الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن في فصل ذكر الفوائد والثمرات المترتبة على التحقق بهذه العقائد الجليلة قال رحمه الله ومنها ان الايمان يشجع العبد ويزيد الشجاع شجاعة. فانه لاعتماده على الله العزيز الحكيم ولقوة رجائه وطمعه فيما عنده. تهون عليه المشقات. ويقدم على ويقدم على المخاوف واثقا به راجيا له راهبا من نزوله من عينه لخوفه من المخلوقين ومن الاسباب لقوة الشجاعة ان المؤمن يعرف ربه حقا. ويعرف الخلق حقا. فيعرف ان الله هو النافع دار المعطي المانع الذي لا يأتي بالحسنات الا هو ولا يدفع سيئات الا هو وانه الغني من جميع بوجوه وانه ارحم بعباده من الوالدة بولدها. والطف به من كل احد. وان الخلق بخلاف ذلك كله. ولا ان هذا داع قوي عظيم يدعو الى قوة الشجاعة وقصر خوف العبد ورجائه على ربه وان ينتزع من قلبه خوف الخلق ورجاءهم وهيبتهم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه ثمرة اخرى من ثمار الايمان وفائدة عظيمة من فوائده ان الايمان بالله وعظمته وكمال قدرته وتدبيره وان الامر بيده سبحانه وتعالى وانه المعطي المانع الخافض الرافع القابض الباسط المعز المذل الذي بيده الامر هذه المعرفة وهذا الايمان اذا تمكن من قلب العبد اكسب كما يقرر الشيخ رحمه الله في هذه الفائدة قلب العبد المؤمن قوة قلبه وشجاعة قلبه وطمأنينة نفسه وان يذهب عن قلبه ما قد يقع في القلوب من الاضطراب او المخاوف او القلق او نحو ذلك فان الايمان اذا قوي في قلب عبد الله المؤمن اذهب عنه ذلك كله واوجد في قلبي في قلبه طمأنينة ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب فالحاصل ان هذه ثمرة عظيمة من ثمار الايمان انه يكسب القلب الشجاعة ويذهب عنه المخاوف نعم قال رحمه الله ومنها ان الايمان هو السبب الاعظم لتعلق القلب بالله في جميع مطالبه الدينية والدنيوية والايمان القوي يدعو الى هذا المطلب الذي هو اعلى الامور على الاطلاق. وهو غاية سعادة العبد. وفي مقابلة هذا يدعو الى التحرر من رق القلب للمخلوقين ومن التعلق بهم. ومن تعلق بالخالق دون المخلوق في كل احواله حصلت له السعادة الطيبة حصلت له الحياة الطيبة والراحة الحاضرة والتوحيد الكامل. كما ان من عكس القضية نقص ايمانه وتوحيده وانفتحت عليه الهموم والغموم والحسرات. ولا ريب ان هذين الامرين تبع لقوة الايمان وضعفه. وصدقه كذبه وتحققه حقيقة او دعواه والقلب خال منه ايضا اه هذه ثمرة اخرى من اه ثمار الايمان العظيمة انه سبب لتعلق القلب بالله في جميع المطالب المطالب الدينية والدنيوية ولهذا مر معنا ان التوكل على الله سبحانه وتعالى الذي هو اثر قوة المعرفة به وحسن الايمان بصفاته سبحانه وتعالى مصاحب للمؤمن في كل اموره الدينية والدنيوية لا غنى له عن التوكل على الله سبحانه وتعالى في كل مصالحه وجميع اموره ولهذا قالوا عنا التوكل انه مصاحب للعبد المؤمن في كل في كل الامور في كل الامور في جميع الاحوال ولهذا شرع للمسلم اذا خرج من بيته في كل مرة في اي مصلحة كانت دينية او دنيوية ان يقول بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله فاذا الايمان سبب عظيم لتعلق القلب. تعلق القلب بالله في جميع مطالبه الدينية والدنيوية. قصد الشيخ بالتعلق الاعتماد اعتماد القلب تفويض القلب الامر الى الله توكله على الله سبحانه وتعالى فالايمان القوي يدعو الى هذا المطلب الذي هو اعلى الامور على الاطلاق وهو غاية سعادة العبد وفي مقابله يدعو الى التحرر من رق المخلوقين تعلق القلب تعلق القلب بهم بحاجاته في اموره وفي مطالبه فمن علق قلبه بالله كفاه الله سبحانه وتعالى ومن علق قلبه بغيره وكله اليه واذا وكله الى غيره وكله الى ضعف اجمع اهل العلم العارفون بالله سبحانه وتعالى ان التوفيق هو الا يكلك الله الا اليه سبحانه وان الخذلان هو ان يوكل العبد لغير الله الى نفسه او الى اي احد كائنا من كان والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى فاذا علق قلبه بالله عز وجل وفقه سدده اعانه حفظه اصلح له شأنه كله واذا علق قلبه بغيره خذل من جهة هذا الغير الذي علق قلبه به في الحاصل ان هذه ايضا ثمرة عظيمة من ثمار الايمان ومن يتوكل على الله فهو حسب اليس الله اليس الله بكاف عبده نعم قال رحمه الله ومنها ان الايمان هو السبب الاعظم لتعلق القلب بالله. ومنها بعده الذي بعده قال رحمه الله ومنها ان الايمان يدعو الى حسن الخلق مع جميع طبقات الناس. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. وجماع حسن الخلق ان يتحمل العبد الاذى منهم. ويبذل اليهم استطاع من المعروف القولي والبدني والمالي وان يخالقهم بحسب احوالهم بما يحبون. اذا لم يكن في ذلك محظور شرعي وان يدفع السيئة بالتي هي احسن ولا يقوم بهذا الامر الا المؤمنون الكمل. قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. واذا ضعف الايمان او نقص او انحرف. اثر ذلك في العبد انحرافا بحسب بعده عن الايمان. وايضا هذه ثمرة من ثمار الايمان انه يهذب الخلق كلما قوي كلما كان له الاثر العظيم على خلق العبد على خلق العبد فهو يهذب الخلق ولهاء هذا المعنى يشير اليه قول نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي اورده المصنف اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا بمعنى ان الايمان يؤثر تحسينا في الخلق فاكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا كلما كمل الامام مثل ما قال الشيخ في اثناء كلامه قال لا يستطيع ذلك الا المؤمنون الكمل كل ما الايمان وقوي اثر فيه ولابد آآ في تحسن خلقه ووتعامله والاحسان مع عباد الله سبحانه وتعالى تقربا بذلك الى الله سبحانه وتعالى قال الايمان من ثماره انه يدعو الى حسن الخلق مع جميع طبقات الناس فلماذا يقول الشيخ مع جميع طبقات الناس عندما نتحدث عن الخلق يجب ان ينتبه الى هذا الناس كما يقال اجناس ومعادن وليسوا على معدن واحد ولا على طبقة واحدة متفاوتون. هذا غليظ وهذا لين هذا رفيق وهذا قاسي هذا حسن التعامل وذاك سيء التعامل هذا لطيف في تعامله وذاك غليظ وشديد هذا يبادر الى الكلمات الطيبة والدعاء وذاك يبادر الى الشتم واللعن السخط واشياء من هذا القبيل. الناس كطبقات المؤمن في تعاملاته مع الناس يراعي هذه الطبقات ويعمل آآ في ضوء قول الله سبحانه وتعالى خذ العفو خذ العفو الناس ليسوا على طبقة واحدة في في اخلاقهم ولا تنتظر حتى من اولادك واهلك واقاربك لا تنتظر ان يكونوا على طبقة واحدة في خلقهم في في تعاملهم فهنا يأتي التميز بالخلق الحسن تعامل مع كل الطبقات بالخلق التعامل مع كل الطبقات بالخلق الحسن بما يدعو اليه الخلق الحسن في كل مقام وفي كل حال من الاحوال جماع الخلق الحسن كما يشرح الشيخ رحمه الله ان يتحمل العبد الاذى منهم بدأ بهذا رحمه الله ان يتحمل الاذى منهم لانهم طبقات منهم مؤذي فاذا يعني قد يظن بعظ الناس ان الخلق الحسن هو هو المكافأة بالمثل هو المكافأة بالمثل قد يظن كثير من الناس ان الخلق الحسن هو المكافأة بالمثل. يبتسم لك تبتسم له. يسلم عليك تسلم عليه يدعو لك تدعو له يظن انه بلغ آآ حسن الخلق بذلك اول ما عد الشيخ في حسن الخلق رحمه الله ان يتحمل العبد الاذى منهم ان يتحمل العبد الاذى منهم. ولهذا قالوا في جماع الخلق وايضا محكه الذي يتبين في فعلا حسن الخلق ان يعفو الانسان عمن ظلمه وان يحسن الى من اساء اليه والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس هذي اخلاق عالية جدا رفيعة الله يحب المحسنين هذا حصن في الخلق هذا حسن في الخلق وهو خلق عالي ورفيع جدا ولهذا الخلق الحسن لا يظهر في ظهوره ظهوره اه حقيقة في التعاملات المعتادة. لكن اذا جاءت مثل هذه القضايا ظلم العبد اودي اسيء اليه يعني بعض الناس لضعف خلقه اذا اساء اليه احد مثلا من جيرانه او اقاربه اساءة معتادة يهجره مدى الحياة ولا يكلمه مدى الحياة ولا يسلم عليه ابدا وربما ايضا يبقى دائما يتكلم فيه يذمه والى اخره هذا كله من ضعف الخلق فيقول الشيخ رحمه الله اجماع حسن الخلق ان يتحمل العبد الاذى منهم ويبذل اليه ما استطاع من المعروف. القول والبدني والمالي يحسن اليهم ما استطاع بماله بقوله ببدن وان يخالقهم بحسب احوالهم وهذا شرط ليه سابقا واشار له الشيخ هم طبقات واحوال متفاوتة فيخالقهم او بحسب احوالهم بما يحبون اذا لم يكن في ذلك محذور شرعي. اذا لم يكن في في ذلك محذور شرعي ولا سيما اذا كان القصد التألف قلوبهم جاء جلبهم الى مثلا الخير وتحبيبهم الى الحق والهدى قال وان يدفع السيئة بالتي هي احسن كما قال الله سبحانه وتعالى ادفع بالتي هي احسن ولا يقوم بهذا الامر الا المؤمنون الكمل. ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ليس كل احد يلقى هذا الذي ينقى هذا هم المؤمنون الكمل كملهم الله بالايمان وزينهم به سبحانه وتعالى قال واذا ضعف الايمان او نقص او انحرف اثر ذلك في اخلاق العبد انحرافا بحسب بعده عن الايمان. فاذا من ثمار الايمان آآ انه يهذب الخلق وينقيه ويزينه ويطيبه. نعم قال رحمه الله ومنها ان الايمان الكامل يمنع من دخول النار بالكلية كما منع صاحبه في الدنيا من عمل المعاصي. ومن الاصرار على ما وقع منه منها. والايمان الناقص يمنع الخلود في النار وان دخلها كما تواترت بذلك النصوص بانه يخرج من النار من كان معه مثقال حبة خردل من ايمان نعم هذي ايظا من ثمار الايمان الايمان اما ان يكون كاملا او ناقصة الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف ولزيادته اسبابه ولنقصانه اسباب فهو ايمان اما كامل او ناقص فاذا كان اه الايمان كاملا منع من دخول النار اذا كان الايمان كاملا منع من دخول النار واذا كان ناقصا منع من الخلود فيها واذا كان ناقصا منع من الخلود فيها لانه لا يخلد في النار مؤمن لا يخلد في النار الا المشرك اما المؤمن وان قل نصيبه من الايمان يخرج من النار ان دخلها بذنوب اوبقته واهلكته كما جاء في الحديث القدسي اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من الايمان. فالايمان وان قل يمنع من من الخلود في النار اما اذا كان كاملا فانه يمنع من دخولها اصلا نعم قال رحمه الله ومنها ان الايمان يوجب لصاحبه ان يكون معتبرا عند الخلق امينا ويوجب للعبد العفة عن دماء الناس واموالهم واعراضهم وفي الحديث المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم واي شرف دنيوي ابلغ من هذا الشرف الذي يبلغ بصاحبه ان يكون من الطبقة العالية من الناس. لقوة بايمانه وتمام امانته ويكون محل الثقة عندهم واليه المرجع في امورهم. وهذا من ثمرات الايمان الجليلة في الحاضرة نعم يعني هذه ثمرة من ثمار الايمان الدنيوية المعجلة ان المؤمن اذا قوي ايمانه وصح آآ اطمئن الناس من جهته وامنوه على دمائهم واموالهم واطمئنوا من جهته واطمئنوا من سلامة اه سلامته من ان يصلهم من جهته بوائق لما اتاه الله سبحانه وتعالى من ايمانه وحلاه الله سبحانه وتعالى به من ايمان ولهذا في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال اتدرون من المؤمن المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فرق بنا الا الايمان والاسلام في في ذكر ثمرة كل منهما تذكر في ثمرة الايمان انى يأمن الناس من كان كذلك على دمائهم واموالهم وفي الاسلام ذكر الثمرة ان انه يثمر السلامة سلم المسلمون منا لسانه ويده اي من ان يعتدي عليهم من ان يعتدي عليهم لكن المؤمن الصفة التي اثمرها الامن فالايمان يثمر الامن والاسلام يثمر السلامة ولهذا في الدعاء عند دخول الهلال ماذا يقال اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام. الامن معه الايمان معه امن والسلام والاسلام معه السلامة والاسلام معه سلامة. الامن باطن والسلامة ظاهرة. الامن في القلب طمأنينة في القلب فالحاصل ان هذه من من ثمار الايمان العظيمة انه يوجب لصاحبه ان يكون معتبرا عند الخلق امينا ويوجب للعبد العفة عند عن دماء الناس واموالهم واعراضهم وفي الحديث المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم وجاء هذا الحديث عن غير واحد من الصحابة لكن في بعضها مثل حديث فضالة بن عبيد ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قاله في خطبته في حجة الوداع في خطبته بحجة الوداع فهو من جملة وصايا اه اه مودع وصايا الوداع العظيمة نعم قال رحمه الله ومنها ان قوي الايمان يجد في قلبه من ذوق حلاوته ولذة طعمه واستحلال اثاره والتلذذ بخدمة ربه واداء حقوقه وحقوق عباده التي هي موجب الايمان واثره. ما يزري بلذات الدنيا كلها وباسرها فانه مسرور وقت قيامه بواجبات الايمان ومستحباته. ومسرور بما يرجوه ويأمله من ربه من ثوابه وجزاءه العاجل والاجل. ومسرور بانه ربح وقته. الذي هو زهرة عمره. واصل مكسبه ومحشو قلبه ايضا من لذة معرفته بربه ومعرفته بكماله وكمال بره وسعة جوده واحسانه ولذة محبته والانابة اليه. الناشئة عن معرفته باوصافه. وعن مشاهدة احسانه ومننه. فالمؤمن يتقلب في لذات الايمان وحلاوته المتنوعة. ولهذا كان الايمان مسليا عن المصائب. مهونا للطاعات ومانعا من الوقوع في المخالفات ومانعا من وقوع المخالفات جاعلا ارادة العبد وهواه تبعا لما يحبه الله ارضاه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به هنا في هذه الفائدة التي يذكر رحمه الله تعالى يتحدث عن لذة الايمان حلاوة الايمان ومذاقه وطعمه الجميل الذي هو اجمل مذاق واحلاه واطيبه ومن دخل فالدنيا وخرج منها دون ان يذوق طعم الايمان فانه خرج منها ولم يذق طعم احلى ما فيها واطيب ما فيها فباء بالخسران العظيم والحرمان والعياذ بالله فالايمان له اه له حلاوة له لذة له طعم له مذاق ذوق جميل طعم جميل فاذا قوي الايمان يجد في قلبه من ذوق حلاوته ولذة طعمه واستحلاء اثاره والتلذذ بخدمة ربه واداء حقوقه وحقوق عباده التي هي موجب الايمان واثره ما يزري بلذات الدنيا يعني ما يراها شيء ما يجري بلذات الدنيا اي لا يصبح يراها شيئا مع هذه اللذة ومع هذه الحلاوة والطعم التي التي يجدها في الايمان واعمال الايمان ما يزري بلذات الدنيا كلها باسرها ثم فصل الشيخ رحمه الله تعالى في انواع من هذا السرور واللذة والحلاوة التي يجدها المؤمن فهو مستور آآ وقت قيامه بواجبات الايمان ومستحباته فكل طاعة يقوم بها مقبلا عليها قلبه يفرح بذلك قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون خير من الدنيا وما فيها الان نافلة الفجر ماذا قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام قال خير من الدنيا وما فيها فلما يأتي بهذه السنن هذه العبادات هذه الفرائض يفرح ويسر بذلك اشد من سرور من اه ظفر باشياء من اه متع الدنيا الزائلة هذه المتعة واللذة التي لذة الايمان هي باقية له في دنياه واخراه اما متع الدنيا فانها زائلة عن صاحبها او صاحبها زائل عنها ومسروم بما يرجوه ويأمله من ربه من ثواب وجزاء الاعمال فهو ايضا عندما يقوم بالصالحات يسر بذلك لما يرجوه يوم القيامة من ثواب الله وفضله على هذه الطاعات والاعمال ومسرور بانه ربح وقته عندما يخسر الناس اوقاتهم وتضيع في المعاصي والذنوب وتذهب ايضا زهرة شباب بعض الناس في المعاصي والذنوب ويجد انه بفظل الله عليه حبسها على الخير وعلى الطاعة وعلى ما يرظي الله يفرح بذلك ان الله اكرمه بسلامة وقته له وحفظه له في الخير ايضا هو محشو لذة لذة المعرفة بالله والانس به والمعرفة بكماله وبره واحسانه فهذه كلها ابواب اذا هو يتقلب في لذات الايمان يتقلب في لذات الايمان ولهذا كان الايمان مسليا عن المصائب مهونا للطاعات. مصليا على المصائب من عنده هذا الايمان الذي يصل في الشيخ ويتحدث عنه حتى لو كان في مصيبة عظيمة ببدنه او في غير ذلك ايمانه يصليه ومع تلك المصيبة يكون متذوقا لذة الايمان وهذا امر عجيب سبحان الله يكون متذوقا لذة الايمان وطعم الايمان مع انه قد يكون في مصاب يفتت القلب لكنه مع ذلك يبقى متلذذا بلذة الايمان اذكر مرة آآ زرت شابا توفي رحمه الله كان معها الشلل الرباعي لا يتحرك منه الا رأسه فقط فقط وبقي على هذه الحال اكثر من ثمان عشرة سنة ما يتحرك منه الا رأسه لما سلمت عليه وقلت له كيف حالك قال حالي والله اتقلب في نعم الله جسمه ما يتحرك جسمه ما يتحرك ويحلف بالله يقول والله اتقلب في نعم الله اتقلب في نعم الله هذا الذي يتقلب فيه هو معاني الايمان معاني الايمان التي نحسب ان الله سبحانه وتعالى وفقه اليها اكرمه بها وحلى قلبه بها وزين قلبه بها فالايمان شأنه عجب اذا عمر القلب به وتذوق العبد حلاوته زين الله قلوبنا اجمعين بالايمان فالايمان يتقلب في لذات فالمؤمن يتقلب في لذات الايمان وحلاوته المتنوعة لما قرأت قول الشيخ يتقلب ذكرت كلمة ذاك الشاب رحمه الله يقول اتقلب في نعم الله مع ان جسمه لا حراك به ولهذا كان الايمان مسليا عن المصائب مهونا للطاعات ومانعا من وقوع المخالفات هذه ثلاث فوائد عظام جدا للايمان يصلي في المصائب يهون الطاعة يمنع من المعصية مانعا من وقوع المخالفات جاعلا ارادة العبد وهواه تبعا لما يحبه الله ويرضاه نعم قال رحمه الله ومنها ان الايمان هو السبب الوحيد الحديث آآ اورد الحديث لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت وبه الحديث مختلف فيه يعني من اهل العلم من يضعفه ومنهم من يصححه النووي رحمه الله اورده في الاربعين وصححه والحافظ ابن حجر في فتح الباري له كلام حاصل تجويد هذا الحديث ومن اهل العلم من يضاعفه لكنه من حيث المعنى مستقيم لا شك في صحته صحيح المعنى المعنى صحيح مستقيم نعم قال رحمه الله ومنها ان الايمان هو السبب الوحيد بالقيام بذروة سلام الدين وهو الجهاد البدني والمالي والقولي. جهاد الكفار بالسيف والسنان وجهاد قارئ والمنافقين والمنحرفين في اصول الدين وفروعه بالحكمة والحجة والبرهان فكلما قوي ايمان العبد علما ومعرفة وارادة وعزيمة قوي جهاده. وقام بكل ما ويقدر عليه بحسب بحسب حاله ومرتبته. فنالت الدرجة العالية والمنزلة الرفيعة. واذا ضعف الايمان ترك العبد مقدوره من الجهاد القولي بالعلم والحجة والنصيحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وضعف جهاده لعدم الحامل له على ذلك. ولهذا قال تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. فصادق الايمان يحمله صدقه على القيام بهذه المرتبة التي هي مرتبة الطبقتين العاليتين بعد النبيين. طبقة الصديقين والمجاهدين بالعلم والحجة والتعليم والنصيحة وطبقة الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله ثم قتل المدينة وطبقة الشهداء الذين قاتلوا في سبيل الله ثم قتلوا او ماتوا من دون قتل. وهذا كله من ثمرات الايمان ومن تمامه وكماله وبالجملة فخير الدنيا والاخرة كله فرع عن الايمان ومترتب عليه الهلاك والنقص انما يكون بفقد الايمان او نقصه. والله المستعان. هذه فائدة آآ ختم بها رحمه الله تعالى لفوائد الايمان ثماره العظيمة واشير الى ما بدأت به وهو ان الشيخ رحمه الله له كلام اوسع من هذا في عد فوائد الايمان ثماره في اخر كتابه التوظيح والبيان لشجرة الايمان له كلام موسع ونفيس ربما لا تكاد تجده بمثل هذا الجمع في كتاب اخر جمع جمعا عظيما نفيسا للغاية في عد ثمار الايمان والعبد يحتاج حاجة ماسة الى ان يقرأ كثيرا في ثمار الايمان من اجل ان تكون هذه الثمار معينة له على تقوية ايمانه ليكسب هذه الثمار ويفوز بها ويكون من اهلها وهذه الفائدة الاخيرة التي ذكر رحمه الله تعالى ان الايمان سبب للقيام بالجهاد والجهاد مراتب مثل ما ذكر آآ الشيخ رحمه الله مراتب ودرجات هناك جهاد قولي باللسان وهناك جهاد بدني بالسنان هذا الجهاد مثل ما وصف النبي صلى الله عليه وسلم هو ذروة سنام ذروة سنام الايمان او الاسلام لا يمكن ان ان ان يصل العبد لا الى ذلك الا اذا حقق الجهاد الاعظم الذي هو جهاد النفس. ولهذا في الخطبة التي اشرت اليها في حديث فضالة بن عبيد قال اتدرون من المؤمن قال المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمهاجر من هجر المعاصي والذنوب. والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله من جاهد نفسه في طاعة الله الذي لا ينتصر على نفسه هو منهزم في الحقيقة هو منهزم لانه لم ينتصر على نفسه هو في هزيمة مع نفسه ولهذا اعظم ما يكون ان يجاهد العبد نفسه على طاعة الله ليحافظ على فرائض على واجبات الدين على البعد عن المحرمات والاثام ليرتقي من بعد ذلك الى درجات الدين الاخرى العظيمة التي تعلو بها درجته وترتفع بها مكانته عند الله ختم اه الشيخ اه قبل ذلك قوله وطبقة الشهداء كالذين قاتلوا في سبيل الله ثم قتلوا او ماتوا من دون قتل يعني هذا الشهيد وهذا الشهيد ثم قتلوا او ماتوا من دون قتل. جاء في سنن ابي داوود وغيره وفي سنده كلام ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من فصل معنى بمنفصل اي خرج من فصل في سبيل الله فقتل او مات فهو شهيد من فصل اي خرج في سبيل الله فقتل او مات فهو شهيد لكن اسناده فيه كلام وبالجملة فخير الدنيا والاخرة كله فرع عن الايمان ومترتب عليه والهلاك والنقص انما يكون بفقد الايمان او نقصه والله المستعان اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور رحيم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه