بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله ومنها التأدب مع المعلم والتلطف في خطابه لقول موسى هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا فاخرج الكلام بصورة بصورة الملاطفة والمشاورة وانك هل تأذن لي ام لا؟ واظهار حاجته الى المعلم وانه يتعلم منه ومشتاق الى ما عنده. بخلاف حال اهل الكبر والجفاء الذين لا يظهرون الذين لا يظهرون حاجتهم الى علم المعلم فلا انفع للمتعلم من اظهار الحاجة الى علم المعلم وشكره على تعليمه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال مع هذه الفوائد امينة العظيمة من قصة الخضر مع موسى عليهما السلام قال ومنها التأدب مع المعلم والتلطف في خطابه لقول موسى للخضر هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا وامام الريب ان الادب هو عنوان العلم و كلما عظم الطالب حظا من الادب ونصيبا منه كان امكن في تحصيله وارتياح المعلم له وانبساطه اليه وحسن الافادة قصة موسى عليه السلام مع الخضر استخلص منها العلماء اداب كثيرة لطالب العلم وللتعلم وطريقة التعلم والتعامل مع المعلم من ذلك هذا الخطاب اللطيف هل هل اتبعك الا ان تعلمني مما علمت رشدا اظهر الخطاب بهذه الصورة من الملاطفة والاستئذان هل تأذن واظهار الحاجة مما علمت واظهار الرغبة والاشتياق الى اه ما عنده من علم ولا شك ان هذه لها اثر لها اثر على المعلم وانبساطه الى الم تعلم وارتياحه له ولهذا من اهم ما يكون في طالب العلم ان يحرص على الخطاب الذي يؤنس من يتعلم عنده ومن يتلقى عليه حتى ينبسط او تنبسط نفسه له وترتاح اليه فيكون هذا اعون باذن الله سبحانه وتعالى للفائدة وتحصيلها قال رحمه الله ومنها تواضع الفاضل للتعلم ممن هو دونه فان موسى بلا ريب افضل من الخضر موسى عليه السلام من اولي الازم من الرسل وهم خمسة وهم افضل البشر على الاطلاق و وهو افضل بلا ريب من الخضر لكن لما كان عند الخبر علما ليس عند موسى عليه السلام تواضع موسى ورحل اليه رحل اليه في مكانه وتلقى عليه شيئا من علمه قد استفادوا من ذلك تواضع الفاضل للتعلم ممن هو دونه فاذا برأ آآ في في العلم ونبغ ونبغ فيه وحصل منه علوما كثيرة ثم وجد شخصا دونه بمراحل لكنه برع في فن من فنون العلم فانه في في هذا المقام يحسم به ان يتواضع ويأخذ من هذا الذي دونه هذا العلم الذي برع فيه وفق فيه واذا حصل هذا التواضع حصلت الفائدة والخير باذن الله سبحانه وتعالى وللعباد وطلاب العلم في هذا قدوة بموسى عليه السلام وهو من هو عليه السلام قال رحمه الله ومنها تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم للعلم الذي لم يتمهر فيه ممن مهر فيه وان كان دونه في العلم درجات فان موسى من اكابر اولي العزم من الرسل الذين منحهم الله واعطاهم من العلوم ما لم يعطي احدا سواه ما لم يعطي سواهم ولكن في هذا العلم الخاص كان عند الخضر ما ليس عنده فلهذا اشتد حرصه على التعلم منه وهذا فيه تأكيد الفائدة التي قبلها وهي ان العالم الفاظل الذي حصل علوما كثيرة وتنوعا في العلم وتحصيله اذا لم يتمهر في جانب معين وجد شخصا دونه مهر في ذلك العلم فان الجدير به ان يتواضع ويتلقى عنه وان يحرص على الاخذ عنه حتى لو تطلب ذلك رحلة انتقالا اليه من بلد الى بلد واتيان اليه في محله فهذا كله شرف ورفعة. ومن تواضع لله رفعه قال رحمه الله ومنها ان يتعين اضافة العلم وغيره من الفضائل الى فضل الله انه يتعين اضافة العلم وغيره من الفضائل الى فضل الله ورحمته والاعتراف بذلك وشكر وشكر الله عليه لقوله ان تعلمني مما علمت رشدا قول موسى في خطابه الخضر هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا علمت مبني لما لم يسمى فاعله اي اعلمك الله علمك الله فيستفاد من ذلك آآ انه يتعين اضافة العلم وغيره من منن الله عز وجل وعطاياه الى الله عز وجل الى فضل الله ورحمته والاعتراف بذلك وشكر الله عليه وهذا كله مؤذن بالمزيد وفي اثناء قصة موسى عليه السلام في سورة إبراهيم قال الله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لا شديد وقال موسى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد قال رحمه الله ومنها ان العلم النافع هو العلم المرشد الى الخير وكل علم فيه رشد وهداية لطريق الخير وتحذير عن طريق الشر او وسيلة او وسيلة الى ذلك فانه من العلم النافع وما سوى ذلك فاما ان يكون ضارا او ليس فيه فائدة. لقوله ان تعلمني مما علمت رشدا من فوائد هذه القصة ان العلم النافع والعلم المرشد الى الخير وكل علم فيه رشد وهداية لطريق الخير وتحذير عن طريق الشر او وسيلة الى ذلك فانه من العلم النافع وما سوى ذلك فاما ان يكون ضارا او ليس فيه فائدة لقوله ان تعلمني مما علمت رشدا ان تعلمني مما علمت رسلا فقوله مما علمت رشدا الرشد هو ضد الرواية والراشد ضد الغاوي لا يكون المرء راشدا الا بعلم يهديه وهمة عالية ترقيه يتعلم اولا علما يهتدي به ثم يعمل بهذا العمل اه بهذا العلم الذي تعلمه فيكون حينئذ من الراشدين فان لم يتعلم العلم النافع لا يحصل له الرشاد وان تعلمه ولم يعمل به لم يحصل ايضا له الرشاد فلا يحصل الرشاد الا بهذا وهذا ولهذا اه اه كل علم نافع يتعلمه العبد ويجاهد نفسه على العمل به فهو الرشاد وضده الغواية قال رحمه الله ومنها ان ان من ليس له صبر على ان من ليس له صبر على صحبة العالم ولا قوة على الثبات على طريق التعلم فانه قاصر ليس باهل لتلقي العلم فمن لا صبر له لا يدرك العلم. ومن استعمل الصبر ولازمه ادرك به كل امر سعى اليه فان الخضر فان الخضر اعتذر عن موسى انه لا يصبر على علمه الخاص هذه الفائدة فيها الاشارة الى مكانة الصبر وعظيم اثره في تحصيل العلم العلم جادة طويلة تحتاج الى صبر ومن لم يصبر على العالم وعلى العلم وعلى التلقي انقطع من اول الطريق ولهذا فان مقام العلم كجميع كمقام جميع العبادات والوظائف الدينية يحتاج من العبد الى صبر حتى يمضي في ذلك الطريق ومن لا صبر عنده لا لا ثبات عنده على العلم التعلم وهذا العلم الخاص الذي منحه الله سبحانه وتعالى واعطاه الخضر وهو ليس عند موسى قد نبه الخضر موسى عليه السلام ان هذا العلم الخاص الذي عنده آآ لا يستطيع موسى صبرا عليه ان تستطيع اه قال الخضر عليه السلام لموسى وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ثم قال له موسى ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا فهذا يفيد ان ان مقام العلم مقام يحتاج الى صبر واذا لم يحصل الصبر لم يحصل الا لم تحصل مداومة والاستمرار والثبات على العلم قال رحمه الله ومنها ان مما يعين على الصبر على الاشياء احاطة العبد بها علما وبمنافعها وثمراتها ونتائجها فمن لا يدرك هذه الامور يصعب عليه الصبر لقوله وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا هذه فائدة عظيمة ذكرها المصنف رحمه الله تعالى واستفاد من قصة موسى عليه السلام ما مع الخضر لقوله وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا وهي ان المعلم يحسن به في بداية التعليم ان ينبه الطالب على فوائد هذا العلم وثماره واثاره ونتائجه فان هذا يعين الطالب على الاستمرار والثبات والمداومة ولذا جرت عادة كثير من اهل العلم بدء دروسهم في بعظ المتون العلمية بذكر فائدة هذا المتن والمنافع والثمار التي يجنيها الطالب اذا حصل ذلك العلم وكذلك ايظا بعظ المصنفات العلمية يذكر في مقدمتها شيء من فوائد ذلك العلم والغرض من ذلك ان يكون اه هذا البيان والايضاح لتلك الفوائد معونة الطالب على الاستمرار والمداومة والثبات على تحصيل ذلك العلم قال رحمه الله ومنها الامر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة على الحكم على الاشياء حتى يعرف ما يراد منه وما هو المقصود هذه ايضا فائدة مستفادة من القصة وهي ان آآ الحكم على الشيء فرعا تصوره ولهذا دائما في الحكم على الاشياء ينبغي على المرء ان يتأنى ويتثبت ويعرف المقصود منها ويتصور الامر تصورا اه تاما ثم من بعد ذلك يحكم قال رحمه الله ومنها مشروعية تعليق ايجاد الامور المستقبلة على مشيئة الله لقوله ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا وان العزم على الشيء ليس بمنزلة فعله فموسى عزم على الصبر ولكن لم يفعل هاتان فائدتان ذكرهما آآ اه رحمه الله الاولى اه اهمية تعليق الامر المشيئة تعليق الامر بالمشيئة اه اذا اراد الانسان ان يفعل شيئا يعلق المشيئة ساكي غدا ان شاء الله سافعل ذلك غدا ان شاء الله اذا قيل له افعل كذا يقول ان شاء الله وهكذا فعل موسى ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اصيل كاملا الله يقول ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله والفائدة الثانية ان العزم على الشيء ليس بمنزلة فعله. فموسى عزم على الصبر ولكن لم يفعل ولكن لم يفعل آآ موسى عليه السلام قال للخضر ستجدني ان شاء الله صابرا وهذا عزم على الفعل ولكنه لا لم يفعل لانه عليه السلام اه كان رأى اشياء قوية جدا فلم يحتمل ان يصبر على عدم السؤال عنها مع ان الخضر اشترط عليه لا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه ذكرا فلم يصبر وسأل الحاصل ان بل هذا يستفاد من ان العزم على الشيء ليس بمنزلة فعله. فموسى عزم على الصبر ولكن لم يفعل قال رحمه الله ومنها ان المعلم اذا رأى من المصلحة ان يخبر المتعلم ان يترك الابتداء في السؤال عن بعض الاشياء حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها فان المصلحة تتبع كما كما اذا كان فهمه قاصرا او نهاه عن التدقيق الشديد او الاسئلة التي لا تتعلق بالموضوع فهذه ايضا من الفوائد للمستفادة من من هذه القصة ان المعلم اذا رأى من مصلحة ان يخبر الم تعلم ان يترك الابتداء في السؤال عن بعض الاشياء حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها فانه يفعل ذلك مثل ما قال الشيخ فان المصلحة تتبع يعني تطلب وآآ يسعى في في في طلبها اذا كان في عدم السؤال مصلحة فينبهه يقول لها لا تسألي واشار الشيخ مثلا الى اشياء كما اذا كان فهمه قاصرا او نهى عن التدقيق الشديد يعني في بعض المسائل او الاسئلة التي لا تتعلق بالموضوع في مثل هذا يحسم بالمعلم ان اه يخبر الطالب الا يسأل لماذا؟ لان من المصلحة عدم السؤال احيانا السؤال في اثناء الدرس يقطع الدرس ويعثر الفائدة على المتلقين او احيانا اه يخرج اه اه الدرس عن اه عن اه عن موضوعه يخرج به عن موضوع الذي هو فيه فمتى كانت المصلحة ايقاف الطالب او منع الطالب عن السؤال يفعل ذلك لان المصلحة تتبع قال رحمه الله ومنها جواز ركوب البحر اذا لم يكن في ذلك خطر ومنها جواز ركوب البحر اذا لم يكن في ذلك خطر جواز ركوب البحر اذا لم يكن في ذلك خطر اما اذا كان هناك آآ خطورة فالله تعالى يقول ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة مثل انت ان تكون السفينة فيها خلل والركوب فيهم في مخاطرة او البحر فيها امواج والدخول فيه في مخاطرة فانه حينئذ لا يفعل قال رحمه الله ومنها ان الناس غير مؤاخذ لا في حق الله ولا في حق العباد الا ان ترتب على ذلك اتلاف اتلاف مال ففيه الظمان حتى على الناس في قوله لا تؤاخذني لا تؤاخذني بما نسيت ايضا من آآ فوائد هذه القصة ان الناسي غير مؤاخذ لا في حق الله ولا في حق العباد يعني تسقط المؤاخذة وفي قصة موسى مع الخضر قال لا تؤاخذني بما نسيت فهذا يستفاد ان منه ان الناس غير مؤاخذة لا في حق الله عز وجل ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا قال الله سبحانه وتعالى قد فعلت وايضا لا في حق العباد في الناس معذور لكن اذا ترتب على ذلك اتلاف مال ففيه الظمان حتى على الناس فيه الظمان اذا حصل اتلاف مال المؤاخذة تسقط ولا يسقط الظمان المؤاخذة تسقط فلا يأثم ولا يسقط الظمان آآ بل يضمن الحق الذي اتلفه للعباد قال رحمه الله ومنها انه ينبغي للعبد ان يأخذ من اخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها وما سمحت به انفسهم ولا ينبغي له ان يكلفهم ما لا يطيقون او يشق عليهم او يرهقهم فان هذا داع الى النفور بلا داع الى النفور بل يأخذ المتيسر ليتيسر له الامر فهذه الفائدة وما يتبعها من فوائد آآ يؤجل الكلام عليها الى لقائنا اه غدا باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل