الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن في فصل ذكر بعض الايات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق الخلق قال رحمه الله والنهي عن قربان الزنا يشمل النهي عنه وعن جميع دواعيه ومقدماته كالنظر المحرم والخلوة المحرمة وخطاب من يخشى الفتنة بخطابه ونحو ذلك ووصف الزنا باقبح الاوصاف بانه فاحشة اي جريمة عظيمة تستفحش شرعا وعقلا لان فيه انتهاك حرمة الشرع والتهاون به وفيه فساد المرأة وفيه افساد المرأة وافساد الانساب واختلاط المياه وفيه اضرار باهلها وبزوجها وبكل من يتصل بها. وفيه من المفاسد شيء كثير. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا يزال حديث المصنف رحمه الله تعالى في بيان الايات من سورة الاسراء المبدوءة قوله سبحانه وتعالى لا تجعل مع الله الها اخر والمختومة ايضا بقوله فلا تجعل مع الله الها اخر وهي ايات مشتملة على الكثير من الاوامر والنواهي بل هي من اكثر ايات القرآن جمعا للاوامر والنواهي وبدأت بالنهي عن الشرك وختمت بالنهي عنه وهذا فيه دلالة على ان الشرك بالله هو اخطر الذنوب واعظم الاثام واكبر الجرم واظلم الظلم ووصل رحمه الله تعالى في حديثه عن هذه الايات الى قوله سبحانه وتعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا فجاء نهيه سبحانه وتعالى عن الزنا بهذه الصيغة. ولا تقربوا الزنا لم يقل ولا تزن وانما قال ولا تقربوا الزنا وهذا يفيد كما بين المصنف رحمه الله وغيره من ائمة التفسير فيه النهي عن الزنا وعن كل وسائله وعن جميع ما يفضي اليه فنهى عن عن الزنا بقوله ولا تقربوا الزنا اي لا تفعلوه ولا تقاربوا كل ما يفضي اليه وكل ما يؤدي اليه ولهذا فان هذا يتناول كما قال الشيخ جميع دواعيه ومقدماته قوله تعالى ولا تقربوا الزنا يشمل جميع دواعي الزنا ومقدماته كالنظر المحرم النظر البريد النظر بريد اذا اطلق المرء عينه النظر فيما حرم الله سبحانه وتعالى حرم عليه النظر اليه تحرك في قلبه ما ربما اوصله الى تلك الفاحشة ولهذا قال الله سبحانه قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ذلك ازكى لهم ازكى لقلوبهم واطهر لها وانقى حتى لا يتحرك فيها آآ طلب هذه الفاحشة والرغبة فيها كذلك النهي عن الخلوة بالاجنبية وفي الحديث ما خلا رجل بامرأة الا كان الشيطان ثالثهما فالخلوة اه ايظا من الاسباب والوسائل وهي محرمة لا يحل لامرأة ان تخلو رجل اجنبي عنها ولا لرجل بامرأة اجنبية عنه هذا من المحرمات لانه من الوسائل المفضية الى الزنا كذلك الخطاب خطاب من يخشى الفتنة بخطابه خطاب من يخشى الفتنة بخطابه فالخطاب نفسه آآ يثير ولهذا المرأة ان اضطرت لمخاطبة اجنبي لا تخضع بالقول بل تخاطبه في حدود الحاجة بدون لؤلؤ لين في القول او خضوع فيه الكلام لان هذا من المؤثرات ومنا الدواعي والامور المهيجة الحاصل ان هذا كله آآ كله داخل في قوله سبحانه وتعالى ولا تقربوا الزنا ثم يذكر الشيخ رحمه الله ان وصف الله عز وجل للزنا بانه فاحشة وساء سبيلا وصفه بهاتين آآ الصفتين بانه فاحشة والفاحشة هو كل اثم مستفحش عقلا وشرعا آآ عظمت آآ شناعته وفحشه وقبحه وهذا فيه عظم خطورة الزنا وعظم مضرته لان فيه انتهاك حرمة الشرع هذا محرم شرعا وفيه افساد للمرأة وافساد لفراش بعلها. افساد للانساب اختلاط للمياه ماء بعلها بماء غيره في اضرار باهلها لان لان هذا يلوث سمعة اهلها يزهد ايضا في الزواج منهم تضر حتى باخواتها وفي البيت نفسه تضر بكل ما بكل من يتصل بها. ففي مفاسد عظيمة جدا وشنايا كبيرة ولهذا قال انه فاحشة وساء سبيلا اي طريق وسبيل سيئة للغاية تفضي سالكها لهلكات وتؤدي به الى دركات وتوقعه في مفاسد عظيمات نعم قال رحمه الله وامر تعالى بايفاء المكاييل والموازين والمعاملات كلها بالقسط من غير بخس ولا نقص ولا غش ولا كتمان وفي ضمن ذلك الامر بالصدق والنصح في جميع المعاملات. فانه بذلك يصلح الدين والدنيا. ولذلك قال ذلك خير واحسن تأويلا. اي هو خير في الحاضر واحسن عاقبة في الاجل. يسلم به العبد من التبعات وتحل البركة في هذه المعاملة. هذا حديث من الشيخ رحمه الله وبيان قوله سبحانه وتعالى ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا. واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير واحسن تأويلا. لكن قبلها ولم يتكلم عنها الشيخ آآ قول الله سبحانه وتعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ففيها النهي عن هذه الجريمة عن هذه المعصية العظيمة التي هي اكبر المعاصي واعظم الاثام بعد الشرك بالله فان فانه ما عصي الله سبحانه وتعالى بذنب بعد الشرك اعظم من القتل بعضا من القتل فقتل النفس المعصومة المحرم قتلها هو اعظم الذنوب بعد الشرك بالله واكبرها ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق الا بالحق الحق يعني ما احقه الشرع ودل على اباحته والا فان النفس باقية على عصمتها وتحريم قتلها لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة بدون بغير هذه لا يحل فهي دماء معصومة. ان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم. كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه اي لولي المقتول سلطانا يعني سلطة في امري وشأني قاتله قد جعلنا لوليه سلطانا اي اجعلنا لولي المقتول سلطة في شأن آآ قاتله فله الخيار في امره وله السلطة في امره اما ان ياه يطلب قتله قصاصا او ان يعفو عنه بدية او يعفو عنه مجانا بدون دية الامر الامر تحت سلطته هو الذي يحكم هو الذي يقول الله جعل له سلطانا على القاتل جعل لولي المقتول سلطانا على قاتله فالحكم ما يقرره واما ان يطلب القصاص في قص او اه يا يعفو بدي او يعفو بدون دية مجانا الامر له السلطان في هذه بيده قد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل ما دام ان له سلطان لا يسرف في القتل يعني لا يقتل مثلا مع التمثيل بالمقتول او اه الجناية على بعض قرابته بعض بعض الناس يسرف في هذا الباب بعض الناس يسرف اذا قتل قريبه مظلوما يتعدى على اقرباء القاتل هذا اسراف تعدى على ربما حتى قتل بعض اقربائه او تعدى عليهم بالتعدي هذا كله من الاسراف فلا يسرف. نهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك فلا يسرف في القتل انه كان منصورا لان صاحب الحق مؤيد بتأييد الله سبحانه وتعالى مسرور بنصرة الله سبحانه وتعالى اه بنصرة الله تبارك وتعالى له ثم قال جل وعلا ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده وهذا فيه النهي عن الاعتداء على مال اليتيم والتحذير من اكل مال اليتيم ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم ولا تأكلوا اموالهم اسرافا وبدارا ان يكبروا نهى عن اكل مال اليتيم وعن عن قربان مال اليتيم لا تقربوا مال اليتيم لان من كان وليا لمال اليتيم ربما دخلت عليه دواخل ظعف فيأخذ شيئا فشيئا من مال اليتيم فيقع في هذا هذه الكبيرة العظيمة من عظائم الاثام ولا تقربوا مال اليتيم حتى يبلغ اشده واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا يقول الشيخ امر بايفاء المكاييل والموازين والمعاملات كلها بالقسط من غير بخس ولا نقص ولا غش ولا كتمان وفي ضمن ذلك الامر بالصدق والنصح في جميع المعاملات هذا الذي آآ ذكره او امر به سبحانه اوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا او في الكيل اذا كنتم وزنوا بالقصاص المستقيم هذا هذه هدايات ربانية عظيمة فاصلح بها عمر الناس وتستقيم بها احوالهم وتذهب عنهم كثير من الافات بخلاف اذا دب الغش والخيانة والتطفيف تنكيل بين يفشوا بينهم الحسد والحقد والضغائن والعداوات اما اذا استقاموا على هذه الهداية الربانية العظيمة صلحت احوالهم ولهذا قال الشيخ فانه بهذا يصلح الدين والدنيا ولذلك قال ذلك خيره احسن تأويلا يصلح الدين لان امور الناس تطمئن انظر اذا كنت في اه امكنة يعرف الباعة فيها بالانصاف والعدل وعدم الغش تجد انك تشتري وانت مرتاح ربما حتى ترسل طفلا لك لا يفهم تقول اذهب وائت لي بكذا من المكان الفلاني وانت مطمئن وبعض المحلات ما تطمئن تأتي معك بثلاثة او اربعة من الخبراء يتأكدون. ويطمئنون سلامة البيع ما فيه خطورة لانك لست مطمئنا فاذا هذه جاءت هذه الهدايات العظيمة اذا جاءت هذه الهدايات العظيمة وفشت في الناس صلحت الدنيا صلحت الدنيا. اما صلاح الدين فان الله يثيب على هذه الاعمال الصالحة. تدخل في العمل الصالح الذي يثيب الله سبحانه وتعالى العاملين عليه قال ولذلك قال ذلك خير واحسن تأويلا خير في الحاضر يعني في الدنيا تصلح الدنيا وتستقيم واحسن تأويلا اي في العاقبة بان يثيبكم الله سبحانه وتعالى على ذلك ويدخل في جملة اعمالكم الصالحة اذا كان من غش يعاقب على غشه فان من لا من لا يغش وينصح يثاب على نصحه نعم قال رحمه الله وقوله ولا تقف ما ليس لك به علم الاية اي ولا تتبع ما ليس لك به علم بل تسبب في كل ما تقوله وتفعله فان التثبت في الامور كلها دليل على حسن الرأي وقوة العقل. وبه وبه تتوضح الامور ويعرف بعد ذلك هل الاقدام خير ام الاحجام؟ لان المتثبت لا بد ان يعمل فكره ويشاور في الامور التي عليه ان تثبت فيها والفكر والمشاورة اكبر الاسباب لاصابة الصواب والسلامة من التبعة ومن الندم الصادر من العجلة ومن عدم استدراك الفارط ولهذا قال ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا اي لابد ان تسأل عن حركة هذه الجوارح وهل هي حركات نافعة؟ اذا وضعت فيها ما يقرب الى الله. اذا اذا اذا وضعت فيها اذا وضعت اذا وضعت فيما يقرب الى الله ام ضارة اذا وجهت لمعصية الله. فليتعاهد العبد بحفظها عن الامور الضارة ادى لهذا السؤال جوابا فمن استعملها بطاعة الله فقد زكاها ونماها واثمرت له النعيم المقيم ومن استعملها في ضد ذلك فقد دساها واسقطها واوصلته الى العذاب الاليم آآ قول الله جل في علاه ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا اي سيسألك الله يوم تقف بين يديه عنا سمعك حركات سمعك وبصرك وفؤادك كل اولئك كان عنه مسؤولا القلب يسأل عنه بما يكون فيه من ارادات وعزائم واعمال القلوب لان في القلوب اعمال صالحة يثاب عليها العامل واعمال سيئة يعاقب عليها يعاقب عليها فالحاصل ان الله عز وجل نهى العبد ان يقفو ما ليس له به. نهاه عن ما ليس له به علم قفوا ما ليس له به علم هو اتباع الشيء الذي لا يعلمه. ولا يدري عن حقيقته وصحته فهذا فيه دعوة الى التثبت في الامور. والتأني في الاشياء والروية وعدم العجلة بل يتحقق ويتثبت ويتبين من صحة الامر ويعمل فكره ويشاور اهل النصح ويستفتي اهل العلم لا يمشي هكذا على عماه بل يا يتبع هذا مفهوم المخالفة للاية يتبع ما يتبع بعلم ويسلك ما يسلك بعلم ويعمل ما يعمل بعلم والعلم البصيرة بدين الله سبحانه وتعالى ولا تقف ما ليس لك به علم يدخل تحتها مثل ما قال بعض السلف في التفسير لا يقل رأيت ولم يرى سمعت ولم يسمع علمت ولم يعلم وهذا خطير جدا كثير من الناس اذا احب ان يؤكد شيئا لا علم له به يجاز فيقول رأيته بنفسي او انا على علم بهذا الامر وانا مطلع عليه وانا ولا علم له ولا ولا دراية له به وهذا كله من القفول ما ليس له بعلم ولا تقف ما ليس لك به علم فالاية فيها التأني في الامور قلنا والروية والتثبت واستشارة اهل الخبرة والدراية وسؤال اهل العلم الفظل حتى يكون في سيره على خطوات ثابتة وعلى وعلى هدى مستقيم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا. اي سيسألك الله سبحانه وتعالى عن سمعك وعن بصرك وعن فؤادك واذا كان آآ السؤال متحققا حاصلا ولابد فليعد الناصح لنفسه للسؤال جوابا وليكن الجواب صوابا فمن الخير للانسان ان يحفظ هذه الحواس وان يجاهد نفسه على الا يستعملها الا فيما يرضي الله وان يحاذر اشد الحذر من استعمالها فيما يسخطه ويغضبه سبحانه وتعالى واكبر ما يعين العبد على ذلك ان يذكر نفسه دائما بان الله سائله عن هذه الحواس ان الله سيسأله عن سمعي سيسأله عن بصره ماذا كان يحرك سمعه ليستمع به وبصره ليبصر به. هذا كله يسأل عنه آآ العبد السمع والبصر هذان تحديدا هما المنفذ للقلب هم المنفذ هم البوابة التي يدخل الى القلب من خلالها ولهذا كثير وكثير جدا من فساد القلوب من اشياء نفذت اما من السمع او البصر يتعرض القلب الى فساد عظيم باشياء دخلت عليه من السمع الافكار الهدامة والمذاهب الباطلة والاراء الزائفة والعقائد الباطلة كيف تدخل على قلوب الناس نعم كيف تدخل؟ اما بحديث مبطل يسمعونه او بنظر في كتاب يقرأونه هكذا تدخل فاذا زم المرء نفسه وصان سمعه وحفظه واحكم ضبط هذه المنافذ لا يدخل على قلبه دواخل تفسد قلبه سلم باذن الله سبحانه وتعالى والا تعرض للهلكة ولعل هذا والله اعلم هو السر في تقديم السمع والبصر على الفؤاد لانهما المنافذ التي تؤثر في آآ الفؤاد ومنها يدخل اليه يوصل آآ اليه قال الشيخ رحمه الله فليتعاهد العبد بحفظها عن الامور الضارة ليعد لهذا السؤال جوابا فمن استعملها بطاعة الله فقد زكاها ونماها واثمرت له النعيم المقيم ومن استعمله في ضد ذلك فقد دساها اي غمسها في الحرام والرذيلة واسقطها ودنسها واوصلته الى العذاب الاليم نعم قال رحمه الله وقوله ولا تمش في الارض مرحا اي لا تتكبر على الحق ولا على الخلق فان التكبر من ارذل الاخلاق والمتكبر المعجب بنفسه لن يبلغ ما يظنه وتطمح له نفسه من الخيالات الفاسدة انه في مقام رفيع على الخلق بل هو ممقوت عند الله وعند خلقه مبغوض محتقر قد نزل بخلقه الى قد نزل بخلقه هذا الى اسفل سافلين. ففاته مطلوبه ومن كبره وعجبه وحصل على نقيضه. ومن مضار الكبر انه صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر. والنار مثوى المتكبرين. والكبر هو بطر الحق وغمط الناس اي واحتقارهم وازدراؤهم وهذه نعم اه ثم قال جل وعلا ولا تمشي في الارض مرحا ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا لا تمشي في الارض مرحا اي مختالا. متعاليا على الخلق معجبا بنفسك متكبرا على عباد الله سبحانه وتعالى فان هذه المشية بهذه الصفة من ابغض الاعمال الى الله سبحانه وتعالى من ابغض الاعمال الى الله جل وعلا. لا تتكبر على الحق ولا على الخلق بل كن متواضعا ومن تواضع لله رفعه الله سبحانه وتعالى كما صح بذلك الحديث قال الشيخ التكبر من ارذل للاخلاق التكبر من ارظ الاخلاق اي من اخسها واشدها دناءة وقبحا المتكبر تكبره ناشئ من عدم معرفته بنفسه. لو عرف نفسه لم يتكبر لو عرف نفسه حقيقة لم يتكبر اوله نطفة واخره جيفة وهو بين ذلك يحمل في جوفه العذرة على ما يتكبر لو عرف نفسه لم يتكبر لم يدخل عليه الكبر لكن دخول الكبر عليه هو من جهله بنفسه وعدم معرفته بنفسه ولهذا تحقيق لهذه المعرفة حتى يزول الكبر قال انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طول ان كنت ترى نفسك كبيرا عظيما اذا مشيت انظر حجمك مع الجبل ومشيتك هذه المختالة لن تخرق الارض لن تغير فيها شيء لكنه ما عرف نفسه يمشي بهذا التكبر ما عرف ما عرف نفسه وانما تكبره افة دخلت على قلبه فجعلته يرى نفسه اعلى من الاخرين وارفع من الاخرين وهو اه ادناهم واخسهم وافضلهم يتكبر على اناس ربما هم عند الله بالمنازل العالية والدرجات الرفيعة ما عرف نفسه لو عرف نفسه آآ لم يتكبر التكبر من ارذل الاخلاق والمتكبر المعجب بنفسه لن يبلغ ما يظنه وتطمح له نفسه من الخيالات الفاسدة انه في مقام رفيع على الخلق بل هو ممقوت عند الله وعند خلقه معامل بنقيض قصده مبغوض محتقر قد نزل بخلقه هذا الى اسفل سافلين ففاته مطلوب من كبره وعجبه وحصل له نقيض قصده قصده العلو حصل بهذا السفول قال ومن مضار الكبر من مضار الكبر انه صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر وهذا في خطورة الكبر وانه موجب لدخول النار بل كما قال قال رحمه الله والنار مثوى المتكبرين النار مثوى المتكبرين هذا المعنى جاء في ايات في كتاب الله عز وجل قال الله سبحانه وتعالى في سورة النحل فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فلا بأس مثوى المتكبرين وقال جل وعلا في سورة الزمر قيل ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين وقال في سورة غافر ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين المتكبر مثواه النار وبئس المثوى وبئس وبئس المآل. فالمتكبر لا يدخل الجنة ومثواه النار قال والكبر هو بطر الحق وغمط الناس والكبر هو بقر الحق وغمط الناس هذا هو الكبر وبهذا عرفه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما سئل عن عناء الكبر قال الكبر بطر الحق وغمط الناس. بطر الحق يعني رده تكبرا يذكر له الاية او الحديث او الحكم الواضح البين بدليله فيرده وغمط الناس اي حقهم بان يزدريهم يحتقرهم نعم قال رحمه الله وهذه الاوامر الحسنة والارشادات في هذه الايات من الحكمة العالية التي قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حب حبة خردل من كبر لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة حبة خردل من الصحابة خافوا من هذا قالوا يا رسول الله احدنا يحب ان يكون ثوبه جميل نعله جميل يعني هذه هل هذه تدخل في وهذا من خوفه من حرصهم على السلامة والعافية لما قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من حبة من خردل قالوا يا رسول الله احدنا يحب ان يكون ثوبه ونعله جميلا يعني هل هذا داخل وقال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بطر الحق وغمط الناس هذا هو الكبر بهذا عرفه صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله وهذه الاوامر الحسنة والارشادات في هذه الايات من الحكمة العالية التي اوحاها الله بل عفوا بل آآ اه في الحديث نفسه لما سألوه هذا السؤال قال ان الله جميل يحب الجمال عليه الصلاة والسلام قال ان الله جميل يحب الجمال. البس اللباس الذي تحب ومن غير اسراف ولا مخيلة هذا هو المهم. من غير اسراف ولا البس النعل الجميل او الثوب الجميل الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس هذا هو الكبر نعم قال رحمه الله وهذه الاوامر الحسنة والارشادات في هذه الايات من الحكمة العالية التي اوحاها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وهي من اعظم محاسن الدين. فالدين هو دين الحكمة التي هي معرفة الصواب والعمل الصواب ومعرفة الحق والعمل بالحق في كل شيء نعم قالوا وهذه الاوامر الحسنة والارشادات في هذه الايات من الحكمة العالية لان الله سبحانه وتعالى ختم هذا السياق الكريم المشتمل على هذه الاوامر والنواهي بقوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة فلا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا قال ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة فيقول الشيخ هذه الاوامر الحسنة والارشادات في هذه الايات كلها من الحكمة العالية التي اوحاها الله لرسوله عليه الصلاة والسلام وهي من اعظم محاسن الدين وهي من اعظم محاسن الدين وهذا تنبيه من الشيخ ان الدعوة الى الاسلام بابراز محاسنه وتفسير هذه الايات اظهار هذه المعاني لغير المسلمين حتى يعرفوا الاسلام باوامره ونواهيه وهداياته العظيمة الدالة على جمال هذا الدين وحسنه العظيم فهو دين الحكمة التي هي معرفة الصواب والعمل بالصواب هذا هو الدين الدين دين الحكمة التي هي معرفة الصواب والعمل بالصواب. معرفة الحق والعمل بالحق نسأل الله الكريم ان ينفعنا وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم يا رب الا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه