الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له فاراد الله ان يظهر هذا التعظيم والاحترام لادم من الملائكة ظاهرا وباطنا فقال للملائكة اسجدوا لادم احتراما له وتوقيرا وتبجيلا وعبادة منكم لربكم وطاعة ومحبة وذلا فبادروا كلهم اجمعون فسجدوا وكان ابليس بينهم وقد وجه اليه الامر بالسجود معهم وكان من غير عنصر الملائكة كان من كان من الجن المخلوقين من نار السموم. وكان مبطنا للكفر بالله. والحسد لهذا الانسان الذي فضله هذا طين فحمله كبره وكفره على الامتناع عن السجود لادم كفرا بالله واستكبارا ولم يكفه الامتناع حتى باع حتى باح بالاعتراض على ربه والقدح في حكمته فقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فقال الله له يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي استكبرت ام كنت من العالين فكان هذا الكفر والاستكبار والاباء منه وشدة النفار هو السبب الوحيد ان يكون مطرودا ملعونا فقال الله له فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين فلم يخضع الخبيث لربه ولم يتب اليه. بل بارزه بالعداوة وصمم التصميم التام على عداوة ادم وذريته ووطن نفسه لما علم انه حتم عليه الشقاء الابدي ان يدعو الذرية بقوله وفعله وجنوده الى ان يكونوا من حزبه الذين كتبت لهم دار البوار فقال ربي فانظرني الى يوم يبعثون فيتفرغ لاعطاء لاعطاء العداوات حقها في ادم وذريته نعم ولما كانت حكمة الله اقتضى رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد الحديث لا يزال في قصة ادم عليه السلام قد مر معنا في فضائله عليه السلام ان الله عز وجل خلقه بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته وامر الله عز وجل الملائكة بالسجود لادم هذا امر فيه تعلية لشأن ادم واظهار لمكانته العلية ولما كان الملائكة جندا مطيعا لله عز وجل لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما ما يؤمرون خضعوا لله اجمعين وسجدوا كلهم لادم طاعة لله عز وجل وتحية لادم فكان في هذا السجود اظهارا لعلو مكانته ورفيع قدره ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى سجدوا لادم احتراما وتوقيرا وتبجيلا وايضا عبادة لله لان هذا السجود طاعة لله عز وجل وامتثال لامره جل في علاه تبادروا كلهم بالسجود لادم مطيعين لله عز وجل وكان ابليس بين الملائكة لكنه ليس من عنصرهم لان الملائكة كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام خلقت من نور وابليس خلق من النار فعنصره اخر وجنسه اخر لكنه كان معهم وكان الامر بالسجود متناولا له متناولا له فابى واستكبر وكان من الكافرين. ابى امتنع من السجود وكان هذا الاباء اباء استكبار وكم يمنع الكبر صاحبه من الحق ويحول بينه وبينه فابى استكبارا رأى انه اعلى شأنا واكبر مقاما من ان يسجد لادم فعصى الله وامتنع من طاعة الله عز وجل فيما امر به واعترض على الله جل وعلا فجمع بين السوءات ومعاص كثيرات وخطايا جسيمات فاستحق بذلك الابعاد واللعن والطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى كان ابليس بينهم بين الملائكة وقد وجه اليه الامر بالسجود معهم وكان من غير عنصرهم اي خلق من النار والملائكة خلقت من النور فامتنع اباء واستكبارا وايضا حسدا لادم على هذا التفضيل الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى ولهذا كل حاسد سلفه في حسده ابليس كل حاسد سلفه في حسده ابليس وهو مأتسم بابليس في الحسد لان هذا الوقوع للحسد اول ما كان من ابليس حسدا لادم فسن سنة الحسد وكان كل حاسد مؤتسيا ابليس مقتديا به والحاسد عدو نعمة الله والله جل وعلا لما انعم على ادم بهذه النعمة حسده على نعمة الله عليه وعلى تكريم الله له ولهذا كل حاسد هو في الحقيقة عدو للنعمة عدو لنعمة الله عز وجل لان النعمة بيد الله ويختص بها سبحانه وتعالى من يشاء جل وعلا ثمان ابليس لم يكفه او لم يكتفي بالامتناع والاباء عن السجود لم يكتفي بذلك بل زاد على ذلك الاعتراض على الله زاد على ذلك الاعتراض على الله في امره له بان يسجد لادم فقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فعنصري خير من عنصره وانا افظل منه وخير منه فابى وزاد على الاباء الاعتراض على الله جل وعلا قال الله يا يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ذكر هذه الصفة لادم والميزة العظيمة لادم خلقت بيدي اي شرفته عن سائر المخلوقات بهذا الشرف وعليت قدره بهذا التمييز انني خلقته بيدي ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي استكبرت ام كنت من العالين وهذا فيه ان الاباء الذي كان من ابليس هو اباء ناشئ عن استكبار وتعالي على الحق وترفع عليه فكان هذا الكفر والاستكبار والاباء منه وشدة النفاق هو السبب الوحيد ان يكون مطرودا ملعونا من هنا وفي هذا الموطن وعند هذا الاباء والاستكبار على الحق ابعده الله وطرده وصار طريدا لعينا مبعدا من رحمة الله سبحانه وتعالى فقال الله له فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين هنا استحكمت العداوة عند ابليس تجاه ادم وذريته وصارت عداوته لهم اشد العداوة وكيده لهم اشد الكيد فاخذ على نفسه العهد والميثاق ان يعمل عملا دؤوبا متواصلا في اغواء الذرية وصدهم عن طاعة الله سبحانه وتعالى وسأل الله عز وجل ان ينظره الى يوم البعث سأل الله ان ينظره الى يوم البعث. قال ربي انظرني الى يوم يبعثون. لماذا طلب هذا الانذار ليتفرغ لاعطاء العداوات حقها في ادم وذريته يتفرغ بذلك فانظره الله سبحانه وتعالى لحكمة والحكمة ظاهرة ان ان يتميز في بني ادم المطيع من العاصي المقبل على الله من المعرض المجاهد لنفسه من غير المجاهد ولهذا هذه الحياة الدنيا وجد فيها الانسان للجهاد يجاهد نفسه على الطاعة ويجاهد نفسه على السلامة من الشيطان وكيده يجاهد نفسه على المحافظة على على اوامر الله عز وجل والبعد عن مساخطه فاصبحت دار اصبحت بذلك دار امتحان والعبد مبتلى بها ومن الابتلاء في هذه الحياة تكيد الشيطان لكن كيد الشيطان مع الايمان والصلة بالله وقوة الثقة به وحسن التوكل عليه جل في علاه ضعيف كيده ضعيف وكلما قويت صلة العبد بالله ضعف كيد الشيطان له ولهذا مواصلة العبادة والذكر تظعف الشيطان. جاء في حديث حسن ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان المؤمن ليمضي شيطانة ان المؤمن ليمضي شيطانه كما يمضي احدكم بعيرا ارأيتم لو ان شخصا معه بعير مسافر يقطع المسافات والبعير لا يزال يصحبه معه في في سفره من منطقة الى منطقة ولا يتوقف ماذا يحصل للبعير يضعف يضعف الضعف الشديد ويصاب بالهزال فالمؤمن ما دام دؤوبا على الذكر والعبادة والطاعة المحافظة على اوامر الله لا يزال شيطانه يضعف لا يزال يضعف حتى يصبح هزيلا من قوة ذكر المؤمن لله عز وجل ولهذا الحياة جهاد جهاد والذي يظعف به هذا العدو هو الايمان والطاعة لله وحسن الصلة بالله واما الغفلة عن الله وعن طاعته فهي التي تمكن الشيطان من من الانسان ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون ولما كانت ولما كانت حكمة الله اقتضت ان يكون الادمي مركبا من طبائع متباينة واخلاقا طيبة او خبيثة وكان لا بد من تمييز هذه الاخلاق وتصفيتها بتقدير اسبابها من الابتلاء والامتحان الذي من اعظمه تمكين هذا العدو من دعوتهم الى كل شر اجابه فقال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم فقال لربه معلنا معصيته وعداوته ادم وذريته فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم. ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين قال ابليس هذه المقالة ظنا منه لانه عرف ما جبل عليه الادمي ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين فمكنه الله من الامر الذي يريده ابليس الذي يريده ابليس في ادم وذريته فقال الله له اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد اي ان قدرت فاجعلهم منحرفين في تربية اولادهم الى التربية الضارة. وفي صرف اموالهم المصارف الضارة وفي الكسب الضار وايضا شارك منهم من اذا تناول طعاما او شرابا او نكاحا ولم يذكر اسم الله على ذلك في الاموال والاولاد وعدهم اي مرهم ان يكذبوا بالبعث والجزاء والا يقدموا على خير وخوفهم من اوليائك وخوفهم عند الانفاق عند الانفاق النافع بالفحشاء والبخل وهذا من الله لحكم عظيمة واسرار وانك ايها العدو المبين لا لا تبقي من مقدورك في اغوائهم شيئا فالخبيث منهم يظهر خبثه ويتضح وشره والله لا يعبأ به ولا يبالي به. نعم يعني هذا شرح من هذا شرح من الشيخ رحمة الله عليه للحكمة من انظار ابليس لما طلب من الله عز وجل ان ينظره الى يوم البعث الذرية ذرية ادم مركب فيها طبائع مختلفة ومتباينة الخصال وايضا المعادن والصفات منهم الطيب منهم الخبيث منهم آآ الحسن ومنهم الرديء هذا هذا الابقاء والانظار لابليس فيه ابتلاء وتمحيص للذرية حتى يميز الله سبحانه وتعالى الخبيثة من الطيب والحسنة من الردين وحتى يتمحص اهل الجهاد والمجاهدة في طاعة الله والسلامة من الشيطان ممن يستسلمون لكيد الشيطان ويطيعون هذا العدو قال وكان لا بد من تمييز هذه الاخلاق وتصفيتها بتقدير اسبابها من الابتلاء اذا هذا الانذار لابليس هو انذار لابتلاء الذرية به وابتلاء بني ادم به ليتميز في ضوء هذا الابتلاء الصادق من غيره المؤمن من غيره المجاهد من غيره المقبل على الله سبحانه وتعالى من غيره حتى يتميز قال بتقدير اسبابها من الابتلاء والامتحان الذي من اعظم من اعظمه تمكين هذا العدو من دعوته الى كل شر فاجابه الله سبحانه وتعالى قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم حينئذ اعلن ابليس وكسر عن انياب العداوة واظهر ما يريد فقال فبما اغويتني؟ لاقعدن لهم صراطك المستقيم يقول عليه الصلاة والسلام ان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه وهذا هو معنى الاية ان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه يعني كل طريق يمشيه العبد الشيطان قاعد له سواء كان الطريق طريق طاعة او طريق معصية الشيطان قاعد له قاعد له في طريقه لطاعة الله لصده عن الطاعة وفي طريق المعصية لاعانته على المعصية وتشجيعه عليها وحمله على القيام بها لاقعدن لهم صراطك المستقيم. ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم اي من جميع الجهات ابن القيم رحمه الله يصور هذا الاتيان من جميع الجهات بشخص معه لحم بين يديه لحم وحوله كلب جائع يطوف عليه من كل جهاته ينتظر ادنى غفلة من صاحب اللحم ليخطف لحمه سبحان الله وهذي حال الشيطان يطوف بالانسان من كل الجهات ينتظر اي غفلة اي غفلة حتى يدخله من خلال هذه الغفلة الى معصية الله فهو يطوف به من كل جهاته ويأتيه من كل جوانبه ثم لاتينه من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم عن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين هذا قاله قديما في ذلك الوقت قاله قال ولا تجد اكثرهم شاكرين بناء على ماذا بماذا بناء على ماذا قال ولا تجد اكثرهم شاكرين هذا ظن قال ذلك ظنا في الذرية وفي حالهم انه سيستطيع ان يصل الى هذا الامر. ان يغوي اكثر الذرية قال ذلك ظنا الدليل على انه قال ذلك ظنا الاية التي ساق الشيخ بعدها. قال ولقد صدق عليهم ابليس ماذا ظنه ظنه لا تجد اكثرهم شاكرين هذا ظن ظنه ابليس في الذرية ولهذا العصاة عصاة الذرية ما خيبوا ابليس في ماذا نعم الذين عصوا الله عز وجل من الذرية ما خيبوا ابليس في ظنه هذا ظنه فما خيبوه في ظنه صاروا من جنده اطاعوه فيما دعاهم اليه من معصية الله سبحانه وتعالى ولقد صدق عليهم ابليس ظنه كان يظن ذلك فيهم فصدق ظنه فيهم اتبعه اكثر اه الذرية ولا تجد اكثرهم شاكرين وهذا حال الناس اكثرهم ليسوا بشاكرين قليل من عباد الله الشكور ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين فمكنه الله من الامر الذي يريده ابليس في ادم وذريته فقال الله له اه قال اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا قوله جل وعلا اذهب هذا تمكين من الله لي لابليس من هذا الامر ابتلاء للذرية ابتلاء لبني ادم اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم افعل ما استطعت من وسائل الاغواء والصد فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا. ينجوا من جهنم من لا يطيع هذا العدو من يكون حذرا من من هذا العدو من يكون ملتجأ الى الله سبحانه وتعالى معتصما به سبحانه وتعالى ولهذا قال في التي تليها ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ان عبادي ليس لك عليهم سلطان اهل الايمان والطاعة المعتصمين بالله ناجون من كيد الشيطان واكيد الشيطان الكبار العظيم في حقهم ضعيف ما داموا معتصمين بالله ملتجئين الى الله متوكلين على الله مستعيذين بالله من الشيطان الرجيم قال واعدهم اي مرهم ان يكذبوا بالبعث والجزاء والا يقدموا على خير وخوفهم من اوليائك انما انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه يخوفكم باوليائه. فلا تخافوهم وخافوني ان انتم مؤمنين وخوفهم عند الانفاق خوفهم عند الانفاق النافع بالفحشاء والبخل فهذا كله من الوسائل والطرائق آآ الطرائق التي آآ يسلكها الشيطان في اغواء الذرية وصدهم عن طاعة الله. قال وهذا من من الله لحكم عظيمة واسرار قال وانك ايها العدو المبين لا تبقي من مقدورك في اغوائهم شيئا. فالخبيث منهم يظهر خبثه ويتضح شره. والله لا يعبأ او به ولا يبالي فهذا شأن من كان خبيثا من الذرية مطيعا للشيطان لكن في الذرية عباد صلحاء اه مطيعون لله يحذرون من الشيطان وكيده فهؤلاء هم الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم في هذا السياق ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا قال الشيخ واما خواص الذرية من الانبياء واتباعهم من الصديقين والاصفياء وطبقات الاولياء والمؤمنين. فان الله تعالى لم يجعل هذا العدو عليهم تسلطا نسأل الله ان يعيذنا من الشيطان نسأل الله ان يعيذنا واهلينا وذرياتنا من الشيطان نعم بل اقام عليهم سورا منيعا وهو حمايته وكفايته وزودهم بسلاح لا يمكن عدوهم مقاومتهم. بكمال الايمان بالله وقوة توكلهم عليه انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون. ومع ذلك فاعانهم على مقاومة هذا العدو المبين امور كثيرة نعم خواص الذرية من الانبياء واتباع الانبياء دعاء الانبياء من الصديقين والاصفياء والاولياء والصالحين من عباد الله هؤلاء لم يجعل الله لهذا العدو عليهم طريق كما قال الله انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه اما اهل الايمان فليس له سلطان آآ هم في حصن حصين يقيهم من هذا الشيطان ما هو هذا الحصن قال الشيخ رحمه الله بل اقام عليهم سورا منيعا اقام عليهم سورا منيعا ولهذا المؤمن الذاكر لله المتوكل على الله المستعيذ بالله من الشيطان هو في سور في حصن يقين من وصول الشيطان اليه ونفوذه اليه بل اقام عليهم سورا منيعا وهو حمايته وكفايته وزودهم بسلاح لا يمكن عدوهم مقاومته. ما هو هذا السلاح قال بكمال الايمان بالله وقوة توكلهم عليه قال الله تعالى انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون قال ومع ذلك فاعانهم على مقاومة هذا العدو المبين بامور كثيرة اعانهم على مقاومة هذا العدو المبين بامور كثيرة. هذا كلام كلام مهم جدا في اتقاء الشيطان. والسلامة من كيده نعم نسمع قال رحمه الله انزل عليهم كتبه المحتوية على العلوم النافعة والمواعظ المؤثرة والترغيب الى فعل الخيرات والترهيب من فعل الشرور وارسل اليهم الرسل مبشرين من امن بالله واطاعه بالثواب العاجل والاجل. ومنذرين من كفر وكذب وتولى بالعقوبات متنوعة وضمن لمن اتبع هداه الذي انزل به كتبه وارسل به رسله الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة وانه لا خوف عليه ولا حزن يعتريه وارشدهم في كتبه وعلى السنة رسله الى الامور التي بها يحتمون من هذا العدو المبين. وبين لهم ما يدعو اليه هذا وطرقه التي يصطاد بها الخليقة وكما بينها لهم ووظحها فقد ارشدهم الى الطرق التي ينجون بها من شره وفتنته واعانهم على ذلك اعانة قدرية خارجة عن قدرتهم لانهم لما بذلوا المجهود واستعانوا بالمعبود سهل لهم كل طريق يوصل الى المقصود ثم ان الله تعالى هنا ذكر الشيخ رحمه الله خلاصة نفيسة جدا ومفيدة للغاية فيما تكون به النجاة من كيد الشيطان واغوائه فذكر خلاصة عظيمة جدا ان الله عز وجل اعان الذرية على مقاومة هذا العدو بامور بامور اعظمها انزال الكتب وارسال الرسل بل حاصلها ذلك انزال الكتب وارسال الرسل انزل الله عز وجل كتبه المحتوية على العلوم النافعة والمواعظ المؤثرة والترغيب في الخير والترهيب من الشر وكلما كان المرء قريبا للوحي المنزل كان ذلك نجاة له من الشيطان والامر الاخر اتباع الرسل الذين ارسلهم الله وبعثهم هداية للبشرية فكلما كان المرء قريبا من الرسل تبعا لهم كان ذلك نجاة له من الشيطان فخلاصة ما تكون به النجاة من الشيطان هو هذا تلاوة الكتاب تباعا واستمساكا به واتباعا الرسل اهتداء بهديهم واقتداء مسلكهم القويم فهذا الذي يكون به النجاة من الشيطان. والله عز وجل تكفل لمن اه فعل ذلك بالسعادة والنجاة والسلامة من الشيطان وكيده فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا من ضمن ما اشتملت عليه الكتب المنزلة ما اشار اليه الشيخ ان الله بين فيها ما يدعو اليه هذا الشيطان وطرقه التي يصطاد بها الخليقة وهذا تجده مفصلا في كتاب الله ولهذا في مواطن كثيرة يذكر في القرآن الشيطان بذكر الطرق التي يسلكها للاغواء حتى يكون المؤمن خبيرا عليما آآ طرائق الشيطان ليتقي هذه هذه السبل وهذه الطرق التي يوصل الشيطان من خلالها الانسان الى الوقوع في المعصية ولهذا الشيطان له حبائل له مصائد يضعها في طريق الانسان حتى يصطاده بتلك المصائب حتى يوقعه في المعصية فكل ذلك بينه الله في كتابه وبينه النبي عليه الصلاة والسلام في سنته واهل العلم ايضا اعتنوا بجمع ذلك من احسن ما جمع واعتني به في هذا الباب كتاب الامام ابن القيم اغاثة الله فمن مصائد الشيطان هذا كتاب عجيب جدا وفصل رحمه الله يعني المصائد التي يضعها الشيطان وطريقة النجاة والسلامة من تلك المصائب كل ذلك في ضوء كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه انتبه الى امر مهم ذكره الشيخ هنا يقول كما انه بينها ووظحها فانه اعانهم اعانة قدرية خارجة عن قدرتهم وهذا يحتاج منك ايها العبد ان تسأل الله هذه الاعانة فانه بدون عون الله لك لا نجاة ولا سلامة ولهذا شرع لنا ان نستكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان لانه لا نجاة منه الا باعانة من الله وتقديرا خارجا عن العبد من الله سبحانه وتعالى تكون به نجاة العبد وسلامته وهذا يحتاج من العبد الى حسن التجاء الى الله وحسن توكل على الله ومداومة الدعاء واللجوء الى الله وكثرة الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا لكل خير وان يعيذنا من الشيطان الرجيم وان يصلح لنا شأننا كله الا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم. وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا