بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قصة ايوب عليه الصلاة والسلام كان ايوب من انبياء بني اسرائيل ومن الاصفياء الكرام. وقد ذكره الله في كتابه واثنى عليه بالخصال الحميد التي عموما وبالصبر على البلاء خصوصا فان الله تعالى ابتلاهم بولده واهله وماله ثم بجسده فاصابه من البلاء ما لم يصب احدا من الخلق فصبر لامر الله ولم يزل منيبا لله ولما تطاول به المرض العظيم ونسيه الصاحب والحميم نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام عبدالرحمن ابن السعدي رحمه الله تعالى قصة ايوب عليه السلام قصة ايوب عليه السلام قصة عظيمة جدا ومليئة بالعبر ولا سيما في مقام الصبر على البلاء فانه صبر عليه السلام صبرا عظيما حتى انزل حتى ان الله انزل ببيان عظيم صبره قوله جل وعلا انا وجدناه صابرا وهذه تزكية له من الله عز وجل وبيان لعظيم صبره ولذا صار يظرب به المثل بالصبر يقال صبر ايوب عليه السلام وهو من انبياء بني اسرائيل ممن اصطفاهم الله سبحانه وتعالى واجتباهم لرسالته ووحيه وتنزيل وقد ذكره الله عز وجل في القرآن قال المصنف وقد ذكره الله في كتابه وذكره في القرآن جاء في اربعة مواطن في موطنين منها ذكرت خلاصة لقصته في سورة الانبيا وفي سورة صاد واثنى الله عز وجل عليه في هذه المواطن بالخصال العظيمة وبلعبودية لله والاوبة اليه والصبر على طاعته والصبر على البلاء وقد ابتلاه الله عز وجل ابتلاء عظيما بولده واهله ثم بجسده فاصابه منا البلاء ما لم يصب احدا من الخلق بلاء شديدا عظيما فصبر لامر الله وصبر على اقدار الله ولم يزل منيبا لله عز وجل ومن شدة البلاء الذي اصاب بدنه المؤلف رحمه الله يقول فاصابه من البلاء ما لم يصب احدا يقال لم يبقى من جسده موضعا سليما سوى قلبه الذي هو اه منشغل بالله ذكرا وتعظيما لله سبحانه وتعالى ولم تكن ايضا مدة هذا البلاء آآ قصيرة وزمنه يسير بل تطاول به المرض حتى بلغ كما جاء في حديث اه حسن ان مرضه بلغ ثماني عشرة سنة ونسيه الصاحب الحميم فنادى ربه سبحانه وتعالى اني مسني الضر وانت وانت ارحم الراحمين وقوله عليه السلام اه مسني الضر لا يتنافى مع الصبر الذي مدحه الله عز وجل به لان الذي يتنافى مع الصبر اه شكواه لا الشكوى اليه الذي يتنافى مع الصبر شكوى الله عز وجل لا الشكوى اليه ما الشكوى اليه انما اشكو بثي وحزني الى الله هذا لا يتنافى مع الصبر فهذه دعوة دعا بها والتجاء التجأ به الى الله عز وجل اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين متوسلا الى الله سبحانه وتعالى فاجاب الله دعاءه وامره ان هي ان يظرب الارض برجله وكان هذا جعله الله عز وجل آآ سبب شفائه من هذا المرظ الذي آآ دام اه مدة دامت مدته اه ثمانية عشر عاما فقيل له اركض برجلك فركض فنبعت بركضته عين ماء بارد فقيل له اشرب منها واغتسل ففعل ذلك فاذهب الله ما في باطنه وظاهره من البلاء ثم اعاد الله له اهله وماله واعطاه من النعم والخيرات شيئا كثيرا وصار بهذا الصبر قدوة للصابرين وسلوة للمبتلين وسلوة للمبتلين واية للمعتبرين وكان في مرضه قد وجد على زوجته المرأة البارة الرحيمة في بعض شيء فحلف ان يجلدها مئة جلدة تخفف الله عنه وعنها وقيل له وخذ بيدك ضعفا حزمة حشيش او علف او شماريخ او نحو او شماريخ او نحوها فيها مائة عود فاضرب به ولا تحنث اي ينحل بذلك يمينك قال رحمه الله فقيل له اركض برجلك ومعنى اركض برجلك اي اظرب الارض بقدمك فلما فعل نبعت بتلك الركضة عين ماء بارد ثم امر عليه السلام ان يشرب من هذا الماء و ان يغتسل والشرب هذا فيه ذهاب البلاء الذي في باطنه والاغتسال فيه ذهاب البلاء الذي في ظاهره لان جلده تغير وصارت فيه قروح واشياء فشرب من هذا الماء واغتسل منه فبرئ من حينه وعاد اعاد الله سبحانه وتعالى له آآ اهله وماله واعطاه من النعم والخيرات شيئا كثيرا فصار بهذا نضرب مثل في الصبر وقدوة الصابرين قدوة للصابرين يتذكرون اه ايوب واذكر عبدنا ايوب اذ نادى ربه فالمبتلى يتذكر ايوب وهو من الاصفياء من الانبياء من المصطفين ابتلاه الله عز وجل هذا البلاء اه الذي دامت مدته ثمانية عشر عاما وهو صابر طوال هذه المدة محتسب فهو قدوة للصابرين وقد اثنى الله عز وجل على صبره بقوله انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب قال ابن القيم رحمه الله هذا يدل على ان من لم يصبر اذا ابتلي فانه بئس العبد لان الله سبحانه وتعالى قال في في هذا المقام مقام الصبر نعم العبد فمفهوم المخالفة لذلك ان الذي لا يصبر على البلاء ويتسخط عند القضاء فهو بئس العبد وفي قصة ايوب عليه السلام سلوى للمبتلين في سلوى للمبتلين المبتلى يسلو اه بما اه يسلو بما يرى وبما يقرأ ويتدبر من قصة ايوب عليه السلام وفيها عبرة للمعتبرين ثمان ايوب عليه السلام اه في اثناء مرضه وجد على امرأتي وجد على امرأته حلف ان يجلدها مئة جلدة ان يجلدها مئة جلدة. ويروى في اه الشيء الذي وجد على امرأته فيه قصص في بعضها نكارة وامور لا لا تصح مما يروى عن عن بني اسرائيل ويذكر في اه في بعض كتب التفسير الذي ذكره الله عز وجل يدل على انه اه مثل ما اشار الشيخ وجد على زوجته في امر ما الله اعلم به وحلف ان يجلدها مئة جلدة فخفف الله عنه وعنها وقيل له وخذ بيدك اضغطا ضغطا اي حزما مثل اه اه شماريخ النخل بحيث يكون فيها مئة عود او ازمة من الحشيش بحيث ما يكون فيها مئة اه عود او من العلف ويضرب بها مرة واحدة فاظرب به ولا تحنث اي ينحل بذلك يمينك وله في هذا دليل على ان كفارة اليمين لم تشرع لاحد قبل شريعتنا وان اليمين عندهم بمنزلة النذر الذي لا بد من وفائه وفي هذا دليل على ان على ان من لا يحتمل اقامة الحج عليه لضعفه ونحوه ان يقام عليه مسمى ذلك لان الغرض التنكيل ليس الاتلاف والاهلاك وفي هذا دليل على ان كفارة اليمين لم تشرع لاحد قبل شريعتنا وفي هذا دليل على ان كفارة اليمين لم تشرع لاحد قبل شريعتنا لان كفارة اليمين لو كانت مشروعة في شريعة ايوب عليه السلام لا اه اه جاءه التوجيه الى ان يا يكفر كفارة يمين ان يكفر عن يمينه لكنه آآ لم ينتقل الى كفارة اليمين لانها لم تكن شريعة آآ له عليه السلام وان اليمين عندهم بمنزلة النذر الذي لا بد من وفائه اي ليس فيها الا البر او الحنف ليس هناك امر اه ثالث اما ان يبر بيمينه او يحنث في في يمينه اه هذا الذي آآ جاء آآ جاءت توجيهه اليه وهو ان يأخذ بيده ظغثا ويضرب به آآ امرأته مرة واحدة وفيه مئة عود في عدم اه حنف اليمين ووفى بها وتنحل بذلك يمين وقد اخذ اهل العلم من هذا فائدة ان في هذا السياق دليل على ان من لا يحتمل اقامة الحد عليه لضعفه مثل آآ يكون مسنا هرما او ضعيفا او مريضا اشتد به المرض فانه يقام عليه مسمى ذلك مثل ما حصل من ايوب مع زوجته لما اخذ ضرسا وضربها به مرة واحدة قال الشيخ لان الغرض التنكيل ليس الاتلاف والاهلاك الغرظ التنكيل ليس الاتلاف ولا الاهلاك وبهذا انتهت قصة او ما اراد ايراده الشيخ رحمه الله من قصة ايوب عليه السلام ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين