الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له بسم الله الرحمن الرحيم نون والقلم وما يسطرون. ما انت بنعمة ربك بمجنون. وان لك لاجرا غير ممنون وانك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون. بايكم المفتون؟ ان ربك هو اعلم بمن لعن سبيله وهو اعلم بالمهتدين يقسم تعالى بالقلم وهو اسم جنس شامل للاقلام التي تكتب بها انواع العلوم ويسطر بها المنثور والمنظوم وذلك ان القلم وما يشطر به من انواع الكلام من اياته العظيمة التي تستحق ان يقسم بها على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبه اليه اعداؤه من الجنون مم فنفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه واحسانه اذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد والكلام الفصل الذي هو من احسن ما جرت به الاقلام وسطره الانام وهذا هو السعادة في الدنيا. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه ايات كريمات فيها بيان شرف الرسول عليه الصلاة والسلام وعظيم قدره وعلو منزلته وفيها تنزيهه عليه الصلاة والسلام مما نسبه اليه اعداء دين الله فهي ايات جمعت بين ذكر اوصافي الحسن والخير لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والذب عنه والدفاع عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال الله عز وجل نون وهذا الحرف هو من حروف الهجاء التي بدأ الله سبحانه وتعالى بها عددا من سور القرآن وهي اما احادية مثل نون وقاف او ثنائية مثل حميم وطه وياسين او ثلاثية مثل الف لام ميم الف لام راء او رباعية مثل الف لام ميم صاد الف لام ميم راء او خماسية مثل كاف ها يا عين صاد ولم يأتي زيادة على ذلك ولما تتجاوز الخمسة في هذا التنبيه على عظم شأن هذه الاحرف التي هي مباني كلام الله سبحانه وتعالى الذي نزل به وحيه هداية للعباد وشرف به رسله الكرام بان انزله عليهم فهذا الوحي المنزل مبني على هذه الاحرف ففي البدء بها تنبيه على عظم من شأنها وان القرآن المعجز العظيم المشتمل على هداية البشر وفلاحهم وسعادتهم في دنياهم واخراهم مبني على هذه الاحرف قال نون والقلم وما يسطرون هذا قسم من الله عز وجل بالكتاب والته بالكتاب والة الكتاب التي يكتب بها الكتاب وهو القلم والله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته وفيما يقسم به تشريف المقسم به وتنويهم بشأنه واما الخلق فليس لهم الا ان يقسموا بربهم وخالقهم تعظيما له سبحانه وتعالى من كان حالفا فليحلف بالله من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك قال نون والقلم نون والقلم وما يسطرون ذكر القسم بالكتاب والة الكتاب الذي هو القلم نون والقلم وما يسطرون ثم ذكر المقسم به او المقسم عليه ما انت بنعمة ربك بمجنون وان لك لاجرا غير ممنون وانك لعلى خلق عظيم عندما تتأمل الحروف الحروف المقطعة التي بدأ بها كثير من سور القرآن تجد ان كلها عدا السورتين هذه السورة وسورة مريم كلها يذكر عقب هذه الاحرف اما القسم بالقرآن او الاخبار عن القرآن كلها مما يذكر عقبا الاحرف هذي اما القسم بالقرآن او الاخبار عن القرآن مثلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب الف لام ميم صاد كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه. الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم الف لام راء تلك ايات الكتاب المبين الف لام ميم راء تلك تلك ايات الكتاب الذي انزل اليك من ربك الحق طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ياسين والقرآن وهكذا يعني تجدها كلها كلها يذكر عقب هذه الاحرف آآ اما ان يقسم بالقرآن او يخبر عنه او يخبر عنه عدا هاتين السورتين سورة اه النون وسورة مريم فهنا ذكر سبحانه وتعالى عقب القسم التبرئة للرسول تبرئة آآ الرسول عليه الصلاة والسلام مما وصفه به اعداء دين الله سبحانه وتعالى اعداء دين الله كانت همتهم متجهة الى الصد عن دعوة الرسول ومنع الناس من سماع كلامه وتحذيرهم من القرب منه فلجأوا الى سبل كثيرة وطرائق عديدة منها ما كان اشار اليه سابقا رحمه الله تعالى في ورد في ايات عديدة انهم وصفوه بانه مفتري على الله الكذب وان هذا القرآن مفترى وانه اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا ومما قالوه وصفوه بانه مجنون وهذه الصفة مجنون كثر وصفهم للنبي صلى الله عليه وسلم بها حتى انهم رصدوا اناسا في طرق مكة كلما جاء غريب مكة يدخلها الداخل كثير كل ما جاء غريب الى البلد قالوا محمد مجنون كل ما جاء كل ما جاء قريب قالوا محمد مجنون حتى ينفروه اصلا من ان ان يستمع اليه وكأنهم سبحان الله عرفوا انه السماء اليها يقرب منه ويدني مما عنده ويحبب اليه فكانوا يضعون حواجز حتى لا يستمع اصلا الى شيء مما جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام فكان من اكثر ما يقولون محمد مجنون محمد مجنون ويأتي هنا القصة اللطيفة العجيبة التي خرجها الامام مسلم في كتابه الصحيح رحمه الله تعالى وهي قصة ظماد الازدي وكان سيدا في قومه يقول دخلت مكة فاسمع الناس يقولون محمد مجنون محمد مجنون محمد مجنون فقلت اني رجل راقي ارقي الناس لئن لقيته لاقرأن عليه لعل الله يشفيه مما به من جنون على يديه فوقع انا في نفسه عطف على هذا الرجل اي الذي هو النبي صلى الله عليه وسلم وانه يريد ان يلقاها من اجل ان يقرأ عليه. لعله يشفى من هذا الجنون وفعلا التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم لهذا الغرض وقال له انني رجل راقي وان الله شفى على يدي من شاء من عباده فهل لك في ذلك؟ يعني تحب ان اقرأ عليك؟ يعني لعلك تشفى لن لن هذه يوضح لك ان فعلا رسخوا في الناس ان رجل مجنون المجنون لا يستمع اليه لكن هو جاء اليه لهذا الغرض ليقرأ عليه لعله يشفى مما به من جنون يزعم ويدعى فلما انتهى قال النبي عليه الصلاة والسلام ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله والرجل يفهم الكلام ويدرك المعاني يستمع قال اعد علي كلامك هذا. اختلفت الان الصورة. وكان يظن الناس سيلقى بخرف وجنون وكلام لا يعقل خطابا لا يفهم قال اعد علي كلامك هذا فاعاده النبي صلى الله عليه وسلم عليه فقال اعطني يدك ابايعك على الاسلام اعطني يدك ابايعك عن الاسلام قال عنك وعن قومك قال عني وعن قومي كان سيدا في قومه فاه الشاهد من قصة ان المشركين كانوا بكثرة يروجون هذه الشائعة وهذه الدعاية محمد مجنون حتى لا يقترب اصلا احد اليه. انظر هذا الرجل لما استمع اليه وقال ما قال عليه الصلاة والسلام طلب اعادة الكلام مرة ثانية لانه كان ملئ به ان هذا الرجل الذي هو عنده رجل مجنون وهو جال يقرأ عليه فقط ففوجئ بهذا الكلام العجيب العظيم الذي سمعه وكان سببا هدايته ولهذا مما انبه عليه هنا ان خطبة الحاجة خطبة الحاجة من عظم شأنها انها كانت سبب اسلام قوم قم باكملهم هذا وقومه وهذا يدل على عظم شأن هذه الخطبة رفيع مكانتها قال جل وعلا ما انت اي يا محمد ايها النبي الكريم بنعمة ربك بمجنون اي بما انعم الله عليك واحسن اليك بالعقل الكامل الراية الحصيف والقول الصواب والهدى والحق ما انت بنعمة ربك بمجنون ما انت بنعمة ربك بمجنون هذا تبرئة اهل الرسول كبر اهل الرسول وتنزيه له عما قاله فيه اعداء الرسل فالرسل ينزهون ويبرؤون مما يقوله فيهم اعدائهم وهذه الاية من ذلك فيها التبرئة للرسول عليه الصلاة والسلام مما يقول فيه اعداء الرسل وفي القرآن ايات كثيرة فيها تبرئة الرسول وتبرئة الرسل مما يقول فيهم اعداء من الكذب عليهم الافتراء ما انت بنعمة ربك بمجنون بنعمة ربك اي بما انعم عليك سبحانه وتعالى من العقل الكامل و الهدى والسداد والتوفيق بمجنون وهذه هي الدعوة التي يدعيها فيها اداء رسله قال وان لك لاجرا غير ممنون. الشيخ اشار هنا الى لطيفة جميلة جدا قال في قوله سبحانه وتعالى ما انت بنعمة ربك بمجنون نفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه واحسانه اذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد والكلام الفصل الذي هو من احسن ما جرت به الاقلام وسطره الانام قالوا هذا هو السعادة الدنيوية السعادة الدنيوية لانه بيربط الشيخ بين هذه الاية والتي بعدها قال وهذه السعادة الدنيوية كمال العقل ووفوره وصواب القول والرأي وسداده هذه السعادة الدنيوية. ثم ذكر سعادته في الاخرة قال وان لك لاجرا غير ممنون هجرا نكره لعظمه وكثرته غير ممنون اي مستمرد دائم غير منقطع انتبه الى قول الشيخ رحمه الله هنا اه اذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد والكلام الفصل الذي هو من احسن ما جرت به الاقلام وسطره الانام. يشير الشيخ هنا الى ان فيه ارتباط بين القسم والمقسم عليه القسم القلم والكتاب والمقسم عليه تبرئة الرسول عليه الصلاة والسلام مما ادعى فيه قومه من اه زورا من الجنون ففيه ارتباط بين القسم والا المقسم عليه. القسم القلم والكتاب الكتاب والته هذا هو القسم والمقسم عليه تبرئته من الجنون. يوضح ذلك مثل ما يعني ضرب بعض اهل العلم المثال لذلك يوضح ذلك لو ان شخصا سطر كتابا محكما من اوله الى اخره بالاشياء البينة الواضحة المعاني الجيدة حسن البدء وحسن الختام وحسن العرظ وبسط القول وايظاحه ايمكن ان يحكم عليه مع هذا التحرير والبيان انه مجنون يمكن يحكم عليه بذلك رجل كتب كتابا مع ان كتابه كتاب كتبه البشر ويقبل النقد والاخذ والعطاء وتخطئته في بعظ المواظع وتصويبه في بعظها الى اخره لكن هل يمكن ان يحكم على شخص يكتب مثلا مجلد ويحرره يحسن في بدئه يحسن في خاتمته يحسن في عرضه يحسن في تصوير المعاني. يبين الامور يذكر الحقائق يحسن في عرظها الى اخره ايمكن ان يحكم عليه بجنون ففي ارتباط بين المقسم عليه والمقسم بها الذي هو القلم والكتاب. جاءكم بهذا الكتاب العظيم وانتم اهل الفصاحة واهل البيان واهل اللغة واهل الشعر واتحداكم ان تأتوا بسورة اتحداكم ان تأتوا بسورة او عشر او مثله وانتم اعجز واعجز من ذلك فكيف يحكم على شخص جاء بهذا الكتاب العظيم المشتمل على هداية البشر وفلاحهم وسعادتهم بالجنون فهذا هو الارتباط بين المقسم به المقسم عليه جمع في قوله ما انت بنعمة ربك بمجنون وان لك لاجرا غير ممنون بين السعادتين للنبي الكريم سعادة الدنيا وسعادة الاخرة سعادة الدنيا بوجود العقل الكامل والعمل في ضوء هذا العقل بالاهتداء الاستقامة على دين الله وطاعته وما يقرب اليه سبحانه وتعالى وسعادة الاخرة بالاجر الوافر غير المنقطع قال ثم ذكر ثم ذكر سعادته في الاخرة فقال وان لك لاجرا غير ممنون اي لاجرا عظيما كما يفيده التنكير غير مقطوع بل هو دائم متتابع مستمر. وذلك لما اسلفه صلى الله عليه وسلم من المقامات العالية في الدين والاخلاق الرفيعة نعم قال وان لك لاجرا غير ممنون نكر اجرا قل اجرا والتنكير هنا للتفخيم والتعظيم وبين كثرة هذا الاجر. ان لك لاجرا اي اجرا عظيما كبيرا. اعده الله سبحانه وتعالى لك وقوله غير غير ممنون اي غير مقطوع بل هو دائم متتابع اه مستمر وذلك لما اسلفه هذا النبي عليه الصلاة والسلام من المقامات العالية في الدين والاخلاق الرفيعة فكان عليه الصلاة والسلام كامل الدين كامل التقرب لله كامل الخلق فكان عليه الصلاة والسلام اسوة للعالمين في كل امور الدين وفي كل اخلاقه وفي كل معاملاته صلوات الله والسلام عليه. ولهذا قال الله سبحانه ولهذا قال وانك لعلى خلق عظيم. فعلى صلى الله عليه وسلم بخلقه العظيم على جميع الخلق. وفاق الاولين والاخرين اخرين وكان خلقه العظيم كما فسرته به عائشة رضي الله عنها هذا القرآن الكريم. نعم. يقول الله عز وجل في بيان فضل هذا رسول عليه الصلاة والسلام وشرا فيه قال وانك لعلى خلق عظيم وانك لعلى خلق عظيم وهذه شهادة من رب العالمين لهذا النبي صلى الله عليه وسلم بكمال خلقه ووفور ادبه عليه الصلاة والسلام فعلى صلى الله عليه وسلم بخلقه العظيم على جميع الخلق كانا اكمل الناس خلقا واجملهم ادبا واحسنهم معاملة حتى انه عليه الصلاة والسلام من كمال خلقه مما مما من الله به عليه من عظيم الخلق كان يأتيه الرجل وهذا يأتي كثيرا ذكره في السيرة يأتيه الرجل وليس على وجه الارض ابغض اليه منه بسبب الدعايات التي يسمعها حوله فما ان يراه يرى خلقه ادبه وتعاملا الا ويتحول من ساعته وليس على وجه الارض احب اليه من صلوات الله وسلامه عليه آآ اخبر الله عنه بكمال الخلق وعلوه وانك لعلى خلق عظيم فعلى بخلقه العظيم على جميع الخلق وفاق الاولين والاخرين فكان اكمل الناس خلقا وادبا معاملة قال وكان خلقه العظيم كما فسرته به عائشة رضي الله عنها هذا القرآن الكريم سئلت رضي الله عنها عن خلقه فقالت كان خلقه القرآن كان خلق القرآن. ما معنى ذلك يعني اقرأ القرآن وما فيه من الاوامر وما فيه ايظا من الاداب العظيمة التي اثنى الله على اهلها والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس الى غير ذلك كل ما في القرآن من خلق امر به او اثني على اهله او ذكر الثواب الذي اعده الله سبحانه وتعالى لاهلي فلنبينا عليه الصلاة والسلام من ذلك الخلق اعلاه وارفعه فكان عليه الصلاة والسلام اسوة للعالمين في كل امر من امور الدين في كل جانب من من اه من جوانبه ثم ذكر الشيخ امثلة على ذلك قال رحمه الله وذلك نحو قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. هذه الاية جمعت كما ذكر يعني اهل العلم جمعت كل ما تعلق بالخلق فهي فيها جماع الاخلاق هذه الاية فيها جماع الاخلاق والاداب ومن وفقه الله سبحانه وتعالى للتحلي بما جاء في هذه الاية منها هدايات فقد وفق لجماع الخلق في تعامله مع العباد. خذ العفو يعني من تلقاه من الناس ليسوا على آآ مستوى واحد ولا على طريقة واحدة ولا على اسلوب واحد فيهم الفظ وفيهم الغليظ وفيهم الجافي وفيهم المحسن وفيهم المسيء الى اخره فالناس اجناس واصناف ومعادن لا تنتظر من الناس كلهم معاملة كاملة طيبة حسنة تعلام من اهلك ولا من اولادك ولا من جيرانك ولا من كل من تلقى لا تنتظر لكن ما ما الحل هنا؟ قال خذ العفو خذ العفو خذ العفو يعني ما سمح به خلق خلق كل كل انسان وتهيأ من كل انسان واعرض عن عن الجاهلين واعرظ عن الجاهلين الجاهل لا تقف عند كلامه ولقد امر على السفيه يسبني فامر ثمة واقول لا يعنيني. لا تقف عنده ولا ولا يكفي يكفي سفه ان تعرض عن عن كلامه والا تقف عند شيء من من كلامه واعرظ عن الجاهلين نعم قال رحمه الله وذلك نحو قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. فبما رحمة من الله فبما رحمة من الله لنت لهم هذه الاية ايضا من الايات العظيمة جدا في بيان كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم فبما رحمة من الله اي انعم الله سبحانه وتعالى عليك بها وما ارسلناك الا رحمة للعالمين لنت لهم هذا اللين الذي تصف به والبعد عن الفظاظة فبما رحمة من من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك الفظاظة تنفر من صاحبها وتبعد الناس عن وتكرههم الى سماع كلامه وقوله بخلاف اللين اللين يجزي ويحبب القلوب الى الشخص والى حديثه والى القرب منه والسماع له فاكرمه الله عز وجل بما من عليه من اللين والرفق واللطف وحسن الكلام والمعاشرة والبعد عن الفظاظة والغلظة والقسوة الى اخره فهذا من كمال خلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم قال رحمه الله لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وما اشبهها من الايات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الاخلاق. نعم يعني هذه الاية لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم هذه كلها اخلاق عالية اتصف بها هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وما اشبه من الايات الدالات على اتصافه بمكارم الاخلاق هذا نوع يعني من من اه بيان خلقه عليه الصلاة والسلام النوع الاخر يقول والايات والايات التي فيها الحث على كل خلق جميل فكان اول الخلق امتثالا لها وسبقا اليها والى تكميلها. فكان له منها واجلاها واجلها واعلاها فكان له منها اكملها واجلها واعلاها وهو في كل خصلة منها في الذروة العليا. نعم هذا نوع يعني اول اوصاف اوصاف للنبي صلى الله عليه وسلم كثيرة جاءت في القرآن. حتى انه يمكن ان ان يستخرج من ايات القرآن سيرة للنبي عليه الصلاة والسلام وبيان لاخلاقه واوصافه الكاملة وادابه الرفيعة عليه الصلاة والسلام فالقرآن فيه مواطن كثيرة حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث عن خلقه وادابه وحيائه رحمته ورأفته ورفقه وغير ولينه وغير ذلك ويقول الشيخ ايضا الايات التي فيها الحث على كل خلق جميل فالنبي صلى الله عليه وسلم له من ذلك الخلق اعلاه وجله واكمله. نعم قال رحمه الله فكان سهلا لينا قريبا قال وهو في كل خصلة منها في الذروة العليا. ولهذا قال الله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة يعني في كل شيء لانه في كل شيء له الذروة العليا صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله فكان سهلا لينا قريبا من الناس مجيبا لدعوة من دعاه قاضيا لحاجة من استقضاه جابرا لقلب من سأله لا يحرمه ولا يرده خائبا واذا اراد اصحابه امرا وافقهم عليه وتابعهم فيه اذا لم يكن في ذلك محذور وان عزم على امر لم يستبد به دونهم بل يشاورهم ويامرهم. وكان يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم. ولم يكن يعاشر وجليسا الا اتم عشرة واحسنها فكان لا يعبس في وجهه ولا يغلظ ولا يغلظ له في كلامه ولا يطوي عنه بشره ولا يمسك عليه فلتات لسانه ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة بل يحسن اليه غاية ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم. هذه الجملة التي ذكر رحمه الله تعالى بسطها في كتب السير يعني من اراد شرحا لجملة لهذه الجملة فليقرأ مثلا الشمائل للترمذي السماء الترمذي رحمه الله تعالى. وغيرها من الكتب التي بسطت اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم واخلاقه وادابه وتعاملاته فكل ما ذكر الشيخ هنا رحمة الله عليه له شواهد كثيرة جدا في اه سنته وسيرته وشمائله عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله فلما انزله الله باعلى المنازل وكان اعداؤه يقولون انه مجنون مفتون قال فستبصر ويبصرون بايكم المفتون وقد تبين انه كان اهدى الناس واكملهم وانفعهم لنفسه ولغيره وان اعدائه اضل الناس للناس وانهم هم الذين فتنوا عباد الله واضلوهم عن سبيله وكفى بعلم الله بذلك فانه المحاسب المجازي هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين وفيه تهديد للضالين ووعد للمهتدين. وبيان لحكمة الله في هدايته من يصلح للهداية دون غيره؟ نعم يعني اضافة الى قولهم عنه انه مجنون قالوا ايضا مفتون من الفتنة وصفوه عليه الصلاة والسلام بذلك فقال الله فستبصروا ويبصرون بايكم المفتون بايكم المفتون؟ يقول الشيخ قد تبين انه كان اهدى الناس واكملهم وانفعهم لنفسه ولغيره وتبين ايضا ان اعداؤه اضلوا الناس للناس وانهم هم الذين فتنوا عباد الله واضلوهم عن سبيله قال وكفى بعلم الله بذلك فانه المحاسب المجازي ولهذا ختم هذا السياق بقوله هو اعلم سبحانه وتعالى هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ينبه ينبه الشيخ هنا على لطيفة مهمة جدا هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين. ختم هذا السياق بعلمه بالمهتدي وعلمه بالضال. فيه تهديد للضال وفيه وعد للمهتدين بوعد للمهتدين في تهديد للضال هو اعلم بمن ضل عن سبيله يعاقبه على ذلك الضلال وهو اعلم بالمهتدين سيثيبهم على هذا الاهتداء وايضا في بيان لحكمة الله في هدايته من يصلح للهداية وغيره نسأل الله بمنه وكرمه ان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما. وان يصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا انا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا