الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. واصبروا ان الله مع الصابرين ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط هذه الايات تضمنت الامر بجهاد الاعداء والارشاد الى الاسباب التي ينبغي للجيوش والمجاهدين الاخذ بها فمن اعظمها واهمها امران الصبر وهو الثبات التام وابداء كل مجهود في تحصيل ذلك. والثاني التوكل على الله والتضرع اليه والاكثار من ذكره فمتى اجتمع الامران على وجه الكمال والتكميل فقد اتى المجاهدون بالاسباب الوحيدة للنصر والفلاح فليبشروا بنصر الله وليثقوا بوعده. الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الايات من سورة الانفال فهي من الايات الجوامع في مقومات النصر على الاعداء واسباب النصر عليهم قد جمعت اصول ذلك ومهمات اسباب النصر على الاعداء واهم ذلك اهم هذه الاسباب الصبر والتوكل الصبر الذي هو محتاج اليه في كل الطاعات والتوكل الذي ايظا هو مصاحب للمسلم في كل اعماله فلا غنى لمسلم عن الصبر والتوكل في كل عبادة وكل طاعة في الجهاد وغيره ولهذا كان من اعظم مقومات النصر واسبابه الصبر والتوكل على الله سبحانه وتعالى عرف الشيخ رحمه الله الصبر في الجهاد هو الثبات التام وابداء كل مجهود في تحصيل ذلك اخذا من قوله سبحانه وتعالى فاثبتوا هذا الثبات لا يكون الا عن صبر صبر المقاومة وجهاد للنفس لتحقيق هذا المطلب وهذا الامر العظيم فهو الثبات التام وابداء كل مجهود في التحصيل في تحصيل ذلك والامر الثاني التوكل اخذا من قوله واذكروا الله اذكروا الله كثيرا اذكروه سبحانه وتعالى مثنين عليه معظمين له متوكلين عليه مستعين مستعينين به اذكروا الله اذكروا الله ادخلوا وانتم في ذكر لله وتعظيم لله وثناء على الله واستعانة بالله وتوكل على الله سبحانه وتعالى فاذا اتى المجاهد بهذين الامرين الصبر والتوكل فقد اتى باعظم ركيزتين يقوم عليهما النصر الصبر الذي يثمر اه الثبات والتوكل الذي يثمر رباطة الجأش فلا غنى عن هذين الا عن هذين الخصلتين العظيمتين الصبر والتوكل ثم شرع الشيخ رحمه الله في التفصيل الذي يتعلق بهاتين الخصلتين فبدأ اولا بالصبر ثم بعد ذلك انتقل للحديث عن التوكل نعم قال رحمه الله فيدخل في الامر بالصبر والثبات تمرين النفس على ذلك فانه من يتصبر يصبره الله وتعلم الرمي والركوب والفنون العسكرية المناسبة للزمان فان التعليم وتعلم امور الجهاد من اكبر العون على الثبات والصبر ومن ذلك الحث على الشجاعة والسعي في اسبابها والترغيب في فضائل الجهاد وما فيه من الثمرات العاجلة والاجلة وما في تضييعه من ضياع الدين والدنيا واستيلاء الاعداء والذل والدمار فان النفوس الابية والهمم العلية لا ترضى لانفسها بغير هذا الخلق الفاضل. الذي هو من اعلى الاخلاق وانفعها قال تعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون. وترجون من الله ما لا يرجون. فحثهم على الصبر بتعلمهم وطمعهم في الاجر والثواب وادراك المقامات العلية وادراك المقامات وادراك المقامات العالية وقال ايضا في ذم الناكلين وترغيب التائبين الصابرين ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول لله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه. ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصبوا ولا مخمصة في سبيل الله ولا كون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو ميلا الا كتب لهم به عمل صالح. ان الله لا يضيع اجرى المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم. ليجزيهم الله الله احسن ما كانوا يعملون وقال عن المنافقين ونقولهم عن مشقة الجهاد وقالوا لا تنفروا في الحر. قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون اي لو كان عندهم فقه نافع في تنزيل الاشياء منازلها وتقديم ما ينبغي تقديمه لاثروا مشقة الجهاد على راحة قعود الضار عاجلا واجلا وفي هذا انه بحسب فقه العبد وعلمه ويقينه يكون قيامه بالجهاد وصبره عليه وثباته. اذا قيل ان الصبر لا بد منه فيأتي السؤال اشار الشيخ اليه ضمنا واجاب عنه وهو ما الامور التي تعين على الصبر في هذا المقام الصبر لابد من امور معينة عليه حتى يتحقق من العبد تذكر رحمه الله هذه التفاصيل التي كلها في هذا الباب يعني في امور اذا فعلها العبد اعانته على الصبر ومن ذلك ان النفس تحتاج الى تمرين قد يكون الانسان لا صبر عندي يقال له ومن يتصبر يصبره الله مرن نفسك على الصبر ودربها عليه فالحاصل ان من الامور المعينة التمرين على الصبر وذكر الفضائل التي تترتب على الجهاد وما فيه من الثمار العاجلة والاجلة وما في تضييعه من ضياع الدين والدنيا وذكر رحمه الله من الفضائل هذه الايات من سورة التوبة بذم الناكرين وترغيب التائبين الصابرين ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو ميلا الا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون لو تأملت الايتين تجد ان كل واحدة منهما ختمت بالكتابة كتابة العمل لكن الاولى قال الله الا كتب لهم به عمل صالح وفي الثانية قال الا كتب لهم الا كتب له ففرقا بين نوعي الكتابة في العملين فرق بين نوع الكتابة في العملين الكتابة التي آآ كتابة الاعمال اعمال العبد هي نوعان كتابة العمل نفسه وكتابة الاثار الناشئة عن العمل كتابة الاثار الناشئة عن عمل فالعمل الذي يباشره العبد يكتب له يكتب له عمل صالح والاثار التي تنشأ عن عمله يكتب له بها عمل صالح. الاول يكتب له عمل صالح الذي هو العمل نفسه والاخر يكتب له به عمل صالح الذي هو اثار العمل فالمذكورات في الاية الاولى هذه كلها اثار العمل المذكورات الاية الاولى كلها اثار العمل ولهذا قال الله سبحانه وتعالى الا كتب لهم به عمل صالح اثار الاعمال الصالحة يكتب بها للعبد اعمال صالحة واما العمل الصالح فانه يكتب له عمل صالح ففرق سبحانه وتعالى بين الامرين بقوله الا كتب لهم به عمل صالح آآ والثانية الا كتب لهم مثلها قول الله سبحانه وتعالى في اوائل سورة ياسين اه قال انا نحن نحيي الموتى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا و اثارهم نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا اثارهم نوعان ما قدموا الى الاعمال التي قدموها. اثارهم اثار الاعمال العمل الصالح يموت بموت العامل لكن الاثر لا يموت بموت العامل العمل الصالح يموت بموت العامل. اذا اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث الثلاث هذي كلها اثار لعمله فما ينقطع الاثر الاثر ما ما ينقطع اذا وفق الله للعبد مثل الان اثار العلماء اثار العلماء الكتب التي صنفوها وبقيت للامة ينتفعون بها ويقرؤونها ويعقدون المجالس في قراءتها ومدارستها هذه كلها تكتب في اثار اعمال اولئك العلماء الذين كتبوا تلك الكتب آآ آآ الكتابة نوعان كتابة للعمل نفسه وكتابة لاثار العمل وهذا يعني في باب النصح لنفسه نصح العبد لنفسه ينبغي ان يستكثر من الاعمال التي تبقى اثارها له تبقى اثارها له فاذا مات يبقى يكتب له سبحان الله وهو ميت كل يوم يكتب له اعمال وهو ميت يكتب له اعمال ربما يكتب له كل يوم اعمال وهو في قبره ميت وبعض الذين يمشون على اقدامهم على الارض لا يكتب لهم شيء بل ربما يكتب عليهم كل يوم اوزار واثام وذاك في قبره كل يوم يكتب له اعمال صالحة وهو في قبره ميت ومن الناس من يمشي على الارض على قدميه ولا يكتب له عمل صالح لانه ما يقدم بل ربما يكتب عليه اوزار واثام نسأل الله العافية ولهذا الفقه في هذا الباب باب كتابة العمل هذا مهم جدا في اقامة النفس واصلاحها لو ان الانسان يهتم لهذا الباب الذي هو كتابة كتابة الاعمال لا لا صان لسانه واصلح عمله واقام نفسه على طاعة الله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد احد السلف قال كلمة طريفة قال لو كنتم تشترون الكاغد الورق للملائكة الذين يكتبون الاعمال لقللتم من كثير من الكلام الذي تقولونه او كلام النحو هذا كلام المرء اعماله اقواله حركات وهذه كلها مكتوبة فباب الكتابة هذا يحتاج الى ان يتفقه فيه العبد تاج الى ان يتفقه فيه العبد الفقه في كتابة الاعمال هذا من انفع الامور ولهذا تجد الكتابة تذكر كثيرا في القرآن كتابة العمل وتذكر كثيرا في اه احاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله ومن دواعي الصبر وهو من الفقه ايضا انه اذا علم المجاهد انه على الحق ويجاهد عن الحق اهل الباطل ان هذا اعلى الغايات واشرفها واحقها وان الحق منصور وعاقبته حميدة ومن دواعي الصبر الثقة بالله وبوعده فان الله وعد الصابرين العون والنصر وانه معهم في كل احوالهم. ومن كان الله معه فلو اجتمع عليه من بها لم يخف الا الله ومما يعين على الصبر والثبات الامر الثاني وهو التوكل على الله وقوة الاعتماد عليه والتضرع اليه في طلب النصر في طلب النصر والاكثار من ذكره. نعم ايضا يذكر رحمه الله من الدواعي يعني الاسباب التي تعين على الصبر اه العلم بما هو عليه المجاهد المسلم الذي يجاهد في سبيل الله نصرة لدين الله واعلاء لدين سبحانه وتعالى فهو في اشرف الغايات ولهذا جاء في الحديث الجهاد ذروة السنام الاسلام ومن دواعي الصبر الثقة بالله وبوعده. فان الله وعد الصابرين العون والنصر ومن الامور المعينة على الصبر التوكل على الله. وهو الامر الثاني ان الشيخ ذكر اه في تلك الايات امران عظيم ان يقوم عليهما النصر وهما من اعظم اسباب الصبر والتوكل. ومن هنا انطلق رحمه الله في الحديث عن التوكل قال الامر الثاني الامر الثاني التوكل على الله وقوة الاعتماد عليه والتضرع اليه في طلب النصر. والاكثار من ذكره. كما قال تعالى انا هنا حيث رتب على هذا الفلاح واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وقال تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. وقال تعالى وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير. فما وهنوا لما اصابهم في لله وما ضعفوا وما استكانوا. والله يحب الصابرين. وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا تراثنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة وقال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله اي تقوم بدينه وبالحق الذي جاء به رسوله مخلصين لله قاصدين ان تكون كلمة الله هي العليا ينصركم ويثبت اقدامكم وقال تعالى ان ينصركم الله فلا غالب لكم. وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون فاخباره بانه المتفرد بنصرهم وان غيره لا يملك من النصر شيئا وامرهم بالتوكل عليه امر لهم باقوى الاسباب النافعة في هذا المقام العظيم وقال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقال اليس الله بكاف؟ اليس الله بكاف عباده اي الذين قاموا بعبوديته فبحسب توكلهم عليه وقيامهم بعبوديته يحصل لهم النصر والكفاية التامة هذه آآ كلها تتعلق بهذا الاصل الثاني وهو التوكل تعالى الله وقد امر الله عز وجل به ورتب عليه الفلاح قال جل وعلا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون اي في هذا فلاحكم ونصركم وعزكم تمكينكم اذكروا الله اي متوكلين عليه مثنين عليه معظمين له ويعين على هذا التوكل علم العبد المؤمن ان نصره بيد الله ان هذا النصر لن يناله الا بطاعة الله الا بطاعة الله واخلاص الدين له واقامة النفس على الطاعة والعبودية لله سبحانه وتعالى. ان تنصروا الله اي تقوموا بدينه وبالحق مخلصين لله مؤتسينا بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ينصركم التوكل هو اعتماد القلب على الله ولجوءه التام اليه طلبا للنصر منه والله يقول اليس الله بكاف عبده ويقول جل وعلا ومن يتوكل على الله فهو حسبه. نعم قال رحمه الله ومن اسباب النصر والصبر والثبات اتفاق القلوب وعدم التفرق والتنازع فان ذلك محلل لقوة للقوة موجب للفشل واما اجتماع الكلمة وقيام الالفة بين المؤمنين واتفاقهم على اقامة دينهم وعلى نصره فهذا اقوى القوى والمعنوية التي هي الاصل والقوة المادية تبع لها والكمال الجمع بين الامرين كما امر الله بذلك في هذه الاية وفي قوله واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط بالخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم. الاية. يشير رحمه الله في هذا السبب الى ما تقدم في ايات الانفال قال الله عز وجل ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم من مقومات النصر الالفة والاجتماع والحذر من التفرق والتنازع نعم قال رحمه الله ومن اسباب الثبات والنصر حسن النية وكمال الاخلاص في اعلاء كلمة الحق فلهذا حذر تعالى من مشابهة الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله فهؤلاء لما لم يعتمدوا على ربهم واعجبوا بانفسهم وخرجوا اشرين بطرين وكان قتالهم لنصر الباطل باءوا خيبة والفشل والخذلان ولهذا ادب الله خيار الخلق لما حصل من بعضهم الاعجاب الاعجاب بالكثرة في غزوة حنين حيث قال القائل لن اليوم عن قلة فقال تعالى ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا. وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم مدبرين فلما زال عنهم هذا الامر وعرفوا ضعفهم وعاقبة الاعجاب انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنود ان لم تروها الاية نعم وهذا السبب الذي هو حسن النية وكمال الاخلاص تقدم معنا في الايات التي في سورة الانفال ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس بطرا ورئاء الناس هذه نية فاسدة. هذه نية فاسدة وفساد النية فساد للعمل وضياع للعامل ولا يقوم اي عمل صالح الا على الاخلاص الا على الاخلاص ان يكون مخلصا في عمله لله مبتغيا به وجه الله سبحانه وتعالى من خرج رياء وبطرا معجبا بنفسه او عتاده فهذا من بعيد كل البعد عن النصر فمن مقومات النصر الاخلاص اخلاص النية واصلاح القصد وما قام عمل صالح من جهاد او غيره الا على نية خالصة يبتغي بها العامل وجه الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله ومن الاسباب التي ارشد اليها في القتال الثبات والصبر وحسن التدبير. والنظام الكامل في جميع الحركات العسكرية قال تعالى واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم وكان صلى الله عليه وسلم كما وصفه الله يرتب الجيش وينزلهم منازلهم ويجعل في كل جنبة كفؤها ويسد الثغرات التي يخشى ان يتسرب منها العدو ويحفظ المكامن ويبعث العيون لتعرف احوال العدو لتعرف احوال عدو لتعرف احوال العدو ويستعين بمشاورة اصحابه كما امر الله بذلك خصوصا في هذا الامر المهم ومن المهم تعرف اسرار العدو وبث عيوني ووضع الجواسيس السريين الذين لا يكاد يشعر بهم كما ان من المهم التحرز من جواسيس العدو وعمل الاسباب لاخذ الحذر من ذلك بحسب ما يليق ويناسب الزمان والمكان هذا ايضا من الاسباب التي ارشد الله اليها اي في الايات المتقدمة ايات المذكورة في سورة الانفال الثبات والصبر وحسن التدبير والنظام الكامل في جميع الاعمال فهذا مستفاد من من مواضع في في الايات منها قولها فاثبتوا ومنها قوله واصبروا ومنها ولا تنازعوا هذه كلها يستفاد منها هذا المعنى الذي ذكره الشيخ رحمه الله تعالى بهذه الفقرة نعم قال رحمه الله ومن المهم ايضا ان تفعل جميع الاسباب الممكنة في اخلاص الجيوش لله ان تفعل احسن الله اليك ومن المهم ايضا ان تفعل جميع الاسباب الممكنة في اخلاص الجيوش لله وقتالها عن الحق وان تكون غايتها كلها واحدة لا يزعزعها عن هذا الغرض السامي فقد رئيس او انحراف كبير او تزعزع مركز قائد او توقف في صمودها في طريقها النافع على امور خارجية فانه متى كانت هذه الغاية العالية هي التي يسعى لها اهل الحل والعقد ويعملون لها التعليمات القولية والفعلية كانت الجيوش التي على هذا الوصف مضرب المثل في الكمال وسداد الاحوال وحصول الجليلة ولهذا ارشد الله المؤمنين يوم احد الى هذا النظام العجيب فقال تعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم؟ ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين فنبههم على انه وان كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الامام الاعظم والرسول المعظم. فانه لا ينبغي لكم ان يفت ففقده في عزيمتكم وانحلال قوتكم بل انتم تقاتلون لله. وعلى الحق الذي بعث به رسوله صلى الله عليه سلم ولدفع الباطل والشرور فاجعلوا هذه الغاية نصب اعينكم واساس عملكم وامضوا قدما في سبيل الله غير هائبين ولا متأثرين. اذا اتت الامور على خلاف مرادكم. فان الامور هكذا تكون تارة لك وتارة عليك والكمال كل الكمال ان يكون العبد عبدا لله في الحالين في السراء والضراء في حال اتيان الامور على ما يحب او ضد وهذا الوصف هو كمال الفرض وكمال الجماعات والله الموفق ومن الامور المهمة جدا ان يكون الرئيس رحيما برعيته ناصحا محبا للخير ساعيا فيه جهده كثير المراودة والمشاورة لهم خصوصا لاهل الرأي والحجى منهم وان تكون الرعية مطيعة منقادة ليس عندهم منازعات ولا مشاغبات. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. اي اذا حصل النزاع في امر من الامور خصوصا في الامور المتعلقة في سياسة الحرب ردت الى هذا الاصل الذي يطمئن اليه المؤمنون ويلجأ اليه كبارهم وصغارهم لعلمهم انه فرض على جميعهم ولعلمهم ان حكم الله ورسوله هو الخير والصلاح وان الله يعلم من مصالحهم ما لا يعلمون ويرشدهم الى كل ما به ينتفعون. نعم يعني مرد جميع ما سبق ان امر الجهاد في سبيل الله ليس متروكا عامة الناس وعوامهم لان هذا من الامور الكبيرة العظيمة فليس متروكا لعامة الناس وعوامهم وانما هذا الجهاد مرتبط ارتباط المسلمين بولاة امرهم وعلمائهم والجهاد يكون من وراء الامام ومع الامام يكون من من ورائه اي معه لا يكون افتيات عليه او خروج او نحو ذلك يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا وهذا المعنى لما اه نكل عنه اقوام وافتاتوا على ولاة امرهم حصل في اه حصلت فوضى عظيمة واراقة دماء مسلمة بغير حق وحصلت تعديات كثيرة على الاموال وعلى الاعراض وعمت الفوضى واختل الامن وحصل امور كثيرة وهذا كله من الخلل في باب اقامة الجهاد الذي هو اه اه امر بين في نصوص الكتاب والسنة ولهذا الجهاد له ضوابط له مقومات وجاء في نصوص كثيرة وجاءت ايضا نصوص كثيرة تحذر من الانحراف فيه ان هناك مثل ما ان في العبادات الدينية صور من الانحراف كذلك ايضا في باب الجهاد صور الانحراف في الجهاد كثيرة وجاءت نصوص ايضا كثيرة تحذر من صور الانحراف في الجهاد عن جادته وعن سبيله وكثير من هذه الصور اعني صور الانحراف التي جاءت النصوص محذرة منها وهي تقع تقع من ممن يبني جهاده على غير علم كثير من هذه النصوص جمعتها في كتاب لي طبع قديما بعنوان اه القطوف الجياد من حكم واحكام الجهاد فصلت فيه كثير من المسائل والقواعد المتعلقة بالجهاد نقلا عن اه ائمة اهل العلم الراسخين الاصول التي يبنى عليها والضوابط التي جاءت في هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام المتعلقة بذلك وكل مبني على آآ الايات الكريمات وما صح من الاحاديث عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. وقد جمعت فيه كثير من الاحاديث النبوية الثابتة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام المتعلقة في الجهاد وظفتها في اماكنها بحسب اه اه ابواب الكتاب ومباحثه نعم قال رحمه الله ومن الامور المهمة جدا سلوك طريق الحق والعدل في قسم الغنائم. والا تكون ظالمة مستبدا بها المستبد بها الاقوياء محروما منها الضعفاء. او تكون فوضى فان هذين الامرين مع ضررهما في الدين. وان هذا لا يحل ولا يجوز وهو من اعظم المحرمات فانهما يضران غاية الضرر في الجيوش في وقوع العداوات وحصول الجشع والطمع وانصراف قلوبهما وانصراف قلوبها الى الطمع وكون وجهتها تكون متباينة فبذلك ينحل النظام ويقع الفشل ويكون هذا الامر اعظم سلاح للاعداء على المسلمين ومن الامور المهمة ايضا وهي عون كبير في الحروب السعي بقدر الاستطاعة في ايقاع الانشقاق في صفوف الاعداء وفعل كل سبب يحصل به تفريق شملهم وتفريق وحدتهم ومهادنة ما يمكن مهادنته منهم وبذل الاموال للرؤساء اذا غلب على الظن ان ينكف شرهم عن المسلمين فكم حصل بهذا الطريق من النكاية في الاعداء ما لا يحصل بالجيوش الكثيرة. ولهذا قال تعالى الا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم ميثاق او جاؤوكم حصرت صدورهم ان يقاتلوكم او يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلط عليكم فلقاتلوكم فذكر الله هذه المصلحة العظيمة في الكف عن امثال هؤلاء الموصوفين وللموفقين من الرؤساء وقواد الجيوش في هذه الامور مقامات معروفة صار لهم فيها اليد البيضاء على المسلمين فانظر الى هذه التعاليم الالهية التي هي النظام الكامل الوحيد في جميع الازمنة والامكنة واستدل بذلك على ان الاسلام الحقيقي هو الدين الحق الذي اليه ملجأ الخليقة. وبه سعادتها وسلامتها من الشرور كله لها وان النقص والهبوط بتضييع تعاليم هذا الدين الذي اكمله الله واتم به النعمة على المؤمنين. نعم يقصد ان الجهاد الاسلامي ليس كالقتال الذي اه قائم على غير الدين لان لان الجهاد والقتال الذي قائم على غير الدين قائم على الجشع والطمع والظلم والبغي والاعتداء على الناس وانتهاب اموالهم انتهاك اعراضهم وايقاع اه قصد ايقاع الاذى والظرر بهم وكل ذلك ليس في الجهاد الاسلامي القائم على الاصول الصحيحة والقواعد الصحيحة المتلقاة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حاصل كلام الشيخ رحمه الله تعالى ان اه الجهاد كغيره من العبادات الدينية لا لا لا ينبغي ان يقوم الا بعلم الا بعلم متلقى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يبنى على الاهواء والاراء وتخرصات العقول اه وانما يبنى على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالفهم الصحيح فهما ائمة العلم آآ الراسخين الذين رسخت اقدامهم في العلم. وعلى قولهم وفهمهم المعول. كما قال الله عز آآ كما قال الله عز وجل آآ فردوه الى الله والرسول. واذا جاء امر واذا جاء امر من الامن او الخوف اذاه ولو انهم ولو ردوه ولو ردوه الى الله والرسول ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا