الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له قصة صالح عليه الصلاة والسلام كان الثمود وهي عاد الثانية يسكنون في الحجر وما حولها وكانوا اهل مواش كثيرة واهل حروف وزروع وتواصلت عليهم النعم فكانوا يتخذون من السهول قصورا مزخرفة ومن الجبال بيوتا منحوتة متقنة فبصروا النعم وكفروها وعبدوا غير الله فارسل الله اليهم اخاهم صالحا من قبيلتهم يعرفون نسبه وحسبه وفضله وكماله وصدقه وامانته فدعاهم الى الله والى اخلاص الدين له. وترك ما كانوا يعبدون من دونه. وذكرهم بنعم الله وبايامه بالامم المجاورة لهم فلم يتبعه الا القليل الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام السعدي رحمة الله عليه قصة صالح عليه الصلاة والسلام اي مع قومه ثمود كما قال الله عز وجل والى ثمود اخاهم صالحا اي وارسلنا الى ثمود هؤلاء القوم الذين يسكنون في الحجر وما حولها وهي دون الشام منطقة قبل الشام فكانوا يسكنون في تلك المنطقة فبعث الله عز وجل اليهم نبيه صالح عليه الصلاة والسلام هؤلاء القوم مثل ما قال المصنف رحمه الله كانوا اهل مواشي كثيرة واهل حروف وزروع عندهم هذا وهذا عندهم الماشية الماشية كثيرة وكانت الاية التي جعلها الله سبحانه وتعالى آآ حجة على هؤلاء في هذا الامر الذي هو كثير عندهم الا وهو الماشية فكانوا اهل ماشية كثيرة وكانت الاية ناقة الله جعلها الله عز وجل لهم اية هذه ناقة لها سرب ولكم سرب يوم معلوم الماء جعلا قسمة بينهم يوم للناقة التي يا ناقة الله التي جعلها الله سبحانه وتعالى اية لهؤلاء ويملي ماشيتهم الكثيرة ونبئهم قال الله عز وجل لصالح ونبئهم ان الماء قسمة بينهم. كل شرب محتظر فالما مقسوم بينهم يوم الناقة ويوم للماشية الكثيرة كون يوم كامل الناقة يدل على ان هذه الناقة ليست كغيرها من النياق لا في حجمها ولا في درها ولا في حسنها ولا في جمالها ولا غير ذلك فكانت اية باهرة جعلها الله سبحانه وتعالى اه حجة اه لهؤلاء القوم كما سيأتي وكانوا اهل حروف وزروع فعندهم آآ الحرث والزرع الكثير والنخل بشار المتنوعة من الله سبحانه وتعالى آآ عليهم بذلك فكانوا اظافة الى كونهم اهل مواسم كانوا ايضا اهل حروف وزروع واشجار ونخيل زروع ومقام امين وآآ نخل وانواع من الاشجار من الله سبحانه وتعالى على القوم بها قال الله جل وعلا اتتركون فيما ها هنا امنين في جنات وعيون زروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين فكان عندهم زروع عندهم النخل عندهم الاشجار المتنوعة ايضا كما يقول الشيخ رحمه الله تواصلت عليهم النعم اصبحت النعم تتوالى والماشية تتكاثر الزروع ايضا تطيب ثمارها تجمل وتحسن تواصلت عليهم النعم ومن النعم ان من النعم كثرة الخير والدر والزرع والحرث تكاثر الماشية كانوا ايظا يتخذون من اه السهول قصورا مزخرفة ومن الجبال بيوتا منحوتة متقنة فهذا امر اخر الاول يتعلق الزرع والحرث والمطعم والمشرب الى اخره وهذا يتعلق بالمسكن فكانوا كما يقول الشيخ يتخذون من السهول قصورا مزخرفة ومن الجبال بيوتا منحوتة متقنة فبطروا النعم وكفروها واذكروا يقول جل وعلا واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم عاد وبوأكم في الارظ تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا الاء الله ولا تعثوا في الارض مفسدين لكنهم بطروا هذه النعم كلها وكفروها وجحدوا نعمة الله عليهم ولما بعث فيهم نبيه صالحا عليه السلام يدعوهم الى توحيد الله واخلاص الدين له وترك الاسر والبطر والاعتراف لله بالنعمة والمنة سبحانه وتعالى جحدوا ذلك كله فبطر النعم وكفروها وعبدوا غير الله فارسل الله اليهم اخاهم صالحا اخاهم صالحا اي من قبيلتهم يعرفون نسبه وحسبه وفظله وكماله وصدقه وامانته فقام بما ارسله الله به اتم قيام فدعاهم الى التوحيد وابان لهم الحجة واوضح لهم السبيل ودعاهم الى صراط الله المستقيم واقام البرهان وبين فساد ما هم عليه من عبادة الاصنام وذكرهم بنعم الله ذكرهم بايام الله عقوباته لامم مجاورة لهم ليست بعيدة عنهم ذكرهم الله عز وجل بما ذكرهم بما احله الله عز وجل بقوم عاد فما امن به الا قليل. ما اتبعه من قومه الا قليل. وجل القوم واكثريتهم بقوا على الكفر والعناد والصدود والاعراض عن اه طاعة الله عبادته واخلاص الدين له سبحانه وتعالى فلم يتبعه الا القليل نعم قال رحمه الله وحين ذكرهم وحين ذكرهم واقام الادلة والبراهين على وجوب توحيد الله اشمأزوا ونفروا واستكبروا وقالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا اي قد كنا تخايلنا فيك ان تفضلنا جميعا لكمالك وكمال اخلاقك وادابك الطيبة وهذا اعتراف منهم له بهذه الامور قبل ان يقول ما قال فما نزل فما نزله عن هذه المرتبة عندهم الا انه دعاهم الى عبادة الخالق من عبادة العبيد والى السعادة الابدية وما ذنبه الا انه خالف اباءهم الضالين وهم كانوا اضل منهم ثم اقام لهم بينة عظيمة واية وبرهانا ونعمة على جميع القبيلة باسرها وقال هذه ناقة الله التي لا يشبهها شيء من النوق في ذاتها وشرفها ومنافعها لكم اية على صدقي وعلى سعة رحمة ربكم فذروها تأكل في ارض الله على الله رزقها ولكم نفعها ترد الماء يوما فترد القبيلة باسرها على ضرعها كل يصدر عن ضرعها قد ملأ انيته ثم تردون انتم في اليوم الثاني فمكثت على هذا ما شاء الله نعم اخذ نبي الله صالح يدعو هؤلاء الى الله الى توحيد الله اقام الدلائل ابان البراهين اوضح لهم الحجج لكنهم قابلوا هذه الدعوة دعوة التوحيد الخالص افراد الله عز وجل قابلوا ذلك بالاشمئزاز من هذه الدعوة والصدود عنها وعدم قبولها ورفضها وتكذيب نبي الله صالح عليه السلام تشمأز ونفروا واستكبروا وقالوا يا صالح قد كنت مرجوا قد كنت فينا مرجوا قبل هذا. يعني قبل ان تدعونا هذه الدعوة كنت مرجوا كنت فينا مرجوا اي كنا ونتوسم فيك امورا عظيمة يقول الشيخ رحمه الله هذا اعتراف منهم بمكانة صالح وفضله وانه شخص عرف بمكانة عظيمة ويتوسمون فيه خيرا عظيما ليس شخصا من اقلهم شأنا او ابغى اظعفهم قدرا ومكانة بل شخص كان اه القوم يرجون ان تكون له مكانة عالية وهذه المكانة التي توسموها فيه لما رأوه من الاخلاق العالية والتعاملات الكريمة والادب الرفيع وحسن المعاملة والصدق والامانة الى الى الى غير ذلك آآ قد قالوا اه يا صالح قد كنت فينا مرجو قبل هذا اي قد كنا قد تخيلنا فيك ان تفظلنا جميعا لكمالك وكمال اخلاقك وادابك الطيبة يقول الشيخ هذا اعتراف منهم هذا اعتراف منهم له بهذه الامور قبل ان يقول ما قال قالوا كنا نتوسم فيك ان مكانة عالية ورفيعة هذا اعتراف منهم بمكانته وفضله ومنزلته تحولوا بعد الدعوة الى ان سفهوه وسفه عقله واتهموه بانه مسحور اتهموه بتهم عظيمة جدا واخذوا يقللون من شأنه ما تحولوا من التقليل من شأنه الا بعد ان دعاهم للتوحيد ليس له ذنب الا ان قال اعبدوا الله. ما لكم من اله غيره. لما دعاهم هذه الدعوة الى توحيد الله اخذوا يسفهونه يصفونه بالسوء والسحر غير ذلك فما نزله عن هذه المرتبة عندهم الا انه دعاهم الى عبادة الخالق من عبادة العبيد والى السعادة الابدية وما ذنبه الا انه خالف اباءهم الظالين. هذا ذنبه والذي بسببه تغير تغيرت الصفات. الصفات اولا اه صفات عالية وثناء عظيم ثم تحولت الصفات الى صفات الذم والوقيعة ووصفه بالسوء الى غير ذلك اقام لهم بينة عظيمة واية وبرهانا اه ونعمة على جميع القبيلة باسرها اقام لهم حجة بعد ان طالبوه بان يأتيهم باية ان كان من الصادقين فجاءهم بالاية من الله سبحانه وتعالى ما هي الاية؟ قال هذه ناقة الله لكم اية ما هي هذه الناقة؟ يقول الشيخ ناقة لا يشبهها شيء من النوق في ذاتها وشرفها وكثرة منافعها وفوائدها قال هذه ناقة الله لكم اية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم اه اية اي على صدقه على صدقه وصدق ما جاء به من الدعوة الى توحيد الله بذروها تأكل في ارض الله على الله رزقها ولكم نفعها انظر ماذا يتحدث الشيخ عن نفع هذه الناقة؟ قال ترد الماء لها سرب يعني لها يوم خاص ترد فيه الماء وبقية المواشي الكثيرة جدا لها يوم. فلهذه الناقة يوم واحد اذا هي تحتاج الى ماذا ماء كثير جدا ماء كثير جدا في اليوم الاخر تشربه مئات المواشي من الابل والغنم وغيرها مئات تشربه والناقة تشرب ذلك كله في يوم واحد في يوم واحد اذا هي تشرب مياه ليست قليلة وتأكل اكلا ليس بالقليل هذا شيء لم يعهدونه ولا يعرفونه في بشيء من مواشيهم وكانت ترد القبيلة باسرها على ضرعها. القبيلة كاملة في اليوم الذي تشرب فيه الناقة يأخذون من ضرعها الحليب الذي يكفي القبيلة كاملا مثل المواشي الاخرى في اليوم الاخر او ربما اغزر واكثر كل يصدر عن ضرعها قد ملأ انيته كل يصدر عن ضائعها قد ملأ نيته هذه اية وفي الوقت النفسي نعمة عظيمة وبركة على القوم لو كانوا يعقلون. وحذرهم من ان يمسوا هذه ان الناقة بسوء فمكثوا على هذه الحال ما شاء الله. نعم قال رحمه الله وقد كان في مدينتهم وكان في مدينتهم تسعة رهط من شياطينهم. قد قاوموا ما جاء به صالح اشد مقاومة يصدون عن سبيل الله ويفسدون في الارض ولا يصلحون. وكان صالح عليه السلام قد حذرهم من عقر الناقة لما رأى منكم لما رأى من كبرهم وردهم الحق فاول ما فعل اولئك الملأ الاشرار انعقدوا مجلسا عاما ليتفقوا على عقر الناقة فاتفقوا فانتدب لذلك اشقى القبيلة. ولهذا قال الله تعالى اذ انبعث اشقاها اي بعد اتفاقهم وندبهم اياه بعثوه لذلك فانبعث واستعد وتكفل لهم بعقلها وهم جميعهم راضون بل امرون فعقرها فكان هذا العقر مؤذنا بهلاك القبيلة باسرها فلما شعر صالح عليه السلام بالامر ورأى منظرا فظيعا علم ان العذاب قد تحتم لا محالة لان الجريمة لان الجريمة قد تفاقمت ولم يبق حالة يرجى فيها لهم تقويم فقال لهم صالح عليه السلام تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب ونبه بهذا الكلام دانيهم ونبه بهذا الكلام دانيهم وقاصيهم ففي اثناء هذه المدة اتفق هؤلاء الرهط التسعة على امر اغلظ من عقل الناقة اي على قتل نبيهم صالح عليه السلام وتعاهدوا وتعاقدوا وحلفوا الايمان المغلظة وكتموا امرهم خشية خشية من منع اهل بيته. لانه في بيت عز وشرف وقالوا لنبيتنه واهله ثم اذا ظن بنا اننا قتلناه حلفنا لاوليائه اننا ما شهدنا مهلك اهله وانا لصادقون تدبروا هذا المكر العظيم ولكنهم يمكرون ويمكر الله لنبيه صالح عليه السلام فحين كمنوا في اصل في اصل جبل لينظروا الفرصة في صالح بدأ الله بعقوبتهم فكانوا سلفا مقدما لقومهم الى نار جهنم فارسل الله صخرة من اعلى الجبل فشدختهم وقتلوا اشنع قتلة ثم لما تمت ثلاثة هذه الايام جاءتهم صيحة من فوقهم ورجفة من اسفل منهم فاصبحوا فاصبحوا خامدين ونجى الله صالحا ومن معه من المؤمنين وتولى عنهم وقال يا قومي لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت ولكن لا تحبون الناصحين نعم اه مثل ما ذكر الشيخ مصيبة الاقوام من اه ائمة الضلال مصيبة الاقوام من ائمة في الظلال ودعاة الباطل هؤلاء فضررهم على اممهم على اقوامهم ظرر عظيم جدا وفسادهم وشرهم مستطير اه كان كما قال الله عز وجل في سورة النمل وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون تسعة رهط اي آآ تسعة اشخاص آآ كانوا اهل فساد اهل شر آآ من شياطين القوم كما وصفهم الشيخ يفسدون في الارض ولا يصلحون كما وصفهم الله سبحانه وتعالى بذلك اهل الفساد في الارض فكانوا يدبرون المؤامرات وهم من وراء الفساد العريض والضلال العظيم الذي بلي به هؤلاء القوم فكانوا يصدون عن سبيل الله يفسدون في ارض الله يحرضون اقوامهم على الشر يفسدون في الارض ولا يصلحون صالح عليه السلام كما تقدم كان حذرهم اشد التحذير من ان يمسوا الناقة بسوء بين لهم ان مسهم الناقة بالسوء مؤذن بحلول العقاب على اثر اه مسها بالسوس ينزل العقاب حذرهم من ذلك وبين لهم اه هذا الامر كان صالح قد حذر من عقر الناقة وتحذيره كانه ايضا شعر ببدايات من بعض هؤلاء رؤوس الشر وتخطيط لعقر الناقة. قال لما لما رأى من كبرهم وردهم الى الحق فاول ما فعل اولئك الملأ الاشرار ان عقدوا مجلسا عاما ليتفقوا على عقر الناقة ليتفقوا على عقر الناقة فاتفقوا اتفقوا على ذلك فانتدب اشقى هؤلاء اذ انبعث اشقاها اذ انبعث اشقاها. اشقى هؤلاء اعظمهم شقاء اكثرهم شرا وفسادا ان بعث وقال انا لها انا الذي ساقوم بها عقرة الناقة بعد الاتفاق التشاور من الذي عقر الناقة كلهم او واحد واحد الله جل وعلا قال فعقروها ما قال فعقره قال فعقروها مع ان الذي باشر عقر الناقة واحد الذي انتدب لعقر الناقة واحد فوصف الله الجميع بانهم عقروا الناقة وهذا فيه فائدة اخذها السلف رحمهم الله من هذا السياق ان من من يخططون لاثم معين حتى لو ان الذي باشره واحد منهم ليس كلهم فهم كلهم فاعلون له كلهم فاعلون له. من يخطط ويدبر لامر معين حتى وان لم يباشر. مجرد التخطيط والتمالئ على هذا الباطل وعلى هذا الشرع يعتبر فاعلا له الذي اه الذي عقر الناقة واحد مثل ما قال الله اذ انبعث اشقاها واحد هو الذي انبعث اه لكن الله لما ذكر هذا الامر قال فعقروا الناقة فعقروا الناقة فوصف الجميع بذلك لماذا؟ لانها لان هذا اه كان عن تمالي منهم على الباطل. ولهذا التمالي على الباطل يعد فعلا للباطل. والتعاون آآ في هذا الباب يعد فعلا له حتى ولو لم يباشر اه حتى لو لم يباشر الانسان اذ انبعث اسقاها اي بعد اتفاقهم وند بهم اياه. بعثوه لذلك فانبعث واستعد وتكفل لهم بعقلها وهم جميعهم راضون بل امرون فعقرها فكان هذا العقر مؤذنا بهلاك القبيلة باسرها. فعقرها اي باشر الفعل لكن الجميع يعتبرون فاعلون لانهم متمالئون معه ومتعاونون معه قد قاموا بندبه لهذا الامر وشجعوه على فعل هذا الامر فعقر الناقة هو فعلهم جميعا. ولهذا وصفهم الله عز وجل بذلك بانهم عقروا الناقة فلما شعر صالح بالامر ورأى منظرا فظيعا علم ان العذاب قد تحتم وان عقوبتهم قد دنت دنا حلولها لا محالة لان جريمتهم جريمة عظيمة وهي جريمة سبق ان حذرهم منها فحينئذ قال لهم صالح تمتعوا في داركم ثلاثة ايام. ذلك وعد غير مكذوب. العقوبة نازلة نازلة بعد ثلاث ايام. تمتعوا ثلاثة ايام في داركم ونبه بهذا الكلام دانيهم وقاصيهم ففي اثناء هذه المدة ثلاثة ايام اتفق هؤلاء الرهط التسعة على انب اغلظ من عقر الناقة على قتل النبي نبي نبي الله صالح اتفقوا على قتل الناقة علاقتنا بعد قتل الناقة على قتل نبي الله صالح وتعاهدوا وتعاقدوا اجتمعوا مرة اخرى وتآمروا على ذلك وتقاسموا اه بالله لنبيتنه واهله ثم لنقول لوليه ما ما شهدنا ما لك اهله وان للصادقون ففي اثناء هذه المدة اتفق هؤلاء الرهط التسعة على امر اغلظ من عقل الناقة على قتل نبيهم صالح وتعاهدوا وتعاقدوا وحلفوا الايمان المغلظة وكتموا امرهم خشية من منع اهل بيته يعني صد اهل بيته اه كان بيت عز وشرف عليه الصلاة والسلام فكانوا يخشون لو اعلنوا ذلك ان يقوم اهل بيته بمنعهم وصدهم عن هذا الامر ويقومون بحماية صالح عليه السلام فاتفقوا ان يكون خلسة وخفية لنبيتنه هذا يؤخذ من قوله لنبيتنا ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مالك اهله يعني سنفعل هذا خفية ما ليس اه علنا فدبروا هذا المكر العظيم ولكن يمكرون ويمكر الله لنبيه صالح ومكروا مكرا ومكرنا مكرا فيمكرون ويمكر الله لنبيه صالح فحين كمنوا في اصل الجبل ينظر الفرصة في صالح اي لقتله بدأ الله بعقوبته فانظر كيف كان عاقبة مكرم انا دمرناهم وقومهم اجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا فكانوا سلفا مقدما لقومهم الى نار جهنم فارسل الله صخرة من اعلى الجبل فشدختهم وقتلوا اشنع ثم لما تم ثلاثة هذه الايام جاءتهم صيحة من فوقهم ورجفة من اسفل منهم انظر العقاب جاءهم من جهتين من جهة السماء ومن جهة الارظ من جهة الارظ عوقبوا بالرجفة اهتزت الارظ تزلزلت من من تحتهم ومن جهة السماء جاءت صاعقة صوت شديد آآ اهلكهم الله سبحانه وتعالى به ثم لما تمت ثلاثة هذه الايام جاءتهم صيحة من فوقهم ورجفة من اسفل منهم. الرجفة قال الله عز وجل فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في في دارهم جاثمين والصيحة ذكرها الله عز وجل ايضا في مواضع منها قوله فاخذتهم الصيحة مصبحين. اليوم الثالث في الصباح الباكر حصل هذا الامر. الرجفة في من جهة الارظ وصيحة من جهة السماء فاخذتهم الصيحة في الاية الاخرى قال جل وعلا فاخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فجعلناهم غثاء هؤلاء القوم الذين كانوا يمشون بنعمة وصحة وعافية يتحركون بعد الصيحة والرجفة اصبحوا غثاء فجعلناهم غثاء ما هو الغثاء وفي الاية الاخرى في سورة القمر قالوا قال جل وعلا فكانوا كهشيم المحتضر الهشيم هو يبس الزرع لما ترى الزرع اليابس والغثاء السيل لما يمشي ويقذف الى جنب الوادي تجده في جنب الوادي اشياء يقذفها السيل هذا هذا هو الغتاء فاصبحوا مثل يبس الزرع وغثاء السيل كانوا قبل ذلك في نعمة وصحة ورغد وهناءة عيش منن عظيمة من الله سبحانه وتعالى فاحل الله سبحانه وتعالى بهم هذه العقوبة ونجى الله صالحا ومن معه من المؤمنين. وتولى عنهم وقال يا قوم لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين وهذه فيها فائدة فيها فائدة عظيمة جدا ان الناصح الذي عرف بالنصح يجب ان يحب يجب ان يحب يجب ان يحبه المرء الشخص الذي عرف بالنصيحة الدعوة تعليم الخير يجب ان يحبه ويجب ان يحذر من من عداوته لانه اذا عاداه يعادي الحق الذي اه يحمله وينفر من الحق الذي يدعو اليه قال ولكن لا تحبون الناصحين. الناصح يجب ان يحب وان تعرف مكانته ويعرف نصحه ويعرف ما يقوم به من دعوة الى الله سبحانه وتعالى في حب من اجل ذلك لله عز وجل وقربة اه الى الله سبحانه وتعالى لان من اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله قال ولكن لا تحبون الناصحون الناصحين لا تحبون من يحب لكم الخير ويدلكم الى الخير وينصحكم الى الى خير فانظر سبحان الله ما كانوا يحبون صالح واولئك التسعة النفر الذين كانوا يفسدون في الارض ولا يصلحون كان لهم شأن عند هؤلاء القوم يسمعون لهم ويطيعونهم يعتبرون ارائهم ويقدرون اقوالهم فحل بهم الهلاك بسبب طاعة المفسدين في الارض الواجب على المسلم ان يكون محبا للناصحين. محبا للناصحين نعم قال رحمه الله فوائد تتعلق بهذه القصة منها ان جميع الانبياء دعوتهم واحدة وان من كذب واحدا منهم فقد كذب الجميع لانه كذب الحق الذي جاء به كل واحد منهم. ولهذا يقول في كل قصة كذبت قوم نوح المرسلين كذبت عاد المرسلين كذبت ثمود المرسلين. نعم هذه فائدة ان الانبياء دعوة ان الانبياء دعوتهم واحدة دينهم واحد مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن الانبياء ابناء علاد ديننا واحد وامهاتنا شتى. الانبياء دينهم واحد عقيدتهم واحدة اه دينهم واحد كلهم دعاة الى توحيد الله واخلاص الدين له دعاة الى الايمان باليوم الاخر دعاة الى الايمان آآ الرسل دعاة الى الايمان باقدار الله سبحانه تعالى دعاة الى الايمان بالملائكة والكتب المنزلة كلهم دعاة الى ذلك. دينهم واحد دينهم واحد اذا كان دين الانبياء واحد فان التكذيب بنبي واحد يعد تكذيبا بالجميع ولهذا الله جل وعلا قال لقوم نوح هو اول الرسل بعد الشرك قال جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين وهم انما كذبوا من؟ نوحا لكن تكذيبهم نوح ودين الانبياء واحد يعد تكذيبا لجميع النبيين ولهذا في قصة كل نبي يذكر الله ذلك كذبت قوم نوح نوح المرسلين كذبت عاد المرسلين كذبت ثمود المرسلين والواقع ان كل قوم كذبوا نبيهم لكن تكذيبهم لنبيهم والحال ان دعوة الانبياء واحدة تكذيب لجميع النبيين نعم قال رحمه الله ومنها ان عقوبات الله للامم الطاغية عند تناهي طغيانها وتفاقم جرائمها فكفرهم وتكذيبهم موجب للهلاك ولكن تحطم الاهلاك عند تناهي الشرور ولهذا ارجى ما يكون لوقوع العقوبة بالظالمين بالظالمين المجرمين عند تناهي اجرامهم. لان الله تعالى بالمرصاد فيمهل ثم يمهل حتى اذا اخذهم اخذهم اخذ عزيز مقتدر. نعم مثل ما قال الله وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد العقوبة التي العقوبة العامة التي يحلها الله عز وجل آآ مثل ما قال الشيخ تأتي عند تناهي الطغيان تناهي الطغيان اي تفاقمه وازدياده آآ فهؤلاء كفرهم وتكذيبهم موجب للهلاك لكن لم ينزل الهلاك بوجود هذا وانما نزل الهلاك لما تفاقم الطغيان وحصل الاشر والبطر وفي قصة صالح جاءت العقوبة مباشرة على اثر قتل الناقة. الناقة هذه حجة حجة ظاهرة اية بينة اية ساطعة جاءهم باية على مثلها يجب ان ان يؤمن من يراها. يجب ان يؤمن لانها اية واظحة باهرة جدا. مع ذلك لم يؤمنوا ولم يكتفوا بعدد الايمان قاموا بعقر هذه الناقة التي جعلها الله سبحانه وتعالى اية فهذا تفاقم في الشر والطغيان على اثره حل عقاب الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله ومنها ان العقائد الباطلة الراسخة المأخوذة عمن يحسن به الظن من اباء او غيرهم من اكبر الموانع الحق والحال انها ليست في العير ولا في النفير ولا لها مقام في الحجج الصحيحة الدالة على الحقائق فلهذا اكبر مارد به قوم صالح لدعوته ان قالوا اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا وقال جميع الامم المكذبة رادين لدعوة الرسل انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون وهذا سبيل لا يزال معمورا بالسالكين من اهل الباطل نهجته الشياطين ليصدوا به العباد عن سبيل الله ومن المعلوم ان طريق الرسل هي طريق الهدى والحق. فماذا بعد الحق الا الضلال هذه الفائدة الاخيرة يقول رحمه الله العقائد الباطلة الراسخة المأخوذة عمن يحسن بهم الظن او يحسن بهم الظن من اباء او غيرهم من اكبر الموانع لقبول الحق ولهذا مشكلة اه كثير كثير من الامم هذه وهي تعتبر سبحان الله عقدة نفسية صادة عن عن قبول الحق تعتبر عقدة نفسية صادة عن قبول الحق ولهذا كثير من الامم الهالكة منعها من قبول الحق انهم وجدوا اباءهم على امة اي على مذهب وعلى دين وعلى طريقة ولا يريدون ان يتحولوا عن هذه الطريقة ولا يريدون ان يغيروا دين الاباء والاجداد فهذه هذه دائما يجيبون بها في كل الامم انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون هذا في كل الامم تأتي هذه العقدة صادة للانسان عن الحق والحق حقا يتبع اذا استبان الحق لا يجوز للانسان ان يتركه لان ابائه لم يكونوا على ذلك لان اباءه لم يكونوا على ذلك لو فرض مثلا ان ابائه كلهم آآ اهل سرقة واهل كذب هل يقول ما يمكن اه ان اترك طريقة ابائي لابد ان اصبح كذوبا مثلهم واصبح سارقا مثلهم اصبح ما يقول هذا عاقل فاذا كان اباء اهل شرك وتبين له ان هذا شرك وعبادة لغير الله لا يجوز له ان يتبعهم اذا كان ابائه اهل بدع وضلالات لا يجوز له ان يتبعهم ويقول ما يمكن ان اترك ما عليه هذي عقدة سبحان الله في نفوس كثير من الخلق تمنعهم من من قبول يسمع الحق ويتبين له انه انه حق وان هذا هذه براهين واظحة ثم يمنعه من قبوله ما عليه الاباء والاجداد انا وجدنا ابائنا على امة هؤلاء القوم قم صالح لما بعث فيهم احتجوا بهذه الحجة ما عندهم شيء حججه واضحة واياته بينة وبراهينه ساطعة ثم يجيبونه بجواب لا شيء مثل ما قال الشيخ لا في العير ولا في النفير ولا لها مقام في الحجج الصحيحة الدالة على الحقائق فاجابوا بذلك قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا اتامرنا ان نترك ما يعبد اباؤنا تأمرنا ان نترك ما ما ما كان يعبد اباؤنا تأمرنا بذلك ان تنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا تنهانا عن عبادة ما يعبد الاباء فقط اجابوا بذلك انهم يريدون البقاء على عبادة ما يعبد الاباء الاباء يعبدون اصنام يعبدون غير الله اهل شرك لا يجوز ان ان يتبعوا في في في ما هم عليه من ظلال وباطل فكان جوابهم هو شأن الامم المكذبين لرسلهم لدعوة الرسل انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون قال وهذا سبيل اسمع كلام الشيخ وهذا السبيل لا يزال معمورا بالسالكين من اهل الباطل وهذا السبيل ما هو الاحتجاج بما عليه الاباء الاحتجاج يكون هذا السبيل لا يزال معمور بالسالكين من اهل الباطل نهجته نهجته الشياطين نهجته اي طرقته جعلته طريقا لهم سبيلا نهجته الشياطين اي طرقته الشياطين. جعلته طريقا آآ سبيلا لهم ليصدوا به العباد عن سبيل الله يصدوا به العباد عن سبيل الله ومن المعلوم ان طريق الرسل هي الطريق الهدى والحق فماذا بعد الحق الا الا الضلال نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم انا نسألك رزقا طيبا واللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا