الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى في كتابه تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن بالفوائد المستنبطة من قصة موسى وهارون عليهما السلام ومنها ان الذي ينبغي في مخاطبة الملوك والرؤساء ودعوتهم وموعظتهم الرفق والكلام اللين الذي يحصل به الافهام بلا تشويش ولا غلظة وهذا يحتاج اليه في كل مقام لكن هذا اهم المواضع وذلك لانه الذي يحصل به الغرض المقصود وهو قوله لعله يتذكر او يخشى الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فمن جملة الفوائد العظيمة المستنبطة من قصة موسى عليه السلام اهمية مراعاة الرفق في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وخاصة عند خطاب الملوك او الرؤساء او الكبار فان مراعاة الرفق ادعى لتحقق الفائدة وحصول المقصود اما تخشين العبارة والغمضة في الاسلوب فانه ينفر كل احد فكيف الرؤساء والكبراء وهذا ادب في الدعوة ينبغي مراعاته لتتحقق الفائدة المرجوة من الدعوة ولهذا لما بعث الله عز وجل موسى وهارون الى فرعون الطاغية الباغي الظالم الذي يقول عن نفسه هو رب العالمين وما علمت لكم من اله من اله غيري مع هذا كله امر الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام واخيه هارون ان يقولا له قولا لينا ان يقول له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى. يحصل احد هذين الامرين او كلاهما يتذكر اي عظمة الله وتفرده بالربوبية هذا الامر الذي فطر عليه الناس وانه وحده اله رب اله العالمين ورب الخلق اجمعين لا شريك له ويتذكر الاء ومننه وفضله او يخشى بان يذكره موسى بعقوبة الله وسخطه وشدة عذابه فيخشى الله ويخاف من العقاب ترجع الى الطاعة اما بالتذكر او بالخشية اما بالتذكر او بالخشية فامراه ان فامره فامرهما ان يقول له قولا لينا لانه ادعى لحصول هذا المقصود قوله عز وجل عله لعلهم الله جل وعلا علم واحاط علما بكل شيء انه لا يتذكر ولا يخشى لكن الترجي هنا لعله هذا يتعلق بموسى وهارون عليه السلام فان الله عز وجل يأمر عباده يأمر عباده سبحانه وتعالى بما يرجون ان تتحقق به العاقبة فيكون لهم بذلك الاجر العظيم والثواب الجزيل على هذا الرجاء وعلى هذه الدعوة وعلى الصبر الى غير ذلك وان كان علم سبحانه وتعالى ان هذا لا يهتدي ولا تكون منه هداية فهذا الترجي عائد الى موسى وهارون عليهما صلوات الله وسلامه على جميع النبيين الحاصل ان الرفق كما قال الشيخ والكلام اللين يحصل به المقصود بلا تشويش لان النفوس تتشوش من الغلظة والشدة سبحان الله اذا دخلت الغلظة والشدة عبارة الشيخ دقيقة تشوش النفوس ويصبح المرء آآ مغلق ينغلق فؤاده بسبب الغلظة فلا يفهم ولا يعي ولا يستفيد بينما اذا لين الخطاب لين القول ترفق مع المدعو فان هذا ادعى آآ تحقق المقصود ان يتذكر او ان يخشى مما يذكر في هذا الباب من القصص ان رجلا اراد ان يعظ هارون الرشيد وقال له اني ساعظك واغلظ لك القول فقال له هارون لا حاجة بوعظك. فان الله بعث موسى عليه السلام وهو خير منك الى فرعون وهو شر مني وامره ان يقول له قولا لينا وامره ان يقول له قولا لينا لعله ان يتذكر قال ما لي حاجة بي بكلامك فالحاصل ان الغلظة مع كل احد تنفر وتحول بين المرء غالبا وبين تحقق الفائدة وحصول المقصود الله جل وعلا قال ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وما دخل الرفق في شيء الا زانه. ولا نزع من شيء الا شانه لو تقرأون كتب التفسير وكلام السلف في المراد بالقول اللين بالمراد بالقول اللين لهم عبارات جميلة جدا منها ما ينقل عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قولا له قولا لينا قال اي كنه يعني اذا خاطبته قل يا ابو فلان يا ابو فلان كنه خاطبوا بالكنية ويذكرون عبارات من هذا القبيل كلها داخلة في عموم قوله اه قولا لينا يخاطب بالكنية يلان معه القول والخطاب تذكر العبارات الرفيقة العبارات اللطيفة يذكر او يذكر الداعية للمدعو ما في قلبه من الرحمة له والخوف عليه والشفقة والحرص على نجاته الى غير ذلك من معاني الرفق وهي كثيرة جدا التي يتحقق بها المقصود باذن الله سبحانه وتعالى لمن اراد الله هدايته والا فان فرعون مع كل الرفق الذي كان من موسى والعمل العظيم الذي عمله بوصية الله وامر الله له ان يقول له القول اللين ولا انتفع بي شيء من ذلك لان الله عز وجل ما آآ كتب له هداية نعم قال رحمه الله ومنها ان من كان في طاعة الله مستعينا بالله واثقا بوعد الله راجيا ثواب الله فان الله معه ومن كان الله معه فلا خوف عليه لقوله تعالى لا تخافا ثم علله بقوله انني معكما اسمع وارى. وقال تعالى اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ما دام ان العبد بهذه الاوصاف مطيعا لله عاملا بطاعته مجتهدا في التقرب اليه سبحانه وتعالى بما يرضيه جل في علاه مستعينا به معتمدا عليه متوكلا عليه مفوضا امره اليه جل في علاه ايضا واثقا بوعده لاوليائه واصفيائه نصرة وتأييدا وحفظا راجيا ما عند الله من الثواب وجميل المآب ما دام العبد هذه الصفة فان الله معه فان الله معه والمعية هنا هي معية خاصة مثل ما قال الله لموسى واخيه انني معكما هذه المعية المذكورة هنا تختلف عن المعية التي ذكرها الله في قوله وهو معكم اينما كنتم وقوله الا هو معهم اينما كانوا تلك معية عامة للخلق كلهم اطلاعا وعلما واحاطة كل شيء اما هذه فهي معية خاصة للاولياء الاصفياء وعباد الله الخلص تأييدا ونصرا وحفظا وتوفيقا وتسديدا قال انني معكما اسمع وارى وعليه فان العبد المطيع لله المستعين بالله الواثق بالله المتوكل على الله الراجي ما عند الله الله معه واذا كان معه سبحانه وتعالى فلا خوف عليه ولهذا قال قال الله لموسى ولاخيه لا تخافا قبل ذلك قال آآ اننا آآ نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى يفرط علينا ان يعجل يبادرنا بشيء ما من قتل او شيء من هذا القبيل يعجل او ان يطغى يعني يتجاوز الظلم والبغي وهذا معروف عنه قتل ابناء بني اسرائيل واستحيا نساءهم وسامهم سوء العذاب فقال عليهما السلام اننا نخاف من هذا الطاغية ان يفرط علينا او ان يطمئن يعجل في فعل شيء او ان يطغى اي يتجاوز عدوانا وظلما وبغيا فقال رب العالمين جل في علاه لا تخافا وعلل ذلك بقوله انني معكما معكما هذه معية خاصة انني معكما اسمع وارى هذه معية خاصة مثل ما قال اه مثل ما جاء في قوله تعالى اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا هذي معية خاصة والمعية خاصة انما هي لاولياء الله واصفياء الله وكل ما عظم العبد حظا في التقرب الى الله عظم حظه من هذه المعية مثل ما جاء في الحديث المعروف عند العلماء رحمهم الله بحديث الاولياء قال الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به هذا هو نفس المعنى الذي تؤديه المعية كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها. ولئن سألني لاعطينه نعم وولئن استعاذ بي لاعيذنه وهذه المعية تنال بالطاعة والذكر والاقبال على الله انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بشفتاه. نعم قال رحمه الله ومنها ان اسباب العذاب منحصرة في هذين الوصفين انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى اي كذب خبر الله وخبر رسله وتولى عن طاعة الله وطاعة رسله ونظيرها قوله تعالى لا يصلاها الا الاشقاء الذي كذب وتولى منها فوائد هذه القصة ان اسباب العذاب منحصرة في امرين تكذيب والتولي تكذيب تكذيب يتعلق بالاخبار والتولي يتعلق بالطاعات والاعمال تكذيب فلا يكون مكذبا فلا يصدق اخبار الرسل وتولى اي تولى عن طاعتهم بفعل بعدم فعل ما يدعون اليه من الاعمال ضد التكذيب التصديق وضد التولي الطاعة ضد التولي الطاعة والعقوبة منحصرة في هذين الامرين انا قد اوحي الينا ان العذاب على من فعل احد امرين كذب وتولى او فعلهما معا فالعقوبة منحصرة في هذا كذب بالاخبار تولى عن الانقياد عن الانقياد والطاعة الاية التي آآ آآ بعدها ذكر الشيخ هي تدل على المعنى لا يصلاها الا الاشقى من الذي كذب وتولى العقوبة منحصرة في هذين الامرين ايضا نظير هاتين الايتين قوله سبحانه وتعالى فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى كذب فلا صدق وتولى ولا صلى هذا هذا يوضح فلا فلا صدق فهو مكذب ولا صلى فهو ماذا متولي تولى عن الطاعة فلا صدق ولا صلى ولكن كذب اي الاخبار لم يصدقها وتولى عن الاعمال فلم يفعلها واعظم الاعمال ماذا الصلاة ولا صلى فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى مثلها ايضا في سورة القلم ارأيت ارأيت ان كذب وتولى الم يعلم بان الله يرى فهي اربعة مواضع ذكر التكذيب والتولي اربعة مواضع جاءت في آآ القرآن ذكر التكذيب والتولي اه متعاطفين متواليين جاء في اربعة مواضع من كتاب الله ذكر منها الشيخ موضعين والثالث فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى والرابع ارأيت ان كذب وتولى الم يعلم بان الله يرى هذا يستفاد منه آآ ان آآ الايمان الايمان قول وعمل قول وعمل ان الخروج من الايمان يكون بهذين الامرين بالتكذيب او التولي ليس الخروج من الامام بالتكذيب فقط بل التولي يكون به كذلك خروج من الايمان ويقولون امنا بالله وبالرسول ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين ويقولون امنا بالله وبالرسول اطعنا ثم يتولى تولي هنا عن العمل لان ما يتعلق بالخبر التكذيب ما قال يكذبون قال قال ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك يعني يتولى عن العمل قال الله سبحانه وتعالى في تمام الاية وما اولئك بالمؤمنين فالخروج من الايمان كما انه يكون بالتكذيب فانه كذلك يكون بالتولي كما انه بالتكذيب الذي هو آآ عدم تصديق اخبار الرسل وجحدها فانه يكون بالتولي اي عدم طاعتهم والانقياد لما جاءوا به عن الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومنها ان قوله تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى استوعب الله بها الاسباب التي تدرك بها مغفرة الله احدها التوبة وهي الرجوع عما يكرهه الله ظاهرا وباطنا الى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا وهي تجب ما قبلها من الذنوب صغارها وكبارها الثاني الايمان وهو الاقرار والتصديق الجازم العام بكل ما اخبر الله به ورسوله الموجب لاعمال القلوب ثم تتبعها اعمال الجوارح ولا ريب ان ما في القلب من الايمان بالله وكتبه ورسله واليوم الاخر الذي لا ريب فيه اصل الطاعات واكبرها واساسها ولا ريب انه بحسب قوته يدفع السيئات يدفع ما لم يقع فيمنع صاحبه من وقوعه ويدفع ما وقع بالاتيان بما ينافيه وعدم اصرار قلبي عليه فان المؤمن ما في قلبه من الايمان ونوره لا يجامع المعاصي الثالث العمل الصالح وهذا شامل لاعمال القلوب واعمال الجوارح واقوال اللسان والحسنات يذهبن السيئات الرابع الاستمرار على الايمان والهداية والازدياد منها فمن كمل هذه الاسباب الاربعة فليبشر بمغفرة الله العامة الشاملة ولهذا اتى فيه بوصف المبالغة فقال واني لغفار ولنكتفي من قصة موسى عليه السلام بهذه الفوائد مع ان فيها فوائد كثيرة للمتأملين. هذه الفائدة التي اه ختم بها رحمه الله تعالى الفوائد المستنبطة من قصة موسى عليه السلام فائدة عظيمة جدا في اه ما في ما تنال به مغفرة الله او الاسباب التي تنال بها المغفرة وذلك في قوله سبحانه وتعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى فجمعت هذه الاية جمعت هذه الاية اسباب المغفرة او الاسباب التي تنال بها مغفرة الله جل وعلا واستوعبت اسباب المغفرة وان اسباب المغفرة اربعة عظيمة جدا ينبغي للطامع في مغفرة الله سبحانه وتعالى ان يجاهد نفسه دائما على تحقيق هذه الاربعة الاولى التوبة التوبة التي هي الرجوع الى الله والرجوع عما يكره الله الى ما يحب وهي تجب ما قبلها تمحوه ومن تاب صادقا مع الله تاب الله عليه مهما كان ذنبه ومهما عظم جرمه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم جميعا مهما كانت مهما كثرت مهما عظمت من تاب صادقا مع الله في توبته تاب الله عليه وقبل متابه جل وعلا فهذا السبب الاول من اسباب نيل المغفرة التوبة الى الله جل وعلا وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون الثانية الايمان قال وامن الايمان هو الاقرار والتصديق بكل ما امر الله بالايمان به بدءا باصل اصول الايمان الايمان بالله واسمائه وصفاته وعظمته والائه الايمان بملائكته والايمان بكتبه والايمان برسله والايمان باليوم الاخر والايمان باقداره. وهذي اصول الايمان ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذي طول الايمان وقواعده التي عليها قيام دين الله سبحانه وتعالى وهذا الايمان اذا استقام في القلب وصح منه استقامت الجوارح ولهذا قالوا كل مؤمن مسلم لانه اذا صح ايمان القلب استقامت الجوارح على العمل استقامت الجوارح على العمل والطاعة ولهذا الايمان القلبي الصادق بهذه الاصول هو الموجب لاعمال القلب ثم تتبعها اعمال الجوارح ثم تتبعها اعمال الجوارح لان ايمان القلب هو اصل الطاعات واساسها يقول الشيخ ولا ريب انه بحسب قوته اي الايمان الذي في القلب بحسب قوته يدفع السيئات يدفع السيئات انتبه لفائدة جميلة وثمينة هذا الايمان القلبي الصادق يدفع السيئات من وجهين الاول يدفع ما لم يقع منها فيمنع صاحبه من من وقوعه عظيمة جدا هذه الفائدة في اثر الايمان القلبي على العبد فكم من المعاصي التي اوشك ان يقع فيها العبد وانعقدت اسبابها حماه الله منها بما جعل سبحانه وتعالى في قلبه من من ايمان ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه هذا هو الايمان هذا هو الايمان يحول بين العبد يدفع يدفع عنه السيئات وهذا الايمان كما وصفه العلماء هو اكبر رادع عن الذنوب والمعاصي ان العبد اذا انعقدت اسباب المعصية وعظمت الدوافع اليها يجدد الايمان بالله وعظمته اطلاعه وعلمه هذا اكبر رادع في دفع عنه الذنوب مهما عظمت ومهما كانت آآ اسبابها او المغريات الوقوع فيها هذا نوع من الدفع الدفع الاخر يدفع ما وقع اذا فرط من العبد الذنب وقع في المعصية فان ايمانه ايظا نياء يدفع عن هذا الذي وقع فيه فيبادر الى التوبة يبادر الى التوبة الانابة الى الله والاتيان بما ينافيه من عدم الاصرار والتوبة والاكثار من الحسنات ولهذا سبحان الله احيانا بعظ الذنوب يا يا يهيئ الله للعبد على اثر زلته بالوقوع فيها طاعات عظيمة جدا يجتهد فيها راجيا ان تكون مكفرة لهذا الذنب الذي وقع فيه وهذا الذي يفسر عبارة بعظ السلف رب ذنب ادخل صاحبه الجنة يعني من شفقته وخوفه اه تألمه من الوقوع في هذا الذنب والاستكثار من الحسنات ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين الامر الثالث العمل الصالح قال وعمل صالحا وهذا شامل لاعمال القلوب واعمال الجوارح واقوال اللسان والله جل وعلا يقول ان الحسنات يذهبن السيئات. وفي الحديث واتبع السيئة الحسنة تمحها فالحسنات التي هي الاعمال الصالحة لها شأن عظيم في هذا الباب باب نيل المغفرة والاستكثار من الحسنات هو باب عظيم جدا من ابواب نيل المغفرة الله غفار لهذا الذي يستكثر من الاعمال اه الصالحة وهو حري بنيل مغفرة الله سبحانه وتعالى له الرابع من هذه الاسباب اه الاستمرار على الايمان والهداية والازدياد منها اذا اخذه من قوله ثم اهتدى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى معنى اهتدى عبارات السلف رحمهم الله بمعنى قوله ثم اهتدى تدور على الاستقامة على السنة ولزوم الاسلام حتى الموت. عباراتهم تدور حول هذا المعنى استقامة على السنة ولزوم الاسلام حتى الموت اهتدى يقول الشيخ استمر لاحظ عبارته عبارته ايظا مأخوذا من عبارات السلف في تفسير ثم اهتدى قال استمر على الايمان لان اول اية تاب وامن وعمل صالح بقي شيء اخر لابد منه وهو الاستمرار والثبات والمداومة على على ذلك الى ان يلقى الله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني الموت يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا هذي ثم استقاموا مثل ثم اهتدى هنا ثم استقاموا فلا خوف عليهم ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة بهذه الامور ايمان توبة وايمان واعمال صالحة ومداومة على هذا الايمان الى الممات هذا الذي ينال به عظيم الثواب وعظيم المغفرة وعظيم الاجر اه من الله سبحانه وتعالى ولهذا قال واني لغفار بوصف المبالغة ولهذا يقول الشيخ رحمة الله عليه من كمل هذه الاسباب الاربعة فليبشر بمغفرة الله العامة الشاملة نسألك يا الله باسمائك كلها وصفاتك جميعها ان ان توفقنا لتحقيق وتكميل هذه الاوصاف الاربعة وان توفقنا لكل خير وان تهدينا اليك صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه