الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن قصة يونس صلى الله عليه وسلم وهو من انبياء بني اسرائيل العظام بعثه الله الى اهل نينيو بعثه الله الى اهل نينوى من ارض الموصل فدعاهم الى الله تعالى فابوا عليه ثم كرر عليهم الدعوة فابوا فوعدهم العذاب وخرج من بين اظهرهم ولم يصبر الصبر الذي ينبغي ولكنه ابق مغاضبا لهم وهم لما ذهب نبيهم القي في قلوبهم التوبة الى الله والانابة بعدما شاهدوا مقامات العذاب فكشف الله عنهم العذاب شاهدوا وهم لما ذهب نبيهم القي في قلوبهم التوبة الى الله والانابة بعدما شاهدوا مقدمات العذاب كشف الله عنهم العذاب والظاهر ان يونس عليه الصلاة والسلام علم انكشاف العذاب عنهم واستمر في ذهابه عنهم. ولهذا قال تعالى اذ ذهب مغاضبا. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه قصة نبي الله ورسوله يونس ابن متى عليه السلام قد بعثه الله عز وجل الى ناحية ارض الموصل ارض نينوى يدعوهم الى عبادة الله وتوحيده واخلاص الدين له سبحانه وتعالى قد كانوا على عقيدة الكفر والشرك بالله وعبادة الاوثان وكانوا وكان عددهم ليس بالقليل فبعث فيهم ودعاهم واقام عليهم الحجة وابان لهم الادلة لكنهم ابوا ان يقبلوا دعوته ابو قبول دعوة التوحيد التي هي قاعدة الدين واصله واساسه الذي عليه قيامه فكانت اعمالهم كلها قائمة على التعلقات الباطلة الاوثان والاصنام التي لا تملك لنفسها شيئا فظلا من ان تملك شيئا من ذلك لغيرها فدعاهم الى الله فابوا وكرر عليهم الدعوة فابوا فوعدهم العذاب وهذا المسلك الذي عليه الانبياء مع اقوامهم يكررون عليهم في الدعوة ويصبرون على اذاهم ويبينون لهم المرأة المرة تلو الاخرى فاذا استحكم اغلاقهم واباؤهم وصدودهم واعراضهم واشتد اذاهم انبياء الله توعدوهم حينئذ بالعذاب ولا يكون التوعد ابتداء وانما يبدأونهم الترغيب وذكر الحجج والبراهين وفساد هذه الالهة المتخذة من دون الله سبحانه وتعالى ثم اذا استحكم اغلاق القوم واباؤهم وصدودهم واشتد اذاهم انبيائهم توعدوهم بعذاب الله واخبروهم ان عذاب الله قريب وان عليهم ان يتداركوا انفسهم بالتوبة قبل حلول العذاب وخرج من بين اظهرهم خرج من بين اظهرهم مغاضبا مثل ما قال الله سبحانه وتعالى اذ ذهب مغاضبا وقال في الاية الاخرى اذ ابق الى الفلك المشحون خرج من بين اظهرهم لما تهددهم بالعذاب وتوعدهم بان العذاب قد دنا وقرب خرج. خرج من قومه قبل ان يأمره الله سبحانه وتعالى اه الخروج وقبل ان يأذن له سبحانه وتعالى بالخروج تهددهم بان عذاب الله قريب منهم وخرج مغاضبا مشتد الغضب على قومه في صدودهم الى ابائهم وعدم اجابتهم للدعوة وكان المقام يحتاج الى مزيد صبر على قومه لكنه اشتد به الغضب على قومه والسخط عليهم فيما هم عليه فخرج مغاضبا خرج من بين اظهرهم قبل ان يأمره الله جل وعلا بذلك. قال الشيخ ولم يصبر الصبر الذي ينبغي يعني لم يصبر الصبر اللازم في هذا الموطن ومن ذلكم ان يا ينتظر في الدعوة دعوة القوم والصبر على اذى القوم حتى يأمره الله ويأذن له بالخروج من اه من عندهم فعجل بالذهاب مغاضبا مثل ما قال اه الشيخ لهم اي لقومه ولم يصبر الصبر اللازم ولم يصبر الصبر اللازم الدليل على على ذلك ان الله سبحانه وتعالى قال لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت لما حثه سبحانه وتعالى على الصبر نهاه ان يكون كصاحب الحوت الذي هو آآ يونس يقال له صاحب الحوت ويقال له ذو النون وذا النون اذ ذهب مغاضبا النون هو الحوت يضاف الى الحوت يقال صاحب الحوت ويقال ذو النون يرحمك الله لان النون او الحوت ابتلعه ابتلعه كما ستأتي اه قصته اه في ذلك فيقال له ذو النون ويقال له صاحب الحوت. الحاصل ان الله قال لنبيه فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت لا تكن كصاحب الحوت الذي آآ لم يصبر الصبر اللازم فخرج مغاضبا ولهذا قال الله عنه اذ ابق اذ ابق اطلق عليه اسم الاباق وايضا استحقاق الملامة وهو ملين ايا فعل فعلا يلام عليه فعلا يلام عليه وهو الاباق الذي هو الخروج قبل ان يأذن فالله سبحانه وتعالى له اه بذلك قال الشيخ ولم يصبر الصبر الذي ينبغي ولكنه ابق مغاضبا لهم مغاضبا لهم مثل ما قال الله سبحانه وتعالى مغاضبا هذي آآ صيغة مفاعلة مغاضبا مغاضبا لقومه اي اشتد غضبه على على قومه وايضا قومه غضبوا منه قومه غضبوا منه آآ ما كان يبين لهم من بطلان الالهة وسفاهة العقول الظلال الذي هم عليه واشتد اذاهم عليه من غضبهم فهم غضبوا عليه من هذه الجهة وهو غضب عليهم من شدة الصدود والاباء حتى انه توعدهم بالعذاب ومع ذلك كانوا مقيمين على ما هم مقيمين عليه من اه شرك وظلال وباطل يقول الشيخ رحمه الله وهم لما ذهب نبيهم القي في قلوبهم التوبة وسيأتي عددهم ليس بالقليل والذين امنوا مئة الف او يزيدون لما ذهب توعدهم العقاب وتهددهم بالعقاب وخرج غضبان من من قومه خرج من بلدهم وقال العذاب وصل وانعقدت اسباب العذاب وخرج لما خرج وبدأت مقدمات العذاب بدأوا يعاينون مقدمات للعذاب رأوا اشياء هي من مقدمات العذاب ونبيهم توعدهم وخرج فالقي في قلوبهم التوبة والانابة القي في قلوبهم التوبة والانابة بعد ما شاهدوا مقدمات العذاب عادة اذا بدأت المقدمات وعاينوا آآ بداية العذاب واوله التوبة لا تفيد عادة التوبة لانها توبة ماذا توبة معاينة ومشاهدة شاهدوا العذاب عاينوا العذاب ورأوا مقدماته فهذه فهذه توبة مشاهدة توبة معاينة آآ العذاب فعادة اه التوبة في مثل هذا المقام لا تنفع صاحبها فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين. ماذا قال الله فلم ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا يعني الايمان لما يكون عن مشاهدة ومعاينة ورؤية بدايات العذاب وبدايات نزوله ما ينفع لكن سبحان الله ولله جل وعلا الامر والحكمة البالغة سبحانه وتعالى قوم يونس مستثنين من هذا مستثنيين من من هذا العموم عموم ان الا ان التوبة لا تنفع عند بدايات العذاب ومقدماته كما هو الحال والشأن في الامم ولهذا الله جل وعلا قال فلولا كانت قرية امنت معنى امنت هنا فلولا كانت قرية امنت اي لما رأت العذاب ومقدماته فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس الا قوم هم مستثنون من هذا العموم العموم في الامم كلها انهم اذا وصلوا الى هذه المرحلة وابوا وحصل منهم والاعراض الى اخره ثم تهددهم بالعذاب ثم جاءت بدايات العذاب لو حصل ايمان ما ينفع لانه مشاهدة بدايات العذاب ومقدماته فلولا كانت قرية امنت فنافعها ايمانها اي لا ينفعها لا ينفعها ايمانها والحالة هذه مثل ما مر معنا فلم يكن ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا لا ينفع الايمان في هذه الحالة مثل اه توبة من يعاين الموت وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان هذي ما تنفع لانها توبة هذا فالتوبة عند مشاهدة الموت او مشاهدة العذاب غير نافعة آآ في هذه الاية آآ قوله سبحانه وتعالى فلولا كانت قرية فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس هذه في اي سورة نعم هذه الاية في اي السورة فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس باي سورة؟ عندما تسمع اسم السورة تظن ان فيها شيء من التفصيل لقصة يونس وليس فيها من قصة يونس الا هذه الاية. التي فيها توبة الله عليهم. هذا امر عظيم جدا اكرم الله به هؤلاء القوم امر عظيم جدا للغاية اكرم الله سبحانه وتعالى بهم رأوا بدايات العذاب ومقدمات العذاب وتابوا تابوا اخذوا يجأرون الى الله بالبكاء ويلحون عليه يا يا يا ينادونه تائبين منيبين صغارهم وكبارهم ويلحون عليه سبحانه وتعالى فكشف عنهم العذاب وقبل قبل توبتهم كشف عنهم العذاب وقبل توبتهم سبحانه وتعالى وقال تعالى وقال تعالى اذ ابق الى الفلك المشحون. فذهبا في سفينة موقرة من الركاب والاحمال فلما توسطوا البحر شارفت على الغرق ودار الامر بين ان يبقوا جميعا فيها فيهلكوا وبين ان يلقوا بعضهم وبين ان يلقوا بعضهم بمقدار ما تخف السفينة فيسلم الباقون واختاروا الاخير لعدلهم وتوفيقهم. فاخترعوا فاصابت القرعة اناسا منهم ومنهم يونسا صلى الله عليه وسلم ولهذا قال فكان من المدحضين اي المغلوبين في القرعة فالقوا فابتلعه حوت في البحر ابتلاعا لم يكسر له عظما ولم يمضغ له لحما. فلما صار في جوف في تلك الظلمات نادى لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. هذه قصة عجيبة جدا يونس عليه السلام لما ابق اي خرج من قومه مغاضبا قبل ان يكون الاذن له والامر له من الله سبحانه وتعالى بالخروج ولهذا قال ابق فلما ابق ركب البحر في السفينة وكانت السفينة مليئة بالركاب والمتاع ولهذا وصف الله تلك الفلك بقوله المشحون المشحون اي المملوء ركاب وامتعة مملوء مشحون اي مملوء بالركاب المتاع قال الشيخ سفينة موقرة اي مشحونة مملوءة بالركاب والاحمال والامتعة. لما توسطت البحر اه وهي بهذا الثقل والحمولة الكبيرة وصار هناك امواج واصبح الخطر قريب دنا من كل ركاب السفينة ان يهلكوا جميعا ورأوا انهم ان خففوا العدد وخففوا منها الحمولة وخففوا من الركاب يحصل نجاة يحصل نجاة وهنا فيها قاعدة ارتكابه خف الظررين اما ان يهلكوا جميعا يبقوا لا يخففوا من بعضهم فيهلكوا جميعا او انهم يلقوا بعضهم في حر وتكون النجاة للباقين. يقول الشيخ لعدلهم وتوفيقهم يقول هذا من التوفيق ارتكاب خف الظررين هذي قاعدة عظيمة جدا ما تدرك النجاة للجميع لو حصل النجاة البعض هذا خير رأوا ان يقترعوا وهذا ايضا من العدل هذا من العدل اذا لم يكن هناك آآ آآ موجبات معينة لتقديم احد على احد فالقرعة هي هي الانصاف والعدل في هذا المقام فاتفقوا على القرعة ومن وقعت عليه السهم او القرعة يرمى يلقى في البحر فكانوا يعملون هذه القرعة ومن تقع عليه يلقاه فالقي عدد من باب التخفيف لهذه الفلك لتنجو وينجو من من فيها فكانوا يقرعون ويلقون من تقع عليه القرعة كان من هؤلاء الذين وقعت عليهم القرعة يونس عليه السلام. ولهذا قال اه فساهم فكان من المدحضين المدحظين اي المغلوبين مدحضين المغلوبين في القرعة فالقي مثل غيره مثل غيره ممن القي في اه البحر خصه الله سبحانه وتعالى بشيء وهو ما ذكره الله بقوله فالتقمه الحوت وهو ملين مليم هذا عائد لما سبق اذ ابق اي فعل امرا آآ اه استحق ان يلام عليه استحق ان ان يلام عليه آآ الذي هو الاباق اذ ابق فالتقمه الحوت التقمه ابتلعه انتقمه ابتلعه ابتلاعا هكذا يعني ابتلعه كاملا دون ان يا يا يكسر له عظم او يمضغ له لحم ابتلعه على هيئته على حاله كاملا ابتلعه ادخله في جوفه وهذا شيء عجيب جدا عجيب يعني عندما تتأمل تجيل هكذا في خيالك ان في داخل عمق البحر شخص في بطن الحوت وحي هذي والله يعني امرها عظيم جدا ببطن الحوت بجوفه وفي عمق البحر وباقي على قيد الحياة لا ليس هذا فقط في هذا العمق يكرر يسبح يسبح الله سبحانه وتعالى يعظم الله يمجد الله سبحانه وتعالى آآ اخرج قليل قصة عجيبة سبحان الله تذكرتها يا احد المعاصرين واظنه لا يزال حي يرزق حدثت بها انه يخبر عن نفسه آآ انه كان مظيع للصلاة ما ما يعتني بها وواقع في في محرمات وكان مولع مع بعظ زملائه في حب الصيد والغوص في البحر الى اخرا فمرة آآ ذهبوا في يوم جمعة تاركين للصلاة وتاركين على طريقتهم ونزل في الغوص وحصل خلل في آآ في فيما ينبه به زملائه حتى لو ادركه شيء من الخطر يسحب او كذا فالمهم انه رأى الموت تماما. حاول يقول هو يحدث عن نفسه اذا حاول ان ينطق بالشهادة ما استطاع حاول ان يقول لا اله الا الله ما استطاع ان يقول لا اله الا الله ثم آآ دخل في غيبوبة احس به زملائه وسحبوه عملوا له بعض الاشياء وكتب الله له حياة وتذكر حاله وانه يريد ان يقول لا اله الا الله ظن انه فارق الدنيا على غير لا اله الا الله لكن رأى نفسه كتب الله له حياة جديدة فكانت تلك توبته وانابته وعودة الى الصلاة المهم خطر له مرة خاطرة وفعلها ذهب الى نفس المكان آآ الذي حصل في حصل له فيه ما حصل ونزل يغوص في ذلك المكان حتى وصل الى الارظ وسجد لله سبحانه وتعالى سجدة شكر هناك في المكان الذي انجاه الله سبحانه وتعالى من مفارقة الدنيا على غير لا اله الا الله يقال انه كان يقول في سجوده هذا المكان ما سجد لك فيه احد ونجيتني ان يخاطب الله ويناجيه ويذكر نعمة الله سبحانه وتعالى عليه في النجاة المهم يونس عليه السلام بقي في بقي في جوف هذا الحوت يسبح وله ايضا وهذي مهمة جدا في هذا الباب له سابقة تسبيح وتعظيم وتنزيه وتمجيد لله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. ولهذا في قصته قال الله في بعض المواطن فلولا انه كان من المسبحين للبث آآ في بطنه الى يوم يبعثون ما يخرج فهذه السابقة التسبيح في حياة المسلم مهمة الذكر والتسبيح والتمجيد حال الرخاء وحال الطمأنينة حال الصحة والعافية يمجد الله يثني على الله يذكر الله سبحانه وتعالى هذا مهم جدا في فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون اه يقول فابتلعه حوت في البحر ابتلاعا لم يكسر له عظما ولم يمضغ له لحما فلما صار في جوف الحوت في تلك الظلمات ليست ظلمة واحدة ظلمة اه جوف الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل ظلمات وهو في ذلك المكان فكان يردد لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. يرددها عليه السلام يقول نبينا عليه الصلاة والسلام دعوة ذا النون لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ما دعا بها مكروب الا فرج الله كربه الا فرج الله سبحانه وتعالى كربه اي نجاه سبحانه وتعالى كما نجى نوحا كما نجى يونسا عليه السلام لما دعا بهذه الدعوة نادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين هذه الكلمة كما بين الامام ابن القيم رحمه الله تعالى تجمع امور اربعة عظيمة في في هذا الباب الباب باب باب تفريج الكرب باب تفريج الكرب والنجاة من الغم والهم الاول التوحيد لا اله الا انت توحيد الذي هو اساس النجاة والفلاح. في الدنيا والاخرة لا اله الا انت وهذه هي كلمة التوحيد ولا توحيد الا بها نفي واثبات نفي للعبودية عن كل من سوى الله واخلاص للعبودية بكل معانيها آآ لله وحده والثانية التسبيح سبحانك والتسبيح وتنزيه الله وتقديسه سبحانه وتعالى وتبرئته عن كل ما لا يليق به وما لا يليق بعظمته وجلاله وكماله سبحانه وتعالى سبحانك اي انزهك يا الله اقدسك يا الله انزهك عن كل ما لا يليق بجلالك عظمتك وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وارشاده ان المرء اذا علا يكبر واذا نزل واديا يسبح ويونس كان في عمق البحر في جوفه في في نزول في عمق البحر فكان ينزه الله مقام تنزيه عظيم هذا المقام تنزيه مقام من مقامات التنزيه لله سبحانه وتعالى سبحانك الامر الثالث الاقرار الاقرار بما كان من النفس من ظلم وخطأ وتقصير الاعتراف بذلك ولهذا في سيد الاستغفار ابوء بذنبي وابوء بذنبي اي اعترف والامر الرابع الاستغفار طلب المغفرة وهذا اه الرابع اه جاء في ضمن هذه الكلمة ضمنا لان الاعتراف بما كان من من العبد من ظلم لنفسه هذا الاعتراف هو متضمن لطلب المغفرة تضمن لطلب المغفرة من من من ذلك الذنب الله سبحانه وتعالى لما ذكر في سورة الانبياء آآ ان جاءه آآ ليونس عليه السلام اتبع ذلك بقوله وكذلك ننجي المؤمنين كذلك ننجي المؤمنين. اخذ منها العلماء ان فيها شاهد قوي جدا للحديث حديث النبي صلى الله عليه وسلم آآ دعوة ذي النون ما دعا بها مكروب لان الله لما ذكر نجاته وتسبيحه ومناجاته لله اتبع ذلك بقوله وكذلك ننجي المؤمنين. المؤمن اذا اصابه كرب و فزع الى الله ولا سيما بهذه الكلمات والتجأ الى الله بهذه الكلمات العظيمات انجاه الله سبحانه وتعالى مهما كان كربه ومهما عظم مثل ما انجى يونس عليه السلام وكان في اه بطن الحوت كيف كانت النجاة قال رحمه الله فامر الله الحوت ان تلقيه بالعراء فخرج من بطنها كالفرخ المنعوط من البيضة. في غاية الضعف والوهن فلطف الله به وانبت عليه شجرة من يقطين فاظلته بظلها الظليل حتى قوي واشتد. وامره الله ان يرجع الى قومه فيعلمهم ويدعوهم فاستجاب فيعلمهم وامره الله ان يرجع الى قومه فيعلمهم ويدعوهم فاستجاب له اهل بلده مئة الف او يزيدون فامنوا فمتعناهم الى حين. هذه صفة النجاة التي كتبها الله سبحانه وتعالى ليونس عليه السلام قال اه فامر الله الحوت ان تلقيه بالعراء امر الله الحوت ان تلقيه بالعراء وهذا معنى قوله فنبذناه بالعراء وهو سقيم مريظ لانه آآ بقي هذه المدة في في في بطن الحوت فخرج سقيما اي مريضا ضعيفا مثل ما قال الشيخ فخرج من بطنها كالفرخ الممعوط من البيضة كالفرخ المنعوط من البيضة قريب من هذا المعنى جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كهيئة الفرخ ليس عليه ريش هذا اول ما يخرج من البيضة يكون على هذه الصفة ليس عليه ريش فخرج بهذه الصفة وصفه الله بقوله فنبذناه بالعراء وهو سقيم والعراء اي ساحل للبحر نبذه الحوت في الساحل وهذا الساحل عراء ومعنى عراء ليس فيها اشجار لا ظل ولا اه صيام يطعم منه حرام ارض جرداء ليس فيها اشجار فاكرمه الله سبحانه وتعالى وانبت عليه شجرة من يقطين. اليقطين القرع انبت عليه الشجرة من من يقطين. تحدث علماء التفسير هنا وايضا في كتب التاريخ تحدثوا هنا عن آآ خصائص اليقطين وفوائده ومنافعه ورقة ايظا فيها لان جسم جسم يونس على الوصف الذي مر معنا فورقة من اه من الطف الورق نعومة ورقة آآ ثمرته من انفع ما يكون ولا سيما في آآ علاج السقم سقم البدن تحدثوا عنها في في فوائد عظيمة جدا وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يحب الدبان يعرف عنه ذلك صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فامر الله الحوت ان تلقيه بالعرى فخرج من بطنها فخرج من بطنها في اه في في هذه الاية قال فنبذناه بالعراء وهو سقيم اي آآ اي مريظ وفي فئات اخرى قال لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين آآ نبذ بالعراء لولا ان تداركه نعمة لولا ان الله لطف به ومن عليه لنبذ بالعراء وهو مذموم على هذه الصفة لكنه نبذ في العراء على صفة ليس مذموما فيها فاجتباه ربه فجعله من الصالحين لم ينبذ مذموما بل نبذ آآ مرضيا عنه وهذا فيه ان اه الاعتبار بكمال النهايات الاعتبار بكمال النهايات لا بما جرى في البدايات. يعني هو في البدايات جرى منه امرا يلام عليه وحصل له هذا الحبس في بطن الحوت مدة واستغفر الله واناب الى الله ودعا الله وناجى الله عظم الله ونزه الله سبحانه وتعالى فاجتباه ربه اجتباه ربه فجعله من الصالحين وهذي مرتبة كان عليها يونس اعلى من المرتبة الاولى التي كانت منه عليه السلام فالحاصل ان اه ان هذا فظل عظيم ومنة عظيمة لنبيه ورسوله يونس عليه السلام فلطف الله به وانبت عليه شجرة منا يقطين فاظلته بظلها الظليل. حتى قوي واشتد ورجعت لها الصحة والعافية والنشاط امره الله ان يرجع الى قومه فيعلمهم ويدعوهم فاستجاب له اهل بلده مثل ما قال الله مئة الف او يزيدون يعني يزيدون على هذا العدد واختلف في هذه الزيادة قيل عشرة الاف قيل عشرين الف قيل ثلاثين الف الله اعلم بذلك لكنه عدد يزيد على المئة الف فامنوا فمتعناهم الى الى حين واهل العلم اختلفوا هل الايمان الذي كان منهم هو ايمان نافع لهم في الدنيا من حيث رفع العذاب فقط او انه ايمان اه صحيح ينفعهم في الدنيا والاخرة والاظهر الثاني وهذا التي الذي تدل عليه هذه الاية وتدل عليه آآ اية نوء يونس فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا فوصفهم الله بالايمان ويكون اللفظ محمول على حقيقته انهم امنوا ايمانا كانت به نجاتهم في اه الدنيا وايضا آآ في الاخرة وهذه ايضا معدودة في الفضائل فضائل يونس ان الله اكرمه بهذا العدد الكبير من الخلق الذين كتب الله سبحانه وتعالى لهم الهداية على يديه عليه السلام انبه غدا الجمعة لا يوجد درس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه