الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له ومنها ان ايات الانبياء وكرامات الاولياء وما يخرقه الله من الايات ومن تغيير الاسباب او منع سببيتها او احتياجها الى اسباب اخر او وجود موانع تعوقها هي من البراهين العظيمة على وحدانية الله وانه على كل شيء قدير وان اقدار الله لا يخرج عنها حادث جليل ولا حقير. وان هذه المعجزات والكرامات غيرات لا تنافي ما جعل الله في هذه المخلوقات من الاسباب المحسوسة والنظامات المعهودة وانك لا تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا فان سنن الله في جميع الحوادث السابقة واللاحقة قسمان الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا زلنا مع هذه الفوائد العظيمة المستنبطة من قصة نبي الله وكليمه موسى عليه صلوات الله وسلامه وعلى جميع النبيين قصته بل قصصه في كتاب الله عز وجل وهي كثيرة من اكثر قصص آآ الانبياء ذكرا في كتاب الله جل وعلا مليئة بالعبر والعظات والدروس البالغات وقد ايده الله عز وجل بايات مفصلات وايات عديدة فيها آآ هذه الايات فيها الحجة والحاجة لان ايات الرسل وكرامات اتباعهم انما تكون لذلك اما لحجة او لحاجة وهي من اعظم البراهين على قدرة الله وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء والاية امر خارق للعادة الاية امر خارق للعادة العادة التي اعتادها الناس والسنة التي مضت في هذا الكون والله عز وجل يجعل رسله ايات وبراهين خارقة للعادة يا يعاينها الناس تدل على امرين كمال قدرة الله وصدق الرسل المبعوثين منه جل في علاه ومر معنا في قصص الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه ما ايدهم الله جل وعلا به من البراهين والايات المعجزة الدالة على كمال قدرة الرب وصدق الرسل عليهم صلوات الله وسلامه وهذه الايات الخارقة للعادة. يقول الشيخ لا تنافي ما جعل الله في هذه المخلوقات من الاسباب المحسوسة والنظامات المعهودة لا تنافي ذلك لكن هذه الايات التي تكون للرسل عليه السلام فيها خرق هذه العادة هي خرق لهذه العادة مع انها تكون بسبب يهيئه الله عز وجل للرسول الذي وقعت تلك الاية في يده مثلا تحول العصا الى حية امره الله بان يلقيها في الارض وانه اذا القاها تكون كذلك ان يظرب بها البحر وان وانه اذا ضربه بها حصل اه ان يكون الجبال منقى ان ان البحر يكون اقساما من الجبال كل قسم وفرق كالطود العظيم واذا ضربها بها الحجر او عندما ضرب بها الحجر انبجست منه اثنتا عشرة عينا جعل الفعل الذي امر به موسى عليه السلام سببا مثله يد يفعل سبب وهو يدخلها فتخرج بيظاء الناظرين من غير سوء وهكذا الشأن في في جميع الايات جميع الايات وخروجها عن الاسباب الا المعهودة اه في اه المخلوقات آآ لا يتنافى ما جعل الله عز وجل في اه تلك المخلوقات من اسباب تكون او يكون وقوعها بها ولهذا قسم الشيخ رحمه الله تعالى الحوادث عموما السابقة واللاحقة اي ما يحدث ويقع في هذا الكون قسمه الى قسمين. الاول جمهور الحوادث جمهور الحوادث الارظية الكائنة والاحكام اه التي هي سنة ماضية سنة ماضية لا تتبدل عما يعهده الناس في نظام هذا الكون وانتظامه وسيره على آآ دقة متناهية وبحسبان هذا الا الشأن في هذا القسم وترتب الامور الواقع والحادثة على اسبابها المعهودة هذا كله ايظا من الدلائل على قدرة الله سبحانه وتعالى ذلك تقدير العزيز العليم هذه هذه الحوادث كلها حوادث باسباب معهودة معهودة الناس تترتب عليها آآ تلك الحوادث وهي عائدة الى قدرة الله لان كل شيء بقدر كل شيء بقدر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام القسم الثاني آآ الحوادث التي هي معجزات الانبياء امور خارقة للعادة امور خارقة للعادة يكرم الله سبحانه وتعالى بها رسله وانبياؤه آآ من اجابة دعوة وتفريج كربة وحصول المطالب المتنوعة ودفع المكاره التي لا قدرة ان قدرة العبد لدفعها واظهار الايات لابد من الاشارة الى هذا اظهار الايات التي تكون حجة لهم لان الايات ايات الانبياء تكون للحجة وللحاجة الحاجة مثل ما اشار الشيخ اجابة دعا وتفريج كرب وحصول المطالب المتنوعة دفع المكان هذه كلها داخلة في باب الحاجة والقسم الاخر الحجة الحجة اي على القوم اقامة للحجة على قوم او اقوام الانبياء دلالة على صدق هذا الرسول وصدق ما جاء به وانه مرسل حقا من رب العالمين هذا القسم ليس عند الخلق اهتداء الى اسبابه لكن هناك له اسباب محسوسة مثل ما اشرت القاء العصى ادخال اليد في الجيب اه الى غير ذلك لكن ليست هي الاسباب المعهودة ليست هي الاسباب المعهودة. ومثل ما جعل الله تعالى سبحانه وتعالى تلك اسبابا للاشياء والحوادث المعهودة جعل الله هذه الافعال ايضا اسبابا لهذه الحوادث غير المعهودة لان الذي جعل في اه هذه الاسباب تأثيرها سواء هذه او هذه هو الله سبحانه وتعالى رب العالمين والله سبحانه وتعالى رب العالمين لعلي اظرب مثلا لتوظيح هذا وهذا الاول والثاني بعصا موسى بعصا موسى عليه السلام. موسى لما تحدث عن عصاه قال هذه اه اه عصايا قال هذه اتوكأ عليها واهش بها على غنمي. ولي فيها مآرب اخرى اتوكأ عليها هذا السبب لاراحة البدن في المشي وخاصة في الرمال حتى من الشخص النشيط ليس فقط المسن حتى الشخص النشيط اذا امسك بيده عصا وهو يسير في الرمال آآ تريحه راحة تامة في في مشيه وسيأتي للشيخ حديث جميل عن العصا والمآرب التي آآ فيها فالاتكاء عليها سبب للراحة. وهذا شيء مألوف ايضا ان يهش بها الراعي على الغنم هذا يجعل الغنم تنضبط في سيرها الى الوجهة التي يريد الراعي سبحان الله لا يضربها بها ولا يمس جلدها بها وانما يهش اشارة العصا يمينا شمالا الى الجهات المختلفة وعلى هذا الذي يحرك به عصاة تتجه الاغنام لو كانت مئة مئتين ثلاث مئة اربع مئة اشارة العصا التي يهش بها او احيانا قد يحتاج يظرب الارظ قليلا العصا فتتجه الاغنام الى الجهة التي هذه الاشارة هذه الاشارة بالعصا التي تحرك ثلاث مئة اربع مئة خمس مئة رأس من الغنم لولا ان الله عز وجل هيأ ذلك وسخره والا لم تستجب ربما يشير بالعصا وتأتي كلها الى الى جهته تنطحه بقرونها حتى يفر منها ويسلم من اه من اذاها لكن يشير اه بها الى الغنم وهي كثيرة مئتين ثلاث مئة اربع مئة وتتجه حيث اراد الله الذي جعل ذلك اه سببا وهذا السبب معهود معهود الناس يألفونه اعتادوا عليه. ويرونه ويعاينونه. وهذا كله بقدرة الله. هذا بقدرة الله لولا ان الله سخر ذلك ما افادت هذه العصا الراعي. كان الاغنام كلها تتجه اليه تنطحه بقرونها وتطأه باقدامها. مثل ما ستفعل فعل يوم القيامة بالذين لا يخرجون زكاتهم هكذا ستفعل بهم يوم القيامة تنطحوا بقرونها وتطأه باظلافها فهذه العصا الله جل وعلا هو الذي سخرها ويسر فيها هذه المنفعة العظيمة وهذا امر معهود الايات جعل الله سبحانه وتعالى اسباب غير معهودة. غير معهودة للبشر ولا ولا ولا معروفة لهم فيقع على اثر هذا الذي اراده الله سبحانه وتعالى اية باهرة يلقي عصاه فتتحول الى حية تسعى وليس هذا فقط فابتلع كل ما في الوادي من حبال وعصي هذه اية اية باهرة خارقة للعادة والمألوف تدل على كمال القدرة قدرة الله سبحانه وتعالى صدق ما جاءت به آآ الرسل عليهم صلوات الله وسلامه ضربه للبحر ونضرب بعصاك البحر فانفلق ضربه ضربه للبحر بعصاه فينفلق ويقف الماء وتصبح الارض يبسا ليس فيها لزوجة او زلج او هذا كله ايات ايات وامور خارقة للعادة يجريها الله سبحانه وتعالى على ايدي رسله آآ الكرام آآ تأييدا لهم هذه لا سبيل للعباد الى ادراك اه اه ادراك ما كانت به تلك الايات لكن من حيث الجملة اه امور هيأها الله قدرها واوجدها تأييدا رسله الكرام وفيها دلالة على كمال قدرته ودلالة على صدق رسله عليهم صلوات الله وسلامه فالشيخ يقول اطلتنا شيئا ما في هذا الموضوع لسبب والسبب هو وجود منكرين لهذه الايات ومن ينكر هذه الايات هم على صنفين الاول زنادقة ملاحدة ينكرون وجود الباري سبحانه وتعالى وتبعا لانكارهم لوجوده سبحانه وتعالى انكروا آآ الرسل وما جاءوا به وجميع اه الاخبار التي اخبروا بها عن الامور المغيبة واليوم الاخر بكل تفاصيله ينكرونه آآ يجحدونه لانهم عندهم قاعدة في باب الايمان وهي انهم لا يؤمنون الا بما يحسونه. لمسا بايديهم او مشاهدة باعينهم او سما انفهم او غير ذلك من الحواس المعروفة وما سوى ذلك لا يدخل في آآ في اه آآ في باب الايمان عندهم. لا يدخل في باب الايمان عندهم. ولهذا اه تبعا لذلك ايات الرسل وكلها عندهم مكذب بها ويجحدونها آآ لا يؤمنون بها يقول هؤلاء جميع اهل الاديان يعرفون مكابرتهم ومباهتتهم لانهم كما عدموا الدين بالكلية فقد اختلت عقولهم فقد اه اختلت عقولهم اذ انكروا اجل الحقائق واوظحها القسم الثاني من من المنكرين لايات الرسل بعض الا المنتسبين للعلم من المعاصرين الذين يتظاهرون بنصرة الدين بنصرة الدين والرد على الملاحدة ردع الملاحدة الذين ينكرون آآ وجود الباري سبحانه وتعالى فاراد هؤلاء اجتهادهم في الرد على باطن اه باطل اولئك لكن ردوا باطلهم العظيم الكبير بباطل اخر بباطل اخر وذلك بان جحدوا الايات لكن على قال عقير طريقة اولئك الجاحد جملة وتفصيلا وانما فيثبتونها ويحرفون معانيها يحرفون معانيها ويجعلونها مجرد رموز اشياء لا انها على حقيقتها التي اثبتت في الكتاب او في الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ليصلوا من خلال ذلك ان يجعلوا هذه الايات الخارقة للعادة آآ جعلها على غير حقيقتها وانما هي رموز لاشياء معينة حتى تمضي على السنن المعهودة الماضية على العادة ففعلوا ذلك في في مقام الرد على مقام الرد على الملاحدة وهذا ينبه المرء ان من لم يكن متسلحا بسلاح العلم البين الواضح ان دخل في رد على المبطلين ربما افسد اكثر مما يصلح مثل ما قال آآ عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال من دعا بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح وكثير من البدع والضلالات والخزعبلات والاباطيل التي تنتشر في الناس يكون من ورائها مثل هذه المسالك الخاطئة الدعوة بغير علم او الرد على اه اه على اهل اه الباطل بغير علم على غير بصيرة وهدى من دين الله سبحانه وتعالى ومن يدخل غمار اه الرد على الملاحدة او غيره من اصحاب الاديان الباطلة ثم تتوالى عليه الشبه شبه القوم وهو لا يحسن علما فانه يأخذ في الرد انتصارا للحق الذي يريد ان ينتصر اه له تكون نيته اه صحيحة يريد ان ينتصر للحق لكنه لما كان انتصاره للحق بغير علم كان ما اه كان ما يفسد ويلحق بالدين من مضرة وباهله اكثر من الاصلاح الذي هو يريده او او ينشده بل ان بعضهم يرتكب في في هذا الباب يعني اه امور فظيعة جدا كانكار بعض الحقائق الدينية وبعض الثوابت الشرعية وانكار الايات ايات الرسل الخارقة للعادة الى غير ذلك من الامور. ماذا صنع هؤلاء ماذا صنع هؤلاء يقول لم يحصل لم يحصل ما زعموه من جلب الماديين الى الهدى والدين انتبه لهذا لم يحصل ما زعموه من جلب الماديين الى الهدى والدين. بل زادوهم اغراء في اغراء فيما اه مذاهبهم لما رأوا امثال هؤلاء يحاولون ارجاع النصوص الدينية ومعجزات الانبياء وامور الغيب الى علوم هؤلاء القاصرة فاذا كان هؤلاء فعلوا ذلك فانهم قد فتحوا بابا للزنادقة والملاحدة ان يرجعوا كل الضلالات بحمل النصوص على ماذا على على مذاهبهم عقائدهم وليها لتكون آآ ليجعلوها شاهدا لاقوالهم. فما اقاموا بصنيعهم دينا ولا ردوا آآ باطنا بل جلبوا شرا بل جلبوا شرا يقول الشيخ فيا عظام المصيبة ويا شدة الجرم الذي ترتب على صنيع هؤلاء نعم فلا حول ولا قوة الا بالله نعم قال رحمه الله ومنها ان من اعظم العقوبات على العبد ان يكون اماما في الشر وداعيا اليه. كما ان من اعظم نعم الله على العبد ان يجعله اماما في الخير هاديا مهديا. قال تعالى في فرعون وملأه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار وقال وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا نعم هذه ايضا من فوائد القصة العظيمة ان آآ من اعظم العقوبات على العبد ان يكون اماما في الشر من اعظم العقوبات على العبد ان يكون اماما في الشر اذا كان اماما في الشرع فهذا الامر من اعظم العقوبات عليه لماذا؟ لان اوزاره تتضاعف تتضاعف حتى انه يموت وفي قبره على مر السنوات بل القرون لا يزال تأتيه الاوزار في قبره كل يوم لانه سن باطلا فاخذه عنه اخذ والاخذ اخذه عنه اخر وثالث وتمضي السنون وهم يأخذون عن هذا الذي انشأه واحدثه فيحمل اوزار هؤلاء يحمل مثل اوزار هؤلاء ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم من دعا الى ظلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه. لا ينقص من اثامهم شيء. يعني يأخذ اثما مماثلا لاثم من من تبعه فهذه مصيبة عظيمة جدا مصيبة عظيمة ان ان يكون المرء داعية الى ظلال وان يموت والعياذ بالله وهو من الدعاة الى الظلال فيبوء باثمه من اتبعه في حياته ومن ايضا اتبع مسلكه وطريقته بعد مماته الى قيام الساعة فهذه مصيبة عظيمة جدا من اعظم العقوبات ان يكون اماما في الشر وداعيا اليه قال الله سبحانه وتعالى وجعلناهم ائمة يدعون الى النار جعلناهم ائمة يدعون الى النار واستمعنا اليوم الى قول الله سبحانه وتعالى يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار امام امام لهم في الشر وامام في الدعوة الى النار ولهذا يقدمهم يمشي في مقدمتهم وهم وراءه الاتباع يمشي في مقدماتهم وهم وراءه الى النار يتساقطون فيها ويلقون فيها ويكبون فيها على وجوههم بالله سبحانه وتعالى من ذلك اه هذه مصيبة عظيمة هذه مصيبة عظيمة ان ان يكون الانسان اماما في الشر هنا هذا الامر لابد ان يكون عند العبد فيه يقظة وتنبه استمع الى كلمة لابن مسعود عجيبة في في هذا الباب رضي الله عنه يقول انها ستكون امور مشتبهات انها ستكون امور مشتبهات. فعليكم بالتؤدة لا تستعجل لا تتخذ قرار لا تدعو في هذه الشبهات الى رأي تقول انا ارى ان المناسب ان يكون الامر كذا ثم تتبع على هذا الرأي ويأخذ به اقوام حتى ربما انك بعد ساعتين ترجع عنه لكن اصبح لك فيه اتباع عليكم بالتؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأس في الشر متى يكون العبد رأسا في الشر اذا استعجل؟ اتخذ قرار وابدى للناس رأي وقال لهم مستعجلا ارى انا ان يفعل كذا والصحيح ان يكون كذا يتعجل فيصبح بتعجله اماما في الشر والعياذ بالله ولهذا علي ابن ابي طالب كما في الادب المفرد رضي الله عنه نصح نصيحة بليغة في الفتن ايضا قال لا تكونوا عجلا مذايئ بذرا لا تكونوا عجلا يعني لا تستعجل في الفتنة تأنى مظاييع نشر مباشرة الاخبار والامور بدون تثبت وبدون تحقق يصبح الانسان مذياع ينشر اه الامور في الفتن مما يجلب خوفا او يقلق في امن او غير ذلك. واذا جاءهم امر من الامن او الخوف ماذا اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا بدرا اي للفتن يلقي كلمة تبذر بها فتنة عظيمة. كثير من الفتن مبنية على كلمة. احيانا كلمة واحدة تبدر في امة فتنة من اشد الفتن فيبوء هذا البادر للفتنة باثم كل من اخذ بما دعا اليه من ظلال فمن اعظم المصائب على المرء ان يكون من دعاة الفتنة دعاة الشر ائمة الضلال. فيبوء باثم نفسه واثام كل من تبعه واقتدى به في ما دعا اليه من ضلال او فتنة او او باطل بالمقابل ائمة الخير قدوات البشر في الصلاح والتقى هذي من اعظم الغنائم في الحياة. واعظم المكاسب واعظمها وابركها على العبد ان يكون امام هدى ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى في دعاء عباد الرحمن آآ هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما اجعلنا للمتقين اماما. قال بعض السلف في معناها اي اجعلنا مؤتمين بالمتقين قبلنا بعض من قرأ هذا الاثر قال قلب المعنى قلب المعنى فالامام ابن القيم رحمه الله في رسالته الى احد اخوانه قال هذا ليس من القلب المعنى هذا هو الاحسان في فهم المعنى قال لان الشخص لا يمكن ان يكون اماما للمتقين بعده الا اذا اتم هو بالمتقين قبله ولهذا فسرها هذا الامام من السلف اظنه قتادة فسرها بهذا قال اجعلنا للمتقين اماما قال اي اجعلنا مؤتمين بالمتقين لانه لا يمكن ان يكون المرء امام للمتقين بعده الا اذا اتم هو المتقين قبله فالامامة امر عظيم مبارك الامامة في اه الخير ولا تكون الا باسباب يبذلها العبد مستعينا بالله واجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون اربعة امور ذكرها الله في هذه الاية تنال بها الامامة في الدين نعم قال رحمه الله ومنها ما في هذه القصة من الدلالة على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم اذ اخبر بهذه القصة وغيره فيها خبرا مفصلا مطابقا وتأصيلا موافقا. قصه قصا صدق به المرسلين وايد به الحق المبين وهو لم الحضور في شيء من تلك المواضع ولا درس شيئا عرف به احوال هذه التفصيلات لا ولا مجالسة واخذا عن احد من اهل العلم ان هو الا رسالة الرحمن الرحيم. ووحي انزله عليه الكريم المنان لينذر به العباد اجمعين ولهذا يقول في اخر هذه القصة وما كنت بجانب الطور وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى وما كنت ساويا في اهل مدينة تتلو عليهم اياتنا ولكنا كنا مرسلين. الاية وهذا نوع من انواع براهين رسالته نعم يؤجل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا