الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له ورفع درجته في عليين فصل في ايات تتعلق بالجهاد وتوابعه قال الله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير كان المسلمون في اول الامر مأمورين بكف الايدي عن قتال الكفار وانما جهادهم بالدعوة لحكمة ظاهرة فلما اضطهدوا واضطرهم الاعداء الى ترك بلادهم واوطانهم وقتلوا من قتلوا وحبسوا من حبسوا وجدوا في العداوة بليغة بكل طريق وهاجر المسلمون بسبب ذلك الى المدينة. وقواهم الله على قتال الاعداء وقد رماهم الاعداء عن قوس واحدة فحينئذ اذن الله لهم في القتال. ولهذا قال اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا اي بمنعهم من دينهم واخراجهم من ديارهم ومطاردتهم لهم في كل مكان وان الله على نصرهم لقدير. وهذا مع امره لهم بفعل الاسباب ومقاومة الاعداء بكل مستطاع. امر لهم عليه واستنصاره والطلب منه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا لمن واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا فصل عقده المصنف رحمه الله تبارك وتعالى في ايات الجهاد جمع كثيرا منها في هذا الموطن وشرح معانيها وبين دلالاتها واوضح هداياتها رحمه الله تعالى والجهاد هو في الاصل استفراغ الوسع وبذل الطاقة في فعل ما يرضي الرب وتجنب ما يسخط ما يسخطه جل في علاه فالجهاد هو مجاهدة هذه المجاهدة لها تعلقات كلها من تحقيق الجهاد الذي امر الله سبحانه وتعالى به ولهذا ذكر العلماء رحمهم الله تعالى ان الجهاد مراتب واعظم مراتب الجهاد التي عليها يبنى وعليها يتأسس ان يجاهد المرء نفسه بان تكون نفسه مطيعة لله خاضعة لله لان اتمنى ان يجاهد نفسه فان نفسه تضيع في هذه الحياة الدنيا وتهلكها الفتن الشهوات والشبهات وترضيها فهي تحتاج الى معالجة ومعالجتها هو هو جهادها ومجاهدتها ولهذا في حجة الوداع قال عليه الصلاة والسلام اتدرون من المؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والله تعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين وتأمل هذه الاية في بيان معنى الجهاد قال جاهدوا فينا يؤخذ منها التعريف الذي اشرت اليه في بيان معنى الجهاد جاهدوا فينا جاهدوا فينا استفرغوا وسعهم بذلوا طاقتهم فينا اي فيما يرضي الله وينال به رضاه ويتجنب بهما يسخطه جل في علاه وهذه المرتبة من الجهاد اعني جهاد النفس يبنى عليها غيرها من مراتب الجهاد لكن من فشل في جهاد نفسي ليس مؤهلا لما بعدها من الرتب ليس مؤهلا لما بعدها من الرتب ولهذا اهم الجهاد الجهاد النفس يجاهد نفسه حتى تستقيم حتى تكون نفسا مطيعة مطيعة لله سبحانه وتعالى لان الجهاد هو هذا غرظه. غرض الجهاد اه اقامة الدين فاذا لم يقم المرء الجهاد اذا لم يقم يقم المرء الدين في نفسه ليس مؤهلا الى ان يعمل على اقامته في الاخرين اذا لم يصلح نفسه ليس اهلا لان يصلح الاخرين والامام ابن القيم رحمه الله تعالى له كلام جدير بان يقف عليه طالب العلم في مراتب الجهاد مفصلة يذكر كل مرتبة وما تحتها من مراتب في كتابه زاد المعاد وذكر رحمه الله تعالى ان جهاد النفس مراتب مرتبا مرتبة تلو الاخرى واول ذلك ان يجاهدها على العلم بالشرع العلم بالشرع وهذا به يبدأ العلم قبل القول والعمل وهذا ملحظ مهم جدا في هذا الباب لان من دخل في الجهاد سواء جهاد النفس او غير ذلك من انواع الجهاد بلا علم فهنا تقع اه المشكلة ويوجد الانحراف ولهذا قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح فكان العلم هو اول مراتب الجهاد هو اول مراتب الجهاد هو اول ما يبدأ به ان يجاهد نفسه على ان تتعلم الدين وان تتفقه في الدين وان تعرف شرع الله بحيث لا يخطو خطوة الا يعلم انها موافقة للصواب انها موافقة للشرع موافقة للهدي هدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اما من يركب رأسه ويأتي بالامور هكذا فكم يقع من الفساد والشرور والضرر العظيم بل كم يقع من اراقة للدماء معصومة محرمة تراق ظلما ومن يريقها يظن انه يجاهد في سبيل الله ولهذا ايضا من المهمات في هذا الباب ان ان يعرف الفرق بين الجهاد والفساد ولا يمكن ان ينضبط الجهاد الا اذا ضبط بضوابط الشرع وقيد بقيوده وسار فيه المرأة على ضوء الهدي هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في ضوء هدايات كتاب الله وهدايتي سنة النبي عليه الصلاة والسلام واهل العلم رحمهم الله تعالى كتبوا في الجهاد مصنفات خاصة وما من كتاب في الاحكام او احاديث الاحكام الا ويفرد الجهاد بكتاب خاص تذكر فيه احكامه وتورد فيه ادلته الشيخ رحمه الله تعالى عقد هذا الفصل في ايات تتعلق الجهاد وتوابعه اي ما يتعلق به من احكام بدأ بهذه الاية التي جاء فيها الاذن بالجهاد بعد ان كان الناس ممنوعين منه في اول الامر كما قال رحمه الله كان المسلمون في اول الامر مأمورين بكف الايدي القتال الكفار ثم جاء قول الله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير اذن تفيد ان انه قبله كان هناك منع ان هناك منع وهذا يؤكد المعنى الذي ذكرت انفا وهو ان الجهاد لا بد ان يكون بعلم متى يؤذن للمرء ومتى لا يؤذن وما هي ضوابطه وما فلا يكون الا وفق الهدي وفق شرع الله سبحانه وتعالى قال كان المسلمون في اول الامر مأمورين بكف الايدي عن قتال الكفار وانما جهادهم بالدعوة لحكمة ظاهرة جهادهم بالدعوة هذي مرتبة من مراتب الجهاد ذكرها آآ اهل العلم وهو جهاد جهادهم بالدعوة دعوتهم للدين مع الصبر على اذاهم مع الصبر على اذاهم وانما جهادهم بالدعوة لحكمة ظاهرة فلما اضطهدوا واضطرهم الاعداء الى ترك بلادهم واوطانهم وقتلوا من قتلوا وحبسوا من حبسوا وجدوا في العداوة البليغة بكل طريق وهاجر المسلمون بسبب ذلك الى المدينة وقواهم الله على قتال الاعداء هذه الكلمة قواهم الله توضح لك ما ذكره قبل قليل لما قال انما جهاد بالدعوة لحكمة ظاهرة. يعني بدون قتال الحكمة انهم كانوا في في اه عدم قدرة وعدم قوة وعدم مكنة من ان المقاتلة فكانوا ممنوعين ومأمورين بالصبر على الاذى. يؤذونهم الاذى الشديد البليغ العظيم فكانوا مأمورين بالصبر وكف الايدي مأمورين بالصبر وكف الايدي فلما اتناها اذى المشركين وعظم وزاد قتلوا وحبسوا وجدوا في العداوة هاجر بسبب هذا الاذى الشديد المسلمون الى المدينة قواهم الله ورماهم الاعداء عن قوس واحدة فحين اذ اذن لهم في القتال حينئذ اذن لهم في القتال وهذا هذا يستفاد فيه ان القتال لا يسار اليه ابتداء القتال لا يسار اليه ابتداء وانما يشار اليه من بعد امور صار اليه من بعد امور من بعد اه اسباب ولهذا قال اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا بمنعهم من دينهم واخراجهم من ديارهم ومطاردتهم لهم في كل حال وان الله على نصرهم لقدير وان الله على نصرهم لقدير. ختم الاية بقوله وان الله على نصرهم لقدير في التنبيه على امر غاية في الاهمية في في هذا الباب الا وهو ان المرء في هذا الامر لا ينظر الى عتاده وقوته لا ينظر الى شيء من ذلك بل يرجو نصره والتمكين له من الله سبحانه وتعالى لان النصر بيده وان الله على نصرهم لقدير فالاستنصار يطلب منه ولهذا من اعظم الدعاء في هذا الباب وانصرنا على القوم الكافرين وانصرنا لا ينتصر عليهم الا بنصر الله له كان حقا علينا نصر المؤمنين. ان الله يدافع عن الذين امنوا كذلك ننجي المؤمنين فالنصر بيد الله النصر بيد الله سبحانه وتعالى. قال الشيخ وان الله على نصرهم لقدير هذا مع امره لهم بفعل الاسباب ومقاومة الاعداء بكل مستطاع امرهم امر لهم بالتوقف عليه واستنصاره والطلب منه استنصاله والطلب منه. والطلب منه انصرنا على القوم الكافرين. لا تكلنا الى انفسنا وما النصر لله من عند الله. نعم قال رحمه الله قال تعالى وقال رحمه الله ثم ذكر صفة ظلم اعدائهم فقال الذين اخرجوا من ديارهم بالاذية والفتنة بغير حق. الا ان ذنبهم ايمانهم بالله واعترافهم بانه ربهم والههم. وانهم اخلصوا له الدين وتبرأوا من عبادة المخلوقين. وهذا كما قال تعالى وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد وهذا ظاهر في حكمة الجهاد وعظم مصلحته. وانه من الضروريات في الدين. فان المقصود به اقامة الدين لله او اقامة دين الله والدعوة الى عبادته التي خلق الله المكلفين لها واوجبها عليهم ودفع كل من قاوم هذا الامر الضروري ومقاومة الظالمين المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين من عباده كما قال تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ولهذا قال ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيعوا وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا اي فلولا مدافعة الله الناس بعضهم ببعض باسباب متعددة وطرق متنوعة قدرية وشرعية واعظمها واجلها جلها وازكاها الجهاد في سبيله لاستولى الكفار الظالمون ومحقوا اديان الرسل. فقتلوا المؤمنين بهم وهدموا معابدهم ولكن الطاف الله عظيمة واياديه جسيمة وبهذا وشبهه يعرف حكمة الجهاد الديني وانه من الضروريات لا كقتال الظلمة المبني على العداوات والجشع والظلم استعبادي للخلق فالجهاد الاسلامي مرماه وغرضه الوحيد اقامة العدل وحصول الرحمة واستعباد الخلق لخالقهم واداء الحقوق كلها واداء الحقوق كلها. ونصر المظلومين وقمع الظالمين ونشر الصلاح والاصلاح المطلق بكل وجه واعتبار. وهو من اعظم محاسن دين الاسلام. لما ذكر في ما سبق من الايات في هذا السياق ايات الجهاد في سورة الحج التي صدرت بالاذن به ذكر السبب الذي اه لاجله اذن الجهاد ان ان هؤلاء ظلموا ظلموا المسلمين ضهادا واضطروهم الى الخروج من ديارهم وقتلوا وحبسوا وجدوا في الا اه جدوا في العداوة وليس هناك دافع عند اولئك الكفار لهذا الاضطهاد وهذا الظلم وهذا البغي وهذا التشريد لهؤلاء المؤمنين الا امر واحد نص عليه الله سبحانه وتعالى في هذا السياق وفي غيره قال جل وعلا الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يكونوا ان يقولوا ربنا الله هذا هو الا ان يقولوا ربنا الله فهذه العداوة البليغة الشديدة هي صدهم عن هذا الدين مع انهم ما خلقوا في هذا الدنيا الا لاجله هم واولئك ما خلقوا الا لاجل هذا الدين ما خلقوا الا ليقولوا ربنا الله ليعبدوا الله يخلصوا دينهم لله ولهذا في الايات الاخرى قالوا وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحليم ما نقم منهم الا هذا اسلوب حاصر مثلها الاية الاولى فينقمون منهم ايمانا ينقمون منهم الايمان بالله والاخلاص لله والتوحيد وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة قال الشيخ وهذا ظاهر في حكمة الجهاد وعظم مصلحته وانه من الضروريات التي لا يقام الدين الا بها لان اعداء الدين لا يرظون ان ان يقوم للدين قائمة وان يقال ربنا الله وان يفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ولهذا قال الله تعالى ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر يذكر فيها اسم الله كثيرا هيأ الله اسباب كثيرة لان يبقى الدين قائما هيا الله سبحانه وتعالى اسبابا كثيرة مثل ما ذكر الشيخ متنوعة قدرية وشرعية واعظمها الجهاد والا لهدمت اماكن العبادة وعطلت العبادة وحيل بين الناس وبين ان يعبدوا ربهم سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. واصبروا ان الله مع الصابرين. ولا تكونوا الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط هذه الايات تضمنت الامر بجهاد الاعداء والارشاد الى الاسباب التي ينبغي للجيوش والمجاهدين الاخذ بها فمن اعظمها واهمها امران الصبر وهو الثبات التام وابداء كل مجهود في تحصيل ذلك. والثاني التوكل على الله والتضرع اليه والاكثار داروا من ذكره فمتى اجتمع الامران على وجه الكمال والتكميل فقد اتى المجاهدون بالاسباب الوحيدة للنصر والفلاح فليبشروا بنصر الله وليثقوا بوعده فيدخل في الامر بالصبر والثبات تمرين النفوس على ذلك فانه من يتصبر يصبره الله وتعلم الرمي والركوب والفنون العسكرية المناسبة للزمان. فان التعليم وتعلم امور الجهاد من اكبر العون على الثبات والصبر امر ومن ذلك الحثد على الشجاعة والسعي في اسبابها والترغيب في فضائل الجهاد وما فيه من الثمرات العاجلة والاجلة وما في تضييعه من ضياع الدين والدنيا واستيلاء واستيلاء الاعداء والذل والدمار فان النفوس الابية والهمم العلية لا ترضى لانفسها بغير هذا الخلق الفاضل الذي هو من اعلى الاخلاق وانفعها. اورد رحمه الله تعالى هذه الايات الجوامع في باب الجهاد وتوابعه والله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله. واللهم يعملون محيط وهذه الايات موضوعها واضح مثل ما اشار الشيخ رحمه الله تعالى موظوعها مقومات النصر مقومات النصر على الاعداء واسباب النصر وان جهاد الاعداء لا لا يتحقق المقصد منه الا اذا اخذ بالاسباب اسباب النصر على العداوة وهي مبينة في كتاب الله عز وجل في مواطن وهذه الايات جمعت جمعت كثيرا من مقومات النصر على الاعداء واخذ الشيخ يبين رحمه الله تعالى هذه الاسباب يفصلها في في ضوء ما جاء في هذه الايات الكريمات الى ان انهى هذا الفصل المتعلق بالجهاد فنجعل هذه موظوع لقائنا غدا باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا