الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا المسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له فرفع الله خليله ابراهيم عليه السلام بالعلم واقامة الحجة. وعجزوا عن نصر باطلهم ولكنهم صمموا على الاقامة على ما هم عليه ولم ينفع فيهم الوعظ والتذكير واقامة الحجج فلم يزل يدعوهم الى الله وينهاهم عما كانوا يعبدون نهيا عاما ص واخص من دعاه ابوه ازر فانه دعاه بعدة طرق نافعة. ولكن ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم فمن جملة مقالاته لابيه اذ قال لابيه يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. يا اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني انظر الى حسن هذا الخطاب الجاذب للقلوب لم يقل لابيه انك جاهل لئلا ينفر من الكلام الخشن. بل قال له وهذا القول فاتبعني اهدك صراط سويا. يا ابتي لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا فانتقل بدعوته من اسلوب لاخر لعله ينجح فيه او يفيد ولكنه مع ذلك قال له ابوه اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم؟ لان لم تنتهي لارجمنك واهجرني هي هذا وابراهيم لم يغضب عليه السلام ولم يقابل اباه ببعض ما قال بل قابل هذه الاساءة الكبرى بالاحسان وقال سلام عليك اي لا اتكلم معك الا بكلام طيب لين لا غلظة فيه ولا خشونة. ومع ذلك لست بايس من هدايتك ساستغفر لك ربي انه كان بي حفيا. اي ضرا رحيما قد عودني لطفه واجرأ واجراني على الجميلة ولم يزل ولم يزل لدعائي مجيبا فلم يزل مع ابيه مع رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال مع قصة ابراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام ويقال في شأن إبراهيم الأب الثالث للطوائف الصالحة من ذرية ادم عليه السلام خصه الله عز وجل بخصائص عظيمة ومزايا كريمة وصفات جليلة واتخذه الله سبحانه وتعالى خليلا ذكر الشيخ رحمه الله ان ابراهيم عليه السلام في دعوته عمم وخصص. فدعا قومه عموما وصدع بالدعوة الى توحيد الله. وابطال عبادة الاوثان وخصص ايضا في دعوته قرابتهم. واجتهد اجتهادا عظيما مع والده ازر ووالده كان على دين القوم وعقيدتهم الكفر بالله وعبادة الاوثان من شمس وقمر ونجوم وغير ذلك فاجتهد في دعوة والده وحرص على هدايته لان يدخل في هذا الدين دين الله عز وجل وتلطف معه تلطفا عظيما في الخطاب راغبا في هدايته وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة مريم خطابا ابراهيم لابيه في دعوته له الى دين الله عز وجل. قال الله تعالى واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا والنبي اذ قال لابيه يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. يا ابتي اني قد لجائني من العلم ما لم يأتك فاتبعني اهدك صراطا سويا. يا ابتي لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان رحماني عصيا يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا. هذا خطاب في غاية اللطف والحسن والادب وانظر في خطابه لوالده كما ذكر الله عز وجل في هذه الايات يكرر المناداة لوالده في كل جملة في كل جملة يخاطبها فيها يعني لم يكتفي في اول كلاما قال يا ابتي ثم ذكر كل كلامه الذي اراد ان يقوله بل في كل جملة يا يعيد يا ابتي ثم يذكر كلاما او جملة ثم يعيد يا ابتي يا ابتي هذا فيه من التلطف مع ان والده آآ مع ان والده كافر عدو لله ويتلطف معه هذا التلطف ويختار الطف الخطاب واجمل عبارات من اجل معاونته على ترك الكفر والاقبال على هذا الدين. الدين العظيم فاول ما بدأ معه في هذا الخطاب قال يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. يعني هذه المعبودات المتخذة التي اتخذتها انت اه وقومي شأنها اصناما الهة اصناما الهة لا تسمع ولا تبصر ولا تغني شيئا ولهذا قال ايضا لقومه ولعله سيأتي اتعبدون ما تنحتون هذا مثل قوله هنا لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر اتعبدون ما ما تنحتون يعني اصنام لا تسمع ولا تبصر ولا ولا تغني شيئا ولا تملك لنفسها دفعا ولا منعا فضلا من ان تملك شيئا من ذلك لغيرها لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر اي افرد الله عز وجل الذي ليس كمثله شيء هو السميع البصير. افرده بالعبادة. اخلص له الدين فهذه الاصنام من شأنها ان هذه صفتها لا تسمع ولا تبصر ولا تغني شيئا. وانا ادعوك الى عبادة السميع البصير الذي بيده الامر كله بيده مقاليد السماوات والارض ان تفرده وحده بالعبادة فوالله الرب العظيم الذي بيده الخفظ والرفع والقبر والبسط والعطاء والمنع الذي بيده ازمة الامور اما هذه المعبودات التي تعبدها انت والقوم لا تسمع ولا تبصر ولا تغني شيئا ما تنفعكم بشيء وهذه حجة واضحة بينة في بطلان عبادتها وانها لا تستحق من العبادة شيء. المستحق للعبادة هو الذي سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لهما له مقاليد السماوات والارض يبسط الرزق لمن يشاء. ويقدر انه بكل شيء عليم. هذا هو الذي له العبادة له الذل له الخضوع يجب ان يفرد بالعبادة وحده دون سواه لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ثم انظر ايضا جمال الخطاب في دعوته لوالده قال يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني اهدك صراطا سويا جاءني من العلم ما لم يأتك ما قال له انت جاهل انت سفيه انت ما تفهم انت ما عندك علم انت انت الى ما قال هذا وانما قال جاءني من العلم ما لم يأتك كانه يقول له وهذا المعنى اشار له الشيخ رحمة الله عليه في تفسيره كانه يقول له انت عندك علم وانا عندي علم لكن عندي علم عندي علم لم يأتك عندي علم لم يأتك لم يبلغك لم يصل اليك فهذا فيه خطاب لطيف جدا جاءني من العلم ما لم يأتيك. كانه يقول عندك علم وعندي علم لكن العلم الذي عندي وويسر الله ليس عندك ليس عندك فهذا فيه تلطف. والمقصود من قوله جاءني من العلم ما لم يأتك ما بعدها وهو قوله فاتبعني اهدك صراطا سويا عندي علم لا لا تعلمه الله علمني اياه فاتبعني في هذا العلم واستمع اليه. واجتهد في فهمه. اهدك صراطا سويا. صراطا مستقيما يبلغك الى رضوان الله. وجنات النعيم ثم قال له يا ابتي لا تعبد الشيطان هذه الاصنام التي تعبدونها من دون الله جل وعلا هي من عبادة الشيطان لان الشيطان هو من امركم بذلك وهو من دعاكم الى ذلك فيا ابتي لا تعبد الشيطان هذه العبادة الاصنام والاوثان هي للشيطان ان يدعون الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا لعنه الله. فهذه عبادة للشيطان وطاعة له فيما دعاهم اليه من عبادة غير غير الله سبحانه وتعالى. ان الشيطان كان للرحمن عصيا الشيطان عاصي لله متمرد. مستكبر فلا تطعه لان طاعته موجبة للهلاك ولهذا قال له مذكرا بما يترتب على هذه الطاعة للشيطان اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن قال عذاب من الرحمن. هذا فيه ان الشرك والكفر وطاعة الشيطان حجاب يحول بين العبد وبين رحمة الله الله رحمن وموصوف بالرحمة لكن الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى حجاب يحول بين الانسان وبين الرحمة ولهذا قال عذاب من الرحمن. مع انه رحمن لكن طاعة الشيطان فيما يدعو اليه من الشرك هذا حجاب من الرحمة فلا يكون للانسان نصيب منها مع انه رحمن لكن لا يكون للمشرك نصيب من رحمة الله ولا يكون له حظ منها اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا تكون للشيطان وليا اذا كان الشيطان هو الولي الناصر المعين للعبد فهذا عين الهلاك لان الشيطان لا يوصل الانسان الى خير وفضيلة في الدنيا والاخرة انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير تلطف مع والده مثل ما قال الشيخ انتقل بدعوته من اسلوب لاخر لعله ينجى ويفيد في هذا اللطف وهذا الرفق وهذا الترقق والتلطف في الخطاب لكن مثل ما قال الشيخ رحمة الله علي قال الله تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل اية حتى او العذاب الاليم. وهكذا كانت حال هكذا كانت حال والده فقابل هذا اللطف وهذه الدعوة الا الا الرفيق العظيم ذات المعاني العالية الرفيعة قابل هذه الدعوة كلها بقوله اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم؟ لان لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا. لن استمع اليك ولا نستمع الى خطابك وابتعد عني مدة طويلة من الزمان لا اراك لا اسمع كلامك انت رغبت عن الالهة وعن المعبودات التي نعبدها. وان عودت هذا الكلام وهذه الدعوة لارجمنك تهدده بالضرب والبطش والشدة وامره ان يبتعد عنه وانه لا يريد ان يسمع منه اي كلمة واهجرني مليا. هذا كلام غليظ. كلام خشن. يقابل به هذا اللطف الذي كان من ابنه يا ابتي يا ابتي يا ابتي يا ابتي يتودد ويذكر معاني عظيمة ثم يقابله بهذا الكلام الخشن الغليظ. لان لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا قال ابراهيم سلام عليك سلام عليه. انظر كلام والده الخشن ثم انظر هذا هذا اللطف وهذا الرفق سلام عليه ومعنى سلام اي لا اتكلم معك الا بكلام طيب. كلام فيه سلامة فيه لطف فيه الرفق لنا اتعدى ذلك سلام علي لن اتكلم الا بكلام هذه صفته. صفة السلامة اللطف الرفق. لن اتكلم بكلام لن اقابل خشونة كلامك بخشونة اه مثلها سلام عليك ومع ذلك لا زال يأمل يرجو لوالده الهداية ولهذا قال سلام عليك ساستغفر لك ربي ساستغفر لك ربي هذا رجاء عظيم من إبراهيم ان يغفر الله لوالده ومعنى يغفر الله لوالده ان يمن عليه بالهداية التي ينال بها الغفران. اما مع الشرك ليس هناك غفران مع الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى ليس هناك غفران للذنوب هذا رجاء عظيم وابراهيم آآ خليل الرحمن. خليل الرحمن كان يرجو ذلك لوالده يرجو ان ان تكون حال والده الى هداية ودخول في هذا الدين لكنه بقي مصرا مصرا على الكفر على العصيان ويوم القيامة يندم جاء في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال ان ابراهيم عليه السلام يلقى اباه ازر يوم القيامة وعلى وجهه قطرة ان يوجه عليه غبرة ظلمة فيقول يا ابتي الم اقل لك لا تعصني الم اقل لك لا تعصني؟ يذكره بهذا تذكروا بهذه الدعوة هذا البيان هذا النصح لا تطع الشيطان لا تعبد الشيطان الم اقل لك لا تعصني فيقول آآ له والده الان لا اعصيك الان لا اعصيك هل تجدي في ذلك اليوم الان لا اعصيك لكنها في ذلك الموطن موطن الحساب والجزاء فلا تنفع لا تنفع ابدا في ذلك اليوم. قال الان لا اعصيك فيقول ابراهيم عليه السلام يا رب الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون واي خزي اخزى من ابي الابعد وش اعظم من هذا الخزي فيقول الله سبحانه وتعالى اني حرمت الجنة على الكافرين هذي الان ابراهيم خليل الرحمن انظر مكانته العظيمة ومنزلته الرفيعة العلية خليل الله وفي شأن من؟ في شأن والده يناجي رب العالمين سبحانه وتعالى في الدنيا يستغفر ويرجو وفي الاخرة يرجو لكن هذا عدو لله ليس له نصيب من رحمة الله عدو لله عز وجل. وعدو الله ما تنفع فيه شفاعة الشافعين مهما كانت. ومهما عظمت ومهما كان الشافع ثم يقال له انظر تحت قدميك في ذلك الموقف يقال له انظر تحت قدمه فيلتفت الى جهة والده فاذا بذيخ يتحول والده على صورة ديخ الديخ هو ذكر الظباع. فيصبح على هذه الصفة صفة هذا الحيوان الذي هو الديخ ذكر الضباع ثم يؤخذ بقوائمه ويلقى في النار يؤخذ بقوائمه ويلقى في النار. فهذه حاله ابراهيم اجتهد اجتهد وبدل كل ما يستطيع في في هداية والد تلطف ودعا الله له ووعد بان يستغفر الله له وخاطبه بالخطاب اللطيف والرفق والاسلوب الحسن واستمر في دعوة الى اخر الوقت ماضيا في ذلك هذا يستفاد من آآ فائدة مهمة وهي الصبر في الدعوة. يعني بعض بعض الابناء اذا كان والديهم على غير الاسلام اذا دعاه مرة او مرتين مل وقال هذا ما يستفيد ولا يستجيب. وهذا غليظ ولا يسمع. امر الهداية بيد الله الواجب على الابن ان يستمر وان يتلطف وان يتودد لوالده وان يدعو الله كثيرا لوالده ويمضي على كذلك الى ان يموت والده او يموت هو وقد استمر في واجبه ووظيفته الدعوة الى الله مع الرفق واللطف والتودد الخطاب الجميل مثل ما ذكر الله عز وجل في في هذا آآ السياق الكريم من سورة مريم في قصة دعوة ابراهيم الخليل لابيه. نعم قال رحمه الله فلم يزل مع ابيه وقومه في دعوة وجدال وقد افحمهم وكسر جميع حججهم وشبههم. فاراد صلى الله عليه وسلم ان يقاومهم باعظم الحجج وان يصمد لبطشهم وجبروتهم وقدرتهم وقوتهم. غير هائب ولا وجل فلما خرجوا ذات يوم لعيد من اعيادهم وخرج معهم فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم لانه خشي ان تخلف لغير هذه الوسيلة لم يدرك مطلوبه. لانه تظاهر بعداوتها والنهي الاكيد عنها وجهاد اهلها فلما برزوا جميعا الى الصحراء كرر راجعا الى بيت اصنامهم فجعلها جذابا كلها الا صنما كبيرا عليه ليلزمهم بالحجة. فلما رجعوا من عيدهم بادروا الى اصنامهم صبابة بها ومحبة فرأوا فيها افظع منظر رآه اهلها فقالوا من فعل هذا بالهتنا انه لمن الظالمين. قالوا سمعنا يذكرهم ان يعيبها ويذكرها باوصاف النقص والسوء. يقال له ابراهيم فلما تحققوا انه الذي كسرها قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون. اي احضروه بمحضر الخلق العظيم ووبخوه اشد التوبيخ. ثم نكلوا به وهذا الذي اراد ابراهيم ليظهر الحق بمرأى الخلق ومسمعهم. فلما جمع الناس وحضروا وحضر ابراهيم قالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ قال بل فعله كبيرهم هذا. مشيرا الى الصنم الذي سلم من تكسيره وهم في هذه بين امرين اما ان يعترفوا بالحق وان هذا لا يدخل عقل احد ان جمادا معروفا انه مصنوع من مواد معروفة لا يمكن ان يفعل هذا الفعل واما ان يقولوا نعم. هو الذي فعلها وانت سالم ناج من وقد علم انهم لا يقولون الاحتمال الاخير. قال فاسألوهم ان كانوا ينطقون. وهذا تعليق بالامر الذي يعترفون انه محال فحين اذ ظهر الحق وبان واعترفوا هم بالحق فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم اي ما كان اعترافهم ببطلان الاهيتها الا وقتا قصيرا اظهرته الحجة مباشرة التي لا يمكن مكابرتها ولكن ما اسرع ما عادت عليهم عقائدهم الباطلة التي رسخت في قلوبهم وصارت صفات ملازمة ان وجد ما ينافيها فانه فانه عارض يعرض ثم يزول ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فحينئذ وبخهم بعد اقامة الحجة التي اعترف بها الخصوم على رؤوس الاشهاد. فقال لهم افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم اف لكم ولما تعبدون من دون الله. افلا تعقلون فلو كان لكم عقول صحيحة لم تقيموا على عبادة ما لا ينفع ولا يضر ولا يدفع عن نفسه من يريده بسوء. نعم استمر ابراهيم الخليل عليه صلاة الله وسلامه في دعوة ابيه وقومه ومضى في هذه الدعوة صابرا محتسبا مع شدة اذى القوم له وصدهم عنه وتهديدهم له حتى والده مثل ما مر معنا يهدده بالرجم والعقوبة ويخاطبه بالخطاب الغليظ الشديد فلم يبالي بذلك ومضى في الدعوة عليه السلام غير هائب ولا وجل ثم تحيا فرصة اراد منها ان يقيم حجة واضحة على هؤلاء الاقوام عبدة الاوثان ليظهر لهم ان هذه المعبودات المتخذة لا تدفع عن نفسها لا تدفع عن نفسها لو جاءها من يحطمها يكسرها ما ما تدفع عن نفسها فاذا كانت لا تدفع لنفسها فهذا اعظم حجة على انها لا تفيدكم بشيء لا تفيدكم بشيء وهذي حجة مؤثرة. اذا وفق اذا وفق العبد للاستفادة منها وقريبا من هذا المسلك سلك سلكه شاب من الانصار معاذ بن الجموح مع مع والده كان عندهم في البيت اه صنم يعبده والده فتعاون مع بعض الشباب المسلمين معاذ ابن جبل فكان فكانوا يأتون بالليل وياخذون هذا الصنم الذي يعبده والدهم ويغمسونه في المكان الذي يظع الناس فيه العذرة مقام الغائط يغمسونه على وجهه في الغائط. ثم اذا اصبح يبحث عنه ليعبده فيجده هناك منكس على وجهه في الغائط فماذا يصنع يأخذه ويغسله وينظفه ويطيبه ويعيده الى مكانه ويعبده. سبحان الله ويعبده ثم يتركونه وقتا ثم بالليل يأخذونه ويضعونه في نفس المكان مرة مرتين المرة الاخيرة بدأ يتبين له شيء من الامر المرة الاخيرة جاب سيف وضعه عنده عند الصنم وقال ان كنت يعني صادقا دافع عن نفسك فاخذوه والسيف وقرنوه ببعض ورموه في بئر بئر فيها العذرة وفيها الغائب فلما رآه في هذه المرة عافه وعاف عبادته وشرح الله صدره ودخل في الدين ودخل في دين الله سبحانه وتعالى ابراهيم اراد ان يري قومه ان هذه الاصنام التي انتم لها عاكفون لا تنفع شيئا. ولا تجدي شيئا ولا تغني شيئا قال لهم اتعبدون ما تنحتون انتبه لهذه الكلمة اتعبدون ما تنحتون ايش الفرق الان بين هذا الصنم الذي جعلوه في المعبد واخذوا يعبدونه وبين الحجارة الاخرى الكثيرة التي في الطرق يرونها ولا يعبدونها. مش الفرق بينهم الان هم يمرون على حجارة كثيرة جدا ما يخضعون لها ولا يذلون ولا يعبدونها الى اخره لكن هذا الذي نحتوه تميز عن غيره من الحجارة انه بايديهم نحتوه على صفة معينة. واعطوه اسم معينة وان له حجر مثل بقية الحجارة التي هم لا يعبدونها ولا يلتفتون اليها فاراد ان ان يظهر لهم ان هذه لا تملك شيء فانتظر اليوم يوم العيد وعادتهم في ذلك اليوم يخرجون جميعا من البلدة تكون بلدة خالية لا يوجد فيها احد يخرجون جميعا في ذلك اليوم فردا ان ان يبقى ان يبقى لامر يريده فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم. سلك هذا المس لكن انه خشي ان تخلف بدون سبب بين للقوم انه لا انهم يمنعونه لانه عرفوا عنه شيء من العداوة لهذه الاصنام وهذه المعبودات فلما اعتذر بذلك وبقي وحده في البلد وخرجوا جميعا الى الصحراء كر راجعا الى البيت الذي فيه الاصنام وكسرها كلها بيدها كسرى كلها بيده وابقى الكبير من هذه الاصنام وقصد بذلك ان يقيم الحجة الواضحة لهم تحاكموه في هذه القضية محاكمة علنية فاتوا به على اعين الناس. لعلهم يشهدون. هذه محاكمة علنية. محاكمة علنية امام الناس امام الملأ وكان إبراهيم يريد ذلك. إبراهيم عليه السلام يريد هذا الأمر حتى تظهر الحجة على جميع الناس. فجمعوا الناس وحاكموا امامهم. امام الناس وهو كان يريد ذلك لان هدفه من هذا الموقف ان يظهر عيب الاصنام وانها ما تملك شيئا ولا تغني شيئا ولا تعطي ولا تدفع ما تدفع نفسها. فلما سألوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم هذا علنا امام الناس. قال بل كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون فاسألوهم ان كانوا ينطقون الان اتضح لما جاءت الحجة قوية جدا والموقف بالنسبة للقوم موقف هزهم موقف شديد جدا رجعوا مثل ما قال الشيخ بصبابة ومحبة وشوق للاصنام غابوا عنها وقتا فرجعوا في شوق لها فوجدوها كلها محطمة الا كبير فلما قال اسألوهم ان كانوا ينطقون. كانت قوية هذه قوية في اقامة الحجة عليه. فعلا اثرت فعلا اثر ظهر لها اثر. مباشرة لما سمعوا هذه الحجة تبين لهم الامر فرجعوا الى انفسهم قالوا انكم انتم الظالمون هذا يفيد ان ان فعلا صار لها تأثير عليها لكن سبحان الله التأثير كان وقتي جدا وقتي يسير ثم نكسوا على رؤوسهم انقلبوا على على رؤوسهم الحجة ظهرت لهم وبانت واذعن اذعنوا لها وحكموا على انفسهم بانهم هم الظالمون في عبادتهم لهذه الاصنام اعترفوا بذلك. اعترفوا بانهم هم الظالمون في عبادتهم ليه الاصنام لكن بسرعة سريعا ما رجعوا ونكسوا على رؤوسهم وقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون كيف تطلبن ان ان ان نخاطب ونسأل هذه الاصنام وهي لا تنطق. هذه حجة ثانية ايضا حجتان عليكم حجة ثانية عليكم قوية جدا تعبدون ما لا ينطقون ما لا ينطق لا يدفع ولا ينطق كيف تعبدونه اف لكم يقول لهم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون ما عندكم عقل؟ كيف تعبدون هذه الاصنام؟ لا تدفع عن نفسك انظرها كلها محطمة وقلت لكم اسألوها قلتم انها لا تنطق. اذا هي مكسرة محطمة ما تدافع عن نفسها. وفقط تسأل من الذي فعل بك هذا ما تستطيع تجاوب ما تنطق فكيف تعبدون معبودا او معبودات هذا شأنها كيف تعبدون معبودات هذا شأنها افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون لو كان لكم عقول صحيحة لم تقيموا على عبادتها الحال ان هذا شأنها لا تغني ولا تدفع ولا تعطي ولا تمنع. الحجة واضحة فسلكوا حينئذ مسلك المفلس من الحجة وهو التهديد والوعيد. فلما قال رحمه الله فلما اعيتهم المقاومة بالبراهين والحجج عدنوا الى استعمال قوتهم وبطشهم وجبروتهم في عقوبة ابراهيم عليه السلام فقالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين. فاوقدوا نارا عظيمة جدا فالقوه بها فقال وهو في تلك الحال حسبي الله ونعم الوكيل. فقال الله للنار يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فلم تضره بشيء وارادوا به كيدا لينصروا الهتهم ويقيموا لها في قلوبهم وقلوب اتباعهم الخضوع تعظيم فكان مكرهم وبالا عليهم. وكان انتصارهم لالهتهم نصرا عظيما عند الحاضرين والغائبين والموجودين والحادثين عليهم وانتصر الخليل على الخواص والعوام والرؤساء والمرؤوسين. حتى ان مالكهم حاج ابراهيم في ربه بغيا وطغيانا ان اتاه الله الملك فقال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت. فالزمه الخليل بطرد دليله التصرف المطلق فقال فان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين نعم هذا يؤجل باذن الله عز وجل لقائنا آآ في الغد سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خير