الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له ومنها ان المخالطة بين الاقارب والاصحاب والمعاملين وكثرة التعلقات الدنيوية المالية موجبة للتعادي وبغي بعضهم على بعض وانه لا يرد عن هذا الداء العضال الا التقوى والصبر والصبر بالايمان والعمل الصالح وان هذا من اقل شيء في الناس الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا ووفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال مع هذه الفوائد الثمينة العظيمة المستفادة من قصتي داود وسليمان عليهما السلام وعلى جميع النبيين وهذه الفائدة التي ذكر الشيخ رحمه الله تعالى استفاد من قول الله سبحانه وتعالى وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم فافاد الشيخ رحمه الله تعالى ان اهذا يستفاد منه ان المخالطة بالتعامل التجاري التعامل المالي هي الزراعة في الوظيفة والعمل الى غير ذلك من انواع الخلطة والصحبة والتعامل خاصة اذا كان هي تعلقات الدنيوية فانه يوجب في كثير من الناس اه بغي بعظهم على بعظ وتجاوز الحد في حق من يعامله ولا يرد هذا الداء الا التقوى والايمان والعمل الصالح الاصل في الانسان هو هذا انه كان ظلوما جهولا هذا الاصل فيه لكن يخرجه عن هذا ويهذبه وينقيه منه ايمانه بالله وتقواه له سبحانه وتعالى ومراقبته له جل في علاه الخلطة بين الناس من اقارب او اصحاب او معاملين يعاملهم في تجارة في زراعة في وظيفة الى غير ذلك هذه اشياء مع طول الصحبة وطول التعامل توجب شيئا من بغي بعضهم على بعض لكن الذي يهذب المرء وينقيه ويبعده عن هذا السلوك السيء والتعامل السيء والدال عضال كما عبر الشيخ رحمه الله والتقوى والتحلي بالصبر الايمان. قال الشيخ وان هذا من اقل شيء في الناس واخذا من قوله وقليل ما هم تقليل في الناس من يكون سالما من ذلك ولا يسلم العبد من ذلك الا الايمان نلاحظ هنا فائدة النبي عليه الصلاة والسلام اثر عنه ان المرء اذا خرج من بيته يشرع له في كل مرة يخرج فيها من بيته ان يقول اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او ازل او ازل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي لان هذه اشياء توجبها الخلطة والتعامل مع الناس تجيبها الخلطة والتعامل مع الناس فاذا خرج من بيت متعوذا بالله من هذه الافات التي توجبها الخلطة واتقى الله فيمن يعاملهم وتحلى بالصبر واخلاق الايمان وادابه فانه يسلم باذن الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومنها اكرام الله لداوود وسليمان عليهما السلام بالزلفة عنده وحسن المآب حسن المآب فلا يتوهم احد ان ما جرى منهما منقصا لدرجتهما عند الله وهذا من تمام لطفه بعباده المخلصين انه اذا غفر لهم وازال عنهم اثر الذنوب ازال الاثار المترتبة عليها حتى ما يقع في قلوب الخلق وما ذلك على فضل وما ذلك على فضل الكريم بعزيز من فوائد آآ قصة هذين النبيين ان الله عز وجل ذكر في خاتمة قصة كل منهما في سورة صاد قوله جل وعلا وان له عندنا لزلفى. وحسن مآب قال ذلك جل وعلا في حق داوود وقاله كذلك في حق سليمان وان له عندنا لزلفى وحسن مهاب الزلفى المنزلة العالية والمكانة الرفيعة وحسن المآب اي المرجع الثواب العظيم عند الله سبحانه وتعالى فهذا يفيد كما ذكر الشيخ رحمه الله الا يتوهم آآ في حقهم نقص الدرجة نقص الدرجة لان من وقع في شيء هي من طبائع البشر ثم اناب الى الله عز وجل من تمام لطفه بالمخلصين من عباده وعظيم كرمه انه اذا غفر لهم ازال عنهم الذنب واثر الذنب ازال عنهم الذنب واثر الذنب تعلو منزلة المرء وترتفع درجته ومكانته ويمحى الذنب وتمحى ايضا الاثار المترتبة عليه من ذلك شاء شار رحمه الله الى لطيفة جميلة اذا صدق العبد مع الله في توبته وبينه وبعض الناس في النفوس شيء الله عز وجل يطيب نفوس الناس ويزيل ما فيها عليه بصدقه مع الله وصدقه في النصح لخلق الله فان هذا من فضل الله هذا من فضل الله سبحانه وتعالى وعظيم منه وكرمه جل في علاه. نعم قال رحمه الله ومنها ان مرتبة الحكم بين الناس مرتبة دينية تولاها رسول الله صلوات ربي وسلامه عليهم وخواصهم خلقه وان على القائم بها الحكم بالحق والا يتبع الهوى فالحكم بالحق يقتضي يقتضي العلم بالامور الشرعية والعلم بصورة القضية المحكوم بها وكيفية ادخالها في الاحكام الشرعية الكلية فالجاهل بواحد من هذه الامور لا يحل له الاقدام على الحكم بين الناس الحكم بين الناس وحل النزاعات الخصومات التي بينهم هذا عمل شريف وعظيم للغاية وهي كما وصف الشيخ رحمه الله مرتبة دينية مرتبة دينية شريفة عالية تولاها رسل الله وخواص خلقه يأتي في قصص الانبياء واخبارهم ومن ذلك ما جاء في قصة داوود وكذلك سليمان اه الحكم بين الناس الحكم بين الناس في حل النزاعات والخصومات وبغي بعظهم على بعظ فهذا الحكم هو مرتبة عالية مرتبة دينية عالية شريفة تولاها الرسل وتولاها خواص الخلق والقائم بهذه المهمة القائم بهذه المهمة الشريفة الحكم بين الناس يجب ان يكون حكمه بينهم بالحق وان يحذر الهوى فالحكم يقتضي العلم اولا بالشريعة وقواعدها وضوابطها العظيمة ثم العلم بسورة القضية التي يراد الحكم فيها ثم الامر الثالث ادخالها في الاحكام الشرعية الكلية فهذه الامور الثلاثة الجهل بواحد منها يوجب خلل في الحكومة يترتب عليه خلل بالحكم الجاهل بواحد من هذه الامور الثلاثة لا يحل له الاقدام على الحكم بين الناس وفي سياق قصة داود آآ ختمها الله جل وعلا في سورة صاد بقوله يا داوود انا جعلناك خليفة يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب هذا نبي من انبياء الله وله عند الله زلفى وحسن مآب قبل هذه الاية مباشرة قال وان له عندنا لزلفى وحسنى مآب ومع ذلك يقول الله له يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله فالحكم لا بد ان يكون بالحق ولابد ان يجانب الحاكم الهوى وان يكون اه على علم بالشريعة وقواعدها وتصور للقضية التي يراد الحكم بها ثم ادخال هذه القضية في الاحكام الشرعية وفي ضوء قواعدها الكلية نعم قال رحمه الله ومنها ان سليمان عليه السلام يعد من فضائل داوود عليه السلام ومن منن الله عليه قال تعالى ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد انه اواب وهذا اعظم تزكية واكبر فخر لسليمان عليه السلام من فوائد القصة ان سليمان ابن داوود عليهما السلام يعد من فضائل داود يعد من فضائل داوود من منن الله سبحانه وتعالى عليه فمن فضائل داود اه ما اكرمه الله سبحانه وتعالى بهذا الولد الذي هو نبي من انبياء الله الكرام وهو منة الهية مثل ما قال الله ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد انه اواب نعم العبد المراد به سليمان هنا في هذا السياق وجاء مثلها في وصف ايوب بوصف ايوب عليه السلام ايضا في سورة صاد نعم العبد انه اواب هذه يقول الشيخ اعظم تزكية اعظم تزكية واكبر فخر لسليمان ان يقول الله في شأنه نعم العبد مثل ما قال ايضا في اه في ايوب عليه السلام نعم العبد فانه اواب وصفه العبودية والاوبة التي هي الرجوع الى الله سبحانه وتعالى والانابة اليه نعم قال رحمه الله ومنها كثرة خير الله وفضله على عبيده الاخيار يمن عليهم بالاخلاق الجميلة والاعمال الصالحة ثم يثني عليهم بها ويرتب عليها من الثواب انواعا منوعة وهو المتفضل بالاسباب ومسبباتها هذه الفائدة فيها بيان عظيم فظله على عباده واصفيائه واولياءه انه سبحانه وتعالى يمن عليهم بالاخلاق الجميلة والاعمال الصالحة ثم يثني عليهم بها الان تأمل الله جل وعلا يقول عن آآ سليمان نعم العبد انه اواب العبودية والاوبة هي منة الله على سليمان هو الذي وهبه ذلك وهو الذي تفضل عليه بذلك فيكرمه الله سبحانه وتعالى بهذه الاخلاق وهذه الاعمال ثم يثني عليه بها ويرتب عليها من اه الثواب انواع متنوعة فهو المتفضل بالاسباب ومسبباتها اي ما يترتب عليها وهو المتفضل ايضا الثواب المنع على العباد بذلك باسباب الخير اعمالها اعمال الخير المترتبة على تلك الاسباب والثواب ايضا المترتب على ذلك كل ذلك فضل آآ فضل الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومنها ان سليمان عليه السلام قدم محبة الله على محبة كل شيء واتلف الخيل التي الهته عن ذكر ربه حتى توارت الشمس بالحجاب نعم ومنها ان كلما اشغل العبد عن طاعة مولاه فهو مشؤوم فليفارقه وليقبل على ما هو انفع له. نعم ومنها انه يؤخذ من ان وان ومنها انه يؤخذ من ان سليمان عليه السلام لما اتلف الخيل الجياد التي الهته عن طاعة الله سخر الله له الريح والشياطين ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. هذه ثلاث فوائد تتعلق القصة التي ذكرها عن سليمان عليه السلام بشأن الخيل وكان اه في في قلبه محبة عظيمة للخيل المطالعة لها ونظر اليها وتمتع بذلك يوما من الايام كان منشغلا الخيل فالهته عن ذكر ربه حتى توارت الشمس بالحجاب في قول الله سبحانه وتعالى اذ عرض عليه اه بالعشي الصافنات الجياد اذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال اني احببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والاعناق آآ هذه الخيل التي آآ احبها احبها وانس بمشاهدتها اه رؤيتها لما حصل في يوم واحد يوم واحد فقط آآ ينظر اليها ويتمتع بالنظر اليها ليس يوميا ولا آآ على دأب من ذلك وان يوم يوم واحد فقط آآ كان مشدودا بالنظر اليها والتمتع بمشاهدتها حتى غابت الشمس حتى غابت الشمس حتى توارت بالحجاب اي الشمس غابت فقال الشيخ اتلف الخيل التي الهته عن ذكر ربه اتلف الخيل التي الهته عن ذكر ربه. اتلف الخيل آآ هذا اخذه من قوله وطفق مسحا بالسوق والاعناق اي سوق الخيل واعناقها والمعنى على هذا القول الذي آآ ذكره الشيخ انه آآ مسح على سوقها و اه اعناقها اي انه اه اه اتلفها ضربا لها بالسيف في اعناقها وعراقيبها باعناقها وعراقيبها وهذا هذا قول في معنى الاية هذا قول في معنى الاية وذكر البغوي انه قول اكثر المفسرين وقد يقال هنا ان ان هذا اهلاك للمال واتلاف له بلا سبب يتعلق بالمال نفسه سوى النظر اليه يعني الخيل التي على هذا القول اتلفت ضربا بالسوق والاعناق لم يكن منها اي سبب السبب والنظر اليها اما هي لم يكن منها سببا لهذا اه الاتلاف ولهذا بعض العلماء آآ رد هذا اه هذا القول بهذا الامر من قال به قال قال مثل هذا قد يكون جائزا في شرعهم جائزة في شرع مثل هذا غضبا لله سبحانه وتعالى والقول الاخر في معنى الاية ويروى عن جماعة من السلف انه على ظاهره المسح اي مسح المسح باليد الاعناق آآ على ظاهره يمسح على اعرافها وعراقيبها على ظاهره وهذا قول يعني ذكره جماعة في من السلف في معنى الاية اخذا من ظاهر اه من ظاهر الاية لكن على هذا وهذا على هذا القول وهذا القول فسليمان عليه السلام اه تاب الى الله عز وجل من من هذا الامر ان تلهيه الخيل عن ذكر ربه حتى تتوارى الشمس بالحجاب لنقف هنا عن عن عند هذا المعنى المهم الذي آآ اه تاب منه سليمان واناب مرة واحدة مرة واحدة فقط مرة واحدة فماذا ماذا يصنع هؤلاء الذين اه اه الهتهم امور كثيرة جدا آآ ليس عن نوافل ورغائب مستحبات بل عن فرائض الدين وواجباته العظيمة يقول اه الشيخ من فؤاد من فوائد هذا السياق ان كل ما اشغل العبد عن طاعة مولاه فهو مشؤوم كل ما يشغل العبد عن طاعة مولاه فهو مشؤوم فليفارقه وليقبل على ما هو انفع له وهذه فائدة مهمة يعني الاشياء التي تشغل الانسان من متع الدنيا عن فرائض الدين عن واجبات الدين يجب على العبد ان يبادر الى الى مفارقتها وفصل فصلها عن او فصل القلب عن التعلق بها حتى يسلم للمرء قلبه فيؤدي فرائض الله وواجباته التي اوجب سبحانه وتعالى عليه كذلك يؤخذ من هذا السياق ان سليمان لما اتلف الخيل الجياد على القول الذي اختاره الشيخ في معنى الاية التي الهته عن طاعة الله سخر الله له الريح والشياطين لانه في السياق نفسه لما تاب الى الله وسأل الله المغفرة قال رب اغفر لي يعني من هذا الامر الذي كان وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب والشياطين كل بناء وغواص فترك شيئا لله وعوضه الله خير منه ترك تلك الخيل مع حبه لها احرصه على مشاهدتها وتركها لله سبحانه وتعالى فعوضه الله خيرا خيرا منه فهذا فيه آآ شاهد لهذه القاعدة العظيمة وهي ايضا آآ جاءت في حديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. نعم قال رحمه الله ومنها ان تسخير الشياطين وتسخير الريح على الوجه الذي سخرت لسليمان لا تكون لاحد بعد سليمان عليه سلام ولهذا لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يأخذ الشيطان الذي تفلت عليه ليلة فيربطه في سارية المسجد قال ذكرت دعوة اخي سليمان فتركته منها فوائد القصة قصة سليمان ان تسفير الشياطين وتسخير الرياح على الوجه الذي سخرت لسليمان لا تكون لاحد بعد سليمان لا تكون لاحد بعد سليمان وهذا التسخير مر معنا هي آآ ذكر الشيخ رحمه الله تعالى لقصته والدليل على هذه الفائدة ان هذا التسخير لا يكون لاحد الا لسليمان اه ما جاء في قصة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لما تفلت عليه الشيطان من اه اه الشياطين فامسكه وعزم عليه الصلاة والسلام على ان يربطه في سارية من سواري المسجد قال ذكرت اه دعوة اخي سليمان فتركته لان سأل الله ان يسخر له ملك لا يكون لاحد من بعده. وفي في قصة تسخير الشياطين قالوا والشياطين كل بناء وغواص واخرين مقرنين في الاصفاد يعني موثقين فهذا هذا ملك آآ قد سأل سليمان آآ ربه سبحانه وتعالى ان يؤتيه اياه ولا يؤتيه احدا من بعده تكون ملكا خاصا فنبينا عليه الصلاة والسلام لما اراد ان ان يربط هذا الشيطان الذي تفلت عليه في سارية المسجد قال ذكرت دعوة اخي سليمان فتركته. نعم قال رحمه الله ومنها ان سليمان عليه السلام كان ملكا نبيا مباح له ان يفعل ما يريد ولكنه لكماله لا يريد الا الخير والعدل. وهذا بخلاف النبي العبد فانه لا يكون له ارادة مستقلة بل ارادته تابعة لمراد الله بل بل ارادته تابعة لمراد الله منه فلا يفعل ولا يترك الا تبعا للامر كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نعم ونبينا عليه الصلاة والسلام لما اه خير ان يكون ما ما ملكا نبيا آآ ملكا او عبدا نبيا اختار ان يكون عبدا نبيا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم قال رحمه الله ومنها ان الله اعطى سليمان عليه السلام ملكا عظيما فيه امور لا يمكن ان تدرك بالاسباب وانما هي من تقدير الملك الوهاب مثل تسخير الريح تبعا لامره وتسخير الشياطين وكون جنوده من الانس والجن والطير وان الطيور كانت تخدمه الخدمة العظيمة يرسلها للجهات توصل منه الاخبار وتأتيه باخبار تلك الجهات وقد اعطاها الله من الفهم ومعرفة احوال الادميين ما قص علينا نبأه في هذه القصة ما قص الله علينا نبأه في هذه القصة وكذلك الذي عنده علم من الكتاب حين استعد ان يأتيه بعرش ملكة سبأ قبل ان يرتد اليه طرفه. وهذه ايات انبياء فلهذا مهما بلغ الخلق في الترقي في علوم الطبيعة والمهارة بالمخترعات فلن يصلوا الى ما اعطيه سليمان عليه السلام هذه ايضا من فوائد القصة ان الملك العظيم الذي اعطاه الله سليمان من تصخير الشياطين وتصفير الرياح وان جنوده من الانس والجن والطير وان الطير تقوم بخدمته يرسلها الى الجهات تنقل له الاخبار وتوصل ايضا اخباره الى الجهات ورسالته توصلها اه مثل ما حصل في قصة الهدهد التي مرت معنا هذا الملك آآ مثل ما يقول الشيخ لا يمكن اه ان يدرك بالاسباب لا يمكن ان يدرك بالاسباب او المهارات اه او حتى التفنن في انواع الصناعات ما يمكن ان ان ان يصل الناس الى هذا الملك العظيم الذي اوتيه سليمان عليه السلام مهما كان الترقي في علوم الطبيعة والمهارة بالمخترعات لن يصلوا الى ما اعطيه سليمان وسبق عند هذا الموطن ان نقلت عن والدي حفظه الله قوله هذا شيء لم يحصل في هذا الزمان الذي ظهر فيه التقدم بالصناعة ولن يصلوا الى ذلك ابدا لان هذا الذي حصل لسليمان ملك اعطاه الله له ولن يعطيه احدا من بعده. نعم قال رحمه الله ومنها انه ينبغي للملوك والرؤساء ان يسألوا عن احوال الامراء والرؤساء والرجال المتميزين ولا يكتفوا بمجرد السؤال بل يختبرونهم ويختبرون عقولهم ومعرفتهم للامور كما فعل سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ امتحنها ليستدل على كمال عقلها ورجاحته ولم يكتفي بالسؤال وهذا فيه للملوك وهذا فيه للملوك فوائد عظيمة وهم محتاجون لهذا اشد الحاجة وتمام ملكي ان يدير دفته الرجال الكاملون هذه آآ الفائدة الاخيرة ختم بها آآ رحمه الله تعالى ما عدده من الفوائد المستنبطة من قصة اي داوود وسليمان عليهما السلام ان الملوك والرؤساء آآ ينبغي ان يسألوا عن احوال الامراء والرؤساء والرجال المتميزين ليكلفوهم المهمات اه الاعمال لتكون على اتم وجه واحسن حال وان يختبروا معرفتهم يعني لا يكتفوا بما ينقل لهم عن الاشخاص بل يختبروا معرفتهم الشاهد على ذلك بقصة سليمان عليه السلام ان ملكة سبأ سمع سليمان عن عقلها ورجاحة عقلها فما اكتفى بهذا السماع لما جاءت قال نكروا لها عرشها ننظر اتهتدي ام تكونوا من الذين لا يهتدون امر بان ينكر لها عرشها وهذا مثل ما تقدم عند آآ الشيخ رحمه الله تعالى ان انه فعل ذلك آآ لينظر في آآ في رجاحة آآ عقلها امتحانا لها فعرف بذلك رجاحة عقلها وان ما كان ينقل عنها من ذلك مطابقا لهذا الذي حصل بالامتحان الذي اجراه لها سليمان عليه السلام وبهذا تكون انتهت هذه الفوائد العظيمة الثمينة مستفادة من هاتين القصتين آآ داوود وسليمان عليهما السلام وعلى جميع النبيين والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا