الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له قصة شعيب عليه السلام نبأه الله وارسله الى اهل مدين وكانوا مع شركهم يبخسون المكاييل والموازين ويغشون في المعاملات وينقصون الناس اشياءهم فدعاهم الى توحيد الله ونهاهم عن الشرك به وامرهم بالعدل في المعاملة وزجرهم عن البخس في المعاملات وذكرهم الخير الذي ادره الله عليهم والارزاق المتنوعة. وانهم ليسوا بحاجة الى ظلم الناس في اموالهم وخوفهم العذاب المحيط في الدنيا قبل الاخرة فاجابوه ساخرين وردوا عليه متهكمين. فقالوا يا شعيب اصلاتك تامرك ان نترك ما يعبد اباؤنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء انك لانت الحليم الرشيد اي فنحن جازمون على عبادة ما كان اباؤنا يعبدون وجازمون على اننا نفعل في اموالنا ما نريد من اي معاملة ان تكون فلا ندخل تحت اوامر الله واوامر رسله. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه قصة نبي الله شعيب عليه السلام وهذا النبي يقال عنه خطيب الانبياء وقد جاء في هذا حديث يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام لكنه لا يثبت ويروى تلقيبه بذلك عن غير واحد من السلف مثل سفيان الثوري ومالك ابن انس وغيرهم ومشهور تلقيبه بذلك في عامة وكثير من كتب التفسير يلقب بذلك لفصاحته وجزالة عباراته وحسن مراجعته لقومه في نصحه لهم ووعظهم وردي شبهاتهم واقامة الحجة عليهم فكان يلقب عليه السلام بذلك نبأه الله وارسله الى اهل مدين وهي منطقة بين الحجاز والشام وهي الى الشام اقرب يقال لهم ايضا اصحاب الايكة وان كان اصحاب الايكة لظالمين قال لهم اصحاب الايكل لان الله عز وجل اكرمهم بحدائق وبساتين ملتفة الاشجار كثيرة الخير لكن مع فضل الله العظيم عليهم ومننه المتوالية ابوا الا الظلم وجمعوا انفسهم بين ظلمين الظلم الذي يتعلق في حق الله وان الشرك ان الشرك لظلم عظيم فكانوا اهل كفر وشرك وتنديد وعبادة للاوثان حتى يذكر ان فيما يعبدون الاشجار فيما يعبدون من موثان متخذة الاشجار التي من الله سبحانه وتعالى عليهم بها فكانوا اهل الشرك وعبادة الاوثان اتخاذ الانداد وهذا اظلم الظلم والظلم الاخر ظلم العباد بالبغي والبخس بالتطفيف في الميزان وقطع الطريق والعثور في الارض فسادا فكانوا مع شركهم بالله عز وجل يبخسون المكاييل والموازين ويغشون في المعاملات وينقصون الناس اشياءهم ويعفون في الارض مفسدين ولهذا فان اه مما يعرفون به قطع الطريق قطع الطريق والاعتداء على الناس في اموالهم وبخسهم في المعاملات فبعث الله سبحانه وتعالى اليهم نبيه شعيب فدعاهم اولا الى توحيد الله واخلاص الدين له والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ولا ينقص المكيال والميزان اني اراكم بخير نعمة الله عليكم عظيمة عندكم ارزاق عندكم اشجار فتفضل الله عليكم بمنى عظيمة اغناكم سبحانه وتعالى من واسع فضله مع هذه النعم والعيش الطيب والرغد تعتدون على الناس وتقطعون الطريق وتبخسون في الميزان قال لهم بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين بقية الله يعني ما ما جعل الله لكم من خير وتفضل به عليكم من عطاء ومن عليكم به من ارزاق واشجار وثمار وخيرات هذه خير لكم خير لكم قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث. خير لكم هذا بقية الله الذي انعم الله بكم علي انعم به عليكم من منى وفضائل وعطايا وخيرات اشجار وثمار ونعم بقية الله خير لكم خير لكم من هذا الذي تفعلونه من بخس للناس وظلم لهم اخذ لاموالهم بغير الحق وقطع الطريق وافساد في الارض بقية الله خير لكم فكان ناصحا رفيقا حليما اه واعظا مؤثرا لكن ما كان لذلك اثر على قومه بل قابلوا دعوته بالعناد والصدود ورد ما دعاهم اليه من توحيد وترك للظلم قال لهم ذكرهم الخير