية الله الاولين والاخرين. كذلك هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا لهذه الامة فالاحاديث من الوصايا للنبي صلى الله عليه وسلم للصحابة دي بالتقوى كثيرة. فمثلا قال لابي ذر اتق الله حيثما كنت. وقال في حجة الوداع الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وادوا زكاة اموالكم. وكذلك قال لابي امامة اتق الله فان تقوى الله رأس الامر. اذا الوصية من النبي صلى الله عليه وسلم وبتقوى الله كثيرة متكررة في الاحاديث النبوية الى ما يصل الى حد التواتر. فهذا يدل على عظمها وعلى خطل منزلتها او على خطر بالشريعة الاسلامية. ومما يبين كذلك فضيلة التقوى انها زادوا المسترشدين. انها زاد المسترشدين. يقول الله سبحانه وتعالى في الحج. فلا رفث ولا فسوق ولا يذهب في الحج قال وتزودوا فان خير الزاد التقوى. يقول ابن كثير لما اخبرهم السفر في الدنيا اخبرهم بزاد السفر الى الاخرة. اخبرك الله عز وجل بزاد السفر في الدنيا الطعام والشراب. فما زاد التي تتزود به الى سفر الدار الاخرة هو التقوى وكذلك قال سبحانه وتعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد او وقال سبحانه وتعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم ولباس التقوى ذلك خير. لما اخبرهم باللباس الدنيوي الحسي اخبرهم ان الله عز وجل انزل علينا اللباس الذي نأخذه من والاوبار والاشعار. ثم بعد ذلك ينبه الله دائما الى ما الكمال في الانسان. ان يلتفت الى اللباس المعنوي الاخروي الروحاني. قال ولباس التقوى خير. وكذلك ايها الاحبة مرتبة الولاية في الدين لا تنال الا بالتقوى. والدليل على ذلك قوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. اذا هذه هي منزلة التقوى او فضيلة التقوى من خلال استقراء النصوص الشرعية فضائل كثيرة تدرك بالتتبع. السؤال الان ايها الاحبة قد ما الثمرات المرجوة من التقوى؟ نعم انا فعلت التقوى لله سبحانه وتعالى. ما الثمرة المرجوة اذا اتقيت الله عز وجل ما الشيء الذي ساحصله؟ يعني هناك الانسان اذا عرف غاية الشيء والثمرة التي سيحصلها اندفع للامتثال. اما اذا لم يدرك الماهية او الأثر المترتب عليه ربما تقصر همته عن فعله وعن التقرب الى الله سبحانه وتعالى به. فأولا نقول بالتقوى ايها الأحبة المخرج من كل والرزق من حيث لا تحتسب. هذا وعد الله. يقول سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا تحتسب فكم من بلية وكم من ضيق وقع العبد به في هذه الدنيا؟ فوجد الله سبحانه وتعالى بقربه يطمئنه ويثبته وينزل عليه السكينة بل يسخر الاسباب الكونية كلها من اجل ان يخرج هذا العبد من هذا الضيق ومن هذا التعب ومن هذا البلاء الذي وقع فيه ولكن متى يصل العبد الى هذه الولاية من الله عز وجل؟ لابد اولا من تحقيق الشرط. ماذا قال تعالى؟ ومن يتق الله. اذا اعرف الله في الرخاء يعرف كيف الشدة احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله كذلك ايها الاحبة التقوى هي سبب في نزول البركات. من السماء والارض. قال سبحانه وتعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا فتحنا عليهم بركات من السماء والارض. لذلك متى فقدت التقوى ايها الاحبة في المجتمعات؟ جاء الضيق في المعايش وجاء الضنك في الاقوات وجاء الدمار الاقتصادي كما يقولون. اذا فقدت التقوى. الله عز وجل قال ولو ان اهل القرآن امنوا ما اتقوا لفتحنا عليه من السماء والارض. لذلك مهما حاول ارباب الاقتصاد والدهاكن والمفكرون السياسيون ان يحلوا مشاكل الاقتصاد ويضعوا الحلول لها في النهاية لن يصلوا الى شيء. لماذا؟ لان الامر سنة كونية. انت تتعامل مع الله سبحانه وتعالى. هناك سنة الهية. فقدت التقوى. اذا هناك فساد هناك ضيق في الاقوات هناك ضيق في معايش الناس. فكل من حاول ان يحل مشكلة الاقتصاد من غير محلها وفي غير موضعها الحقيقي هو يضيع الوقت المشكلة في الاقتصاد ليست قلة الموارد وليست قلة في الايدي العاملة وليست قلة في او ضعف في العقول. المشكلة هي ماذا؟ هي فقط تقوى الله عز وجل في المجتمعات هذه هي السبب. الله عز وجل وضع سنة كونية من عنده سبحانه وتعالى لا بد ان نفعلها لذلك اذا خالفنا هذه السنة جاءت السنة التي ذكرها في سورة الروم ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. اذا فالبداية في حل المشاكل الاقتصادية وفي توسعة الرزق على الناس وفي ان يجد الانسان الاطمئنان والامان المعيشي كما يقولون ماذا؟ هي تقوى الله عز وجل. لكن الاشكال ومتى نؤمن نحن بهذه الحقيقة؟ ومتى تؤمن المجتمعات بان حلولها وجميع المشاكل يمكن ان تحل فقط بهذا الشيء الواحد؟ فماذا الانسان اذا وقع في ضيق في الراتب او فقد الوظيفة تجده يلجأ الى طرق الحرام والكسب المحرم وينسى تقوى الله سبحانه وتعالى. الشاب الذي لا يجد مثلا ما يتزوج به تجده يلجأ الى الافلام والى المحرمات والى ما يشبع غريزته من دون ان يتقي الله سبحانه وتعالى. الشعوب التي تتعرض للظلم اذا التجأت الى غير الله سبحانه وتعالى لن تتحرر من هذا الظلم الذي وقع عليها. لذلك قال سبحانه وتعالى وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. فعلق الامر قال لا يضركم كيدهم شيئا هناك شرط متى؟ قال ان تصبروا وتتقوا. لم يقل ان ينسلخ الانسان من مبادئه وعقيدته قال وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. الثمرة كذلك اذا ذكرنا اه نزول البركات من السماء والارض انما هو يكون بتقوى الله سبحانه وتعالى. كذلك هناك خصلة او ثمرة مهمة للتقوى وهي من اهم الثمار التي تعنينا كافراد وهي ان ينال العبد البصيرة في دينه. ان ينال العبد البصيرة في دينه. لذلك يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. يجعل لكم فرقانا. وهذه النعمة ايها الاحبة نعمة البصيرة في الدين من اعظم النعم. التي اذا الانسان حاز خير الدنيا وخير الاخرة. اذا اعطاه الله عز وجل البصيرة في دينه يعرف ما هو الحق وما هو الباطل. ما هو الخير ما هو الشرب؟ يعرف ما يصح ان يكون عبادة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. وماذا يصح ان يكون عبادة يتقرب بها اليه عز وجل لذلك الحادث المحاسبي رحمه الله تعالى من خلال الاثار التي ذكرها في التقوى هو ذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال؟ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وذكر وصية لابي بكر الصديق لسيدنا عمر ابن الخطاب اتق الله بطاعته واتق اتق الله بطاعته واضع الله بتقواه الى اخرها. فكأنه رحمه الله تعالى يشير الى ملامح التقوى. متى يكون الانسان متقيا لله عز وجل؟ هناك ملامح اراد المحاسب ان يشير اليها لكن ضمنا هذه الأحاديث. فنحن نأتي الى هذين الحديثين. الحديث الأول حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ورواه غيره قال صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه والمؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم وكذلك الوصية التي ذكرها من كلام الصديق وذكر قال ابو بكر الصديق وهي في الحقيقة وصية من ابي بكر الصديق لعمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه عندما اراد ان يستخلفه بعده ذكر الطبراني رحمه الله تعالى في المعجم الكبير فذكر قال حدثنا عمرو بن ابي الطاهر ابن الصرح المصري حدثنا يوسف بن عدي الكوفي حدثنا ابو الاحوص الى غر ابي ما لك قال لما اراد ابو بكر رضي الله عنه ان يستخلف عمر بعث اليه فدعاه فاتاه فقال له ابو بكر اني ادعوك الى امر متعب لمن وليه. فاتق الله يا عمر بطاعته. واطع الله بتقواه. فان المتقي امن محفوظ. فان انت وليت عليهم امرهم فان استطعت ان تجف يدك من دمائهم. وان تضمر بطنك من اموالهم وان يجف لسانك عن اعراضهم فافعل. ولا قوة الا بالله. هذه وصية نفيسة من ابي بكر الصديق لعمر ابن الخطاب وهذا السند منقطع فالحديث ضعيف في اصله ولكن علماء السلوك يستنبطون حتى من الاحاديث الضعيفة معالم الطريق. ما الذي يشير اليه المحاسبي رحمه الله تعالى من خلال ذكره بهذين الحديثين في التقوى ما هي المعالم التي يريد ان يرسمها المحاسب لتقوى الله عز وجل؟ نأخذها سريعا اول معلم من معالم المتقي اولا انه لا يشترئ على دماء المسلمين المعصومة وهذا نستفيد من قول ماذا؟ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. ومن قوله فان استطعت ان تجف يدك او ان تجف يدك من ماذا من دمائهم او كما كتبنا في النص امامكم. فهذا اول شيء من علامات المتقين انه لا يشترئ على الدماء المعصومة. لذلك في حديث ابن عمر الذي رواه البخاري رضي الله تعالى عنه ابن عمر انه اتاه رجلان في فتنة ابن الزبير ابن الزبير كان عنده مشكلة مع الخلافة الاموي اتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقال له يا ابن عمران الناس صنعوا وانت ابن عمر وصاحب رسول الله فما يمنعك ان تخرج؟ شارك في هالفتنة ادخل ما يمنعك ان تخرج؟ قال يمنعني ان الله حرم دم اخي فقال له الم يقل الله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله؟ قال قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله. وفي رواية اخرى في الحديث انه اتاه رجل آآ فقال له يا ابن اخي انا عمر ابن ابن بجيب هذا الرجل بقول يا ابن اخي اغتر بهذه الاية ولا اقاتل يعني خليني مغرور ما بدي اقاتل احب الي من ان اغتر بهذه الاية التي يقول الله فيها ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. لذلك من تتبع كلام السلف يعلم ان الذي يجترئ على الدماء المعصومة هو احد رجلين اما انسان جاهل بالشرع واما انسان يفقد تقوى الله سبحانه وتعالى ولا يستحضر وقوفه بين يدي ربه عز وجل. لان من استحضر الوقوف بين يدي الله كيف يشتري على دم معصوم؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لان تنقض الكعبة حجرا حجرا. اهون عند الله عز وجل من ان ان يسفك دم امرئ مسلم فالامر جلل والامر خطير ونسأل الله السلامة من دماء المسلمين. القسمة الثانية التي يشير اليها المحاسبي رحمه الله ان يتقي الله في اموال المسلمين. فكل من استدعي على شيء من امر المسلمين. فخانهم في اموالهم. واعملها لصالحه فانه يأكل في وجسده ينبت من السحت والحرام. فاي انسان اكل المال الحرام هذا انى يرضى الله عنه فضلا ان يستجاب دعوته له فضلا ان يبلغ درجة المتقين. وكذلك الامر طبعا هذه الغسلة استفدناها من وصية ابي بكر الصديق. رضي الله تعالى عنه عمر بن الخطاب عندما امره ان ان يكف يده عن اموال المسلمين. القصص الثالثة والاخيرة قال ان يتقي الله في اعراض المسلمين. فمن شغل لسانه ايها الاحبة في عباد الله سبحانه وتعالى في الغيبة والنميمة والبهت والتفريق وافساد ذات البيت هذا من المخذولين. وهذا الانسان يعني لو كان فعل ذلك على وجه الزلل وعلى وجه معصية مع اعترافه بالتقصير فانه يرجى له التوبة. لان الله سبحانه وتعالى يوفق العاصي الى التوبة اذا وجدت شروطها. اما اذا فعل هذه الافعال وهو ويتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ويستهويه الشيطان ان ما يفعله من الغيبة والنميمة وافساد ذات البين هذا شيء نتقرب به الى الله ويظن انه انه على منهج السلف الصالح فهذا مخدود. وهذا قل ان يوفق الى التوبة. لان المبتدع ايها الاحبة كما ذكر السلف قل ان يوفق الى التوبة. العاصي يوفق الى التوبة في كثير من الاحيان. اما المبتدع اشكاله انه يعتقد ان بدعته في الدخول في اعراض المسلمين فيهم وتبديعهم وتفسيخهم بالتشهي والهوى يقربه الى الله. فهذا الاشكال كيف يخلص من هذا الهوس؟ وكيف يخلص من هذه البدعة التي تشربها قلبك. لذلك هذا قل ان يوفق للتوبة. فنسأل الله ان يحيينا على منهج الكتاب والسنة. لذلك ايها الاحبة متى هذه هي الفصال الثلاث التي اراد المحاسبي رحمه الله تعالى ان يشير اليها من خلال هذين الاثرين. فمن وفق لتحصيل هذه الخصال لغيرها اعطاه الله عز وجل البصيرة في الدين. فمن اعطي البصيرة في الدين يعرف متى يتقدم ومتى يتأخر. ومتى يسقط ومتى يتكلم وماذا ينفع وماذا يضر ومن حرم هذه الخصلة اي هي البصيرة في الدين يعني يخشى على نفسه ان يقع في المهالك وهو لا يدري واتق الله ترى تقوى الله ما جاورت قلب امرئ الا وصل ليس من يقطع طرقا بطلا انما من يتق الله البطل كما ذكر ابن الوردي رحمه الله تعالى ونتكلم اليوم عن المعدب الاخير من معالم التي نذكرها في هذا الدرس وهي المحاسبة للنفس. السؤال طبعا المحاسبة وللنفس التي يتكلم عنها المحاسبي رحمه الله تعالى هي في الحقيقة جواب لسؤال. عرفنا التقوى عرفنا اهميتها عرفنا فضلها عرفنا ثمارها. كيف نحصل التقوى هذا الان شيء عملي تطبيقي نريد ان نطبقه في حياتنا. يقول الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى مبينا كيفية تحصيل التقوى. يقول وحاسب نفسك في كل خطرة وراقب الله في كل نفس. قال عمر رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا وتزينوا للعرض الاكبر يوم لا تخفى منكم خافية. اذا كما يقول ميمون ابن مهران رضي الله تعالى عنه احد التابعين. قال لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه اشد مما يحاسب شريكه يعني شريكه في العمل وفي التجارة. لن تبلغ درجة المتقين التي تكلمنا عنها حتى تحاسب نفسك وتعاقبها وتلومها وتراقبها كما يحاسب الانسان شريكه في التجارة. وعندما الان يعني سنتكلم في المسألة مسألة الخطرات ومسألة حساب النفس مع امامين جليلين. نتكلم ونعلق سريعا على كلامهما الوقفة الاولى مع الامام ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد فقد احسن الكلام عن الخطرات. يقول ابن القيم وتأمل النص واحب منك ان تطبق على نفسك. دعونا الان نكون عمليين طبق على نفسك وانظر في حالك هل انت فعلا كما يقول ابن القيم؟ يقول ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى دافع الخطأ. الان مبدأ مبدأ الخير ايها الاحبة من ماذا؟ من الخطرات. الخطرات هو اول وارد يأتي في العقل. قد يكون هذا الوارد من ملك من خير من توفيق وقد يكون هذا الوارد من شيطان ومن هوى. فالخطرة ما هي؟ اول وارد يأتي في عقلك. اذا كان هو يتكلم الان ابن القيم عن الوارد الشيطاني والخطر الشيطانية الخبيثة. يقول لك دافع الخطأ فان لم تفعل اذا ما دفعت الخطرة وجعلتها تستنكر في العقل صارت فكرة يعني اصبحت الان انسان جاء على عقله معصية سريعة بقي مع هذه قطرة اصبح الامر يتحول الى افكار وفكر العقل يشغل نفسه في هذه المعصية. قال فدافع الفكرة ما هو مهم. اصبحت فكرة دافعها. قال فدافع الفكرة فان لم تفعل صارت شهوة اذا تركت النفس مع الافكار تحلق وتسبح تصبح بعد ذلك شهوات في الجسد تشعر بها. قال فان لم ان تفعل صارت فان لم تفعل صارت شهوة فحاربها مع ذلك ما زال هناك مجال للمحاربة. قال فان لم تفعل ما حاربت الشهوة صارت عزيمة الان الانسان عنده شهوة. شهوة من اي انواع الشهوة شهوة ريازا. شهوة في النكاح. شهوة في الحرام. شهوة ما شابه ذلك مما يغضب الله سبحانه وتعالى طبعا. قال فان لم تفعل صارت عزيمة وهمة الان اصبح هناك الان بدأ الانسان رويدا رويدا يقترب من ماذا؟ من المعصية ومن تجاوز حدود الله سبحانه وتعالى قال فان لم تدافعها ان لم تدافع العزيمة والهم صارت فعلا الان للاسف هنا الانسان اشترى على معصية الله. اشترى على معصية الله وتترجم في ارض الواقع. صارت فعلا. الان ماشي. زل الانسان مرة. اخطأ نظر فعل الان اذا مات اذا ما دافع الانسان الافعال الان خلاص فعلت تب مباشرة هو يقول لك فدافع حتى الفعل اذا وقع منك فان لم تفعل صار عادة اصبح ماذا؟ عاد واصرار على المعصية والعياذ بالله فيصعب حينئذ عليك الانتقال منها. فيعني لو اتينا الى الواقع العملي كل شاب مثلا تعلق بفتاة او كل فتاة تعلقت بشاب او كل شاب تعلق بالغناء المحرم او السماع المحرم او العادات المحرمة او كل رجل تعلق وبالكسب الحرام وبالقروض وبالفوائد. كل انسان مثلا اعترق في قلبه شبهة من الشبهات في العقائد. الامر ليس فقط شهوات. قد تكون شبهات في العقائد في الدين في الغيب فيما يتعلق بوجود الله كل هذه الامة منشأها؟ منشأها خطر ابتداء انسان سمح لخطرة ان تأتي في عقله بدأت هذه هذه القطرة تنبت رويدا رويدا وتؤتي اكلها. اما ان تكون هذه الغطرة من الخير هذا انعم به واكرم. الاشكال اذا كانت من الشهوات والمعاصي فانها تؤتي ثمرا خبيثا والعياذ بالله. لذلك ابن القيم يترجم لك هذا الواقع والاشكال كما سيأتي معنا يعني سنعرف كيف نعالج هذه الخطرات. لكن نتبع كلام ابن القيم ماذا يقول؟ قال فصلاح هذه المراتب. الان هذه مراتب. عندك خطرة الخطرة اذا تركتها تصبح افكارا. الافكار اذا تركتها تصبح شهوات. الشعواء تصبح عزائم. ثم تصبح فعلا ثم تصبح عادة. كيف نعالج هذه المراتب قال فاصلاح هذه المراتب في صلاح الابداع. بصلاح البداية وهي صلاح الخواطر والافكار. وفساد هذه المراتب بماذا؟ بفساد الخواطر وصلاح الخواطر الان يبين لك كيف تكون الخواطر التي في عقلي دائما احاول ان اشغل نفسي بالخواطر الصحيحة الايمانية وابتعد عن الخواطر السيئة. قال فصلاح الخواطر بان تكون مراقبة اي هذه الخواطر. بان تكون مراقبة لوليها والهها. صاعدة اليها دائرة على مرضاته ومحابه. فانه سبحانه به كل صلاح. ومن عنده كل هدى ومن توفيقه كل رشد. ومن توليه لعبده كل حفظ. ومن اعراضه عنه كل ضلال وشقاء. فيظفر العبد بكل خير وهدى ورشد بقدر اثبات عين فكرته في انائه ونعمه وتوحيده وطرق لمعرفته وطرق عبوديته وانزاله اياه. هنا يهمني الكلام. قال وانزاله الى ان ينزل الله سبحانه وتعالى من نفسه. حاضرا معه مشاهدا له ناظرا اليه رقيبا عليه مطلعا على على خواطره. يعني انظر الانسان الذي ينزل ربه منه هذه المنزلة. انه في كل خطرة هذه الخطرة التي خطرت الان الله سبحانه وتعالى يراها. ربما نحن لا نراها لكن من الذي يراها؟ الله سبحانه وتعالى وهذا الامر كله يعود المعرفة بالله سبحانه وتعالى. اذا مطلعا على خواطره وارادته. فحينئذ اذا من انزل الله منه هذه المنزلة قال يستحيي منه ويجله ان يطلعه منه على عورة يكره ان يطلع عليها مخلوقا مثله. يعني الانسان الان في خاطرة في قلبك. مثلا نظر الى فتاة وقعت في قلبه خاطرة من الخواطر. الان هل تحب انت هذه الخاطرة تدرس اذا المجتمع يراها الناس؟ نتخيل ان هناك شاشة مرتبطة بعقل الانسان. كل ما خاطرة اشتغلت هذه الشاشة. فلان في قلبه هذه الخاطرة. نظرة حرام. ستشعر بالحياة نكد تعب. فاذا انت كنت تنظر الى المخلوقين بهذه العين وتخشى ان ان الخاطر التي وقعت في خلدك ان تنتقم ويعرفوها عنك. الا يستحق الله ان يكون اعظم الناظرين اليه؟ اذا فالاشكال هو ان الله عز وجل هو اهون الناظرين الى هذه الخطرات والعياذ بالله. اذا فعليه ان ويجله وان يطلعه منه على عورة يكره ان يطلع هي مخلوقة مثله او يري نفسه خاطرا ينفثه سبحانه وتعالى عليه. فمتى انزل ربه هذه المنزلة رفعه سبحانه وتعالى وقربه منه واكرمه ثم يقول قال واعلم ان الخطرات والوساوس ردها من مبادئها اسهل من قطعها الان هو يتكلم بشكل عملي. ويقول لك طبعا ابن القيم خبير في هذه القضايا يقول لك انا بدي اعطيك شيء او حل عملي. اذا صارت الامر شهوة او صارت عزيمة الرجوع الى الوراء صعب فأسهل شيء وايسر شيء يمكن ان تفعله ماذا؟ الخاطرة. الحقيقة المشكلة في الانسان ايها الاحبة عندما يجازف في هذا الموضوع. يعني الانسان تأتيه خواطر يبدأ يسبح يفكر معها يقول يا اخي هذا انسان يتقي الله عز وجل يعني لو فكرت شوي لو سمحنا شوي في هذه الشهوات ايش اللي يضر؟ فقط هي ما دارت في الخاطر لكن في الحقيقة اذا فتحت فتحت المصائب على نفسك. عليك من اول الخاطر ان تغلق الباب. بمجرد فتح باب الخاطرة على النفس للتفكير في الحرام. هنا ابتدأت المصائب عليك هذا الحرام ليس بالضرورة ان يكون شهوة. اجلكم الله مثلا في الجنس او ما شابه ذلك قد يكون شهوة وقد يكون شبهة. قد يكون شهوة مال قد يكون شهوة دنيا. قد يكون شهوة رئاسة. قد يكون شهوة هناك الشهوات كثيرة فسواء كانت هذه او هذه الخاطرة هي بداية الاشكال ومنها تستطيع ان تغلق الباب. والشيطان لن يذر يدرك من الخطوات كما سيأتي معي. قال واعلم الخطوات والوساوس ردها من مبادئها اسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها. ومعلوم انه لم يعطى الانسان. طيب الان عرفنا انه رد الخواطر هو الاصل. الانسان هل يستطيع ان يقطع الخواطر؟ لا يأتي على قلب اي خاطر هو يقول لك يستحيل ذلك. قالوا معلوم انه لم يعطى الانسان اللي ماتت الخواطر لن تستطيع ان تميتها. ولا القوة على قطعها لن تستطيع ان تقطعها. الشيطان يعمل اربعة وعشرين ساعة. قال فانها تهجم عليه هجوم النفس الهجوم في الخواطر في الشهوات يعني انظر الى واقعنا الشهوات والشبهات الغناء الاعلام وسائل التواصل الاجتماعي شهوات كثيرة وخواطر عظيمة ترد على القلب الضعيف على هذا العقل المسكين. قال الا طب ايش الحل؟ قال الا ان قوة الايمان والعقل. تعينه على قبول احسنها ورضاه ومساكنته له وعلى رفض اقبحها او رفع اقبحها وكراهته له. اذا عندنا عقل وايمان. من كان عقله سليما وزاد الوازع الايماني فيه هو الذي يستطيع ان يتعامل مع هذه الخواطر بمهارة. ما وجد منها موافقا لله سبحانه اسكنه في قلبه. وما وجده مخالفا لما يرضي الله عز وجل ابعده عنه. ثم يقول انظر الى هذا التوصيف الدقيق. يقول وقد خلق الله سبحانه النفس شبيهة بالرحى يقول نفس الانسان يا كالرحى التي تدور تطحن القمح والشعير وما شابه ذلك. بالراحة الدائرة التي لا تسكن لا تتوقف ولابد انها من شيء تطحنه. هذه الراحة لابد تطحن شيء. ما في مجال كما قلنا ان يترك الانسان عقله من دون خاطر يخطر عليه. قال فاذا وضع فيها حب وان وضع فيها الحب هو النافع. وان وضع فيها تراب او حصى يعني شيء لا ينفع كذلك ستطحنه. طحنته. فالافكار والخواطر ايها الاحبة التي تجول في النفس هي الحبوب. الان اذا كانت الخواطر ممتازة وجيدة ستطحن النفس ماذا هذه الخواطر. فسيكون انتاجك مميز. واذا الخواطر التي ترد على بابك شهوة وحرام وعلاقة محرمة وسماع واغاني ومال حرام هذي كلها خواطر ستدخل تحت هذه الراحة وستطحن فماذا سيكون الانتاج؟ قال والاخواطر التي تجول في نفسه بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى ولا تبقى تلك الرحى معطلة قط. يعني لابد تؤمن الرحى والنفس لا تكون معطلة من الخواطر. لابد لها من شيء يوضع فيه. فمن الناس من تطحن رحاه حبا يخرج دقيقا ينتفع به الناس او او ينفع به نفسه وغيره واكثرهم وللاسف واكثر الناس قال يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك فاذا جاء وقت شني هو الخبز؟ متى هذا؟ عندما نلقى الله سبحانه وتعالى. اذا جاء وقت انسان ينظر ما الذي انتجته هذه الراحة؟ تبين له حقيقة طحينه. والله سبحانه انه هو المالك والمصرف لهذه الروحة. وقد اقام لها ملكا او ملكا عفوا يلقي فيها ما ينفعها فتدور. وشيطانا يلقي فيها ما يضرها. الانسان محو قريب من الملائكة وقريب من الشيطان. الان الشيطان يدفع مادته. والملك يدفع مادته. مادة الشيطان متى تستطيع ان تدخل متى تستطيع مادة الشيطان ان تدخل الى الرحى وتبدأ تطحن خواطره. اذا كانت الرحى فارغة من مادة الملك. اذا كان الانسان ما مادة يطحنها من الخير والايمان والعلاقة بالله والتفكير لتوحيد الله والائه. او ما عنده مادة يطعنها من طلب العلم والفقه. واعطت دراسة التفسير والعقيدة وما شابه ذلك من العلوم. لا يوجد خواطر ايجابية. الان هنا الان لن تتوقف كما وصفها ابن القيم. ستبدأ تطحن لكن ستطحن الخواطر الشيطانية تدخل في عملية الطحن. قال وصاحب الحب المضر لا يتمكن من القائه الا اذا وجد الرحى فارغة من الحب النافع. اذا وجماع اصلاح ذلك ان تشغل فكرك في باب العلوم والتصورات بمعرفة ما يلزمك من التوحيد وحقوقه. يعني هو يقول لك اجعل خاطرك ايمانية اجعلها مع الله سبحانه وتعالى اذا اردت النجاح. اجعلها في توحيد الله سبحانه اجعلها في التفكر بالموت وما بعد الموت. اجعلها في حقوق الله عز وجل او اجعلها في طلب العلم اجعلها في كل ما يعود عليك بالصلاح والنفع والعافية. وبكم بقي او كم تجاوزنا في الدرس استاز ساعة تماما يعني معنا ربع ساعة ان شاء الله. ننتقل الى كلام الغزالي رحمه الله تعالى من هنا اعجبتني كلمة في الحقيقة للاستاذ مصطفى السباعي رحمه الله تعالى. يقود الاستاذ مصطفى السباعي في قضية الخواطر يقول اذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله سبحانه وتعالى. قال فان لم ترتدع قال فذكرها باخلاق الرجال. قال فان لم ترتدع فذكرها بالفضيحة بين الناس. قال فان لم ترتدي اعلم انك في تلك الساعة انقلبت الى حيوان. لانه هو يعطيك المراتب. اول اشي الوازع الديني. عاد الوازع الديني ما نفع اقل شي. الوازع الاخلاقي. المروءة ان الانسان يترك الشيء لمروءة النفس قال فان لم ترتدع الحد الادنى خوف الفضيحة من الناس ان تترجم هذه الخواطر الى واقع تفتضح فيه بين الناس. الان ما نفعت هذه الامور فانت لا تستحق ان تكون انسانا. لان هذا هو الانسان عنده مروءة عنده اخلاق عنده شيء يردعه. اذا لا يوجد اي شيء يردعه فيصبح الانسان كما ترون في واقع الغربية مثل البهائم التي كلها تقفز على شهواتها واهوائها من دون وعي ومن دون تفكر. واكبر المشاكل في الحقيقة ايها احبة للشاب او للفتاة وفي المجتمع هي الفراغ. يعني الشاب او الموظف او ما شابه ذلك انهى وظيفته وانهى عمله. شيخ بس تنزل شوي عن الكاميرا الشاب انهى وظيفته انهى عمله بعد ذلك يجد نفسه بعد انتهاء الوظيفة والعمل في فراغ كبير. اين يقضيه الشاب؟ اذا نقضيه في طلب العلم والاشتغال بالدروس النافعة وتحصيل الشيء النافع والقراءة سيقضيه اما امام امام التلفاز او امام وسائل التواصل الاجتماعي ست سبع ثمان ساعات يجلس امام اي شيء يقضي فيه هذا الفراغ القاتل. الفراغ القاتل هو منشأ الخواطر القاتلة. تجلس الفتاة في بيتها ساعات طويلة مع نفسها في غرفتها تبدأ تفكر في ذاك الشاب في مفاتنه وفي محاسنه وكذلك الشاب الاخر في الجامعة يبدأ يفكر في تلك الفتاة التي ربما اعطته نظرة واعطته شيء من متاع هذه الحياة الدنيا ويبدأ يجول ويتفكر ويتخيل انه اصاب منها وحصن ما يشتهيه ثم بعد ذلك يستيقظ كما يقول ابن القيم ويده في الحصير ما حصل شيء وانما هي فقط خواطر وافكار تمر على القلب ثم ينقضي. هذه الخواطر التي يفكر فيها الشاب او الفتاة عندما يذهب الى الجامعة اليوم الثالث تبدأ تنتقل كما يقول ابن القيم الى فكرة ثم تبدأ بعد ذلك تنتقل الى شهوة ثم عزيمة ثم تبدأ العلاقات المحرمة هذا هو مشهد له علاقات هو تظن الامر ان الانسان ذاهب الى الجامعة مباشرة والتقى بالفتاة وتعرف. هناك خطرات سابقة وانتاج وفكر جعل الانسان يطحن ويخبز كيف ينشئ وكيف يفعل ويتخيل ويتصور ان اللذة والمتاع كله في هذا الوصول المحرم ثم بعد ذلك ايها الاحبة كما يقول ابن القيم واللذة ممزوجة بالقبح اثناء تناولها موردة للالم بعد تناولها. كل لذة كم ستستمر؟ ربع ساعة نصف ساعة ثم هذا الجسد سينهب. وهذا الجسد ولكن هناك قبح في اثناء التناول يجد نفسه دنيئا رذلا. وبعد التناول يجد الالم في القلب. لان الله عز وجل لا يدخل السرور بالحرام. من كان يظن ان اصحاب المحرمات في سعادة هذا محروم. ابراهيم ابن ادهم كان جالسا على النهر. ولم يكن معه شيء من الدنيا ويقول نحن في سعادة لو عرفها الملوك لجالدونا عليها. عابد زاهد ما في شيء من الدنيا هو يريد فقط وجه الله سبحانه وتعالى. ارتاح قلبه وهمه لانه يشعر انه مع الله. اما اصحاب وماتية لذة فقط في ربع ساعة نصف ساعة مهما بلغت نصف ساعة بعد ذلك تنقلب نكدا وهما وتعبا فنسأل الله ان ينجينا من هذه الحياة يقول الغزالي اعطوا لنا وقفتان الوقفة الاولى مع الامام ابن القيم الوقفة الثانية ستكون مع الامام الغزالي رحمه الله تعالى الغزالي رحمه الله تعالى ينظر الى قضية النفس مع المحاسبة ومع المراقب ولانه المحاسب يتكلم عن قضية محاسبة الخطرات والمراقبة لذلك انا اتيت بكلام الغزالي لان الغزالة توصيفاته دقيقة. الغزالي يقول رحمه الله تعالى قال العقل بالنسبة للنفس او بالنسبة للانسان قال هو تاجر. انظر الى هذا يقول لك العقل هو تاجر من التجار. يريد ربحا ما هو الربح الذي يريده العقل في هذه التجارة؟ ان يحصل تزكية النفس الان العقل جاء الى شريك اراد ان يشاركه في هذه التجارة. ما هي؟ هي النفس بذاتها جاء العقل واتى بشريك وهي النفس يشاركه في هذا المشروع الاخروي. وهو الوصول الى تزكية النفس وتطهيبها وتنقيتها فبقول لك العقل الان مع الوقت الانسان في تجارته اذا اتى بشريك اذا بدأت التجارة تنجح ويبدأ يخاف من الشريك ان يبدأ عملية الالتفاف الخلفي انه الشريك يرد جارة ناجحة وقلة ورع وقلة دين يبدأ الشريك ينزع الشريك الاصلي. الان انا رجل صاحب مال اتيت بشريك يساعدني هذا رجل اتيت به من الحضيض من لم يكن معه شيء. عندما بدأت التجارة تنجح ووجد المال يدور بدأ يفكر هذا الشريك الدنيء في ان يتخلص من رأس المال ومن صاحب الشركة ويستولي هو على كل الامور. قال كذلك حال العقل مع النفس. العقل يأتي بالنفس لتساعده في عملية التزكية والمعالجة والتنقية الان العقل السليم يبقى ابتداء وفي يعني في جميع احواله على توجس من النفس. لانه يخشى ان تنقلب عليه في لحظة التجارة وتملك النفس زمام المبادرة. يقول العقل هو التاجر في طريق الاخرة. وانما ربحه تزكية النفس لان بذلك فلاحها. قال الله تعالى عم بنزكاها. قال والعقل يستعين بالنفس في هذه التجارة اذ يستعملها ويستسخرها فيما يزكيها كما يستعين التاجر بشريكه وغلامه الذي يتجر في ماله. قال وكما ان الشريك في لحظة من اللحظات بعد ان الشركة تطمئن وتصبح العلاقة جيدة. يصير في النهاية خصما يجادبه في الربح يريد ان يأخذ شيء زيادة من الربح. ويريد كذلك ان يستولي على الشركة ابتداء. فيحتاج العقل الانسان انت كشريك حتى تحفظ حقوقك المالية كما يقولون يعني حتى تحفظ خط الرجعة مع هذا الشريك الذي ادخلته تضع شروطا في البداية. تحصل لنفسك الامان من هذا الانسان بحيث لو خطر في باله في لحظة من اللحظات ان ينقلب عليك تعرف كيف تغلب الامور عليه وطهرت المناقض عليه. من خلال ماذا؟ تضع شروط في البداية معه تقول له حدود تصرفك كذا وتتصرف كذا وتفعل كذا فقط. هذه الشروط هي التي تحصن هذه الشركة وتحميها. فيقول كذلك هكذا يجب ان تكون علاقة العقل مع النفس. يأتي العقل على يعقل الانسان بعقله. طبعا هذا الكلام غير عاقل. الكلام عن الانسان العاقل يأتي لنفسه يضع معها شروط. ويضع معها خطوط عريضة في التصرفات وفي التعامل لذلك يقول فكذلك العقل يحتاج الى مشارطة النفس اولا فيوثق عليها الوظائف يقول عليك هذه الوظيفة وهذه الوظيفة وهذه الوظيفة. طيب ويشرط علي الشروط ويرشدها الى طريق الفلاح ويحزن عليها الامر بسلوك تلك الطرق. طيب الخطوة الثانية الان عملت مشارطة. الان للشريك او وصاحب رأس المال ينبغي ان ينظر هل هذا الشريك الذي ادخلته ينفذ هذه الشروط هي عملية ماذا؟ مراقبة. عملية مراقبة وهذه المراقبة الايمانية سننتقل بها. فهناك اذا عملية مراقبة بعد وضع الشروط. اذا ثم لا يغفل عن مراقبتها. الان انت كعاقل شاركت نفسك. قلت لها حدودك كذا وكذا وكذا لا تتجاوزي هذا الحد عليك ان تقوم بالوظيفة الثانية وهي المراقبة. تبدأ تراقب هل هذه النفس عم تتخطى الحدود؟ ولا ملتزمة بالشروط والوظائف التي وضعتها لها ثم لا يغفل عن مراقبتها لحظة فانه لو اهملها لم يرى منها الا الخيانة. كذلك الشريك اذا انت اهملته وتركه الشرك في لحظة تجد ان الشركة اصبحت خارجها من ناحية الثلاث اشهر. فكذلك ينبغي على النفس او العقل ان يراقب النفس في تصرفاتها. ممتاز. طب الان الخطوة الثالثة راقبت تنظر في نهاية الدوام او في نهاية العام تبدأ عملية ماذا؟ المحاسبة. هناك اذا شروط مشارطة. ثم بعد ذلك مراقبة ثم بعد المراقبة للعمل تبدأ عملية المحاسبة. قال ثم بعد الفراغ ينبغي ان يحاسبها ويطالبها ينظر. ايش حصلنا من المال في هذا اليوم؟ ايش حصلنا من الخير في هذا اليوم بما شرط عليها فان هذه التجارة ربحها الفردوس. ويقول لك انا في تجارة الدنيا فما بالك في تجارة؟ ربحها الفردوس الاعلى وبلوغ سدرة انتهى الامر جليل انت تتاجر الان بدينك وبحياتك وبمستقبلك الابدي. انت لا تتاجر بسلعة يعني التجارة في الدنيا لو خسرت لم تنتهي الدنيا يمكن تفعل مشروع اخر لكن التجارة مع الله لو كسبت ايش الاشكال؟ خسرت الدنيا والاخرة. كلمة الابد نعود اليها خسارة الابد انتهت حياتك تماما. في ابد الابدين في نار جهنم والعياذ بالله وانت لا تشعر. او في ابد الابدين في سعادة مع الله. فالتجارة في الحقيقة هذه رابحة. او كاسدة والامر خطير وجلل. قال الانبياء والشهداء فتدقيق الحساب في هذا مع النفس اهم كثيرا من تدقيقه في ارباح الدنيا. فحتم على كل ذي حزم منذ كلام ابن قيد ابن الغزالي الله تعالى قال فحتم على كل ذي عزم امن بالله واليوم الاخر الا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها وخطراتها وخطواتها. فان كل نقص من انفاس العمر. انظر الدقة والامر الخطير. ترى هذا كلام العلماء. وهذا الذي يهمنا عندما نقرأ كلامهم ان نفهم ما المرامي التي يرمون اليها؟ ما المقاصد التي هناك ضرر في كلامهم؟ لابد ان نستخلصها اذا اردنا ان نكون سعداء مثلهم نحسبهم والله حسيبهم. قال فان كل نفس من انفاس العمر. جوهر نفيسة هذا جوهرة تمتلكها الان اذا خرج النفس خرج النفس او خرج اليوم وانتهى انت فقدت جوهرة فكل نفس من انفاس العمر جوهرة نفيسة التي وضع عنها يمكن ان ان يشترى بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه ابد الاباد. فانقباض هذه الانفاس ضائعة او مصروفة الى ما يجلب خسران عظيم هائل لا تسمح به نفس العاقل ولا يسمح به العاقل. طيب ما هي خطوات اه العمل؟ يعني قبل ان ادخل في خطوات العمل يعني او لا سنشير اليها حسب الدرس ومدته لكن لابد اتكلم سريعا عن المراقبة كمفهوم حتى لا نتجاوز هذه النقطة من دون ان نفهم ما معنى المراقبة هذا من كلام الغزالي رحمه الله تعالى بتهذيب يقود الغزالي حقيقة المراقبة قال هي ملاحظة الرقي يعني ما معنى المراقبة؟ ان تشعر ان هناك يراقبك في تصرفاتك. اذا حقيقة المراقبة هي ملاحظة الرقيب وانصراف الهم اليك. فمن احترز من امر من الامور بسبب غيره يقال انه يراقب فلانا. اذا المراقبة ايها الاحبة كما يراها الغزالي هي حالة قلبية. المراقبة حالة قلبية شعور قلبي نتج من ماذا؟ من معرفة وجود مراقب. طيب وما الثمر الذي ينتجه هذا الشعور القلبي؟ ينتج صيانة والابتعاد عن اي شيء يمكن ان يغضب هذا المراقب. لذلك نقول المعرفة التي تثمر هذه الحالة يعني ما الذي يورث كما قلنا هذا الانبعاث القلبي بالمراقبة قال العلم بان الله مطلع على الضمائر. عالم بالسرائر رقيب على اعمال العباد. يعني من وصل الى هذه الحقيقة يعني احنا مشكلتنا في الحياة ايها الاحبة في المعاصي في المنكرات لماذا نقع فيها؟ لان قضية الشعور بان الله عز وجل يراقب ان هناك كل شيء محسوب مراقب مسجل ضعيفا جدا بل تكاد تكون معدومة عند كثير من الناس. نسأل الله العافية. بقدر زيادة هذا الوازن وبقدر وجود هذا الشعور وهذه المعرفة ان هناك مراقب والله سبحانه وتعالى هذه الخطوة وهذه الخطوة وهذا العمل لم يمر الله عز وجل راقبوا ونظروا وسجلوا بقدر ادراكك لهذا الامر بقدر يجد عندك او يثمر هذا حالة المراقبة اذا وجدت حالة المراقبة وشعرت بالهيبة من المراقب سبحانه وتعالى هذا يثمر صيانة الجوارح عما اعوذ بالله عز وجل لذلك النبي صلى الله عليه وسلم جعل منزلة المراقبة فوق منزلة الاسلام والايمان. كما جاء في حديث جبريل. مرتبة المراقبة هي مرتبة الاحسان. ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. هذه قضية المراقبة اما المحاسبة ايها الاحبة فذكرنا ان المحاسبة تكون بعد نهاية العمل. لكن في الحقيقة هناك نوعان من المحاسبة. هناك محاسبة قبل العمل وهناك بعد العمل. المحاسبة التي قبل العمل ان يجلس الانسان مع نفسه في الصباح ينظر يقول له هذه الافعال لا تقترب لا تقتربي منها. وهو قريب يعني المحاسبة التي يذكرها قريبة من منزلة المشارطة. التي ذكرناها قبل قليل. فمشارطة النفس قبل ابتدائك في يومك وان تضع لها الحدود هي محاسبة العمل. ثم في نهاية اليوم هناك محاسبة بعد العمل تحاسب النفس على ما صدر منها في الصباح. يقول الغزالي اعلم ان العبد كما يكون له في اول النهار يشارط فيه نفسه على سبيل التوصية بالحق. فينبغي ان يكون له في اخر النهار ساعة. يطالب فيها النفس ويحاسبها على حركاتها وسكناتها كما يفعل التجار في الدنيا مع الشركاء في اخر كل سنة او شهر او يوم حرصا منهم على الدنيا وخوفا من ان يفوتهم منها ما لو فاتهم لكانت الخير لهم في فواته. ولو اصل ذلك لهم فلا يبقى الا اياما قلائل. فكيف لا يحاسب العاقل نفسه في ما يتعلق به خطر الشقاوة والسعادة ابد الاباد. ما هذه المساهلة الا عن الغفلة والخذلان؟ لذلك الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول المؤمن قوام على نفسه يحاسبها لله وانما خف الحساب على يعني يوم القيامة على قوم حاسبوا انفسهم في دنيا وانما شق الحساب يوم القيامة على قوم اخذوا هذا الامر من غير محاسبة. ثم فسر المحاسبة رحمه الله تعالى فقال ان المؤمن شيء يفجعه الشيء يعجبه فيقول والله انك لتعجبني وانك من حاجتي ولكن هيهات حيل بيني وبينك الان اي شبهة اي معصية هذي اسمها المحاسبة قبل العمل. ينظر الانسان في التصرف الذي يريد ان يقبل عليه. وجده مرضاة لله عز وجل يقبل. وجد فيه معصية وجد فيه شبهة. يصرف النفس هذه كلها من انواع المحاسبات الذي يكفل وتعيش الحياة وتستمر معه على غفلة يدخل نفسه في كل امر يفعل كل تجارة يدخل في كل معصية لا يراقب لا هذا يوم القيامة عندما يأتي سيجد هناك سجلات كبيرة تنتظره. هناك سجلات سيحاسب عليها لحظة لحظة. لذلك يقول خف الحساب يوم القيامة على قوما حاسبوا انفسهم في الدنيا لان من حاسب نفسه في هذه الحياة الدنيا السجلات عنده ستصغر لان هناك محاسبة مراقبة لن يعود الى فعل المعاصي لكن الذي لا لا يحاسب الامور عنده هكذا تسري في الدنيا نظر وفعل وارتكب وسمع وكل هذه الامور سيجدها يوم القيامة مسجلة. ويوم القيامة وعندما يعني تأتي يأتي ملك الموت ليأخذ هذا الروح تبدأ يبدأ شريط الحياة يمر عليك. سعيتها كما يقولون لا ساعة ما ندم لا تندم. انت الذي فرطت كان بامكانك ان تحاسب نفسك عند لحظة الموت يبدأ شريط الحياة يمر عليك لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ونختم بما قاله علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه قال النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ان السعادة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت بانيها. فان بناها بخير طاب مسكنه وان بناها بشر خاب بانيها لكل نفس لكل نفس وان كانت على وجل من المنية امال ترجيها. قل نفس كانت على وجل من الخوف ومن على وجل وخوف من الموت ومن المنية وانه سيأتي يوم تدفن لكن ما الذي يجعل الانسان يعني لو سألنا كل انسان فينا هل الموت هل تؤمن بالموت؟ يقول نعم. طيب ما الذي يجعل الانسان يدخل في المعاصي؟ ما الذي يجعله يشتري ما انه يعلم انه سيموت؟ الامال. الشيطان يمنيك يسوف لك ستعيش عشرين ثلاثين اربعين تتوب تأتي موعد التوبة لا تخف ادخل في هذه المعاصي. اذا لكل نفس وان كانت على وجل من المنية امال ترجيها. المرء يبسطها والدهر يقبضها والنفس تنشرها والموت يطويها. واعمل غدا رضوان خازنها والجار احمد والرحمن ناشيها. فمن يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحييه نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يعيننا على طاعته وان يجعلنا ممن راقب نفسه وحاسبها انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم