الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له ثم اخبر تعالى عن احوال الخلق وان الجميع يسألونه مطالبهم ويستدفعونه ما يضرهم ولكن هممهم ومقاصدهم متباينة فمنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا ان يسألوا ربه من مطالب دنياه وشهواته فقط وما له في الاخرة من خلاق لا رغبة له فيها ولا حظ له منها ومنهم عالي الهمة من يدعو الله لمصلحة الدارين ويفتقر الى ربه في مهمات دينه ودنياه وكل من هؤلاء وهؤلاء له نصيب من كسبهم وعملهم وسيجازيهم الله على حسب اعمالهم وهماتهم ونياتهم جزاء دائرا بين الفضل والاحسان والكرم للمقبولين وبين العدل والحكمة لغيرهم وفي هذه الاية دليل على ان الله تعالى يقبل دعوة كل داع مسلما كان او كافرا. برا برا او فاجرا ولكن ليست اجابته دعاء من دعاه دليلا على محبته وقربه منه الا في مطالب الاخرة الدين فمن اجيبت دعوته في هذه الامور الدائم نفعها كان من البشرى وكان اكبر دليل على بره وقربه من ربه. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قول الله عز وجل في خواتيم ايات الحج من سورة البقرة ثم فيضوا من حيث افاض الناس استغفر الله ان الله غفور رحيم. فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار هذا كما ذكر الشيخ رحمه الله في احوال الخلق في الدعاء وان وانهم على قسمين قسم من لا هم له في دعائه الا المطالب الدنيوية فقط وليست له همة في الاخرة ولا طلب للاخرة ولا اتجاه الدعاء الاخرة وثواب الاخرة كل ذلك هو عنه بمعزل وبعيد عنه فدعوته كلها في الدنيا كما قال الله عز وجل من يقول ربنا اتنا في الدنيا ان يسأل ربه من مطالب دنياه وشهواته فقط. اما الاخرة فليست له همة في طلبها او طلب شيء آآ يتعلق بها فهؤلاء ليس لهم في الاخرة من خلاق اي نصيب وحظ لماذا؟ لانه لم يقم اصلا في قلوبهم طلب للاخرة وثوابها فلا حظ لهم في لانهم ما قام في قلوبهم طلب لذلك ولا جاء في دعائهم سؤال لذلك. فلهذا لا حظ لهم ولا نصيب في الاخرة لانه لا لا رغبة له فيها فلا حظ له ايظا منها هذا قسم القسم الاخر اهل الهمة العالية وهم من يدعون الله لمصلحة الدارين من يدعون الله لمصلحة الدارين ويجمعون في دعائهم المطالب الدينية والدنيوية والاخروية مثل ما جاء في الحديث العظيم الاخر في صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها عادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. والموت راحة لي من كل شر فجمعوا في ذلك جميع المصالح الدينية والدنيوية والاخروية ومثلها هذه الدعوة العظيمة التي كانت من اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام جمعت ذلك كله ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فاتت على كل المطالب وجميع المصالح اه الا الدينية والدنيوية واهل هذه الدعوة هم كما قال الشيخ اهل الهمة العالية فهم في افتقار الى الله وسؤال دائم والتجاء الى الله عز وجل ان يمن عليهم بصلاح دينهم وصلاح آآ دنياهم وصلاح اخراهم وهم على يقين تام انها ان شيئا من ذلك لن يصلح الا اذا اصلحه الله فهم في لجوء دائم الى الله ودعاء مستمر ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار يقول الشيخ رحمه الله في هذه الاية دليل على ان الله يقبل دعوة كل داع مسلما كان او كافرا برا او فاجرا لان من القسمين قسم لا هم له في الاخرة اصلا ولم يطلب الا الدنيا. ولهذا ليس له نصيب في الاخرة. لكن قد يعطيه الله عز وجل اتمنى ما سأل من مطالب الدنيا مثل ما قال الله في سورة الاسراء كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر واكبر تفضيلا والعطاء الدنيوي العطاء الدنيوي لا لا يدل على حب الله لمن اعطاه الله هذا العطاء وعدم العطاء الدنيوي لا يدل على بغض الله عز وجل لمن لم يعطه ذلك العطاء فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرما واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهان هكذا يقول الناس لكن الواقع ماذا قال الله كلا لا ليس الامر كذلك قال كلا ليس كما يقولون ليس كما يظنون فالله يعطي الدنيا من يحب من لا يحب والعطاء الدنيوي لا لا ارتباط له بالمحبة العطاء الدنيوي لا ارتباط له بالمحبة ولا ارتباط له بالقرب من الله اعطاه الله عطاء دنيويا لانه قريب من الله لا ليس له علاقة الدنيا وعطاء الدنيا لا علاقة له بالمحبة الذي له علاقة بالمحبة والقرب اذا رفع الانسان يده وقال يا رب اصلح قلبي واصلح الله قلبه هذا دليل على المحبة وهذا دليل على القرب اذا قال اللهم اشرح صدري للايمان يسر امري للطاعة وجد نفسه انشرحت واقبل على طاعة الله هذا دليل على المحبة ومن علامات الخير لكن العطاء الدنيوي ليس له علاقة الدنيا يعطيها الله سبحانه وتعالى من يحب ومن لا يحب في هذه الاية دليل على ان الله يقبل دعوة كل داع مسلما كان او كافرا برا او فاجرا لكن ليست اجابة دعاء من دعاه دليل دليلا على محبته وقربه منه الا في مطالب الاخرة ومهمات الدين الا في مطالب الاخرة ومهمات الدين. فمن اجيبت دعوته في هذه الامور الدائم نفعها كان من البشرى وكان اكبر دليل على بره وقربه من ربه نعم قال رحمه الله والحسنة المطلوبة في الدنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد وما به تكمل حياته من رزق هنيء واسع حلال وزوجة صالحة وولد تقربه العين. ومن راحة وعلم نافع وعمل صالح وما يتبع ذلك من المطالب النافعة المحبوبة والمباحة واما حسنة الاخرة فهي السلامة من العقوبات التي يستقبلها العباد من عذاب القبر والموقف وعذاب النار وحصول رضا الله والفوز بالنعيم المقيم والقرب من الرب الرحيم فهذا الدعاء اجمع الادعية واكملها واولاها بالايثار ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به ويحث عليه. نعم يعني صدق رحمه الله هذا الدعاء اجمع ادعية واكملها واولاها بالايثار اولاها بالايثار اي بالعناية المستمرة وان يكون المسلم مكثرا من هذه الدعوة وكان اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام هو هذه الدعوة كان كثيرا ما يدعو عليه الصلاة والسلام بها ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وكان مع اكثاره للدعاء بها يحث ايضا عليه الصلاة والسلام على الدعاء بها والعناية بها ربنا اتنا في الدنيا حسنة ربنا اتنا في الدنيا حسنة كل ما يحسن وقعه ووجوده في هذه الدنيا ويهنأ به العبد وتطيب به نفسه وتقر عينه كله داخل في في ذلك لو قرأت في كتب التفسير للسلف في معنى قول ربنا اتنا في الدنيا حسنة تجد اقوال كثيرة جدا منهم من قال الحسنة البيت الهنيء ومنهم من قال الزوجة الصالحة ومنهم من قال الرزق الطيب ومنهم من قال الولد الصالح ومنهم ومنهم اقوال كثيرة جدا. والاية تستوعب هذا كله تستوعب هذا كله ربنا اتنا في الدنيا حسنة تشمل ذلك كله ولهذا بعض السلف اذا اراد ان يدعو بدعوة من مصلحة من مصالح الدنيوية جعلها في هذه الدعوة قال ربنا اتنا في الدنيا حسنة يجعل حاجته التي اراد في هذه الدعوة ولاحظ الان لو اردت ان تعدد في سؤالك آآ جملة من المصالح الدنيوية واخذت تعددها ربما ذهنك لا يستوعب كل ما تريد ولا يستحضر كل ما تريد لكن ان قلت ربنا اتنا في الدنيا حسنة اتيت على ما في ذهنك وما ليس في ذهنك وما يقطر ببالك وما لا يخطر ببالك من المصالح الدنيوية ربنا اتنا في الدنيا حسنة ونبينا عليه الصلاة والسلام كان يحب جوامع الكلم وجوامع الدعاء ويقال لعائشة رضي الله عنها كما في المسند يا عائشة عليك بالكوامل من الدعاء هذا اكمل دعاء الان قال يا عائشة عليك بالكوامل من الدعاء وعلمها دعاء من الدعاء الكوامل هذا الدعاء الذي بين ايدينا ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار هذا من اكمل واجمعها خير الدنيا والاخرة واما الحسنة في الاخرة فيشمل السلامة من العقوبة ويشمل النجاة من عذاب القبر واهوال يوم القيامة وعذاب النار يشمل حصول الرضا رضى الله والفوز بالجنة ونعيمها والقرب من الله ورؤية الله يوم القيامة كل هذه داخلة تحت قول الداعي وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. الحاصل ان هذه دعوة عظيمة جدا هي جديرة بالايثار وان يستكثر المرء منها وان يجعلها من اكثر دعائه الذي يدعو الله سبحانه وتعالى به تأسيا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله ولما اكمل الله تعالى احكام النسك امر بالاكثار بالاكثار من ذكره في الايام المعدودات وهي ايام التشريق في قول جمهور المفسرين وذلك لمزيتها وشرفها وكون بقية المناسك تفعل بها ولكون الناس فيها اضيافا لله ولهذا حرم صيامها فلذكر فيها مزية ليست لغيرها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ايام التشريق ايام اكل وشرب وذكر لله ويدخل في ذكر الله رمي الجمار والتكبير عند رميها والدعاء بعد الجمرتين والذبح والتسمية فيه والصلوات التي تفعل فيها من فرائض ونوافل والذكر المقيد بعد الفرائض فيها وعند كثير من اهل العلم انه يستحب فيها التكبير المطلق كالعشر فجميع ما يقرب الى الله داخل بذكره نعم عودا قليلا لما سبق اه عطاء عطاء الله للكافر واجابته لدعوته في مصلحة دنيوية هذا مثل ما قال الله سبحانه وتعالى يحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون العطاء الذي يعطى هو المسارعة في الخيرات وتعجيل اه تعجيل حظه في الدنيا ونصيبه لكن الاخرة ليس له فيها خلاق ولا نصيب لكن قد يمن الله وهذا فيه قصص كثيرة قد يمن الله على بعض الكفار باجابة دعوة في مصلحة دنيوية فتسوقه تلك الى الهداية تسوقه تلك الى الهداية يجيب دعوته يخلصه من كرب فينفتح آآ على قلبه الدخول في الهداية والخضوع لله سبحانه وتعالى الذي خلصه من تلك الشدة او نفس عنه ذلك الكرب وهذا فيه قصص كثيرة يعني تروى في في هذا الباب فيكون هذا العطاء سببا لهدايته اما الذي يأتيه العطاء الدنيوي تلو العطاء وهو مستمر في كفره متمادي في في غية وضلاله فلا يدل ذلك العطاء على قرب ولا على محبة ولا اه غير ذلك يقول الشيخ رحمه الله ولما اكمل الله احكام النسك امر بالاكثار من ذكره في الايام المعدودات. في اه قوله سبحانه وتعالى واذكروا الله في خاتمة الايات واذكروا الله في ايام معدودات. فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر قال فلا اثم علي لمن اتقى. واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون فلما اكمل الله احكام احكام النسك امر بالاكثار من ذكره في الايام المعدودات وهي عند جمهور اهل العلم وجمهور سليم الا ايام التشريق الثلاثة ايام التشريق الثلاثة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر وهذا يدل على انها لها مزية ولها شرف فهي ايام اكل وشرب وذكر لله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله قال تعالى فمن تعجل في يومين اي خرج من منى ونفر منها قبل غروب الشمس فلا اثم عليها ومن تأخر بان بات بها ليلة الثالث من ايام التشريق ليرمي من غده فلا اثم عليه وهذا تخفيف من الله على عباده حين اباح الامرين مع ان التأخر ارجح لموافقته فعل النبي صلى الله عليه وسلم وزيادة وزيادة العبادات وقوله لمن اتقى هذا من هذا من الاحتراز العالي. لان نفي الحرج يوهم العموم. فقيد ذلك بهذا الشرط الذي هو طرد لنفي الحرج في كل شيء واتقوا الله اي بامتثال اوامره اوامره واجتناب نواهيه واعلموا انكم اليه تحشرون. اي فمجازيكم باعمالكم فمن اتقاه وجد عنده جزاء المتقين ومن لم يتق ومن لم يتقه عاقبه عقوبة تارك التقوى. فان التقوى هي ميزان الثواب والعقاب في القائم بها والمضيع لها فالعلم بالجزاء والايمان به هو اعظم الدواعي للقيام بالتقوى نعم مر معنا جملة لا ففيما سبق تعلق الرمي الجمار قال ويدخل في ذكر الله رمي الجمار والتكبير عند رميها والدعاء بعد الجمرتين وفي بعض النسخ والدعاء بين الجمرتين وكل من العبارتين لها وجه صحيح العبارة الاولى التي عندنا والدعاء بعد الجمرتين اي بعد الجمرة الصغرى والوسطى اما الثالثة فليس آآ بعدها دعاء في نسخة الدعاء بين الجمرتين الدعاء بين الجمرتين فيه ان آآ الدعاء يكون بين بين جمرتين بين الوسطى بين الصغرى والوسطى وبين الوسطى والكبرى. بعد الكبرى ما فيه دعاء. فهذه لها وجه وهذي لها وجه آآ قوله فمن تعجل في يومين كم تعجل في يومين اي خرج من منى ونفر منها قبل غروب الشمس. فلا اثم عليه لا حرج وهذا فيه توسع على العباد والتيسير وان من تعجل فلا يؤثر تعجله على تمام حجه. الذي بدأت به الايات واتموا الحج فله ان يتعجل ولكن عليه ان يلزم تقوى الله وان يتقي الله ومن تأخر فلا اثم عليه الا ان التأخر افضل لان فيه مزيد عمل وفيه موافقة هدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم وفعله عليه الصلاة والسلام وآآ قوله سبحانه وتعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه. لمن اتقى استظهر بن جرير في تفسيره ان المعنى المعنى في قوله فلا اثم عليه لمن اتقى اي انه يخرج من حجه بلا اثم اذا اتقى الله في حجه وهذا المعنى دل دلت عليه السنة آآ في قوله عليه الصلاة والسلام من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبك يوم ولدته امه. اي يخرج من حجه بلا اثم يخرج من حجه بلا اثم الحج ولا سيما اه الوقوف بعرفة بصعيد عرفة يذكر بالوقوف في عرصات يوم القيامة ولبس الكفن لبس الاحرام يذكر بلبس الكفن مشاعر الحج فيها تذكير بالاخرة فيها تذكير بالاخرة ولهذا ختمت ايات الحج من سورة البقرة بقولوا واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون. ارجعوا الى بلادكم دياركم بعد اداء هذه الطاعة وانتم اه على يقين بانكم تحشرون الى الله فاعدوا للحصر عدته وتهيأوا للقاء الله سبحانه وتعالى لملازمة التوبة وحسن الاقبال على الله جل وعلا والبعد عن المعاصي والذنوب وكونوا على ذكر دائم انكم الى الله تحشرون وانكم بين يديه تقفون وانه سبحانه وتعالى محاسبكم على اعمالكم في هذه الحياة فهذه يرجع بها الحاج انتهى الحج انتهت اعماله ما بقي الا الرجوع الى البلد خذها معك الى بلدك واعلموا انكم اليه تحصرون كن على ذكر من ذلك الحج فتح لك ابواب ومنافع وفوائد عظيمة ارجع الى بلدك وانت على ذكر دائم انك الى الله تحشر وانك ستقف بين يدي الله وان الله سيحاسبك على ما قدمت من اعمال في هذه الحياة. نعم قال رحمه الله قال تعالى واعلموا انكم اليه تحشرون فمجازيكم باعمالكم فمن اتقاه وجد عنده جزاء المتقين ومن لم يتقه عاقبه عقوبة تارك التقوى فان التقوى هي ميزان الثواب والعقاب في القائم بها والمضيع لها فالعلم بالجزاء والايمان به هو اعظم الدواعي للقيام بالتقوى قال تعالى واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود يذكر الله تعالى عظمة البيت الحرام وجلالته وعظمة بانيه وهو خليل الرحمن فقال واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت اي هيأناه له وانزلناه اياه. بحيث جعل قسما من ذريته هم سكانه. وامرهم الله ببنيانه فبناه واسسه على تقوى الله ورضوانه هو وابنه اسماعيل بنية صادقة وخضوع لله واخلاص ودعاء منهما ان يتقبل منهما هذا العمل الجليل. فتقبله الله فهذه اثار القبول لهذا البيت في كل وقت وجيل متواصلة ووصاه بالا يشرك به شيئا بان ينفي الشرك عنه وعن ذريته وعن من وصلت اليه دعوته وقوله وطهر بيتي اي من الشرك والمعاصي ومن الانجاس والادناس واظافه الى نفسه ليكتسب شرفا الى شرف ده ولتعظم محبته في القلوب. لكونه بيت محبوبها الاعظم وتنصب وتهوي وتنصب وتهوي اليه الافئدة من كل جانب وليكون اعظم لتطهيره وتعظيمه للطائفين به القائمين عنده للعبادات المتنوعة. هذا الشروع من اه المصنف رحمه الله تعالى في الكلام على مضامين ايات الحج من سورة الحج لما انهى رحمه الله تعالى كلامه على ايات الحج من سورة البقرة انتقل الى الكلام على ايات الحج من سورة الحج ولخص ما مضامينها اه تلخيصا اه جميلا نافعا مفيدا واظن انكم مثلي ترون ان تؤجل الى لقاء الغد لا اوافق على رغبتكم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا الله اشهد انه سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا