الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول رحمه الله تعالى في كتابه تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن فوائد من هذه القصة منها ما تقدم في قصة نوح عليه الصلاة والسلام من الفوائد المشتركة بين الرسل. ومنها ان الله بحكمته يقص علينا نبأ الامم المجاورين لنا في جزيرة العرب وما حولها لان القرآن يذكر لان لان القرآن يذكر اعلى الطرق في التذكير. لان القرآن يذكر اعلى الطرق في التذكير. والله تعالى صرف فيه التذكيرات تصريفا نافعا. ولا ريب ان الاقطار النائية عنا في مشارق الارض ومغاربها قد بعث الله اليهم رسلا ولهم معهم نظير مال المذكورين في اجابة في اجابة ورد واكرام وعقوبة. وما من امة الا بعث الله فيهم رسولا. ولكن نفعنا بتذكيرنا بما حولنا. وما نتناقله جيلا بعد جيل بل ما نشاهد اثارهم ونمر بديارهم كل كل وقت ونفهم لغاتهم وطبائعهم اقرب الى طبائعنا. لا ريب ان نفع هذا عظيم. وانه اولى من تذكيرنا بامم لم نسمع وعدهم بذكر ولا خبر ولا نعرف لغاتهم. ولا تتصل الينا اخبارهم بما يطابق ما يخبرنا الله به فيؤخذ من هذا ان تذكير الناس بما هو اقرب الى عقولهم وانسب لاحوالهم وادخلوا في مداركهم وانفع لهم من غيره اولى من التذكيرات بطرق اخرى وان كانت حقا لكن الحق يتفاوت. والمذكر والمعلم اذا سلك هذا الطريق واجتهد في ايصال العلم والخير الى الناس بالوسائل التي يفهمونها ولا ينفرون منها او تكون اقرب لاقامة الحجة عليهم نفع وانتفع. واشار الباري الى هذا في اخر قصة عاد فقال لقد اهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الايات. اي نوعناها بكل فن ونوع. ولعلهم يرجعون. اي ليكون اقرب لحصول الفائدة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى طرفة عين اما بعد فالشيخ رحمه الله كعادته يذكر قصة النبي عليه السلام ثم يتبعها بشيء من الفوائد المستنبطة من القصة ولما اورد فيما سبق قصة نوح عليه السلام ذكر هناك جملة من الفوائد بدأها بفوائد مشتركة ولهذا يحيل هنا وفيما سيأتي الى تلك الفوائد. المشتركة. قال رحمه الله الله فيها يعني في قصة هود عليه السلام ما تقدم في قصة نوح من الفوائد المشتركة بين الرسل مع هذه الفوائد المشتركة هناك فوائد خاصة فذكر بعض الفوائد التي تستنبط من قصة هود عليه السلام. الاولى تتعلق طريقة التعليم والتذكير وما ينبغي ان يكون عليه المعلم المذكر والواعظ من حسن انتقاء الامثال التي تكون قريبة في التأثير من يوعظ ويذكر ولا يذكر امثالا بعيدة. فهذا انفع النبي عليه الصلاة والسلام لما ضرب مثلا للمؤمن لما ضرب مثلا للمؤمن ذكر من الشجر النخلة والنخلة يعرفها من خوطبوا ويرونها ويشاهدونها ولم يذكر انواعا لا توجد او بعيدة او لا يرونها وهكذا قل في العقوبات التي حلت بالامم جاء في القرآن جاء في القرآن ذكر لعقوبات متنوعة لكن لما كان الخطاب ابتداء لاهل مكة كفار قريش ذكر لهم عقوبات لمناطق قريبة منهم حولهم يمرون عليها مصبحين وبالليل يرونها ويرون ما احل الله سبحانه وتعالى بها من عقوبات فذكر لهم العقوبات التي احلها بعاد وهم بالاحقاف داخل الجزيرة في حضرموت في تلك الجهة ذكر لهم العقوبة التي في سبأ ايضا داخل الجزيرة ذكر العقوبة التي احلها الله بثمود وهي ما بينهم وبين الشام داخل الجزيرة ذكر لهم القريبة يمرون عليها يمرون عليها في رحلة الشتاء ورحلة الصيف التي اعتادوا على ان يرحلونها. فذكر لهم امثال القريبة هذا يقول الشيخ يستفاد منه ان المذكر والمعلم اذا سلك هذا الطريق واجتهد في ايصال العلم والخير الى الناس بالوسائل التي يفهمونها ولا ينفرون منها او تكون اقرب لاقامة الحجة عليهم نفع وانتفع فهذه فائدة ثمينة تستفاد من اه قصة اه قصة اه اه اه قوم هود عليه السلام ولهذا في اثناء هذه القصة في سورة الاحقاف او في اخرها بدأ قصتهم بقوله واذكر اخ عادل اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا ان الله ثم ذكر العقوبة فلما رأوه عارظا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارظ ممطرنا بل هو ما استعجلتم به بعد ذلك توجه الخطاب لاهل مكة تحذيرا وانذارا ولقد اهلكنا ما حولكم ايا اهل مكة. ولقد هلكنا ما حولكم ايا اهل مكة من القرى الهلاك الذي وقع قريب منكم. انظروا الى جهة حضرموت. انظروا الى جهة سبأ. انظروا الى ما بينكم وبين من الشام انظروا الى مناطق قريبة منكم ليست بعيدة. قريبة جدا منكم. انتم تمرون عليهم في رحلاتكم التجارية ايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف تمرون عليه في هذه الرحلات وتشاهدون الاماكن التي وقع فيها العذاب قوم لوط ايضا العقوبة التي احلها بهم يمرون عليها. وانكم لتمرون عليهم واصبحين بالليل. هذه اشياء قريبة منكم انتم هنا فانظر هذه الامثال التي ذكرت في العقوبات تخويفا لهم لاشياء قريبة منهم القول ان الداعي الى الله يستفيد من هذا مسلك في الدعوة عندما يضرب مثلا يضرب مثلا قريبا يضرب مثلا قريبا من المخاطب ليس فقط في باب العقوبات حتى في الامثال اذا يريد ان يظرب مثلا يوظح له يظرب له مثلا في امر يعلمه يفهمه يعرفه حتى لان مقصود ضرب الامثال ايصال العلم ايصال الخير. ولهذا الله قال في اخر قصة عدو ولقد اهلكنا ما حولكم ايا اهل مكة من القرى من القرى مثل مثل عاد وثمود وسبأ وقوم لوط كلها قريبة منكم كلها حولكم ليست بعيدة عنكم وصرفنا الايات نوعنا الايات لعلهم يرجعون. الى الله عز وجل بالتوبة والانابة الى الله يقول الشيخ ليكون اقرب لحصول الفائدة. هذه الطريقة هذه هذا المسلك اقرب لحصول الفائدة المخاطب والمدعو نعم. قال رحمه الله ومنها ان اتخاذ المباني الفخمة للفخر والخيلاء والزينة وقهر العباد بالجبروت من الامور المذمومة الموروثة عن الامم الطاغية. كما قال الله تعالى في قصة عاد وانكار هود عليهم قال اتبنون بكل ريع اية تعبثون وتتخذون لعلكم تخلدون وبالجملة فالبنايات للقصور والحصون والدور وغيرها من الابنية. اما ان تتخذ مساكن للحاجة اليها والحاجات تتنوع وتختلف فهذا النوع من الامور المباحة. وقد يتوسل به بالنية الصالحة الى الخير. واما ان تكون بنايات حصونا واقية لشرور الاعداء وثغورا تحفظ بها البلاد ونحوها مما ينتفع المسلم مما ينتفع المسلم مما ينفع المسلمين ويقيهم الشر. فهذا النوع يدخل في الجهاد في سبيل الله. وهو داخل في الامر باتخاذ الحذر من الاعداء واما ان يكون للفخر والخيلاء والبطر بعباد الله. والبطش واما ان يكون للفخر والخيلاء بعباد الله وتبذير الاموال التي يتعين صرفها في طرق نافعة. فهذا النوع هو المذموم الذي انكره الله على وغيرهم؟ نعم اه قبل الكلام على هذه الفائدة نرجع الى القصة آآ الشيخ اورد رحمه الله في اول حكاية القصة قول قول الله عز وجل ما انت الا قالوا ما انت الا بشر مثلنا فاتي باية ان كنت من الصادقين. اقرأ قبلها بقليل قال رحمه الله قال تعالى من اشد منا قوة مع شركهم بالله وتكذيبهم لرسل الله وارسله الله اليهم يدعوهم الى عبادة الله وحده وينهاهم عن الشرك والتجبر على العباد ويدعوهم بكل وسيلة ويذكرهم انعم الله عليهم به من خير الدنيا والبسطة في الرزق والقوة. فردوا دعوته وتكبروا عن اجابته وقالوا انما انت من المسحرين ما انت الا بشر مثلنا فاتي باية ان كنت من الصادقين. نعم هذه الاية اه التي ذكر رحمه الله تعالى جاءت في آآ قصة ثمود وآآ هذا القول قاله آآ ثمود لنبيهم صالح عليه السلام. لكن هذه الاشياء الثلاثة ما ما انت الا من المسحرين ما انت الا بشر مثلنا فات باية ان كنت من الصادقين اه رمية بالسحر وقولهم ما انت الا بشر وقول فاتي باية هذه كلها ايضا قالها. هذه المعاني الثلاثة كلها قالها نقوم اه اه هود ليهود عليه السلام. فالمطالبة بالاية جاءت في سورة الاعراف وايضا الاحقاف في سورة الاعراف قالوا اجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد اباؤنا فاتنا باية بما تعدنا ان كنت من الصادقين وفي الاحقاف قالوا اجئتنا لتأفكنا عن الهتنا فاتنا بما تعدنا. ان كنت من الصادقين وقول قولهم له ما انت الا بشر هذا جاء في سورة المؤمنون. وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الاخرة واترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا الا بشر. مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ورمي بالسحر هذا يستفاد مما جاء في سورة هود قوله تعالى ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء قال اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون. اما الاية التي ذكر رحمه الله فهي تتعلق قوم صالح وما قاله اه قومه اهله عليه السلام قال رحمه الله ومنها الفوائد المستنبطة من القصة ان اتخاذ المباني الفخمة للفخر والخيلاء والزينة وقهر العباد بالجبروت من الامور المذمومة. الموروثة عن الامم الطاغية كما قص ذلك كما في كما قال الله في قصة عاد وانكار هود عليهم اتبنون بكل ريع اية تعبثون وتتخذون مصانع. لعلكم تخلدون. تبنون بكل ريعة الريع هو المكان الذي يكون بين جبلين هذا يقال له ريع. فتأتون بين الجبال الاماكن الجميلة التي بين الجبال فتبنون فيها بين الجبال بنايات فخمة للفخر والخيلاء والتفاخر على عباد الله هذا مقصده. الله اخبر عن مقصده بهذه الابنية وتتخذون مصانع قيل في المعنى مصانع اي بروج بروج عالية بروج قيد رفيعة فيضعون ابنية فخمة عالية ويضعون بروج مرتفعة كل هذا للفخر والتفاخر التعالي على عباد الله عز وجل فذمهم الله بذلك. فمن يصنع ذلك او قريب منه يبني ابنية للفخر. للتفاخر خيلاء للتكبر على عباد الله هذا الذي يصنعه هو ميراث وترك لهذه الامة آآ الطاغية وهم من اول من سن ذلك. ومن فعل ذلك فهو متأسي بتلك الامة بها اتبنون بكل ريع اية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون اذا قال قائل اذا ما الشأن في الابنية والبنا وهل هو سايق او لا؟ قسمه الشيخ رحمه الله الى ثلاثة اقسام القسم الاول اماكن تبنى تتخذ للسكنى والحاجة. والحاجة تتنوع وتختلف شخص الاسرة كبيرة واخر قليلة والى اخره. فهذه تبنى للحاجة والسكنى. فهذا مباح وقد يتوسل به بالنية الصالحة الى الخير. سبحان الله. قد يتوسل بالبناء الذي يبنيه بالنية الصالحة الى الخير. اذا نوى فيه نية صالحة يبني بيتا هكذا نوى يبني بيتا يربي يا ابناءه على طاعة الله على تلاوة القرآن على الذكر الى اخره من هذه المعاني يتحول البناء الى عمل صالح يدخل النية الصالحة في عمله في جملة عمله الصالح النوع الثاني من الابناء الحصون والشيخ ذكره لانه مر معنا في الاية وتتخذون مصانع الى المصانع الحصون والبروج فالحصول الحصون الواقية من شرور الاعداء وتكون في الثغور حماية للبلاد وصيانة لها من الاعادي هذا مما ينفع المسلمين ويقيهم شر اعدائهم. فهذا النوع يدخل في الجهاد. هذا النوع يدخل في الجهاد وهو داخل في الارض باتخاذ الحذر من العداوة اعدوا لهم ما استطعتم فهذا النوع ايضا مباح وهو داخل في باب الجهاد في سبيل الله النوع الثالث هذا الذي وقع فيه آآ آآ قوم هود عليه السلام وحذره من ذلك تبنون بكل ريع اية وهو ان يكون للفخر والخيلاء والبطش بعباد الله. والبطش بعباد الله والظلم والبغي. ولهذا الله قال تبنون بكل ريع اية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون واذا بطشتم بطشتم جبارين فهذه ابنية للفخر والخيلا والبطش في عباد الله والظلم والبغي. فهذا النوع هو المذموم الذي انكره الله على عاد وغيرهم. نعم. قال رحمه الله ومنها ان العقول والاذهان وما يتبع ذلك من القوة المادية وما ترتب عليها من النتائج والاثار وان عظمت وبلغت مبلغا هائلا الى فانها لا تنفع صاحبها الا اذا قارنها الايمان بالله ورسله. واما الجاهد لايات الله المكذبة لرسل الله فانه وانه وان استدرج في الحياة وامهل فان عاقبته وخيمة وسمعه وبصره وعقله لا يغني عنه شيئا اذا جاء امر الله. كما قال الله عن عاد ولقد مكناهم فيما ان فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. وفي الاية الاخرى فما اغنت عنهم الهة التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء امر ربك وما زادوهم غير تبيب. هذه الفائدة الاخيرة مما ذكر رحمه الله تعالى في هذه القصة وهي تتعلق بمن اوتي ذكاء ولم يؤت زكاء من الناس من يؤتى ذكاء ولا يؤتى زكاة ويؤتى عقل ولم ولا يؤتى فهم فهذا ذكاؤه وعقله وبال عليه. ومضرة. مضرة عظيمة عليه والذكاء الذكاء اذا لم يكن مصحوبا بالزكاء الذكاء اذا لم يكن مصحوبا بالزكاء. هذا مظرة على الانسان. لكن اذا كان ذكي وقلبه زكي فيه الزكاء. هذا خير عظيم ونفع. وهي ويتحقق من ذكائه اثار عظيمة مباركة جدا آآ اضرب مثال ربما تستغربونه الان بالايدي ايدي الناس كلهم الا من رحم الله اجهزة توصف بانها ذكية. والاجهزة الذكية هذه الاجهزة اذا عدمت في مواطن التعامل معها الزكاة ماذا تصنع بالناس؟ بل ماذا صنعت بالناس كم افسدت من عقول؟ كم دمرت؟ من اخلاق؟ كم هدمت من قيم؟ كم افسدت من مبادئ؟ كم ما حلت بالناس من اه اظرار عظيمة جدا وويلات كم اوجدت من فرقة وعداوات؟ كم ترتب عليها من شرور واضرار عظيمة؟ ولا يزال توصف بانها ذكية اجهزة ذكية. فالذكاء شيء والذكاء شيء. واذا لم يكن الذكاء مصحوبا بذكاء مصحوبا بنقاء مصحوبا بسلامة بصفاء هذا دمار فمضرة على على الانسان ولهذا يجب على الناصح لنفسه ان يتعامل مع هذه الاجهزة الموصوفة بالذكية ان امل معها بالزكاء حتى لا يضره اي ما يوصف ما توصف به من ذكاء. وان لم يتعامل معها بالزكاء اظره الموصوف الموصوفة به اضره مضرة عظيمة جدا نعود الى اصل الفائدة. يقول الشيخ ان العقول والاذهان والذكاء وما يتبع ذلك من القوة المادية وما ترتب عليها من النتائج والاثار وان عظمت وبلغت مبلغا هائلا فانها لا تنفع صاحبها اذا الا اذا قارنها ايمان بالله ورسله والا ستكون وبالا عليه ودمارا عليه ومضرة واذا كان لا يزال تتنامى عنده هذه الامور فهذا من باب الاستدراج والا في نهاية الامر هي وبال عليك وهلاك له يغتر الانسان بقوة ولا يغتر بعتاد ولا يغتر بسلاح لا يغتر بشيء من ذلك لا ينجيه في دنياه واخراه الا الايمان. وحسن اللجوء الى الله سبحانه وتعالى قال واما الجاحد لايات الله المكذب لرسله فانه وان استدرج في الحياة وامهل فان عاقبته وخيمة وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد وحين حلول العقوبة ونزول البلاء العقل والذكاء والفطنة والسمع والبصر كلها ما اتغني كلها ما تغني وفي قصة عاد معتبر في هذا الباب. قال الله عز وجل ولقد مكناكم فيما ان مكنا ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنت عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله. وحاق بهم ما كان بيستازوه فالنجاة هي بالايمان النجاة بالايمان والرفعة في الدنيا والاخرة بالايمان السعادة في الدارين بالايمان. وهذه الاشياء وان آآ توسعت عند الانسان وكثرت ما تغني عنه اذا حلت عقوبة الله لا يغني عنها ذكاؤه لا ولا يغني عنه سمع ولا يغني عنه بصره ولا يغني عنه شيء. اذا اذا حلت العقوبة ولا ينجي من عقوبة الله سبحانه وتعالى الا آآ صدق الالتجاء اليه وحسن الايمان به والاتباع لرسله عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين. ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا. وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. اللهم اتي نفوسنا تقواها فزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا سلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه