الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن في فصل قصة ابراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله وهذا من جملة الاسباب لذهابه بها الى الى موضع البيت الحرام والا فهو متقرر عنده ذلك عليه السلام فذهب بها وابنها اسماعيل الى مكة وهي في ذلك الوقت ليس فيها ساكن ولا مسكن ولا ماء ولا زرع ولا غيره. وزودهما بسقاء فيهما وجراب فيه تمر ووضعهما عند دوحة قريبة من محل بئر زمزم ثم قفى عنهما فلما كان في الثنية حيث يشرف عليهما دعا الله تعالى فقال ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك كرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون الى اخر الدعاء الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال مع قصتي خليل الرحمن ابراهيم عليه الصلاة والسلام مر معنا ان زوجه سارة رضي الله عنها وهبته وهبته هاجر رجاء ان يكرمه الله عز وجل منها بولد وسارة كانت عاقرا لما يتيسر لها الانجاب فاحبت الخير لزوجها ابراهيم الخليل عليه السلام ان يكرمه الله سبحانه وتعالى بولد وهذا احسان عظيم منها ووفاء معها مع زوجها ومحبة للخير عظيمة فوهبته فهذه الجارية هاجر ليتسررها لعل الله عز وجل ان يكرمه منها بولد وهذا الاحسان العظيم الذي قامت به سارة كان جزاؤه الاحسان فاكرمها الله عز وجل بان رزقها الله عز وجل الولد وهي كبيرة فالد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا فاجتمع لها كبر السن وكونها في الوقت نفسه عاقرا لا تنجب فاكرمها الله سبحانه وتعالى بالولد وهذا فيه فائدة عظيمة وشاهد قول الله سبحانه وتعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان فاكرمها الله عز وجل هذه الكرامة انجب لابراهيم من هاجر اسماعيل عليه السلام اخذتها اي سارة الغيرة اخذتها الغيرة وهذا امر طبيعي يلحق النساء يلحق النساء وفي الحديث غارت امكم يقصد عائشة رضي الله عنها فهذا امر طبيعي يلحق النساء يلحق المرأة ولابد لحقتها الغيرة واشتد الامر عليها جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما كان بين ابراهيم وبين اهله ما كان. خرج باسماعيل وامه الى مكة لما كان بين ابراهيم واهله ما كان يعني لما حصل آآ شدة الغيرة شدة الغيرة واشتدت اه بسارة الغيرة العظيمة لما رأت آآ هاجر وايضا جاءها الولد مع انها انما وهبته لها من اجل ذلك لكن هذا امر طبيعي يلحق النساء وكانت هاجر اول من اتخذ المنطق الذي هو يشد على الوسط ويكون له ذيل اتخذته لتعفي اثرها لتعفي اثرها ولعل وهذا جاء في في البخاري ولعل المراد بذلك رفقا منها ولطفا بسارة حتى لا ترى شيئا تشتد به الغيرة تشتد به الغيرة وتزيد اه غيرتها فكان هذا من رفقها وهذا المعنى ايظا معنى عظيم ينبغي ان يكون بين الجارات لا تحاول ان تستثير الغيرة بامور بل تحاول ان تهدئ منها بما يكون به تهدئتها والا هي واقعة تقع بين والضرائر ولا بد فالحاصل ان هذا الذي الذي كان واما ما يأتي في بعض كتب التفسير من اخبار وغرائب وتوسع في هذا الموضوع مثل ما جاء في بعض الاخبار ان سارة حلفت ان تقطع من هاجر ثلاثة اعضاء حلفة تقطع من هاجر ثلاثة اه اعضاء وصارت اه تخفي اثرها حتى لا يحصل لها ذلك اي هاجر وان ابراهيم عليه السلام قال لها بري بيمينك بان تجعل خرقا في الاذن اليمنى واليسرى وان تأتي تخفظ منها الذي هو الختان للانثى فهذه عن آآ يمينها ان تقطع ثلاثة اعظاء فلما خرقت الاذن وظعت فيها هاجر الحلم كيف ازدادت الغيرة؟ هذه اشياء كلها تركب يعني ما لها ما لها يعني اصل وتأتي في اخبار غرائب وتذكر احيانا في بعض لكن لما ينظر في اسانيده مثل هذي فيها الواقدي وهو كذاب ومسلسلة ايضا بمجاهيل من هذا القبيل ربما يراها بعض الناس تذكر في كتب التفسير ويظن انها اشياء صحيحة لكن يكفي في هذا الامر هذا الاجمال الذي جاء في البخاري ذكرها ابن عباس رضي الله عنها حتى ايضا الحلف انها حلفة لا تساكنها آآ فيما آآ فيما اه وقفت عليه لم يأتي في اخبار ثابتة وانما الذي جاء هو هذا المعنى الذي ذكرها ابن عباس كان بينها وبينها ما كان اي من شدة الغيرة فرأى إبراهيم عليه السلام من الخير الا يجعلها معها في مكان واحد فاخذها الى مكة لامر اه يريده الله سبحانه وتعالى فذهب بها اي هاجر وبابنها اسماعيل الى مكة وهي اي مكة في ذلك الوقت ليس فيها ساكن ولا مسكن ولا ماء ولا زرع ولا غيره. وهذا امر عجيب جدا عجيب للغاية يعني امرأة ومعها مولود صغير وليس معهم الا قربة من الماء وقليل من التمر ويضعهم في هذا المكان وحدهم بين جبال لا لا ساكن ولا مسكن ليس فيها مساكن يسكن فيها وليس فيها سكان وليس فيها ماء وليس فيها اه اه زروع او غير ذلك وتركها في ذلك المكان قريبا من الموضع وتركها قريبا من الموضع الذي نبع منه ماء زمزم وكانت تحادثه في ذلك يعني كيف يتركهم وحدهم ثم سألته هل الله عز وجل امرك بذلك؟ قال نعم فسلم سلمت امرها لله لما كان امر وادرك ان الله عز وجل يتولاها وان امتثال الله امتثال امر الله حتى ولو كان في اه اه شدة او امر عظيم او يظن المرء انه فيه هلكة له فالله لا يظيع عبده في طاعته لربه وامتثاله لامره سبحانه. فلما كان في الثنية بحيث يشرف عليهما على زوجه وابنه دعا الله وجاء كما في الصحيح صحيح البخاري ورفع يديه يدعو الله سبحانه وتعالى بهذه الدعوات التي ذكر الله جل وعلا في القرآن ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع هذه صفة المكان الذي تركها فيه وادي لا ماء فيه ولا زرع ولا سكان ولا مساكن فيه شيء من ذلك بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. عند بيتك المحرم بنى ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون تركها في اه حفظ الله سبحانه وتعالى وكلاءته جل في علاه ودعا بهذه الدعوات العظيمة وتوسل الى الله عز وجل بانه تركهم في هذا المكان الذي لا مسكن فيه ولا سكان ولا ماء ولا زرع طاعة لله وامتثالا لامره توسل الى الله عز وجل بهذه الطاعة وهذا الامتثال لامر الله سبحانه وتعالى دعا الله عز وجل ان يهيئ لهم الخير في هذا المكان فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. الى اخر الدعوات التي ذكر الله جل وعلا في سورة نعم قال رحمه الله ثم استسلمت لامر الله وجعلت تأكل من ذلك التمر وتشرب من ذلك الماء حتى نفد فعطشت ثم عطش ولدها فجعل يتلوى من العطش ثم ذهبت في تلك الحال لعلها ترى احدا او تجد مغيثا فصعدت ادنى جبل منها وهو الصفا وتطلعت فلم ترى احدا. ثم ذهبت الى المروة وصعدت عليه فتطلعت فلم ترى احدا. ثم جعلت تتردد في ذلك الموضع وهي مكروبة مضطرة. مستغيثة بالله لها ولابنها وهي تمشي وتلتفت اليه خشية السباع عليه. فاذا هبطت الوادي سعت حتى تصعد من جانبه الاخر لان لا يخفى على بصرها ابنها. والفرج مع الكرب والعسر يتبعه اليسر. فلما تمت سبع مرات تسمعت حس الملك. فبحث في الموضع الذي فيه زمزم فنبع الماء. فاشتد فرح ام اسماعيل به وشربت منه وارضعت ولدها وحمدت الله عز وجل على هذه النعمة الكبرى وحوطت على الماء لئلا قال النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله ام اسماعيل لو تركت ماء زمزم اي لم تحوطه لكان زمزم عينا معينا. ثم عثر بها قبيلة من قبائل العرب يقال لها جرهم فنزلوا عندها وتمت عليها النعمة استسلمت هاجر عليها رضي الله عنها لامر الله بامر الله سبحانه وتعالى وبقيت في هذا المكان الذي فيه ليس فيه انيس ولا جليس وليس فيه ماء ولا زرع ليس معها الا قليل من الماء وقليل من التمر فكانت تأكل وتشرب من هذا الماء الذي معها وترضع ولدها. وترضع ولدها حتى انتهى الماء وانتهى التمر واشتد بها الجوع والعطش واصبح يتلبط ابنها من شدة الجوع الى جنبها وشدة العطش اخذت تسعى بحثا عن ما او عن احد يحمل ماء وسعيها كان بين الصفا والمروة جبلين مرتفعين ذهبت الى الصفا اولا وصعدت تنظر لم ترى احدا ثم هبطت ولما وصلت الوادي ركضت واسرعت في الركض حتى ترتفع لترى ابنها وتكون مشرفة عليه لانها ايضا تخشى عليه ومشفقة عليه فهي بين امرين تسعى حتى تشرف وتراه وتطمئن على انه ليس حوله شيء من سباع او شيء من هذا القبيل حتى وصلت الى المروة اذا وصلت بين العالمين في الوادي المكان الذي بين العلمين الذي في الوادي تسعى وضع فيه علمان لتحديد المكان الذي من السنة ان فيه سعي اي عدو واسراع فكانت تعدو في هذا المكان من اجل ان تشرف سريعا على ولدها وتطمئن على على حاله ثم اذا وصلت الى المروة قامت هناك تبحث وتنظر ثم ترجع الى الصفا فعلت ذلك سبع مرات فعلت ذلك سبع مرات جاء في الصحيح صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فذلك سعي الناس بينهم هما فذلك سعي الناس بينهما فهذا السعي الذي يفعله الناس بين آآ الصفا والمروة بدايته هذا العمل العظيم الكبير من هذه المرأة العظيمة في طلب الماء في طلب الماء شفقة ورحمة منها بولدها وايضا الحاجة الشديدة التي ادركتها هي للماء والطعام الحاصل انا فعلت ذلك سبع مرات سبع مرات فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك سعي الناس بينهما اين اي بين الصفا والمروة؟ يقول الشيخ تفعل ذلك وهي مكروبة مضطرة مستغيثة بالله لها ولابنها. هذا الاضطرار والاستغاثة وحسن الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى تدعو الله وتسأله جل وعلا مع الصبر والتكرار سبع مرات ليست مرة واحدة ذهبت بل سبع مرات هذا من موجبات اجابة الدعاء ولهذا ينبغي ان يحسن العبد الدعاء آآ وهو يسعى بين الصفا والمروة واذا كان في في كرب ففي هذا الموطن كان فرج الكرب وبدايته كان فرج كرب وشدة لهذه المرأة فرج الله كربها بسبعة اشواط بين بين الصفا والمروة تبحث وتدعو الله سبحانه وتعالى. ولهذا ينبغي ان يستحضر هذا المعنى واذا كان الانسان يسعى بين الصفا والمروة فليستحضر ان هذا السعي موطن لتفريج الكرب والشدائد اذ مهما كانت ومهما عظمت فان الفرج مع الكرب واليسر مع مع العسر لاشتدت انفرجت فيعظم الدعاء والرغبة والالحاح على الله سبحانه وتعالى. وفرج الله سبحانه وتعالى وتيسيره قريب على اثر ذلك يعني لما اكملت السبع الاشواط سمعت حس اي صوت سمعت صوتا فقالت لنفسها صه يعني تسكت نفسه حتى تستمع جيدا للصوت فتسمعت حس الملك قال فبحث في الموضع الذي فيه زمزم فنبع الماء جاء في البخاري فبحث بعقبه او قال بجناحه الماء بحث اي حرك الماء بعقبه حرك الارض حرك الارض بعقبة او حركها في الرواية الاخرى بجناحه فنبع الماء نبع الماء وهذه من ايات الله العظيمة نبع الماء وليس الماء الذي نبع اي ماء ليس ايما وانما الماء الذي نبع هو خير ما وافضل مياه الدنيا واعظمها نفعا وبركة وقال عنه عليه الصلاة والسلام طعام طعم وشفاء سقم وهي في هذا الموطن ما عندها طعام ما عندها طعام وكان غذاؤها وطعامها وولدها هذا الماء فهو طعام ولو استمر المرء مدة طويلة لا يشرب الا ماء زمزم لكفاه وابو ذر مكث في بئر زمزم اربعين يوما مختفيا ما يشرب الا الماء وذكر ان ان بطنه يظهر عليه الشباع يظهر عليه الشبع مثل الذي يأكل الطعام ما هو؟ اه مثل اي ماء يشرب وشفاء سقم فيها جعل الله سبحانه وتعالى فيه شفاء وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه آآ قال ماء زمزم لما شرب له كثير من اهل العلم والفضل قديما وحديثا شربوا ماء زمزم لمصالح دنيوية واخروية دنيوية واخروية شربوا زمزم لذلك ومن اعجب ما وقفت عليه في هذا الباب ان احدهم شرب ماء زمزم لتحقيق التوحيد شرب ماء زمزم لتحقيق التوحيد. وهو لما سلب له لما شرب له جعل الله سبحانه وتعالى فيه بركة عظيمة ومن شرف هذا الماء ان النبي عليه الصلاة والسلام لما شق صدره شقه جبريل غسل صدره بماء زمزم غسله بماء زمزم ولهذا اوردها البخاري اورد هذا الحديث في فضل ماء زمزم هذا من شرف هذا الماء وعظيم اه شأنه هذا الماء هو كما قال العلماء سقاية اسماعيل وركبة جبريل سقاية اسماعيل وركظة جبريل لان جبريل ركظ الارظ بحثها في بعقبه فنبع الماء وهو سقاية لاسماعيل في اول نبوعة آآ خروجه من من الارظ هذي بدايته. هذه بدايته سقاية اسماعيل وهو ركظة جبريل في في الارظ وجعل الله سبحانه وتعالى في آآ في هذا الماء بركة عظيمة فرحت ام اسماعيل فجعلت تحوضه جعلت تحوظه وتقول بيدها هكذا تحوظ الماء تحوظ الماء اي تحوط وتجمعه حتى انه قيل انه سمي زمزم لهذا المعنى وقيل اقوال كثيرة لكن قيل ان الماء سمي زمزم لانها كانت تحوظه اي تزمه بيدها. تزم الماء تجمع الماء وقيل سمي بهذا لكثرته من ذاك الوقت الى يومنا هذا وهو لا يزال عامرا فلكثرة هذا الماء وغزارته يقال ماء زمزم او زمازم اي كثير غزير وقيل في سبب التسمية اقوال اه عديدة فرحت ام اسماعيل به وشربت وارضعت ولدها وحمدت الله عز وجل على هذه النعمة الكبرى واخذت تحوظ الماء تحوها تحوطه لئلا يسيح. لان لا يسيح فارادت ان يكون مجتمع في في هذا المكان قال النبي عليه الصلاة والسلام رحم الله ام اسماعيل لو تركت ماء زمزم اي لم تحوظه لكانت زمزم عينا معينا اي عين جارية عينا معينا ثم عثر بها قبيلة من قبائل العرب يقال لهم جرهم وهم من قحطان فنزلوا عندها وتمت عليها النعمة. وهذا ايضا من اجابة دعوة ابراهيم ارزقهم من الثمرات واجعل افئدة من الناس تهوي اليهم اجاب الله ذلك اه كله فنزلوا عندها وتمت عليها النعمة وكان جبريل قال لها لا تخافوا الضيعة. قال لها في ذلك الوقت لما نبع الماء قال لا تخافوا الضيعة فانها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وابوه هنا ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وابوه وان الله لا يضيع اهله وان الله لا يضيع اهله بقيت اه هذه القبيلة عندهم في هذا الماء عند هذا الماء ماء زمزم وشب اسماعيل قال رحمه الله وشب اسماعيل شبابا حسنا واعجب القبيلة باخلاقه وعلو همته وكماله. فلما تزوج منه امرأة ففي اثناء هذه المدة ماتت امه رضي الله عنها وجاء ابراهيم بغيبة اسماعيل الى يتصيد فدخل على امرأته فسألها عن زوجها عن عيشهم فاخبرته ان زوجها قد ذهب يتصيد وان عيشه هم عيش الشدة والشقاء فقال لها اذا جاء زوجك فاقرئيه مني السلام وقولي له يغير عتبة بابه ورجع من فوره لحكمة ارادها الله. فلما جاء اسماعيل كانه انس شيئا. فسأل امرأته فاخبرته انه شيخ بهذا الوصف وانه سأل عنك فاخبرته. وسألنا عن عيشنا فاخبرته اننا في شدة وانه وانه يقرأ عليك السلام ويقول لك غير عتبة بابك. فقال ذاك ابي وانت العتبة باهلك ثم تزوج اسماعيل غيرها ثم جاء ابراهيم مرة اخرى واسماعيل ايضا في الصيد فدخل على امرأته فسألها عن اسماعيل فاخبرته وسألها عن عيشهم فاخبرته انهم في نعمة وخير وكانت امرأة طيبة شاكرة لله وشاكرة لزوجها جهة ثم قال لها اذا جاء زوجك فاقرئي فاقرئي عليه السلام وقولي له يثبت عتبة بابه ثم رجع ايضا من فوره قبل قبل مواجهة اسماعيل لحكمة ارادها الله تعالى. فلما رجا اسماعيل من صيده قال هل جاءكم من احد؟ فقالت جاءنا شيخ بهذا الوصف فقال فقال هل قال لكم من شيء؟ فقالت سألنا عنك فاخبرته وسألنا عن عيشنا فاخبرته انا في نعمة واثنيت على الله فقال فما قال؟ قالت هو يقرأ عليك تنام ويأمرك ان تثبت عتبة بابك. فقال ذاك ابي وانت العتبة امرني ان امسكك. ثم عاد ابراهيم عليه الصلاة والسلام المرة الثالثة فوجد اسماعيل يبري نبلا عند زمزم. فلما رآه قام اليه فصنع كما يصنع الوالد الشفيق والولد الشفيق. فقال يا اسماعيل ان الله امرني ان ابني ها هنا بيتا يكون معبدا للخلق الى يوم القيامة. قال ساعينك على ذلك. فجعلا يرفعان القواعد من البيت. ابراهيم يبني واسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك. ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتابة ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم فلما تم بنيانه وتم للخليل هذا الاثر الجليل امره الله ان يدعو الناس ويؤذن فيهم بحج هذا البيت فجعل يدعو وهم يفدون الى هذا البيت من كل فج عميق ليشهدوا منافع دنياهم واخراهم. ويسعدوا ويزول عنهم شقاؤهم ام نعم هذا يؤجل لقاء الغد نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير. اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى سيناء طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين مؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما بلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه