نعم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات يقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له واعلى درجته في عليين فصل قال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. وقال خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم وقال يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه واعلموا ان الله غني حميد وقال واتوا حقه يوم حصاده قد جمع الله في كتابه في ايات كثيرة بين الامر باقام الصلاة وايتاء الزكاة لانهما مشتركان في انهما من اهم فروظ الدين ومباني الاسلام العظيمة والايمان لا يتم الا بهما ومن قام بالصلاة وبالزكاة كان مقيما لدينه. ومن ضيعهما كان لما سواهما من دينه اضيعا فالصلاة فيها الاخلاص التام للمعبود وهي ميزان الايمان. والزكاة فيها الاحسان الى المخلوقين. وهي برهان الايمان ولهذا اتفق الصحابة على قتال مانعي الزكاة وقال ابو بكر رضي الله عنه لاقاتلن من فرق بين والزكاة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا فصل عقده المصنف رحمه الله تعالى لبيان ما يتعلق بالزكاة وذلك بذكر بعض الايات الجوامع المتعلقة بهذه الفريضة العظيمة من فرائض الاسلام ببيان اهميتها وعظيم شأنها وبيان بعض الحكم والاحكام المتعلقة بها وبالتحذير من التفريط فيها واضاعتها وذكر رحمه الله في اول كلامه واول حديثه عن الزكاة بعد ان ساق بعض الايات في ذلك ان الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله ان الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله. قال جمع بينهما في كتاب الله في ايات كثيرة فلا تكاد في الغالب لا يكاد في الغالب يذكر الامر بالصلاة واقامتها الا ويتبع بالامر بايتاء الزكاة وهما كما قال رحمه الله يشتركان في كونهما اهم فرائض الاسلام واعظم مباني واعظم مبانيه قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكما ان الزكاة قرينة الصلاة في القرآن فهي قرينتها في السنة. كثيرا ما تأتي عقب الصلاة ولا سيما عند ذكر هذه المباني العظيمة والاركان المتينة التي يقوم عليها الدين ولهذا قال الشيخ رحمه الله عن هذين الركنين الصلاة والزكاة قال رحمه الله لا يتم لا يتم الايمان الا بهما فمن اقام الصلاة واتى الزكاة تم دينه تم دينه ومن ضيعهما او ضيع احدهما فهو لما سواهما اضيع اذا كان ضيع اعظم اركان الدين اذا كان اذا كان ضيع اعظم اركان الدين فلا ان يضيع ما هو دون ذلك من باب اولى ومن حافظ عليهما كانت هذه المحافظة معونة له معونة له على المحافظة على عموم الطاعات لان عموم الطاعات لان عموم الطاعات مردها الى جانبين او عملين الاول الاحسان فيما يتعلق بعبادة الخالق والثاني الاحسان فيما يتعلق بمعاملة المخلوق في الصلاة في الاول والزكاة في الثاني ولهذا قال الشيخ رحمه الله الصلاة فيها الاخلاص التام للمعبود وهي ميزان الايمان والزكاة فيها الاحسان الى المخلوق وهي برهان الايمان هذا كلام عظيم جدا في بيان عظم شأن هذين الركنين وايضا عظيم اثرهما على العبد في اعماله كلها وعبادات جميعها فالصلاة فيها الاخلاص التام للمعبود هي عبادة محضة يا تذلل وخضوع وانكسار بين يدي الرب سبحانه وتعالى والزكاة عبادة جانبها هو جانب الاحسان الى المخلوقين قال الشيخ رحمه الله عن الصلاة وهي ميزان الايمان وهي ميزان الايمان يعني بها يزن المرء ايمانه انما يعمر مساجد الله من امن بالله الصلاة ميزان لايمان المرء فان وجد من نفسه تعظيما للصلاة ورعاية لها وحفظا لاركانها وشروطها وواجباتها واهتماما بها وبعدا عن اضاعتها فهذا من علامات الايمان هذا من علامات الايمان من امارات آآ الخير فهي ميزان واذا كان مضيعا لها فهو مضيع لايمانه من كان مضيعا للصلاة فهو مضيع لايمانه فصارت الصلاة ميزانا يوميا ومحكا متكررا في اليوم والليلة يوزن به آآ اه او يزن به العبد نفسه واعماله قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه طريق الهجرتين فلا يزن العبد ايمانه ومحبته لله بمثل ميزان الصلاة فانها الميزان العادل الذي وزنه غير عائل عائل اي غير مائل مرة اخرى قال رحمه الله تعالى فلا يزن العبد ايمانه ومحبته لله بمثل ميزان الصلاة فانها الميزان العادل الذي وزنه غير عائل اذا الصلاة ميزان ميزان غير عائل غير مائل ميزان دقيق جدا يزن العبد بهذه الصلاة ايمانه يزن بهذه الصلاة محبته لله سبحانه وتعالى يزن العبد بها صلته بالله سبحانه وتعالى فاذا كان محافظا عليها فهذا من امارات الخير وبراهين ودلائل الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة قال الشيخ رحمه الله والزكاة فيها الاحسان الى المخلوقين وهي برهان الايمان وهي برهان الايمان برهان الايمان مثل ما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح والصدقة ماذا؟ برهان نعم برهان الصدقة برهان برهان اي الايمان مثل ما ان الصلاة ايظا برهان الايمان. تقدم معنا في الحديث من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا فالزكاة برهان يعني اذا اذا حافظ عليها العبد اداها كما امر ان كان آآ من اهل ممن تجب عليهم فاذا كان محافظا على ادائها معتنيا بذلك فهذا برهان على ايمانه وبرهان ايضا على وقايته من شح النفس والبخل الصدقة او الزكاة برهان قال ولهذا اتفق الصحابة على قتال مانعي الزكاة اتفقوا على قتال مانعي الزكاة وفي هذا قال الصديق ابو بكر رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة كيف يفرق بينما قرن الله بينهما في مواطن كثيرة جدا في كتابه يقول القائل من هؤلاء اعمل بهذا ولا اعمل بذاك كيف يفرق بين امرين قرن بينهما؟ اقيموا الصلوات والزكاة فان اقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين فالحاصل ان ابا بكر رضي الله عنه قال لاقاتلن من فرق بين الا الصلاة والزكاة. نعم قال رحمه الله فقوله تعالى خذ من اموالهم صدقة هذا الامر موجه للنبي صلى الله عليه وسلم ومن قام مقامه ان يأخذ من اموال المسلمين صدقة وهي الزكاة. هذه الاية آآ وهي من من الايات التي آآ ذكرها في الايات الجوامع في هذا الباب خذ من اموالهم صدقة خذ من اموال الصدقة المراد بالصدقة هنا الزكاة آآ قال الشيخ انتبه لهذا قال هذا الامر موجه للنبي صلى الله عليه وسلم خذ اي ايها النبي موجه للنبي ومن قام مقامه ان يأخذ من اموال المسلمين صدقة. انتبه لكلمة ومن قام مقامه لان الذين قاتلهم اه اه ابو بكر رضي الله عنهم رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين آآ كان بعضهم يقول محتجا بهذه الاية يقول ان هذا شيء امر الله به نبيه خذ من اموالهم صدقة خذ اي ايها النبي من اموال صدقة فلما مات سقطت قال لما مات صدقت سقطت عندها. خذ من اموالهم فبموت انتهى. فيحتجون بهذه الاية وهذا من سوء الفهم لكلام الله وبهذا الفهم السيء ابطل فريضة قاتلهم عليها ابو بكر رضي الله عنه وارضاه وبهذا تدرك ان سوء الفهم والشبه ايضا المردية مهلكة للانسان شبهة واحدة تدخل في رأسه بفهم خاطئ لاية من كتاب الله يترك فريضة من فرائض الاسلام. فريضة قائمة من فرائض الاسلام يتركها جملة وتفصيلا. انظر الان بهذا الفهم السيء كل الايات التي تتعلق بالزكاة تركوها التي فيها اقامة ايتاء الزكاة النصوص التي فيها الوعيد على تركها كل هذا تركوه استنادا الى هذا الفهم السيء والعوام الجهال مساكين اذا كان رؤساؤهم قالوا هذه الفريضة انتهت قالوا لهم في القرآن الله قال خذ ايها النبي انت ما فمات النبي فانتهت بموته ما ما نعطي احد فمنعوا الزكاة منعوا الزكاة وتبعهم العوام والجهال في في ذلك وقاتلهم اه ابو بكر الصديق قاتلهم وان كانوا يصلون الخمس لانهم ضيعوا هذه الفريضة العظيمة وهذا شامل قال رحمه الله وهذا شامل لجميع الاموال المتمولة من انعام وحروف ونقود وعروض كما صرح به في الاية الاخرى من طيبات ما كسبتم. اي من النقود والعروض والماشية المنماة ومما اخرجنا لكم من الارظ من الحبوب والثمار وقد وضح النبي صلى هنا يقول الشيخ ان خذ من اموالهم خذ من اموالهم اي ايها النبي وكذلك من قام مقام النبي عليه الصلاة والسلام وهم ولاة الامر آآ يقول اه الشيخ رحمه الله اموالهم اموالهم هذا شامل لجميع الاموال المتمولة جميع الاموال المتمولة التي يشتغل فيها الشخص وينميها ترد عليه من انعام حروف نقود عروض اي عروض تجارة كما صرح به في الاية الاخرى من طيبات ما كسبتم قوله ما كسبتم يشمل النقود العروض الماشية المنمات كلها داخلة تحت قوله ما كسبتم وبعدها قالوا ومما اخرجنا لكم من الارض هذي فيها زكاة الحبوب والثمار نعم قال رحمه الله وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم النصب في هذه الانواع كلها وبين مقدار الواجب منها وانها عشر الخارج من الارض مما يسقى بلا مؤنة ونصف عشره فيما سقي بمؤناه وربع العشر من اموال التجارة وذلك اذا حال الحول في اموال التجارة وحصل الحصاد والجذاد وقت حصول الثمار كما هو صريح الاية المذكورة. يقول الشيخ رحمه الله وقد وضح النبي عليه الصلاة والسلام اما النصب اي نصب آآ الزكاة المقادير في كل شيء من هذه الاموال التي وجبت فيها الزكاة فالنبي عليه الصلاة والسلام وضح ذلك وهذا في ان السنة شارحة للقرآن ولا يمكن لا يمكن اطلاقا ان يستغنى بالقرآن عن السنة. السنة شارحة له ومبينة فالله جل وعلا امر في القرآن بالاخراج من طيبات ما كسب العباد ومما اخرج لهم سبحانه وتعالى من الارظ صفة هذا الاخراج مقدار المخرج تفاصيل المتعلقة بذلك هذه كلها جاءت مبينة في السنة قال بين مقدار الواجب منها وانها عشر الخارج من الارض مما يسقى بلا مؤنة ما يشقى بلا مؤنة يعني الزروع والاشجار التي سقيها من العيون من الامطار ليس هناك ابار محفورة ونضح اخراج للماء من الارض لان هذا مؤنة مكلفة لصاحب فرق بين من زرعه بالعيون الجارية او الامطار النازلة من السماء. وبين من يتكلف حفرا استخراجا الماء من الارض ولهذا صح في الحديث في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما سقي او فيما سقى سقت السماء والعيون العشر وفيما سقي بالنظح النظح الرش وان يخرج الماء من ويكون هناك كلفة في اخراجه من الارض ففيه نصف العشر قال ونصف عشرة فيما سقيا بمؤنة وربع العشر من اموال التجارة من اموال التجارة عموما اموال التجارة فيها ربع العشر اذا حال عليه عليها الحول واما الخارج من الارض فوقت الحصاد اتوا حق او يوم حصاد كما تقدم في الاية نعم قال رحمه الله وامر تعالى باخراج الوسط فلا يظلم رب المال فيؤخذ العالي من ماله الا ان يختاره وذلك ولا يحل له ان يتيمم الخبيث وهو الرديء من ماله فيخرجه. ولا تبرأ بذلك ذمته ان كانت فرضا ولا يتم له الاجر والثواب ان كانت نفلا وبين تعالى الحكمة في ذلك وانها حكمة معقولة. فكما انكم لا ترضون ممن عليه حق لكم ان يعطيكم الرديء من ماله الذي هو دون حقكم الا ان تقبلوه على وجه الكراهة والاغماض فكيف ترضون لربكم ولاخوانكم ما لا ترضونه لانفسكم فليس هذا من الانصاف والعدل. الله جل وعلا قال اه يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات من طيبات ما كسبتم. ثم قال ولا تيمموا الخبيث لاحظ قال جل وعلا انفقوا من طيبات ثم بعدها قال ولا تيمموا فامر ونهى امر بان يكون الاخراج من الطيبات ونهى ان يكون الاخراج من الخبيث. الخبيث المراد به الرديء اقل اقل المال آآ شأنا ان كانت ماشية الماشية الهزيلة الضعيفة المريضة لا يتمم الخبيث اي الرديء ينفق منه امره بان يخرج من الطيبات فلا يحله ان يتيمم الخبيث ولا ايظا يؤخذ العالم من ماله اياك وكرائم اموالهم لما امر النبي صلى الله عليه وسلم معاذ قال اياك وكرائم اموالهم يعني نفيسها فلا يؤخذ كرائم المال الذي هو نفيسه اطيبه اشد طيبا ولا يؤخذ الرديء من المال وانما يخرج الوسط يخرج الوسط آآ الشيخ يقول وقد ذكر الله الحكمة حكمة حكمة معقولة يعني العقل يدرك يدرك ذلك قال الله عز وجل ولستم باخذيه ولستم باخذيه سبحان الله هذه تعطي فائدة جدا في جدا نافعة في باب الخلق جدا نافعة من من ينتهج هذا النهج يعينه اعانة عظيمة جدا على الخلق الخلق ما هو الخلق يرجع الى كلمة واحدة جاءت في الحديث عن نبينا عليه الصلاة ان تأتي للناس الشيء ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك هذا هو الخلق سبحان الله في كل في كل باب من ابواب الخلق الخلق ان تأتي للناس الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك اذا كانت مثلا معاملة مع بائع اذا تريد ان تعرف المعاملة الطيبة مع البائعين ما هي؟ تصور انك انت البائع كيف تحب ان تعامل اذا كانت معاملة مع اب تتصور انك انت الاب ماذا تحب ان يعاملك به ابناءك؟ عاملهم بالذي تحب ان ان تعامل به لو كنت انت الاب اذا كان زميلا الى غير ذلك فالمعاملة الطيبة حسن الخلق هو ان تأتي للناس الشيء الذي تحب ان يؤتى اليه فهنا في هذه المسألة تصور انك لو انك انت الفقير ثم لا يأتي لك هذا الغني الذي ما امده الله بالاموال لا يأتي لك بالزكاة التي افترضها الله عليه الا بالردين من ماله. ما ترضى ذلك. لو كنت انت الفقير فما دام ان الله اكرمك وصرت انت الغني لا تتيمم الخبيث الذي لست باخذه لا تقبله لنفسك فكيف تقبله لي لا لمن اوجب الله عليك ان تخرج لهم من من مالك فهذه لفتة حقيقة نفيسة جدا يقول الشيخ وانها حكمة معقولة فكما انكم لا ترضون ممن عليه حق لكم ان يعطيكم الرديء من ماله الذي هو دون حقكم الا ان تقبلوا على وجه الكراهة والاغماض يعني يأخذوا مضطرا كارها غير مرتاحا يؤتى له برديء المال واقله شأنا لا يأخذه الا على على هذه الحالة. فكيف ترضون لربكم ولاخوانكم ما لا ترضون لانفسكم فالانصاف في هذه المسألة هو التوسط لا يؤخذ من نفيس ماله اياك وكرائم اموالهم ولا يؤخذ اه ولا يخرج من رديء ماله. وانما يخرج من آآ الوسط نعم قال رحمه الله وبين تعالى الحكمة في الزكاة وبيان مصالحها العظيمة فقال تطهرهم وتزكيهم بها فهذه كلمة جامعة يدخل فيها من المنافع للمعطي والمعطى والمال والامور العمومية والخصوصية شيء كثير فقوله تطهرهم اي من الذنوب ومن الاخلاق الرذيلة فان من اعظم الذنوب واكبرها منع الزكاة. وايضا اعطاؤها سبب لمغفرة ذنوب اخرى. فانها من اكبر الحسنات الحسنات يذهبن السيئات ومن اشنع الاخلاق الرذيلة البخل والزكاة تطهره من هذا الخلق الرذيل ويتصف صاحبها بالرحمة والاحسان والشفقة على الخلق وتطهر المال من الاوساخ والافات. فان للاموال افات مثل افات الابدان واعظم افاتها ان تخالطها الاموال المحرمة فهي للاموال مثل الجرب تسحته وتحل به النكبات والنوائب المزعجة او تسحته وتحل تحل به النكبات والنوائب المزعجة فاخراج الزكاة تطهير له من هذه الافة المانعة له من البركة والنماء. فيستعد بذلك للنماء والبركة وتوجيهه الامور النافعة نعم يقول الشيخ قول الله عز وجل خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فجمع بين امرين في ثمرة الزكاة واثرها المبارك فالعائد على المزكي وعلى على ماله وعلى المجتمع نفسه قال تطهرهم وتزكيهم بها. فالزكاة طهارة طهارة من ماذا؟ بين الشيخ. قال من الذنوب ومن الاخلاق ومن البخل ذكر معاني كثيرة من اين له ذلك مر معنا قاعدة قريبا اشار اليها الشيخ وهي ان حذف المتعلق يفيد العموم. الله ما قال تطهرهم فيها من البخل مثلا ما قال مثلا تطهرون فيها من الذنوب لو قيد لكان الامر بما قيد به لكن اذا اطلق افاد ماذا على العموم تطهرهم من البخل من الذنوب من الاخلاق الرذيلة من امور عديدة جدا كلها تتناولها يتناولها هذا التطهير الزكاة طهارة طهارة للمزكي من البخل طهارة للمزكي من الاخلاق الرذيلة السيئة طهارة له من اه الذنوب بل يقول الشيخ اعطاء الزكاة سبب لمغفرة ذنوب اخرى لانها حسنة والحسنات يذهبن السيئات وطهارة ايضا من البخل وصاحبها حينئذ لما كان متطهرا من هذه الاشياء اصبح متصفا بالرحمة بالاحسان بالشفقة على الخلق ايظا معنى اخر في الطهارة ننتبه لها. يقول وطهارة للمال من الاوساخ والافات مطهرهم يعني تطهر المال نفسه من الاوساخ والافات فان للاموال افات مثل افات الابدان حتى ان المال يصبح والعياذ بالله ممحوق البركة يصبح اه ما لن اه فاسدا يصبح سحتا فالزكاة تطهر تطهر حتى المال من افات الاموال الاوساخ قالوا اعظم افاتها انها تخالطها الاموال المحرمة هنا ملحظ جميل جدا يعني الشخص الذي يزكي يحافظ على الزكاة يؤدي هذه الفريضة يخرج من ماله كل ما حال عليه الحول بنفس طيبة لو جاءت نفسه يومه لو جاءت لو حدثته نفسه يوما ان يأخذ مالا بغش او ياخذ مالا بربا او نحو ذلك تجد ان الزكاة تدفع اخراجه للزكاة هدبه نقاه اخرج هو من ما له كيف يدخل على نفسه وهو يخرج من ماله لله عز وجل طيبة به نفسه فتجد الزكاة تطهره من الاموال الخبيثة وتدفع عنه باذن الله سبحانه وتعالى الاموال الخبيثة المحرمة لان الاموال المحرمة مثل الجرب مثل الجرب تسحت المال وتحل به النكبات والنوائب والمزعجات مثل ما قال الله يمحق الله الربا محق لبركة المال فاخراج الزكاة تطهير له من هذه الافات المانعة له من البركة والنماء فيستعد بذلك للنماء والبركة وتوجيهه للامور النافعة هذي كلها بركات عظيمة تترتب على اه اخراج الزكاة واما قوله قال رحمه الله واما قوله وتزكيهم بها فالزكاة هي النماء والزيادة فهي تنمي المؤتي للزكاة تنمي اخلاقه وتحل وتحل البركة في اعماله او تنمي اخلاقه وتحل البركة في اعماله ويزداد بالزكاة ترقيا في مكارم الاخلاق ومحاسن الشيم وتنمي المال بزوال ما به ضرره وحصول ما فيه خيره وتحل فيه البركة من الله. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال بل تزيده وتنمي ايضا المخرج اليه فتسد حاجته. وتقوم المصلحة الدينية التي تصرف فيها الزكاة التي تصرف فيها الزكاة كالجهاد والعلم والاصلاح بين الناس والتأليف ونحوها وايضا تدفع عادية الفقر والفقراء فان ارباب الاموال اذا احتكروها واحتجزوها ولم يؤدوا منها شيئا للفقراء اضطر وهم جمهور الخلق وثاروا بالشر والفساد على ارباب الاموال وبهذا ونحوه تسلطت البلاشفة على الخلق فالقيام بالدين الاسلامي على وجهه بعقائده وحقائقه واخلاقه واداء حقوقه هو السد المانع شرعا وقدرا هذه الطائفة التي بها فساد الاديان والدنيا والاخرة وامر تعالى الاخذ منهم آآ قوله تزكيهم الامر الاول تطهره والثاني تزكيهم. هذا فيه ان الزكاة فيها تخلية وتحلية الزكاة فيها تخلية بقوله تطهرهم وتحلية في قوله وتزكيهم فالزكاة تخلية اي من الذنوب من اخلاق رذيلة من البخل الى غير ذلك وفيها تحلية للمزكي الزكاة نماء وزيادة تنمي اخلاقه اصبح كريما رحيما محسنا منفقا له الاسماء الحسنة الطيبة تنمي اخلاقه ايضا تحل البركة بالمال سبب لنماء المال وزيادته كما قال عليه الصلاة والسلام ما نقصت صدقة من من مال بل تزيده آآ اه تنمي ايضا المخرج اليه الفقراء المحتاجين فتسد حاجتهم. ايضا تنمي التكافل في المجتمع والمحبة بين الناس وزوال الشحناء والعداوات الى غير ذلك تنمي المصالح مصالح المؤمنين العامة كما هو معروف في مصارف الزكاة الثمانية واشار اليها الشيخ قال تصرف فيه الزكاة كالجهاد والعلم والاصلاح بين الناس والتأليف. تأليف المؤلفة قلوبهم ونحوها وايضا تدفع عادية الفقر والفقراء فان ارباب الاموال اذا احتكروها واحتجزوها ولم يؤدوا منها شيء للفقراء اضطر الفقراء وهم جمهور الناس وثاروا بالشر والفساد على ارباب اه الاموال لكن اذا زكى المرء ماله سلم من من ذلك باذن الله سبحانه وتعالى وسلم المجتمع من هذا الفساد. وبهذا ونحوه تسلطت البلاسفة على الخلق فالقيام بالدين الاسلامي على وجه وجهه بعقائده وحقائقه واخلاقه واداء حقوقه هو السد المانع لمثل هذه فاذا الزكاة يترتب عليها مصالح كثيرة لا حد لها ولا عد نعم قال رحمه الله وامر تعالى الاخذ منهم الزكاة ان يصلي عليهم فيدعو لهم بالبركة. فان في ذلك تطمينا لخواطرهم وتسكينا لقلوبهم وتنشيطا لهم وتشجيعا على هذا العمل الفاضل وكما ان الامام والساعي مأمور بالدعاء للمزكي عند اخذها فالفقير المحتاج اذا اعطيها من باب اولى ان ان له الدعاء للمعطي تسكينا لقلبه. وفي هذا اعانة على الخير ودل تعليل الاية الكريمة ان كل من اعان على فعل الخير او ان كلما اعان على فعل الخير ونشط عليه وسكن قلب صاحبه مسكنة وسكن قلب صاحبه انه مطلوب ومحبوب لله وانه ينبغي للعبد مراعاته وملاحظته في كل شأن من شؤونه. فان من تفطن له فتح له ابوابا نافعة له ولغيره بلا تعب ولا مشقة وانه ينبغي ادخال السرور على المؤمنين. نعم يؤجل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه