الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له فصل فيما في قصة الخليل من الفوائد اولا ليعلم ان جميع ما قصه الله علينا من سورة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام فاننا مأمورون به امرا خاصا قال تعالى ملة ابيكم ابراهيم اي الزموها. ثم اوحينا اليك ان اتبع ابراهيم حنيفا قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم اية فما هو عليهم في التوحيد والاصول والعقائد والاخلاق وجميع ما قص علينا وجميع ما قص علينا من نبأ ايه فان فان اتباعه فان اتباعنا اياه من ديننا. ولهذا لما كان الامر عاما لاحواله كلها استثنى الله حالة من احواله فقال الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك. اي فلا تقتدوا به في هذه الحال بالاستغفار للمشركين فان استغفار ابراهيم لابيه انما كان عن موعدة وعدها اياه فلما فتبين له انه عدو لله تبرأ منه الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لما انهى المصنف رحمه الله تعالى ذكر ما تيسر له ذكره ما قصتي ابراهيم الخليل عليه السلام شرع في ذكر الفوائد المستنبطة من هذه القصة العظيمة وهي اعني قصة ابراهيم مليئة بالعبر العظيمة والدروس النافعة والعظات بالغة وقد تنوعت الفوائد المستفادة من هذه القصة لكن بدأ الشيخ رحمه الله تعالى ذكر هذه الفوائد بالتنبيه على امر عظيم غاية في الاهمية الا وهو ان جميع ما قصه الله علينا من سيرة ابراهيم الخليل عليه السلام فانا مأمورون به امرا خاصا. فان مأمورون به امرا خاصا وهذا جاء في نصوص اشار رحمه الله تعالى الى بعضها منها قول الله عز وجل في اخر آآ اية من سورة الحج ملة ابيكم ابراهيم اي فالزموا هذه الملة. الحنيفية السمحة وقال الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم وقال جل وعلا ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم واتبع ملة ابراهيم فالحاصل ان هذه الملة ملة ابراهيم لها خصوصية لها شأن خاص بل جاءت نصوص في التأكيد على الائتساب في التأكيد على الاكتساب به. والاتباع ملته ولما كانت لما كان هذا الامر مهما غاية الاهمية في حياة المسلم شرع لنا كما ثبت بذلك السنة ان نجدد كل يوم في الصباح والمساء الايمان بهذه الملة قد ثبت في اذكار الصباح والمساء اصبحنا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من هذا يشرع للمسلم ان يقوله في الصباح والمساء وهذا تجديد لهذا الايمان وتمتين له في القلب فهو يدل على عظم هذا الامر واهميته وملة ابراهيم وهي الملة الحنيفية مثل ما وصفها الله سبحانه وتعالى بذلك في ايات ملة ابراهيم حنيفا فملته هي الحنيفية وقد قال الله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه اي لا يرغب عن هذه الملة الحنيفية العظيمة المباركة الا من حكم على نفسه بالسفه فهي ملة يرى فيها ويعتنى بها ويعظم شأنها ويقبل عليها حنيفية والحنيف هو المائل. عن الشرك الى التوحيد وعن الضلال الى الهدى وعن معصية الله سبحانه وتعالى الى الاقبال على طاعته وتعظيم شرعه سبحانه وتعالى مما ذكر الله جل وعلا في اتباع هذه الملة قوله عز وجل في سورة ممتحنة قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول ابراهيم لابيه استغفرن لك هذا مستثنى الشيخ رحمه الله يقول هذه الاية تدل على وجوب اتباع ما هو عليه في التوحيد والاصول والعقائد والاخلاق وجميع ما قص الله علينا من نبأه فان اتباعنا اياه من ديننا. قد كانت لكم اسوة من ديننا ولهذا لما كان هذا الامر عاما لاحواله كلها استثنى الله سبحانه وتعالى من هذا الاتباع حالة واحدة استثناها بقوله الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك هذا المستثنى لا يتبع فيه ابراهيم لا يتبع فيه ابراهيم عليه السلام لان له شأن خاص فاستغفار ابراهيم لابيه كان عن موعده وعدها والده ما لم ينه عن ذلك عن موعده ولهذا جاء في ايات في سورة التوبة قال الله عز وجل ما ما كان ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم. وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم. لما تبين له انه عدو لله تبرأ منه فاستغفاره لابيه هذا لا يؤتسى به به استثني من باب والاتباع وذكر ان له امر خاص وهو ان في موعده من إبراهيم آآ لأبيك لأبيه والموعدة هذه ذكرها الله سبحانه تعالى في ايات مرت معنا وهي آآ نصائحه العظيمة لابيه في سورة مريم جاء في خاتمتها سلام عليك ساستغفر لك ربي. وعده بهذا ساستغفر لك ربي ففي موعد وعده بهذا ولما تبين له انه عدو لله كف عن هذا الاستغفار. ولهذا استثني قال الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك. قال الشيخ فلا تقتدوا به في هذه الحال الاستغفار للمشركين فالمشرك لا يستغفر له فالمشرك لا يستغفر له لا لا يدعى له بالمغفرة فان استغفار لابيه فان استغفار ابراهيم لابي انما كان عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه تبرأ منه كف عن الاستمرار في الاستغفار له نعم قال رحمه الله ومنها ان الله اتخذه خليلا. والخلة اعلى درجات المحبة. وهذه المرتبة لم تحصل لاحد من الخلق الا الخليلين ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم. منها اي فوائد القصة ما ذكر في اه في القرآن ان الله سبحانه وتعالى اتخذ ابراهيم خليلا واتخذ الله ابراهيم خليلا اتخذ الله ابراهيم خليلا ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله وابراهيم خليلا هذا فيه فضيلة عظيمة عالية جدا ورفيعة للغاية وهي ان الله عز وجل خص ابراهيم الخليل واكرمه بكرامة عظيمة جدا وهي انه جل وعلا اتخذه خليلا والخلة اعلى درجات المحبة لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه قبلها قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. فالعبد في في الايمان لا يزال في درجات وعلو ومنازل يرتقي فيها الا الفوز بمحبة الله له وعباد الله جل وعلا يتفاوتون في حظهم من هذه المحبة بحسب حظهم من الايمان والطاعة للرحمن كما يفيده قوله جل وعلا في هذا الحديث القدسي وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى اخر الحديث فالحاصل ان ان درجات اعلى هذه الدرجات الخلة والله سبحانه وتعالى لم يتخذ من خلقه وعباده خليلا الا اثنين ابراهيم الخليل ومحمد الخليل عليهما الصلاة والسلام على جميع النبيين نعم قال رحمه الله ومنها ما اكرمه الله به من الكرامات المتنوعة جعل في ذريته النبوة والكتاب واخرجه ومن صلبه امتين هما افضل الامم العرب وبنو اسرائيل. واختاره الله لبناء بيته الذي هو اشرف بيت واول بيت للناس ووهب له الاولاد بعد الكبر واليأس. وملأ بذكره ما بين الخافقين وامتلأت قلوب الخلق من والسنتهم من الثناء عليه هذه ايضا آآ من الفوائد في المتعلقة بهذه القصة ما اكرم الله سبحانه وتعالى به من الكرماء ما اكرمه الله به من الكرمات المتنوعة ومن يقرأ القصة في مواضع ذكرها في كتاب الله عز وجل يجد ان آآ نبي الله وخليله ابراهيم اكرمه الله سبحانه وتعالى بكرامات عظيمة ومتنوعة يلخص الشيخ بعظها هنا منها هذه الكرامات والمنن العظيمة التي من الله بها على ابراهيم ان جعل في ذريته النبوة والكتاب كما قال الله عز وجل وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب. فاكرمه الله عز وجل بذلك. ولهذا يوصف عليه السلام بانه ابو الانبياء. لانه اه من بعده لم يكن نبي الا من ذريته من بعده لم يكن نبي الا من ذريته جعل الله في ذريته النبوة وهذي هذي مكرمة له وامر عظيم خصه الله سبحانه وتعالى به فهو ابو الانبياء ابو الانبياء واخرج من من صلبه امتين هما افضل الامم العرب وبنو اسرائيل العرب من نسل اسماعيل ولده اسماعيل وبنو اسرائيل من نسل ولده اسحاق واختاره الله لبناء بيته الذي هو اشرف بيت فبوأه سبحانه وتعالى مكان البيت اي هداه ودله وارشده وعرفه واذ بوأنا ابراهيم مكان البيت وامره ببنائه فقام بذلك بمعاونة ولده اسماعيل عليهما السلام واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم فقام بهذا العمل الجليل الشريف العظيم بناء البيت بناء البيت وقيل في هذا المقام في شأن هذا البيت الذي هو اشرف بيت واعلاه اعظمه بيت الله سبحانه وتعالى قيل في شأنه الامر ببنائه الله والمبلغ جبريل والباني ابراهيم الخليل عليه السلام والمعين على البناء ولده اسماعيل. ولده اسماعيل فشرف الله عز وجل نبيه ابراهيم الخليل ببناء البيت وامره بتطهير البيت للطائفين والقائمين والركع السجود ثم امره سبحانه وتعالى بعد هذا البناء وتهيئة المكان بالنداء في الناس بالحج تؤذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق ووهب له الولد بعد الكبر واليأس ولهذا حمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة قائلا الحمدلله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ان ربي لسميع الدعاء فهي منة عظيمة جاءته في هذا تلا آآ السن ولما جاءت البشارة اشارت امرأته سارة الى هذا المعنى قالت وانا عجوز وهذا بعدي شيخا اي بلغ اه بلغ الكبر من السن والعمر فالد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب فاكرمه الله سبحانه وتعالى الولد عن كبر فهذه اه هذه ايضا كرامة الولد الذي اكرم به وبشر به بشر به عندما بشر به ولدا نبيا من الصالحين وبشر ايضا به بان له من ورائه ولد ومن وراء اسحاق يعقوب فهذا كله من الكرامات والمنن التي اكرم الله سبحانه وتعالى اه بها هذا النبي عليه السلام قال وملأ بذكره ما بين الخافقين ملأ بذكره ما بين الخافقين للدنيا ذكرا عطرا وثناء عظيما ثناء مستمرا مع مر الايام والعصور وهذا من اجابة الله عز وجل من اجابة الله سبحانه وتعالى لدعوة ابراهيم واجعل لي لسان صدق في الاخرين وتعلي لسان صدق في الاخرين اي ذكرا حسنا وثناء طيبا في ودعاء فملأ بذكره الخافقين وامتلأت قلوب الخلق من محبته والسنتهم من الثناء عليه. فهذه كلها ضائل والشمائل العظيمة لهذا النبي عليه الصلاة والسلام وعلى جميع النبيين. نعم قال رحمه الله ومنها ان الله رفعه بالعلم واليقين وحج وقوة الحجج. قال تعالى وكذلك نري ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء. ان ربك حكيم عليم. ومن شوقه الى الوصول الى غاية العلم ونهايته ان سأل ربه ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن طمأن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن انك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم منها الفوائد المستنبطة من هذه القصة ان الله عز وجل قد رفع آآ ابراهيم الخليل عليه السلام بالعلم واليقين وقوة الحجة وهذه الامور الثلاثة تجدها في مواطن آآ في القرآن تشهد لذلك وتدل عليه اشار الشيخ رحمه الله تعالى الى بعضها منها قول الله جل وعلا وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين فكان عظيم التفكر والتدبر في ايات الله الدالة على عظمة الله سبحانه وتعالى ووحدانيته وتفردهم وهذا باب يتفاوت الناس فيه تفاوتا عظيما وقد بلغ في هذا الباب اعلى رتبه عليه السلام والناس فيه متفاوتون. منهم من يمر على هذه الايات وهو عنها معرض. وليس بها منتفع ومنهم من ينتفع بهذه الايات ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. ليس لكل احد الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون بخلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار جعل الله عز وجل لخليله من هذا التفكر التدبر في ايات الله النصيب الاوفر والحظ الاعظم وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين اي بلغ في ذلك اعلى درجات العلم وهو اليقين اليقين هو ثبوت العلم في القلب ثبوتا راسخا لا يزعزعه شيء انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. اي ايقنوا ولم يشكوا بان العلم هو اليقين هو العلم التام الذي يعمر به القلب ويكون راسخا في القلب ثابتا فيه لا يزعزعه شيء وليكون من الموقنين قال ومن شوقه الى الوصول الى غاية العلم ونهايته وتمام اليقين وكماله انه سأل ربه اذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ليزدد ايماني ليطمئن قلبي اي ليزدد ايماني فلا اليقين درجات فطلب الاعلى طلب الاعلى عنده في هذا الامر الذي هو احياء الله للموتى عنده علم اليقين فاراد ان يصل الى عين اليقين يرى ذلك فاراه الله عز وجل وهذا من اكرام الله لابراهيم الخليل. اراه الله ذلك قال ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن؟ قال بلى. ولكن ليطمئن قلبي فاراه الله سبحانه وتعالى جل وعلا ذلك بان امره ان يأخذ اربعة من الطير يجمعهن اليه ثم يقطعهن قطعا ثم يفرقهن ممزوجات في اه في كل جبل يضع منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك. ثم ادعهن ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن دينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم نعم قال رحمه الله ومنها ان من عزم على فعل الطاعات وبذل مقدوره في اسبابها ثم حصل مانع يمنع من اكمالها ان اجره قد وجب على الله كما قال الله ذلك في المهاجر الذي يموت قبل ان يصل الى مهاجره على الى مهاجره وكما ذكره الله في قصة الذبح وان الله اتم الاجر لابراهيم واسماعيل حين اسلما لله واذعنا لامره ثم رفع عنهما المشقة واوجب لهما الاجر الدنيوي والاخروي من فوائد القصة ان من عزم على فعل الطاعات وبذل مقدوره في اسبابها ثم حصل مانع يمنع من اكمالها ان اجره قد وجب على الله وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمل صحيح مقيما وهذا فضل عظيم عظيم من من الله ومنة عظيمة منه سبحانه وتعالى ان العبد الذي عزم على طاعة او ايضا كان مواظبا على طاعة ثم حال بينه وبين المواظبة عليها مانع من مرض او نحوه فانها تكتب له اسير هنا الى امر وفائدة موقظة موقظة ونافعة بعض الناس قد يصاد في حياته وربما في كبر سنه بعارظ من مرض قد يلازمه المرض الى الموت ربما ايضا يدخل في غيبوبة من الناس من يدخل في غيبوبة يموت بعدها تكون عشر سنوات احيانا عشرين سنة ثم يزوره اقاربه ومحبوه ومنهم من اه يراه على تلك الحال فيعطف عليه ويرحمه ويشفق عليه وما علم هذا الذي يشفق على هذا المريض انه ان نفسه اولى بهذا الاشفاق ان نفسه اولى بهذا الاشفاق ان يشفق على نفسه لان هذا المريض قد يكون وهو على هذه الحال مسجى على سرير مرضه يكتب له كل ليلة قيام ليل كل ليلة ومسجى يكتب له قيام ليل. ويكتب له الصيام ويكتب له الصدقات كل الاشياء التي كان يفعلها او عازما عليها وحال بينه وبينها هذا المرض كلها تكتب له وهذا فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى وربما هذا الذي يشفق على هذا المريض مفرط حتى في في الفرائض فمن الاولى بان يشفق عليه من الاولى بان يشفق عليه؟ هذا الذي اعطاه الله صحة وعافية وقوة ونشاط مفرط في الفرائض وهذا الذي هو مشجع على سرير مرضه ربما سنوات في غيبوبة تكتب له فرائض وتكتب له نوافل وتكتب له طاعات عظيمة. يكتب له قيام ليل يكتب له صيام نوافل. يأتي يوم الاثنين يكتب له صيامه يأتي الليل يكتب له قيامه لا تزال تكتب له هذه الطاعات التي حال بينه وبينها ماذا هذا المرض تكتب له فاجرا وثوابا عند الله. وهذا القوي النشيط الفريضة المضيعة او مفرط فيها فضلا عن الرغائب والنوافل فمن الاولى بان يشفق عليه وهذا باب مهم جدا جد مهم جدا للاعتبار وآآ الاتعاظ فمن فوائده هذه القصة ان من عزم على فعل الطاعات وبذل مقدوره في اسبابها ثم حصل مانع يمنع من اكمال ان اجره قد وجب على الله قال رحمه الله ذاكرا مثالا على ذلك كما قال الله ذلك في المهاجر الذي يموت قبل ان يصل الى مهاجرين ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة. ومن يخرج من بيتهم مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله يعني حتى وان لم يبلغ وهذا يروى في في قصة في سبب النزول وفي سندها كلام ان رجلا خرج مهاجرا ففي الطريق لدغته حية ومات في الطريق وان الاية نزلت فيه وعلى كل صح هذا السبب لنزول الاية او لم يصح فالاية واضحة في الدلالة على هذا المعنى ثم يدركه الموت سواء لدغته عقرب او ايا كان الامر او حية او ايا كان الامر اجره ثابت. على الله. الاية واضحة في تقرير هذا المعنى. فمن عزم على فعل طاعة وبذل مقدوره في اسبابها ثم قال مانع يمنع من اكمالها قد وجب على الله سبحانه وتعالى. اجره على الله امر اخر في هذا الباب عجيب جدا عجيب للغاية وهذا من سعة فضل الله سبحانه وتعالى والحديث في الترمذي بسند ثابت قال عليه الصلاة والسلام انما الدنيا لاربع ثم ذكر هذه الاقسام الاربعة الاول رجل اتاه الله مال وعلم فهو ينفق من هذا المال في وجوه الخير يبذل في سبيل الله يكتسب هذا المال في حله ويضعه في حلة ويؤدي حق الله في هذا المال ورجل اتاه الله علم ولم يؤته مال فيقول عازما في نفسه ان اتاني الله مثل مال فلان لافعلن مثله اي من صدقات ونفقات وبذل الى اخره قال النبي عليه الصلاة والسلام هما في الاجر سواء هما في الاجر سواء سبحان الله يأتي رجل يوم القيامة فقير معدم ما عنده مال. ويجد في حسناته بناء مساجد وبينادور ايتام وطباعة مصاحف وحفر ابار وو الى اخره بهذا العزم القوي الذي لم يحل بين وبين ان يفعله الا ماذا؟ اكملوا نعم الا وجود المال فقط هذا الذي حال بينه وبينه ان وجود المال فقط والا عازم تماما ان وجد عنده مال مثل ما عند فلان ان يفعل مثله. قال اجرهما سواء ثم ذكر اخرين رجل اتاه الله مال ولم يؤتيه علم فهو يخبط في هذا المال ويغشى فيه الحرام ويستخرج هذا المال من غير حله ويضعه في غير حلة ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما ويرى هذا يتمتع التمتع المحرم بالمال فيقول عازما لو كان عندي مثل فلان لفعلت مثله اي من المعاصي والذنوب. قال النبي عليه الصلاة والسلام هما في الوزر سواء هما في الوزر سواء هذا حقيقة باب مهم في فقه العبادات واستثمار العمل الصالح وايضا السلامة من السرور وان عمل القلب مؤثر تأثيرا عظيما وان من اهم ما ينبغي ان يعنى به ان يصلح قلبه بينه وبين الله سبحانه وتعالى ان يملأه من العزوم العظيمة والنوايا الصالحة الطيبة التي يألو بها شأنه عند الله عز وجل حتى واما حتى وان لم يتيسر له العمل او وجد مانع من من العمل قال كما قال الله ذلك في المهاجر الذي يموت قال قبل ان يصل الى مهاجره وكما ذكر الله في قصة الذبح الذبح اي مرت معنا امر الله عز وجل لابراهيم ان يذبح ولده اسماعيل اخبار ابراهيم لاسماعيل بذلك وقوله له افعل يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين. فلما اسلم وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا ان كذلك نجزي المحسنين فهذا احسان وكتب له جزاء المحسنين وثوابه وثوابهم العظيم كتب ابراهيم وكتب لاسماعيل مع ان العمل هذا لم يتم مع ان هذا العمل الذي امر به لم يتم بل فداه الله سبحانه وتعالى بذبح عظيم لكنهما اسلما لله واذعنا لامر الله ثم رفع عنهما المشقة واوجب لهما الاجر الدنيوي والاخروي في الموطن نفسه التفت إبراهيم واذا بكبش مربوط بشجرة الى جنبه كبش ابيظ املح اقرن الى جنبه وثبت له الاجر العظيم الاخروي عند الله ان كذلك نجزي المحسنين في نفس السياق سياق هذه القصة قال الله عز وجل اولا انا كذلك نجزي المحسنين ثم بعدها بقليل قال كذلك نجزي المحسنين. هذا تأكيد للاحسان اه والثواب المحسنين الذي فاز بها الخليل عليها السلام في اسلامه لله واذعانه لامره سبحانه وتعالى نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها فزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث اصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول وبيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب طيب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا ان ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر هم ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد جزاكم الله خيرا