الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له قصة لوط عليه السلام وقصة لوط عليه السلام تبع لقصة ابراهيم لانه تلميذه وقد تعلم من ابراهيم عليه السلام وكان له بمنزلة الابن فنبأه الله بحياة الخليل وارسله الى قرى سدوم من غور فلسطين. وكانوا مع شركهم بالله يلوطون بالذكور ولم يسبقهم احد الى هذا الفاحشة الشمعاء فدعاهم الى عبادة الله وحده وحذرهم من هذه الفاحشة. فلم يزدادوا الا عتوا وتماديا فيما هم فيه ولما اراد الله هلاكهم ارسل الملائكة لذلك فمروا بطريقهم على ابراهيم عليه السلام واخبروه بذلك فجعل ابراهيم عليه السلام يجادل في اهلاكهم. وكان رحيما حليما وقال ان فيها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه واهله اجمعين فقيل يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك. وانهم اتيهم عذاب غير مربون الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي على محمد اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وسلم تسليما كثيرا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه قصة لوط عليه السلام وهي قصة لها ارتباط قصة ابراهيم او بين القصتين ترابط فان لوطا عليه السلام كما تقدم معنا هو ابن اخي ابراهيم عليه السلام وتلميذه تلقى عنه واوحى الله عز وجل اليه اعني لوط وارسله الى قرى الى جهة فلسطين هناك قريبا منها يدعوهم الى الله عز وجل والى توحيده جل في علاه وكان القوم الذين بعث فيهم وارسل اليهم اهل شرك وكفر بالله عز وجل واهل فاحشة فجمعوا بين الشرك والفاحشة والفاحشة التي كانوا عليها هم هم من بدأ تلك الفاحشة ولم يسبقهم اليها احد من العالمين وهي اتيان الذكران لم يسبقهم فيها احد من العالمين ليس فقط من ناس حتى في البهائم لا يعرف ذلك لانها فاحشة تناهت في الفساد والقبح والمباينة للعقل والفطرة والمصادمة شرع الله سبحانه وتعالى وفيها من الخسة والدناءة والقبح الشيء الكثير استمرأ هذه الفاحشة وكانوا في سكرتهم يعمهون وفي غيهم متمادون وفي باطلهم منهمكون بعث فيهم عليه السلام ودعاهم الى الله والى توحيده جل في علاه ودعاهم ترك هذه الفاحشة الخسيسة والبعد عن هذا العمل الشنيع فما استجابوا له ولم يقبلوا ما دعاهم اليه بل مضوا كما اخبر الله عز وجل عنهم في سكرة الباطل الشهوات المحرمة والقبح والفساد متمادين في ذلك ارسله الله عز وجل اليهم انذارا واعذارا لكن القوم لا يحبون الناصحين ولم يقبلوا دعوة لوط عليه السلام ولم يحرك فيهم شيئا نذارته وتخويفه لهم بالله وعقوبة الله سبحانه وتعالى قال دعاهم الى عبادة الله وحده وحذرهم من هذه الفاحشة فلم يزدادوا الا عتوا وتماديا فيما هم فيه اي من ضلال وباطل وحينئذ دنت عقوبة عقوبة الله عز وجل استحكم الباطل فيهم زاد الصدود والاباء فدنت العقوبة فبعث بها سبحانه وتعالى ملائكة وفي طريقهم الى تلك الديار لانزال عقوبة الله سبحانه وتعالى مروا بابراهيم الخليل مروا بابراهيم الخليل عليه السلام على صورة اضياف ومرت قصتهم قريبا سلموا عليه ورد عليهم السلام كانوا مكرمين عنده قام بكرامتهم واحسن في ضيافتهم خرب اليهم عجلا حنيذا مشويا فلم تمتد ايديهم اليه ونكرهم واوجس منهم خيفة فبشروه باسحاق وامرأة قائمة فضحكت وتعجبت من هذا الامر قال تا الد وانا عجوز وهذا بعلي شيخ ان هذا لشيء عجيب ابراهيم عليه السلام لما جاءته الملائكة وظيفهم فلم تمتد ايديهم الى الطعام نكرهم واوجس منهم خيفة ثم بينوا له حقيقتهم ومن هم وما جاءوا به وبشروه اولا الولد اسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب بشروا باسحاق نبيا من الصالحين وبشروه ثانيا بالعقوبة التي جاءوا اه يحملونها الى اولئك القوم قوم لوط فابراهيم لما جاءه هؤلاء الاضياف في اول امر حصل له روع خوف اوج سخيفة ثم بينوا له من هم وما جاءوا به وبشروه بشروه بالعقوبة ولهذا من الاقوال التي قيلت ان وهو وهو اقوى ما قيل ان امرأته لما ضحكت يعني مستبشرة بهلاك اولئك ضحكت مستبشرة بهلاكهم فبشروه بهلاك هؤلاء القوم وكان اصابه روع خوف قال الله عز وجل فلما ذهب عن ابراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط يجادلنا في قوم لوط المجادلة في قوم لوط جاء ما يبينها في موضع اخر قال ان فيها لوطا. قالوا نحن اعلم بمن فيها. لنجنه اهله الا امرأته فكان يجادلهم في قوم لوط وصفه الله بانه حليم وانه اواه وانه منيب عليه صلوات الله وسلامه على جميع النبيين فكان يجادلهم يجادلهم في قوم لوط حين اخبروه هذه العقوبة وبشروه بها لانها بشارة بهلاك قوم تناهوا في الفساد والقبح واشتهر عنهم ذلك الشهرة واسعة وامرأته سارة لما سمعت بالبشارة ضحكت وفرحت مستبشرة بهلاك قوم استحكم فسادهم شرهم وتناهى قبحهم وسوءهم فالحاصل ان ابراهيم كان يجادل الملائكة في قوم لوط فقيل له ان الامر وبه وواقع لا محالة يا ابراهيم اعرظ عن هذا يعني المجادلة في آآ قوم لوط وبينوا له ان الامر قظي وانه واقع ولا بد وانه ليس فيه مجال للمجادلة وانه اتيهم عذاب غير مردود انتقلت انتقل هؤلاء الملائكة من ابراهيم عليه السلام وذهبوا الى لوط واتوه في بيته بصورة اضياف شبان حسان الوجوه على صورة جميلة غاية في الجمال وقومه في غاية الفساد في هذا الباب اتيان الذكران من العالمين فلما تعالما قومه بمجيء اضياف عنده في جمال عظيم جدا جاءوا الى بيته يركضون وجاءه قومه يهرعون اليه اي مسرعين قاصدين الفاحشة في اضيافه على طريقتهم وعادتهم الشنيعة القبيحة فجاءهم وجاءه قومه يهرعون اليه خوفهم بالله وذكرهم بعقوبة الله استنطف معهم في الخطاب لكنهم كما وصفهم الله عز وجل في سكرتهم يعمهون ولما ذهب الملائكة الى لوط قال رحمه الله ولما ذهب الملائكة الى لوط عليه السلام بصورة اضياف ادميين شباب ساء الوطن ذلك وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب لعلمه بما عليه قومه من هذه الجراءة الشنيعة ووقع ما خاف منه فجاءه قومه يهرعون اليه يريدون فعل الفاحشة باضياف لوط. فقال يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم لعلمه انه لا حق لهم فيهن كما عرض سليمان للمرأتين حين اختصما في الولد فقال ائتوني بالسكين اشقه بينكما ومن المعلوم انه لا يقع ذلك وهذا مثله ولهذا قال قومه لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد وايضا يريد بعض العذر من اضيافه وعلى هذا التأويل لا حاجة الى العدول الى قول بعض المفسرين في قوله هؤلاء بناتي يعني زوجاتهم يعني لان النبي اب لامته فان هذا يمنعه امران احدهما قوله هؤلاء بناتي يشير اليهن اشارة الحاضر. ثانيا هذا الاطلاق على زوجاتهم لا نظير له وايضا النبي انما هو بمنزلة الاب للمؤمنين به لا للكفار والمحظور الذي توهموه يزول بما ذكرنا وانه يعلم انه لا حق لهم فيه. او يعلم انه لا حق لهم فيهن وانما يريد مدافعتهم بكل طريق فاشتد الامر بلوط عليه السلام وقال لو ان لي بكم قوة او اوي الى ركن شديد. اي لدافعتكم فلما رآهم جازمين على مرادهم الخبيث قال فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي. اليس منكم رجل رشيد فاستلجوا في طغيانهم وسكرهم فحينئذ اخبرته الملائكة بان تلجوا احسن الله لكم. فاستلجوا في طغيانهم وسكرهم. فحينئذ اخبرته الملائكة بامرهم. وانهم ارسلوا لاهلاكهم فصدم جبريل او غيره من الملائكة الذين يعالجون الباب ليدخلوا على لوط فطمس بهذه الصدمة اعينهم فكان هذا عذابا معجلا وانموذجا لمن باشروا مراودة لوط على اضيافه نعم يقول اه رحمه الله تعالى ولما ذهب الملائكة الى لوط عليه السلام بصورة اضياف ادميين شباب سألوا لوطا ذلك سألوطا ذلك وضاق بهم ذرعا عادة المرء الكريم المضياف يفرح بالظيف ويأنس بهم ويسعد بقدومهم عليه ويعمل على اكرامهم ولوط عليه السلام جاءه ضيف فساء الامر اساءه جدا وضاق بهم ذرعا واشتد الامر عليه لماذا لانه يعرف الفساد الشديد الذي عليه قومه والشر العظيم فكان يخشى على اضيافه من قومه يخشى على اضيافه من قومه وفعلا الذي كان يخشاه حصلت بداياته جاؤوا الى بيته يورعون اليه ولما جاءت رسلنا لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب يوم عصيب دخول اضياف في بيته ليست العادة هذه لكن يعرف الشر العظيم الذي عليه قومه وفعلا مثل ما كان يخشى والامر عظيم في في قومه شدة الفساد قال جل وعلا وجاءه قومه يهرعون اليه وجاءه قومه يهرعون اليه نعم اكملوا ها وجاءه قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات. قال يا قوم هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي اليس منكم رجل رشيد هذه الكلمات التي قالها في هذا الموقف يخاطب قومه كلمات عجيبة في استعطاف قومه ان يكفوا عن هذا الاذى وعن هذا الشر فاول ما خاطبهم قال يا قوم ما قال يا هؤلاء وهذا فيه استعطاف لهم ثم الامر الاخر انه فدى اضيافه ببناته قال هؤلاء بناتي واتى بظمير الاشارة الحاظر هؤلاء تنجيزا لهذا الامر ووصفهن بالطهارة ترغيبا لهم في عفة وامر في خير وفضيلة لهم وخوفهم بالله اتقوا الله ذكرهم بالله وبعقوبة الله سبحانه وتعالى وايضا وبخهم في امر الظيف وحق الضيف والاحسان اليه. ولا تخزوني في ضيفي ثم قوله لهم اليس فيكم رجل رشيد ينهى ينهاكم عن هذا الامر وهذا الفعل فهي كلمات مثل ما ذكر ابن القيم في بعظ كتبه فيها سبعة اوجه من الاستعطاف والاستلطاف لقومه هذه الاية نوع في الاساليب تذكيرا تخويفا ترغيبا ترهيبا نوع في مخاطبة قومه في في ذلك ولم يبالوا بشيء من هذا النصح منه عليه السلام اخذوا يدفعون الباب قاصدين الفاحشة بالأضياف هذا قصدهم اشتد الامر على لوط عليه السلام وقال لهم فيما قال هؤلاء بناتي هن اطهر لكم الشيخ اشار الى ان هناك اقوال في معناهن بناتي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فمن الاقوال انه يقصد زوجاتكم وان كل نبي ابو لي امته فاراد ان يلفتهم الى ان يعفوا انفسهم بزوجاتهم وهذا بعيد مثل ما اشار الشيخ رحمه الله تعالى قال من من وجهين الاول قال هؤلاء بناتي يشير اليهن اشارة الحاضر والامر الثاني هذا الاطلاق على زوجاتهم لا نظير له يقول على زوجاتهم بناتي لا نظير لهم والنبي بمنزلة الاب للمؤمنين به لا لا للكفار فهذا قول القول الاخر ما ذكره هو رحمه الله ان انه اراد بقوله هؤلاء بناتي يعني عرظ عليهم بناته لا يرتكبوا الامر وانما عرظه عليهم عرظا يدرك من انهم يعلمون انهم لا حق لهم في بناته انهم لا حق لهم في بناته ولهذا في الاية قال ان لتعلموا ما ما لنا في بناتك من حق واياك ما لنا في بناتك من حق انا اقرأ هذه هذه الاية والله اتعجب ما لنا في بناتك من حق يعني كأن القوم يعرفون الحقوق كأنهم يعرفون الحقوق وعندهم دراية بالحقوق ويميزون بين حق وباطل ما لنا في بناتك من حق وهم من اقبح الناس فسادا في ظياع الحقوق وهذا يكشف لكم ان المبطل قد يتحدث عن معاني كبار حقوق والى اخره وهو ما ما له فيها شيء لا في عير ولا في قالوا ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد وانك لتعلم ما نريد يعني نريد الاضياف والبنات يقولون ما لنا في بناتك من حق هذا قول انه عرظ عليهم بناته لعلمه ان انهم يدركون انهم لا حق لهم في في في البنات وهذا يظهر والله اعلم انه ايضا بعيد القول ان يكون هو المراد الاقرب انه عرض عليهن بناته ليزوجهم ليزوجهم بناته وهذا هو الاظهر بل آآ لا يكون الا ذلك عرظ عليهم بناته ليزوجهم بناته يقول ابن القيم رحمه الله ففدى تضيافه ببناته يزوجهم بهم خوفا على نفسه واضيافه من العار الشديد يعني قد لا يكون هناك رغبة ابتداء ان يزوجهم بناته لكن هذا الموقف هذا الموقف الجأه الى ان يعرض عليهم ان يزوجهم بناته وهم من هم في في في شرهم لكن يريد الخلاص من شر عظيم جدا فعرض عليهم ان يزوجهم يزوجهم بناته ويفدي بهذا اضيافه من شر الشهوة المحرمة الباطلة التي جاء هؤلاء قاصدينها يريدونها في اه في اضيافه عليه السلام اشتد الامر بلوط وقال لو ان لي بكم قوة او اوي الى ركن شديد لو ان لي بكم قوة لو عندي قوة وقدرة ادفعكم وامنعكم واطردكم لكن لكنه ما كان عنده قوة يدفع هؤلاء العدد الذين هجموا على بيته لهذا الفساد او اوي الى ركن شديد اراد يعني قبيلة قوم يمنعونه من من من هؤلاء وفي هذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث يرحم الله لوطا لقد كان يأوي الى ركن شديد يعني الله لقد كان يأوي الى ركن شديد اي الله سبحانه وتعالى لكن لوط جاءت على لسان هذه الكلمة في موقف عصيب حال عصيبة شديدة جدا فحينئذ قال له الملائكة لا تخف ولا تحزن واخبروه انهم ارسلوا بالعقوبة لهؤلاء قالوا قالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك الاية الاخرى في العنكبوت قال لا تخف ولا تحزن طمأنوه وهدئوا من روعه وقالوا لا يشتد بك الخوف ولن يصلوا اليك ولن يصيبون باي اي اذى ونحن ملائكة مرسلين بعقوبة لهم. اخبروا بذلك عليه السلام قوله فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي اليس منكم رجل رشيد سبق الكلام على الاية بتمامها وما اشار اليه ابن القيم رحمه الله فيها من انواع من الاستعطاف قومه ان يكفوا عن هذا الفساد الذي جاءوا آآ لفعله ما استجابوا له استلجوا في طغيانهم اي تمادوا في فسادهم وحينئذ اخبرته ملائكة الرحمن بامرهم وانهم ارسلوا لاهلاكهم ارسلوا لاهلاكهم وامروا قال رحمه الله وامروا لوطا ان يسري باول الليل باهله ويلح في السير حتى يخلف ديارهم وينجو من معرة العذاب. فخرج بهم فما اصبح الصباح حتى خلفوا ديارهم وقلب الله عليهم ديارهم فجعل اعلاها اسفلها وامطر عليها حجارة من سجيل. من سجيل منضود مسومة ربك وما هي من الظالمين الذين يعملون عملهم ببعيد امروا لوطا امرت الملائكة لوطا عليه السلام لما اخبروه بحالهم وانهم جاؤوا بالعقوبة امروه ان يخرج باهله من اول الليل من اول الليل ويلح في السير يعني يسرع حتى يخلف ديارهم وراءه وينجو هو واهله من العذاب يستثنى من ذلك امرأته التي كانت على دين قومها كانت على دين قومها كانت كافرة بالله عز وجل على دين قومها شملتها العقوبة وامروا ان يلحوا في السير يجدوا في السير والا يلتفتوا الا يلتفتوا الى الوراء ويستثنى من اهله امرأته التي لم تكن على دين لوط كانت على دين قومها قالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسري باهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد الا امرأتك كانه مصيبه انه مصيبها ما اصابهم ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب موعدهم الصبح موعدهم قريب انتهى امرهم واسري انت باهلك من اول الليل ولا تلتفت ولا اهلك يلتفتون الى الوراء لان العقوبة نازلة بهم اليس الصلح بقليل فلما جاء امر ربك جعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد ما هي من الظالمين قال الشيخ الذين يعملون عملهم الذين يعملون عملهم وهذا فيه وعيد شديد لمن اه يا يستن بسنتهن ويقتدي بفعلتهم القبيحة فانما احلهم ما احلها الله ما احله الله بهم من عقوبة ليست ببعيدة عنكم كل ظالم يفعل مثل فعلهم ويرتكب مثل ذنبهم واصبحوا اية وعبرة للمعتبرين ولهذا قال عز وجل في سورة الحجر ان في ذلك لايات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم ان في ذلك لاية للمؤمنين وقال في موطن اخر وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل افلا تعقلون فالحاصل ان ان بقيت قصتهم والعقوبة التي احل احلها الله سبحانه وتعالى بهم بقيت اه عبرة وعظة لكل متعظ و معتبر ثم اخذ يعدد رحمه الله تعالى الفوائد التي تستنبط من هذه القصة نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا