الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له ورفع درجته في عليين. قال تعالى والذين لا يشهدون الزور اي لا يحضرون الزور اي القول المحرم والفعل المحرم فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على كل قول وفعل محرم كالخوض في ايات الله بالباطل والجدل الباطل والغيبة والنميمة والسب والقذف والاستهزاء وشرب الخمر والغناء المحرم وفرش الحرير والصور ونحو ذلك. واذا كانوا لا يشهدون الزور فانهم من باب اولى لا يفعلونه ولا يقولونه وشهادة الزور داخلة في قول الزور واذا مروا باللغو وهو الكلام الذي لا فائدة فيه دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم مروا كراما ما اي نزهوا انفسهم واكرموها عن الخوض فيه. ورأوه سفها منافيا لمكارم الاخلاق وفي قوله واذا مروا باللغو اشارة الى انهم لا يقصدون حضوره ولا سماعه ولكن يحصل ذلك بغير قصد فيكرمون انفسهم عنه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الصفة السادسة من صفات عباد الرحمن التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في خواتيم سورة الفرقان وهذه الصفة هي بعد عباد الرحمن عن مجالس اللغو واللهو والباطل وتنزههم عن ذلك واكرامهم لانفسهم من ان تغشى تلك المجالس او تقصدها او تكون من اهلها ولهذا وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله والذين لا يشهدون الزور لا يشهدون الزور يعني لا يحضرون مجالسه ولا يقصدونها ولا يذهبون اليها بل يكرمون انفسهم ان تلك المجالس ولهذا قال جل وعلا واذا مروا بلغوا مروا كراما لو حصل مرور بشيء من تلك المجالس عن غير قصد اكرم انفسهم اه من ان تجلس فيه او تخوض فيما خاض فيه اهله من باطل فهذه صفة عظيمة من صفات عباد الرحمن قال سبحانه وتعالى والذين لا يشهدون الزور والزور هو الباطل قولا او فعلا الزور هو الباطل قولا او فعلا فما كان في ما كان من المجالس قائما على الباطل اما الغيبة والنميمة او السخرية بعباد الله او الاحاديث الفحش والبذاء او الخوظ في الله دينه. مم بغير علم كمجالس اهل البدع والباطل او مجالس آآ الغنى والمجالس القائمة ايضا على شيء من المحرم تا شرب الخمر او مجالس التي فيها الفرش فرش الحرير او غير ذلك من ما يتناوله اه الزور الذي هو ذا الباطل فانهم ينزهون انفسهم عنه واذا قرأت التفسير بالمأثور عن السلف تجد ان اه المنقولة عنهم في تفسير هذه الاية انواعا فمنهم من فسره فمجالس الغيبة والنميمة منهم من فسره بمجالس الغنى منهم من فسره اه اه الشام اه اخرى من هذا القبيل وكلها يتناولها عموم قوله والذين لا يشهدون الزور. ولهذا الامام بن جرير الطبري لما آآ اورد اقوال السلف والنقولات عنهم في ذلك قال والحق ان لا تتناول ذلك كله تتناول ذلك كله ولهذا الشيخ رحمة الله عليه ذكر انواع هنا كلها داخلة قول الله سبحانه وتعالى والذين لا يشهدون الزور فمثلا من الامثلة على ذلك الخوظ في ايات الله بالباطل المجالس القائمة على القول على الله وفي دينه بغير علم او بالبدع الاهواء او بالاراء المحضة والفلسفات او نحو ذلك كذلك الجدل الباطن الجدل الباطل هذا علامة اهله حرمان العمل حرمان العمل يعني يستكثرون من مجالس الجدل ولا يعملون ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون يعني مشتغلين بالخصومة بعيدون عن العمل بعيدون عن العمل فهذه المجالس ايضا مما يكرم عباد الرحمن انفسهم عنها. كذلك مجالس الغيبة والنميمة والسب القذف والاستهزاء هذه كلها اقوال محرمة فاذا كان المجلس قائما على شيء من ذلك لا يشهدونه والمجالس شرب الخمر والغنى وفرص الحرير والصور ونحو ذلك اذا كان واذا كانوا لا يشهدون الزور فانهم من باب اولى لا يفعلونه ولا يقولونه اذا كانوا لا يشهدون اصلا مجالس الزور فمن باب اولى انهم لا يفعلونه ولا يقولونه وشهادة الزور داخله في قول آآ داخلة في قول الزور وقول الله سبحانه واذا مروا بلغوا اللغو عرفه رحمه الله بانه الكلام الذي لا فائدة فيه لا لا دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم فشأن عباد الرحمن انهم ان مروا بشيء من تلك المجالس نزهوا انفسهم واكرموها عن الخوظ فيها ورأوه سفها منافيا لمكارم الاخلاق. هذا معنى قوله مروا كراما يعني يكرمون انفسهم من ان آآ تجلس في تلك المجالس او تشهد تلك المجالس نعم قال رحمه الله قال تعالى والذين اذا ذكروا بايات ربهم اي التي امروا بالاستماع لها والاهتداء بها لم يخروا عليها صما وعميانا اي لم يقابلوها بالاعراض عنها والصمم عن سماعها وصرف القلب عنها كما يفعله من لم يؤمن بها ويصدق وانما حال هؤلاء الاخيار عند سماعها كما قال تعالى انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا جدى وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون يقابلونها بالقبول والافتقار اليها والانقياد والتسليم لها وتجد عندهم اذانا سامعة وقلوبا واعية فيزداد بها ايمانهم ويتم بها يقينهم وتحدث لهم فرحا ونشاطا واغتباطا لما يعلمون انها افضل المنن الواصلة اليهم من ربهم هذه آآ الصفة السابعة من صفات عباد الرحمن وهي تعظيمهم لكلام الله تعظيمهم لكلام الله وحيه وتنزيله سبحانه وتعالى ويعدون هذا الوحي من اعظم النعم واجل المنن ويعدون من اعظم الشرف ان جعلهم الله سبحانه وتعالى من المؤمنين بهذا الوحي العاملين به فهم معظمون لوحي الله. هذه من صفات عباد الرحمن انهم معظمون لوحي الله وكلامه وتنزيله وبناء على هذا التعظيم لوحي الله لا يقابلون شيئا من الوحي بالصدود والاعراض اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا الاصم الذي لا يسمع والاعمى الذي لا يبصر فلا يكون شأنهم مع الوحي كالاصم الذي لا يسمع والاعمى الذي لا يبصر بل يتلقونها بالسرور والاغتباط والفرح والتعظيم لكلام الله سبحانه وتعالى ومجاهدة النفس على فهمه وتلقيه بالقبول والعمل بما فيه من هدايات عظيمة السعادة العباد وفلاح في الدنيا والاخرة لا تكون الا بها فهذا الشأن عباد الرحمن مع وحي مع وحيه ولهذا لا لا يزالون في زيادة ايمان وقوة يقين وحسن صلة بالله قال الله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا هم يستبشرون يستبشرون يفرحون يسعدون بهذا الوحي تقر اعينهم به. تطيب نفوسهم بسماعه وتلاوته وفهم معانيه وهدايته وكلما تفتحت لهم من معاني القرآن وهداية القرآن فرحوا بها فرحا عظيما وارتبطوا بها راية الغبطة وسروا بها غاية السرور. هذا شأنهم مع وحي الله سبحانه وتعالى ولهذا اثنى الله عليهم هذا الثناء العظيم قال والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميا. بل يقابلونها بالقبول الافتقار اليها والانقياد والتسليم لها تجد عندهم اذانا سامعة وقلوبا واعية فيزداد بذلك ايمانهم ويقينهم وصلتهم ربهم ومولاهم سبحانه وتعالى. فالحاصل ان هذه صفة عظيمة من آآ صفات عباد الرحمن ولا يزال العبد بخير ما دام معظما للوحي كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لان احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وحي وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول فالحاصل ان آآ المنزل على الرسول الاحاديث الصحاح الثابتة عنه هذه وحي من الله فاهل اهل السنة واهل الهدى واهل الحق عباد الرحمن شأنهم مع آآ هذا الوحي المنزل تلقيهم التعظيم والقبول والتسليم واذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميان نعم قال رحمه الله قال تعالى والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا اي قرنائنا من اصحاب واخلاء واقران وزوجات وذرياتنا قرة اعين اي تقر بهم اعيننا. واذا استقرأنا حالهم وصفاتهم عرفنا من علو هممهم ومراتبهم ان مقصودهم بهذا الدعاء لذرياتهم ان يطلبوا منه صلاحهم فان صلاح الذرية عائد عليهم وعلى والديهم لان النفع يعود على الجميع بل صلاحهم يعود الى نفع المسلمين عموما اه لان بصلاح المذكورين صلاحا لكل لكل من له تعلق بهم ثم يتسلسل الصلاح والخير واجعلنا للمتقين اماما اي اوصلنا يا ربنا الى هذه الدرجة العالية درجة الصديقين والكمل من عباد الله الصالحين وهي درجة الامامة في الدين. وان يكونوا قدوة للمتقين في اقوالهم وافعالهم. يقتدى باقوالهم وافعالهم ويطمئن اليها ويطمئن اليها لثقة المتقين بعلمهم ودينهم ويهتدي المهتدون بهم. ومن المعلوم ان الدعاء بحصول شيء دعاء به وبما لا يتم الا به وهذه الدرجة درجة الامامة في الدين لا تتم الا بالصبر واليقين. كما قال تعالى وجعلنا منهم ائمة بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون فهذا الدعاء يستلزم من حصون الاعمال الصالحة والصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى اقداره المؤلمة ومن العلم النافع التام الراسخ الذي يوصل صاحبه الى درجة اليقين خير كثيرا وعطاء جزيلا. نعم هذه الصفة الثامنة اتمنى صفات عباد الرحمن وهي عنايتهم بالدعاء عنايتهم بالدعاء الذي هو مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة لانهم يعلمون ان امورهم كلها بيد الله وانهم طوع تسخيره جل في علاه وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن يسأله من في السماوات ومن في الارض يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن اه من صفاتهم اقبالهم على الله بالدعاء مفتقرين اليه متذللين بين يديه يرفعون كف الضراعة اليه يطلبون فلاحهم وسعادتهم وفوزهم في دنياهم واخراهم منه جل وعلا من صفتهم في الدعاء عنايتهم بالكوامل من الدعاء. مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام لام المؤمنين عائشة كما في الحديث الذي في المسند يا عائشة عليك بالكوامل من الدعاء عليك بالكوامل من الدعاء فعباد الرحمن اه من صفتهم العناية بالدعاء والعناية ايضا خاصة بالكوامل كوامل الدعاء وهذا الذي ذكر في الاية من دعاء عباد الرحمن هو من هو من اه من كوامل الدعاء من كوامل الدعاء وهو دعاء عظيم جدا جامع لان كوامل الدعاة هي الادعية الجوامع التي تجمع ما مع وجاز في الفاظها خير الدنيا والاخرة خير الدنيا والاخرة الحاصل ان هذا من صفات عباد الرحمن عنايتهم بالدعاء وبجوامع الدعاء يقبلون على الله يسألونه ويلحون عليه يرجون آآ فضله وعطاءه سبحانه وتعالى ونواله جل في علاه والذين يقولون ربنا هب لنا ربنا هب لنا اه هذا الذي يسألونه ربه هم على يقين انها هبات ومنن لا تنال الا من الله ولذا يقبلون عليه بالدعاء يسألونه سبحانه وتعالى ويلحون عليه. هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين اي اجعلهم صالحين متقين مهتدين اه مطيعين منقادين لشرعك بعيدين عن الفسوق والكفر والعصيان هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين وهذا فيه ان قرة آآ قرة العين بصلاح الذرية واستقامة الولد فلذة الكبد على طاعة الله والتقرب اليه فان هذا من اعظم ما تقر به عين المرء من اعظم ما تقر به عين المرء ان يرى ولده على طاعة الله وعلى الاستقامة وهم لما يقولون في دعائهم هب لنا يعلمون ان ان صلاح الذرية بيد الله مثل ما جاء عن الامام مالك رحمه الله كلمة جميلة في هذا الباب قال الادب ادب الادب الابناء ادب الله ادب الله لا ادب الاباء والامهات ادب الله لا ادب الاباء والامهات الاب مطلوب منه ان يبذل وسعه في اصلاح ذريته لكن ادبهم بيد الله فهو الذي يؤدبهم هو الذي يصلحهم فاذا رأى من ولده ادبا اذا رأى من ولده ادبا فليحمد الله على هذه الهبة لانه قد يتعب الانسان تعبا شديدا في آآ طلب الادب لولده لكنه لا يحصل لا يحصل فالادب ادب الله وهذا يستفاد منه يعني ان ان عباد الرحمن هذا شأنهم دائما يلحون على الله دائما يلحون على الله ان يصلح لهم الذرية ان يقيمهم على الطاعة ان يوفقهم للعبادة ان يعيدهم من الشر ان يجنبهم قرناء سعد والدعاء الصادق لا يرد خاصة الوالد لولده هذا من الدعوات التي لا ترد اذا دعا بالحاح وبصدق وحسن لجوء الى الله سبحانه وتعالى هب لنا من ازواجنا. قال الشيخ قرنائنا من اصحاب واخلاء واقران وزوجات وقد يكون المعنى المراد الزوجة خاصة لذكر الذرية عقب عقب ذلك فنهب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين اي ما تقربه اعيننا وتتحقق به هنائتنا وغبطتنا وفرحتنا يقول الشيخ رحمه الله اذا استقرأنا حالهم وصفاتهم اي عباد الرحمن عرفنا من علو هممهم ومراتبهم ان مقصودا بهذا الدعاء لذريتهم ان يطلبوا منه صلاحهم. هذا هو مقصود الدعاء هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين اي اصلحهم هذا هو المقصود يطلب صلاحهم لان اه لان عين المؤمن لا تقر الا بهذا لا تقر في في فيما يتعلق بذريتي الا بهذا ان يراهم صالحين الا ان يراهم صالحين. ولهذا عامة من يفسر هذه الاية من السلف يفسرها بهذا المعنى ان ان يصلحوا ان يستقيموا ان يكونوا على الطاعة ان يعيذهم من الكفر والفسوق والعصيان قال الشيخ فان صلاح الذرية عائد عليهم وعلى والديهم لان النفع يعود على الجميع آآ من عود النفع الحديث او ولد صالح يدعو له او ولد صالح يدعو له وقوله جل وعلا واجعلنا للمتقين اماما واجعلنا للمتقين اماما. اي اوصلنا يا الله تفضلا منك ومنا الى مرتبة الامامة في الدين الى مرتبة الامامة في الدين وهي درجة عالية درجة الصديقين والكمل من عباد الله هذه درجة المؤمنين الكمل من دعاء الصالحين سؤالهم الله جل وعلا ان ان يوصلهم الى درجة الامامة في الدين انظر هذا الدعاء ما اجمعه واتمه واكمله اجعلنا للمتقين اماما اذا اذا وفقهم الله اه اوصلهم بمنه وكرمه هذه الرتبة فقد جمعوا الخير كله لان الامامة في الدين الامامة في الدين معناها اجتماع صفات الخير في العبد بحيث اصبح بذلك قدوة الا لا للاخرين لان آآ اعماله واقواله وافعاله وسلوكه كلها استقامت على طاعة الله سبحانه وتعالى فاصبح قدوة لعباد الله فاذا كان في في المرء خلل في جوانب مع استقامة في جوانب كثرى اذا كان في المرء خلل في جوانب مع استقامة وصلاح في جوانب اخرى كثيرة لا يكون بهذا بلغ الامامة في الدين لان عنده خلل في جوانب عنده خلل الامامة في الدين هي اجتماع صفات الخير اجتماع صفات الخير فلما قالوا اجعلنا للمتقين اماما اي وفقنا يا الله لان تجتمع فينا صفات الخير نعمل بها نكون من اهلها لنصبح قدوة للاخرين يهتمون بنا ولهذا جاء عن بعض السلف لعله قتادة قال في معنى الاية اجعلنا للمتقين اماما قال المعنى اجعلنا مؤتمين بالمتقين اجعلنا للمتقين اماما قال اجعل معنا اجعلنا مؤتمين بالمتقين قبلنا وهذا من من اجود ما يكون في التفسير والبيان بمعنى هذه الاية لانه لا يمكن ان يكون المرء اماما للمتقين بعده الا اذا ماذا ائتم هو بالمتقين قبله الا اذا اتم بالمتقين قبله فاذا اتم بالمتقين اصبح اماما هو للمتقين وهذا فيه ان الامامة في الدين تتطلب من العبد مجاهدة للنفس على آآ اتباع السلف وسلوك سبيلهم واقتفاء اثارهم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان الشيخ هنا ذكر كلمة مهمة ننتبه لها يقول رحمه الله من المعلوم ان الدعاء بحصول شيء دعاء به وبما لا يتم الا به عندما يقول اجعلنا للمتقين اماما هذا الدعاء يستوعب آآ طلب التوفيق لاعمال الخير كلها وامر اخر نبه عليه الشيخ في بعض كتبه وغيره من اهل العلم المرء اذا دعا بدعاء يتبع الدعاء بالعمل والمجاهدة للنفس فاذا قال اجعلنا للمتقين اماما يجاهد نفسه على الاهتمام بالمتقين قبله والاتصاف صفاتهم ومجاهدة على ذلك قال قال الله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا متى لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون بهذه المجاهدة اه اطر النفس على الحق والزامها به مجاهدتها على الاستقامة عليه ارتقوا بفظل الله ومنه عليهم الى مرتبة الامامة في الدين نعم قال رحمه الله ولما كانت هممهم واعمالهم عالية كان الجزاء من جنس العمل فجزاهم من جنس عملهم فقال اولئك يجزون الغرفة اي المنازل العالية الرفيعة الجامعة لكل نعيم روحي وبدني بسبب صبرهم على القيام بهذه الاعمال الجليلة. نعم هذا وما بعده يؤجل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا