الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له فقال له سليمان سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين؟ اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون فذهب بالكتاب فالقاه في حجر المرأة ملكة سبأ فلما قرأته عظمته جدا وارعبت منه فزعا وجمعت رؤساء قومها فقالت وارعبت احسن الله اليكم فذهب في الكتاب فالقاه في حجر المرأة ملكة سبأ فلما قرأته عظمته جدا وارعبت منه فزعا وجمعت رؤساء فقالت يا ايها الملأ اني القي الي كتاب كريم انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم الا علي واتوني مسلمين. كتاب مختصر جامع فيه المقصود كله قالت يا ايها الملأ افتوني في امري اي اشير علي وهذا من حزمها وحسن تدبيرها. استعملت المشورة مع رؤساء قومها ما كنت قاطعة امرا حتى تشهدون. قالوا نحن اولو قوة واولو بأس شديد. والامر اليك فانظري ماذا تأمرين اي مستعدون لما تقولين حربا وسلما وارجعنا الامر الى ما تختارين فمن عزمها وحزمها وبعد نظرها عدلت عن الحرب واختارت السلم لكن بصورة حازمة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه قصة اخرى لنبي الله سليمان عليه السلام وهي قصته مع ملكة سبأ عندما جاءه الهدهد كما مر معنا وذكر له من نبأها وحكى له شيئا من خبرها وانها تملك قومها وانها اوتيت من كل شيء يؤتاه الملوك وان لها عرشا عظيما وانهم على الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى يسجدون للشمس من دون الله وان هذا كله من تزيين الشيطان واغوائه الانسان حرفه عن الفطرة وصده عن سواء السبيل فلما جاء الهدهد الى سليمان بهذا الخبر قال له سليمان سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تولى عنهم تنظر ماذا يرجعون امره سليمان بالذهاب بالكتاب كتاب اه كتاب كتبه سيأتي اه ماذا كتب في ذلك الكتاب وامره ان يلقي هذا الكتاب اليهم ثم يتولى عنهم فينظر ماذا يرجعون يتولى عنهم ليس المراد بالتولي هنا ان يرجع الى اه الى سليمان وانما المراد بالتولي ان ينعزل عن المكان قليلا يتنحى عن المكان قليلا يا ينظر ماذا يكون الرد؟ ماذا يكون الجواب اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تولى عنهم لو كان المراد تولى عنهم الرجوع الى سليمان فورا لقال ثم اقبل بعضهم فهم هذا المعنى تولى عنهم اي ارجع اقبل الي وقالوا الخطاب فيه تقديم وتأخير اصله فالقه اليهم ثم انظر ماذا يرجعون ثم تولى عنهم لكن الصحيح ان المراد بقوله ثم تولى عنهم اي انعزل عنهم وكن في مكان قريب وانظر ماذا يكون الرد والجواب ثم ارجع بالجواب ففعل ذلك وقرأت ملكة سبأ بلقيس الكتاب فلما قرأته عظمته جدا واصابها رعب وخوف وادركت ان الخطب عظيم جدا وجمعت رؤساء قومها وهذا من من العقل والحكمة لم تتخذ رأيا منفردا بل جمعت الاعيان والرؤساء وشاورتهم قالت يا ايها الملأ اني القي الي كتاب كريم نلاحظ هذه الصفة التي وصفت بها الكتاب وصفته الكرم وهذا الكرم الذي وصفته وصفت به الكتاب هو من جهة المضمون الذي حواه ومن جهة الطريقة طريقة الوصول الى الكتاب اليها ادركت ان هذا الكتاب بهذا الشأن وبهذه المكانة وعرفنا طريقة وصول الكتاب اليها ان طائرا اتى به في مكانها والقاه في حجرها. ثم انعزل عنها في ناحية وينتظر ماذا يكون الرد هذا كما هو معروف شيء لا يقدر عليه الملوك. وليس باستطاعة الناس لكن هذا شيء فيه تسخير فادركت ان الامر آآ عظيم عظيم جدا واولته اهتماما بالغا وعناية عظيمة جمعتهم وقرأت عليهم الخطاب انه من سليمان وانه هذا نص الخطاب. بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلوا علي واتوني مسلمين. لا ليس فيه تطويل ولا شرح ولا بسط كلها البسملة وهذه الجملة المختصرة الا تعلو علي واتوني مسلمين قال ابن كثير في غاية البلاغة والوجازة والفصاحة ومعنى الا تعلو علي اي لا تتمنع وتتكبر واتوني مسلمين اي مستسلمين منقادين لله تاركين الشرك والكفر بالله عز وجل وعبادة الشمس و اتخاذ الانداد والشركاء مع الله عز وجل الشيخ يقول كتاب مختصر جامع فيه المقصود كلهم يعني آآ البسملة بسم الله الرحمن الرحيم وذكر غير واحد من العلماء ان بسم الله الرحمن الرحيم بهذا اللفظ لم يكتبها احد قبله اول من كتبها في في الكتب هو نبي الله سليمان عليه السلام ورد في هذا المعنى حديث يرفع الى نبينا عليه الصلاة والسلام لكنه غير ثابت قالت يا ايها الملأ افتوني في امري افتوني في امري هذا هو التشاور تستشيرهم اشيروا علي قال الشيخ هذا من حزمها وحسن تدبيرها استعملت المشورة يعني لم تستبد بالرأي وحدها وانما استشارة الاعيان والرؤساء واهل الخبرة حتى يصلوا الى القرار المناسب اكدت المشاورة بقولها ما كنت قاطعة امرا حتى تشهدون اي تحظرون مجلسي واتشاور معكم وانظر في هالامر كان جواب من جمعت ان قالوا نحن اولو قوة اولو بأس شديد والامر اليك فانظري ماذا تأمرين اي عندنا استعداد تام قدرة المجابهة والحرب لكن الامر لك قرار عندك تختارين ما ما ترين فانظري ماذا تأمرين؟ ما الذي تأمريننا به ان امرت بالحرب فنحن على استعداد وان رأيت السن فالامر لك قال الشيخ رحمه الله فمن عزمها وحزمها وبعد نظرها عدلت عن الحرب واختارت السلم لكن بصورة حازمة فقالت ساهدي لهم هدية عظيمة فاخرة فانظر ماذا يكون الرد بما يرجع المرسلون كانت احزم رأيا منهم واعلم بامر سليمان وادركت انها لا قبل لها بجنوده وقد شاهدت امور جعلتها تدرك هذا الامر خاصة الطائر الذي جاءها ووظع الكتاب وتنحى قليلا ينظر يعني هذا امر له اشاراته وله دلالاته وربما ايضا ان كانت تسمع تسخير الذي او بلغها عن التسخير الذي سخره الله وحشر له آآ سليمان جنوده من الانس والجن والطير فهم يوزعون ادركت انها لا قبل لها جنوده لكنها اه اه اختارت هذه الطريقة ان ترسل هدية لسليمان ان ترسل هدية لسليمان لانها آآ تدرك سبحان الله ان الهدية لها عمل في النفوس الهدية لها امل في النفوس واثر على القلوب ومن كان مثلا في شدة غضب الهدية تلينه من كان في مثلا في في موقف مثلا شديد من من الاخر الهدية تلينه الهدية لها اثر فرأى ترسل هدية وتنظر ماذا يكون الرد ان كان قبل الهدية فهو ملك من الملوك كغيره من الملوك وقد يكون المجابهة ممكنة لكن ان رد الهدية هو لم يقبلها تدرك ان الامر اكبر من ذلك وان فهي ارسلت الهدية مثل تقيس الامور بها وتنظر ولهذا قالت فناظرة بمرجع المرسلون يعني هذه الهدية عبارة عن مقياس لحال سليمان تنظر ماذا يكون ان قبل الهدية فهو ملك من الملوك مثله مثل غيره وربما تكون مجابهته حربا ممكنة واما ان رد الهدية فردها يدل على ان الامر وراءه ما وراءه ان الامر عظيم هذا مثل ما ذكر العلماء من عقلها قتادة آآ السدوسي رحمه الله قال عند هذه الاية قال رحمها الله يعني بلقيس رحمها الله ان كانت العاقلة في اسلامها وشركها ان كانت العاقلة تنفي اسلامها وشركها قد علمت ان الهدية تقع موقعا من الناس ارسلت الهدية ولما جاءوا لسليمان عليه السلام بالهدية كان رده ان قال اتمدونني بمال اتصانعونني بمال لاترككم على الشرك والكفر فما اتاني الله من المال والملك والمن والعطاء خير مما اتاكم بل انتم بهديتكم تفرحون تبين عليه السلام انه ليس له غرض دنيوي ولا حطام الدنيا ولا هداياها وزخرفها وانما غرضهم ان يدخلوا في دين الله ان يتركوا الشرك وان يبتعدوا عن عبادة الشمس وعبادة الاوثان المتخذة من من دون من دون الله ثم وصى الرسل وقال وانما غرضه اقامة الدين ودخول عباد آآ عباد الله في الاسلام. ثم وصى الرسل واستغنى بذلك عن الكتاب وقال للرسول ارجع اليهم ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولا نخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون اتاهم كتاب واضح وكلام بين لا تعنوا علي واتوني مسلمين وما استجابوا فارسل اليهم بهذه الرسالة ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون اي حقيرون ذليلون عالم سليمان عليه السلام انهم سينقادون ويسلمون والمرأة لما جاءها الرسل اخذت جنودها وجاءت لما جاءها الرسل اخذت جنودها وجاءت ما لانها تدرك انها لا قبل لها جاءت وتركت عرشها وراءها في اليمن وجاءت الى جهة الشام مقبلة على سليمان تقطع الطريق مراحل والطريق يحتاج الى الى مدة الشيخ يقول رحمه الله المسافة شهرين تهابا يعني من اليمن الى الشام تاج الى شهرين من الزمان فهي اخذت في الطريق منقادة معها حاشيتها مع جنودها جاءت الى الى سليمان اه علم سليمان انها سينقادون ويسلمون فقال لي اهل مجلسه من عنده في المجلس في ذلك اليوم ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلما قبل ان يصلهم يحتاجون في الطريق الى قرابة الشهرين ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين ما الغرض من الاتيان بالعرش هنا يذكر اقوال لكن الاقرب الله تعالى اعلم اظهار عظمة ما وهبه الله من الملك ما وهبه الله له من الملك ليتخذ ذلك حجة على نبوته عندها واقامة الحجة عليها وعلى قومها حتى يروا اية باهرة وامرا خارقا للعادة فيكون هذا مدعاة للاسلام والا امور الدنيا ما كان لها غرض لما قالوا لها هدية هو هدية عظيمة وكذا قال ما اتاني الله خير مما اتاكم. مما اتاكم بما في ذلك ماذا العرش لما في ذلك العرش ما ما كان ملتفتا لذلك ولهذا تأتي اقوال فيها بعد الذي يظهر هذا المعنى انه اراد اظهار عظمة ما وهبه الله له من الملك ليتخذ ذلك حجة على آآ نبوته عندها وليس المقصود الاعجاب بالعرش وعنده سخر الله له هؤلاء الجن يصنعون له ما يشاء محاريب وتماثيل وجيفانك الجواب مثل ما نتقدم معنا يصنعون احسن منه بكثير يعني فما ان هذا الامر يعني بشيء فالمقصود هو هذا المقصود هو هذا حتى تكون هذه الاية الباهرة العظيمة آآ حجة آآ على نبوته عندها وعند قومها فيكون ذلك مدعاة آآ دخولهم في دين الله عز وجل قال ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين قبل ان يأتوني مسلمين اي قبل ان يصلوا الى الي مسلمين قال عفريت من الجن انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين. قوي على حمله امين على محتوياته ما في من جواهر وهذه الاشياء كلها امين محافظ عليها كلها تصل كاملة آآ قبل ان تقوم من مقامك المعنى ان سليمان كان له مجلس. نعم يجلس وينظر في امور الناس احوالهم قضاياهم الحكم بينهم يجلس اه قد يكون المجلس مثل ثلث النهار فهو قدر المدة التي يأتيه بها قبل ان ان يقوم مما من مقامه اي في ماذا جلسته المعتادة جلستين معتادة يعني قبل ان تقوم من مقامك لان بعضهم قالوا المعنى يعني يأتيك قبل ان تنهض يعني لو في نفس اللحظة والاقوى الاخر الذي اوتي علم اه من الكتاب قالوا يرتد اليك طرفك يعني اشارة البصر لمحة البصر هذي لكن المعنى والله تعالى اعلم هو هذا. قبل ان تقوم من مقامك اي له ساعة يقوم فيها يجلس آآ مثلا ثلث النهار او او او قرابة هذا الوقت فيه ينظر فيها قظاء الناس ثم له ساعة يقوم قال قبل ان تقوم مقامك يعني من مجلسك المعتاد تجد ان العرش عندك فكان اراد اسرع من هذا اراد اسرع من ذلك عرفنا المسافة والبعد العرش في اليمن وسليمان في الشام في الديار الشامية والمسافة قالوا اه في في المشي المعتاد شهرين قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك قبل ان يرتد اليك طرفك المقصود بارتداد الطرف يعني ان يمد بصره الى مسافة بعيدة ينظر ثم يرجع البصر الى الى الى مكانه ففي هذه الاثناء الوقت اليسير يعتبر تجد العرش عندك من هذا الذي قال هذه الكلمة الذي وصف الاية الكريمة بان عنده علم من الكتاب قال الشيخ يحتمل انه كما قال اكثر المفسرين انه رجل صالح قد اعطي الاسم الاعظم الذي اذا دعي الله به اجاب واذا سئل به اعطى سبحانه وتعالى فيكون هذا من باب كرامات الاولياء واعده جماعة من اهل العلم في هذا الباب آآ دعا الله جل وعلا بعضهم بل عدد من المفسرين ذكروا ان اسمه اصف من برخياء وانه كاتب سليمان ومن المقربين عنده ومن اهل الصلاح العبادة اه فدعا الله سبحانه وتعالى دعا الله حملت الملائكة حملت الملائكة العرش واتت به الى مجلس سليمان ومكان سليمان بنفس الوقت هذا الذي حدد قبل ان يرتد اليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي حملته الملائكة هذا اخذ منه العلماء فائدة وهي ان السياق كله اخذ منه العلماء فائدة ان الجن اقوى من البشر والملائكة اقوى من الجن لان هذا الان مقياس الاتيان بالعرش العرض الذي كان من الجن في في ما هو يعني ما اقدرهم الله سبحانه وتعالى عليه قال قبل ان تقوم مقامك ولما قال الذي عنده علم من الكتاب قبل ان يرتد اليك طرفك وحملته الملائكة جاءته في وقت اسرع من هذا بكثير اسرع من هذا بكثير فهذا يدل على ان القوة التي اتاها الله سبحانه وتعالى الملائكة اقوى من القوة التي عند الجن الان نقل نقل العرش في هذه اللحظة اليسيرة جدا من المسافة تلك البعيدة لو نظرنا في التطور الان الصناعات والطائرات ووسائل النقل وسرعة ما وصلوا الى هذا ولا قريب منه ما وصلوا الى هذا ولا الى قريب من مما سمعناه من الوالد والدي حفظه الله في شرحه لسنن ابي داوود قال اه ما نصه؟ قال وهذا الشيء لم يحصل في هذا الزمان الذي ظهر فيه التقدم في الصناعة ولن يصلوا الى ذلك ابدا لان الذي حصل لسليمان ملك اعطاه الله له ولن يعطيه احدا من بعده وتقدمت دعوة سليمان التي بذلك واستجاب الله سبحانه وتعالى اه دعاءه نعم اظننا تجاوزتك يا شيخ خالد شكرا من حيث انتهيت قال رحمه الله وعلم سليمان انهم سينقادون ويسلمون فقال لاهل مجلسه ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين؟ قال عفريت من اني انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين وسليمان بالديار الشامية وبينه وبينها مسافة شهرين ذهابا وشهرين يابا ثم قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك يحتمل او يحتمل انه كان كما انه كما قال اكثر المفسرين انه رجل صالح قد اعطي الاسم الاعظم الذي اذا دعي الله به اجاب وانه دعا الله فاتى به قبل ان يرتد اليه طرفه ويحتمل ان الذي عنده علم من الكتاب عنده من الاسباب التي سخرها الله لسليمان عليه السلام اسباب يحصل بها تقريب مواصلات وجلب الاشياء البعيدة. نعم الاحتمال الاول هو الاظهر. والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله وعلى كل هذا وعلى كل فهذا ملك عظيم بلحظة يحضر له هذا العرش العظيم ولهذا لما رآه مستقرا عنده حمد الله على ذلك قال هذا من فضل ربي ليبلوني اشكر ام اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم فقال لمن حوله نكروا لها عرشها اي غيروا فيه وزيدوا وانقصوا ننظر اتهتدي؟ اتهتدي ام تكون من الذين لا يهتدون وكان قد مدح لها وكان قد مدح له رأيها وعقلها فاحب ان يقف على الحقيقة فلما جاءت قيل اهكذا عرشك وعرض عليها وعرض عليها فلما رأته عرفته ورأت فيه من التنكير فانكرته فقالت مرددة للاحتمالين كانه هو لم تقله لما فيه من التغيير ولم تنفي انه هو لما كانت تعرفه فاتت بلفظ صالح للامرين عرف سليمان عليه السلام رجاحة عقلها. لما اتي بالعرش بهذه السرعة الباهرة ورآه سليمان عليه السلام مستقرا عنده حمد الله على هذه النعمة وهذا التيسير واسند النعمة الى المتفضل قال هذا من فضل ربي ليبلوني اأشكر ام اكفر وهذا فيها ان النعم وسوقها للعباد هو من باب الابتلاء من باب الابتلاء ابتلاء العباد هل يشكر المنعم ومن شكره ان تستعمل النعم في طاعته ام يكفروه سبحانه وتعالى الشاكر شكره لنفسه ينفعه اما الله غني عن العالمين والكافر آآ انما يضر نفسه بكفره والله غني عنه من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فانما يظل عليها قال سليمان لمن حوله نكروا لها عرشا هذه مثل ما اشار الشيخ آآ اراد ان يغيروا العرش يحدث فيه شيء من التغييرات يمتحن عقلها وينظر رأيها وبلغه عنها رجاحة عقل ومر معنا كلام قتادة رحمه الله تعالى قال ان كانت لعاقلة في اسلامها وشركها فقال غيروا نقصوا فيه وزيدوا احدثوا فيه شيء من التغيير الغرض قال ننظر اتهتدي ام تكون من الذين لا يهتدون فلما وصلت وعرض عليها عرشها قيل اهذا عرشك؟ هكذا عرشك بهذه الصيغة اهكذا عرشك كان جوابها يدل على العقل لم تقل لا لانه منكر مغير ولم تقل نعم لانها رأته هو عرشها لكنه عليه تغيير اصبح الامر احتمال وتردد فجاءت بهذه الجملة الجميلة قد كانه هو لم تقل ليس هو ولم تقل هو قالت كانه هو فعرف سليمان بذلك رجاحة عقلها نعم قال رحمه الله واوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ان كان هذا من كلام سليمان عليه السلام فمعناه اننا اخبرنا عن عقلها وعلمنا بذلك قبل هذه الحالة فتحققناها لما صبرناها اه وان كان الكلام كلام ملكة سبأ فانها تقول واوتينا العلم عن ملك سليمان وانه ملك نبوة ورسالة وقوة هائلة من قبل هذه الحالة وكنا مسلمين مذعنين لما قاله سليمان عليه السلام بعدما تحققنا امره فكأنه قيل مع عقلها هذا ورأيها السديد فكيف كانت تعبد غير الله؟ وكيف اجتمع العقل وعبادة من لا ينفع ولا يضر وانما يضر من عبده حصلوا الجواب قوله وصدها ما كانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين اي العقائد التي نشأت عليها والمذاهب الفاسدة تسيطر على عقل العاقل وتذهب لب اللبيب حتى يقيض الله له من باب المباركة ما يبين له الحق ويمن عليه باتباعه قال واوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين من المفسرين من ذهب الى ان هذا القول قول سليمان ومنهم من ذهب الى انه اه قول ملكة ابن قيس على ما بين وذكر الشيخ رحمه الله تعالى اشار هنا الى مسألة حقيقة اه غاية في الاهمية الان كل ما تقدم يدل على رجاحة عقل هذه المرأة وفطرتها وذكائها ذكاء باهر وفطنة ومعرفة وتشاور ليست امرأة يعني بالهينة او الساذجة فقد يرد سؤال هنا مثل ما قال الشيخ يعني مع هذا العقل والرأي السديد كيف كان تعبد غير تعبد الشمس كيف يكون يعني مثل اه اجتمع لها هذا العقل وفي الوقت نفسه تعبد ما لا ينفع ولا يضر وانما يضر من ابدا آآ يقول الشيخ حاصل الجواب في قوله وصدها ما كانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين هذي مشكلة حقيقة يعني مشكلة في كثير من الخلق الذي يصده عن الدين ويحول بينه وبين الدين ان ينشأ على مذاهب فاسدة وعقائد باطلة تسيطر على عقله ويجد نفسه لا ينفك عن هذا الذي عليه ابائه واجداده وعشيرته وقبيلته الى اخره وتذهب لب اللبيب وكثير من الذين ردوا دعوة الانبياء ردوها بهذا الامر انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مهتدون على اثارهم مقتدون هذا يعني حال خلق كثير جدا وهذه تعتبر يعني مثل ما اصف في بعض الدروس عقدة نفسية عقدة نفسية آآ تحجب آآ يعني انظر اه موت ابي طالب والنبي عليه الصلاة والسلام عند رأسه يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فكانوا من عندها يضغطون عليهم بهذه العقدة بل على ملة عبد المطلب بل على ملة عبد المطلب فالحاصل ان هذه مثل ما وصف الشيخ تذهب لب تذهب لب اللبيب يعني الان انظر مثلا آآ عودا عليه ابي طالب ابو طالب يعرف كان يعرف معرفة تامة ان دين محمد حق وانه هو الدين الصحيح وذكر هذا في شعرها قال ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا ما الذي يمنعك اجاب نفس العقدة هذي قال لولا الملامة او حذار مسبة لرأيتني سمحا بذاك مبينا نعم قال رحمه الله وكان له صرح من قوارير اجرى تحته الانهار فكان من ينظر اليه يظنه ماء يجري لان الزجاج شفاف فلما قيل لها ادخلي الصرح فرأته قرأته لجة وكشفت عن ساقيها قال انه صرح ممرد من قوارير قالت ربياني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين فاسلمت لله واتبعها قومها فيقال ان سليمان عليه السلام تزوجها فالله اعلم هذه خاتمة القصة قصة هذه المرأة آآ مع مع سليمان اه امر سليمان بان يبنى صرح وان تجرى الانهار من تحته فكان من ينظر اليه يظن انه ماء يجري لكنه زجاج شفاف يعني من يمشي عليه لا يصل الماء الى الماء ولا يبتل فلما قيل لها ادخلي الصرح ظنت انه لجة وانهما فكشفت عن ساقيها حتى لا تبتل ثيابها بالماء على ما ظنت قال انه صرح ممرد من قوارير قال انه قال انه صرح ممرد من قوارير قالت ربياني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين هنا يذكرون الشافي كشف الساق وان سليمان غرظ في كذا هذه الاشياء التي تأتي عن بني اسرائيل ما يصلح للمسلم انه ياخذها ما اخذ القبول ثم يبني عليها من من هذه الطرق الواهية احيانا المسيئة للانبياء وياخذها ماخذ القبول ومثل هذه الاشياء ينبغي ان الا يلتفت اليها خاصة ما يمس جناب الانبياء ومقامهم الرفيع ومنزلتهم العلية والمسألة التي ختم بها الشيخ آآ هي اسلمت واعلنت اسلامها رحمها الله ومع سليمان لله مقادة مطيعة لله جل وعلا واتبعها قومها في الاسلام فكان لها الاثر العظيم وآآ يكون هذا في ميزان حسناتها رحمها الله وغفر لها اه اسلمت هل تزوجها سليمان الشيخ يقول يقال. هم. هذه الصيغة معروفة عند للعلم يعني يذكر وهذا كله يأتي من من اه من لكن حدنا في في هدنا في القصة هنا انتهت القصة انتهت عند قوله آآ ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين هل تزوجا او لم يتزوجها؟ الله اعلم وما يذكر في تلك الكتب ما يبنى عليه ما يبنى عليه يعجبني جواب هنا آآ جميل جدا للغاية لعون ابن عبد الله ابن عتبة ابن مسعود عون ابن عبد الله ابن عتبة ابن مسعود اه عن عون ابن عبد الله هذا الجواب لعبدالله بن عتبة عن عون ابن عبد الله ابن عتبة ابن مسعود ان اباه يعني عبد الله ابن عتبة ابن مسعود سئل هل كان سليمان تزوج المرأة صاحبة سبأ هل كان سليمان تزوج المرأة صاحبة سبأ فبماذا اجاب جواب جميل جدا قال عهدي بها وهي تقول واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. هذا عهدي بها اكثر من هذا ما الجواب غاية حقيقة في الجمال لما سئل قال عهدي بها وهي تقول واسلمت مع سليمان لله رب العالمين لانك وانت تقرأ الايات في سورة النمل انتهت القصة هنا هذا فيكون هذا عهدي بها انها تكون هذه الكلمة ولهذا الشيخ قال فالله اعلم الله اعلم اي هل كان او لم يكن هذا الله سبحانه وتعالى اعلم بذلك نكتفي بهذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا