الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له فصل في قصة ادم ابي البشر عليه الصلاة والسلام لم يزل الله اولا ليس قبله شيء ولم يزل فعالا لما يريد ولا خلا وقت من الاوقات من افعال واقوال تصدر عن مشيئته وارادته بحسب ما تقتضيه حكمة الله الذي هو حكيم في كل ما قدره وقضاه كما هو حكيم في كل ما شرعه لعباده فلما اقتضت الحكمة الشاملة والعلم المحيط من الله والرحمة السابغة خلق ادم ابي البشر الذي فضله الله الذين فضلهم الله على كثير ممن خلق تفضيلا اعلم الملائكة وقال اني جاعل في الارض خليفة يخلف من كان قبله من المخلوقات التي لا يعلمها الا هو قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وهذا منهم تعظيم لربهم واجلال له على واجلال له عن انه ربما يخلق مخلوقا يشبه اوصاف المخلوقات او ان الله تعالى اخبرهم بخلق ادم وبما يكون من مجرمي ذريته قال الله للملائكة اني اعلم ما لا تعلمون فانه محيط علمه بكل شيء وبما يترتب على هذا المخلوق من المصالح والمنافع التي لا تعد ولا تحصى فعرفهم تعالى بنفسه بكمال علمه وانه يجب الاعتراف لله بسعة العلم والحكمة التي من جملتها انه لا يخلق شيئا عبثا ولا لغير حكمة ثم بين لهم على وجه التفصيل فقال رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فقد شرع المصنف رحمه الله تعالى في ذكر قصص النبيين عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين وبدا بقصة ادم عليه السلام وهو نبي مكلم كما اخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام وهو ابو البشر خلقه الله تبارك وتعالى بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته وعلمه اسماء كل شيء وخصه جل وعلا بمناقب عظيمة وفضائل جليلة شرفه بها واكرمه واعلى شأنه والله عز وجل يختص بالفضل من يشاء وما يشاء جل وعلا له الحكمة البالغة والنعمة السابغة وهو جل وعلا لم يزل فعالا لما يريد حكيما خبيرا عليما خالقا منعما متفضلا له الاسماء الحسنى والصفات العلى جل في علاه لما اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى وعلمه المحيط خلق ادم ابي البشر وتفضيله وتشريفه اخبر الله عز وجل ملائكته بذلك اذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة اخبرهم بانه فاعل ذلك وهذا اخبار للملائكة اخبار للملائكة بما هو فاعله سبحانه وتعالى اني جاعل في الارض خليفة قوله خليفة هذا يتناول ادم والذرية ومعنى خليفة ان يخلفوا بعضهم بعضا في الارض قرنا تلو قرن وجيل يليه جيل وهكذا فالله عز وجل جعل هذه الذرية بهذه الصفة في الارض يخلف بعضهم بعضا يخلف بعضهم بعضا يذهب جيل ويأتي جيل وينتهي قرن ويبدأ اخر امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله قليلا ما تذكرون فالله عز وجل جعل الناس وجعل هذه الذرية ذرية ادم خلفاء في الارض ان يخلف بعضهم بعضا وقيل في المعنى ما ذكره رحمه الله تعالى جاعل في الارض خليفة اي يخلف من كان قبله من المخلوقات التي لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى لما اعلم الله عز وجل الملائكة بما هو فاعله جل وعلا قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قالوا ذلك ليس على وجه الاعتراظ على الله فليس هذا من شأن الملائكة. فالملائكة جند مكرمون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وليس من شأنهم ولا من وصفهم الاعتراض على الله عز وجل فلم يقولوا ذلك اعتراضا على الله ولم يقولوا ذلك ايضا حسدا لادم وذريته فحاشاهم من هذا وذاك ولكنهم قالوا ذلك استعلاما عن الحكمة استعلاما عن الحكمة واستكشافا لها ما الحكمة من خلقي اه خنق هذا وصفهم او فيهم من فيه هذا الوصف اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء يفسد فيها يعني في الارض وليس هذا وصفا للذرية كلهم. ولكنه وصف لفاسد الذرية والمجرمين من الذرية وذرية ادم فيهم الانبياء والصلحاء والاتقياء والعباد فيهم الخيار الافاضل الامجاد لكن فيهم من هو مفسد في الارض من هو مفسد في الارض ومن المجرمين العتات ولهذا قالت الملائكة تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء. هذا السؤال استعلام عن الحكمة استكشاف للحكمة ليس سؤال اعتراض على الله سبحانه وتعالى فليس هذا من شأن الملائكة ولا من وصفهم عليهم السلام وقولهم يفسد فيها يفسد فيها اي يفسد في الارض وهنا ينبغي ان ينتبه الى امر الا وهو ان هذه الارض التي خلق الله عز وجل التي خلقها الله عز وجل ويسر لابن ادم ان يدرج عليها ويقضوا عليها مصالحهم واوجدهم على ظهرها لم يوجدهم ليكونوا كذلك بل نهاهم عن الافساد في الارض وجاءت الانبياء والرسل مؤكدين على التحذير من الفساد في الارض والنهي عن ذلك واول موطن ذكرت فيه الارظ في القرآن الكريم هو يتعلق بهذا المعنى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون وهذا فيه ان كثير من الناس هكذا يتعاملون في الارض بالفساد يفسدون في الارض ويزعمون انهم يصلحون لكنهم مفسدون ولا يشعرون انهم من المفسدين فاول موطن ذكر فيه الفساد في الارظ اول موطن ذكر فيه ذكرت فيه الارظ في القرآن ذكرت نهيا عن الفساد فيها واخر موطن ذكرت فيه الارظ في القرآن يتعلق بهذا المعنى اول موطن فيه التحذير من الفساد واخر موطن اخبار ان الارض تشهد على من كان يفسد فيها اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارها تخبر بما كان يفعل عليها وتشهد على من كان عليها بافعاله التي كان يفعلها تكون شاهدا عليه فالموطن الاول تحذير والموطن الاخير اخبار بان الارض تشهد على اهلها بما كانوا يفعلون ويصنعون على هذه الارض قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك اذا كان المراد هذا حاصل قول الملائكة اذا كان المراد العبادة ان تعبد في الارظ فنحن خلق موجودون قائمون بالعبادة سخرتنا للعبادة وليس فينا اي اي فساد لان الملائكة جند مكرم لا يعصون الله اطلاقا لا يوجد في الملائكة شيء اسمه المعصية. لا يعصون الله جند مطيع عابد لله لا يفترون عن عبادة الله سبحانه وتعالى يسبحون الليل والنهار قال ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. نسبح بحمدك ننزهك يا الله التسبيح التنزيه ونقدس لك اي نصفك الاوصاف التي فيها الا الكمال والجلال والعظمة والتعظيم لك يا الله فنحن نسبح بحمدك ونعظمك ونجلك ونعبدك قال اني اعلم ما لا تعلمون قال اني اعلم ما لا تعلمون فالله عز وجل احاط بكل شيء علما واحصى جل وعلا كل شيء عددا قال الشيخ رحمه الله وهذا منهم يعني من الملائكة تعظيم لربهم واجلال له عن انه ربما يخلق مخلوقا يشبه اخلاق المخلوقات الاول او ان الله تعالى اخبرهم بخلق ادم وربما يكون من وبما يكون من مجرمي ذريته هذا اجابة على تساؤل قد يرد قد يقول قائل من اين للملائكة انى ان ذرية ادم هذا الذي اخبرهم الله عز وجل انه سيجعله وذريته في الارض يخلف بعضهم بعضا فيها سيوجد فيهم من يسفك الدماء ويفسد في الارض من اين لهم العلم بذلك من اين علموا ذلك؟ لما اخبرهم الله انه سيخلق خلقا في الارض ادم وذريته من اين عرف الملائكة ان في هؤلاء من يفسد في الارض ويسفك الدماء. قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ذكر الشيخ احتمالات جوابا على ذلك الاول قال ربما آآ انه ربما يخلق مخلوقا يشبه اخلاق المخلوقات الاول ربما يكون هذه المعرفة او هذا القول منهم جاء على وجه ماذا القياس جعل وجه القياس قاسوا ذلك على امم سابقة وامم متقدمة هذا احتمال بمال اخر يقول او ان الله اخبرهم بخلق ادم وبما يكون من مجرم ذريته يعني اه اعلام خاص اعلم الله الملائكة بشيء من اوصاف هذه الذرية هذا ايضا احتمال ايضا احتمال ان يكون بمال ان ان يكون فهموا ذلك من من السياق اني جاعل في الارض خليفة ووجود الخليفة هي يفيد على انه هناك خصومات يحكم فيها ويفصل فيها وامور يقوم عليها احتمال ان يكون اخذوا ذلك من هذا المعنى واحتمال ان يكون اخذوا ذلك من الطبيعة البشرية ان هذا هذا الذي هو ادم عليه السلام خلقه الله بقبضة قبضها من الارض والارض فيها الحزن وفيها السهل وفيها الصعب وفيها الى اخره وان هذه طبيعة هذه طبيعة هذا المخلوق فيهم وفيهم لانهم خلقوا من تراب والتراب هذه صفته مشاهدة فيه الحزن وفيه وفعلا كانوا كذلك فهذه احتمالات ذكرها الشيخ ذكر بعضها وذكر بعضها يعني او اشار الى بعضها اهل العلم قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون. قال الله للملائكة ان علمي محيط بكل شيء افعاله سبحانه وتعالى كلها صادرة عن علم وحكمة فعلمه محيط جل وعلا قال فان قال الله الملائكة اني اعلم ما لا تعلمون فانه محيط علمه بكل شيء وبما يترتب على هذا المخلوق من المصالح والمنافع التي لا تعد ولا تحصى تنفي هذه الذرية ممن وفقهم الله عز وجل الى امور حبيبة الى الله يحبها الله عز وجل ويثيب عليها عظيم الثواب وكم ايضا في هذه الابتلاءات التي تكون بسبب المجرمين المفسدين من الذرية من العلو والرفعة لاهل الصلاح والاستقامة في صبرهم واحتسابهم مجاهدتهم لانفسهم ومجاهدتهم على طاعة الله سبحانه وتعالى كم في ذلك من الخير العظيم مما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه. ففيها مصالح عظيمة وان كان فيهم المفسد لكن في فيهم خير عظيم ممن كتب الله سبحانه وتعالى لهم صلاحا واستقامة وزكاء ورشادا قال فعرفهم تعالى بنفسه بكمال علمه هذه حقيقة فائدة عظيمة جدا كل ما يرد آآ على المرء من تساؤلات قد يتحير في معرفة جوابها عليه ان يرجع الى الاصل ما هو ان الله عليم حكيم يرجع الاصل مباشرة ولا يفتح ذهنه القاصر باب جدل او باب اعتراض والعياذ بالله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فهذا الجواب ينبغي ان يكون حاضرا ينبغي ان يكون حاضرا يلجأ اليه الانسان عند اي امر من هذه الامور الا وهو ان الله عز وجل احاط علما بكل شيء وانه حكيم وانه منزه عن العبث سبحانه وتعالى فعرفهم تعالى بنفسه بكمال علمه وانه يجب الاعتراف لله بسعة العلم والحكمة التي من جملتها انه لا يخلق شيئا عبثا ولا لغير حكمة ثم بين لهم على وجه التفصيل قال فخلقه نعم قال رحمه الله ثم بين لهم على وجه التفصيل فخلقه بيده تشريفا له على جميع المخلوقات قبض قبضة من جميع الارض سهلها وحزنها وطيبها وخبيثها ليكون النسل على هذه الطبائع فكان ترابا اولا ثم القى عليه الماء فصار طينا ثم لما طالت مدة البقاء الماء على الطين تغير ذلك الطين فصار احمأ دون اي طينا اسود ثم ايبسه بعدما صوره وصار كالفخار الذي له صلصلة وفي هذه الاطوار هو جسد بلا روح فلما تكامل خلق جسده نفخ فيه الروح فانقلب ذلك الجسد الذي كان جمادا حيوانا له عظام ولحم واعصاب وعروق وروح هي حقيقة الانسان واعده الله لكل علم وخير. ثم ثم اتم عليه النعمة فعلمه اسماء الاشياء كلها والعلم التام يستدعي الكمال التام وكمال الاخلاق. فاراد الله ان يري الملائكة كمال هذا المخلوق. فعرض هذه مسميات على الملائكة وقال لهم انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين اي في مضمون كلامكم الاول الذي مقتضاه ان ترك خلقه اولى هذا بحسب ما بدا لهم في تلك الحال فعجزت الملائكة عليهم السلام عن معرفة اسماء هذه المسميات وقالوا سبحان اكلا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم قال الله تعالى يا ادم انبئهم باسمائهم فلما انبأهم باسمائهم شاهد الملائكة من كمال هذا مخلوق وعلمه ما لم يكن لهم في حساب وعرفوا بذلك على وجه التفصيل والمشاهدة كمال حكمة الله وعظموا ادم غاية التعظيم فاراد الله ان يظهر هذا التعظيم والاحترام لادم عليه السلام من الملائكة ظاهرا وباطنا فقال للملائكة اسجدوا لادم نعم ذكر الشيخ رحمه الله تعالى هنا بدء خلق ادم وان الله سبحانه وتعالى خلق ادم بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته وعلمه اسماء كل شيء وهذه الاوصاف لادم جاءت في الحديث الذي في الصحيحين في محاجة موسى لادم عليهما السلام قال موسى عليه السلام لادم يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء هذه كلها اوصاف لادم عليه السلام خلقه الله عز وجل بيده وهذا فيه تشريف لادم المخلوقات خلق الله لها بقوله كن لكن ادم شرفه الله سبحانه وتعالى واعلى من شأنه فخلقه جل وعلا بيده تكريما وتعلية لشأن ادم عليه السلام ولهذا موسى في المحاجة التي بينه وبين ادم ذكر هذه المناقب والفظائل العظيمة لادم قال انت ابو البشر وخلقك الله بيده هذه مناقب عظيمة ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء واخرجتنا وذريتك من اه الجنة الى اخر المحاجة الواردة في الحديث. الشاهد ان هذه الصفات ادم عليه السلام فخلقه الله عز وجل بيده تشريفا له على جميع المخلوقات قبض قبضة من جميع الارض قبض قبضة من جميع الارض انتبه لقول الشيخ سهلها وحزنها وطيبها وخبيثها سبحان الله الارض عندما تسافر عندما تسافر ربما في الزمان الاول يشعرون بهذا اكثر منا نحن نمشي في طرق مسفلتة ما نشعر ما كانوا يشعرون به لكن المسافرين الاول يمرون على اراضي صعبة جدا ويمرون على اراضي رحبة وسهلة ويمرون على اراضي طيبة واراضي موبوءة وخبيثة يمرون على هذا وهذا هذه هذه الاوصاف للارض هي اوصاف لمن خلق من من تراب هي اوصاف للذرية ادم اوصاف لذرية ادم ولهذا هذي هو هو الله جل وعلا خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الارض قبضة قبضها من جميع الارظ سهلها وحزنها وطيبها وخبيثها قال الشيخ ليكون النسل على هذه الطبائع ليكون النسل على هذه الطبائع ولهذا عندما تمشي في في الارض وترى هذه الطبائع التي في الارض هي موجودة في في الذرية فيهم الحزن وفيهم السهل وفيهم الطيب وفيهم الخبيث فيهم الحسن وفيهم السيء ليكون النسل على هذه الطمائع فكان ترابا اولا ثم القى عليه الماء فصار طينا ثم لما طالت مدة بقاء الماء على الطين تغير ذلك الطين فصار حمأ مسنونا طينا اسود ثم ايبسه بعد ما صوره فصار كالفخار الذي له صلصلة صوت وفي هذه الاطوار التي ذكر رحمه الله تراب ثم طين ثم حمى ثم صلصال في هذه الاطوار هو جسد بلا روح وجسد بلا روح وفي الحديث المتقدم خلقك بيده ونفخ فيك من روحه. النفخ بعد ذلك جاء قال فلما تكامل خلق جسده نفخ فيه الروح نفخ فيه الروح فانقلب ذلك الجسد الذي كان جمادا حيوانا له عظم ولحم واعصاب وعروق وروح هي حقيقة الانسان هي حقيقة الانسان واعده الله لكل علم وخير ثم اتم عليه النعمة اعده اي ادم لكل علم وخير ثم اتم عليه النعمة فعلمه اسماء كل شيء اسماء كل شيء علمه الله سبحانه وتعالى اسماء كل شيء ليظهر للملائكة فضله وعلو شأنه وعظم مكانة هذا المخلوق الذي شرفه الله عز وجل بان خلقه بيده ونفخ فيه من روحه فعلمه اسماء كل شيء في القرآن علمه الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة عرضهم بعض اهل العلم اخذ من ذلك ان الاسماء يراد بها اسماء من يعقل ليس اسماء كل شيء وانما اسماء من يعقل عرظهم كما يفيده الظمير لكن الصحيح كما جاء الحديث مصرحا بذلك حديث المحاجه قال علمك اسماء كل شيء علمك اسماء كل شيء فيكون الحديث مفسر للاية والحديث مفسر مفسر الاي علمك اسماء كل شيء من يعقل ومن لا يعقل علمه الله اسماء كل شيء قال والعلم التام يستدعي الكمال التام وكمال الاخلاق فاراد الله ان يري الملائكة كمال هذا المخلوق الذي علمه الله سبحانه وتعالى اسماء كل شيء. لاحظ الفائدة التي ينبه عليها يقول العلم تام يستدعي الكمال التام ويستدعي ايضا كمال الاخلاق اذا علمه كل شيء هذه تستدعي كماله في الاعمال وكماله في الاخلاق والاداب فعرظ هذه المسميات على الملائكة وقال لهم سبحانه وتعالى انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين انبئوني باسماء هؤلاء يعني هذه المسميات التي عرظها قد اعلم سبحانه وتعالى ادم اسماء كل شيء قال الملائكة انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين. اي في مضمون كلامكم الاول الذي مقتضاه ان ترك خلقه اولى هذا بحسب ما بدا لهم في تلك الحال فعجزت الملائكة عليهم السلام عن معرفة اسماء هذه المسميات وقالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم قال الله يا ادم انبئهم باسمائهم فلما انبأهم باسمائهم شاهدت الملائكة حينئذ من كمال هذا المخلوق وعلمه ما لم يكن لهم في في حساب وعرفوا بذلك على وجه التفصيل والمشاهدة كمال حكمة الله وهذا الذي كان سؤالهم لاجله سؤال الملائكة كان لاجل استكشاف الحكمة والاستعلام عن عنها ليس على وجه الاعتراض على الله وحاشاهم ان يكونوا كذلك وعظموا ادم غاية التعظيم وهذا من خضوعهم لله عز وجل وهذا يوضح ايضا ما اشرت اليه سابقا وذكر اهل العلم انهم لم يقولوا ذلك حسدا لادم وانما استكشاف الحكمة ولما آآ آآ لما عرفهم سبحانه وتعالى بذلك عظموا ادم غاية التعظيم فاراد الله ان يظهر هذا التعظيم والاحترام لادم من الملائكة ظاهرا وباطنا فقال للملائكة اسجدوا لادم اسجدوا لادم. السجود هنا ليس السجود عبادة ولا يمكن ان يكون المراد به سجود عبادة لان السجود الذي هو عبادة لله وانما هذا السجود تحية سجود تحية وليس سجود عبادة ويوضح لكم ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لو كنت امرا احدا اكملوا ان يسجد ان يسجد لاحد لامرت المرأة هذا تحية ما يمكن ان ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اراد العبادة لو لو كنت امرا ان يسجد آآ احدا ان يسجد يعني ان يعبد احدا ما يمكن ابدا فهذه تحية فقال للملائكة اسجدوا لادم اسجدوا لادم نعم فقالت فقال للملائكة اسجدوا لادم احتراما له وتوقيرا وتبجيلا وعيبا وعبادة منكم لربكم وطاعة ومحبة وذلا. نعم اسجدوا لادم يعني احترام لادم وتوقير وتحية تبجيل وعبادة منكم لربكم لان هذا هذا السجود هو طاعة لله فهو عبادة لله من هذه الجهة من جهة انه طاعة لله فيما امرهم الله سبحانه وتعالى به طاعة ومحبة وذلا اي لله فبادروا كلهم اجمعون فسجدوا آآ لله سبحانه وتعالى ثم ذكر رحمه الله تعالى بعد ذلك قصة ابليس عند هذا الموطن لما سجد الملائكة وكيف انه استكبر وابى ان يكون من الساجدين وشرع في تفصيل آآ قصة ابليس والعداوة الشديدة منه لادم وذريته وهذا يؤجل الى لقاء الغد باذن الله نسأل الله الكريم ان يصلح لنا اجمعين شأننا كله وان يعيذنا من الشيطان الرجيم وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اصلح لنا نياتنا وذرياتنا واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا