الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له ورفع درجته في عليين قال تعالى ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا ان الله على كل شيء قدير لما امر الله تعالى رسوله خصوصا والمؤمنين عموما باستقبال بيته الحرام اخبر ان اهل كل دين لهم وجهة يتوجهون اليها في عباداتهم وليس الشأن في القبل والوجهات المعينة فانها من الشرائع التي تختلف باختلاف الازمنة ويدخلها النسخ والنقل من جهة الى اخرى ولكن الشأن كل الشأن في امتثال طاعة الله على الاطلاق والتقرب اليه وطلب الزلفى عنده فهذا هو عنوان السعادة ومنشور الولاية وهو الذي اذا لم تتصف به النفوس حصلت لها الخسارة في الدنيا والاخرة كما انها اذا اتصفت به فهي الرابحة على الحقيقة وهذا امر متفق عليه في جميع الشرائع وهو الذي خلق الله له الخلق وامرهم به الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقول الله جل وعلا ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا ان الله على كل شيء قدير هذه الاية جاءت في سياق الايات المتعلقة بتحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة من الايات التي في هذا الباب ايضا قول الله عز وجل ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله فحقيقة البر هو الايمان والطاعة والاقبال على الله سبحانه وتعالى بما امر ان يستبق المرء الى الخيرات من الاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات المقربات الى الله سبحانه وتعالى حقيقة البر ان يكون العبد مطيعا لله اينما يوجهه يتوجه وبما يأمره يعمل وعما ينهاه عنه يكف فيكون عبدا لله حقيقة ممتثلا امر الله سبحانه وتعالى القبل جمع قبلة هذه الشأن فيها هو في تحقيق الطاعة والعبودية اينما وجه الله عبده توجه ممتثلا امر الله سبحانه وتعالى لو نظر الى اعمال الناس سواء في الشرائع المنسوخة او العبادات المحدثة فان الشأن فيها كما قال الله ولكل وجهة هو موليها وجهة في القبل ما يستقبله او يستقبلونه في عباداتهم او وجهة فيما يتجهون اليه من من اعمال لكل وجهة هو موليها وهذا شأن الناس عموما في اعمالهم سواء في العبادات المنسوخة او في الاعمال المحدثة اصلا لكل وجهة هو موليها لكن المسلم يتولى الوجهة التي امره الله بها ووجهه ووجهه اليها لانه عبد لانه عبد لله واعماله تقع على الاخلاص للمعبود فلا يعبد الا الله واعماله في الوقت نفسه تقع ايضا على المشروع فلا يعبد الله الا بما شرع فاينما ووجهه توجه وبما امره ربه سبحانه وتعالى يا يمتثل وينقاد وعما ينهاه عنه سبحانه وتعالى يكف فهذا شأن المؤمن ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا يا معاشر المؤمنين يا اتباع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يا من وفقكم الله لهذا الدين فالعظيم يستبق الخيرات استبقوا الخيرات الاستباق كما سيأتي البيان عند الشيخ رحمه الله تعالى يشعر ان اهل الايمان اهل الطاعة في عموم العبادات التي يقومون بها تقرب الى الله سبحانه وتعالى هم فيها في ميدان منافسة وتسابق وفيهم الفائز الفوز العظيم وفيهم ما دون ذلك وكأن العاملون في اعمالهم وقربهم وطاعاتهم التي يتقربون الى الله سبحانه وتعالى في مضمار سباق يتنافس فيه المتنافسون ويتسابق المتسابقون وفي الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. سبق المفردون ان يصور هذه المسألة وهي ان العمال في اعمالهم وعباداتهم وتقرباتهم الى الله سبحانه وتعالى كأنهم في مضمار سباق وتنافس في الاعمال الصالحة والطاعات المقربة الى الله سبحانه وتعالى فاستبقوا الخيرات مثلها سابقوا الى مغفرة من ربكم الاستباق ومثله ايضا المسارعة اه الفاظ عديدة جاءت كلها تؤدي هذا هذا الامر الذي هو التنافس والتسابق والمسارعة للوصول الى آآ الرتب العالية والمنازل الرفيعة قال لما امر الله رسوله خصوصا والمؤمنين عموما باستقبال بيته الحرام اخبر ان اهل كل دين لهم وجهة يتوجهون اليها في عباداتهم وليس الشأن في القبل يعني جمع قبلة والوجهات المعينة القبل او القبلة متى يكون لها شأن دعك من القبل التي يتوجه اليها من يتوجه القبلة متى يكون لها شأن اذا كانت امر امر الهي اذا كانت امرا الهي اذا كان امر من الله اصبحت القبلة لها شأن اصبحت معظمة بامر الله سبحانه وتعالى. والا هي وجهة من الوجه جهة من الجهاد. لكنها تكون معظمة ولها شأن عندما اه تكون امرا لله وفعلها يكون عبودية وطاعة لله سبحانه وتعالى فعاد الشأن الى ماذا عاد الى تحقيق الطاعة والامتثال آآ العبودية ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله هذا هو البر ان يكون مؤمنا مطيعا ممتثلا قائد آآ منقادا لله سبحانه وتعالى لكل ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات استبقوا الخيرات فهذا الاستباق للخيرات طاعة لله سبحانه وتعالى وامتثالا لما امر هو عنوان السعادة وامارة فلاح فلاح العبد في دنياه واخراه نعم قال رحمه الله والامر بالاستباق الى الخيرات قدر زائد على الامر بفعلها فان الاستباق اليها يتضمن الامر بفعلها وتكميلها وايقاعها على اكمل الاحوال والمبادرة اليها ومن سبق في الدنيا الى الخيرات فهو السابق في الاخرة الى الجنات فالسابقون اعلى الخلق درجة والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل من صلاة وصيام وزكاة وصدقة وحج وعمرة وجهاد ونفع عبد وقاصر يقول الشيخ رحمه الله الامر بالاستباق الى الخيرات قدر زائد على الامر بفعلها قدر زائد على الامر بفعلها فالاستباق يتناول الفعل يتناول تحسين العمل وتكميله اه يتناول آآ العناية بشروطه وواجباته واركانه العناية بوقته اذا كان له وقت مؤقت والمبادرة اليه آآ مثل الصلاة لاول وقتها اه كل هذا يتناوله معنى الاستباق هناك معنى مهم جدا انبه عليه اه للفائدة الشيخ رحمه الله لما ذكر الخيرات قال انها تشمل الفرائظ والنوافل من من صلاة وصيام وزكاة وصدقة الى اخره هذه كلها خيرات والاستباق في هذه الخيرات يعني الاستباق في الصلاة الاستباق في الصيام الاستباق في الحج الناس يحجون المسلمون يحجون المسلمون يصلون يصومون لكن ليسوا في صيامهم صلاتهم على درجة واحدة هم في سباق لا يشعرون باعمال بعظهم والسابق منهم منهم من صلاته تبلغ عليين ومنهم من صلاته لا تتجاوز محل المصلي وكلهم يركع خلف امام واحد ويؤدون حركات واحدة لكنهم في تفاوت عظيم جدا فالاستباق يكون في الصلاة نفسها يكون في الصيام نفسه يكون في الحج نفسه والقاعدة في في هذا الباب باب الاستباق والمفاضلة بين الاعمال ان اعظم الناس اجرا في كل عمل واسبقهم في كل عمل اكثرهم ذكرا لله فيه سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرين الله كثيرا والذاكرات الذاكرون الله كثيرا والذاكرات فهذا الحديث يفيد ان الاسبق في كل عمل الاكثر ذكرا لله فيه والامام ابن القيم رحمه الله تعالى ذكر في كتابه الوابل الصيب قاعدة شريفة جدا وعظيمة القدر في باب المفاضلة قال اعظم الناس اجرا في كل عبادة اكثرهم لله ذكرا فيها اعظم الناس اجرا في كل عبادة اكثرهم ذكرا لله فيها لان الذكر هو مقصود العبادات اقم الصلاة لذكره انما شرع اه انما شرع السعي بين الصفا الطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله لاقامة ذكر الله فاعظم الناس اجرا في كل عبادة اكثرهم ذكرا لله فيها جاء في هذا حديث حسن بمجموع طرقه وقد اورده ابن القيم مستدلا به في الوابل لما ذكر هذه القاعدة وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي المصلين اعظم اجرا قال اكثرهم لله ذكرا قيل اي الصائمين اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا قيل اي الحجاج اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا وسئل عن اعمال اخرى في كل ذلك يقول اكثرهم لله ذكرا فهذا الميدان ميدان الاستباق اسبق الناس فيه اكثرهم ذكرا لله لان ذكر الله هو مقصود العبادات فاذا كان اه ففرق بين فرق بين من يؤدي هذه العبادات وهو غافل ومن يؤديها وهو ذاكر لله عز وجل الامر بالاستباق بالخيرات قدر زائد على الامر بفعلهم. الامر باستباق بالخيرات قدر زائد على الامر بفعلها فهذه الخيرات الصلاة والصيام والى اخره هذه كلها اعمال وقرب والعاملون فيها في ميدان منافسة وسباق والسابقون في هذه الاعمال الاكثر ذكرا لله سبحانه وتعالى في تلك الاعمال وتلك القرب نعم قال رحمه الله فهذه الاية تحث على الاتيان بكل ما يكمل هذه العبادات من ركن وواجب وشرط ومستحب ومكمل ومتمم ظاهرا وباطنا كالمبادرة في اول الوقت وفعل السنن المكملات والمبادرات الى ابراء الذمم من الواجبات وفعل جميع الاداب المتعلقة بالعبادات فلله ما اجمعها من اية وانفعها. نعم يعني الاية هذي جامعة ولهذا ذكرها رحمه الله تعالى في الايات الجوامع في هذا الباب استبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات هذه جامعة جامعة لكل المطالب العالية والاعمال الرفيعة تنافسا في القرب ومسارعة الى الخيرات وعملا على تكميل آآ العبادات وتتميمها والمبادرة اليها وابراء الذمة في في هذا الباب قياما بالواجب واحسانا في آآ القيام به اخلاصا للمعبود ومتابعة للرسول صلوات الله وسلامه عليه ختمت الاية بقوله جل وعلا اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا ان الله على كل شيء قدير. هذا الختم للاية هو من اعظم ما آآ او استشعاره من اعظم ما يحث العامل على هذا الاستباق الذي امر به في الاية ولذا يقول الشيخ ولما كان اقوى اقوى ما يحث النفوس الى المسارعة الى الخيرات ما رتب الله عليها من الثواب وما يخشى بتفويتها من الحرمان والعقاب قال اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا. ان الله على كل شيء قدير فيجمع الله العباد يوم القيامة بقدرته. ويجازيهم بما اسلفوه من الاعمال خيرها وشرها. اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا يؤتى بالعمال واعمالهم يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله. ان الله لطيف خبير فيؤتى بالعمال ويؤتى باعمالهم محصاة عليهم واعمالهم يوم القيامة توزن بموازين الذر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره اي من يعمل مثقال ذرة من خير ومن يعمل مثقال ذرة اي من شر شر يره فقوله سبحانه وتعالى اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا هذا موقظ موقظ للعبد وانه لا يضيع شيء وان كل الاعمال محفوظة العاملون بطاعة وقربة لله وتنافسا ومسابقة للخيرات ومسارعة لها لا يضيع شيء من اعمالهم ان الله لا يضيع آآ اجر المحسنين اعمالهم محفوظة وما كان الله ليضيع ايمانكم كلها محفوظة فاذا استشعر اه العامل هذا المعنى اعانه ذلك على المثابرة والجد والمسابقة والتنافس في هذا الميدان الذي هو اشرف واعلى ميادين المنافسة لكل وجهة المنافسات في الدنيا كثيرة جدا وميادين المنافسة كثيرة لكن اشرفها هذا الميدان فاستبقوا الخيرات هذا الميدان الذي خلق العبد لاجله وجد لتحقيقه اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا المعنى يجمع الله العباد يوم القيامة بقدرته ويجازيهم بما اسلفوا من الاعمال خيرها وشرها ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. نعم قال رحمه الله قال تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. فان خفتم فرجالا او فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون يأمر تعالى بالمحافظة على الصلوات عموما وعلى الصلاة الوسطى وهي صلاة العصر خصوصا بفضلها وشرفها وحضور ملائكة الليل والنهار فيها ولكونها ختام النهار والمحافظة على الصلوات عناية العبد بها من جميع الوجوه التي امر الشارع بها وحث عليها من مراعاة الوقت وصلاة الجماعة والقيام بكل ما به تكمل وتتم وان تكون صلاة كاملة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر. ويزداد بها ايمانه. وذلك اذا حصل فيها حضور القلب وخشوعه الذي هو لبها وروحها ولهذا قال وقوموا لله قانتين اي مخلصين خاشعين لله فان القنوت هو دوام الطاعة مع الخشوع. ومن تمام ذلك سكون الاعضاء والسكوت عن قل لكلام لا تعلق له بالصلاة. نعم يؤجل هذا نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا