الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى تحت فصل في ذكر بعض الايات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق الخلق وقال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا قال رحمه الله تعالى اي احذر هذين الخلقين الرذيلين البخل بالواجبات في بذل المال فيما ينبغي بذله فيه والتبذير بالنفقة فيما لا ينبغي او زيادة على ما ينبغي فتقعد ان فعلت ذلك ملوما اي اي تلام على ما فعلت من الاسراف لان كل عاقل يعرف ان الاسراف مناف للعقل الصحيح كما انه مناف للشرع فان الله جعل الاموال قياما لمصالح الخلق فكما ان منعها وامساكها عن وضعها فيما جعلت له مذموم فكذلك بذلها في الامور الضارة او الزيادة غير اللائقة في الامور العادية وغيرها مذموم لانه اتلاف للمال بغير مصلحة وانحراف في حسن التصرف والتدبير وضعف التدبير وعدم انتظامه مذموم في كل شيء. وقلة عندك وظعف ها؟ مضاعف نعم قال وضعف التدبير وعدم انتظامه مذموم في كل شيء كما ان حس التدبير محمود ونافع لفاعله وغيره محسورا اي فارغ اليد فلا بقي ما في يدك من المال ولا خلفه مدح وثناء الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فلا زلنا في هذا الفصل في ذكر بعض الايات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق خلقه وتحت هذا الفصل اورد رحمه الله اولا قول الله سبحانه وتعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الاية المعروفة اية الحقوق العشرة ثم ذكر بعدها قول الله عز وجل وقضاء ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قال الى قوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة ولما بدا رحمه الله بالكلام عن عن هذه الايات من سورة الاسراء بدأ الحديث عنها من قوله ولا تجعل مع الله ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولم يذكر شيئا يتعلق اه قول قول الله عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه واظن سبب عدم ذكر ذلك واظح لكم لانه رحمه الله تعالى لما تحدث عنا قوله سبحانه وتعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ادخل الحديث عنه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه تحت الحديث عنا قوله وبالوالدين احسانا بحكم ان الموضوع واحد وهو بر الوالدين والاحسان اليهما. فذكر الايات هناك وتكلم ام معناها؟ ولهذا بدأ اه رحمه الله تعالى بقوله آآ لا تجعل يدك مغلولة الى عنقك هذا الخطاب من اول الايات من اولها بدءا من قوله لا تجعل مع الله الها اخر ثم وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وبعدها ولا تجعل يدك مغلولة الى اخر الايات الا الخطاب هنا في قوله لا تجعل وقضى ربك الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ولهذا في تمام السياق قال جل وعلا ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة حتى في قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما. الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام مع انه نشأ عليه الصلاة والسلام يتيما وهذه الاية كما ذكر اهل العلم من اوضح الايات بيانا لمسألة تتعلق آآ بهدايات القرآن وهي ان آآ الخطاب الذي في النبي في كثير مواطن القرآن هو خطاب له وخطاب له لكن حقيقته تشريع لامته وخطاب له لكن حقيقته تشريع للامة فيخاطب النبي عليه الصلاة والسلام المراد بهذا الخطاب التشريع للامة ليلزموا هذا الهدي الذي خطب به نبيهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فالحاصل ان قوله جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. هذه اية جامعة وعظيمة في بر الوالدين والاحسان اليهما والقيام حقوقهما والبعد عن عقوقهما ومراعاة القول الكريم معهما وكثرة الدعاء لهما الى غير ذلك من وجوه من البر والاحسان بعد ذلك انتقل رحمه الله للحديث عن قول الله جل وعلا ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط هذا مثال وسطية الشريعة ووسطية الاسلام وانه دين وسط في كل الامور بكل الامور في الاعتقاد وفي العبادات وفي السلوك وسط وسط بين الغلو والجفاء وسط بين الزيادة والتقصير وسط بين الافراط والتفريط وهنا بما تعلق النفقة دعا للقوام الذي هو الوسطية وكان بين ذلك قواما اي وسطا فدعا لي القوام الذي هو الوسطية بقوله لا تجعل ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك اي بخيلا شحيحا لا تنفق تمنع النفقة تبخل بالمال وتشح على نفسك وعلى اهلك وعلى ولدك وتقتر لا تكن كذلك لا تجعل يدك مغلولة الى عنقك. فهذا مذموم وهو جفاء وتفريط وايضا لا تبسطها كل البسط لا تكن مسرفا مبذرا تسرف في المال في النفقة لا تكن كذلك فكما ان التقطير على النفس والاهل والولد يذم وهو من البخل ومن الشح ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون فكذلك التبذير بسط اليد كل البسط يعني تبذيرا اسرافا وبذخا فهذا ايضا مذموم الحق قوام بين ذلك ووسط بين ذلك وسط بين التقطير والاسراف قال الشيخ رحمه الله اي احذر هذين الخلقين الرذيلين البخل بالواجبات في قوله لا تجعل يدك مغلولة الى عنقك والتبذير في النفقة فيما لا ينبغي او زيادة على ما ينبغي في قوله سبحانه وتعالى ولا تبسطها كل البسط ثم بين سبحانه وتعالى ما يترتب على ذلك من مفسدة ومضرة قال فتقعد اي ان فعلت ذلك ملوما تقعد ملوما اي تبقى بعد ذلك ملوما على ما فعلت من الاسراف المسرف في المال يلام يلام في كلام يسمعه ممن يلومه وفي كلام كثير لا يسمعه يتحدثون الناس عن اسرافه لو ما له على هذا الاسراف فشيء من هذا اللوم يسمعه وشيء لا يسمعه لكنه ملوم ملوم على ما فعل من الاسراف لان كل عاقل يعرف ان الاسراف منافا للعقل الاسراف مناف العقل الصحيح كما انه مناف للشرع. ولهذا من يسرف يقع في اللوم لمنافاته للعقل الصحيح وايضا منافاته الشرع القويم ثم بين الشيخ شأن المال ومكانته وان الله سبحانه وتعالى جعل هذا المال قياما للناس ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما. الله جعل هذا المال قياما للناس تقوم به مصالحهم ومنافعهم وحاجاتهم الى غير ذلك تقوم بهذا المال فينبغي ان يحسن رعايته ويحسن تدبير هذا المال ويحسن التصرف في في هذا المال وخير احسان في التصرف في المال ان يكون المرء وسطا بين التقطير والاسراف قال الشيخ رحمه الله فكما ان منعها وامساكها عن وضعها فيما جعلت له مذموم فكذلك بذلها في الامور الضارة او الزيادة على غير الله ايضا مذموم نعم قال رحمه الله وهذا الامر بايتاء ذي القربى وغيرهم مع القدرة فاما مع عدم القدرة او تعذر النفقة الحاضرة فامر تعالى ان يردوا ردا جميلا فقال واما تعرضن عنه ابتغاء رحمة من ربك ترجوها اي تعرضن عن اعطائهم حاضرا ولكنك ترجو فيما بعد ذلك تيسير الامر من الله فقل لهم قولا ميسورا اي لطيفا برفق ووعد بالجميل عند الوجود واعتذار بعدم الامكان في الوقت الحاضر لينقلبوا عنك مطمئنة قلوبهم عاذرين راجين. كما قال تعالى قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى وهذا بلطف الله بالعباد امرهم بانتظار الرحمة والرزق منه لان انتظار ذلك عبادة وسبب لحصوله فان الله عند ظن عبده به وكذلك وعدهم ان يعطوهم اذا وجدوا عبادة حاضرة لمن وعدوا لان الهم بفعل الخير والحسنة خير ولهذا ينبغي للعبد ان يفعل ما يقدر عليه من الخير وينوي فعل ما لم يقدر عليه اذا قدر ليثاب على ذلك ولعل الله ييسره له وفي قوله ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فيه الحث على تعليق القلب والرجاء والطمع بالله وصرف التعلق بالمخلوقين فالموفق في حال الوجود قال فالموفق في حال الوجود والغنى قلبه متعلق بحمد الله وشكره والثناء عليه. لا ينسى ولا يبطر النعمة وفي حال الفقد والفقد صابر راض راج من الله فضله وخيره ورحمته وهذا من اجل عبادات القلوب المقربة الى علام الغيوب. هذه فوائد حقيقة عظيمة جدا اه واستنباطات بديعة يستخلصها رحمه الله تعالى من قول الله جل وعلا واما تعرضن عنه ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا قبلها واتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل آآ لما امر سبحانه وتعالى بهذا الايتاء اعقبه بقوله واما تعرضن عنهم اي عن هؤلاء الذين امرت بايتائهم ذوي القربى واليتامى والمساكين ان اعرضت عن ايتائهم لعدم وجود شيء عندك تؤتيهم اياه وتعطيهم اياه فما الذي عليك ان تصنعه في هذه الحالة يقول الشيخ وهذا الامر بايتاء ذي القربى وغيره مع القدرة لما قال واتي ذا القربى اي مع القدرة. لكن ان لم تكن هناك قدرة على الايتاء وجاءوا طالبين شيئا من العطاء من المعونة من المساعدة ما الذي عليه ان يصنع في هذه الحالة. استمع الى هذا التوجيه الرباني والهدي العظيم قال جل وعلا واما تعرضن عنهم يعني لعدم القدرة لانه لا شيء عندك اه يتيسر ان تعطيهم اياه واما تعرظن عنهم اي تعرض عن اعطائهم حاضرا ولكنك ترجو ان شاء الله ان يتيسر لك في المستقبل او في الوقت القريب ما تستطيع ان تعطيهم منه واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا اي ردهم بالكلام اللطيف بالكلام الجميل ومن اعظم الكلام الجميل في هذا الموطن الوعد الوعد بالجميل كان يقول الان لا يوجد شيء لكن ان تيسر باذن الله لكم نصيب منه وما انساكم لكانوا قرابة قريب له انت قريبي لا يمكن ان انساك ونحو ذلك من الكلام الجميل المناسب في في هذا المقام او كان مثلا يتيما يقول انا اعرف حاجتك وانا اشعر بالمعاناة التي انت فيها لكن باذن الله ان تيسر لك نصيب وساتواصل معك الى كل هذا داخل في قوله اه سبحانه فقل لهم قولا ميسورا فقل لهم قولا ميسورا اي لطيفا رفيقا فيه الوعد الجميل وفيه الاعتذار اللطيف ايضا بعدم الامكان عدم القدرة عدم التيسر حاضرا حتى يرجعوا ونفوسهم مطمئنة مرتاحة عابرين هذا الذي اتوه في عدم اعطائهم بما سمعوه منه من كلام جميل لطيف مثلها قول الله تعالى قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى. القول المعروف مطلوب والقول الميسور الكلام الطيب يقول الشيخ رحمة الله عليه هذا من لطف الله بعباده هذي الان فوائد حقيقة عظيمة يستخلصها من الاية يقول هذا من لطف الله بعباده امرهم بانتظار الرحمة والرزق منه اذا لم يكن عند الانسان شيء يكفيه ليبذل لاهله وولده وايضا يعطي المحتاجين منه. اذا لم يكن عنده فلينتظر رحمة من الله وليفتقر الى الله سبحانه وتعالى يرجو رحمة الله يرجو تيسير الله سبحانه وتعالى ابتغاء رحمة من ربك ترجوها قال الشيخ امرهم بانتظار الرحمة والرزق لان انتظار ذلك عبادة انتظار ذلك عبادة لان الرجاء عبادة ترجو رحمة من الله ترجو فظل من الله ترجو رزقا من الله سبحانه لا يكون قلبك متعلقا بالاسباب التي تبذلها. نعم تبذل الاسباب وتسعى في طلب الرزق لكن الرجاء والطمع يكون اه من الله سبحانه وتعالى ترجو الرحمة والفضل من الله سبحانه وتعالى فان الله عند ظن عبده به. فان الله عند ظن عبده به فليظن العبد بربه خيرا قال الشيخ وكذلك وعدهم ان وعدهم ان يعطوهم اذا وجدوا عبادة حاضرة لمن وعدوا وهذي فائدة ايضا لطيفة جدا عندما يكون الانسان لا لا شيء عنده يستطيع ان يعطيه من من هو محتاج او من جاءه سائلا ووعده صادقا في وعده هذا الوعد هو بحد ذاته عبادة وقربة لله هذا الوعد بحد ذاته هو عبادة وقربة لله سبحانه وتعالى لان الهم بفعل الخير والحسنة خير ومن هم بالحسنة ولم يفعلها اي لعدم تيسرها له تكتب له حسنة. وهذا فضل الله ولهذا ينبغي للعبد ان يفعل ما يقدر عليه من الخير وينوي فعل ما لا يقدر عليه اذا قدر سبحان الله هذه مسألة مهمة جدا وينبغي ان ينتبه لها خاصة الرجل الفقير المعدم ينبغي ان ينتبه لهذا هذه مسألة ثمينة جدا من اهم المسائل الشيخ يقول ولهذا ينبغي للعبد ان يفعل ما يقدر عليه من الخير وينوي فعل ما لا ما لم يقدر عليه ليثاب على ذلك ليثاب على ذا يثاب على النية وفي هذا الحديث الصحيح الذي في جامع الترمذي وغيره الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام انما الدنيا لاربع رجل اتاه الله مالا وعلما رجل اتاه الله مالا وعلما فذكر عليه الصلاة والسلام اتقاءه لله في المال وتحصيله لهم من وجوهه الصحيحة وبذله للمال وانفاقه في سبيل الله وفي وجوه الخير عنده مال وعنده علم يهتدي به في تصريف المال. فهو يصرف ماله بعلم وبصيرة بالحقوق والواجبات والمستحبات والرغائب وابواب الثواب والفضل فيبذل من ذلك ويعطي العطاء الواسع ورجل وهذا موطن الشاهد اعطاه الله علما ولم يؤته مالا فقير اعطاه الله علما ولم يؤته مالا فقال لو كان عندي من المال مثل فلان لفعلت مثله لو كان هذه نية صالحة وعزيمة صادقة لو كان عندي من المال مثل فلان لفعلت مثله قال النبي صلى الله عليه وسلم هما في الاجر سواء هذي والله مسألة عظيمة جدا والله مسألة كبيرة جدا ينبغي للفقير ان ينتبه لها يعني لو ان فقيرا رأى احد الاغنياء الموسرين الباذلين يبني مساجد ويطبع مصاحف ويكفل ايتام ويرعى الى اخره ثم ينوي نية صادقة في قلبه انه لو كان عنده من المال مثله ان يفعل مثله قال هما في الاجر سواء يأتي يوم القيامة ويجد في صحيفة اعماله هذه الامور التي نواها. فضل الله واسع فضل الله عظيم فلما يبخل الفقير على نفسه حتى بهذه النية الصالحة العظيمة الصادقة التي تصحبها عزيمة فعلا لو كان عنده من المال لفعل مثله قال هما في الاجر سواء فهنا ينبه الشيخ رحمة الله عليه على هذه المسألة يقول ولهذا ينبغي للعبد ان يفعل ما يقدر عليه من الخير وينوي فعل ما لم يقدر عليه اذا قدر ليثاب على ذلك يعني ليثاب على هذه النية ولعل الله سبحانه وتعالى ييسرها له ايظا يقول الشيخ في قوله سبحانه ابتغاء رحمة من ربك ترجوها يقول هذا فيه حث على تعليق القلب والرجاء والطمع بالله وصرف التعلق بالمخلوقين ايضا صرف التعلق بالاسباب لا يتعلق بالاسباب التي يبذلها ولا ينظر عندما يتاجر مثلا الى مهارته والى حذقه والى دربته ومعرفته بوجوه التجارة لا ينظر الى ذلك. يبذل السبب لكن يرجو الرحمة والفضل والرزق من من الله سبحانه وتعالى على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله فيبذل الاسباب الصحيحة ويسلك الطرائق السليمة في في تحصيل الرزق لكن لا يعتمد على شيء من هذه الاسباب ولا يعتمد على المخلوقين بل يعتمد على الله متوكلا عليه فالموفق في حال الوجود الموفق في حال الوجود الوجود ما هو وجود المال عنده في حال وجود وجود المال عنده في حال الوجود والغنى قلبه متعلق بالله حمدا وشكرا وثناء. لا ينسى فضل الله سبحانه وتعالى. وفي حال الفقد والفقر صابرا راضيا راجيا فضل الله سبحانه وتعالى اذا عنده عبودية الشكر في حال الوجود وعبودية الصبر في حال عدم الوجود في حال الفقر وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين هذين الامرين في الحديث المعروف عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن نعم قوله تعالى ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق قال الشيخ رحمه الله وذلك ان الله ارحم بعباده من الوالدة بولدها فنهى الوالدين عن هذا الخلق الذي هو من ارذل الاخلاق واسقطها قتل اولادهم خشية من الفقر والاملاق ففيه عدة جنايات قتل النفس الذي هو من اعظم الفساد واشنع من ذلك قتل الاولاد الذين هم فلذات الاكباد وسوء الظن برب العالمين وجهلهم وضلالهم البليغ ظنوا ان وجودهم يضيق عليهم الارزاق فتكفل لهم بقيامه برزق الجميع فاين هذا الخلق الشنيع من اخلاق خواص المؤمنين الذين كلما كثرت اولادهم وعوائلهم قوي ظنهم بالله ورجو زيادة ورجو زيادة فضله وقاموا بمؤنتهم مطمئنة نفوسهم حامدين ربهم ان جعل رزقهم على ايديهم ومثنيين على ربهم اذ اقدرهم على ذلك وراجين ثواب ذلك عنده ومشاهدينا لمنة الله عليهم بذلك قال صلى الله عليه وسلم هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم قال بدعائهم ورغبتهم الى الله قال رحمه الله اه تحت قوله جل وعلا ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق يعني خشية فقر وحاجة وعوز ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا قتل الاولاد خشية عملاق كانت سنة جاهلية كانت سنة جاهلية كان عليها اهل الجاهلية وكانوا يقتلون الاناث خاصة واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت وكان كان شأنهم عجب في في في قتل الاولاد قلوب غليظة اكباد صلبة افئدة متوحشة شنيعة كذا كانت حالهم والله عز وجل خلص هذه الامة من تلك الافعال بهذه بهذا الدين العظيم دين الرحمة ودين الاحسان ودين الرفق ودين اللطف والا كانوا يقتلون وقصصهم لما تقرأ قصصهم في في في قتل الاولاد وصفة قتل الاولاد عجيبة جدا وما تظن ان ان ان انسانا يبلغ هذا المبلغ حتى الوحوش ما كانت ما تفعل هذا لاولاده الوحوش الضارية السباع ما تفعل الذي كان يفعله اهل الجاهلية باولادهم بعضهم من كراهية للولد والاناث خاصة اذا كانت زوجته في وقت الوضع وقت الولادة يحفر بجنبها وقت الولادة حفرة بجنب زوجته يحفر حفرة في الارض فوقت الولادة ينظر اذا خرج المولود ان كان انثى مباشرة في الحفرة ويردم عليه التراب ما يبقى في في الحياة ولا ثانية واحدة ان كان انثى مباشرة من رحم الام الى حفرة في الارظ ويدفن من شدة الكراهية القائمة في قلوبهم للاناث. بعضهم يصبر عليها قليلا ومثل ما ذكر في كتب التاريخ اذا بلغت الثالثة الرابعة الخامسة حفر حفرة في الصحراء وقال لامها طيبيها جمليها فتطيبها وتجملها كانه اخذها الى فسحة او اخذها الى متعة ثم يأتي بها عند هذه الحفرة ويدفعها فيه فيها ويهيل عليها التراب هذا فعلوا منه الكثير في الجاهلية فخلص الله سبحانه وتعالى ان امة الاسلام بهذا الاسلام العظيم دين الرحمة ودين الاحسان ودين اللطف. خلصهم من هذه الجاهليات وايضا من عقائد اهل الجاهلية ان ان كثرة الولد موجب للفقر ومن اسباب الفقر ولهذا كانوا يتخلصون من الاولاد بقتلهم في الصغر حتى لا يتكلف مؤونته والنفقة عليه. ما علم هذا الجاهل الظالم علم الباغي ان ان هذا المولود ولد برزقه اذا كان في رحم امه ارسل الله ملكا بكتب رزقه كتب رزق رزقه مكتوب ما ما انت الا السبب والا رزقه مكتوب كتب الله له رزقه. ولن يموت حتى يستتم رزقه كانوا يقتلون اولادهم خوف الفقر خوف الفقر خوف الفقر اما يخاف انه ما اما يخاف انه لا يستطيع ان يوفر ما لا ينفق به على هذا الولد او يخاف ان ان هذا الولد يقاسمه ماله فلا يصبح عنده شيء له ولهذا هنا في هذه الاية في سورة الاسراء قال نحن نرزقهم واياكم وفي سورة النساء قال ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم تقدم مرة الاباء ومرة قدم الابناء لان الخوف تارة من هذا وتارة من هذا تارة يخاف الاب ان ان ما له يذهب فلا يبقى عنده شيء ينفقه على نفسه او يخاف ان لا يجد شيئا ينفقه على على ولده قال ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق الى اخر الاية قال وذلك ان الله ارحم بعباده من الوالدة بولدها فنهى الوالدين عن هذا الخلق الذي ومن ارذل الاخلاق واسقطها قتل اولادهم خشية الفقر ففي عدة جنايات قتل النفس الذي هو من اعظم الفساد وقتل النفس هو اعظم الذنوب بعد الشرك قتل النفس المعصومة المحرمة هو اعظم الذنوب واكبر الكبائر بعد اه الشرك بالله سبحانه الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله قال اشراك بالله ثم قال وان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك فالحاصل ان القتل هو اعظم الذنوب آآ واكبر الكبائر بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى قالوا اشنع من ذلك قتل الاولاد الذين هم فلذات الاكباد وايضا من من مفاسد هنا في سوء الظن برب العالمين وجهلهم وظلالهم البليغ اذ ظنوا ان وجودهم يظيق عليهم الرزق وقول قول الله عز وجل نحن نرزقهم واياكم نحن نرزقكم واياكم في ان الله تكفل بارزاقكم تكفل بارزاقكم وتكفل بارزاق اولادكم ثم يقول الشيخ اين هذا الخلق الشنيع من اخلاق خواص المؤمنين خواص المؤمنين الذين عمرت قلوبهم بالايمان اذا كثر اولادهم وعوائلهم قوي ظنهم بالله. لانه آآ الذي جاء بهم جاء بارزاقهم وتكفل بارزاق فلا يقع فيه شيء في قلبه شيء بل هو يقوى ظنه بالله ويحسن الظن بالله سبحانه وتعالى قوي ظنهم بالله رجوا اه رجوا زيادة فضله سبحان الله وهذا في قصص كثيرة في قصص كثيرة كثير من الاولاد ليست فقط قضية انه ينفق عليهم كثير من الاولاد جعلهم الله سبب غنى والديهم جعلهم الله سبب غنى والديهم هذا الولد الذي يخشى في الجاهلية ان يكون سبب سبب فقر الوالد في كثير من الحالات صار هذا الولد هو سببه الغنى حتى في وقت مبكر في من عمره يفتح الله عليهم بابواب من ابواب العمل والصناعة والرزق وغير ذلك فيعول والده والدته وحتى بعضهم يعول حتى اخوانه فينبغي على العبد ان يحسن الظن بالله وان يجعل هؤلاء الاولاد صالحين مستقيمين وان يرزقهم من حيث لا يحتسبون يدعوا لهم يحرص على ان ينفق عليهم يبذل ما ما استطاع من ذلك ويقوم بمؤنتهم بنفس مطمئنة ويحمد الله على ذلك يثني على الله يرجو ما عند الله ثم ختم بالحديث هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم؟ قال قال عليه الصلاة والسلام باخلاصهم ودعائهم باخلاصهم وودعائهم هؤلاء الضعاف سواء من الكبار او الصغار هؤلاء من اسباب الرزق هل تنصرون وترزقون الا بضعفاء هؤلاء من اسباب الرزق باب من ابواب الرزق ليسوا بابا من ابواب فوات الرزق كما يظن في الجاهلية. هم باب من ابواب الرزق هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم ضعفائكم كما انه يتناول المسن الكبير الضعيف يتناول ماذا صغير الله الذي الله الذي خلقكم نعم من ضعف ثم جعل من بعد قوة آآ ظعفا ثم جعل آآ الله الذي خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ظعف قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا وشيبة فهل هل تنصرون وترزقون الا من ضعفائكم هؤلاء من اسباب الرزق من اسباب الرزق آآ الرزق على الله وبيد الله والفضل بيده سبحانه يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم اه بين يدي نص اقرأه عليكم يتعلق الفائدة الاولى الفائدة الاولى التي تعلق وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو تشريع الامة في كلام جميل نقلته من اضواء البيان للشنقيطي رحمه الله يقول قد بين في بعض الايات القرآنية انه يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم بخطاب لا يريد به نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يريد به التشريع ومن اصرح الايات في ذلك قول الله تعالى مخاطبا له صلى الله عليه وسلم اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف الاية ومعلوم ان والديه قد ماتا قبل نزول اما يبلغن عندك الكبر. احدهما او كلاهما ولدا يتيما بزمن طويل فلا وجه البتة لاشتراط بلوغهما او بلوغ احدهما الكبر عنده بل المراد بر الوالدين لامته آآ آآ بخطابه صلى الله عليه وسلم. تشريع لامته بخطابه صلى الله عليه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه