الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له قصة نوح صلى الله عليه وسلم مكث البشر بعد ادم قرونا طويلة وهم امة واحدة على الهدى ثم اختلفوا وادخلت عليهم الشياطين الشرور المتنوعة بطرق كثيرة فكان قوم نوح قد مات منهم اناس صالحون فحزنوا عليهم فجاءهم الشيطان فامرهم ان يصوروا تماثيلهم ليتسلوا بها وليتذكروا بها احوالهم فكان هذا مبتدأ الشر فلما هلك الذين صوروهم لهذا المعنى جاء من بعدهم وقد اضمحل العلم جاء من بعدهم وقد اضمحل العلم فقال لهم الشيطان ان هؤلاء ودا وسواعا ويغوث ويعوق نسرى قد كان اولوكم يدعونهم ويستشفعون بهم وبهم يسقون الغيث وتزول الامراض فلم يزل بهم حتى انهمكوا في عبادتهم على رغم نصح الناصحين ثم بعث الله فيهم نوحا عليه السلام يعرفونه ويعرفون صدقه وامانته وكمال اخلاقه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ورغبهم في خير الدنيا والاخرة فقال يا قومي اني لكم نذير مبين. ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم قم الى اجل مسمى فلما بادأهم بالامر فلما بادئهم بالامر بالاخلاص لله وتسفيه ارائهم وتخويفهم بعقوبات الدنيا بعقوبات الدنيا والاخرة قالوا ما نراك الا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك الا الذين هم اراضلنا بادئ الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين وطلبوا منه ان يطرد من كان مع الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام عبدالرحمن السعدي رحمة الله عليه قال قصة نوح عليه السلام ونوح عليه السلام من اولي العزم من الرسل ووصفه الله عز وجل بما في اوائل بسورة الاسراء قال انه كان عبدا شكورا جمع الله عز وجل له صفات كريمة وخصال عظيمة وصبر عظيم على الدعوة الى الله جل وعلا وصبر على اذى المدعوين مع المدة الطويلة التي مكثها يدعوهم الى الله عز وجل لبث في دعوة قومه الف سنة الا خمسين عاما وهذا عمر ليس بالقصير وهو في كل ذلك صابر ومحتسب ومتفاني في الدعوة دعوة قومه الى عبادة الله واخلاص الدين له جل في علاه كان الناس بعد ادم على التوحيد ومضوا على ذلك قرون محافظين على التوحيد والاخلاص كما قال الله سبحانه وتعالى وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا وقال في الاية الاخرى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين كان الناس امة واحدة اي فاختلفوا كما يفسرها الاية الاخرى. فبعث الله النبيين نوح عليه السلام هو اول الرسل بعد وجود الاختلاف والشرك وعبادة الاوثان في الارض وعبادة الاوثان في الارض واتخاذ الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى لم يكن موجودا على الارض لكن احتال ابليس على الناس حيل ووضع في ذلك خطة خطة طويلة المدى ينظر في عواقبها في اجيال بعيدة فدخل على الناس لايقاعهم في الشرك بالله من خلال محبة الصالحين وتعظيم الصالحين فكان في ذلك الوقت في الناس رجال عرفوا بالصلاح والاستقامة ومحبة الخير والفضل والخصال الكريمة. وهم ود وسواع ويغوث ويعوق نسر هؤلاء الخمسة كانوا رجالا صالحين في اقوامهم اهل العبادة اهل فضل اهل كرم اهل خصال جميلة الناس يحبونهم حبا عظيما فلما ماتوا اتى الشيطان الى الناس وقال هؤلاء لهم مكانة عندكم ولا يليق ان لا ان لا تبقوا شيئا يذكركم بهم فارشدهم الى ان يضعوا لهم صور للذكرى فقط صور حتى اذا رأيتم صورهم وتماثيل اشخاصهم تتذكرونهم لمررتم بهم قلتم هذا فلان الذي كان كذا وكان كذا وكان كذا الى اخره وتكون هذه الذكرى مفيدة لكم انكم اذا تذكرتموهم تذكرتم الخير واذا تذكرتم الخير عملتم بالخير فما يليق بكم ابدا ان تمظي هذه القامات العالية دون ان تضعوا لهم تمثالا او صور تذكركم بهم. ما يصلح ان تنسوهم ولا يليق بكم ذلك واخذ يزين لهم هذا الامر ويزخرف لهم هذا القول حتى اقنعهم بذلك ووضعوا لهم صورا لا لشيء الا للذكرى حتى يكونوا على ذكر لهؤلاء وعدم نسيان ما كانوا عليه من فضائل كمالات ومناقب وخصال عاليات رفيعات وفعلا اتخذوا تماثيل صور لهؤلاء الخمسة ود ويغوت ويعوق مصر اتخذوا لهم تماثيل وسواع ويغوث ويعوق نصر اتخذوا لهم تماثيل وترك هذا الجيل لان التماسك قوة العقيدة وقوة الايمان ما زال له قوة ترك هذا الجيل حتى اندرس هذا الجيل فجاء للجيل الذي بعدهم انظر يعني الشيطان هذه لابد ننتبه لها احيانا يظع امرا في اسرة ما يفعلونه يرونه غير مؤثر واظح ما في تأثير لكن يكون الشيطان هدفه في هذا الامر ليس هؤلاء. هدف اولادهم وهذا كثير مما يغفل عنه الناس ويقولون عن بعض الاشياء وهذي واظحة واظحة ما فيها اشكال. نحن نعرف وواظحة فيكون الشيطان لم يتخذهم هدفا اصيلا في هذا الغرض وانما اتخذ ماذا؟ ذرياتهم وهذا من مكر من مكر الشيطان وطول نفسه في الاغواء من هذا الذي يصبر على مخططات مداها سنوات طويلة او قرون احيانا قرون يكون هدفه قرون لاحقة يظع مخططات وطرائق حتى يغوي قرونا لاحقة جاء للجيل الاخر وقال لهم اتدرون لماذا وضع ابائكم هذه الاصنام هذه التماثيل هذه الصور لاولئك الصالحين كانوا يدعونهم يستشفون بهم اذا كانت الارض فيها لجأوا اليهم واستشفع بهم واستغاثوا فكانوا يمطرون واذا مرظ المريظ منهم اتوا اليهم فيشفون وقلب الامر حتى اوقع الناس في الشرك بهؤلاء وعبادة هؤلاء الخمسة وصاروا يعبدون اصنامهم من دون الله من دون الله واتخذوهم اوثانا من دون الله وانهمكوا في عبادتهم رغم نصح الناصحين كان فيهم من ينصح ثم بعث الله فيهم نوحا ثم بعث الله فيه نوحا بعث الله فيهم نوحا لما حصل هذا الاختلاف وهذا التغير وعبدت الاوثان وكان هذا اول عبادة للاوثان اول عبادة للاوثان والفتنة بالصالحين المؤدية الى عبادتهم من دون الله عز وجل عن طريقها وقع الشرك في اول ما كان وقوعه في الارظ ولا يزال في الناس يقع من هذا الطريق ولا يزال في الناس يقع الشرك من هذا الطريق وغالبا الفتنة في الصالحين تأتي من جهتهم من جهة الصور ان يتخذ لهم صور تذكر بهم واحدة والثانية من جهة تشييد قبورهم ورفعها ووضع الابنية العالية عليها فمن هاتين الجهتين اه دخل ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم بعث من بعث قال لا لا تدعوا صورة الا طمستها ولا قبرا مشيدا الا سويته لماذا؟ لان هذين لان هذين مدخل من اشد المداخل للشيطان على الناس في ايقاعهم في الشرك بالله سبحانه وتعالى واول شرك على وجه الارض حصل من هذه الطريقة ودخل الشيطان من هذا المدخل بعث فيهم نوح يعرفونه يعرفون صدقه يعرفون امانته يعرفون كمال اخلاقه وادابه يعرفونه بالصفات الجميلة وبدأهم بالدعوة الى التوحيد كان يقول اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اعبدوا الله ما لكم من اله غيره لا معبود لكم سواه هو المعبود بحق هذه الاوثان المتخذة لا تغني شيئا لا تملك لنفسها نفعا ولا دفعا ولا عطاء ولا منعا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا. فضلا ان تملك شيئا من ذلك لغيرها. واخذ يقيم من الحجج ويبين البراهين الموضحة لمقام التوحيد الرفيع والمبينة لفساد الشرك وبطلانه واتخاذ الاوثان والانداد من دون الله سبحانه وتعالى قال في دعوته مرغبا لهم يا قوم يا قوم يستميلهم الى الحق يلاطفهم يا قوم اني لكم نذير مبين نذارة من سخط الله نذارة من موجبات دخول النار نذارة من الشرك ومعصية الله سبحانه وتعالى نذير مبين مبين للحق بالحجج البينة الواضحة الظاهرة الساطعة ان اعبدوا الله هذي خلاصة ما ادعوكم اليه ان اعبدوا الله اخلصوا دينكم لله افردوا الله سبحانه وتعالى بالعبادة وحدوه وحده اتركوا عبادة الاصنام والاوثان التي لا تغني شيئا ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه نعبد الله بأن تفردوا له العبادة واتقوه بان تتجنبوا كل ما يسخطه واعظم ما يسخط الله الشرك بالله واطيعون لاني ادعوكم الى الله ادعوكم الى الجنة ادعوكم الى النجاة من سخط الله سبحانه وتعالى ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه ماذا يثمر لكم ذلك؟ قال يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى فيها غفران الذنوب فيها النجاة من النار فيها الفوز برضا الله سبحانه وتعالى فلما فاتحهم بهذه الدعوة واخذ يقيم الحجج والبراهين والدلائل البينات قالوا انا لنراك في ظلال مبين قالوا انا لنراك في ظلال مبين وقال لهم يا قومي ليس بضلالة ولكني رسول من رب العالمين. يا قوم ليس بي ضلالة. ولكني رسول بعثني الله اليكم اخلصكم من هذه الوثنية وهذا الشرك وهذه التعلقات الباطلة ليس بضلالة ولكني رسول من رب العالمين اشتد ابائهم وامتناعهم وكبراؤهم ايضا الملأ في الصد عن نوح ودعوته ولهذا تجد في الايات المتعلقة في قصته وقصة غيره من الانبياء قال الملأ قال الملأ في الملأ من هم تأتي كثير في في قصصنا قال الملأ قال الملأ مصيبة كثير من العوام ورطهم الملأ الملأ من هم؟ الملأ هم كبراء القوم يقال لهم الملأ لان صدور المجالس تملأ بهم صدور المجالس تملى بهم وتكون هي مكانهم دون غيرهم فهؤلاء لهم تأثير لهم تأثير شديد جدا قال الملأ الذين كفروا من قومه قال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك الا بشرا مثلنا اما ايش اللي يميزك عنا انت بشر مثلنا ولا يميزك عنا شيء تأتي وتسفه احلامنا وتبطل عبادة معبوداتنا وتقول وتقول ما نراك الا بشرا مثلا وما نراك وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي ما نرى معك اتباع الا اللي اراد الناس اه اقلهم شأنا وانزلهم مكانة بادي الرأي بادي الرأي يعني هؤلاء الذين اتبعوك اتبعوك من غير تفكير بادئ الرأي مجرد ما دعوتهم مشوا معك لا يفكرون ولا يتعقلون ولا يتبصرون ولا يعرفون الامور الان عندهم ماذا عندهم ان الرأي عندهم والحكمة عندهم والعقل عندهم وهم لا لا يعقلون ولا يعملون افكارهم وهذا والعياذ بالله من من سوء السفه في العقل ان يكون المرء في اشد ما يكون من الضلال ثم يرمي بالظلال ماذا غيره هم هم اشد ما يكون في التلوث بالضلال وكانوا يقولون لنوح انا لا نراك في ضلال مبين وهم في اشد الضلال واشنعه فقالوا ما نرى ما نراك الا بشر مثلنا ولا نرى ايضا اتبعك الا الذين هم ارادونا بادرة مجرد ما دعوتهم مشوا معك دون اه ان يفكروا وان يتأملوا فيما تدعوهم اليه وما نرى عليكم وما نرى لكم علينا من فضل ما نراه فيكم شيء يميزكم عنا بدعوة او بل نظنكم كاذبين. بل نظنكم كاذبين وظعوا شروط وظعوا شروط لنوح وهم اصلا وهذه طريقة معروفة عن دعاة الضلال ما عندهم نية اصلا لاتباعه لكن وضعوا شروط المراد منها التعجيز تعجيز حاصلها عدم قبول دعوته عدم قبول دعوته رأى رفضها فلما ذكروا له ان الاتباع هم الاراذل بزعمهم والرذالة الشرك واهل الرذالة هم اهل الشرك وهم يرمون غيرهم بما هو وصف لهم بما هو وصف لهم اشترطوا عليه الشروط منها نعم وطلبوا منه ان يطرد من كان معه من المؤمنين استكبارا منهم واستنكافا على الحق وعلى الخلق فبين لهم انه ليس به ضلال وانما به تزول الضلالة عن الخلق وانه رسول امين على بينة من ربه وبراهين واضحة وان المؤمنين لا يحل طردهم بل حقهم الاكرام والاحترام وانه لا يدعي له طورا يزاحم فيه الرب فقال ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك ولا اقول للذين تزدري اعينكم لن يؤتيهم الله خيرا نعم يعني لما طلبوا هذا الطلب ان يطرد من كان معه من المؤمنين كان موجب هذا الطلب هو الكبر الذي قام في قلوبهم والعلو والتعالي على الناس فهذا الكبر كم حجب خلقا عن الحق وكم ردهم عن الهدى الاستكبار يرى الحق بينا واضحا ويرد ويرد الحق لا لشيء الا لكبر قام في قلبه الا لكبر قام في في قلبه فيحجبه عن الحق ويمنعه من من قبوله فطلبوا ان يطرد من كان معه من المؤمنين استكبارا منهم واستنكافا على الحق وعلى وعلى الخلق. وهذا هو حقيقة الكبر مثل ما قال عليه الصلاة والسلام الكبر بطر الحق وغمط الناس بطل الحق هو يدعوهم الى التوحيد احق الحق وغمض الناس يصفون هؤلاء الذين هم اشراف واعالي بما اتاهم الله من توحيد وايمان بنوح يصفونهم بانهم ارادل هذا غمق الناس فبين لهم انه ليس به ضلالة لما قالوا انا لنراك في ظلال مبين. قال يا قوم ليس بي ضلالة. يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين ابلغكم رسالات ربي وانصح لكم واعلم من الله ما لا تعلمون هذا هذا شأني رسول ابلغ ليس شيء لم اجيء لكم بشيء من نفسي ولا من قبل نفسي. وانما ابلغكم اه رسالة من ارسلني رب العالمين سبحانه وهذه مهمة الرسول. الرسول كما قال الله وما على الرسول الا البلاغ. مهمته يبلغ من كلام من ارسله قال ما جئتكم بشيء من قبل نفسي وانما ابلغكم رسالات ربي وانصح لكم هذه نصيحة نصيحة تنجون بها من النار وسخط الجبار سبحانه وتعالى واعلم من الله ما لا تعلمون حذرهم من هذا الاستكبار الذي حجبهم عن الحق وهذه المجازفة في التهم انت في ضلالة هؤلاء اراذل الى اخره حذرهم من ذلك ونصحهم وابلغ في في النصيحة عليه السلام وبين لهم انه لا يحله هذا الذي يطلبونه منه. هم يقولون اطرد الاتباع هؤلاء الذين هم يصفونهم بالاراذل. قال ما يحل قال لهم ما يمكن وما انا بطارد الذين امنوا امتنع من ذلك وقال هذا ما يحل هؤلاء آآ شرفهم الله بالايمان وشرفهم الله باتباع نبي الله عز وجل فبين لهم انه لا يحل له اصلا ذلك بل حقهم الاكرام والاحترام وبين لهم ايضا عليه السلام انه لم يدع شيئا لنفسه مما هو حق الله جل وعلا ما هو حق الله؟ وهذه كلها اشياء يذكرها اجوبة على شبهاتهم يذكرها عليه السلام اجوبة على شبهاتهم. ولهذا قال لهم ولا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول اني ملك ولا اقول للذين تزدري اعينكم لن يؤتيهم الله خيرا كل هذا لست من اهله ولا اقوله حاصل ما عندي اني ناصح لكم ورسول بعثني الله اليكم ابلغكم رسالات ربي فلم يزل قال رحمه الله فلم يزل يدعوهم ليلا ونهارا وسرا وجهارا فلم يزدهم دعاؤه الا فرارا ونفورا واعراظا اه وتواصيا منهم على الاقامة على ما هم عليه من عبادة غير الله. والتمسك بها فقال نوح ربي انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ما له وولده الا خسارا. ومكروا مكروا كبارا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودوا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرى فلما رأى نوح نوح عليه السلام يضرب به المثل في الصبر صبر صبرا عظيما على على قومه وعلى اذى قومه الصبر عظيم جدا والمدة التي قضاها في دعوتهم ليست قصيرة ليست قصيرة الف سنة الا خمسين عام الف سنة الا خمسين عام وهو صابر على دعوة قومه لبث هذه المدة في قومه وايضا هذه المدة التي لبثها في قومه ما كان يعرف فيها التواني والكسل انظر ماذا قال الله في وصفه لنبي نوح قال ربياني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي الا فرارا استمريت في دعوتهم ومضيت في دعوتهم اتبعت الليل بالنهار انظر يعني هذا هذا الجلد وهذا الصبر ولهذا يضرب به المثل في في في الصبر اتبع الليل بالنهار واخذ يواصل الدعوة والدعوة الدعوة النصيحة التذكير التخويف بالله فلم يزدهم دعائي الا فرارا واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذاهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا ما تركت طريق وفعلت واجتهدت يا يناجي ربه عليه السلام ويذكر حال قومه مع وشدة انغلاقهم وانقباضهم وصدودهم واعراضهم عن قبول هذه الدعوة العظيمة التي يدعوهم اليها فلم يزدهم دعاء نوح الا فرارا ونفورا واعراضا وتواصيا منهم على الاقامة على ما هم عليه من عبادة غير والتمسك بها حينئذ التجى نوح الى الله ودعاه بهذا الدعاء. قال ربي انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسارا. ومكروا مكرا كبارا كبار اي عظيم جدا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونسخا وقد اضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين الا ظلالا فبقوا على هذه الخطيئة واصروا على هذا الجرم واستمسكوا بهذا الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى فكان موجب هلاكهم مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا اغرقهم الله سبحانه وتعالى ونجا نوحا ومن معه في ايضا قصة عجيبة واية من ايات الله سبحانه وتعالى آآ يأتي الحديث عنها باذن الله سبحانه وتعالى في لقائنا القادم نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا