الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد بقي من الايات التي تتعلق بالحج من سورة الحج ايات لما معانيها ومضامينها فلعلنا استكمالا للفائدة وتتميما لها نقف مع هذه الايات الكريمات من قوله سبحانه وتعالى فذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه الى قوله وبشر المحسنين نعم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء الله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق. قول الله جل وعلا ذلك اشارة الى ما سبق ما يتعلق اعمال الحاج من قضاء التفث واتمام النسك والطواف ببيت الله العتيق ذلك ومن يعظم حرمات الله يعظم حرمات الله ان يكن يكون لها في قلبه حرمة ومكانة وقدر وشأن فيكون معظما لها ذلك ومن يعظم حرمات الله. حرمات الله ما حرمه وما امر ايظا باحترامه وهذا التعظيم لحرمات الله ويأتي ذلك ومن يعظم شعائر الله هذا التعظيم للحرمات والتعظيم للشعائر هو الذي يثمر في العبد حسنا في العمل فعلا للطاعة وتجنبا المعصية لان التعظيم للشعائر التعظيم لحرمات الله سبحانه وتعالى هو الذي ينشأ عنه صلاح عمل العبد واستقامته على طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا جرت عادت الناس عندما يرون من يستهين بالطاعة ويتهاون بالعبادة جرت عادتهم من يقولوا في مثل هذا هذه الحال ليس عنده تعظيم لله ليس عنده تعظيم آآ الشعائر شعائر الله فالتعظيم للدين التعظيم للشعائر التعظيم للحرم اي اي تكون عظيمة في قلبه كبيرة في نفسه لها شأن كلما قوي هذا التعظيم في قلبه الحرمات ولشعائر الله سبحانه وتعالى كان ذلك خيرا له عند ربه في دنياه واخراه ثوابا وتوفيقا معونة وتسديدا خير له عند ربه في الاية الآتية قال فانها من تقوى القلوب اي علامة وامارة على صدق تقوى قلب العبد لربه ومولاه سبحانه وتعالى واحلت لكم الانعام الابل والبقر الغنم احلت لكم اي جعلت حلالا لكم تذبحونها تهدونها تتقربون الى الله بذبحها تأكلون من لحمها تطعمون المحتاج منها احلت لكم الا ما يتلى عليكم اي في كتاب الله تحريمه كما قال الله عز وجل حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به. والمنخنقة والموقودة والمتردية وما اكل السبع فهذا هذا تلي تحريمه ابتلي تحريمه على العباد الا ما يتلى عليكم اي في كتاب الله تحريم الله سبحانه وتعالى له فهذا حرام يجب ان ان يجتنب وان يبتعد عنه وهذا التحريم لهذه المحرمات ان يأكل منها او ان يطعم هذا صيانة للعبد صيانة لي العبد ابعاد له عن الدنس والقدر والرجس والشرك ففيه تطهير للعبد فيه صيانة للعبد ولهذا قال بعدها فاجتنبوا الرجس من الاوتان واجتنبوا قول الزور اجتنبوا من الاوثان اي الاوثان عبادتها وصرف شيء منها العبادة لها لان العبادة حق الله وهذا فيه ان الشرك بالله هو اعظم الرجس واشد الخبث واظلموا الظلم واقبح الذنوب على الاطلاق وامر الله عز وجل باجتنابها فاجتنبوا مثل ما في الحديث اجتنبوا السبع الموبقات المقصود بالاجتناب ان تكون في جانب بعيد عن هذه الاشياء لا تقربها ولا تدنو منها بل تكون في جانب بعيد عنها لانها هي اعظم الضرر واكبر الخطر فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور المراد بقول الزور اي الباطل انواعه ويدخل في قول الزور شهادة الزور لكنه عامي يشمل قول كل باطن فيكون المرء بعيدا تمام البعد عن الشرك ووسائله وذرائعه وبعيدا ايضا عن القول الباطل الذي يأثم صاحبه اذا تكلم به وان الواجب على العبد ان يصون لسانه لان الله سبحانه وتعالى محاسب العبد على ما يقوله بلسانه وما يقوله بلسانه جزء من عمله جزء من عمله الذي يحاسبه الله عليه يوم يا يلقاه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد حنفاء لله الحنيف هو المائل الحنيف هو المائل عن الشرك الى التوحيد عن المعصية الى الطاعة عن الكفر الى الايمان فهو مائل عن كل باطل مقبل على كل خير واعظم ذلك واساسه توحيد الله واخلاص الدين له جل في علاه والحنيفية ملة ابراهيم الخليل عليه السلام وهي ان تعبد الله مخلصا له الدين مفردا له سبحانه وتعالى بالعبادة حنفاء لله غير مشركين به اي بعيدين عن الشرك كله غير المشركين به اي متجنبين للشرك. بعيدين عنه محاذرين من الوقوع فيه ثم ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا عجيبا عظيما ليكشف حال المشرك ويصور الخطر العظيم الذي هو عليه قال جل وعلا ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق هذا مثل عظيم جدا ليبين الحال المزرية الخطيرة التي عليها المشرك مثله كمثل شخص خر من السماء وهذا فيه ان مثل الايمان هو السماء الايمان هو السماء هو العلو هو الرفعة هو السمو هذا هو الايمان فمن يشرك سقط من هذا العلو سقط من هذا العلو والرفعة والسمو الى السفول والدنس والقدر والهلاك واذا كان المرء بزيادة ايمان فهو في زيادة علو ورفعة ومن يشرك خر من هذا العلو وسقط الى السفول الى السفول الى الحطيط الى الهلاك ليس في الهلاك فقط الى اشد الهلاك فتخطفه الطير تخطفه الطير وهو ساقط فتمزق اعضاءه وتقطعه اشلاء فيكون مع هذا السقوط يمزق كل ممزق ويهلك هذا الهلاك السديد او الحالة الثانية ان تهوي به الريح في مكان سحيق اي بعيد وهذا ما يؤول اليه حال المشرك بالله سبحانه وتعالى لانه علق قلبه وصرف عبادته لمن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا والعطاء ولا منعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فضلا من ان يملك ذلك لغيره فيوكل الى ما تعلق قلبه به فيكون في هذا السقوط في هذا الهلاك ومضمون الاية يفيد ان الموحد ان الموحد المؤمن بالله المتعلق قلبه بالله دعاء ورجاء واخلاصا وعبادة وذلا لله هذا محفوظ بحفظ الله لا يسقط ولا يهلك هذا يحفظه ربه سبحانه وتعالى ويكلأه برعايته يتولى توفيقه يتولى الدفاع عنه سياتي في اه في الايات ان الله يدافع عن الذين امنوا يتولى نصرته وكان حقا علينا نصر المؤمنين كذلك ننجي المؤمنين فهو سالم محفوظ حفظ الله سبحانه وتعالى ذلك ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. شعائر الله هي اعلام الدين العبادات والقرب ولهذا اعمال المناسك اعمال المناسك من طواف والسعي ووقوف بعرفات مبيت بمزدلفة ذبح للهدايا هذا كله من شعائر الله. ان الصفا والمروة من شعائر الله والبدن جعلناها لكم من شعائر الله. شعائر الله هذه اعلام الدين. والظاهرة ومنها اعمال الحج و مناسك الحج من طواف بالبيت سعي بين الصفا والمروة ورميل الجمار وقوف بعرفة ذبح للهدايا قربة لله هذه كلها شعائر فجميع هذه الاعمال ينبغي ان يكون الحاج متعاملا معها بالتعظيم يعظمها التعظيم مكانه القلب تعظيم مكانه القلب يعظم هذه الشعائر يكون لها عظمة في قلبه مكانة كبيرة في نفسه فاذا عظمت هذه الشعائر في القلوب صحت الاعمال صحت الاعمال واستقامت النفس في تتميم وتكميل الاتيان بهذه العبادات والقرب على الوجه الاتم والحال الاكمل. ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فانها من تقوى القلوب اي علامة على ان قلب هذا المعظم لشعائر الله متقي لله متقي لله. وهذا يفيد ان التعظيم للشعائر هو ثمرة التقوى هو ثمرة التقوى فاذا اتقى القلب الله عز وجل وكان في قلبي حقيقة ما في قلبه حقيقة التقوى لله سبحانه وتعالى اثمر ذلك تعظيما منه لشعائر الله بان يكون للشعائر في قلبه عظمة فتعظيمه لشعائر الله من تعظيمه لله ومن تحقيقه في قلبه لتقوى الله سبحانه وتعالى لكم فيها منافع الى اجل مسمى ثم محلها الى البيت العتيق. لكم فيها الضمير هنا يعود على الهدايا الهدايا التي سيقت البيت العتيق فهذه الهدايا يذكر الله سبحانه وتعالى ان لمن ساقها له فيها منافع له فيها منافع منافع عديدة يستفيد منها يشرب من حليبها ينتفع ركوبها الى غير ذلك من المنافع ثم هي موسوقة في طريق ماضية ينتفع بها في الطريق هذا الانتفاع ثم هي مسوقة الى امر عظيم وعمل جليل محلها الذي تنساق اليه البيت العتيق. البيت العتيق وهذه سخرها الله عز وجل للعباد اكرم العباد بها فمحلها البيت العتيق اي تنحر هناك وتذبح هناك ويتقرب الى الله سبحانه وتعالى بذبحها فيأكل المهدي منها ويطعم الفقير المحتاج يهدي منها ويتصدق محلها البيت العتيق. نعم ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام فالهكم اله واحد فله اسلموا. وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم اقيم الصلاة ومما رزقناهم ينفقون يقول اه الله عز وجل ولكل امة اي من الامم الماظية السالفة السابقة جعلنا منسكا هذا المنسك القصد منه والغرض من جعله لهم هو ان يذكر الله ان يذكروا الله عز وجل على ما رزقهم من بهيمة الانعام وذكر الله حمده وثناؤه وتعظيمه والتسمية عند ذبح هذه الانعام قربة له سبحانه وتعالى ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام هذه المناسك في الامم. كل امة جعلنا من سكن قد يكون هناك تفاوت في الطريقة مثلا في الوقت في الصفة في الشام من هذا القبيل لكل جعلنا منكم سرعة ومنهاج لكن هؤلاء كلهم متفقون على ماذا فالهكم اله واحد فالهكم اله واحد توحيد الاخلاص افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة هذا متفق عليه في جميع اه الشرائع المنزلة هذا متفق عليه في جميع الشرائع المنزلة قد تختلف الشرائع لكل جعلنا شرعه ولكل امة جعلنا منسكا قد تختلف لكن الاصول واحدة والعقيدة واحدة والكل على توحيد الله وافراد المعبود سبحانه وتعالى بالعبادة ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. هذا محل اتفاق وآآ دعوة النبيين في هذه الاصول واحدة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن الاب نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى ديننا واحد العقيدة واحدة الاصول واحدة عند الجميع. فالهكم اله واحد فله اسلموا استسلموا لله ان قادوا لامره اخلصوا دينكم له الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك فله اسلموا اي انقادوا لله متذللين خاضعين مقبلين على الله عز وجل منكسرين لجنابه سبحانه وتعالى فله اسلموا. ولهذا قال بعدها وبشر المخبتين ثم ذكر صفاتهم الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الصابرين على ما اصابهم. والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اربع صفات عظيمة هي صفات المخبتين ذكر الله جل وعلا هنا صفات المخبتين والصيغ كله في بيان ماذا احكام الحج كله في بيان احكام الحج في اثناء هذا البيان لاحكام الحج ذكر الله عز وجل هذه البشارة للمخبتين. قال وبشر المخبتين بماذا القاعدة عند العلماء ان حذف المتعلق يفيد العموم. بشر المخبتين ما قال مثلا بالسعادة في الدنيا بالجنة بالنجاة من النار بالفوز برضا الله ما حدد يشمل هذا كله فاذا حذف المتعلق افاد العموم اي بشرهم بكل خير. ونعمة وفضل ومنة في الدنيا والاخرة فلما ذكر هذه البشارة المطلقة اشتاقت النفوس الى ان تعرف من هم. ما هي صفاتهم حتى يكون من هؤلاء فذكرها الله سبحانه وتعالى ذكر الله جل وعلا لصفات المخبتين في اثناء ايات الحج فيه دلالة والا لا في هداية او ليس فيه فيه دلالة على امر عظيم جدا الا وهو ان الحج مدرسة لتربية النفوس على الاخبات. التطامن الذل الانكسار لله سبحانه وتعالى المخبت هو المنكسر لله المتذلل الخاضع المتواضع لجناب ربه سبحانه وتعالى الخبت من الارض هي الطامنة السهلة المخبت من عباد الله هو الذي تتطامن نفسه تذل تنكسر تخضع لله سبحانه وتعالى فاذا كانت النفس بهذه الصفة مخبتة لله سبحانه وتعالى جاءت هذه الصفات لكن متى يأتي هذا الاخبات؟ متى تصل اه النفس اليه متى تصل النفس اليه ما ما سبق يفيد هذا المعنى وهو ان يكون العبد على علم بالدين ومعظم لشعائر الله معظم لله قلبه يتقي الله سبحانه وتعالى فهذا العلم والايمان هو الذي يثمر آآ يثمر الاخبات ولهذا جاء في السورة نفسها سورة الحج في قريب من اواخرها قال الله عز وجل وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهادي الذين امنوا الى صراط مستقيم ذكر امرين العلم والايمان ذكر امرين العلم والايمان العلم بالوحي المنزل والايمان به. فاذا وجد العلم والايمان اخبت القلب اخبت القلب. مثلها في سورة هود قال سبحانه وتعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واخبتوا الى ربهم اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون فالاخبات ثمرة العلم اه ثمرة العلم والايمان ثمرة العلم والخضوع لله عز وجل وتقوى القلب لله عز وجل فاذا كان كذلك اخبت واتصف بصفات المخبتين اهم صفات المخبتين هذه الاربعة التي ذكرت في الاية الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. هذه صفاته الاولى وجل القلب عند ذكر الرب اذا ذكر الله وذكرت صفاته عظمته جلاله سبحانه وتعالى اصاب القلب وجل خوف من تعظيمها من تعظيمه لله عز وجل وجلت قلوبهم وهذه من صفات المؤمنين الكمل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقه لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. هذه صفات المؤمنين الكم من وجلت قلوبهم هذه الاولى الثانية الصابرين على ما اصابهم اي من الشدائد وان النوازل الابتلاءات فهم يتلقون اه اه المصائب الصبر تلقون المصائب بالصبر ومن يتلقى المصائب بالصبر فله البشرى وبشر الصابرين هذه الاية التي معنا الان هي نظيرها وبشر المخبتين. وذكروا من صفاتهم الصبر مثلها وبشر الصابرين فالصابر عند المصيبة له اعظم بشارة بكل خير في الدنيا والاخرة وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون والصبر على المصيبة هو ثمرة صحة الايمان بالقدر ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة ابن قيس النخعي رحمه الله هو المؤمن المؤمن يعلم ان ان انها باذن الله فيرضى ويسلم ما اصابك لم يكن ليخطأك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. في علم انها من عند الله اي بقدره وان الامور قضاء وقدر لا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل قل قدر الله وما شاء فعل فمن صفاتهم الصبر على المصائب واللأواء والشدائد والثالثة من صفاتهم اقام الصلاة ان يؤتى بها قائمة تامة كاملة مكملة معتنى باركانها شروطها وواجباتها يكملها العبد على اتم ما يكون ومما رزقناهم ينفقون هذه الصفة الرابعة سخاء نفوسهم وبذلها وانفاقها وبعدها عن الشح والبخل فهذا الذكر لصفات المخبتين والبشارة للمخبتين في ثنايا الحج تفيد ان الحج مدرسة تربي تربي الحاج الموفق على على هذا الخير وعلى كل خير نعم والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر. اعد والبدنة والبدن جعلناها لكم من شعائر شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواب فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين هاتان الايتان تتعلق باحكام الهدايا البدن التي آآ يتقرب بها الحاج في يوم النحر وايام التشريق يذبحها ينحرها متقربا بها الى الله عز وجل واول ما ينبغي ان يا اعلمه الحاج من حكم يتعلق بهذه الهدايا ان يعتقد انها من شعائر الله انها من شعائر الله هذه العقيدة انها من شعائر الله من اجل ان يعظمها قبل قليل قال الله عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر الله فالبدن ايضا من الشعائر فيتعامل معها الحاج على انها شعيرة من شعائر الله المعظمة التي ينبغي ان يعظمها فهذا اول ما يكون فيما يتعلق البدن وجميع ما يتقرب به من الهدايا ذبحا او نحرا ان يعتقد من يقدمها انها من جملة الشعائر فيعظمها وتعظيمها من التعظيم لشعائر الله فالله عز وجل جعلها من شعائر الله لكم فيها خير اطلق فيشمل خيرات كثيرة من ثواب واجر ونعمة من الله بها وفضل واكل منها واهداء واطعام خيرات كثيرة لكم فيها خير عندما تريدون تقرب الى الله سبحانه وتعالى بنحرها فها هي صفة النحر فاذكروا اسم الله عليها صواف وهذه صفة نحر البدن الابل تكون قائمة صواف يعني قائمة على ارجلها وتعقل آآ يدها اليسرى تعقل يدها اليسرى فتكون قائمة على ثلاث قوائم. واحدة من القوائم معقولة وهذا يعوقها عن الحركة تصبح واقفة ما تتحرك هذا الغرض منه فتعقل آآ واحدة من قوائمها اليد اليسرى ثم تصبح قائمة على ثلاث قوائم هذه تعوقها عن انطلاق الحركة ثم تنحر قائمة تنحر قائمة يعني توضع السكين في نحرها فيسيل دمها ثم تسقط على جنب على جنب فاذا وجبت جنوبها سقطت يبدأ بعد ذلك بسلخها آآ تقطيع لحمها الاكل منه الاطعام فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها. فكلوا منها اياما فقمتم سوقها والتقرب الى الله بها كلوا منها كلوا من لحمها واطعموا القانع والمعتر اطعموا الفقراء من كان يسأل منهم ويتعرض للسؤال ومن كان متعففا لا يتعرض للسؤال اطعموا هؤلاء هؤلاء فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم كذلك يعني هذا شيء عجيب سبحان الله كذلك سخرناها لكم. البدن الان مثلا بعضهم قد يسوق عشرة عشرين يسوقها وحده بعصا الى المكان الذي ينحرها فيه. وتقف ويمر عليها واحدة واحدة ويعقل يدها وهي اقوى منه لو تسلطت عليه اهلكته واهلكت من عنده لكن الله دللها سخرها وبعصا صغيرة في يده يحركها وتقف في المكان الذي يريد ويأتي عند قدمها ويعقلها وهي قائمة هذا من تسخير الله هذا من تصفير الله عز وجل كذلك سخرناها لكم. اذكروا هذا التسخير اذكروا هذا التسخير تسخير الله عز وجل هذه الابل وهي من اعظم ايات الله كم من اعظم ايات الله وينبغي على العبد ان يعمل بما امره الله به وهذا جانب نغفل عنه الله يقول افلا ينظرون الى الابن كيف خلقت هذا نغفل عنه ينبغي على العبد فعلا ان ينظر ان يتأمل في هذه الاية مليئة بالعبر التي تثمر الناظر والمتأمل تعظيم من خلقها وسخرها سبحانه وتعالى حتى تلهج الالسنة شكرا وثناء وتعظيما لله وتعمر القلوب بالتعظيم والتقوى لله عز وجل. كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون يشكرون الله تكونون حامدين لله مثنين عليه على منه وفضله وجوده وعطاءه سبحانه وتعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها هذي اشياء لكم انتم محتاجين لها وانتم تطعمونها يأكلون من لحمها تسد حاجة عندكم لن ينال الله آآ لحومها ولا دماؤها وهو يطعم ولا يطعم فغني سبحانه وتعالى اه لن ينال الله لحومها ولا دماء ولكن يناله التقوى منكم فعليكم بعمارة القلوب بتقوى الله وخشيته ومراقبته وحسن الاقبال عليه لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم هذا جاء في الخواتيم ومر معنا نظير له في ايات الحج من سورة البقرة التذكر منة الهداية وهذا مطلب مهم في كل العبادات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا يقولون في في رجزهم يوم الخندق لولا الله نعم ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا. لولا الله لولا منة الله فدائما في الطاعات كلها يذكر العبد هداية الله له ومنة الله عليه بالهداية اذا صام يذكر النعمة بالهداية للصيام صلى يذكر النعمة بالهداية للصلاة حج واعتمر يذكر النعمة آآ والمنة توفيق لاداء هذه الطاعة يذكر نعمة الله لتكبروا الله على ما هداكم على هذه المنة الا العظيمة واذا كان العبد مع هذه المناسك وغيرها من الاعمال يتعامل معها في ضوء الهدي الذي اه ارشد اليه في كتاب الله وسنة نبيه فهو محسن ولهذا ختم السياق بقوله وبشر المحسنين ابشر المحسنين بماذا؟ مثل ما سبق بكل خير وفضيلة وكرامة ورفعة في الدنيا والاخرة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه انبه ان غدا الجمعة لا يوجد درس