الذي ادره الله عليهم ذكرهم الله ذكرهم الخير الذي ادره الله عليهم. قال اني اراكم بخير وقال بقية الله خير لكم يعني الذي اعطاكم الله عز وجل حلالا ورزقكم به وتفضل خير لكم من هذه الاشياء التي تأخذونها بالحرام بالبخس والظلم تطفيف في الميزان وقطع الطريق ظلم الناس هذا الحلال الذي اعطاكم الله خير لكم قل لا يستوي الخبيث هو الطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فلا يغتر بكثرة المال اذا جاء من طرق خبيثة بقية الله يعني ما اعطاه ما اعطاهم الله عز وجل من مال حلال طيب فيه غنية وفيه كفاية وهو خير عظيم اني اراكم بخير فكان يذكرهم بذلك وان الله ادر عليهم الارزاق والنعم المتنوعة وانهم ليسوا بحاجة الى ظلم الناس في اموالهم وخوفهم من عذاب الله المحيط في الدنيا وفي الاخرة واني اخاف عليكم عذاب يوم محيط قال لهم في تخويفه لهم من عذاب الله واني اخاف عليكم عذاب يوم محيط اي بكم لا يغادر منكم احدا ولا ينجو منه احد يشملكم اجمعين يهلككم اجمعين عذاب محيط بكم لن ينجوا منكم احد من عذاب الله عز وجل وهو محيط بكم في هذه الدنيا لا يسلم منه احد منكم وفي الاخرة ايضا عذاب دائم ومستمر فكان يذكرهم يخوفهم بعذاب الله وسخطه وعقابه جل وعلا فاجابوا ساخرين وردوا عليه متهكمين مستهزئين قالوا يا شعيب اصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء انك لانت الحليم الرشيد انك لانت الحليم الرشيد. صلاتك تأمرك ان اه ان نترك ما يعبد اباؤنا هذا دين الاباء دين الاجداد ورثناه عن ابائنا وعن اجدادنا لا يمكن ان نتركه من اجل صلاتك هذه التي تأمرك بهذا صلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا الحسن البصري رحمه الله قال اي والله تأمره بهذا اي والله تأمره بهذا الصلاة تأمر بكل خير ورفعة وفلاح في الدنيا والاخرة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الصلاة تنهى عن كل شر الصلاة تجمع بين امرين معونة على الخير ومزدجر عن الشر استعينوا بالصبر والصلاة معونة على كل خير وناهية عن كل شر ولا يزال العبد موفقا ما كان محافظا على الصلوات المكتوبة التي كتبها الله عليه في اوقاتها كما امره الله وتعالى بها قالوا على سبيل السخرية والتهكم بنبي الله شعيب الصلاة تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا ما يعبد اباؤنا هذه عقدة في جميع الامم على مر التاريخ ما يعبد اباؤنا انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مهتدون لا يمكن نترك طريقهم من اجل صلاتك هذه الصلاة تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء انظر الكلام الفاسد كل الفساد الذي القاه عليهم الشيطان نفعل في اموالنا يعني هذي هذي عبارة يجيب بها كل من يريد ان يتعامل بماله معاملة محرمة اذا قيل لهذا حرام يقول انا حر في مالي انا حر في مالي هذا مالي انا اتصرف فيه كيف اشاء ما احد يا يعترض علي في مال هو ملك لي انا اتصرف فيه كيف يشاء كيفاش؟ فهذه ايضا جواب جوابهم في في بما يتعلق بالمال وهو جواب كل مبطل يتعامل بالمال معاملة محرمة يقول انا حر في مالي ينسى نعمة الله عليهم وينسى فضل الله عليه وينسى حدود الله التي حدها له في المال ينسى انه سيقف يوما بين يدي الله ويسأله عن المال سؤالين. من اين اكتسبه وفيما انفقه وان قالوا وان نفعل او ان نفعل في اموالنا ما نشاء انك لانت الحليم الرشيد هل قصدوا وصفه بذلك حقيقة سخرية انك لانت الحليم الرشيد هل قصدوا وصفه فعلا ان حليم رشيد لا قالوا ذلك سخرية وتهكما سخرية وتهكما مثل ما يقال عادة في بعض فاهل السفه اذا يريد يرد مثلا قول ناصح قل انت العاقل انت الكذا ويسخر ما يقصد حقيقة حقيقة المعنى قالوا انك لانت الحليم الرشيد قالوا ذلك سخرية واستهزاء ومقصودهم كيف تكون انت كذلك واباؤنا ضالون غاوون وانت الذي انفردت من هؤلاء كلهم بالحلم والرشاد انت الحليم الرشيد اذا اباؤنا كلهم ضلال وغوات وانت وحدك الحليم الرشيد قالوا ذلك سخرية بنبي الله عليه السلام قالوا نحن جازمون مصرون على عبادة ما كان يعبد اباؤنا. وجازمون على ان نفعل في اموالنا ما نريد من اي معاملة تكون فلا ندخل تحت اوامر الله واوامر آآ رسوله عليه الصلاة والسلام. هذا كان جوابهم وردهم للدعوة الرفيقة اللطيفة العظيمة من نبي الله شعيب فماذا قال عليه السلام فقال لهم يا قومي ارأيتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا. اي اغناني الله وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه اي ما نهيتكم عن المعاملات الخبيثة وظلم الناس فيها الا وانا اول تارك لها اه مع ان الله اعطاني ووسع علي وانا محتاج الى المعاملة ولكني متقيد بطاعة ربي ان اريد في فعلي وامري لكم الا الاصلاح اي ان تصلح احوالكم الدينية والدنيوية ما استطعت. وما توفيقي الا عليه توكلت واليه انيب. نعم استمر في خطابه اللطيف محاجته لقومه برفق ولطف وملاينة لهم وملاطفة في الخطاب يا قوم استميلهم الى الحق رحمة بهم ورجاء في خلاص من هذا البلاء الذي هم فيه والشر والفساد يا قوم ارأيتم ان كنت على بينة من ربي الان هم سخروا وتهكموا فبه وقالوا ان فرضت انت وحدك عن الاباء بهذا الذي جئت به انت وحدك الحليم انت الرشيد وحدك قال لهم ارأيتم ان كنت على بينة من ربي ماذا يكون الامر على بينة من الله عز وجل ورزقني منه رزقا حسنا. قيل النبوة تفضل علي بان جعلني نبيا بعثني اليكم ارأيتم ان كنت كذلك على بينة وعندي حجة من الله ومبلغ لدين الله والله رزقني هذا هذا الامر وتفضل به علي ارأيتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا. قيل رزقا حسنا اي النبوة وقيل ما ذكره الشيخ هنا اغناني اي بالمال واعطاني من فضله سبحانه وتعالى قال الامام ابن كثير والسياق يحتمل الامرين يحتمل الامرين يحتمل المعنيين قال وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه. هذا كلام عظيم جدا ويجب ان يكون نصب عيني كل داعية الى الله سبحانه وتعالى الله يقول لم تقولون ما لا تفعلون ويقول اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم بعض السلف يقول هذه الثلاث الايات ينبغي ان تكون امام ناظري كل داعية الى الله ما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه يعني لا انهاكم عن شيء واخالفكم اليه واسبقكم الى فعله ولهذا فالداعي الى الله هو السباق دائما الى الى الخيرات والسباق الى البعد عن المحرمات المنكرات قال المعنى ما نهيتكم عن المعاملات الخبيثة وظلم الناس فيها الا انا اول تارك لها مع ان الله اعطاني ووسع علي. رزقني منه رزقا حسنا. وانا محتاج الى المعاملة والبيع والشراء الى اخره ولكني متقيد بطاعة ربي وهذا التقيد بطاعة الله سبحانه وتعالى لا يكون خسارة للمرء بل ربحا له وغنيمة في الدنيا والاخرة ربحا وغنيمة الاوفي دنياه واخراه ان اريد فيما اقول وابين الا الاصلاح هذا هو غايتي وهدفي ليس لي اي غرض اخر ان اريد الا الاصلاح ما استطعت ما اريد من مخاطبتي لكم ووعظي وعظكم وتذكيركم الا اصلاحكم وتخليصكم من هذا الشر والظلم الذي انتم فيه ان اريد الا الاصلاح ان تصلح احوالكم الدينية والدنيوية ما استطعتم قال وما توفيقي الا بالله والناس بين موفق ومخذول والموفق هو من وكله الله اليه سبحانه والمخذول هو من وكله الله الى نفسه من وكل الى نفسه وكل الى خذلان والموفق هو من وكله الله اليه. وما توفيقي الا بالله وما توفيقي اصابتي للحق قيامي به دعوتي اليه الا بالله هو الموفق المؤيد المعين سبحانه وتعالى عليه توكلت واليه ينيب عليه توكلت واليه ينيب هذا فيه الجمع بين التوكل وبذل السبب مثل مثل فاعبده وتوكل عليه. مثل اياك نعبد واياك نستعين عليه توكلت اعتمد عليه في كل اموري وافوض اموري اليه سبحانه واليه انيب اي اسعى طالبا آآ رضاه مقبلا عليه مجانبا ما يسقطه سبحانه وما نهى عنه جل في علاه ثم قال رحمه الله ثم خوفهم اخذات الامم التي حولهم في الزمان والمكان. فقال لا يجرمنكم شقاقي ان يصيبكم لما اصاب قوم نوح او قوم هود او قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد. ثم عرض عليهم التوبة ورغبهم فيها فقال واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود. فلم يفد فيهم خوفهم اخذات الامم اخذات جمع اخذة اي عقوبات وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد اخذه جمعها اخذات فاخذهم اخذة رابية. جمع اخذة اخذات. المراد اخذات اي عقوبات. خوفهم اخذات الامم التي حولهم في الزمان والمكان وخص في التخويف تذكيرهم بقوم لوط تذكيرا بقوم لوط ذكرهم باخذات الامم عموما وذكرهم خاصة بعقوبة قوم لوط مرت معنا قريبا قال لا يجرمنكم شقاقي ليحملنكم معاداة في دعوتي لكم الى توحيد الله والى ترك الظلم لا يحملكم لا تحملكم هذه المعاداة الى على ما انتم عليه من كفر وظلم فتحل بكم العقوبة مثلما حل بمن قبلكم ان يصيبكم مثل ما اصاب قوم نوح او قوم هود او قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ذكرهم على الترتيب ذكرهم على الترتيب قوم نوح قوم هود قوم صالح قوم لوط وذكرهم على الترتيب ولهذا هذه الاية آآ من من يحفظها يحفظ ترتيب هؤلاء ترتيب هؤلاء الانبياء وهي اخصر اية فيما يعني اذكر الله اعلم جمعت اه الانبياء مرتبين في موضع واحد في اية واحدة مختصرة اه قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم آآ لوط وقوم شعيب الذي هو بعدهم المخاطب قومه بهذا الخطاب ان يصيبكم مثل مثل ما اصاب قوم نوح او قوم هود او قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ببعيد زمانا او مكانا وما قوم لوط منكم ببعيد. يقول ابن كثير يحتمل امرين يحتمل الامرين معا اي في الزمان والمكان فهم من حيث الزمان ليس زمانهم بعيد عنكم قريب ومن حيث المكان هم سامتين لكم قريبين منكم. لان منطقة اه منطقة هؤلاء التي مديا قريبة من جهة من جهة الشام ومنطقة سدوم التي قوم شعب وراءهم وليست بعيدة عنهم والله لما ذكر في سورة الحجر اه عذاب القومين قوم اصحاب الايكة وقوم لوط قال وانهما لبامام مبين وانهما لبام مبين امام يعني طريق والطريق يسمى امام لانه يؤتم يسار في فيه ويؤتم بالسير فيه فكانوا في امام مبين في طريق مبين واضح يمر عليه خاصة المخاطبون ابتداء كفار قريش في تجارتهم الى الشام يمرون مدين ويمرون وانكم لتمرون عليهم مصلحين وبالليل افلا تعقلون وقال في ايضا في في الفرقان افلم تكونوا ترونها يعني ترون القرية التي حل بها العذاب فكانت مديا قريبة من سدوم ليست بعيدة عنه. فالمكان مكان المعذبين قريب وزمان المعذبين قريب. ما انتم من اه قوم لوط ببعيد. وانتم تعرفون العقوبة التي احلها الله بهم؟ عقوبة شديدة يذكرهم بها قلب الله القرية كاملا عالية سافلة وامطر عليهم حجارة من سجيل وهي قريبة منهم زمانا ومكانا هذا كلام موقظ او او ليس موقن يخوف لكن لم يبالوا بذلك عرض عليهم التوبة والانابة الى الله واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود ترفق بهم نصحهم خوفهم دعاهم الى التوبة الى الله الانابة الاستغفار ذكرهم بالرحمة رحمة الله عز وجل وانه الودود جل وعلا كل ذلك فعله لكن بماذا اجابوا؟ قالوا فقالوا ما نفقه كثيرا مما تقول وهذا لعنادهم وبغضهم البليغ للحق وانا لنراك فيما ضعيفا ولولا رهتك لرجمناك وما انت علينا بعزيز قال يا قومي ارهتي اعز عليكم من الله واتخذتموه ورائكم ظهريا ان ربي بما تعملون محيطا. فقالوا وما نفقه كثيرا مما تقول هذا قالوه لمن يقول ابن تيمية رحمه الله قالوه لخطيب الانبياء قالوا لخطيب الانبياء قالوا ما نفقه كثير مما تقول كلام غير واظح غير مفهوم ما نفهم كلامك كلامك غير واضح يقولون هذا لمن؟ خطيب الانبياء وصف بهذا لحسن خطابته وحسن بيانه وجمال ايضاحه يقول ما نفقه هذا القول منهم هل هو حقيقة انهم ما يفهمون كلامه غير مفهوم الكلام غير واضح البلاء ليس في وضوح الكلام وانما في القلوب وفسادها القلوب المظلمة المتلوثة بالضلال والباطل المتحجرة في ظلالها وباطنها قالوا ما نفقه كثيرا مما تقول قالوا هذا تهكما به وتضجرا من دعوته مع ان دعوته رفيقة لطيفة في غاية اللطافة اخر ما قال واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود. كلام من اجمل ما يكون واعظم ما يكون وارفق ما يكون والطف ما يكون واوضح ما يكون قالوا ما نفقه كثيرا مما تقول. قال الشيخ وهذا لعنادهم وبغضهم البليغ للحق هذا هو السبب ما هو عدم فهم وانا لنراك فينا ضعيفا وانا لنراك فينا ضعيفا ما نرى لك اي قدر عندنا ولا اي شأن انت ضعيف وحقك الرجم نقتلك هذا حقك لكن ما يمنعنا من ان نقوم برجمك وقتلك الا مكانة قومك ومنزلة امك والا انت لا شأن لك ولا مكانة لك وانت رجل ضعيف وقال عدد من المفسرين الله اعلم بذلك عدد المفسرين من السلف قالوا ضعيفا كان ضرير البصر كان ظرير البصر قالوا يعني انت رجل ظرير وضعيف ولا لك شأن ولا لك مكانة عندنا ولولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز لولا مكانة رهقك وعشيرتك ومكانتهم لقمنا برجمك الان القضية فيها رجم وقتل وتخويف بالقتل وان الذي منعهم من ذلك آآ تقدير قومه وعشيرته لولا رهطك غالبا في مثل هذا الموطن من هو متعرض لمثل هذا الشيء ربما يشكرهم على تقديرهم لقومه. نعم هو انهم قدروا قومها وعرفوا مكانة قومه وتركوه من اجل قومه وان قومه لهم مكانة ربما يشكرهم على ذلك هذا ما التفت اليه ولا قرب منه همه كله توحيد الله وتعظيم الله قال لهم يا قوم ارهط اعز عليكم من الله رهطي اعز عليكم من الله يعني تتركون قتلي اه خوفا من من قوم ولا تخافون الله رب العالمين الذي بيده مقاليد السماوات والارض واخذ بناصية كل دابة سبحانه وتعالى ارهطتي اعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهرية جعلتم جناب الله عز وجل وراءكم معرضين ان ربي بما تعملون محيط جميع اعمالكم احاط بها سبحانه وتعالى علما ولا يخفى عليه منكم خافية وذكر العلم في مقام اه آآ انكار الباطل هو من باب الوعيد والتهديد والتخويف ان ربي بما تعملون محيط. الله جل وعلا محيط بكم عليم بكم وجميع اقوالكم واعمالكم محصاة ثم اخذ مأخذا اخر وهو انذارهم من العقوبة التي دنا وقوعها وقرب مجيئها. ثم لما قال رحمه الله ثم لما رأى عتوهم قال يا قوم قال ويا قومي اعملوا على مكانتكم اني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا اني معكم رقيب. ولما جاء امرنا نجينا شعيب والذين امنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ. فارسل الله عليهم حرا اخذ بانفاسهم حتى كادوا يختنقون من شدته ولما جاء امرنا ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين هكذا في نسخته واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين. نعم فارسل الله عليهم حرا اخذ بانفاسهم حتى كادوا يختنقون من شدته. ثم في ثم في اثناء ذلك ارسل سحابة باردة فاضلتهم فتنادوا الى ظلها غير الظليل. فلما اجتمعوا فيها التهبت عليهم نارا فاحرقتهم واصبحوا خامدين مذمومين ملعونين في جميع الاوقات لما رأى نبي الله نبي الله شعيب عليه السلام عتوهم اي شدة صدودهم وامتناعهم وابائهم وعدم قبولهم للحق الذي يدعوهم اليه. لما رأى الامر مغلق تماما لا لا يستجيبون بل لا يزدادون الا ويتهددون نبيهم بالقتل قال لهم حين اذ اعملوا على مكانتكم على مكانتكم اي على طريقتكم على دينكم هذا الذي انتم عليه اعملوا على مكانتكم اني عامل على ما انا عليه من توحيد وتعظيم لله وتمجيد له وقيام بطاعته ودعوة اليه ونصح لعباده اعملوا على مكانتكم قم اني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وعلموا قال سوف تعلمون وعلموا ذلك لما حلت بهم العقوبة ورأوها علموا علموا آآ هذا الوعد او الوعيد الذي توعدهم به وعلموا اه ما هم عليه من ظلال وظلم وسفه وباطل وارتقبوا اني معكم رقيب ارتقبوا اي انتظروا اني معكم رقيب انا انا منتظر ايضا هذا الذي اه اذكر لكم من قربي ودنو عقوبة الله لكم ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين اي لا حراك لهم اصبحوا في ديارهم جاثمين لا حراك لهم. كانوا يتنعمون بالاشجار والخيرات والنعم ودعاهم الى ما يكون به لهم نعيم الدنيا والاخرة. فابوا الا البقاء على الكفر والظلم والبغي والعدوان حتى نزل بهم العقاب في هذه الاية قال واخذت الذين ظلموا الصيحة هذه في سورة هود الشعراء في قصتهم قال فكذبوه فاخذهم عذاب يوم الظلة. نعم. انه كان عذاب يوم من عظيم وفي الاعراف قال فاخذتهم الرجفة نفس القوم فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين. الرجفة اي الارظ تزلزلت من تحتهم رجفت الارظ اي اهتزت وتزلزلت من تحته. هنا تلاحظ ان العقوبات التي احلها الله سبحانه وتعالى بهم متنوعة وهم جمعوا ايضا بين اثام متنوعة جمعوا بين الشرك النقص في المكيال والميزان وبخس الناس اشياءهم والظلم قطع الطريق والاستهزاء بالنبي والسخرية الشديدة به مع حسن نصحه وجمال بيانه ووعظه وتذكيره جمعوا بين انواع من الذنوب والمعاصي فتنوعت العقوبة التي احلها الله سبحانه وتعالى بهم فذكر مرة الصيحة ومرة الرجفة ومرة عذاب يوم الظلة. عذاب يوم الظلة وضحه الشيخ قال اه آآ ارسل الله عليهم حرا اخذ بانفاسهم حتى كادوا يختنقوا كادوا يختنقوا من شدته في اثناء ذلك ارسل سحابة باردة فاضلتهم فتنادوا الى ظلها تجمعوا في ظل هذه السحابة الباردة فلما اجتمعوا فيها التهبت عليهم نارا فاحرقتهم وابادتهم اجمعين وهلكوا تحت هذه الظلة هلاك نفس واحدة فاحل الله سبحانه وتعالى بهم ثلاث عقوبات وفي كل سياق ذكر عقوبة كما ذكر الامام ابن كثير رحمه الله تناسب المذكور من من الاثم والذنب في ذلك السياق مثلا في سورة هود في السياق التهكم بالنبي في مواطن وسخرية يدعوهم ويتهكمون صلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء انك لانت الحليم الرشيد سخريا ما نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز هذا كلام يتكلمون به سخرة سخرية بالنبي ففي هذا السياق ذكر الصيحة ذكر الصيحة يتناسب مع هذا الفعل الذي كان منهم وفي سورة الاعراف تهددوا نبيهم بالاخراج من اه ارضهم وقالوا لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من ارضنا او لتعودن في ملتنا. تهددوا بالاخراج فذكر بعد هذا التهدد العقوبة بماذا الرجفة فاخذتهم الرجفة تهددوه بالاخراج من من الارض يخرجنكم من ارضنا فذكر العقوبة ان الارض التي تهددوا بان يخرجوا منها رجفت بهم وتزلزلت من من تحت اقدامهم في سورة الشعراء هم قالوا له وهو يدعوهم الى الله والى توحيده وترك الظلم قالوا له فاسقط علينا كسفا من السماء ان كنت من الصادقين طلبوا فذكر الله عز وجل العقوبة في هذا الذي في هذه الظلة التي تجمعوا تحتها فنزلت عليهم منها آآ النار اه احرقتهم وابادتهم اجمعين واصبحوا خامدين معذبين ملعونين في جميع الاوقات ثم ذكر رحمه الله تعالى الفوائد التي تستنبط من هذه القصة وانبه الى ان غدا لا يوجد درس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا